الألعاب الشعبية العربية في فلسطين

تعتبر الألعاب الشعبية العربية في فلسطين أحد المظاهر الثقافية الفلسطينية التي اتسمت بحرية الممارسة، واحتكمت إلى قوانين وقواعد خاصة بها، وشكلت دليلًا على ديمومة الإبداع والابتكار الشعبي الفلسطيني في كافة مناطق فلسطين، باستخدام خامات البيئة المحلية، متخذة أبعادًا تربوية وتعليمية ونفسية، وأبعادًا سلوكيةً ومعرفيةً ووجدانيةً، متماشية مع قدرات الطفل وطموحاته؛ كما اتسمت بتخصصها؛ فهناك ألعاب للذكور، وأخرى للإناث؛ وألعاب للأطفال، وأخرى للكبار.

وفي قديم الزمان كان أطفال فلسطين يمارسون ألعابهم المفضلة في حاراتهم، أو في الساحات القريبة من منازلهم، أو في الشوارع أو الأزقة بين بيوتهم، أو في حوش البيت إذا كان واسعاً ومناسباً لممارسة اللعب؛ وكانوا يلعبون العديد من الألعاب الشعبية التي تنمي قدراتهم ومواهبهم، وتمنحهم المزيد من الصحة والعافية، وتغمرهم بالفرح والسعادة.

وتختلف الألعاب الشعبية عن بعضها من حيث الشكل والمضمون وطريقة الأداء؛ وتمارس من قبل الكبار والصغار على حدٍ سواء؛ وإن كان الصغار أشدُّ ارتباطًا وتعلقاً بها؛ لأنها جزء مهم من عالمهم وتنشئتهم الاجتماعية.

ومن أشهر الألعاب التي كان يمارسها الأطفال: "أوّلك يا اسكندراني"، و"دق الحابي"، ونط الحبل، والطماية أو الغماية، والسبع حجار،  و"طاق طاق طاقية، ورن رن يا جرس... حول واركب على الفرس".وكانت البنات يلعبن لعبة نط الحبل و"الحجلة" أو "اليوكس". وتختلف الألعاب التي يمارسها الأطفال في ساعات النهار عن تلك التي يمارسونها في المساء، كما تختلف الألعاب التي يمارسونها في فصل الصيف عن تلك التي يمارسونها في فصل الشتاء. وتختلف أيضا ألعاب الأطفال الذكور عن ألعاب الإناث، وتتداخل أحيانا ألعاب الذكور مع ألعاب الإناث، وألعاب الأطفال الصغار مع ألعاب الصبيان والفتيان؛ فنجد الإناث يمارسن بعض ألعاب الذكور، مثل لعبة السبع جور والسبع حجار، كما يمارس الذكور بعض ألعاب الإناث، مثل نط الحبل والحجلة والكال... وغيرها.

ويرافق كل هذه الألعاب صراخ الأطفال، وكثرة حركتهم، وتكون في بعض الأحيان من مستلزمات اللعب؛ وفي أحيانا أخرى تكون تعبيراً عن ذاتهم وعن الحماس والانسجام فيما بينهم، وتفريغاً لطاقاتهم الكامنة في داخلهم. ونجد أن بعض الألعاب تتصف بالخشونة، حيث يقوم اللاعبون بدفع بعضهم البعض، للاستحواذ على الكرة أو ضربها أو لمنع الخصم من إصابة الهدف أو الوصول إليه. وقد يتعرّض الأطفال إلى إصابات أثناء اللعب.  كما تشتد أحيانا المشاحنات والخلافات بين الأطفال، ويتوقفون عن اللعب لبعض الوقت، لكن سرعان ما يتم حسم الخلاف، وتعود المياه إلى مجاريها، ويستمر اللعب من جديد.

وكانت الألعاب الشعبية في الماضي بمثابة مرآة تنعكس من خلالها ملامح الحياة الاجتماعية وتراثها الثقافي بكل ما فيها من قيم حضارية ومعارف إنسانية. وتسمى هذه الألعاب بالشعبية نظراً لأنها كانت ولا يزال بعضها يمارس في الأحياء الشعبية من القرى والمدن. والمقياس في شعبية اللعبة هو تقبل جماعة الأطفال لها وتكيّفها معها، بحيث تصبح جزءاً من ميراثهم؛ تحمل أفكارهم وألفاظهم وأغانيهم وتعبيراتهم الخاصة.

وكان الأطفال يمارسون بعض الألعاب الرياضية التي تبعث فيهم نشوة الرجولة وتفرغ الطاقات الكامنة فيهم، مثل لعبة المباطحة (وهي محاولة طرح الخصم أرضاً)، ويتبارون فيما بينهم في رفع حجر ثقيل، أو رمي حجر إلى مسافة بعيدة، أو التصويب نحو هدف بارز ومحاولة إصابته، أو تسلق (سنسلة) أو جدار عال، أو الجري بسرعة فائقة، أو القفز عن جدار عال.

 وكانت الألعاب الشعبية تمارس من قبل الصغار والكبار على حدٍ سواء، وإن كان الصغار أكثر ارتباطًا بهذه الألعاب؛ لأنها جزءاً مهما من عالمهم الطفولي ونشأتهم الاجتماعية.

ونلاحظ أن هناك ألعابًا عالمية حديثة، نواتها تشبه هذه الألعاب الشعبية، مثل لعبة الرنة التي تشبه في بعض جوانبها لعبة البيسبول الأمريكية؛ ولعبة الكورة، التي تشبه لعبة الهوكي على الجليد...

وكان أطفال فلسطين في الماضي يستغلون المواد البسيطة المتوفرة في بيوتهم من المهملات والمتروكات المنزلية، أو التي يعثرون عليها ملقاة في الشوارع والحارات، مثل قطع الخشب والحجارة وعلب القصدير الفارغة والأسلاك وبقايا القماش ليصنعوا منها ألعابهم الخاص؛ فكانوا يصنعون كرة القدم من الشرايط أو قطع القماش البالية، والسيارات من الأسلاك وعلب التنك، والفخاخ لصيد العصافير من الأسلاك، وعربات الجر من صناديق الخشب وبيل السيارات، والطائرات الورقية الملونة ويطلقونها في الجو في فصلي الصيف والخريف، حين تكون الرياح مناسبة لمزاولة مثل هذه الألعاب. وكانت البنات تصنع دمى العرائس من عيدان الخشب وبقايا القماش.

وكان للتطور الحضاري السريع وانتشار التلفزيون والستلايت والبلاي ستيشن والألعاب الإلكترونية) الأتاري والكمبيوتر والفيديو، والكم الهائل من الألعاب الجاهزة في الأسواق دور كبير في تلاشي ونسيان الكثير من الألعاب التي كان يمارسها الأطفال والفتيان حتى عقد السبعينات من القرن الماضي.  ولم يعد الأطفال يمارسون الألعاب التي مارسها آباؤهم وأجدادهم، بل إنه من النادر أن نرى الأطفال اليوم يمارسون لعبة شعبية قديمة؛ فقد أضحت شيئًا مستغربًا عندهم، ومجرد ذكريات تنبعث من عالم النسيان في أحاديث عابرة عند تذكر أيام الصبا والشباب عند كبار السن.

وفيما يلي نستعرض بالتفصيل بعضا من هذه الألعاب تخليدًا ووفاء لذكريات الآباء والأجداد، ولنعرض صورة حيّة عن طفولتهم وحياتهم البسيطة التي عاشوها في الزمن الماضي.

طرق القرعة

قبل أن يبدأ الأطفال باللعب، خاصة في بعض الألعاب التي تتطلب أن يبدأ اللعب فريق قبل الآخر، فيجري الأطفال بعض القرعات لاختيار الفريق الذي يبدأ باللعب أولا. ومن هذه الطرق التي كانت ولا زالت شائعة ما يلي:

1. كوم كوم بامية:

هذه ليست لعبة في حد ذاتها، وإنما تستخدم فقط للقرعة ما بين مجموعة الأولاد لاختيار واحد منهم للبدء بلعبة ينوون لعبها؛ فتقف مجموعة من الأولاد أو البنات أو من كلا الجنسين ما بين 4-8 أشخاص في دائرة ضيقة؛ ويمد كل طفل يده مقابل يد زميله، مع اتجاه الكف إلى الأسفل. ويحرك الأطفال أيديهم إلى الأعلى وإلى الأسفل وهم يرددون "كوم ...كوم... بامية". وبعد الانتهاء من ترديد الجملة وقبل أن يتوقف الأطفال فجأة عن تحريك أيديهم يكون كل واحد منهم قد جعل باطن كفه إلى الأعلى أو إلى الأسفل... ويكون صاحب الدور للبدء في اللعبة من يكون كفه مخالفًا للجميع؛ أي أنه الوحيد الذي باطن كفه إلى الأعلى أو إلى الأسفل؛ وإذا كانت كل الكفوف مخالفة أو متماثلة، تعاد العملية مرة ثانية وثالثة حتى تظهر كف واحدة مخالفة عن كفوف الآخرين، ليكون له الدور؛ وإذا كانت أكثر من كف مخالفة وكانت عدد الكفوف المخالفة أقل من عدد الكفوف الأخرى، يخرج العدد الأقل من القرعة، ويبقى العدد الأكبر؛ فإذا  كان عدد اللاعبين مثلا ثمانية، يكون عدد الكفوف ثمانية أيضا؛ فمثلًا: عند بدء القرعة وتحريك الأيدي إلى أعلى وإلى أسفل أربع مرات مع ترديد "كوم ... كوم ... با ... مية"، إذا كان بعد التوقف باطن ثلاثة كفوف إلى الأسفل، بينما باطن خمسة كفوف إلى أعلى، يخرج العدد الأقل، وهم اللاعبون الثلاثة من القرعة، وتستمر القرعة على الخمسة الباقين؛ وإذا كانت في المرة الثانية عدد الأكف المخالفة اثنان والمتماثلة ثلاثة، يخرج من القرعة اثنان، وهما صاحبا الكفين المخالفين، ويبقى الثلاثة؛ وتستمر القرعة؛ فإذا  كان كفان متشابهين وواحد مخالف، يفوز بالقرعة صاحب الكف المخالف.

وإذا صدف أن كان عدد الأكف المخالفة تساوي عدد الأكف المتماثلة، أو كلها مخالفة أو متماثلة، لا يخرج أي منهما من القرعة، وتعاد القرعة حتى يكون عدد الأكف المخالفة أو المتماثلة غير متساوٍ.

2. القرعة بالحجر:

يحضر أحد الأطفال حجرًا أملس الجانبين؛ حتى لا يتدحرج عند سقوطه على الأرض. ويسأل زميله أو الفريق المقابل، عن وجه الحجر الذي يختارونه، ويلقي بالحجر إلى الأعلى ويسقط على الأرض؛ فإذا  كان سقط على الوجه الذي اختاره زميله أو الفريق الآخر، فيبدؤون هم باللعبة؛ أما إذا كان وجه الحجر مخالف لما اختاروه، فيكون دور البدء في اللعبة للفريق الثاني.

3. القرعة بالنقود:

وتتم بنفس الطريقة التي ذكرناها أعلاه، ولكن بدل الحجر تستخدم قطعة نقود؛ ويحدد الفريق الخصم وجه العملة، ويلقي الطفل قطعة النقود إلى الأعلى، لتسقط على الأرض؛ فإذا  كان وجه العملة هو الذي اختاره الفريق الخصم، يكون هو صاحب الدور باللعب؛ وإذا كان الوجه الآخر، يكون الدور للفريق الثاني.

كما يمكن أن تتم هذه القرعة بان يلقي الطفل قطعة النقود إلى الأعلى ويتلقفها بين يديه، ثم يفتح يده فتظهر قطعة النقود على راحة كفه. ويرى الفريقين أي وجه من وجيها إلى الأعلى، ويحددون تبعا لذلك الفريق الذي وقع عليه الاختيار.

4. القرعة بإخفاء صرارة (حصاة صغيرة) في اليد:

يقوم أحد الأطفال بإخفاء صرارة (حصاة صغيرة) صغيرة في إحدى يديه خلف ظهره، حتى لا يرى الخصم أين سيضعها؛ ويضم يديه بإحكام ويمدهما إلى الأمام، ويطلب من زميله معرفة اليد التي يخفي فيها الصرارة؛ فإذا  عرفها كان الدور له، وإذا أخطأ كان الدور لزميله، وهو الذي يبدأ باللعب أولا.

5. القرعة بالقدم:  

تجرى هذه القرعة لاختيار الفريق الذي سيبدأ باللعب. يتقدم طفل من كل فريق، ويقفان قبالة بعضهما البعض، ويتركان بينهما مسافة لا تزيد عن 5 أمتار، وفي أن واحد يبدأ الطفلان بالتقارب أحدهما نحو الآخر بخطوات متبادلة، بحيث يخطو كل واحد منهم خطوة بالقدم إلى الأمام، واضعاً قدمه الخلفية أمام قدمه الأمامية، بحيث يلامس عقب القدم اليمنى مقدمة القدم اليسرى، ثم ينقل القدم اليسرى إلى الأمام، ليلامس عقب القدم اليسرى مقدمة القدم اليمنى، وهكذا تتكرر الخطوات حتى الخطوة الأخيرة، فان بقى للذي دوره في الخطوة الأخيرة مسافة كافية ليضع قدمه فيها، يكون هو الفائز، وفريقه الذي يبدأ باللعب. وإذا لم تتبق مسافة كافية ليضع قدمه فيها، ووطئت قدمه قدم زميله، يكون هو الخاسر؛ وفريق زميله هو الفائز، وهو الذي يبدأ باللعب.

ومن أشهر الألعاب التي كان يمارسها أطفال فلسطين قبل عام 1967م، ولا يزال بعضها يمارس إلى وقتنا الحاضر:

لعبة الزُّقيطة (إحيوه)

يقسِّم اللاعبون أنفسهم إلى فريقين، ويحدد مكان ما لإحياء اللاعبين (أي تحريرهم عند الاحتجاز)، ويكون حائطًا يحرسه لاعب من الفريق المطارِد؛ وبعد إجراء القرعة وتحديد الفريق الذي سيلاحق أفراد الفريق الآخر، تبدأ المطاردة. وكلما أمسك الفريق المطارِد بواحد من الفريق الخصم وضعه في مكان الاحتجاز، ومنعه من الحركة وإخراجه من اللعبة. يحاول زملاؤه الوصول إليه لتحريره، وعلى الحارس منع الآخرين من الوصول إليه؛ لكن إذا تمكن أي فرد من الفريق المطارَد التسلل إلى المكان الذي حُجز فيه زميله ولمسه وهو يقول "احيووه"، اعتبر محررا، مما يعطيه الحق في الانطلاق والعودة إلى اللعبة من جديد، ليطارده الفريق مرة أخرى مع زملائه المطارَدين.  ويمكن للاعب أن يحرر أكثر من شخص دفعة واحدة من خلال لمسهم جميعًا، وهو يردد "احووه"؛ لكن إذا لامس الحارس أحدًا من زملاء المحتجز اعتبر هو الآخر محتجزًا كزميله.  وتستمر اللعبة حتى يتم حجز جميع أفراد الفريق المطارَد. وإذا نجح في ذلك تتحقق له السيطرة الكاملة على ساحة اللعب، ويكون هو الفريق الفائز، ويحل محله الفريق الآخر، ويصبح هو الفريق المطارَد، وهكذا... تستمر اللعبة إلى أن يملها الأطفال فيتحولوا إلى لعبة أخرى.

لعبة شد الحبل

تعتمد هذه اللعبة على قوة العضلات وحفظ التوازن، ويمارسها الأطفال الذكور في ساعات النهار في الحارة أو في ساحة عامة أو في ملعب المدرسة، ولا يقل عددهم عن 10 لاعبين، وأعمارهم فوق 12 عامًا، وأدواتها حبل سميك وطويل.

طريقة اللعب:

يتم تقسيم اللاعبين إلى فريقين متساويين، ويقف الفريق الأول إلى جهة اليمين؛ بينما يقف الثاني مقابله (إلى جهة اليسار).  يتم رسم خط فاصل طولي في منتصف المسافة بين الفريقين؛ ويقف الفريقان على بعد متماثل من الخط الفاصل، وهو  مترين تقريبًا، وتشكل منطقة النفوذ لكل فريق.

يمسك كل لاعب من الفريق أحد طرفي الحبل ويضعه تحت ذراعه؛ بينما يسمك الفريق الآخر بالطرف الثاني للحبل، ويوضع منتصف الحبل فوق الخط الفاصل.

يقوم الحكم أو من في حكمه بإعطاء إشارة البدء باللعب، ويبدأ كل فريق على الفور بشد الحبل بكل قوة إلى جهته، ويتعالى هتاف وصياح الأطفال المتفرجين وهم يشجعون كلا الفريقين.  يستمر الطرفان في شدّ الحبل كل من جهته حتى ينجح أحدهما بسحب الفريق الآخر باتجاهه. وعندما يتجاوز الفريق (المسحوب) خط الوسط، ويدخل منطقة سيطرة الخصم، يكون هو الخاسر، والفريق الثاني (الساحب) هو الفائز.

 الكورة أو التشورة

تناسب الفتيان من سن 14) 16 وموسمها فصل الربيع، وتمارس على أرض منبسطة خالية من الحجارة أو الحفر، وأدواتها عصا بيد كل لاعب (بمثابة المضرب لكل لاعب)، وكرة أو شبه كرة من علب الصفيح أو التنك، يتم ضغطها على بعضها البعض حتى تصبح على هيئة شبه كرة صغيرة. ويوضع في نهايتي الملعب حجرين يبعد الواحد منهما عن الآخر نحو مترين، أو يتم حفر حفرتين في نهايتي الملعب، يكونا بمثابة الهدفين.

أما اللاعبون فينقسمون إلى فريقين، ويتسلح كل لاعب بعصا، وتوضع الكرة في منتصف الملعب، وتبدأ الانطلاقة من قبل أحد الفريقين بعد إجراء القرعة، بضربها بالعصا باتجاه هدف خصمه، ويحاول كل لاعب من الفريقين ضرب الكرة بالعصا وتمريرها إلى فريقه محاولًا الوصول إلى هدف الخصم لإحراز نقطة؛ بينما يحاول الفريق الآخر اعتراض الكرة وتحويلها باتجاه هدف الفريق المهاجم، ويستمر اللعب على هذا المنوال، ويكون الفائز من أحرز عددًا أكثر من الأهداف.

يقابل هذه اللعبة في وقتنا الحاضر لعبة الهوكي التي يتم لعبها على الجليد.

لعبة حادي بادي

لعبة خاصة بالأطفال من البنات، وغالبا ما يلعبنها في الحارات في فصل الصيف؛ حيث تكون الأرض جافة ويمكن الجلوس عليها.

تبدأ اللعبة بجلوس الفتيات على الأرض مشكلات دائرة، تقف في وسطها فتاة يتم اختيارها بالقرعة، وتردد عبارة (حادي بادي ... سيدي محمد البغدادي ... شالو وحطو كله ع هاذي) وهي تشير في نفس الوقت بإصبعها على الفتيات الجالسات في الدائرة عند نطق كل كلمة تتلفظ بها؛ فإذا  انتهت من آخر كلمة "هاذي" وكانت إشارتها على إحدى الفتيات، فإنه يتحتم عليها الخروج من اللّعب.

وتكرر الفتاة ترديد هذه العبارة، وفي كل مرة تخرج إحدى الفتيات، ويتكرر خروج الفتيات، الواحدة تلو الأخرى، إلى أن تبقى فتاة واحدة، فتكون هي الفائزة، وتصبح هي التي تبدأ باللعب. وتتكرر اللعبة عدة مرات، إلى أن يملها الأطفال، فيتحولوا إلى لعبة ثانية... وهكذا يقضون أوقاتهم في بهجة ومرح.

لعبة المطاقشة (خميس البيض)

في بداية فصل الربيع وبالتحديد في الصباح الباكر من يوم الخميس الثاني من شهر نيسان، وهو يوم الاحتفال بعيد الفصح المجيد لدى النصارى، تقوم الأمهات في ذلك اليوم بسلق البيض وصباغته بألوان مختلفة، ويوزعنه على أطفالهن لإدخال الفرحة إلى قلوبهم. فاخذ المسلمون يقلدون النصارى في هذا اليوم، وأطلقوا عليه اسم "خميس البيض"؛ فكانت الأمهات يسلقن البيض مع قشر البصل أو ورق الورد الأحمر-الجوري، ويوزعنه على أطفالهن وأطفال الجيران، ليدخلن البهجة والسرور إلى قلوبهم. يأكل الأطفال حاجتهم من البيض، ويخرجون إلى الحارة وهم يحملون عددا من البيض، ليلعبوا بها لعبة "المطاقشة".

وطريقة لعبة "مطاقشة البيض"، هي أن يضرب أحد الأطفال بيضته ببيضة الطفل الآخر، مثلاً رأس البيضة لرأس بيضة أخرى، أو قاع البيضة لقاع بيضة أخرى... وهكذا؛ فإذا  طقش أحد الأطفال بيضة الخصم) أي كسرها، صارت البيضة المكسورة من حق الطفل الذي كسرها، على أن تبقى بيضته (بيضة الطفل الفائز) سليمة؛ فإذا  انكسرت بيضته هو أيضا، خسر حقه في بيضة الخصم، أي اعتبر الطفلان متعادلان.

وتمارس اللعبة بفنية ودراية عالية، من خلال معرفة كل لاعب اضعف الأماكن واصلبها في قشرة البيض، والزاوية التي يجب أن يضرب بها بيضة الخصم.

عالي شوط وط

وتسمى في بعض الحارات الفلسطينية عالي وط وط، أي بحذف حرف الشين.

يؤدي هذه اللعبة في العادة الأطفال الصغار من ذكور وإناث؛ حيث يتجمعون وسط مكان معين، ويحددون المنطقة التي سيلعبون فها. يتم عمل قرعة فيما بينهم لتحديد من سيقوم بمطاردة الأطفال الآخرين، والإمساك بأحدهم ليحلّ محلّه. بعد إجراء القرعة يهرب الأطفال ويتفرقون في كل اتجاه، ويبدؤون بالتنقل من مكان مرتفع إلى آخر، وهم يرددون بعض الألفاظ مثل: "عالي شوط وط ... قاعد بتنط نط... عالي شوط وط."؛ وذلك لإغاظة من يطاردهم وإظهار عجزه عن اللحاق والإمساك بهم. وعند وقوفهم على أي مكان مرتفع، مثل صخرة أو رصيف أو عتبات البيوت، أو أي شيء آخر مرتفع عن الأرض، يكونون في مأمن من مطارِدهم، حيث لا يجوز للاعب الذي يطاردهم (حسب قوانين اللعبة) أن يلمس أحداً منهم وهو واقف على مكان مرتفع. فيحاول أن يلمسه فقط وهو على الأرض خلال تنقله من مكان لآخر؛ فإذا  استطاع أن يلمس أحد اللاعبين وهو على الأرض، يعتبر خاسرا ويصبح هو المطارِد الجديد للأطفال...؛ فإذا  استطاع هذا اللاعب بدوره أن يلمس لاعبا آخر وهو على الأرض أصبح الآخر مطارِدا... وهكذا تستمر اللعبة، إلى أن يملّها الأطفال فيتحولوا إلى لعبة أخرى...

لعبة ياعمي وين الطريق

هذه اللعبة يلعبها الأطفال الصغار من الجنسين) البنات والأولاد في ساعات النهار. يربط الأولاد عيني اللاعب أو الذي وقع عليه الاختيار بمحرمة أو قطعة من القماش لمنعه من الرؤية، ويأخذ  هذا اللاعب بترديد:

ياعمى وين الطريق ؟     

فيجيبه الجميع:

قدامك حجر وإبريق...

ياعمى وين الطريق ؟     

قدامك حجر وإبريق...

ويحاول الطفل المربوط العينين الإمساك بأحد اللاعبين الذين يدورون حوله، ويتنقلون من مكان لآخر، مصدرين أصواتاً بقصد إرباكه واستفزازه، وإظهار عدم قدرته على الإمساك بهم، ويتتبع الأصوات والحركات الصادرة عن رفاقه، ويحاول الإمساك بأحدهم معتمداً على مصدر الأصوات، ويسترق النظر من تحت رباط العين ليرى أقرب الأطفال إليه، لينقض عليه بلمح البصر. ولا تحل المحرمة أو قطعة القماش عن عين اللاعب إلاّ إذا استطاع أن يمسك بأحدهم ليحل محله في المطاردة. فإن نجح في ذلك، نزعت العصابة عن عينيه، وجعلت على عيني الطفل الممسوك، لتبدأ اللعبة من جديد.

 لعبة نط الحبلة

يمارسها الأطفال الإناث في الحارة أو فناء البيت، ويكون عدد المشاركين ثلاث بنات أو أكثر، أما الحبل فهو من الحلفا أو النايلون ويكون سميكا بعض الشيء.



تقف فتاتان بصورة متقابلة وجها لوجه، وتمسك كل واحدة منهن بأحد طرفي الحبل؛ بينما تقف الثالثة في منتصف المسافة بين الفتاتين. تبدأ الفتاتان بتحريك الحبل بشكل دائري باتجاه عقارب الساعة (من اليسار إلى اليمين)  بحيث يمر في كل مرة من فوق رأس البنت التي تقف في الوسط ومن تحت قدميها. وتبدأ هذه البنت بالقفز لتسمح للحبل بالمرور من تحت قدميها، والانحناء عندما يمر من فوق رأسها.  وعند كل دورة للحبل تردد الفتاتان الممسكتان بالحبل كلمات مثل: شبرة... أمرة... عين...  فولَّة... شمس... ويتكرر ذلك في كل مرة. وإذا ما اصطدم الحبل بساق الفتاة أثناء مروره من تحتها، تخسر الفتاة دورها لتدخل لاعبة غيرها.

ومن الممكن أن لا تقف البنت الثالثة في الوسط، وإنما أن تقفز إلى منتصف الحبل بعد أن تقوم الفتاتان الممسكتان بالحبل بتحريكه. وإذا ما تعبت اللاعبة التي تقفز فوق الحبل وأرادت أن تأخذ قسطًا من الراحة، فيحق لها أن تخرج من منطقة القفز لكن دون أن تتعثر، وتحل محلها بنت أخرى، وبذلك تحتفظ بدورها لتعيد اللعب مرة ثانية بعد الاستراحة.

كما يمكن أن تمارس البنت هذه اللعبة لوحدها، حيث تمسك بكلتا يديها طرفي الحبل وتقوم بتحريكه بشكل دائري من اليسار إلى اليمين، وتمرره في كل مرة فوق رأسها ومن تحت قدميها... وهكذا.



لعبة عسكر وحرامية

يلعبها الأطفال الذكور، وتقوم على مبدأ الصراع بين الخير والشر.

تتكون اللعبة من فريقين يكون عدد كل فريق بين 5-8 أطفال، أعمارهم بين 12-16 سنة. وموسم اللعبة هو فصل الصيف. وغالبًا ما كانت تتم اللعبة في الأماكن التي بها خرائب، حتى يتمكن الحرامية (اللصوص) من الاختباء.

طريقة اللعب:

تحدد منطقة اللعب، التي سيتم فيها مطاردة الحرامية الهاربين، والتي لا يجوز تجاوزها والذهاب إلى أبعد منها. كما يُحدد أحد اللاعبين المكان الذي سيكون بمثابة سجن للحرامية عند إلقاء القبض عليهم، وقد يكون ذلك جدارًا أو دائرة ترسم على الأرض، أو توضع بعض الحجارة بشكل مربع أو دائري، لتكون هي السجن. ويكون على السجن حارس أو أكثر من العسكر يحرسون السجن، ويمنعون الحرامية من الاقتراب منه، لئلا يقوموا بتحرير زملائهم المسجونين.

ينقسم الأطفال إلى فريقين، يقوم أحدهما بدور العسكر ويقوم الآخر بدور الحرامية. وتجرى القرعة ينهم لتحديد من سيكون فريق العسكر، ومن سيكون فريق الحرامية.

يقوم فريق الحرامية بسرقة أي شيء من أحد أفراد الفريق الآخر "العسكر" كقميص أحدهم، ويهربون في كل اتجاه، لإرباك العسكر، وتشتيت تركيزهم. على إثر ذلك يصدر قائد العسكر الأمر بإلقاء القبض على الحرامية، ووضعهم في السجن. يبدأ العسكر بملاحقة الحرامية والبحث عنهم في مخابئهم ومطاردتهم من مكان لآخر، ويستخدم العسكر أيديهم بشكل مسدسات، أو يحملون قطعاً خشبية أو معدنية تمثل المسدسات، وقد يصدرون أصواتًا تشبه صوت إطلاق النار؛ فإذا  تمكن أحد العساكر من الإمساك بأحد الحرامية، وضعه في السجن، بينما يحاول رفاقه إخراجه منه، ويحرص الحارس أن لا يقترب أحد الحرامية من السجن؛ لأنه إذا نجح واقترب ولمس أحد المساجين اعتبر محررًا. وقد ينجح أحد الحرامية (منتهزاً فرصة انشغال الحارس في تعقب أحد الحرامية ومنعه من الاقتراب من السجن) بتخليص أحد زملائه المسجونين بسحبه خارج السجن، ويعتبر عندئذٍ طليقًا محررًا. ويستطيع الحرامي إخراج عدة لاعبين مرة واحدة إذا استطاع سحبهم خارج دائرة السجن.

وقد يحدث أثناء محاولة الحرامي تخليص زميله من السجن أن يُلقي الحارس القبض عليه أيضا، فيصبح هو الآخر سجيناً كزميله.

وإذا فشل العسكر في وضع جميع الحرامية في السجن، اعتبروا خاسرين، وعاودوا ملاحقة الحرامية مرة ثانية؛ أما إذا نجح العسكر في وضع كل الحرامية في السجن، اعتبر ذلك انتصارا لهم، وهزيمة للحرامية. ويتم تبادل الأدوار بين الفريقين؛ حيث يصبح فريق العسكر هم الحرامية، وفريق الحرامية هم العسكر، وهكذا تستمر اللعبة.

لعبة الحاكم والجلاد

 يمارسها الفتيان الذكور، ويكون عددهم بين 6-10، ويجلسون متراصين على حصير على شكل دائرة في ساحة البيت أو في الحارة أو في حتى الخلاء.

يتم تحضير قصاصتان مربعتان من الورق بحجم 3-4سم، يكون أحد وجوه القُصاصة ملونا والآخر ابيضا. يرمز الوجه الملون (وقد يكون لونه أزرق أو أحمر) إلى الحاكم، والوجه الأبيض إلى الجلاد. يبدأ اللعب أحد الأطفال بعد إجراء القرعة، ويقوم برمي الورقتان في الهواء (على ارتفاع متر تقريبًا)؛ فإذا  كان الوجهان الملونان إلى أعلى أصبح هذا الولد حاكمًا؛ وإذا كان الوجهان الأبيضان إلى أعلى أصبح جلادًا؛ وإذا كان وجه أحد الورقتان ملون ووجه الورقة الأخرى ابيضا قيل "كلب اعور"، وهو يمثل اللص ويقوم الحاكم بإصدار الأمر إلى الجلاد بضرب "الكلب الأعور" العدد الذي يراه مناسباً من الجلدات، ويحدد الحاكم نوع الضرب، فيقول خفيف، أو متوسط، أو "من قاع الدست" أي ضربًا مؤلمًا.

أما إذا كان الولد هو البادئ باللعب وليس هناك حاكم أو جلاد وكانت الورقتان "كلب اعور"، أي واحدة ملونة والأخرى بيضاء، ينتقل الدور إلى زميله المجاور على اليمين، ويستمر الأولاد في رمي الورقات حتى يتم اختيار الحاكم والجلاد.

وإذا رمى طفل آخر الورقتان وكان وجهاهما ملونان، انتقل دور الحاكم إلى هذا الطفل؛ وهذا ينطبق أيضا على الجلاد؛ فلا يبقى الحاكم حاكمًا ولا الجلاد جلادًا، وإنما يتغيرون باستمرار، وهذا هو حال الدنيا) يوم لك ويوم عليك، ويحاول كل لاعب الانتقام من الحاكم أو الجلاد الذي ضربه بشدة عندما يفوز هو بذلك المركز. لذلك فان الحاكم عندما يصدر أمرا بضرب أحد اللاعبين وهو "الكلب الأعور"، فانه يكون حذراً ويضع في الحسبان أن دوام الحال من المحال، وان الدور قد يأتي هذا الولد ليصبح هو الحاكم، وقد يصدر أمرا بضربه بمثل ما حكم عليه من قبل.

ويمكن أن يصدر الحاكم حكمًا غير الجلد، كأن يطلب من اللاعب بدلا من الجلد أن يقوم بأداء عمل ما، مثل الطلب منه غلي إبريق من الشاي، أو الذهاب لإحضار الحطب... الخ. وهذا طبعًا يتم الاتفاق عليه قبل البدء باللعبة.

ويمكن أن تستخدم  علبة الكبريت بدلا من الورق، حيث يقوم أحد اللاعبين برمي الكبريتة إلى أعلى بطريقة فنية، محاولًا جعلها تقف على الجانب الصغير للكبريتة؛ فإذا  أفلح في ذلك ووقفت الكبريتة على جانبها الصغير، سمي حاكماً، أما إذا وقفت على أحد جانبيها ) أي على الحافة التي تكسوها مادة الكبريت، سمي بالجلاد، وإذا وقعت على الناحية العريضة للكبريتة سمي "كلب أعور"، وهو يمثل اللص في اللعبة.  



لعبة الدامة أو الضامة

الدامة أصلها لعبة تركية، نقلت إلينا إبان العهد التركي، وأصبحت جزءًا من تراثنا الشعبي.

يلعبها اثنان من الفتيان بهدف التسلية وتمضية أوقات الفراغ، ويجلسان متقابلان وجها لوجه. يتم رسم مربع كبير طول ضلعه بين 40-50 سم على أرض رملية أو على قطعة كرتون أو على لوح خشب أو قطعة من القماش، وتقسيمه إلى أربعة وستين مربعًا صغيرًا: ثمانية مربعات بالعرض؛ و ثمانية مربعات بالطول. وتختلف حجارة كل لاعب عن حجارة خصمه من حيث اللون أو الشكل؛ بحيث يمكن تمييزها بسهولة عن بعضها. كما يمكن أن تستخدم بدلًا من الحجارة نوى التمر أو عجم الزيتون أو بنانير، أو حتى ورق ملون أو أي شيء آخر مناسب.

لكل لاعب ستة عشر حجراً يضعها في صفّين من الخانات من جهته ) في الصفين الثاني والثالث، ويبقي الصفان الرابع والأول فارغين، ويسمى الصف الأول "صف الضومنة".

يبدأ اللاعب الأول الدور بنقل حجر من حجارته مربعًا واحدًا إلى الأمام، وعليه أن يختار نقلة من بين ثماني نقلات ممكنه في بداية اللعبة والى جهة الأمام. يليه اللاعب الثاني، ثم يستمر اللعب حركه واحده لكل لاعب وبالتناوب.

يحاول كل لاعب أثناء تحريك حجارته، أن يكوَن منها سدّا منيعاً أمام هجمات خصمه لينطلق منها في هجوم مضاد مستغلاً الثغرات التي تلوح له من خلال نقلات الخصم. وتعتمد هذه اللعبة على المهارة في المراوغة والمناورة وبعض الفطنة والذكاء؛ فقد يقدّم أحد اللاعبين حجراً من حجارته ليكون فريسة سهلة لخصمه ليقوم بقتله (لأن القتل إجباري وليس اختياري)؛ بينما هو في الواقع يخطط لقتل حجر أو أكثر من حجارة خصمه، أو ليزحف إلى أماكن متقدمة في منطقة خصمه، تمكنه من أن يصل بأحد حجارته إلى صف "الضومنة" ) وهو الصف الأول من جهة اللاعب الخصم. وقد يحذّر اللاعب (وليس ملزماً) زميله الخصم قبل أن يقدم على قتل أحد حجارته بقول "كش" عندما يكون حجر الخصم في حكم المقتول إذا لم يقم بتحريكه في الحال. وإذا تقدم اللاعب بحجر إلى الإمام لا يجوز له العودة به إلى الخلف، وينقل اللاعب حجره خانة واحدة فقط (أي بالتدرج) إلى الأمام أو إلى اليمين أو إلى اليسار، إلا عندما يكون هناك فرصة لقتل حجارة الخصم، حيث يقوم اللاعب بنقل حجره فوق حجر خصمه ( أي يقفز بحجره فوق حجر خصمه ) ما دام يوجد خانة فارغة وراء حجر الخصم أو إلى يمينه أو إلى يساره، ويجوز قتل أكثر من حجر للخصم بحجر واحد في نقلات متتابعة، إلى الأمام والى اليسار والى اليمين، ولكن ليس إلى الخلف، إلا إذا كان هذا الحجر حجر الضومنة. وفي حال وجود أكثر من مسار متاح للتحرك لقتل حجارة الخصم، فمن حق  اللاعب أن يختار أحد المسارات ( سواءً إلى الأمام أو إلى اليمين أو إلى اليسار) الذي قد يحقق له قتل أكثر من حجر للخصم، أو يساعده على تحصين نفسه بشكل أفضل، أو يتيح له التغلغل أكثر في منطقة الخصم، أو ذلك المسار الذي يساعد على وصول حجره إلى صف الضومنة.

؛ فإذا  استطاع أي لاعب الوصول بأحد حجارته إلى هذا الصف، يصبح هذا الحجر "حجر الضومنة"، ويمكن وضع علامة عليه لتمييزه عن بقية الحجارة؛ لما لهذا الحجر ميّزة كبيرة عن غيره من الحجارة، حيث يصبح من حق اللاعب تحريكه في كافة الاتجاهات (عموديًا أو أفقيا، إلى الأمام أو إلى الخلف، إلى اليمين أو إلى اليسار، ويمكن أن يتجاوز عدة خانات مرة واحدة؛ ولكن لا يمكن له القفز عن حجرين معا (أي ليس بينهما خانة فارغة) سواء أكانت هذه الحجارة تعود للاعب "مالك حجر الضومنة" أو لزميله الخصم).

وهكذا يستمر اللعب حتى تقتل جميع حجارة أحد اللاعبين؛ حيث يعتبر خاسرًا أمام زميله فيكون هو الفائز، وتسجل له نقطة. ويتكرر اللعب عدة مرات، وفي النهاية يعتبر فائزًا من يكسب نقاط أكثر من زميله.



لعبة السبعة حجار

عدد اللاعبين من 6-10 أطفال.

أدواتها سبع قطع من الحجارة الرقيقة الملساء؛ بحيث تسمح بوضعها فوق بعضها البعض، وطابة أو كرة صغيرة، بحجم كرة التنس الأرضي.  وكان الأطفال يسمونها "طابة السبع جلود"؛ لاعتقادهم أنها مكونة من سبعة جلود نظرًا لقوتها ومتانتها.

بعد أن ينقسم اللاعبون إلى فريقين أحدهما مهاجمًا والآخر مدافعاً عن الهدف. يبنى أحد الأطفال الحجارة فوق بعضها البعض لتكون بمثابة الهدف.  يتم تحديد خط يكون في العادة على بعد 4-5 أمتار من الحجارة المبنية. تُجرى القرعة لتحديد الفريق المهاجم الذي سيبدأ اللعب. يقف الفريق المهاجم خلف الخط المحدد، بينما يقف أحد أفراد الفريق المدافع إلى جانب الهدف، وينتشر باقي اللاعبين من نفس الفريق في أماكن مختلفة، تكون مهمتهم إعادة الكرة إلى زميلهم المدافع عن الهدف. يبدأ اللعب أحد أفراد الفريق المهاجم بتسديد الكرة إلى الهدف محاولاً هدمه؛ فإذا  ما تهدمت الحجارة تفرق اللاعبون بسرعة؛ وإذا فشل في ذلك، يرميها لاعب آخر من فريقه؛ ويستمرون هكذا، حتى يستطيع أحدهم إصابة الحجارة. وإذا فشلوا جميعًا فإنهم يعتبرون خاسرين، ويحل محلّهم الفريق الثاني. عند إصابة الحجارة يلتقط اللاعب من الفريق المدافع، الواقف بجانب الهدف، الكرة ويصوبها نحو اللاعبين من الفريق المهاجم؛ فإذا  أصاب أحدهم خرج من اللعبة؛ وإذا لم تصب الكرة أحدا من لاعبي الفريق المهاجم، فإن أفراد الفريق المهاجم يستغلون فرصة ابتعاد الكرة؛ ليقوم أحدهم بإعادة بناء الحجارة وتصفيطها فوق بعضها البعض. ويحاول أعضاء الفريق المهاجم صدّ الكرة بالرأس، وتحويل اتجاهها بعيدًا؛ لإعطاء المجال لزميلهم ليُتم بناء الحجارة؛ وإذا تم صد الكرة بالجسد أو اليدين، فعلى زميلهم أن يتوقف عن بناء الحجارة في الحال، وأن يعاود الفريق المدافع إرسال الكرة مرة ثانية إلى زميلهم (حامي الهدف)، فيهرب على الفور لاعب الخصم الذي يبني الحجارة  ليتجنب الإصابة بالكرة؛ وكلما أصابت الكرة لاعباً من الفريق المهاجم خرج من اللعبة. وإذا استطاع الفريق المدافع عن الهدف إصابة جميع لاعبي الفريق المهاجم، قبل تمكنهم من بناء الحجارة، يكون هو الفريق الفائز؛ أما إذا استطاع أي لاعب من الفريق المهاجم إعادة بناء الحجارة قبل أن يخرجوا جميعاً من اللعب، فإنه يكون هو الفريق الفائز، ويكسب نقطة لفريقه. ومن حق الفريق الذي فاز أن يبدأ اللعب من جديد، ويكون هو الفريق المهاجم؛ أما إذا فشل وأصيب جميع لاعبيه قبل بناء الحجارة، فإن أعضاء الفريقين يتبادلون أدوارهم، بحيث يصبح الفريق المهاجم هو الفريق المدافع للهدف، والفريق المدافع)  هو الفريق المهاجم؛ وفي النهاية يكون الفريق الفائز، الفريق الذي يحقق نقاطًا أكثر من الفريق الآخر.

الحجلة (اليوكس)

لعبة الحجلة من ألعاب البنات، وتسمى في قلقيلية "اليوكس"، ولا يعرف مصدر هذه التسمية. والحجلة مشتقة من الفعل "حجل" بمعنى "رفع رجلًا ومشى على الأخرى".

موسم هذه اللعبة هو فصلي الشتاء والربيع؛ حيث تكون الأرض رطبة؛ بحيث يسهل على البنات تخطيطها بعود من الخشب أو بحجر مدبب.  ترسم فتاة مستطيلين، أحدهما عموديًا والآخر أفقيًا؛ ويكون أحدهما أطول بضعفين من الآخر. ويقسم المستطيل الطولي إلى أربعة مربعات متساوية، بينما يقسم المستطيل "المعاكس" أو العرضي إلى مربعين اثنين. كما في الشكل التالي:



 أدوات اللعبة: قطعة من الحجر رقيق نسبيًا ومنتظم الشكل.

تبدأ اللعبة بإجراء القرعة لاختيار التي ستبدأ منهن أولا باللعب؛ ترمي الفتاة صاحبة الدور قطعة الحجر على المربع الأول، ثم تقفز إلى داخل هذا المربع وهي تحجل أو تتنقل على قدم واحدة؛ بينما تبقى القدم الأخرى مرفوعة عن الأرض، بحيث لا تلامسها أبدًا. وتقوم الفتاة بدفع الحجر بقدمها إلى الأمام في المربعات الأخرى بالترتيب، وتستمر دفعها في كل المربعات حتى تعود إلى النقطة التي كانت تقف عليها في البداية، أي خارج مربعات اليوكس.

ويحق لـللاعبة الاستراحة في مربعي المستطيل المعاكس بوضع قدميها في المربعين، أي كل قدم في مربع، وذلك قبل أن تكمل عودتها ثانية بنفس الخطوات إلى نقطة البداية، أي خارج المربعات.  وتستمر اللعبة بنفس الخطوات، حيث تقوم الفتاة مرة ثانية برمي قطعة الحجر إلى المربع الثاني؛ وتفعل تماما كما فعلت في المربع الأول، ثم تعيد الكرّة في المربعين الثالث فالرابع، وعليها أن تكمل الدورة في كل مرّة بنجاح.  وعلى الفتاة أن تتقيد بقواعد اللعبة، وأي إخلال بهذه القواعد ستخسر الفتاة دورها وتخرج من اللعبة، وتحل زميلتها محلها.  وتكون البنت الفائزة تلك التي تستطيع أن تكمل الستة مربعات ذهابا وإيابا بنجاح في كل مرة، ووفق شروط وقواعد اللعبة، ودون ارتكاب أية أخطاء.

ومن شروط هذه اللعبة ما يلي:

عدم وقوع الحجر  عند رميه في بداية اللعب خارج المربع المقصود أو على خطوط المربع أو خارجه

 عدم استقرار الحجر أثناء دفعه بالقدم على الخط الفاصل بين المربعات، أو خروجه خارج حدود المربع المقصود.

عدم ملامسة القدم المرفوعة الأرض.

عدم ملامسة القدم التي تدفع بها قطعة الحجر خطوط المربعات.

وجوب إكمال الأربع دورات بنجاح، من نقطة الوقوف بداية اللعب، مرورًا بالمربعات الستة (الأربعة مربعات الطولية والمربعان العرضيان)، والعودة إلى نفس نقطة البداية خارج "اليوكس".

يسمح بالاستراحة في المربعان العرضيان في طريق العودة إلى نقطة البداية.

ويمكن أن تؤدى هذه اللعبة بطريقة أخرى، كما في الشكل التالي، والفرق بين الطريقتين، هو أنه في الطريقة الأولى يحق لها أن تستريح في المستطيل المعاكس ذو المربعين بوضع قدميها على الأرض، بينما في الطريقة الثانية لا يحق لها أن تستريح؛ بل يجب أن تكمل المربعات كلها وهي تحجل على رجل واحدة.

كما يمكن أن يكون عدد المربعات أكثر أو اقل، لكن اللعبة تتم بنفس الخطوات السابقة.



 أنـا النحلة أنـا الدبور

يمارسها الأطفال الذكور أو الإناث في الحارة أو فناء البيت، ويكون عدد المشاركين طفلين اثنين.

1. يقف الطفلان متلاصقين ظهراً بظهر (أي يدير كل منهما ظهره للآخر) ماداً كل منهما كلتا يديه إلى الوراء وبطريقة فنية للتتشابك عند نقطة الذراعين.

2. يبدأ أحدهما اللعبة ويحني جسمه إلى الأمام نحو الأرض فيرفع الثاني على ظهره، ومن ثم يعود منتصبًا ليقوم الطفل الأخر بدوره في الانحناء ورفع زميله على ظهره. وهكذا يكون لكل منهما دوره في الانحناء والركوب، مع تكرار ذلك مراراً.

3. عندما يرفع أحدهما الأخر على ظهره يردد: "أنـا النحلة"، ثم ينزل زميله على الأرض ليقوم الآخر برفعه على ظهره وهو يقول: "أنا الدبور"، يعود اللاعب الأول ليرفع زميله على ظهره وهو يردد "أنا مسافر"، وينزله مرة ثانية ليقوم زميله بحمله وهو يردد "على اسطنبول".  ويتكرر هذا الحوار طوال اللعبة:

       .. أنـا النحلة .

    فيرد الأخر: أنـا الدبور .

          ... أنـا مسافر

       ... على اسطنبول .

 لعبة طاق طاق طاقية

يؤدي هذه اللعبة الأطفال من كلا الجنسين) الذكور والإناث، ويكون عددهم في العادة بين 10-14 طفلًا.

يجلس الأطفال على الأرض على شكل دائرة، ويقوم من وقع عليه الاختيار بالدوران حول الفتيان الجالسين، وهو يحمل بيده طاقية أو محرمة (منديل) ويدور دورة كاملة وهو يردد: "طاق طاق طاقية، طاقيتين بعليِّة؛ رن رن يا جرس، حول واركب عالفرس". وطيلة دورانه لا يجوز للأطفال الجالسين الالتفات أو النظر إلى الخلف. وأثناء دورانه يختار من الجالسين في الدائرة أحد الفتية، ويكون من يختاره إما طفلاً سميناً أو ثقيل الهمَّة أو قليل الانتباه والملاحظة، وبخفة يد ودون أن يشعر بها أحد يقوم بوضع الطاقية وراء ظهر الفتى الذي اختاره، ويسرع بالدوران حتى يبتعد عن هذا الفتى تحسبًا من أن يشعر بوضعها ويلحقه يضربه بها. وإذا انتبه الطفل الجالس في الدائرة عند وضع زميله الطاقية وراء ظهره، التقطها في الحال ونهض مسرعًا ولحق بزميله ليضربه بها قبل أن يكمل الدوران حول الحلقة الدائرية؛  وإذا افلح زميله في الوصول إلى المكان الذي نهض منه وجلس مكانه قبل أن يمسك به أو يضربه بالطاقية اعتبر خاسرًا؛ ويأخذ دور زميله بالدوران حول الفتيان الجالسين في الدائرة؛ أما إذا لحق به وضربه بالطاقية اعتبر هو فائزًا وزميله مقتولًا (أي خارجًا من اللعبة)، ويجلس في وسط الدائرة، ويصبح هو صاحب الدور بدل زميله المقتول في الدوران حول الأطفال الجالسين، وإلقاء الطاقية خلف أحدهم...

وإذا أكمل الفتى الدوران حول رفاقه دون أن ينتبه مَنْ وضعت خلفه الطاقية، فإنه عندما يصله يلتقط الطاقية من وراء ظهره ويضربه بها على رأسه، فينهض في الحال ويلف حول رفاقه الجالسين في الدائرة، عقابًا له على عدم انتباهه، مع الأخذ بترديد عبارة:

 طاق طاق طاقية ...

رن رن يا جرس ...

حول واركب ع الفرس... 

... وهكذا تستمر اللعبة.

 لعبة الطممة

"الطممة" بضم الطاء وتشديد الميم، ومعناها الطمر أو الدفن أو مواراة الشيء. 

يلعبها الأطفال الذكور، ويكون عددهم بين 5-8 أطفال. وتعتمد هذه اللعبة على براعة الطفل في التخفي واختيار المكان الملائم للاختباء، مع سرعة الجري شدة الانتباه وخفة الحركة والتنقل. يتم تحديد منطقة اللعب، ولا يجوز للاعبين الذهاب إلى أبعد منها. تتم القرعة لاختيار أحدهم ليغمض عينيه ويقف ووجهه نحو جدار يتفق عليه ليكون مكان "السّملّح" (وهو مكان الأمان للاعب، والذي لا يحق للطفل المطارِد أن يمسك اللاعبون المطارَدين إذا استطاعوا الوصول إليه ولمسه). يبدأ الطفل بالعدّ البطيء إلى العشرة أو العشرين (حسب الاتفاق) واتساع المكان وكثرة اللاعبين، في حين يسرع بقية اللاعبين للاختباء في أماكن مختلفة) في أزقة الحارة وشوارعها، أو خلف جدران البيوت وجذوع الأشجار. وبدلًا من العدّ للعشرة أو العشرين، يمكن لأحد اللاعبين المختبئين أن يُعطى للطفل إشارة معينة مثل الصفير أو قول كلمة معينة، كإشعار بانتهاء الاختباء؛ حيث يبدأ بعدها اللاعب عملية البحث عن زملائه في المخابئ ومطاردتهم أثناء هروبهم وتحركهم من مكان لآخر، وقبل وصولهم إلى الحائط الهدف) السملّح. وهنا تظهر براعة الطفل في القدرة على اكتشاف المخابئ، ومطاردة زملائه والإمساك بأحدهم ليحل محلّه.  ويحدث أحياناً إذا بقي أحد اللاعبين مختبئاً أن يساعده رفاقه ضد الطفل الباحث؛ فإذا  اقترب هذا من مخبئه، يصيحون كإشارة إلى اقترابه منه، وتحذير للمختبئ بعدم الخروج. وقد تساعد هذه الإشارات الطفل الباحث في تقدير مكان زميله المختبئ؛ فيكشف أمره.

إذا استطاع هذا اللاعب أن يمسك لاعباً متخفياً سواء في مكان التخفي أو بعد مطاردته قبل الوصول إلى جدار السملَّح، فإن على اللاعب الممسوك أن يقوم بدور اللاعب الماسك.

وقد يحاول الطفل المطارِد (الباحث) خداع زملائه بالابتعاد قليلاً عن جدار السّملّح، مما يغري اللاعبين البعيدين بالاقتراب من الحائط ) مكان السَّملَّح، فينتهز فرصة اقترابهم منه، ويباغتهم بالهجوم عليهم بسرعة، مستهدفاً أضعف اللاعبين وأقلهم قدرة على الهرب؛ فإذا  أفلح بالإمساك بأحدهم كان على اللاعب الممسوك أن يحلّ محل اللاعب الماسك في البحث والمطاردة، ويتكرر اللعب بهذه الطريقة  ما دام لدى الأطفال متسع من الوقت، أو حتى يملوها، فيتحولوا إلى لعبة أخرى.

لعبة أوَّلك يـا اسكندراني

يلعبها الفتيان في فصل الصيف، ويكون عددهم بين 6 ) 10 من الفتيان، تكون أعمارهم بين 12-16 سنة.

بعد إجراء القرعة يقف الفتى الذي وقع عليه الاختيار قبالة زملائه منحنياً إلى الأمام، وواضعاً يديه على ركبتيه ووجهه إلى أسفل على نحو ما يفعل المصلي حين يركع؛ ويصطف بقية اللاعبين في صفٍ واحد على بعد ثلاثة أمتار تقريبًا في الجهة المقابلة؛ ويبدأ الواحد منهم تلو الآخر بالقفز عن ظهر زميله المنحني بالاتكاء على ظهره بباطن الكفين وفرد الساقين بعيدًا عن رأسه وظهره، مع عدم لمسه بغير اليدين قائلاً: "أوّلك يا إسكندرانى"، يتبعه اللاعب الثاني بنفس الحركات وهو يقول: (يابو عيون الغزلان)، ثم يتبعه الثالث ويقفز وهو يقول: (قتلنى وما قاتلته) ويتبعه الرابع قائلا أثناء القفز: (ما قتلني إلا ابن  عمي)، ويقفز الخامس وهو يقول: (شلّط السيفين مني)، وكل من يقفز يعود ثانية إلى الصف بالترتيب السابق. وهكذا تستمر اللعبة إلى أن يفشل أحد اللاعبين في القيام بدوره في القفز بشكل صحيح عن ظهر زميله المنحني، فيحل محل زميله في وضع الانحناء، لتبدأ اللعبة من جديد، وليقفز عن ظهره بقية اللاعبين...

كما كانت تتم هذه اللعبة بشكل مغاير، حيث يقفز كل لاعب عن كل زملائه. بأن يصطف جميع اللاعبين بشكل مستقيم، ويحنون ظهورهم  ويضعون أيديهم على ركبهم ووجوههم إلى أسفل على نحو ما يفعل المصلي عند الركوع، ويقوم آخر لاعب في الصف بالقفز عن ظهر زملائه الذين أمامه واحداً تلو الآخر، حتى ينتهي منهم جميعاً، ثم يقف في المقدمة ويحني ظهره كبقية زملائه، ويبدأ بالقفز الفتى الثاني الذي كان يليه في الصف، يتبعه الولد الثالث... ثم الرابع... والخامس، ... وهكذا إلى أن ينتهي الجميع من أداء دورهم في الانحناء والوثب، ثم يعاودون تكرار اللعبة من جديد، ويستمرون على هذا الحال، إلى أن يملّوا اللعبة، فيتحولوا إلى لعبة أخرى.

 لعبة دق الحابي

عدد اللاعبين فتيان 12-16 سنة

يتم إحضار قطعة من الخشب أو غصن من الأشجار، ويتم قطع قطعتين من الخشب أحداهما عبارة عن عصاة طويلة بطول 60سم، وتكون سميكة نسبياً وهي بمثابة المضرب، والأخرى بطول 20سم وهي وسيلة اللعب، وتكون القطعة الصغيرة مدوّرة (أي دائرية) من الطرفين، وسميكة من الوسط، بحيث لو ضُربت من أحد طرفيها بالعصاة الطويلة انطلقت في الهواء.

وتوضع هذه القطعة الخشبية المدوّرة الطرفين بالعرض فوق حجرين صغيرين مرتفعين بحدود 3-4 قراريط، أو فوق حفرة بعمق 5-7 سم. ويقوم أحد اللاعبين (صاحب الدور) بضرب قطعة الخشب الصغيرة بالعصاة الطويلة،  ويصوبها باتجاه اللاعب الخصم ليلتقطها؛ فإذا  نجح في التقطها فقد اللاعب دوره، ويستبدل الدور مع زميله، وإذا لم يلتقطها تناولها بعد أن تسقط أرضًا، وأطلقها باتجاه نقطة الانطلاق وهما الحجرين الصغيرين، فيتلقاها اللاعب صاحب الدور ويضربها بعيدًا. أما إذا فشل في ضربها ووقعت قرب نقطة الانطلاق (وهما الحجرين) وعلى مسافة تقل عن طول العصاة الطويلة، كان من حق زميله "الخصم"  أن يتسلم اللعبة منه ويحل محله؛ وإذا افلح في صدها وضربها بعيدًا، تابع ضرب قطعة الخشب الصغيرة؛ وله أن يضربها سبعة مرات متتالية، وهو يقول حابي واحد في الضربة الأولى وحابي اثنين في الضربة الثانية، وحابي ثلاثة في الضربة الثالثة... وهكذا يستمر في ملاحقتها وضربها إلى أبعد مسافة ممكنة؛ إلى أن يقول حابي سبعة وهي آخر ضربة له. ويقدر المسافة بين المكان الذي وصلت إليه قطعة الخشب ونقطة الانطلاق (أي الحجرين الصغيرين). ويقول لزميله كم تبيعني هذه المسافة (يعني طول المسافة من نقطة الانطلاق) فيقول له بكذا عصاة؛ فإذا  لم يتفقا قام اللاعب صاحب الدور بقياس المسافة بالعصاة، ويعود بعدها للعب مرة ثانية من نقطة البداية؛ وإذا همَّ اللاعب بضرب قطعة الخشب الصغيرة، وهوى بعصاه الطويلة عليها، لكنه فشل في ضربها، فإنه يفقد دوره في اللعب، وتحتسب له طول المسافة التي وصل إليها إلى النقطة التي فشل عندها...

ويكون الفائز منهما الذي يحصل على مجموع اكبر  لطول المسافات.

لعبة يا جمّال سرقولك جمالك

شخوص اللعبة: الجمّال (صاحب الإبل)، الحرامي

يتم اختيار أحد اللاعبين ليكون جمالاً؛ وآخر ليكون حرامياً؛ ويكون بقية الأطفال هم "الجِمال". يقف الجمّال (صاحب الإبل)، ووجهه إلى الحائط ويضع رأسه على ذراعه المسنودة إلى الجدار مغمضاً عينيه، ويصطف خلفه اللاعبون ويمثلون الجمال مكونين سلسلة قد تطول أو تقصر (حسب عدد اللاعبين)، ويغمض كل واحد منهم عينيه بوضع يديه على عينيه ويتكئ بها على ظهر زميله، وتفعل "الجمال" مثل فعله، بحيث يتكئ أول "جمل" على الجمًّال والثاني على الجمل الأول والثالث على الجمل الثاني ... وهكذا، وكأنهم جميعًا مع صاحبهم في حالة استرخاء ونوم.

يقف الطفل الذي يمثل الحرامي جانبًا ويخاطب صاحب الإبل المسنود إلى الجدار بقوله: "جمّال يا جمّال... سرقوا لك جمالك"، فيرد عليه وهو مطمئن: "سيفي تحت رأسي... ما بسمع كلامك". ويدور الحرامي ليسرق آخر "جمل" في الصف ويرسله إلى مكان ما ضمن حدود منطقة اللعب ليختفي فيه، ثم يكرر السؤال للجمّال، منبهاً لنقص جماله: "جمّال يا جمّال... سرقوا لك جمالك"، فلا يصدق الجمّال أيضاً، ويرد عليه: "سيفي تحت رأسي... ما بسمع كلامك". فيسحب الحرامي الجمل الثاني ويخبئه، وهكذا حتى يتم سحب كل الجمال ولا يبقى أحد خلف الجمّال، ويذهب هو أيضاً ليختفي بعيدًا وعندها يعطي إشارة معينة (صَفْرَهْ) للجمّال للبدء في عملية البحث. يرفع الجمّال رأسه ويفتح عينيه وتظهر عليه الدهشة لاختفاء كل الجمال، ويبدأ بالبحث عنها في كل مكان، وفي حدود المنطقة المتفق عليها مسبقًا، والتي لا يجوز تجاوزها، وكلما عثر على أحدهما جاء به إلى مكان وقوفه، وإذا استطاع القبض على كل اللاعبين أصبح من حق "الجمّال" أن يصبح "حرامياً، بينما يصبح الحرامي بدوره جمالاً. وإذا فشل في القبض عليهم جميعا أصبح جملا، ويصبح الطفل التالي في الدور جمالا... وهكذا.

 لعبة السبع جور

كان أطفال فلسطين يلعبونها في فصل الربيع؛ حيث تكون الأرض رطبة، ويسهل عليهم حفر الحُفر (الجور). ويكون عدد اللاعبين سبعة أطفال.  يحفر الأطفال سبع حفر تكون قريبة من بعضها البعض في شبه دائرة، ويكون طول قطر الحفرة 10 سم تقريبًا، بحيث تسمح لكرة صغيرة (بحجم طابة التنس الأرضي) بالدخول فيها، وتكون الحفرة بعمق 3-4 سم؛ حتى يسهل على اللاعب التقاط الكرة منها عند وقوعها فيها.

يحدد كل طفل حفرته، ويتفقون على المكان الذي سيتم قذف الكرة منه، ويكون في العادة على بعد 3-4 أمتار من مكان الحُفَر.  ينتشر الأطفال حول الحفر، ويتم إجراء القرعة لتحديد من يبدأ باللعب.  يقف اللاعب صاحب الدور في المكان المحدد لرمي الكرة، ويقوم بقذف الكرة باتجاه الحفر؛ فإذا  لم تدخل الكرة إلى إحدى الحفر، يتم وضع حجر صغير في حفرته، ويعيد رمي الكرة مرة ثانية باتجاه الحفر. وعندما تستقر الكرة في حفرة أحد اللاعبين، يهرب بقية اللاعبين وينتشرون في كل اتجاه، أما صاحب الحفرة التي وقعت فيها الكرة، فيسرع إلى الكرة ليلتقطها ويرمى بها أقرب لاعب إليه؛ فإذا  أخطأ في التسديد، يوضع حجر في حفرته كدلالة على خسارته؛ أما إذا نجح في أصابته، فإن الحجر يوضع في حفرة الذي أصابته الكرة.  يتكرر اللعب بهذه الطريقة حتى يصل عدد الحجارة أو الحصوات في حفرة أحد اللاعبين إلى سبعة، يكون هو الخاسر ويخرج من اللعبة.  وهكذا تستمر اللعبة إلى أن يخرج ستة لاعبين، فيكون اللاعب السابع هو الفائز، لأنه بالطبع سيكون في حفرته أقل من سبعة حجارة.

وفي بعض الحارات كانت هذه اللعبة تتم بشكل مغاير؛ بحيث أنه عندما يصل عدد الحجارة في حفرة أحد اللاعبين إلى سبعة اعتبر هذا اللاعب خاسرًا وتتم معاقبته بأن يسند كف يده إلى جدار، ويقوم كل لاعب بضرب الكرة نحو راحة كف الطفل الخاسر بعدد من الضربات تساوي الفرق بين عدد الحجارة في حفرته مطروحة من الرقم سبعة؛ ويكون الطفل الفائز هو الذي في حفرته عدد أقل من الحجارة من حفر غيره.

لعبة صنم

يلعبها الأطفال الصغار من سن 8 -12 عامًا في فصل الصيف. 

وتتميز هذه اللعبة بأنها تعتمد على سرعة الركض، وعلى مهارات المناورة والمراوغة في الحركة.

يتم إجراء القرعة لتحديد الطفل الذي سيطارد الأطفال، للإمساك بأحدهم ليحل محله. يقوم الطفل الذي وقع عليه الاختيار بملاحقة زملائه اللاعبين الذي ينتشرون حوله في كل الجهات؛ في محاولة للامساك بأحدهم ليحل محله في المطاردة. 

ويحق للاعب حسب قوانين اللعبة إذا شعر بخطر الإمساك به أن يقول كلمة "صنم" وهي جوهر هذه اللعبة، ومعناها "الثبات والتجمد وعدم الحركة"، ولا يجوز لمسه ما دام ثابتًا متجمدًا في مكانه ودون أية حركة؛ ويحاول اللاعب الذي يطارده أن يستخدم كافة الطرق في محاولة لجعله يتحرك، لكن دون أن يلمسه أو يدفعه؛ فإذا  تحرك هذا اللاعب "المتصنّم"، يخسر ويحل محل زميله في المطاردة؛ لذلك يبذل زملاء الطفل "الصنم" كافة المحاولات لتشتيت انتباه اللاعب الذي يطارده للابتعاد عن الطفل الصنم من خلال الاقتراب كثيرًا منه وإغرائه للحاق بهم والإمساك بأحدهم. وبمجرد أن يبتعد عنه قليلًا حتى يقترب أحد الأطفال من الطفل الصنم لإحيائه بلمسه بيده، وبذلك يفك أثر التصنُّم عنه، ويعود إلى الحياة من جديد ويشارك زملاءه في اللعب. يستمر الأطفال في الركض والمطاردة وتصنيم أنفسهم حتى يفلح الطفل في الإمساك بأحدهم، وقبل أن يقول كلمة "صنم"، عندها تستبدل الأدوار ويستمر الأطفال في اللعب.

لعبة صفَّت

من الألعاب الشعبية التي تعتمد على شدة الانتباه وبعض الذكاء، وهي من ألعاب التسلية، وقضاء الوقت. 

يلعبها اثنان من الفتيان من سن 12-15 سنة، ?ويقوم كل فتى بجمع ث?ث حصوات؛ بحيث تختلف عن الحصوات التي بيد الخصم من حيث اللون أو الشكل، ويمكن تمييزها عن حصوات الخصم بسهولة. يجلس اللاعبان متقابلين (وجها لوجه) ويتم رسم مربع على أرضية رملية أو على كرتونة، يكون طول أضلاعه بين 40-50سم، وتقسيمه إلى تسعة خانات أو عيون أو مربعات صغيرة. تجري القرعة لتحديد البادئ باللعب، ويحاول كل لاعب أن يضع حصواته في خط مستقيم، سواء أكان خطًا عموديًا أو أفقيًا أو وسطيًا أو قطريًا، ومن يفعل ذلك أو?ً يعتبر هو الفائز.  

يبدأ اللاعب الأول بوضع إحدى الحصوات الثلاث في إحدى خانات المربع التي يختارها؛ بينما يقوم اللاعب الثاني بوضع حصوته في خانة أخرى. ويحرص اللاعب الأول على وضع حصاته في العين الوسطى من المربع، بحيث تتيح له التحكم في اللعبة بشكل أفضل، وتضمن له الفوز إذا أحسن تنقيل حصواته في الخانات المناسبة. 

ويستمر اللاعبان في التناوب في وضع قطع الحجارة في خانات المربع حتى ينتهي كل لاعب من وضع جميع ما لديه من حصوات. وخلال وضع الحصوات يحاول كل لاعب قطع الطريق على زميله، بأن يضع حصاته في إحدى الخانات التي لا يستطيع معها اللاعب الثاني عمل خط مستقيم. 

يستمر اللاعبان بالتناوب في اللعب بنقل قطعة واحدة فقط في كل نقلة، بشرط أن لا يتخطى اللاعب خانة فارغة أو  يتجاوز خانة مملوءة ) أي موضوع فيها حصوة. ويحاول كل لاعب في كل نقلة أن يضع حجارته في خط مستقيم، أو أن لا يدع مجالًا لزميله الخصم أن ينجح في وضع حصواته في خط مستقيم؛ فإذا  تمكن أحد اللاعبين من وضع حصواته بشكل مستقيم، فإنه يقول "صفّت"، أي أن الحصوات أصبحت في صف أو خط مستقيم (وهذا هو جوهر التسمية لهذه اللعبة) ويكون هو الفائز. تعاد اللعبة من جديد، ومن حق اللاعب الفائز أن يبدأ باللعب. يستمر اللعب حتى انتهاء عدد مرات اللعب المتفق عليها في البداية.

وفي النهاية تحسب عدد المرات التي فاز بها كل منهما، ويكون الفائز من أحرز نقاطًا أكثر من خصمه.



لعبة الكال أو الكالات (الحصوة)

الكال مفرد كالات، والكالات معناها "الحجارة الصغيرة". وهي من ألعاب التسلية، تلعبها البنات بشكل خاص، من عمر 7-12 سنة. تعتمد هذه اللعبة على مهارة الرمي واللقف وخفّة الحركة، وتُستخدم فيها خمس قطع حجارة صغيرة "حصوات"، وتكون عادة من الصوان وذات حواف ناعمة وملساء. وتؤدي البنت اللعبة بيد واحدة فقط ) باليد اليمين أو اليد الشمال.

لهذه اللعبة قواعد مختلفة وطرق عديدة، وإن كانت جميعها تتشابه من حيث طريقة الأداء. تلعبها البنات الصغيرات بشكل مبسّط، بينما تلعبها الفتيات الكبيرات بشكل أكثر تعقيدًا. وطريقة اللعب التالية كانت من أكثر الطرق انتشارا بين البنات:

تجلس البنات على الأرض أو على مصطبة أو على بساط أو حصير. تبدأ اللعبة عن طريق القرعة، وتقوم البنت صاحبة الدور برمي أربعة حصوات على الأرض أو على المصطبة، وتبقي حصاة واحدة في يدها. تقوم بالتقاط إحدى الحصوات وقذفها إلى أعلى، وقبل أن تلقف الحصاة الساقطة من أعلى، تكون قد التقطت حصاة أخرى من الأرض؛ فيصبح في يدها حصوتان. تعيد البنت الكرة مرة ثانية وترمي بالحصاة إلى أعلى، وتلتقط حصاة ثانية من الأرض؛ فيصبح في يدها ثلاث حصوات. وفي المرة الثالثة تلقي بالحصاة إلى أعلى وتلتقط الحصاة الرابعة من الأرض؛ فيصبح عندئذٍ في يدها خمس حصوات. 

وتتجلى مهارة اللاعبة وخبرتها عندما تقوم بقذف الحصوات الخمسة معا إلى أعلى ثم تتلقاها بظاهر كفها، ثم تعاود قذفها مرة ثانية إلى أعلى لتسقط هذه المرّة على باطن كفها. وعند قذف الحصوات الخمس إلى أعلى يجب على اللاعبة أن تحرص على أن لا تدفعها بقوة إلى أعلى، لئلاّ تتناثر عندما تعود وتسقط على كفها، فتسقط بالتالي على الأرض، وتخسر دورها.

تستمر البنت في اللعب، وتنتقل إلى المرحلة الثانية منها؛ حيث تضع أربع حصوات أمامها على الأرض وتبقي حصاة واحدة في يدها. تقوم بقذف الحصاة عالياً لتلتقط حصوتين معًا من الحصوات الأربع الباقية على الأرض، وقبل أن تلقف الحصاة الساقطة من أعلى.  تعيد البنت الكرة مرة ثانية فتقذف بإحدى الحصوات إلى أعلى وتلتقط الحصوتين المتبقيتين معا، فيصبح في يدها خمس حصوات، وتفعل كما فعلت في المرحلة الأولى، حيث تقوم بقذف الخمس حصوات معا إلى أعلى، ثم تتلقاها بظاهر كفها، ثم تعاود قذفها مرة ثانية إلى أعلى لتعود وتسقط على باطن كفها.

؛ فإذا  نجحت اللاعبة في ذلك، كانت هي الفائزة بالدور، وإذا سقطت إحدى الحصوات على الأرض أثناء اللعب، فان اللاعبة تخسر  دورها في اللعب، وينتقل إلى إحدى زميلاتها. وفي نهاية اللعب، تكون البنت الفائزة من أحرزت نقاطاً أكثر من غيرها.

 لعبة الغميضة

جاءت التسمية من تغميض أو إغماض العينين، وهي شبيهة بلعبة "يا عمي وين الطريق".

ولعبة الغميضة من الألعاب الجماعية التي كان يلعبها الأطفال الصغار، وتجمع بين البساطة والذكاء والحركة والصوت. ويتم لعبها ضمن مكان محدود، على أن لا يكون هناك عائق يمنع تحرك اللاعبين.

بعد إجراء القرعة، يتم ربط عيني الطفل الذي وقع عليه الاختيار بمنديل أو محرمة أو قطعة قماش، بحيث لا يستطيع الرؤية؛ ويقوم اللاعب معصوب العينين بمطاردة بقية الأطفال محاولًا الإمساك بأحدهم.  

يحيط اللاعبون  بزميلهم معصوب العينين ويظلون قريبين منه، وهم يقومون بحركات مثل لمسه أو وكزه بأطراف أصابعهم لإرباك حركته، ويصدرون أصواتًا لاستفزازه وإظهار أنه عاجز عن الإمساك بأحدهم؛ فإذا  استطاع الإمساك بأحدهم نُزعت العصابة عن عينيه، وجُعل الشخص الممسوك يحل محله في اللعب والمطاردة، وهكذا تستمر اللعبة.

لعبة الرنـَّة

يلعبها الفتيان الذكور، وتكون أعمارهم بين 12-16 سنة، وموسم لعبها فصل الصيف. تقسم المجموعة إلى فريقين ويتكون كل فريق  من 4-6 أشخاص، ويتم اختيار  قطعة متسعة من الأرض تصلح ملعبا. 

يقوم اللاعبون بوضع حجارة كبيرة على أطراف الملعب الذي يكون على شكل مربع أو مستطيل طول أضلاعه بين 10-20 مترًا، ويضعون حجرًا كبيرًا، أو يرسمون دائرة على طرف كل زاوية من المربع، والتي تكون بمثابة نقطة أمان لـللاعب (حيث لا يجوز ضربه بالكرة وهو يقف على هذه المحطة).

 أما أدوات اللعبة فهي: العصا، وكرة صغيرة بحجم كرة التنس الأرضي. 

وقبل البدء باللعب يتم إجراء قرعة لمعرفة الفريق الذي سيبدأ أولا باللعب. ويقف الفريقان متقابلين (أحدهما على يمين المربع، وهو الذي سيبدأ باللعب، وهو الفريق الضارب، والآخر على يساره، وهو الفريق المتلقي). كما في الشكل التقريبي التالي:

 يقف أول لاعب ضارب من الفريق الذي وقع عليه الاختيار في منطقة بين الزاويتين، وبرفع الكرة بيده اليسرى ويضربها بالعصاة بيده اليمنى ويصوبها تجاه الفريق الخصم. ويجب أن تكون الضربة قوية بما فيه الكفاية؛ بحيث تجعل الفريق الخصم يبتعد مسافة كبيرة وهو يحاول الإمساك بالكرة، وحتى يتسنى لهذا اللاعب أن يدور دورة كاملة حول الملعب عائدًا إلى نقطة البداية، وقبل أن ينجح الفريق الخصم بالإمساك بالكرة، وضربها به.  وإذا فشل هذا اللاعب في ضرب الكرة يفقد دوره في اللعب، ويعتبر مقتولًا؛ وإذا لقف الفريق الخصم الكرة مباشرة قبل أن تضرب بالأرض أو بأي حاجز كجدار أو شجرة، اعتبر ضاربها مقتولًا أيضًا، ويفقد دوره في اللعب، ويحل محله زميل آخر له من نفس الفريق.  وفي حال فشل جميع أفراد الفريق في ضرب الكرة، أو استطاعة الفريق الخصم لقفها كل مرة وقبل أن تضرب بالأرض، فإن الدور ينتقل إلى الفريق الخصم.

بعد ضرب الكرة يسرع الفريق الخصم للإمساك بها، وضربها باللاعب الذي يتنقل بين محطة وأخرى عائدا إلى نقطة البداية؛ فإذا  أصيب هذا اللاعب وهو يركض بين المحطات، اعتبر "مقتولاً" أي خاسرا وخرج من اللعبة، ويستمر رفاقه في اللعب إلى أن يصاب آخر لاعب، فيحل الفريق الآخر مكانه؛ لكن إذا نجح أي لاعب في الدوران دورة كاملة، كان له الحق في إحياء أحد زملائه المقتولين (أي الخارجين من اللعبة)، ويعود الزميل المقتول إلى اللعب من جديد؛ وإذا استطاع الفريق الخصم أن يمسك الكرة بينما لا يزال اللاعب يتنقل بين المحطات، فإنه، إذا شعر بوجود خطر عليه من الإصابة بالكرة، يقف على إحدى محطات الأمان على المربع، ليتجنب الإصابة بالكرة. وعند وقوف هذا اللاعب على إحدى هذه المحطات، فإنه يتجنب الإصابة بالكرة، لأنه لا يجوز لفريق الخصم (حسب قواعد اللعبة) ضربه وهو يقف على هذه المحطة؛ كما لا يحق له أن يتحرك من هذه النقطة إلا بعد أن يضرب لاعبًا آخر من فريقه، الكرة مرة ثانية. ويمكن لأحد أفراد الفريق الخصم الذي يمسك بالكرة أن يعترض هذا اللاعب، وهو يدور، بالوقوف قبله على المحطة المقبل عليها؛ ويعتبر مقتولاً إذا تجاوز المحطة التي قبلها؛ أي عندما يصبح بين المحطتين؛ فإذا  شعر أن لاعب الفريق الخصم حامل الكرة سيقف على المحطة القادمة، يقوم بالوقوف على المحطة التي قبلها حتى لا يقتل ويخرج من اللعبة. وبمجرد أن يضرب زميله الكرة يعتبرا محررا ويستطيع الانطلاق للدوران من جديد، والوصول إلى النقطة الأولى التي انطلق منها. وإذا وصل اللاعب الثاني إلى المحطة التي يقف عليها اللاعب الأول وبقي هذا اللاعب في مكانه ولم يتحرك، اعتبر "مقتولا"، ويخرج من اللعبة؛ بينما يستمر اللاعب الثاني بالدوران. وإذا أصيب اللاعب الثاني مباشرة بعد انطلاقه بالدوران اعتبر مقتولا، ويبقى زميله الذي يقف على المحطة ينتظر لاعبا آخر لتحريره. وإذا لم يتبق لدى الفريق أي لاعب حي (أي أن كل لاعبي الفريق مقتولون وخارجون من اللعبة)، فيحق له في هذه الحالة أن يحرر نفسه، ويذهب إلى نقطة الانطلاق، ويضرب الكرة باتجاه فريق الخصم، وينطلق لعمل دورة كاملة، لكن لا يحق له أن يقف على أي محطة خلال دورانه؛ فإذا  ضربه الفريق الخصم، قتل وانتهى بذلك دور هذا الفريق واعتبر خاسرا، ويحل محله الفريق الآخر، وإذا افلح هذا اللاعب في إكمال دورة كاملة، كان له الحق في إحياء أحد المقتولين من زملائه، الذي يعود ثانية إلى اللعب  من جديد.

تشبه هذه اللعبة في بعض حركاتها لعبة البيسبول الأمريكية.

ومن شروط اللعبة أيضا:

إذا وقف لاعبان من الفريق الضارب على محطة واحدة، فإن اللاعب الثاني يقتل اللاعب الأول، ويخرج هذا الأخير من اللعبة؛ بينما يستمر الثاني في اللعب.

إذا وقف لاعبان من الفريق الضارب على محطتين منفردتين، وكان لا يزال هناك لاعب غير مقتول من هذا الفريق، فإنه بمجرد أن يضرب الكرة باتجاه الخصم، يعتبران محررين وينطلقان للدوران من جديد، إلا إذا أصيب أحدهما أو كلاهما بالكرة فيعتبران مقتولين.

إذا وقف لاعبان من الفريق الضارب على محطتين منفردتين، وكانا آخر لاعبين في الفريق، ولا يوجد من يحررهما، يقوم اللاعب الأقرب إلى نقطة النهاية بتحرير نفسه، ويقوم بضرب الكرة والدوران فيتحرر اللاعب الواقف على المحطة، ويدور مسرعًا إلى نقطة النهاية، ما لم يضرب بكرة الخصم؛ ولا يحق له الوقوف على أي محطة خلال دورانه؛ ويحق له إذا نجح في الوصول إلى نقطة النهاية بسلام، أن يقوم بإحياء أحد اللاعبين المقتولين.

بعد خروج آخر لاعب ضارب يتبادل الفريقان مركزيهما، وفي نهاية اللعب يكون الفائز من أحرز نقاطاً أكثر.

لعبة السلخة

يلعبها الأطفال الذكور ويكون عددهم بين 4-8 أطفال وفوق سن 15 سنة. أدواتها بسيطة جدًا حجر أملس صغير "صرارة" (حصاة صغيرة)، حزام من الجلد. والسلخة من السلخ بالعامية، ومعناها الجلد.

طريقة اللعبة:

ينقسم الأطفال إلى فريقين متساويين، ويجلسا على الأرض أو الحصير في صفين متقابلين. بعد إجراء القرعة يقوم أفراد الفريق صاحب الدور في اللعب بوضع أيديهم إلى الوراء خلف ظهورهم؛ بينما يقوم أحدهم  بوضع صرارة (حصاة صغيرة) في يد أحد أعضاء فريقه، ثم يمدون أيديهم وهي مضمومة أمام الفريق الخصم، وعليه أن يعرف اليد التي تخفي الصرارة. ويحاول كل فرد من الفريق صاحب الدور خداع الفريق الخصم والتظاهر بأن الصرارة موجودة في يده، من خلال افتعال الإرباك، أو تسليط النظر على إحدى اليدين، لإيهام الخصم أن الصرارة موجودة فيها.

لكن بعض اللاعبين الماهرين لا تنطلي عليهم مثل هذه الحيل، ولديهم القدرة على معرفة اليد التي تخفي الصرارة، من خلال ملاحظة حركات أيدي الفريق الخصم وهم يخفون الصرارة في يد زميلهم، وكذلك ملاحظة أي انفعال أو إرباك قد يبدو على وجه أحدهم. وبناء على هذه الملاحظات يستطيع اللاعب تقدير اليد المحتمل وجود الصرارة فيها، ويحاول زملاؤه أيضا مساعدته في ذلك، ويسدون له النصائح؛ فإذا  نجح في معرفة اليد التي تخفي الصرارة، انتقل الدور في اللعب لفريقه، وإذا اخطأ هذا اللاعب في معرفة اليد التي تخفي الصرارة، قام كل فرد من لاعبي الفريق الخصم بجلده جلده واحدة (وحسب الاتفاق قبل بداية اللعبة)، وذلك عقابًا له على خطئه، ويبقى هذا الفريق محتفظاً بالدور في اللعب في المرة التالية، وهكذا تستمر اللعبة.

قواعد اللعبة:

 يقوم كل فرد من الفريق صاحب الدور بجلد اللاعب من الفريق الخصم جلدة واحدة إذا اخطأ في معرفة اليد التي تخفي الصرارة.

 لا ينتقل الدور في اللعب إلى الفريق الخصم إلا إذا نجح في معرفة اليد التي تخفي الصرارة، وإذا لم ينجح في ذلك يحتفظ هذا الفريق بدوره في اللعب، ويبقى كذلك حتى ينجح الفريق الخصم في معرفة اليد التي تخفي الصرارة، ومن ثم ينتقل له الدور في اللعب.

لعبة الشعبة أو المغيطة

الشعبة أو النقيفة أو المغيطة لعبة قديمة من ألعاب الأطفال الذكور.  والشعبة عبارة عن شريطين رفيعين من المطاط متساويان في الطول حوالي  30 سم، وبعرض نحو  1.5 سم، تقصّ عادة من الإطار الداخلي للدرجات الهوائية، ويتم قطع عود ذو شعبتين على شكل حرفY بالانجليزية من غصن شجرة رفيع عند نقطة تفرع الغصن. ثم تقص قطعة من الجلد بطول 8 سم وبعرض 4 سم، ويتم شقّها من طرفيها، بحيث يكون الشقّ بعرض وسمك شريط المطاط، ثم يربط كل طرف للمطاط في الشق في طرفي الجلدة، بينما يثبت الطرف الأخر لكلا شريطي المطاط على طرفي الشعبة من أعلى، ويتم ربطهما بإحكام.

يختار الطفل حجارة صغيرة مناسبة، بحيث تكون ملساء، بدون حواف حادة، وشبه دائرية. يضع الطفل الحجر في وسط الجلدة، ويمسكها بإصبعي الإبهام والسبابة من إحدى يديه؛ بينما يمسك الطرف السفلي من الشعبة بيده الأخرى. يصوب نحو هدف محدد ويجعله في وسط الشعبة الأعلى منها. يشدّ الشعبة إلى أقصى امتداد إلى الأمام، في الاتجاه المعاكس للجلدة التي بها الحجر، بينما تبقى اليد التي تمسك الجلدة ثابتة، وفي اللحظة المناسبة يحرر الجلدة من اليد التي تمسك بها (خاصة إذا كان الهدف متحركاً) مع إبقاء اليد الأخرى التي تمسك بالشعبة ثابتة، فيندفع الحجر بقوة باتجاه الهدف المحدد؛ فإذا  كان التصويب جيدًا وموجهاً بالشكل الصحيح نحو مركز الهدف، فإنه ينجح في إصابة الهدف؛ وإذا لم يكن التسديد صحيحًا، أو لم تثبت اليد التي يمسك بها الشعبة نتيجة لرد الفعل الناتج عن تحرير الجلدة وانطلاق الحجر، فإنه يفشل في الإصابة. وهذا بالطبع يعتمد على مدى مهارة اللاعب في التسديد والإصابة.

واستخدم الأطفال الشعبة كأداة لصيد العصافير والطيور، وللتنافس فيما بينهم على إصابة أهداف محددة، أو لإطلاق الحجر إلى أبعد مسافة يستطيع أحدهم الوصول إليها دون الآخرين، محاولًا إظهار مهارته وإمكانياته ومواهبه في ذلك.  كما استخدمها الأطفال لتراشق الحجارة فيما بينهم، خاصة مع أطفال من حارة مجاورة، عند نشوب خلاف معهم.

لعبة المقليعة

من ألعاب الأطفال الذكور. يتنافس فيها الأطفال على إصابة هدف معين.

أجزاؤها: حبلين رفيعين، وجلدة عريضة.

يتم إحضار شريطين أو حبلين رفيعين من القماش، يكون طولهما بين 40 ( 80 سم، وقطعة من الجلد بطول 10-12 سم وبعرض 4-6 سم، تثقب من طرفيها ويربط طرفي الحبلين بها. يتم عمل عُقدة في نهاية كل حبل ليسهل تثبيتهما عند التلويح بهما بشكل دائري.  توضع إحدى العقدتين بين إصبعي السبابة والوسطى، بينما يمسك اللاعب الحبل الثاني بقبضة يده، ليسهل تحريره عند الوصول إلى اللحظة المناسبة لقذف الحجر. يمسك اللاعب الرامي الحبلين بشكل طولي، ويضع حجرًا في الجلدة، وهو مركز استقرار الحجر. ويتناسب طول الحبل تناسبا طرديًا مع طول المسافة بين اللاعب الرامي والهدف المقصود؛ فكلما كانت المسافة أكبر تطلب أن يكون الحبل أطول؛ وبالعكس؛ ويجب أن يكون طولهما مناسباً لطول الطِّفل.  

وتعتمد قوة انطلاق الحجر على وزنه، وعلى قوة الرامي، وطول أذرع المقلاع، وسرعة التلويح.

يقف اللاعب قبالة الهدف المحدد، ويمسك بطرفي الحبلين جيدًا؛ بينما تتدلى الجلدة إلى أسفل بفعل ثقل الحجر، ويبدأ اللاعب بالتلويح بشكل دائري وبشكل متسارع؛ حيث يكون في البداية بطيئاً ومن أسفل إلى أعلى؛ ورويدًا رويدًا، تزداد السرعة، ويبدأ اللاعب الانحناء بذراعه تدريجيًا والتحول إلى التلويح الأفقي، أي فوق رأس اللاعب، ويستمر في التلويح عدة مرات مع ازدياد السرعة؛ وبعد التلويح عدة مرات، وفي لحظة معينة وحسب تقدير وخبرة ومهارة اللاعب، من حيث دقة التسديد وكفاية القوة الدافعة، التي تحقق أكبر قوة لانطلاق للحجر، يحرر الرامي أحد الحبلين بطريقة فنية، دافعًا الحجر بقوة كبيرة إلى الأمام باتجاه الهدف المقصود.

والمقليعة غير دقيقة الإصابة مثل الشعبة، وتعتمد بشكل كبير على مهارة اللاعب وبراعته في حسن التسديد، وتقدير المسافة إلى الهدف، وسرعة التلويح اللازمة لتحقيق قوة انطلاق كبيرة للحجر، وكذلك معرفة النقطة الحرجة وهي اللحظة المناسبة لتحرير الحبل لانطلاق الحجر بقوة كبيرة إلى الهدف المقصود وإصابته.

واللاعب الماهر والمتمرس يستطيع إصابة الهدف بشكل أكثر دقة من غيره.

 لعبة الدحدول أو الطوق (الدحديلة)

الدحدول من الفعل "دحل"، و"الدحْل" هو الدحرجة. وهي من ألعاب الأطفال الذكور.  وكان يطلق على الدحدول في بعض حارات قلقيلية اسم الطوق.

أدواتها:

إطار معدني دائري يسمى طوق يؤخذ من عجلات الدراجة الهوائية المستهلكة، وغير القابلة للإصلاح، ويتم إزالة الأسلاك التي تربط الإطار بالمركز.

سلك قوي أو قضيب رفيع من الحديد بقطر 4ملم، وبطول 50-60 سم، ويتم ثني أحد طرفيه على شكل حرف U بالانجليزية للتحكم بقيادة الدحدول.

كانت هذه اللعبة من أكثر الألعاب الشعبية الفردية انتشارًا حتى بداية السبعينات من القرن الماضي، وهي من الألعاب التي كان يمارسها الأطفال في المرحلة العمرية بين 8-14 عام.

وعادة ما كانت تمارس هذه اللعبة في فصل الصيف.  وكان الكثير من الأطفال في الماضي لديهم دحدول؛ لسهولة الحصول عليه من ورش تصليح الدراجات الهوائية.

طريقة اللعب:

يضع الطفل قضيب الحديد المعقوف حول الإطار أو الطوق، ويقوم بدفعه بالقضيب بينما هو يجري خلفه، ويستطيع التحكم به وتوجيهه كيفما يشاء.

وكان الدحدول من الألعاب المفضلة لدى الأطفال؛ فهو لعبة مسلية وممتعة ومفعمة بالحيوية والنشاط؛ حيث كان يُحضِر كل طفل دحدوله إلى مكان اللعب في الحارة، وكانت تجرى به مسابقات بين اللاعبين، تظهر فيها قدرة المتسابق ومهارته في قيادة الدحدول بسرعة والتحكم فيه، حتى الوصول إلى نقطة النهاية قبل الآخرين.

ويشعر الطفل بمتعة كبيرة بعد أن يكون قد أحسن قيادة الدحدول، وأصبح قادرًا على التحكم فيه. وكان الطفل يقوم  بحركات فنية عند إدخال قضيب الحديد بشكل ملتوٍ حول الإطار، بحيث يسيطر عليه ويتحكم فيه بشكل أفضل، ويجعله يسير إلى الخلف، أو الانحناء والاستدارة بزاوية حادة، يحركه إلى الأمام والى الخلف ويدور به إلى اليمين وإلى اليسار، وهذا ما كان يفرحه كثيرًا، و يعطيه الشعور وكأنه يقود سيارة.

وكثيراً ما يصبح الدحدول ملازمًا للطفل، يصطحبه في كل مكان، حتى عند ذهابه لقضاء مهمات للعائلة أو شراء حاجات لها من السوق أو من محلات البقالة. وكان بعض الأطفال يستخدمون إلإطار المعدني للدراجات الهوائية بدون إزالة الأسلاك عنه، فكانوا يدخلون في الحلقة الحديدية في وسط الإطار، قضيبًا من الحديد معقوف من أحد طرفية على شكل زاوية قائمة، ومن ثم يقومون بدفعه وتسييره.  وهذا النوع من الإطار أسهل من حيث القيادة والتحكم فيه من النوع الأول.

اندثرت هذه اللعبة من قلقيلية منذ عدة عقود، ولم نعد نرى الأطفال يلعبونها، نظرًا لظهور بدائل كثيرة للعب، وأصبح بمقدور الآباء شراء درجات هوائية لأولادهم، وهي أكثر متعة للقيادة من الدحدول.

 لعبة الحصان

يلعبها الذكور من الأطفال في الحارة أو في فناء البيت. حيث يأخذ كل طفل عصا طويلة وعصا أخرى صغيرة، ويمسك بأحد طرفي العصا الكبيرة بيده اليسرى ويضعها بين رجليه، بينما يبقى طرف العصا الآخر يجرُّ على الأرض. وتمثل العصا الطويلة حصانا يركبه الطفل، بينما العصا القصيرة تكون بمثابة السوط التي يضرب به الحصان.

ويقلد الأطفال في هذه اللعبة ركوب الحصان وهي (العصا الطويلة)، ويضربونه بالسوط (العصا القصيرة) وهم يرددون... دي ... دي... دي (وهي كلمة لزجر الخيل).

وقد يمارس الطفل هذه اللعبة أحيانا لوحده في فناء بيته.

 ألعاب البنانير أو القلول

البنانير ومفردها بنورة، وهي كرات زجاجية بحجم حبـات الخرز الكبيرة، ومزخرفة بألوان متعددة تميزها عن بعضها البعض. يشتريها الأطفال من حوانيت الحي، ويمارسون بها ألعابًا عديدة.

على اللاعب في هذا النوع من الألعاب أن يصيب ببنورته بنورة منافسه، ويقذفها بطريقة فنية مستخدماً إصبعيه (الإبهام والسبابة) فقط. 

ويجتهد كل لاعب في هذه الألعاب للاستحواذ على أكبر عدد ممكن من البنانير التي يمتلكها منافسه. وقد يتجنب الأطفال قليلو الخبرة والمهارة اللعب مع الطفل المعروف بأنه لاعب ماهر ويحسن التصويب والإصابة ويربح كثيرا في هذه الألعاب، وكانوا يترددون كثيراً قبل الإقدام على اللعب معه.

أما اللاعب الفائز فكان يتفاخر وهو يعرض ألوانا مختلفة من البنانير التي كسبها من رفاقه، مزهواً ببراعته في اللعب والكسب.



 ومن أشهر ألعاب البنانير التي كانت سائدة في فلسطين (ولا زال بعضها) ما يلي:

1. لعبة الجورة أو الموق:

يلعبها في العادة اثنان من الأطفال أعمارهما بين 8-12 سنة.  يلعبونها غالبًا في فصلي الشتاء والربيع؛ حيث تكون الأرض رطبة. وتعتمد هذه اللعبة على الحظ فقط ولا شيء غيره.

يتم حفر حفرة صغيرة، وعلى بعد مسافة معينة من الحفرة.  يلقي أحد اللاعبين حفنة من البنانير صوب الحفرة، يسأل اللاعب زميله أن كانت البنانير التي في الحفرة زوجية أم فردية؛ فإذا  قال زوجية مثلاً، يقوما على الفور بإحصاء عدد البنانير التي في الحفرة؛ فإذا  كانت زوجية كما قال فتكون كل البنانير من نصيبه؛ أما إذا اخطأ في التقدير، فإنه يخسر ما يساوي عددها، أي يقوم بإعطاء زميله عددًا من البنانير بقدر تلك التي في الحفرة.

ويتناوب اللاعبان أدوارهما، حيث يقوم اللاعب الثاني برمي عدد من البنانير نحو الحفرة، ويسأل زميله عن عددها زوجيًا أم فرديًا؛ فإذا عرف كانت من نصيبه؛ وإذا أخطأ، قدم لصاحبه عددًا من البنانير يساوي عدد البنانير التي في الحفرة.

وهكذا تستمر اللعبة بين ربح وخسارة لكليهما، حتى يملا اللعبة، فيتحولا إلى لعبة أخرى، ويكون اللاعب الفائز هو من يكسب عددًا من البنانير أكثر من زميله.

2. لعبة المور:

وهي من ألعاب البنانير. ويشترك في هذه اللعبة ما بين لاعبين حتى خمسة.

 يتم رسم شكل مثلث على الأرض يسمى "مور" طول ضلعه بين 15-20 سم. يضع كل لاعب (حسب الاتفاق) بنورة أو أكثر على زوايا أو أضلاع المثلث. وعلى بعد 3 أمتار في الجهة المقابلة للمثلث يتم رسم خط مستقيم. وعلى كل لاعب قذف بنورته من هذا الخط صوب المور لإخراج أكبر عدد من البنانير، لتكون من نصيبه إذا نجح في ذلك.

يقف اللاعبون خلف الخط، ويقوم كل لاعب، وبالترتيب، بقذف بنورته باتجاه المور. بعد انتهاء اللاعبين من قذف بنوراتهم من خلف الخط، يعود اللاعب الأول ليقذف بنورته ليصيب البنانير الموجودة في المور. وإذا أصاب أية بنورة تكون من نصيبه... يستمر اللاعب في قذف وإصابة البنانير التي في المور حتى يستحوذ عليها جميعا. ويحتفظ بدوره في اللعب أولاً في المرة التالية باعتباره الفائز.

أما إذا لم ينجح اللاعب في إصابة البانير ينتقل الدور إلى زميله الذي يليه، والذي تكون بنورته الأقرب إلى المور؛ وإذا قذف اللاعب بنورته ووقعت قرب المور، ولم تصب أي بنورة من البنانير، ينتقل الدور لزميله الثاني؛ وإذا فشل هو الآخر ينتقل الدور لزميله الثالث؛ وإذا فشلوا جميعًا في إصابة أي من البنانير التي في المور، يتم قياس بُعْدْ بنورة كل واحد منهم عن المور، ويبدأ باللعب الذي تكون بنورته الأقرب إلى المور؛ وإذا فشل في إصابة البنانير ينتقل الدور للاعب الذي تكون بنورته الأقرب إلى المور... وهكذا.

ومن قواعد اللعبة:

يحق للاعب ضرب بنورة منافسه لإبعادها عن منطقة المور، حتى لا يستطيع إصابة البنانير والاستحواذ عليها.

 إذا استقرت بنورة أحد اللاعبين في المور أي داخل حدود المثلث، فإن عليه في هذه الحالة أن يعيد إلى المور كل البنانير التي كان قد كسبها، ويخرج من اللعبة.

 إذا أخرج اللاعب صاحب الدور آخر بنورة  من المور، ولم يبق في المور أية بنانير يحق له قذف بنورة الخصم القريبة من المور؛ فإذا  أصاب اللاعب بنورة الخصم استحوذ على كل ما معه من كرات كان قد أخرجها من المور.

وهكذا تستمر اللعبة، ويكون الفائز الذي يكسب عددًا أكبر من البنانير من غيره.

3. لعبة الصيبة والشبر:

يمارس اللعبة لاعبان أو أكثر. يتم رسم دائرة طول قطرها بين 40 و50سم، ويقف أحد اللاعبين داخلها. يقوم اللاعب الثاني بوضع بنورته على بعد ثلاثة أمتار من الدائرة. يقذف اللاعب الأول الذي يقف في الدائرة بنورته محاولا إصابة بنورة الخصم؛ فإذا  استطاع أن يصيبها فاز بها، وإذا استقرت على بعد شبر فأقل من بنورة الخصم، فإنه يفوز بها أيضًا. والشبر هو المسافة بين الإبهام والخنصر عند بسط الكف وفتح الأصابع عن بعضها.

يقوم اللاعب الخصم بوضع بنورة أخرى؛ ويمكن أن يتفق اللاعبان قبل البدء باللعب أن على الذي يصيب بنورة الآخر أن يقدم لزميله بنورتان أو أكثر، وليس فقط البنورة التي يصيبها.

أما إذا اخطأ اللاعب الأول ولم ينجح في إصابة بنورة اللاعب الثاني، واستقرت بنورته على بعد أكثر من شبر، ينتقل الدور إلى اللاعب الثاني الذي يقوم بالتقاط بنورته ويقذفها باتجاه الدائرة لتستقر فيها؛ فإن نجح في ذلك يستمر في اللعب، ويقوم بقذف بنورته من الدائرة باتجاه بنورة اللاعب الأول؛ فإن أصابها كانت من نصيبه، وإذا استقرت على بعد شبر واحد من بنورة الخصم فاز بها أيضًا. وإذا اخطأ واستقرت بنورته خارج الدائرة، وينتقل الدور لزميله الخصم الذي يقوم بدوره بقذف بنورته باتجاه الدائرة؛ فإن استقرت فيها، كان من حقه إصابة بنورة اللاعب التي وقعت بالقرب من الدائرة؛ فإن أصابها فاز بها؛ وإن فشل في ذلك، قام زميله بقذف بنورته إلى الدائرة، ومن داخل الدائرة يصوب باتجاه بنورة زميله، فإن أصابها فاز بها وإن فشل انتقل الدور إلى زميله الآخر... وهكذا تستمر اللعبة ليفوز بها من يربح أكبر عدد من البنانير.

ويمكن أن تتم اللعبة بطريقة أخرى، حيث يرمى أحد اللاعبين بنورة أمامه، فيقوم اللاعب الآخر برمي بنورة أخرى عليها؛ فإذا  افلح في أصابتها كانت من نصيبه، وإذا جاءت بنورته بالقرب من بنورة اللاعب الأول، يتم قياس المسافة بينها بالشبر؛ فإذا  كانت نحو شبرا أو اقل كانت من نصيبه؛ أما إذا كانت ابعد من طول الشبر، فإن الدور ينتقل للاعب الثاني، ويقوم برمي بنورة  ليقوم زميله برميها؛ فإن نجح في ذلك أخذها.

4. لعبة الدحلة:

يتم رسم دائرة على الأرض طول قطرها بين 40-50 سم، وعلى بعد أربعة أمتار، يرسم خط مقابل الدائرة. يضع أحد اللاعبين بنورة في وسط الدائرة، ويقف اللاعبون خلف الخط. يبدأ اللاعب الأول  برمي أو  دحرجة بنورته صوب البنورة التي في الدائرة؛ وإذا لم يصبها يليه اللاعب الثاني في الدور، ويرمي بنورته بنفس الاتجاه؛ فإن استطاع أن يصيبها ببنورته كانت من نصيبه؛ وإن لم يصبها، يليه اللاعب الثالث ثم الرابع وهكذا...

 ويتعاقب اللاعبون في اللعب، حيث يقذف كل واحد منهم بنورته باتجاه تلك البنانير التي في الدائرة، وقد يتجمع فيها عدد كبير من البنانير قبل أن ينجح أحد اللاعبين إصابة واحدة من البنانير داخل الدائرة؛ فإذا  أصابها كانت جميع البنانير التي استقرت داخل الدائرة من نصيبه. ويتكرر اللعب بنفس الطريقة؛ وفي النهاية يكون الفائز هو الحائز على العدد الأكبر من البنانير.

لعبة السيجة لعبة الكبار 

 تشبه لعبة السيجة إلى حد بعيد لعبة "الشطرنج" المعروفة، ومازالت حتى الآن تصارع من أجل البقاء، إذ يمارسها الكبار الشباب أو كبار السن في جو تحفه الألفة والمحبة.

وتبدأ اللعبة باجتماع اللاعبين الذين يشكلون مجموعات ثنائية، حيث تجد مجموعات على شكل حلقات مكونة من لاعبين وجمهور، من خمسة إلى ستة أشخاص للحلقة الواحدة؛ يتابعون مجريات اللعبة، ويتبادلون الخطط والآراء، ويتنقلون من حلقة إلى أخرى لمتابعة مجريات لعبة "السيجة"مع احتفاظ الجميع بالهدوء الذي يميز هذه اللعبة؛ حيث يخيم السكون والتفكير على الجمهور واللاعبين، ولا تسمع إلا كلمات خاصة باللعبة مثل: "حط السيجة" و "شرق للسيجة" و" كل السيجة".

إن هذه اللعبة يمارسها في العادة شخصين، وتتكون من 24 حجراً لكل لاعب مقسمة إلى اللونين الأبيض والأسود، ويبدأ اللاعبان اللعبة على الرمل من خلال 48 حفرة صغيرة مقسمة كالمربعات المستخدمة في لعبة الشطرنج، وتسمح قوانين اللعبة بتدخل الجمهور ومساعدة اللاعبين في اتجاه حركة "السيجة".

لعبة السيجة مشابهه للعبة الشطرنج من حيث المقابلة وجهاً لوجه؛ لكنها تختلف في القوانين والصعوبة في المراوغة والخطط، وتنتهي بأكل السيجة الأكثر، حيث أن اللعبة تعتمد على الذكاء في نزول الحجر في المكان المناسب ومحاصرة الخصم.

إن هذه اللعبة عمرها يعود لمئات السنين، وكانت اللعبة المميزة للآباء والأجداد، وهي لعبة شعبية عريقة تعكس في مجرياتها ما يتمتع به لاعبوها من صبر وهدوء وتخطيط وحنكة.
المراجع
[ مركز المعلومات الوطني الفلسطيني]
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم