قرية روبين


قرية فلسطينية مهجرة عام 1948م وهي محتلة الان: تقع جنوب يافا مسافة 11كم، نشأت هذه القرية قرب وادي السرار، في الثلاثينيات من القرن الماضي، تعرف القرية باسم قرية النبي روبين، وقالوا روبين بن يعقوب، والذي يدعى أنه مدفون في القرية، حيث ضريحه هناك، لكن قبر روبيل بن يعقوب أيضاً قيل أنه موجود في اليمن، ذكره الحموي " أن قبر روبيل بن يعقوب بظاهر جهران، وقال اللّحجي: جهران من بلاد عبس".(1)

يعتقد أن القرية اقيمت عند ضريح قديم، معروف بهذا الاسم، فعرفت القرية نسبة لاسم هذا المقام أو الضريح،  وعرف قديما باسم روبيل وليس روبين، لكن عامة الناس يلفظونها روبين، وقد أورد قصة كيفية بناء هذا المقام، الشيخ موفق الدين الشافعي المتوفي سنة 615هـ فقال: " حكى أنّ رجلا بات عند القبر فى هذا المكان قديما، فقرأ سورة يوسف وصلّى على النبي صلّى الله عليه وسلم، ونام، فرأى قائلا يقول: هذه والله قصّتنا، من أعلمك بها؟ فقال: هذه القصة مذكورة فى كتاب الله الذي أنزله على نبيّه صلّى الله عليه وسلم، فمن أنت؟ قال: أنا روبيل بن يعقوب نبي الله، أحد إخوة يوسف. فلما أصبح الرجل أخبر الناس بهذه الرّؤيا، فبنوا هذا المسجد لما علموا من صدق الرّائى.(2) إلا أن هذا النص لم يحدد بالضبط اين بني هذا المسجد، ولكن الحموي المتوفي سنة 626هـ ذكر اسم قبر روبيل بن يعقوب من القبور الموجودة بالقاهرة (3)

وقد ذكر الرحالة الشهير ابن بطوطة (المتوفي سنة 779هـ)هذا المقام أو الضريح من القبور الموجودة في أرض طبريا بفلسطين، لكنه لم يذكر القرية هذه، كما ذكر المؤرخ الشهير القزويني المتوفي سنة 682هـ قبر روبيل بن يعقوب من القبور الموجودة بالقرافة في مصر(4)

وجاء وصف هذا الضريح من قبل أستاذ اسمه مرمرجي الدومنكي في كتابه المطبوع عام 1948م، جاء فيه : " وبظاهر الرملة من جهة الغرب بالقرب من البحر المالح، مشهد يقال أن به ضريح سيدنا روبيل بن يعقوب، وهو مكان مأنوس يقصد للزيارة، وفي كل سنة له موسم يجتمع الناس فيه من الرملة ومن غزة وغيرهما، ويقيمون أياماً، وينفقون أموالا كثيرة، ويقرأ القرآن الكريم، والمولد الشريف، والذي عمر المشهد سيدنا ومولانا ولي الله الشيخ شهاب الدين ارسلان، تغمده الله برحمته"(5).. وشهاب الدين هذا ولد في الرملة بفلسطين 773هـ وتوفي سنة 775هـ/1373م أي في عهد المماليك.. وتاريخ وفاته هذا بعد تحرير سواحل الشام من الفرنجة بنحو 82 سنة فقط، والحقيقة أني قرات بأن المماليك كان لهم دور في انشاء هذه المقامات من أجل تجميع الناس حولها وخلق حركة نشطة للسكان من أجل دحر أي عودة للفرنجة على غرار ما فعل صلاح الدين الأيوبي.. فربما كانت القرية عامرة فترة ثم خربت والله أعلم..

لكن سكان هذه القرية " قرية روبين" أو قرية النبي روبين

ففي العام 1948م وما قبلها هم سكان بدو في الغالب ويقطنون بيوت الشعر، ويمارسون حرفة الرعي وبعض الأنماط الزراعية البعلية وزراعة الكروم، وأغلبهم ينحدرون من شبه جزيرة سيناء ومصر، بدأوا يسكنون هذا المكان أو يستقرون فيه بعد خضوع فلسطين لسيطرة مصر بقيادة إبراهيم باشا سنة 1830م، وقد شجعت الادارة المصرية السكان البدو على الاستقرار وممارسة الزراعة.

ويرجع سكان قرية روبين إلى بدو السواركة وبدو الملالحة وبدو بني عامر وبدو الرميلات ومصريين ومغاربة وكذلك قرويين من القرى القديمة القريبة من موقع القرية..

ومن أسماء العائلات في القرية نذكر:

عرب السواركة، وعرب الملالحة، وبني عامر، وآل شتية وآل أبو ربيع وآل سالم وأبو عدوان وآل أبو رخية، والمصاروة والقلاعية و الوخامين وآل الرميلات ورجب المغربي والمغاربة ومصلح والرواغ والشماس والكرادسي والزعيبي وأبو خوصة وأبو رجل وأبو طافش وقطيفات وأبو مخدة وأبو جراد والأشهب وأبو الحن وأبو عطا وأبو شعله وأبو خيط وأبو ربيع وقرمان والبلبيسي (نسبة لقرية بلبيس بمصر)، والقشالين ودرويش وأبو كاش وأبو جليلة والدباس والصليبي ولهلوب والشعافي والعقرب وأبو غنايم والغداوين والعر والهقي وأبو شيحه والشيخ شحادة، وإسماعيل والصبار والحلوة وداود والنجره وأبو مسامح وأبو سردانه والزيود ولا ننسى أن في قرية النبي روبين أسر سكنت في القرية بعد أن استأجرت أرض من الأوقاف وأصبح يطلق عليهم بأسماء المدينة أو القرية التي قدموا منها أو بأسمهم الأصلي منهم اللداوي والرملاوي والنبالي واليازوري واليبناوي (6)

المراجع....

(1) معجم البلدان، الحموي المتوفي سنة 626هـ، ج5 ص70

(2) مرشد الزوار إلى قبور الأبرار، الشافعي المتوفي سنة 615هـ، ج1 ص602

(3) معجم البلدان، الحموي، مرجع سابق، ج5، ص143

(4) آثار البلاد وأخبار العباد، القزويني المتوفي سنة 682هـ، طبعة بيروت، ص270.

(5) بلدانية فلسطين العربية، مرمرجي الدومنكي (أستاذ المعهد الكتابي والآثاري في القدس الشريف، وعضو المجمع العلمي العربي بدمشق) مطبعة جان دارك - بيروت - لبنان سنة 1948م، ص142

(6) ويكيبيديا الموسوعة الحرة


              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم