جذام في كتب الأنساب


نستعرض في هذه المقالة بعض من تاريخ قبيلة جذام العريقة، ونذكر الأسماء المشتبهة معها، ونتطرق لعلاقتها مع اخواتها من قبائل العرب الأخرى بإذن الله..
" جذام قيل هو اسم وقيل هو لقب واسمه عوف وقبل عامر وقيل عمرو وإنما سمي جذام لأنه جذم اصبع أخيه لخم وجذم بمعنى القطع، وقيل جذام مرض وعلة تصيب البدن، فمهما كان الاختلاف في ذلك، فجذام اسم مشهور من قبائل العرب القديمة التي كانت تقطن في شمال شبه الجزيرة العربية وتمتد في بلاد الشام والعراق والبحرين، ثم امتدت إلى باقي المناطق المجاورة، وكانت لها صلات قوية بقبائل عديدة من عدنان وقحطان" وفي الأسماء جذام وجذيمة..
جُذَام بن الصدف: بطن من حضرموت، ويعرف بالاجذوم.(تاج العروس للزبيدي ج 8 ص 224)، وهؤلاء غير جذام بن عدي..
فجذام بن عدي القبيلة المشهورة في العصر الجاهلي وصدر الإسلام، إخوة لخم في النسب.. وهي من قبائل العرب القديمة التي ارتحلت إلى شمال الجزيرة العربية وامتدت إلى بلاد الشام، وجذام لقب واسمه عمرو وقيل عامر.. ولذلك فإن قبائل جذام ولخم وقضاعة خصوصاً كانت قريبة جدا من قبائل مضر الأولى حصل بينهم اشتراك في التاريخ والجغرافيا والاجتماع والسياسة.. حيث تتقارب هذه القبائل من حيث العراقة والأصالة العربية، والصفات السلالية مع قبائل العرب المضرية العدنانية والقحطانية على حد سواء، ولذلك تعددت روايات النسب القديمة في هذه القبائل بشكل خاص دون غيرها، لأنها من العروق الأولى للعرب في شبه الجزيرة العربية، وإليكم نظرة سريعة من كتب الأنساب القديمة تبين مدى تقارب هذه القبائل لبعضها البعض.. وسوف نركز على جذام لأننا تحدثنا كثيرا فيما سبق عن قبيلة قضاعة..
جُذَام بن عدي: بطن من كهلان، من القحطانية وهم: بنو جذام بن عدي بن الحارث بن مرّة ابن أدد. (معجم قبائل العرب)
وقال النسابة والمؤرخ ابن حزم الأندلسي، المتوفي سنة 456هـ:
"وقد كان أراد روح بن زنباع أن يرد نسب جذام إلى مضر، فيقول:
جذام بن أسدة أخي كنانة وأسد ابني خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر؛ فمنعه من ذلك ناتل بن قيس. وقد قال قوم: إن بني عبد الله بن غطفان بن سعد ابن قيس عيلان بن مضر بن نزار إنما هم بنو عبد الله بن غطفان بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام.
(جمهرة أنساب العرب، لابن حزم الأندلسي، ط1 لسنة 1983م، دار الكتب العلمية بيروت، ص421)
وقال أبو بكر الهمداني المتوفي سنة 584هـ:
وقيل: هو ولخم من ولد إراشة بن مُرِّ بن طابخة. وإراشة لحق باليمن.
ويقال جُذام بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. قال: وروى هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة عن جُذام فقالت: قال أبو بكر الصدِّيق: جُذام بن أسد بن خُزيمة. (عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب، الهمداني، ط2 لسنة 1973م، ص39)..
وذكر البلاذري المتوفي سنة 279هـ"
"وقال بعض بني أسد: ولد أسد بن خزيمة: عمرا . فولد عمرو: جذاما، ولخما، وعاملة. (جمل من أنساب الأشراف، البلاذري، ط1 لسنة 1996م، ج1 ص39)..
وقال النسابة الكلبي المتوفي سنة 204هـ:
أن ناتل بن قيس الجذامي سيد بني جذام في بلاد الشام، رد على روح بن زنباع الجذامي حيث انتسب إلى بني أسد بن خُزيمة، فجاء ناتِل فقال: أين قَامَ هّذَا الغادِر الفاجِر روْح قبل هاهُنا، وكان شيخاً يومئدٍ، وروح شاباً، فقال: ما تعرِف هَذَا النسبِ نحن بنو قَحْطان.
(نسب معد واليمن الكبير، الكلبي، ط1 لسنة 1988م ص203)
ومن الجدير ذكره وحسب ما ثبت لنا شرعا واعتمادا على المصادر الإسلامية الشرعية تبين لنا أن عدنان وقحطان من ذرية اسماعيل عليه السلام، وبهذا يكون العرب القيسية أو العدنانية والعرب اليمانية أو القحطانية هما العرب المذكورين في القرآن الكريم كأمة واحدة، وهم قسمين من العرب يطلق عليهم اصطلاحا العرب الباقية، بخلاف العرب البائدة التي انقرضت في أزمنة غابرة، وهذا يتفق مع التاريخ الإسلامي ويتعارض مع التاريخ المشبوه الذي اعتمد على عقائد مزيفة جاء الإسلام ليمحقها بالحق..
وجاء في الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي:
" قبيلة عربية يمنية الأصل تنسب إلى جذام بن الحارث بن مرة هاجرت شمالا واستقرت فى المنطقة الواقعة بين مدين وتبوك، وكان بنو جذام يرشدون القوافل التجارية فى المنطقة الصحراوية فيما بين الحجاز والشام ومصر، وكانت جذام مثل قضاعة تأثرت بالديانة المسيحية إلا أن إيمانهم بها كان سطحيًّا كما أنهم كانوا حلفاءَ للروم، وقد غزاهم النبى صلى الله عليه وسلم  مرتين، وقاتلوا المسلمين، ثم أسلموا وشاركوا فى الفتوح الإسلامية، وقد استقر كثير من الجذاميين بمصر بعد فتحها حيث استقروا فى الإسكندرية والشرقية ومن أشهر بطون جذام فى مصر سعد ووائل، وهاجر بعضهم إلى الأندلس وسكنوا شذونة وإشبيلية. ومن أشهر الجذاميين روح بن زنباع المتوفى سنة (84 هـ) الذى تولى إمارة فلسطين، وكان مشهورًا بالدهاء والخطابة."
وقال ابن خلدون؛ في نواحي مصر مما يلي العقبة وايلة من قبيلة جذام عرب العائد وعليهم درك السابلة، وكانت جذام تشترك مع ثعلبة "طيء" وجرم "قضاعة" وتنوخ ولخم وعاملة وسليح "قضاعة" والغساسنة في مناطق شمال شبه الجزيرة العربية وغرب العراق وجنوب الشام وشرق مصر، ثم سيطرت جذام على صحراء سيناء فيما سيطرت قضاعة على سواحل فلسطين المتاخمة لها، أما في منطقة شمال شبه الجزيرة العربية وصعيد مصر فقد اشتركت جذام مع القبائل العدنانية وخاصة قبائل بني ربيعة وبني عامر بن صعصعة وتغلب وسليم، وكذلك في سواحل افريقيا الشمالية..
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم