التاريخ الهجري |
لنتحدث في هذه المقالة عن نشأة التأريخ الهجري، وكيف يتم حساب السنوات أو الفرق بين التاريخ الهجري والميلادي، حيث يعرف التاريخ الهجري بالتاريخ العربي، أو التاريخ الإسلامي، أو التقويم القمري أو الهلالي، بينما يعرف التاريخ الميلادي بالتاريخ الإفرنجي أو التاريخ المسيحي، أو التقويم الشمسي..
ذكر السيوطي: "أخبرني شيخنا شيخ الإسلام البلقيني "شفاها" عن أبي اسحاق التنوخي..عن ابن جريج عن أبي سلمة عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع الأول "رواه يعقوب بن سفيان حدثنا يونس ثنا ابن وهب عن ابن جريج عن ابن شهاب أنه قال: التاريخ من يوم قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجر.. قال ابن عساكر: هذا أصوب والمحفوظ أن الآمر بالتاريخ عمر قلت: "وقفت على ما يعضد الأول فرأيت بخط ابن القماح في مجموع له: قال ابن الصلاح: "وقفت على كتاب في الشروط للأستاذ أبي طاهر ابن محمش "الزيادي" ذكر فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخ بالهجرة حين كتب الكتاب لنصارى نجران وأقر عليا أن يكتب فيه "إنه كتب لخمس من الهجرة". فالمؤرخ إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر تبعه.
وقد يقال: هذا صريح في أنه أرخ سنة خمس والحديث الأول فيه أنه أرخ يوم قدم المدينة؟!
ويجاب بأنه لا منافاة فإن الظرف وهو قوله: "يوم قدم المدينة" ليس متعلقا بالفعل وهو "أمر" بل بالمصدر وهو "التاريخ" أي أمر بأن يؤرخ بذلك اليوم لا أن الأمر في ذلك اليوم فتامله فإنه نفيس.
وأخرج ابن عساكر عن الشعبي قال: كتب أبو موسى الأشعري أمير البصرة إلى عمر بن الخطاب: إنه تاتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ فأرخ.
فاستشار عمر بن الخطاب في ذلك؟ فقال بعضهم: أرخ لبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: لوفاته فقال عمر بن الخطاب: "لا بل نؤرخ لمهاجره فإن مهاجره فرق بين الحق والباطل" فأرخ به.
وأخرج عن أبي الزناد قال: "استشار عمر بن الخطاب في التاريخ فأجمعوا على الهجرة"
اذا الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بدأ بالتاريخ الهجري، وهو ربط التاريخ الهجري بالهجرة النبوية، فكتبوا التاريخ من هجرة رسول الله، وقد اعتمد بعد سنتين ونصف السنة من خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، في ربيع الأول من عام 16 للهجرة، وكان يوم 1 المحرم من عام 17 للهجرة بداية أول سنة هجرية بعد اعتماد التقويم الهجري، وبذلك انطلقت السنة الهجرية من هجرة الرسول التي توافق 622 للميلاد، لتصبح السنة الأولى في التاريخ الهجري، ومعنى هذا إن السنة الميلادية تسبق السنة الهجرية ب622 سنة، ولكن عدد الأيام مختلف، فالسنة الهجرية تتكون من 12 شهرا، لكن عدد الأيام في كل شهر قمري ما بين 29- 30 يوم، وأما أيام الشهور الميلادية فتصل 30-31 يوماً، اذا هناك فرق بين مجموع الأيام لكل من التقويم الهجري والتقويم الميلادي..
حيث أن السنة الهجرية تساوى 354 يوما تقريبا، بالتحديد 354.367056 يوما، والشهر في التقويم الهجرى إما أن يكون 29 أو 30 يوما (لأن دورة القمر الظاهرية تساوى 29.530588 يوم). وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادى الشائع والتقويم الهجرى، فإن التقويمين لا يتزامنان مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.
فيكون التحويل تقريبياً، ويتم حساب الفرق بين التاريخ الهجري والميلادي وفق المعادلة التالية:
أولاً التحويل من التاريخ الهجري للميلادي
قم بوضع التاريخ المراد تحويله ثم أضف إليه 622 ، و الناتج قم بطرح منه التاريخ المراد تحويله مقسوم على 33 و هذا حسب المثال التالي:
إذا أردنا تحويل تاريخ 1300 هجريا إلى تاريخ ميلادي فعلينا بعمل الخطوات التالية ، ( 1400 + 622 ) – ( 1400 / 33 ) = 2022 – 42 = 1980 م .
أو بالمعادلة التالية:
التاريخ الهجري مضروباً بـ100 ثم مقسوماً على 103 + ويضاف إلى الناتج 621 = يساوي التاريخ الميلادي
ثانياً للتحويل من التاريخ الميلادي للهجري
و هذا يتم عن طريق هذه المعادلة الحسابية التالية عن طريق طرح 622 من التاريخ الميلادي المراد تحويله و يتم قسمة الناتج على 0.97 و هذا على النحو التالي .
إذا أردنا تحويل تاريخ 2000 ملاديا إلى التاريخ الهجري فعلينا عمل الخطوات التالية ( 2000 – 622 ) / 0.97 = 1378 / 0.97 = 1420 هـ..
أو من خلال المعادلة التالية:
التاريخ الميلادي _ 621 مضروباً 103 ثم مقسوماً على 100 = يساوي التاريخ الهجري
ملاحظة/ اذا كان الناتج فيه كسر أكثر من 0,5 فيتم جبرها أو تقريبها إلى واحد صحيح
وهناك مواقع على الأنترنت توفر لك عملية تحويل التاريخ بشكل آلي يمكنك استخدامها، لكن كما قلت هي تقريبية ..
- قال أهل العلم الشرعي:... وجهة نظر...
استخدام التأريخ الهجري والميلادي يكون على حالات:
الحالة الأولى:
استخدام التأريخ الهجري دون الميلادي، وحكم هذه الحالة أن التوجيه الشرعي جاء للعمل بالتقويم القمري المتمثل بالتاريخ الهجري وأن احتساب المواقيت والأحوال يكون عليه دون غيره، وهو شعار ورمز الأمة الإسلامية التي يؤرخ لها وله دلالاته وأبعاده.
الحالة الثانية:
حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي جميعًا:
الأصل هو العمل بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري وهذا الحكم يشمل جميع الأفراد والدول الإسلامية ولكن لا مانع من الاستفادة بالتقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي بصفته تقويمًا مساعدًا للتقويم القمري تابعًا له متى وجد مقتضى لذلك تتحقق فيه مصلحة راجحة، ولا عيب أن نأخذ ـ لا أن نستبدل ـ من مواقيت الأمم ما يفيدنا في بعض الحالات فيما لا يتعارض مع أمر من أمور الدنيا.
وأما ما يتعلق بالفصول الأربعة واستخدامها لتنظيم الاكتساب والمهنة والدراسة والعمل دون ربط ذلك بالسنين فليس من التأريخ، مثل أن يقال يبدأ العام الدراسي كل عام ببرج الميزان أو يبدأ موعد الحصاد في برج الحمل كل عام، فهذا من الاستفادة العامة للمواسم ولا صلة له ببحث التأريخ الهجري أو الميلادي.
الحالة الثالثة:
حكم استخدام التأريخ الميلادي فقط:
التأريخ الميلادي مرتبط بالدين النصراني وحضاراته وهذا واضح في أسماء الأشهر في التأريخ الميلادي فغالبها إما وثنية مرتبطة ببعض آلهة النصارى المزعومة أو بأسماء القياصرة وكبار الرهبان.
ولذا فإن وضع التقويم الشمسي ـ المتمثل بالتأريخ الميلادي ـ شعارًا للبلد والاعتداد به في احتساب المواقيت والأحوال هو تشبُّه صريح بالنصارى وجاءت النصوص الشرعية التي تحرم ذلك، ويدل على هذا قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح)... وجهة نظر ...
قال أهل العرب في البوادي:
أن كل أهل البوادي كانوا لا يعرفون الشهور الشمسية أو الإفرنجية فكان اعتمادهم في حياتهم على الشهور القمرية، من خلال مراقبة مراحل القمر..
المراجع :
1)كتاب الشماريخ في علم التاريخ، السيوطي..
2) كتاب الموسوعة التاريخية، الدرر السنية
3) مناهج البحث في العلوم الإنسانية