مالك بن حني العامري

 

مالك بن حني العامري

ذكره الزمخشري المتوفي سنة 538هـ في كتاب المستقصى في أمثال العرب، وذكره الرضى الصاغاني المتوفي سنة 650هـ في كتابه العباب الزاخر، وذكره الزبيدي المتوفي سنة 1205هـ في كتاب تاج العروس من جواهر القاموس، وذكره أيضاً محمد الأثيوبي المولود سنة 1366هـ في كتابه البحر المحيط ..

ذكر الزمخشري في الأمثال، أن حارثة بن عبد العزيز العامري ومالك بن حني العامري كانت بينهما منافرة، والمنافرة بحسب ما وردت في معاجم اللغة:  المُنافَرَة: المُفاخَرَة. وَيُقَال: نافَرْتُ الرجلَ مُنافرَةً: إِذا قاضَيْتَه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: المُنافَرَةُ: أَن يَفْتَخِر الرجلانِ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا على صاحبِه، ثمَّ يُحَكِّما بَينهمَا رجُلاً..

وكان مالك بن حني العامري على عهد الأمير علقمة بن علاثة العامري، ومعه حارثة بن عبدالعزيز العامري، وكان حاضرا عند الأمير علقمة العامري، وهذا الأمير هو علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي العامري(1). من المؤلفة قلوبهم. كان سيدا في قومه، عاصر الجاهلية والإسلام، واستعمله الخليفة عمر بن الخطاب على حوران ومات بها(2).. ومن ذرية علقمة : شيخنا أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور بن على بن محمد بن محمد بن يعلى بن الفضل بن طاهر بن سلمة ابن علقمة بن علاثة بن عوف بن أحوص بن خالد(جعفر) بن كلاب بن صعصعة ابن عامر العوفيّ العامري الخطيب ذكره السمعاني في الأنساب..

والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح بيت المقدس سنة 16هـ/637م أما حوران فقد دخلتها القوات العربية الإسلامية سنة 636م/ 15هـ بعد معركة اليرموك، وجاء في معجم الأعلام أن علقمة العامري توفي سنة 20هـ/ 640م (3)اذاً مالك بن حني العامري كان في عام 638م موجوداً في حوران..وأن مالك بن حني العامري هو من قبيلة بني عامر بن صعصعة، لكن ليس معروفا ما صلة النسب بين هؤلاء الثلاثة، ولذلك سنحاول أن نتعرف على ذلك من خلال البحث المتوفر ما أمكن.. 

اسم مالك في بني عامر بن صعصعة كثير، لكن اسم حني أو حن، لم أعثر عليه بوضوح وهذا له أسبابه المتنوعة.. لكن لنستمر في البحث حيث نجد أكثر الأسماء ذكراً هو (حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة) ونجد أيضاً ربيعة في بني عامر بن صعصعة كثير أيضاً، وأما حرام فهو في بني عامر بن صعصعة قليل بينما في غيرها كثير، وأما ضنة فهو في بني عامر كثير وجاء فيه تصحيف وتحريف ما بين ضنة وضبة وفيما يلي بعض هذه الملاحظات لنرى أهمها: وفي عامر بن صعصعة:  حرام بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري ثم الجعفري أخو لبيد الشاعر له إدراك وسيأتي ذكر أبيه وجده وكان ولده مالك من رؤساء الكوفة وهو ممن قتله المختار بن أبي عبيد عند طلبه بدم الحسين (4).. وحرام بن سعد من بني تميم، وحرام بن سعد بن فزارة، حرام بن سمال بن عوف من بني سليم القيسية (معجم قبائل العرب القديمة والحديثة).. وأما ضنة فقد ورد فيها ضنة من ولد نمير بن عامر بن صعصعة (5) وورد عند أبو علي الهجري ضنة بن نمير من بني عامر من هوازن من بطونهم المحرش وسعد وعفيف ويزيد(6) وقال في موضوع آخر ضبة بن نمير (ص785) وورد في معجم القبائل العربية ضبة بن ربيعة بطن من ربيعة بن نزار، وضنة (بالنون) ضنة بن عبد الله بطن من بني نمير، وهم بنو ضنة بن عبد الله بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة، وقال آخر نطاع ماء لبني ضنة، وجاء في المعجم أن نطاع ماء لبني سعد من تميم وفيهم ضبة (بالباء) وقال الزمخشري نطاع قرية من قرى اليمامة، وفي مراصد الاطلاع أنها ماء لبني تميم، وآخر واد ونخيل لبني مالك بن سعد، وقال في معجم قبائل العرب نطاع من قرى ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد، وقال أبو عبيد البكري في معجمه: نطاع منازل لبني رزاح من بني تغلب، وقال رزاح بن ربيعة أخو حن بن ربيعة، وقالوا حني بن حارثة بن عمرو، من بني تغلب منهم الشاعر جابر بن حن التغلبي، وقالوا حن بن ربيعة من بني تميم، منهم العجاج بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن حن بن ربيعة، ورؤبة من بني هلال بن عامر بن صعصعة، ولبيد بن ربيعة في بني عامر بن صعصعة، وصخر في بني هلال بن عامر بن صعصعة، الموضوع ليس تشابه في الأنساب بل أيضاً تطابق في المواقع الجغرافية، فمن المعلوم والمشهور أن اليمامة ونجد ووادي القرى من مناطق تواجد قبائل بني ربيعة العامرية ويجوارهم بني سليم، ومن المشهور تاريخيا أن البصرة والاحساء ايضا من منازل بني عامر بن صعصعة، إن في الأمر ما يشبه تضارب الروايات المنقولة والمفرغة في كتب الأنساب هنا تكمن المعضلة، وأما الناس فهي ترث وتحفظ أجزاء من أنسابها وتاريخها وهذا هو ما يساعد في التوصل إلى نتائج جيدة تجد لها دلائل هنا وهناك..

وقالوا أن الأحب من بني حن بن ربيعة، وقالوا أيضاً الأحب بن نهيك بن عبد مناف بن هلال بن عامر ابن صعصعة، وقالوا عن الشاعر جميل بن معمر النهيكي من بني نهيك، ونهيك من بني هلال بن عامر بن صعصعة، وحن من بني عامر بن صعصعة، إن كان هناك تشابه في الأسماء والأنساب وهذا شيء طبيعي لأن العرب تشترك في أسمائها، وتطابق في الروايات والقصص الشعبية والتراث والمواضع الجغرافية فهذا يشير إلى وجود حلقة مفقودة في تلك الروايات ونحن لا يمكننا التكهن والتخمين في هكذا مواضيع فلابد من العثور على دليل آخر، وما دام أهل مكة أدرى بشعابها، فإن روايات القبائل هي الفيصل في ذلك، لأن أساس هذا العلم بني على نقل الروايات من أصله..

اذا عرفنا الآن أن أمير حوران في عهد عمر بن الخطاب من قبيلة بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ونعرف أيضاً أن حوران عرفت فيما بعد بـ جبل بني هلال بن عامر بن صعصعة، وعرفنا من الأخبار المدونة أن مالك بن حني العامري، وحارثة بن عبد العزيز العامري كانا يتنافران عند أمير حوران علقمة العامري، فهل يمكننا القول أنهما كانا يقطنان في تلك الناحية أم كانا في زيارة له.. على جميع الأحوال هم جميعا من قبيلة بني عامر بن صعصعة القيسية، حتى أننا نلاحظ أن روايات عائلات الحن وابن حنا والحناوي مرجعهم لقبيلة بني عامر بن صعصعة في الشام ومصر وليبيا والعراق والحجاز.. وتجدر الإشارة إلى أن اسم حني أيضاً ورد في بغداد حيث ذكر السمعاني في الأنساب أبو الحسن على بن محمد بن حنى البيع من أهل بغداد توفي سنة 468هـ ودفن في باب حرب(7) وذكر ايضا إسم البيع العامري أقام في بغداد ثم قدم الكوفة وتوفي سنة 341هـ (الأنساب، السمعاني، ج13، ص468)ويبدو أن هذا هو جد الأول لأن الفارق الزمني بينهما 127 سنة فقط..


المراجع

(1)جامع الأصول، ابن الأثير المتوفي سنة 606هـ، ج12، ص607

(2) الطبقات الكبري - متمم الصحابة -الطبقة الرابعة، ابن سعد المتوفي سنة 230هـ، ج2، ص586

(3) الأعلام للزركلي المتوفي سنة 1396هـ، ج4، ص247

(4)(الإصابة في تمييز الصحابة، العسقلاني، ج2، ص145)

(5)(التعريف في الأنساب والتنويه لذوي الأحساب، الأشعري، ص80)

(6)(التعليقات والنوادر، أبو علي الهجري، ص1803)

(7)(الأنساب، للسمعاني، ج4، ص295)

(8) معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، كحالة

(9) معجم ما استعجم للبكري

(10) تاريخ دمشق لابن عساكر

(11) المستقصى في أمثال العرب، الزمخشري

(12) العباب الزاخر، الرضى الصاغاني

(13) تاج العروس في جواهر القاموس، الزبيدي

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم