الغوانمة/ نسبة إلى غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي..
رهط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
استشهد عدد من أولاد غانم في فلسطين وخاصة في اليرموك وأجنادين وكذلك في طاعون عمواس، سكنت ذريتهم قرب المسجد الأقصى المبارك في حي هناك اعتقد هو الذي سمي باسمهم، وتنقلوا من فلسطين إلى مصر، وكذلك سمي أحد أبواب المسجد الأقصى باسمهم لاحقاً، وهو باب الغوانمة وهو إحدى أبواب المسجد الأقصى المفتوحة، ويعتبر أول باب يشيد في الجدار الغربي ابتداء من الناحية الشمالية، وقد أنشئ في العهد الأموي.
ومن بني غانم نذكر:
منهم نصر بن غانم الذي استشهد في طاعون عمواس قرب القدس سنة 18 هجرية
وابنه حذافة بن نصر بن غانم وقيل قد استشهد في طاعون عمواس أيضاً.
وابنه حذيفة (قال البلاذري) حذيفة بن غانم أخو حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله[ أنساب الأشراف، البلاذري، ص483، ج10]وشريق أخو حذيفة وحذافة ولقب حذافة (الملثم) وبه كان يكنى..
وحفيده خارجة بن حذافة بن نصر بن غانم، كان قاضياً في مصر لعمرو بن العاص، وقيل عنه يعدل ألف رجل..
ذرية خارجة بن حذافة بن نصر بن غانم هم:
1- عبد الرحمن 2- أبان 3- عبدالله 4- عون
قال البلاذري ومن ولد خارجة بن حذافة؛ سليمان بن أبي حثمة بن حذافة بن خارجة، وأمه من بني عدي..، وحكيم بْن مؤرق بْن حذافة كَانَ شريفا. وحطيط بْن شريق بْن غانم، هلك فِي طاعون عمواس بالشام. ومنهم قديسة بنت عون بن خارجة بن حذافة، هلكت بمصر وتركت مالاً عظيماً وموالي، ورثها عبد الرحمن بن إبراهيم بن الزبير بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف.
ومن ذرية حذيفة بن غانم ؛
أبا الجهم بْن حُذَيْفَة بن غانم، كان من علماء قريش ونسابها ومن مشيخة قريش، وله ابن اسمه محمد بن إبي الجهم بن حذيفة بن غانم، قتل يوم الحرَّة، وله ابن اسمه عبد الرحمن بن إبي الجهم بن حذيفة بن غانم، كان فقيها.. وقيل إن إسم أبو الجهم عبيد وقيل عامر بن حذيفة العدوي القرشي كانت له دارا في المدينة المنورة، وعداده من الأنصار توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان..
ذكر الواقدي أن من ذرية غانم؛ أبو الجهم كان في آخر زمن معاوية بن أبي سفيان.
ومن ذرية أبو الجهم الغانمي القرشي:
عبد الله الأكبر بن أبي الجهم بن حذيفة بن نصر بن غانم استشهد يوم أجنادين قرب الرملة بفلسطين سنة 13هـ.
عبدالله الأصغر بن أبي الجهم بن حذيفة بن نصر بن غانم.
وإسماعيل بن حميد بن أبي الجهم بن حذيفة بن نصر بن غانم، كان معاصراً لهشام بن عبد الملك (105-125 هـ)
وبكر بن صخير بن أبي جهم كان يسكن الكوفة، وأبو بكر بن عبدالله بن أبي الجهم الغانمي القرشي..
وصفهم؛
وقال أبو اليقظان: عن أبو الجهم الغانمي إنه بقي إلى زمن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وَقَالَ أَبُو اليقظان: كَانَ أَبُو جهم بْن حُذَيْفَة بْن غانم شرسا، وكان له بنون أشدِّاء، وهم أشد أهل الحجاز مؤونة على السلطان، وأغلظ أمرا [أنساب الأشراف، البلاذري، ج 10، ص488]
ومنهم صخر بن نصر بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد اليرموك واستشهد به..
ومنهم صخير بن نصر بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي (١) أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وخرج إلى الشام مجاهدا فمات في طاعون عمواس أيضاً.
ومنهم؛ خَالِدُ بنُ إِليَاسِ ابن صَخر بْنِ أَبِي جَهم بْنِ حُذَيفَة بْنِ غَانِمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبيد بْنِ عُوَيج بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ [الطبقات لابن سعد، متمم التابعين، ص421]، وكان عالماً في النسب، و الْيَسَعِ بْنِ صَخْرِ بْنِ أَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيفَة بن غانم.
ومنهم؛ سلمة بن نصر بن غانم بن عامر ابن عبد الله بن عبيد عويج بن عدي بن كعب بن لؤي ابن غالب القرشي العدوي، ممن أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد فتوح الشام.
ومنهم مورع بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي
ومنهم نبيه بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي [أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الاثير، ج6، ص66]
ومنهم؛ ابن أبي حثمة وهو سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن كعب، وهو من رواة العلم ومن صالحي المسلمين استعمله عمر بن الخطاب على سوق المدينة، وهو من الطبقة الأولى من أهل المدينة.. ومن أولاده: مورق وورقة وعاتكة..
ومنهم عثمان بن سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم.. وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم..
نلاحظ ومن خلال ما توفر لنا من تلك الأسماء بأن تاريخهم هذا يضم فترة زمنية ليست قصيرة وهي تبدأ من أواخر العصر الجاهلي وحتى فترة خلافة هشام بن عبد الملك (105-125 هـ)أي تقارب على نحو 135 عاما وأكثر.. أي أن ذكرهم كان قبل عام 610م واستمر وفق ما حصلنا عليه لنحو 743م
ففي سنة 65هـ بويع عبد الملك بن مروان بالخلافة واستمرت خلافته نحو 21 سنة..وفي عهده وقعت مجموعة من الفتن الصعبة ومنها ثورة التوابين، ومعارضة ابن الزبير حيث أرسل عبد الملك جيشا من الشام قوامه 20 ألفاً للقضاء على خلافة عبد الله بن الزبير في الحجاز وتم له ذلك، ثم تعقب عبد الملك حركة الخوارج وتغلب عليهم، والقضاء على ثورة ابن الأشعث وغيرها..
في سنة 66هـ بدأ عبد الملك بن مروان ببناء مسجد قبة الصخرة وانتهى منها سنة 72هـ ..توفي الخليفة عبد الملك سنة 86هـ.. ثم ولي بعده ابنه الوليد بن الملك من سنة 86هـ - 96هـ
- الغوانمة، بني غانم: بخصوص باب الغوانمة نذكر بعض النصوص:
1- قال مجير الدين العليمي (المتوفي سنة 928هـ) في كتابه: فِي الْجِهَة الشمالية بَاب الغوانمة فِي آخر الْجِهَة الغربية من جِهَة الشمَال بِالْقربِ من المنارة الْمَعْرُوفَة الْآن بمنارة الغوانمة وَسمي الْبَاب بذلك لِأَنَّهُ يَنْتَهِي الى حارة بني غَانِم وَيعرف قَدِيما بِبَاب الْخَلِيل وَبَاب النَّاظر وَهُوَ بَاب قديم وجددت عِمَارَته فِي زمن الْملك الْمُعظم عِيسَى رَحمَه الله فِي حُدُود الستمائة وَيعرف قَدِيما بِبَاب مِيكَائِيل وَيُقَال انه الْبَاب الَّذِي ربط بِهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام الْبراق لَيْلَة الاسراء [ الأنس الجليل، ج2، ص30] يفهم من هذا النص أن حارة بني غانم موجودة قبل بناء الباب، وأن الباب كان يعرف قديماً باسم باب الخليل، وهو باب قديم جددت عمارة الباب (ترميم) في سنة 600هـ.. ويقال أنه الباب الذي ربط به جبريل عليه السلام البراق.. وأعتقد أنه نقل هذا القول عن شمس الدين الأسيوطي المتوفي سنة 880هـ صاحب كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى.. لكن لم يشر أي منهما إلى المصادر الأصلية لهذا القول..
2- ينتسب الغوانمة إلى غانم بن علي الأنصاري من رجال صلاح الدين الأيوبي، الذي كان شيخ الخانقاة الصلاحية في القدس..[ من التاريخ الحضاري لبلاد الشام خلال القرن الأول للحكم العثماني، محمد الأرناؤوط، 2019م، ص246] وهنا نفهم أن تسمية باب الغوانمة بهذا الإسم قد حدث بعد تحرير القدس من الفرنجة سنة 583هـ وأن جد الغوانمة جاء مع صلاح الدين الأيوبي!!..
3- رواية أن غانم بن علي جاء من المغرب قاصدا الديار الحجازية لأداء فريضة الحج، ثم ارتحل مع أصحابه المغاربة، إلى بيت المقدس لزيارة المسجد الأقصى بعد تحريره من الصليبيين في القرن السادس الهجري، وأقام عند باب الوليد والذي يعرف الآن بباب الغوانمة نسبة إلى ذريته !! يقول الكاتب وقد اختلف في نسبه واسمه فمنهم من نسبه إلى الخزرج الأنصار ومنهم من نسبه إلى آل البيت من سلالة الحسن السبط بن علي بن أبي طالب..[ الإحياء بعد الإنساء، عبد الفتاح شكر، سنة 2011م، ج2، ص57]..
فالرواية رقم 2 والرواية رقم 3 تنسب حي الغوانمة وحارة الغوانمة إلى اسم رجل جاء لهذه المنطقة بعد عام 583هـ وهذا معناه أن اسم بني غانم لم يكن موجودا في ديار بيت المقدس إلا بعد هذا التاريخ، وأن باب الغوانمة سمي بذلك نسبة لهذا الرجل بعد أن تكاثرت ذريته، فتغير اسم باب الوليد بن عبد الملك لصيبح باب الغوانمة، وبحسب معظم الآراء أن اسم الباب سمي بذلك نسبة لحارة الغوانمة المتاخمة له، وقيل أنه كان يعرف بباب الخليل لأنه يقابل مدينة الخليل..إلا إننا نجد أحد إئمة بيت المقدس قبل هذا التاريخ بنحو 300 سنة حيث ورد اسم الإمام شمس الدين بن غانم المقدسي الشافعي واسمه محمد بن سليمان بن غانم المتوفي سنة 199هـ أي في عهد الدولة العباسية الأول.. وذكر العمري المتوفي سنة 749هـ الشيخ غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن الحسين أبو علي الأنصاري، السعدي المقدسي النابلسي ولد بقرية بورين من أعمال نابلس سنة 562هـ وسكن القدس سنة 583هـ [مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، العمري، ج8، ص228] اذا الشيخ غانم بن علي الأنصاري هو فلسطيني من مواليد نابلس وليس مغربي !! وهناك شخص آخر اسمه شهاب الدين أبو العباس ابن غانم أحمد بن محمد بن سلمان المقدسي المعروف بابن غانم ولد بمكة سنة 650هـ وتنقل في اليمن والشام وتوفي بسوريا سنة 737هـ.. وابن غانم أيضاً القاضي جمال الدين يوسف بن غانم بن أحمد بن غانم، المقدسيُّ النابلسيُّ: ولي قضاء نابلس مدة طويلة، ثم ولي قضاء صفد، ثم ولي خطابة القدس في ربيع الآخر، سنة إحدى وثمان مئة وتوفي بدمشق..
لكن الرأي الأرجح والذي يتناسب مع تاريخ بيت المقدس، هو :
أن سكانه القدماء هم من عرب الفتح الذين وصلوا إلى هذه الديار مع الجيوش العربية وإليهم ترجع معظم تلك الأحياء، ولقد كان من أكثر الناس تعلقاً بالديار المقدسة هم أبناء القادة المجاهدين من قريش وبني هاشم وبني أمية وبني عدي وبني سعد وبني مرة وبني زيد ومن الأنصار وغيرهم ممن كان مع جيوش الفتح، وتوزعوا في تلك النواحي والمدن المجاورة لبيت المقدس في الخليل وبيت لحم، وفي العصر الأموي ازداد الإهتمام بالحضارة والعمران والعلم وساهم خلفاء بني أمية في التغيير الديموغرافي بالديار الشامية والمصرية من خلال تشجيع القبائل العربية الموالية والمؤيدة لهم بالتجمع في تلك المناطق ببيت المقدس ودمشق والقاهرة، وحينما انهزم بني أمية على أيدي بني العباس كانت هذه الديار تعج بالقبائل العربية التي ساهمت هي الأخرى على اضعاف الأميين بسبب احتجاجهم ومعارضتهم لبعض خلفاء بني أمية وبعض سياستهم في الحكم، فكان لهم دورا بارزا في الحروب الأهلية التي عرفت باسم حروب القيسية واليمنية.. وكانت منطقة الخليل وسواحل فلسطين من أهم المراكز القيسية النشطة.. كما كانت مناطق مصر الشرقية والغربية تعج بالقبائل القيسية والمضرية..
ومن هنا فان تسمية أبواب المسجد الأقصى لن تكون تسمية عاطفية ولا عشوائية ولا مزاجية، بل لابد لها من خلفية تاريخية ودينية وأسباب أكثر قناعة للعقل العلمي وأكثر اتصالا بالتاريخ السياسي للمنطقة ابتداءا من الفتح العربي وتسلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح بيت المقدس، وأعمال التطوير والبناء التي وقعت في العهد الأموي.. وسياسة بني أمية في بلاد الشام ودورهم المهم في صناعة تلك الحضارة..
الخلاصة: نرى بأن بني غانم كانوا من أهل الجهاد والعلم ولهم شهداء في فلسطين في اليرموك وأجنادين وعمواس، ولهم دورا في الأحداث التاريخية في الشام والحجاز، ولهم قرابة مع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولهم تواجد في الشام والحجاز ومصر ، وهم أيضاً من أقرباء الخلفاء الأمويين الذين ينسب لهم النهوض في الحضارة والعمران فجميعهم من قريش، ولابد لها الأمر من بصمة تاريخية في بيت المقدس..
المصادر والمراجع، اضافة لما بين السطور:
كتاب الإصابة في تمييز الصحابة، دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 6- ص: 337
كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد،ج4، ص143
كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر، ج23، ص467، ص6، ج24
كتاب نسب قريش، الزبيري، ص374.