رياضة شعوب الصحراء

 بالنسبة للرياضة عند البدو، أو شعوب الصحراء هي بالمجمل رياضات بطولية وفروسية، وهي رياضة محببة ومطلوبة لأنها تؤسس وتبني الفرد لمواجهة مصاعب الحياة، وكانت هناك أنواع عديدة من هذه الرياضة المهمة سابقا وحالياً، إلا أنها اليوم وفي عصر الخذلان والضعف تم استبدالها برياضة مخزية لا تناسب أبداً تلك الشعوب التي على عاتقها سيادة الأمة، تعالوا بنا سريعا لنتعرف على أهمية وأنواع تلك الرياضة التي كانت مشهورة جداً بين شعوب الصحراء:

1- المبارزة بالسيوف ( تدريب قتالي)

2- المبارزة بالعصا (تدريب دفاعي ورادع)

3- المبارزة بسباق الخيول (تدريب حربي)(الفروسية)

4- المبارزة بسباق الهجن (تدريب حربي)

5- المبارزة بالرماية (تدريب هجومي)

فَالَّذِي اجْتمعت عَلَيْهِ الرُّمَاة من الْأُمَم أَن أصُول الرَّمْي خَمْسَة جمعهَا بَعضهم فِي قَوْله

(الرَّمْي أفضل مَا أوصى الرَّسُول بِهِ ... وَأَشْجَع النَّاس من بِالرَّمْي يفتخر)

(أَرْكَانه خَمْسَة الْقَبْض أَولهَا ... وَالْعقد وَالْمدّ وَالْإِطْلَاق وَالنَّظَر) وَجعلهَا بَعضهم فِي أَرْبَعَة وَجَمعهَا فِي قَوْله

(يَا سائلي عَن أصُول الرَّمْي أَرْبَعَة ... العقد وَالْقَبْض وَالْإِطْلَاق وَالنَّظَر) وَلم يعد مِنْهَا الْمَدّ فاستدرك عَلَيْهِ فَإِنَّهُ من الْأَركان، وَقَالَ آخَرُونَ أُصُوله أَرْبَعَة وفروعه تِسْعَة وكماله خصلتان.

فالمجموع خَمْسَة عشر خصْلَة من اسْتكْمل علمهَا وعملها اسْتكْمل علم الرَّمْي وَنحن نبينها فَالْأَصْل الأول الْقَبْض على الْقوس وَالثَّانِي العقد وَالثَّالِث النّظر وَالرَّابِع الْإِطْلَاق وَأما الْفُرُوع فِي الأول الْمَدّ على اسْتِوَاء وترفق وَالثَّانِي معرفَة قدر قوسه ليَكُون على بَصِيرَة من الرَّمْي بِهِ وَالثَّالِث معرفَة مِقْدَار الْوتر فِيهِ وَالرَّابِع معرفَة مِقْدَار فَوق السهْم وَهُوَ الْغَرَض الَّذِي يَجْعَل فِيهِ الْوتر وَالْخَامِس معرفَة مِقْدَار السهْم وَالسَّادِس معرفَة قدر قوته هُوَ فِي نَفسه وَالسَّابِع هيئات الْجُلُوس وَالْوُقُوف وَالثَّامِن قصد الْإِصَابَة لَا الْبعد وَالتَّاسِع النكاية أما الخصلتان اللَّتَان بهما تَمَامه وهم ملاك أمره فالصبر والتقى وَهَذَا كَلَام حسن جدا وَقَالَت طَائِفَة أَرْكَان الرَّمْي أَرْبَعَة السرعة وَشدَّة الرَّمْي والإصابة والاحتراز فالرامي على الْحَقِيقَة من كملت فِيهِ هَذِه الْأَرْبَعَة وكل وَاحِدَة مِنْهَا محتاجة إِلَى أخواتها كَمَا يحْتَاج الرَّمْي إِلَى أَرْبَعَة الْقوس وَالْوتر والسهم والرامي فَلَو كَانَ سهم الرجل مصيبا وَلم يكن منكيا لم يُؤثر وَلَو كَانَ سَهْمه منكيا وَلم يكن مصيبا لم ينفع وَلَو كَانَ مصيبا منكيا لم يحسن التَّحَرُّز من عدوه فَإِنَّهُ يُوشك أَن يقْتله عدوه قبل رميه إِيَّاه لعدم مَعْرفَته بالتحرز مِنْهُ وَلَو اجْتمعت فِيهِ الثَّلَاثَة الْإِصَابَة والنكاية والتحرز وَلم يكن سريع الرَّمْي نقص ذَلِك من بسالته وشجاعته وَقل انتفاعه برميه وَرُبمَا فَاتَهُ مطلبه وهرب خَصمه مِنْهُ لبطء رميه لَهُ فَمن لم يستكمل هَذِه الْخِصَال فَلَيْسَ برام عِنْدهم.

7- المبارزة بالجري (تعرف اليوم بالعدائين)- (العدو السريع)

8- المبارزة بالبطح نوع من أنواع المصارعة غير المؤذية (تدريب دفاعي)

9- المبارزة بالشعر والنثر والخطابة (تدريب ثقافي)

10- المبارزة بالقفز ( تدريب هجومي ومراوغة)

11- المبارزة بحمل الأثقال (تدريب عضلي)

12- المبارزة بالصيد (تدريب حي)

13- المبارزة بالحزازير  أو الفوازير( تدريب عقلي)

14- المبارزة باليد (تدريب عضلي)

15- ويضاف إلى ما سبق جملة أخرى من الألعاب الشعبية العربية المختلفة والتي هي تساهم في التمنية العقلية والجسدية وليس هي مجرد ألعاب لتضعية الوقت والتسلية مثل لعبة كرة القدم التي تكلف الكثير وتعمل على تعزيز السلبيات بدلا من الايجابيات التي نحن أولى بها من غيرنا.. 

والفروسية أَرْبَعَة أَنْوَاع: أَحدهَا ركُوب الْخَيل وَالْكر والفر بهَا الثَّانِي الرَّمْي بِالْقَوْسِ الثَّالِث المطاعنة بِالرِّمَاحِ الرَّابِع المداورة بِالسُّيُوفِ فَمن استكملها اسْتكْمل الفروسية.

وَلم تَجْتَمِع هَذِه الْأَرْبَعَة على الْكَمَال إِلَّا لغزاة الْإِسْلَام وفوارس الدّين وهم الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وانضاف إِلَى فروسيتهم الخيلية فروسية الْإِيمَان وَالْيَقِين والتنافس فِي الشَّهَادَة وبذل نُفُوسهم فِي محبَّة الله ومرضاته فَلم يقم لَهُم أمة من الْأُمَم ألبته وَلَا حَاربُوا أمة قطّ إِلَّا وقهروها وأذلوها وَأخذُوا بنواصيها فَلَمَّا ضعفت هَذِه الْأَسْبَاب فِيمَن بعدهمْ لتفرقها فيهم وَعدم اجتماعها دخل عَلَيْهِم من الوهن والضعف بِحَسب مَا عدموه من هَذِه الْأَسْبَاب.

أهمية هذه المبارزات والألعاب والتدريبات تكمن في صقل الإنسان وتربيته ليكن من أهل الشجاعة والقوة، لاننا أولى بها من غيرنا، كما أن العجز والجبن في تراثنا مرفوضة ومذمومة، خاصة في أمور الحق والشرع وحماية الإسلام والدفاع عنه، ضد أهل الكفر والفجور والفسق..

"وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: الْمُؤمن الْقوي خير وَأحب إِلَى الله من الْمُؤمن الضَّعِيف وَفِي [كل] خير أحرص على مَا ينفعك واستعن بِاللَّه وَلَا تعجز، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَعَوَّذ [بِاللَّه] من الْجُبْن."


              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم