الكرد والأكراد في الأنساب

 

الكرد والأكراد في الأنساب

أصل الكلمة في معاجم اللغة العربية:

قال البكري: "الكردىّ: العجين. كرد بلغة حمير: عجن."[معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، البكري، ج3، ص883]، والكَرد معناها العمل ذكره ياقوت الحموي، وذكر الصغاني: الكُرْدَةُ، بالضَّم: المَشَارَةُ من المَزَارع؛ وتُجْمَع: الكُرْدَ، وهو ممَّا وافَق كلامَ العَرب من كلام العَجم، والكَرْدُ: القَطْعُ. [التكلمة والذيل والصلة، للصغاني، ج2، ص330] وقال الصقلي: "كرد: و "كَرَد" العدوَّ كَردُا أي ساقهُم بحملته، وذكر ابن منظور في لسان العرب: كرد: الكَرْدُ: الطَّرْدُ. والمُكارَدَةُ: المُطارَدَةَ. كَرَدَهُمْ يَكْردُهُم كَرْداً: ساقَهم وطَرَدَهم ودفَعهم، وَخَصَّ بَعْضَهُمْ بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوّ فِي الحَمْلَة.، ويتضح مما سبق أن للكلمة أصل عربي..

وفي الأنساب نورد ما يلي من مصادرها:

الكُرْدي والكُرْدي الأول منسوب إلى قبائل الأكراد وفيهم كثرة الثاني منسوب إلى قرية من قرى بيضاء اسمها كُرْد منها شيخنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الكُرْدي. [كتاب الأنساب المتفقة، ابن القيسراني، ص128]

كرد بن عمرو بن عامر:

وهو من ذرية  عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، قال الصحاري: ومن ولد عمرو بن عامر، كرد بن عمرو، ونسبهم في اليمن، وقال الشاعر: لعمرك ما كرد من أبناء فارس ... ولكنه كرد بن عمرو بن عامر..

والكرد، بفتح الكاف الكذب، سوق العدد الجملة، يقول: هم بكرد، ونهم كردا وبزرونهم زرا. والكرد أيضاً لغة في القرد، وهو فحتم الرأس في العنق. [ الأنساب للصحاري، ص175]

كرد بن علي بن عمرو:

قال المغيري: ومن بطون الأزد بنو كرد ابن علي بن عمرو، وبنو عمرو بن عامر من الأزد، ومنهم أكراد أهل الشام. [المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب، المغيري، ص33]

الأكراد من بني ربيعة:

ذكر المسعودي عن بعض الأكراد قولهم: "ومن الأكراد من يذهب الى أنهم من ربيعة ثم من بكر بن وائل، وقعوا في قديم الزمان لحروب كانت بينهم الى أرض الأعاجم، وتفرقوا فيهم، وحالت لغتهم، وصاروا شعوبا وقبائل. [التنبيه والإشراف، المسعودي المتوفي  ٣٤٦هـ، ج1، ص79]

وقيل: الأكراد عند الفرس من ولد كرد بن اسفندام بن منوشهر..!، وقيل هم ينسبون إلى كرد بن مرد بن عمرو بن صعصعة بن معاوية بن بكر، وقيل هم من ولد عمر ومزيقيا بن عامر ابن ماء السماء، وقيل من بني حامد بن طارق، من بقية أولاد حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ. وهذه أقوال الفقهاء لهم ممن أراد الحظوة لديهم لما صار الملك إليهم. [المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المقريزي، ج3، ص405] وقال أبو عبيد البكري المتوفي سنة ٤٨٧ هـ فأمّا الكرد فقد تنازع الناس فيهم، فمنهم من رأى أنّهم من ربيعة، ومنهم من رأى أنّهم من مضر من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن هوازن، انفردوا في قديم الزمان لوقائع كانت بينهم وبين غسّان وانضافوا إلى الجبال وجاوروا من هناك من الأعاجم فخالفوا عن لسانهم وصارت لغتهم أعجمية. [المسالك والممالك للبكري، ج1، ص343]، وقد ذكر ابن حوقل المتوفي سنة 367هـ : " ويزعم ابن دريد أنّهم من العرب وأنّ أكثرهم من ولد كرد بن مرد بن عمرو بن عامر فى حماسته وأبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ممّن يستبطن علوم العرب وأخبارها يحتجّ بقوله ويسلّم له ما يدّعيه من هذا الباب وغيره، وهم أصحاب أغنام ورميك والإبل فيهم قليلة .. [صورة الأرض، لابن حوقل، ج2، ص271] وذكر ذلك الجغرافي الإدريسي المتوفي سنة 560هـ أيضاً في كتابه [نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ج1، ص419] وذكر الصغاني المتوفي سنة 650هـ " وزَعم النَّسَّابُون: أنَّ كُرْدَ بنَ عَمْرو بن عامِرٍ، هو الَّذي يُنْسَب إليه الجِيلُ المَعْروفُون؛ وأَنْشَدوا: لَعَمْرُك ما الأَكْرَادُ أَبْنَاءَ فارسٍ ... ولَكِنَّه كُرْدُ بنُ عَمْرِو بن عامِرِ... فنَسَبُوهم إلى اليَمن، وجَعلوهم إخْوةَ الأَنْصار، وقال ابنُ الكَلْبيّ: هو: كُرُد بنُ عَمْرِو بن مُزَيْقِياء بن عامِر بن ماء السَّماء، وقال أبو اليَقْظان: هو كُرْدُ بنُ عَمْرو بن عامِر بن ربيعة بن عامِر بن صَعْصَعة. [التكلمة والذيل والصلة، للصغاني، ج2، ص330]

وقد أورد الزبيدي ذلك: وَقَالَ أَبو الْيَقظَان: هُوَ كُرْدُ بن عمرِو بن عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ (بن عَامر) بن صَعْصَعَةَ، وَقد أَلَّفَ فِي نَسَب الأَكْرَادِ فاضلُ عصرِه العلَاّمَةُ محمّد أَفندي الكُرْدِيّ، وَذكر فِيهِ أَقوالاً مختلِفَةً بعضُها مُصادِمٌ للبَعْضِ، وخَبَطَ فِيهِ خَبْطَ عَشْوَاءَ، ورَجَّح فِيهِ أَنه كُرْد بن كَنْعَانَ بن كوش بن حام بن نوح، وهم قبائلُ كثيرةٌ، ولاكنهم يَرجِعُون إِلى أَربعةِ قبائلَ: السوران والكوران والكلهر واللّر. ثمَّ إِنّهم يتشَعَّبون إِلى شُعوبٍ وبُطونٍ وقَبَائلَ كثيرةٍ لَا تُحْصَى، مُتغايِرَةٌ أَلسِنتهم وأَحوالُهم. ثمَّ نَقَلَ عَن مناهج الْفِكر ومباهج العبر للكُتْبِيّ مَا نَصُّه: أَمَّا الأَكرادُ فَقَالَ ابنُ دُرَيدٍ فِي الجمهرة: الكُرْدُ أَبو هاذا الجِيلِ الَّذين يُسمَّوْنَ بِالأَكراد، فزعمَ أَبو اليَقظانِ أَنَّه كُرْدُ بن عمرِو بن عَامر (بن: ربيعةَ بنِ عَامر) بن صَعْصَعَةَ. وَقَالَ (ابْن) الكلبِيِّ: هُوَ كُرْد بن عَمْرو مزيقياءَ. وَقَعُوا فِي نَاحيَة الشَّمَال لَمَّا كَانَ سَيْلُ العَرِم، وتَفَرَّقَ أَهلُ اليَمن أَيْدِي سَبَا. وَقَالَ المسعوديُّ: وَمن النَّاس مَن يَزعم أَن الأَكراد من ولَد رَبيعةَ بنِ نزارٍ، وَمِنْهُم مَن يزْعم أَنهم من وَلَدِ مُضَرَ بنِ نِزارٍ، وَمِنْهُم من زعم أَنهم من ولد كُرْدِ بن كَنْعَانَ بن كُوش بن حام. [تاج العروس من جواهر القاموس، الزبيدي المتوفي سنة ١٢٠٥ هـ ، ج9، ص103]

الكَردى

بفتح الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، والمشهور بهذه النسبة أبو على أحمد بن محمد الكردي، يروى عن أبى بكر الإسماعيلي، ذكره حمزة بن يوسف السهمي بفتح الكاف  .

 الكُردي

بضم الكاف وسكون الراء والدال المهملتين، هذه النسبة إلى طائفة بالعراق ينزلون في الصحاري، وقد سكن بعضهم القرى يقال لهم الأكراد خصوصا في جبال حلوان، والنسبة إليهم «الكردي» ، وقرية أيضا يقال لها كرد. فأما جابر بن كردى الواسطي من الثقات المشهورين وهو اسم يشبه النسبة، وأما المنسوب إلى القرية فهي قرية كرد، وهي قرية من قرى بيضاء فارس، منها أبو الحسن على بن الحسين بن عبد الله الكردي [الأنساب، للسمعاني، ج11، ص80]

كرد القيسي:

 قال المسعودي في التنبيه والإشراف أنه " قد ذهب قوم من متأخري الأكراد وذوي الدراية منهم ممن شاهدناهم الى أنهم من ولد كرد بن مرد ابن صعصعة بن حرب بن هوازن، وفي المروج أنهم انفردوا في قديم الزمان لوقائع ودماء كانت بينهم وبين غسان. ومنهم من يرى أنهم من ولد سبيع ابن هوازن. [عشائر العراق، العزواي، ص140]

الكردي القيسي:

 القيسي: الشَّيْخُ أَبُو العَشَائِرِ مُحَمَّدُ بنُ الخَلِيْلِ بنِ فَارِسٍ القَيْسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، المَعْرُوفُ بِالكُرْدِيِّ، سَمِعَ مِنَ الفَقِيْهِ نَصْرٍ وَصَحِبَهُ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي العَلاَءِ، وَالحَسَنِ بنِ أَبِي الحَدِيْدِ، وَسَكَنَ بَعْلَبَكَّ، وَخَدَمَ مُتَوَلِّيهَا، ثُمَّ قَدِمَ، رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُهُ القَاسِمُ، وَابْنُ أَخِيْهِ زَينُ الأُمَنَاءِ، وَآخَرُوْنَ، مَاتَ بِبَعْلَبَكَّ فِي ذِي الحِجَّةِ سنة تسع وأربعين وخمس مائة. [سير أعلام النبلاء، الذهبي، ج15، ص95]

كرد المنصوري: استشهد سنة 699هـ

كرد المنصوري: كرد الْأَمِير سيف الدّين المنصوري نَائِب طرابلس كَانَ فَارِسًا بطلاً شجاعاً من الْأَبْطَال الْمَذْكُورين، وَكَانَ فِيهِ دين وَخير ومعروف وَصدقَة واعتناء بِأَهْل الْخَيْر وَأهل الْحَرَمَيْنِ وَله رِبَاط بالقدس)، وَكَانَ مَمْلُوك الْأَمِير ضِيَاء الدّين ابْن الخطير ثمَّ جعله لاجين لما تسلطن حاجباً، وأبلى بلَاء حسنا يَوْم الْوَقْعَة وَقتل جمَاعَة من التتار ثمَّ حمل وخاض فيهم فاستشهد سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة. [الوافي بالوفيات، الصفدي، ج24، ص251]..

وفي التاريخ نقطف منه لمحة سريعة:

قال العمري في المسالك: أن الأكراد وهم ما قارب العراق وبلاد العرب دون من توغل في بلاد العجم، ومنهم طوائف بالشام واليمن، ومنهم فرق مفترقة في الأقطار، وحول العراق وديار العرب جمهرتهم، بجبال همذان وشهرزور وأربل، وتنتهي إلى دجلة الجزيرة من كوار إلى الموصل، ونترك ما وراء النهر دجلة إلى نهر الفرات لقلة الاحتفال به على أن الذي ذكرته هو خلاصة المقصود إذ لم يبق إلا أكراد الجزيرة وقرى ماردين ، وهم لكل من جاورهم من الأعداء الماردين ، مع أن أماكنهم ليست منيعة ومساكنهم للعصيان غير مستطيعة، فمنهم طائفة بجبال همذان وشهرزور يقال لهم الكورانية منهم جند ودعية، وكلهم أولو شوكة وحمية، مقيمون، بموضع يقال له ريادشت الأمير محمد، ومكان ثان يقال له درتنك (أميرهم الأمير محمد).. وفي بلاد شهرزور فكان يسكنها طوائف من الأكراد قبل خراب البلاد، أكثرهم رجالا وأوفرهم أموالا إلا طائفتان؛ إحداهما يقال أنها اللوسة، والأخرى تعرف بالبابيرية، رجال حرب وإقبال وطعمة وضرب، نزحوا عنها بعد واقعة بغداد في عدد كثير من أهل السواد بالنساء والأولاد، وأخلوا ديارهم، ووفدوا إلى مصر والشام، وكان من أمرائهم من يرسل كتبهم إلى الأبواب السلطانية بمصر ونواب الشام مكتوبة باللغة العربية الفصحى من أحسن وأجمل الألفاظ الفصيحة، ودخل فيهم طائفة من بني أمية وانخرطوا في سلك الأكراد، يزيد عددهم عن 3000 آلاف، كما انخرط كثير من الأكراد مع قبائل من بني عامر بن صعصعة، منها في سنة 422هـ في عهد شبل الدولة نصر بن مرداس الكلابي العامري، وكما اشترك الأكراد مع بني كلاب بن عامر في الجهاد ضد الروم وفي الرباط على الثغور وحمايتها، وفي المغازي والفتوح، وفي الجهاد ضد الفرنجة ضمن قوات القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس على إثر موقعة حطين الشهيرة عام سنة 583هـ، وانخرط كثير من الأكراد في قرى الشام حتى اندمجوا تماماً مع عرب البادية والحضر، وربما هذا راجع لتشابه العادات والتقاليد بينهم ولوجود علاقات نسب وجوار قديمة كما ألمح لها كثير من المؤرخين والباحثين، وخاصة مع قبائل القيسية كبني ربيعة وتغلب وبني عامر وبني غطفان وبني أمية، ويتركز معظم الأكراد حالياً في كردستان في قارة آسيا، متداخلة بين ثلاث دول هي تركيا وإيران والعراق..

ذكر نسب بني أيوب:

لا خلاف في أن الملك الأفضل نجم الدين أيوب - رحمه الله - والد الملوك، وأخاه الملك المنصور أسد الدين شيركوه، وهما ابنا شاذى بن مروان، ثم قيل إن مروان هو ابن محمد بن يعقوب، وقيل مروان هو ابن يعقوب نفسه. واختلف في أصلهم: فذكر عز الدين بن الأثير - المؤرخ الموصلى - أن أصلهم من الأكراد الرّواديّة ، وهم فخذ من الهذبانيه.، وأنكر جماعة من ملوك بنى أيوب النسبة إلى الأكراد، وقال: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم». وادعى بعضهم النسب إلى بنى أمية، وفي رواية أنهم من بني غطفان من القيسية: "وأحضر هذا النسب إلى الملك المعظم شرف الدين عيسى، بن الملك العادل - صاحب دمشق -، فسمع النسب عليه، وأسمعه ولده الملك الناصر صلاح الدين داود، في سنة تسع عشرة وستمائة. والنسب هو هذا: «أيوب، بن شاذى، بن مروان، بن أبى على، بن عثيرة، بن الحسن، ابن على، [بن أحمد بن على]، بن عبد العزيز، بن هدبة، بن الحصين، ابن الحرث، بن سنان، بن عمرو، بن مرّة، بن عوف». ثم اختلف النسابون بعد ذلك، فالأكثرون قالوا: «عوف، بن سعد، بن ذبيان، بن بغيض، بن ريث، بن غطفان، بن سعد، ابن قيس [بن] عيلان، [بن إلياس]، بن مضر، بن نزار، بن معدّ، ابن عدنان» [مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، ابن واصل المتوفي سنة  ٦٩٧ هـ، ج1، ص5].

المراجع..

[معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، البكري، ج3، ص883]

[كتاب الأنساب المتفقة، ابن القيسراني، ص128]

[ الأنساب للصحاري، ص175]

[المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب، المغيري، ص33]

[التنبيه والإشراف، المسعودي المتوفي  ٣٤٦هـ، ج1، ص79]

[المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المقريزي، ج3، ص405]

[المسالك والممالك للبكري، ج1، ص343]

[صورة الأرض، لابن حوقل، ج2، ص271]

[نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ج1، ص419]

[التكلمة والذيل والصلة، للصغاني، ج2، ص330]

[تاج العروس من جواهر القاموس، الزبيدي المتوفي سنة ١٢٠٥ هـ ، ج9، ص103]

[الأنساب، للسمعاني، ج11، ص80]

[عشائر العراق، العزواي، ص140]

[سير أعلام النبلاء، الذهبي، ج15، ص95]

[الوافي بالوفيات، الصفدي، ج24، ص251]

[مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، ابن واصل المتوفي سنة  ٦٩٧ هـ، ج1، ص5]

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم