القرامطة؛ الذين أقاموا دولة قرب الخليج العربي في الاحساء والقطيف والبصرة، وكان كثير من عرب البادية قد انضموا لهم وخضعوا لنفوذهم، في شبه الجزيرة العربية والشام,, ما معنى القرامطة وما هي أصل التسمية..؟!
- ذكر تقي الدين أبو العباس المتوفي سنة 728هـ:
وَقَرَامِطَةُ الْبَحْرَيْنِ أَتْبَاعُ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيِّ وَغَيْرُهُمْ، أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ بَهْرَامَ الْجَنَّابِيُّ رَأْسُ الْقَرَامِطَةِ وَدَاعِيَتُهُمْ، كَانَ دَقَّاقًا مِنْ أَهْلِ جَنَّابَةَ بِفَارِسَ وَنُفِيَ مِنْهَا، فَأَقَامَ فِي الْبَحْرَيْنِ تَاجِرًا، وَأَقَامَهُ حَمْدَانُ قُرْمُطَ دَاعِيَةً فِي فَارِسَ الْجَنُوبِيَّةِ. وَقَدْ حَارَبَ الْجَنَّابِيُّ الدَّوْلَةَ الْعَبَّاسِيَّةَ وَاسْتَوْلَى عَلَى هَجَرَ وَالْأَحْسَاءِ وَالْقَطِيفِ وَسَائِرِ بِلَادِ الْبَحْرَيْنِ، وَأَحْرَقَ الْمَصَاحِفَ وَالْمَسَاجِدَ. وَفِي عَامِ 301 اغْتَالَهُ أَحَدُ الْخَدَمِ. وقال: الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ : الْقَرَامِطَةُ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ هُمُ الَّذِينَ يَنْتَسِبُونَ إِلَى حَمْدَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ الَّذِي كَانَ يُلَقَّبُ بِقَرْمَطَ وَقَدْ تَتَلْمَذَ عَلَى حُسَيْنٍ الْأَهْوَازِيِّ رَسُولِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ، ثُمَّ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ مَقَرًّا قُرْبَ الْكُوفَةِ سَمَّاهُ " دَارَ الْهِجْرَةِ " وَأَخَذَ هُوَ وَأَتْبَاعُهُ يَشُنُّونَ مِنْهُ الْغَارَاتِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَدِ انْتَشَرَتْ دَعْوَتُهُ فِي أَنْحَاءَ كَثِيرَةٍ فِي الْعَالَمِ الْإِسْلَامِيِّ وَكَانَتْ سَبَبًا فِي كَثِيرٍ مِنَ الْقَلَاقِلِ وَالْحُرُوبِ. وَذَكَرَ ابْنُ طَاهِرٍ الْبَغْدَادِيُّ (الْفَرْقَ بَيْنَ الْفِرَقِ، ص 177) أَنَّ حَمْدَانَ قَرْمَطَ كَانَ مِنَ الصَّابِئَةِ الْحَرَّانِيَّةِ.
- وذكر أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري المتوفي بعد عام 740هـ :
وقد كان قرمط يكاتب من بسلمية من الطواغيت. فلما توفى من كان فى وقته، وجلس ابنه من بعده كتب إلى حمدان قرمط، فلما ورد عليه الكتاب أنكر ما فيه لألفاظ كان يعهدها، فتغيّرت عليه، فاستراب ذلك. وأمر قرمط ابن مليح، وكان داعيا من دعاته، أن يخرج إلى سلمية ويتعرّف له الخبر. فامتنع واعتذر إليه.
- إحسان إلهي ظهير الباكستاني (المتوفى: 1407هـ)، قال:
القرامطة المنسوبون إلى حمدان الأشعث المعروف بقرمط لقصر قامته ورجليه وتقارب خطوه، في سنة أربع وستين ومائتين 264هـ. وكان ظهوره بسواد الكوفة، فاشتهر مذهبه بالعراق، وقام ببلاد الشام، وقيل غير ذلك في تاريخ ظهور حمدان هذا في تسمية بقرمط، يقول الوطواط " ظهر في أيام خلافة المعتمد سنة 278هـ من سواد الكوفة، رجل أحمر العينين يسمى كرميته، فاستثقلوا هذه اللفظة، فخففوها وقالوا قرمط، قد حارب الفاطميين القرامطة حروباً دامية سنة 362هـ "، ويقول إبن خلكان: " والقرامطة نسبتهم إلى رجل من سواد الكوفة، يقال له قِرمط بكسر القاف، ولهم مذهب مذموم، وكانوا قد ظهروا في سنة 281هـ في خلافة المعتضد، وقيل كان ظهورهم في سنة 278هـ "، ويرى أبو الفداء " أن ظهورهم كان في هذه السنة أي سنة 278هـ في سواد الكوفة، وأن الرجل الذي دعاهم إلى مذهبه كان شيخاً وقد تمرض بقرية من سواد الكوفة، فحمله رجل من أهل القرية يقال له كرميته لحمرة عينيه وهو بالنبطية إسم لحمرة العين. فلما تعافى الشيخ المذكور سمي بإسم ذلك الرجل الذي آواه ومرضه. ثم ُخفف فقالوا قِرمط. ودعا قوماً من أهل البادية ممن ليس لهم دين ولا عقل إلى دينه، فأجابوه ".
وجاء في لسان العرب لابن منظور المتوفي سنة 711هـ : قرمط: القَرْمَطِيطُ: المُتقارِبُ الخَطْوِ. وقَرْمَطَ فِي خَطْوِه إِذا قارَب مَا بَيْنَ قَدَمَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: قَالَ لِعَمْرٍو قَرْمَطْتَ، قَالَ: لَا؛ يُرِيدُ أَكَبِرْت لأَن القَرْمَطة فِي الْخَطْوِ مِنْ آثَارِ الكِبَر. واقْرَمَّط الرجلُ اقْرِمّاطاً إِذا غَضِبَ وتقبَّض. والقَرْمَطة: المُقارَبةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، والقَرْمَطةُ فِي الخَطِّ: دِقَّةُ الْكِتَابَةِ وتَداني الْحُرُوفِ، وَكَذَلِكَ القَرْمَطةُ فِي مَشْي القَطُوفِ. والقَرْمَطةُ فِي الْمَشْيِ: مُقارَبةُ الْخَطْوِ وَتَدَانِي الْمَشْيِ. وقَرْمَطَ الكاتِبُ إِذا قارَب بَيْنَ كِتَابَتِهِ، والقَرامِطةُ: جِيلٌ، وَاحِدُهُمْ قَرْمَطِيّ. وقلت: وفي لهجة البدو المحلية : قَرْمِط بِهِ أي تمسك به جيداً..
الخلاصة:
إذا أصل كلمة "القرامطة" مشتقة من اسم رجل "قرمط"، يقال هو حمدان الأشعث بن قرمط وهو رجل من سواد الكوفة، وظهر في البحرين سنة 286هـ [توضيح المشتبه، ابن ناصر الدين الدمشقي، ج2، ص146]، وقيل سمي قرمطا لأنه كان قصير القامة، قصير الرجلين، وكان خطوه متقاربا.! [المقفى الكبير، المقريزي، ج3، ص170]