ابن المرابط

مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - المرابط أو ابن المرابط هو لقب لعدد من الأشخاص عرفوا به، قال الزبيدي 
والمُرابِطُ: لَقَبُ جَماعةٍ من المَغَارِبة، مِنْهُم القَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعيدٍ بنِ وَهْبٍ الأَندَلُسيّ عُرِفَ بابنِ المُرابِطِ، قَاضِي المَرِيَّةِ وعالِمُها، شَرَحَ صَحيحَ البُخاريِّ، توفِّي سنة 485هـ وَمن المُتَأَخِّرينَ: شيخُ مَشايِخ شُيُوخِنا أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَبي بكرٍ الدَّلائِيّ، حدَّثَ عَنهُ العَلاّمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن الحُسَيْن الوَرْزازِيّ وَغَيره.
 ورِبَاطُ الفَتْحِ: مدينَةٌ قُرْبَ سَلَا، عَلَى نهْرٍ بالقُرْبِ من البحْرِ المُحيطِ، بَنَاها الأَميرُ المَنْصورُ يَعْقوبُ بنُ تَاشفين عَلَى هَيْئَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وقال: والرِّبَاط: مُلازَمَةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، كالمُرابَطَةِ، كَمَا فِي الصّحاح. ورِبَاطُ الخَيْلِ: مُرابَطَتُها، ورُبَّما سُمِّيَ الخَيْلُ رِبَاطاً. أَو الرِّبَاطُ: الخَيْلُ الخَمْسُ مِنْها فَمَا فَوْقَها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والرِّبَاطُ: الفُؤادُ، كأَنَّ الجِسْم رُبِطَ بِهِ. والرِّبَاطُ: المُواظَبَةُ عَلَى الأَمْرِ. 
وأما دولة المرابطين فقد ظهرت عام 442هـ/ 1050م، وقد كان مركزها في مراكش، وأن أصل التسمية يرجع إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين والذي قاد حركة جهادية لنشر الدين وكان رجالها يلزمون الرباط بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، وقد اتسعت هذه الدولة ودامت 90 سنة..
وهذه بعض الأسماء الرجال الذين اشتهروا بلقب المرابط أو ابن المرابط
  1. - عيسى بن المرابط ( ... - ٤٠٣ هـ) ( ... - ١٠١٢ م) عيسى بن محمد بن فتوح الهاشمي، البلنسي (ابن المرابط) مقرىء. من آثاره: التقريب في القراءات. [معجم المؤلفين، كحالة، ج8، ص33].
  2. - ابن المُرَابِط (٠٠٠ - ٤٨٥ هـ = ٠٠٠ - ١٠٩٢ م): محمَّد بن خلف بن سعيد بن وهب، أبو عبد الله بن المرابط: قاضي المريّة (بالأندلس) ومفتيها وعالمها. له كتاب كبير في (شرح البخاري) قرئ عليه. [الأعلام للزركلي، ج6، 115].
  3. - يحيى بْن أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، القاضي العادل، أبُو زكريّا الغَرناطي ابن المرابط، المتوفى سنة ٦٥٨ هـ من سَرَوات أهل الأندلس..
  4. - محمد المرابط ( ... - ١٠٧٦ هـ) ( ... - ١٦٦٥ م) محمد بن أحمد المرابط، البوعقيلي، وعرف بالصباغ السوسي (ابو عبد الله) مؤرخ. من آثاره: طبقات بعض الاعلام.
  5. - المُرَابط الدَّلَائي(١٠٢١ - ١٠٨٩ هـ = ١٦١٢ - ١٦٧٨ م) محمد (المرابط) بن محمد بن أبي بكر، أبو عبد الله الدلائي: أديب، من علماء المالكية، من بيت إمارة في المغرب. انتقل إلى القاهرة سنة ١٠٨٠ هـ ثم عاد إلى بلاده، وتوفي بفاس. [الأعلام للزركلي، ج7، ص64].
  6. - محمد المرابط ( ... - ١١٤٠ هـ) ( ... - ١٧٢٧ م) محمد بن محمد بن عبد العزيز المرابط، السجلماسي (ابو عبد الله) فاضل. توفي بعد سنة ١١٤٠ هـ. من آثاره: تيسير المواهب في بعض ما للشيخ ابي فارس.. [معجم المؤلفين، كحالة، ج11، ص234].
  7. - ابن المرابط الأَدُوزي: (١١٦٤ - ١٢٢١ هـ = ١٧٥١ - ١٨٠٦ م) محمد بن أحمد المرابط بن محمد ابن عبد الله بن يعقوب الأدوزي السملالي السوسي: فاضل، من أهل أدوز (بسوس المغرب) كان يدرّس في بلده، ويفصل في بعض القضايا ويكتب الفتاوى ويأخذ عليها أجرا وله كتب، منها (تحفة الجلاس بأخبار بو أحلاس - خ) و (إعراب بعض القرآن - خ) و (مجموعة ما تفرق من فتاويه - خ) كلها في خزانة المختار السوسي، بالرباط. [الأعلام للزركلي، ج6، ص17]..
  8. - أحمد الغازي بن أحمد العربي المرابط، توفي سنة 1296هـ..
  9. - الأديب أبو عامر بن المرابط: ظافر بن إبراهيم بن أحمد بن أمية بن أحمد المرادي من أهـل أوريولة اشتهر بابن المرابط ، شاعر أديب كان يبتعد في شعره عن الأغراب والتفخير من أصحاب القاضي أبي علي الصدفي، توفي سنة 523هـ..
 ذكر أنه كان يقصد فى نظمه الترقيق، لا التشديق، والإعذاب، لا الإغراب والإحلاء، لا الإعلاء والتفهيم، لا التفحيم والتقريب، لا لتغريب والتحريك، لا التعريك لكن هلاله لم يقمر، وقمره لم يبدر وبدره لم يتم، وتمامه ما أزهر، وزهره ما نوّر، ونوره ما أثمر، وثمره ما ينع، وينعه ما طلع وطلعه ما بسر، وبسره ما أتمر، وحجّ عمره لم يبلغ قران العمرة، ومشترى شبابه لم يصادف قران الزّهرة، فحضره الأجل مغيرا، واختصره دون الأمل صغير، [خريدة القصر وجريدة العصر للأصبهاني، ج17، ص605]
وقال ابن خاقان:
مديد الباع، شديد الانطباع، سالك مسالك المرققين، وترك سبيل المتشدقين، وأتى من الإبداع بما أراد، وسابق الأفذاذ والأفراد، إلا أن خ=هلاله لم يدرك الأقمار، وطواف عمره لم يبلغ الاعتمار، فأحتضر صغيرا، وأغار على المعاني حتى كر الدهر عليه مغيرا، وكانت له همة لم تعلق يده بعمل، ولم تطلق له عنان أمل، فأغري بالخمول، وبرئ من منازل المأمول، حتى حواه ملحده، وطواه دهره وهو أوحده، وقد أثبت له ما تعزف بع نبله، وترى إلى أي غرض كان يرمي نبله، [قلائد العقيان في محاسن الرؤساء والقضاة والكتاب والأدباء والأعيان، بن خاقان، ص292].
 فمن ذلك قوله يتغزل: رمل مجزوء

سر أن اسطعت فأنّي ... لست استطيع مسارا
ذلك البرد الذي قا ... بلت لا يلقى السرارا
قلّدوا مبسمه الدرّ ... وجفنيه الشفارا
كلذما أومأ بالح ... ظ يمينا أو يسارا
لا ترى عيناك إلاّ ... القوم قتلى أو سارا
لا ترع يا شادن الأج ... راع كم تهوى النفارا
لك هذا القلب ترعا ... هـ أراكا وعرارا

وله أيضاً في المعنى: بسيط مجزوء
هنالك الريّ من دموعي ... يا ظبي والظلّ من ضلوعي
فرد معينا ورد ظليلا ... غير مذود ولا مروءِ

وله في غير ذلك: طويل

يشرّد أنسي موعد بعداوة ... ويبسط نفسي مقبل بودادِ
لقلّو إذا والوا فغير صاحب ... وهانوا إذا ولّوا فغير أعادِ
وقول له وقع الأسنّة لم أزل ... أكفّ عنانا عنه يوم طرادِ
تهاوى قلوب فيه بين أسنة ... وتاوي جنوب منه فوق قتادِ
وحال تثير البيض والسمر مثل ما ... أسام العلى في مسرح ومرادِ
لبست غليها الصبر سرد مفاضة ... وأمطيت فيها العزم ظهر جوادِ

وله: [مديد]

من رأى ذاك الغزال ضحى ... يتمشى في أجارعهِ
ينفض الأجفان عن سنة ... أشربتها في مضاجعهِ
نظرات الظبي روعه ... قانص أدنى مراتعهِ
بشر أو مثله قمر ... سن قتلي في شرائعه

وله: [طويل]

تركت الليالي لا أذم صروفها ... ولا أحمد الأيام إيان تقبلُ
ونبهت عزمي للسرى فأجابني ... وكالعزم ما استنجدت من ليس يخذلُ
ويسعدني إن جد بي الشوق فتية ... إذا ركبوا لم يحتو المجد منزلُ
تجافوا عن الأوطان عزة النفس ... قصرن خطى الأعمار والضيم منهلُ
بمصر عيون أن تراني قريرة ... وعني أوطان ببغداد تسألُ

وله من قصيدة: [طويل]

أعيدوا علي الربع لا تحية ... أخفف منها والركاب ربوعُ
دعوني والأطلال أبكي فإن يكن ... ضلالاً فإني للضلال تبوعُ

وله من أخرى: [كامل]

فتناوحت فيه الرياح مع الضحا ... حتى تبلّ ترابه المزنُ
ويسيل أبطحه وأجزعه معاً ... ويرق ذلك السهل والحزنُ

وله: [وافر]

تقول مطيتي لما راتني ... وبينك لا توادعني فواقا
وقد أخذ السرى مني ومنها ... مأخذ لا نطيق لها مساقا
لقد عنيت بنا النكبات حتى ... لودت كل نائبة فراقا

وله أيضاً: [طويل]

سل الركب عن نجد فإن تحية ... لساكن نجد قد تحملها الركبُ
وإلا فما بال المطي على الدجا ... خفافا وما للريح حرجفها رطبُ

وله أيضاً: [رمل مجزوء]

راقنا النهر صفاء ... بعد تكدير صفائه
كان مثل السيف مدمى ... فنجلوه عن دمائه
أو كمثل الورد غضا ... فهو اليوم كمائه..

الثغور.. والرباط:
لنذكر أهم ثغور مصر والشام، والثغر في الإسلام هو المنطقة الحدودية برية كانت أو بحرية، والثغر أو الثغرة هي المنطقة التي يمكن للعدو التسلسل منها إلى بلاد المسلمين، وكان منذ الفتوحات الإسلامية وحتى النصف الأخير من فترة الخلافة العثمانية يتم اختيار كتائب وجنود وقبائل لترابط على هذه الثغور، وفي الفترة الأيوبية بالذات كانت القبائل العربية من أهم المرابطين على هذه الثغور .. ولقد كانت قبائل بني عامر بن صعصعة من أكثر القبائل المنتشرة في مناطق الثغور في الشام ومصر ، اضافة لقبائل أخرى من قيس عيلان مثل سليم وفزارة وتميم وربيعة ..
 ومن الجدير ذكره أن أقدم القبائل العربية هم من إشتهروا بذلك وعرفوا بالمرابطين، ولهذه التسمية أو الوظيفة تاريخ طويل ومتعاقب كان أهمها انتشار المرابطين على السواحل والثغور إبان الحملات الصليبية التي بدأت في حوالي العام 1095م حتى عام 1291م ويقدر عددها بنحو 9 حملات حربية استهدفت الشام ومصر.. 
وفيما يلي بعص أسماء المناطق التي عرفت بالثغور في مصر والشام على وجه الخصوص دون التطرق للثغور الأخرى في باقي المناطق..
- ثغر دمياط  - ثغر الاسكندرية - ثغر القصير - ثغر انطاكية - ثغر رشيد - ثغر أسوان  - ثغر حلوان  - ثغر طرابلس
- ثغر عكا  - ثغر حماة  - ثغر حمص - ثغر صور - ثغر بولاق - ثغر بيروت - ثغر اللاذقية - ثغر جميل - ثغر بانياس
- ثغر صيدا  - ثغر حيفا  - ثغر طرسوس - ثغر عسقلان..الخ..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم