ولد عامرٌ: كلاباً، وربيعةَ، وهلالاً، ونُمَيراً، وسَوَاءة.
وسُوَاءة: فُعالة من قولهم: سُؤته أسوءه مَساءةً.
وأمَّا هلالُ بن عامرٍ فولدَ: نَهِيكاً وعبدَ منافٍ، وربيعة. وقد مرَّت هذه الأسماء.
ومن رجالهم: قَبِيصة بن المُخارِق، وفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم، وله صُحبة ومُخارَقٌ مُفاعل إمّا مِن خرقت الشَّيءَ أخرِقُه خرقاً، أو خَرقت به أخَرقُ خَرَقاً. والخَرْق: الفلاةُ الواسعة تَنخرِق في مِثْلها. والخِرْقُ: الرجل الكريم الذي يتخرَّق في الخَيْرات. والمرأةُ الخرقاءُ: ضدُّ الصَّنَاع. ورجلٌ أخرقُ إذا كان مضعوفاً. وخَرِق الرجُل يَخْرَق خَرَقاً. إذا تحيَّر فلم يَنطِقْ، من فزعٍ أو نحوه. والخُرَّق: ضربٌ من الطَّير.
ومن رجالهم: قَطَن بن قَبِيصة. وقَطَن: جبل معروف. ويقل: قَطَن الرجلُ بالمكان، إذا أقامَ به، وقَطِين الرَّجل: حَشَمه. والقَطِنة في الإنسان والدابّة: لحمٌ بين الورِكَين من باطن.
ومن رجال بني نَهِيك: فادغٌ ودامغٌ: أخوانِ كانا شريفَين في الجاهلية. واشتقاق فادغ، وهو فاعل، من قولهم فَدَغ رأسَه، إذا شدخَه. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " إذَا تَفْدَغَ قريشٌ رأسي ". ودامغ، وهو فاعل، من قولهم: دمغَه، إذا ضرَبه على دماغه.
ومن شعرائهم: حُمَيد بن ثَورٍ الهِلاليّ.
ومن رجالهم: مِسعَر بن كِدَام، كان من فقهاء أهل الكُوفة ورجالهِم وله بها عَقِبٌ.
ومن قبائلهم: بنو رُوَيْبة بن عبدِ الله، وقد مرَّ.
ومنهم: بنو الهُزَم. وهُزَمُ: فُعَلٌ من قولهم: تهزَّم السِّقاءُ إذا تصدَّع من اليُبْس. وسمِعت هَزمة الرَّعد، أي صوتَه. واشتقاق الهزيمة من تشقُّق السَّقاء. وفرسٌ أجشُّ هزيمٌ، إذا كان في صَهِيله غِلَظٌ، وهو من نَعْت الجِياد. قال الشاعر:
ونجَّى ابنَ حَربٍ سابحٌ ذو عُلالةٍ ... أجشُّ هزيمٌ والرِّماحُ دوانِي
رجال بني نمير وقبائلهم
بنو ضِنَّة، وهو ضِنَّة بنُ عبدِ الله بن نُمَير. واشتقاق ضِنّة من قولهم: ضَنِنْت بالشَّيء أضَنَّ به ضِنَّاً. والرجُل الضَّنِين: البَخِيل.
ومن رجالهم: عبدُ الله، وجَعْوَنةُ، ابنا الحارث بن نُمَير. واشتقاق جَعْوَنة، وهو فَعْولة، من الجَعْن أو من الجَعْوِ، فتكون النُّون زائدةً. فأمَّا الجَعْن فاسترخاءٌ في الجسم. وأما الجَعْو فجَمْعُك الشَّيء. وتسمَّى الكُثْبة من البَعَر جَعْوةً.
ومن بني جَعْونة: عُبَيد بن كعب، كان شريفاً، ولِي ديوانَ البَصرة لابن عامر، وشهِدَ يومَ الجمَل مع عائشة رضي الله عنها، فجُرِحَ فحملَه سَعْوة بن حَيْدان المَهْريُّ إلى منزلِه، ثُمَّ ولِيّ كِرْمانَ لابن عامرٍ أيضاً.
ومن شعرائهم: الرَّاعي، وهو عُبَيد بن حُصَين، وهو الذي يسمَّى راعيَ الإبل. وإنَّما سمِّي راعيَ الإبل لبيتٍ قاله يصف إبلاً:
لها أمرُها حتَّى إذا ما تبوَّأَتْ ... بأخفافها مأوّى تبوَّأَ مَضْجَعا
فقيل: راعي الإبل.
[قبائل بني ربيعة بن عامر]
ولد كعباً، وكلاباً ورَبيعة، فولَدَ ربيعةُ: كليباً، وعامراً.
ومنهم: بنو البَكَّاء، واسمه عمرو، وقد مَرَّ.
ومنهم: حُندُج بن البَكّاء، وهو الذي أعانَ خالد بن جعفرٍ على قتل زُهَير بن جَذيمة، والحُنْدج: الكثيب من الرَّمل الصغيرُ، والجمع الحنادجُ، فإنْ كانت النون فيه زائدةً كزيادتها في جُنْدب فهو من الحَدْج، من قولهم: حَدَجتُه بعيني حَدْجاً، إذا لحَظْتُه بعيني. وحدجتُ البعيرَ أحدِجُه حَدْجاً، إذا طرحتَ عليه الحِدْج، وهو مركَبٌ من مراكب النِّساء، وقد سمَّت العرب حادجاً وحُدَيجاً، ومحدوجاً.
ومنهم: منصور بن جَعْوَنَة، كان شريفاً بالشّام سيِّداً.
ومن رجالهم: خِدَاش بن زُهَير، كان فارساً شاعراً، وله بلاءٌ في أيام الأفجرة بينَ قُريشٍ وقَيس.
ومن بين عامرٍ: زُرارة بن فَرْوانَ وهو الذي يقول:
قدِ اختلَطَ الأسافلُ بالأعالي ... وماجَ الناسُ واختلَلَ النِّجَارُ
وصار العبُد مثَل أبي قُبَيسٍ ... وسِيقَ مع المُعَلهَجَة العِشارُ
فإِنَّك ما يضرُّك بعدَ حَولٍ ... أظبْيٌ كانَ أمَّك أم حِمارُ
رجال بني كلاب بن عامر بن صعصعة
جعفر، ومعاوية، وربيعة، وأبو بكر، وعمرو، والوحيد، وعُبَيد وأبو رُوَاس، والأضْبَط أبو وَبْر، وعبد الله، وكعب.
واشتقاق رُوَاس من روائس الوادي، وهي أعاليه، وقالوا: رجلٌ رُؤاسيٌّ وهو عظيم الرأس.
ومن قبايلهم: بنو الصَّموت، وهو فَعُول من الصَّمْت، وكان فارساً يوم جَبَلة.
وأما ربيعة بن كلاب فليس فيهم مذكورٌ مشهور، وهم قليل.
ومن رجال بني جعفر بن كلاب: عامر بن مالكٍ ملاعبُ الأسِنّة، وابن أخيه عامر بن الطُّفيل فارسٌ غيرُ مدافَع، وربيعة أبو كبيرٍ، وهم بيتُ هوازنَ غيرُ مدافَعِين. وربيعةُ هو أبو لبيدٍ الشاعر.
ومنهم: الأحوص بن جَعفَر بن كلاب، كان سيِّداً، وهو الذي هجاه الأعشى فقال:
أتاني وعيدُ الحُوصِ من آل جَعفرٍ ... فيا عبدَ عمرٍو لو نَهيتَ الأحاوصا
والحَوَص: ضِيق العَين حتَّى كأنها مَخِيطة. ومنه قولهم: حُصْت الثَّوبَ، إذا خِطْتَه.
ومن رجالهم: الصُّمَيلُ، أحدُ الضِّباب، كن سيِّداً، واشتقاق الصُّميل من قولهم: صَمَلَ الشَّيء يَصمُل صمولاً، إذا يِبس.
ومنهم: ذو الجَوْشنِ، أبو شَمرِ بن ذي الجَوْشن. لَعَنَ الله شَمِراً! كان من أشدِّ الناس على الحسين بن عليِّ رضوان الله عليهما. وشَمِرٌ فَعِلٌ إمَّا من التَّشمير في الأمر والجِدّ فيه، أو من تشمير الثَّوب.
وأما بنو عمرو بن كلاب فمنهم: بنو نُفَيل، وهم سادةٌ فيهم. وقد مرّ.
ومن رجالهم: شُتَيْر بن خالد، كان فارساً شريفاً، وقَتَل الحُصَين بنَ ضِرارٍ الضَّبّيّ. وابناه: مَصَادٌ وعِنَبَة: ابنا شُتَير. وشُتَير: تصغير أشتر. والشَّتَر: انشقاقُ جَفْن العَين، وبه سمِّي الأشتر النَّخَعي.
ومن رجالهم في الإسلام: زُفَر بن الحارث، وكان له بلاءٌ في أيام الفتنة.
ومنهم: عمرو بن خُويلدٍ، وهو الذي يقال له الصَّعِق. وكان غزا بني المُصطلقِ من خُزاعة، فكُلِمَ وهُزم، فقال رجلٌ منهم:
قد كنتُ حذَّرتُك آلَ المصطَلِقْ ... وقلتُ يا عمرو أطِعْني وانطلِقْ
إنكَ إنْ كلَّفَتني ما لم أُطِقْ ... ساءك ما سَرَّك منِّي مِن خُلُقْ
دونكَ ما قَدَّمتَه فاحْسنُ وذقْ
وإنَّما سمِّي الصَّعِقَ لأنَّه أصابته صاعقةٌ في الجاهلية. وكان بنو تَميمٍ أسَرَتْه فضرَبْته على رأسه. وهجا بني تميمٍ بعد ذلك فقال:
ألا أبلِغْ لديكَ بني تميمٍ ... بآيةٍ ما يُحبُّون الطَّعاما
[بطون بني كعب بن ربيعة بن عامر]
وقد مَرَّ. بنو عُقَيل، والحَرِيش، وجَعْدة، قُشَير: بنو كعب، والعَجْلان ابن عبدِ الله.
واشتقاق عُقَيل من أحد شيئين: إمَّا تصغير عَقْل أو تصغير أعقَلَ.
والعَقَل: دنُوُّ الرُّكبتين، وهو دون الصَّكَك. رجلٌ أعقَلُ وامرأةٌ عَقْلاء. وكلُّ شيءٍ منَعَ: من شيءِ فهو عَقْل، وبذلك سمِّي العقلُ، لأنَّه يمنع عن الجهل. ومن ذلك عِقالُ البعيرِ، لأنَّه يمنعُه عن الشِّراد. ويقولون: عَقَلَ الوعِلُ، إذا امتنَعَ في الجبل فصار حيثُ لا يُدرَك؛ وذلك الموضع مَعْقِل، ويقال: عَقَلَ الدَّواءُ بطنَه يَعقِل، إذا حبَسَه، والدَّواء عَقُول. والعَقْل من الدِّيَة من هذا أُخِذ، لأنَّه يَمنع عن القَتْل. يقال: عقَلتُ فلاناً، إذا أعطيتَ ديته. وعقَلت عن فلانٍ، إذا أعطيتَ أَرْشَ جنايته. وعاقلةُ الرجل: الذين يَعقِلون عنه إذا جَنَى. والرجل يُعاقِلُ المرأة إلى ثُلث الدية. وَخَبْرَاء بالدَّهناء يقال لها مَعْقُلة؛ لأنّها تَعقِل الماءَِ، أي تحبسُه أن يفيض. كذا قال الأصمعي. ولفلانٍ عُقْلةٌ يَصْرَع بها.
واشتقاق الحَرِيش من الحَرْش، وهو أن يَجئ الرجلُ إلى جُحر الضبّ فيضربَ بيده على جُحْره فيحسِبه الضَّبُّ أفعَى فيخرج إليه مُذَنِّباً فيأخذ الرجلُ بذنَبه. ومثلٌ من أمثالهم: " هذا أجلُّ من الحَرْش " وله حديث. أو يكون من حرشت البعيرَ بالمِحجن، إذا حككتَ به غارِبَه ليزيد في مَشْيه. والمحراش: المِحجن الذي يُحَرش به البعير، وسمِّي به الرجلُ حِرَاشاً. والتَّحريش معروف، من قولهم: حَرَّشَ فلانٌ فلاناً، أي كلَّمه بما يَغضَب منه. والحَرْشاء: ضربٌ من بَذْر الشَّجَر شبيهٌ بالخَرْدل. قال الراجز:
وانحتَّ من حَرْشاء فَلج خردَلُه ... وانتفَض البَرْوَقُ سُوداً قِلْقلِه
وأقبلَ النَّمل قطاراً يَنقُله
واشتقاق جعْدة من أحد شيئين: إمَّا من الجَعْدة، وهو ضربٌ من النَّبت، أو واحدة الجَعْد، وهي النَّعجة، لغةٌ يمانية، وأحسِبُ أنَّهم كَنُّوا الذَّئبَ أبا جعدة لهذا. ورجلٌ جعدٌ من قوم جِعادٍ: خِلاف السَّبْط. وتَرَى جَعْدٌ، إذا كان نديَّاً رَطْباً، فإذا قبضتَ لعيه بيدك لم يتفتَّتْ.
واشتقا قُشَير من شيئين: إمَّا تصغير أقشَر، وهو الشديد الشُّقرة حتَّى ينقشر وجهُه؛ أو تصغير قِشْر. ومثلٌ من أمثالهم: " أشأم مِن قاشِر " وهو فحلٌ من الإبل أُرسِلَ في إبلٍ فماتت، فضُرِب به المثل.
وأمَّا العَجْلان فاشتقاقُه من العَجَل. يقال: أقبلَ فلانٌ عَجْلانَ. والجمع عِجالٌ. والعِجْلة: المَزَادة من أديمَيْن، والجمع عِجَلٌ. قال الشاعر:
والرَّافلاتُ على أعجازها العِجَل
والمُعْجِل: الناقة التي نُحِر أو مات، والجمع المعاجيل. والعِجْل معروف. والعِجْل والعِجْلة: ولد البقر الأهليِّ خاصة. ويقال عِجَّوْلٌ وعِجَّولة. واعجلَني فلانٌ عن كذا وكذا. والعِجْلة: ضربٌ من النَّبْت.
ومن قبائل بني عُقَيل: الخَلَعاء، وكانوا لا يُعطُونَ الملكَ طاعةً. قال الشاعر:
فلو كنت مِنْ رهط الأصمِّ بن مالك ... أو الخُلَعاء أو زهير بن عَبْسِ
ومن رجالهم: عِقَال بن خُويلِد، وقد مرَّ تفسيره.
ومن بطونهم: بنو خَفاجَة، منهم: تَوْبة بن الحُمَيِّر، صاحبُ ليلى الأخيليَّة. والحُميِّر: تصغير حِمار.
ومنهم: بنو عُبادَة بن عُقَيل، وقد مَرَّ، وهم رهطُ ليلى الأخيليّة. والأخيل هو كعب. والأخيل: طائرٌ يتشاءَم به. قال الشاعر:
وما طَيرِي عليك بأخْيَلا
والخَيَال: كلُّ شيءٍ تَخَيَّل لك عن غير حقيقة. ورجلٌ خالٌ وامرأةٌ خالَة، مشتقٌّ من الخُيَلاء، وهو التكبُّر في المَشْي والتَّبختُر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَحَب إزارَه من الخُيَلاء لم ينظُر الله إليه ". قال الشاعر:
بانَ الشَّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلَبَه ... وقد صحوتُ فما بالنَّفس من قَلَبَهْ
والخال على الجسد معروف. الخال: أخو الأم معروف. ويقال: تخوَّلتُ فلاناً، أي جعلتُه خالاً. ورجل مُعَمٌّ مُخْوَل: كريمُ الأعمام والأخوال. والخيل معروفة، والجمع خيول، لا واحدَ لها من لفظها. ويقال: هذه خَيْلانِ، إذا اجتمعت في جيشين.
ونم بطون بني الحَرِيش: بنو شَكَل. واشتقاق شَكَل من الشُّكلة، وهو اختلاطُ حمرةٍ ببياضٍ، مثل الدَّم والزَّبَدِ وما أشبهَ ذلك. ويقال: عينٌ شَكْلاءُ، إذا كان في بياضها شبيهٌ بالتورُّد، وهو يُستحسَن إذا كان قليلاً. وشاكِلةُ الدابّة والإنسان: ما استَرَقَّ من الخَصْر؛ والجمع شواكلُ. وشاكلة الرجُل: الطَّريقة التي يأخُذ فيها وفي التنزيل: " قل كُلٌّ يَعملُ على شاكِلَته " أي على طريقته. والله عزّ وجلّ أعلم. والأشكَل: السِّدْر الجبَليّ. قال الراجز:
مثلُ الحنايا من قِياس الأشكَلِ
من كتاب الاشتقاق، لابن دريد
التسميات :
أنساب بني عامر