إنتاج اللحوم الحمراء في الدول العربية

إنتاج اللحوم الحمراء في الدول العربية

مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - توجد بالدول العربية أعداد ضخمة من الحيوانات إلا أن مستويات إنتاجها لا تزال عاجزة عن تلبية الطلب المحلي لتخلف اساليب الإنتاج والتربية والتصنيع!!
سجل الإنتاج الحيواني عام 2000 تطورات موجبة مقارنة مع بداية التسعينات، فقد سجل إنتاج اللحوم زيادة بلغت 2.1% بين عامي 1999 و2000 وزاد إنتاج الألبان بنسبة 4.1% خلال نفس الفترة وكذلك إنتاج الأغنام والماعز والأبقار والجاموس والإبل بنسب 5.9 % و1.3 % و1.5 % على التوالي في الفترة نفسها، في حين سجل إنتاج البيض تراجعا بنسبة 6.8%.
ويحتل السودان المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث إنتاج اللحوم الحمراء بنسبة 43.4%، تليه الجزائر بنسبة 9.1% والمغرب ومصر بنسب أقل. كما يحتل السودان الصدارة في إنتاج الألبان بنسبة 34% ثم مصر بنسبة 19% ويليهما كل من الجزائر والصومال وسوريا والمغرب وتونس والعراق بنسب أقل.
وتتركز الثروة الحيوانية العربية في عدد قليل من البلدان, إذ يحظى السودان بالقسط الأوفر من الأبقار يقارب 69% من مجموعه العربي، وبنسب أقل كل من مصر والمغرب والجزائر وموريتانيا والصومال واليمن وسوريا. وتستولي مصر على نسبة 98% من الجاموس، وتتوزع الأغنام بنسب أقل حدة من حيث التباين بين الدول العربية تتراوح بين 29% في السودان وأقل من 10% في موريتانيا والسعودية. ويشير التوزيع القطري للماعز إلى أهمية السودان في إنتاج هذا النوع بنسبة 44% ثم الصومال بـ 15% ثم بنسب أقل كل من السعودية والمغرب وموريتانيا والجزائر ومصر.
ورغم الأعداد الكبيرة للثروة الحيوانية في الوطن العربي فإن مستويات إنتاجها لاتزال عاجزة عن تلبية الطلب المحلي، وذلك بسبب ضعف وتخلف أساليب الإنتاج والتربية والتصنيع. وتتميز أساليب تربية الحيوانات بالتباين بين الأقطار العربية من حيث المستوى التقني المتبع في تربيتها، إذ تطغى الأساليب التقليدية على تربية المواشي في البلدان ذات الثروة الحيوانية المرتفعة من حيث الاعتماد في تغذية القطعان على المراعي الطبيعية التي هي عرضة للتقلب والتدهور تبعا للظروف المناخية. وفي المقابل ينهج عدد قليل من الدول العربية أساليب تربوية حديثة تعتمد على المزارع حسنة التجهيز من حيث التغذية والرعاية البيطرية، وهي في الغالب الدول العربية ذات الموارد الحيوانية المحدودة. [الجزيرة -عبد الله لكحل، 2004م]..
يقول الاستاذ الدكتور عبد الرحمن مصيقر في كتاب الغذاء والتغذية:
ليست جميع الدول العربية دولا زراعية أو تعتمد على الزراعة كأساس للدخل القومي. وتعتبر دول الخليج العربي وليبيا من أقل الدول العربية اعتمادا على الإنتاج الزراعي، وذلك راجع إلى الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل القومي وإلى ضالة الرقعة الزراعية فيها. ويواجه الإنتاج الزراعي في الدول العربية عدة معوقات أثرت على كفاءة الإنتاج ونوعيته، ومنها معوقات الإنتاج الحيواني..
يمثل الإنتاج الحيواني المصدر الرئيسي للبروتين الحيواني الذي يدخل في غذاء سكان الدول العربية، كما يمثل ما يتراوح ما بين ٣٠ و ٤٠ % من نصيب الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول مثل السودان والصومال. ويواجه الإنتاج الحيواني صعوبات أهمها:
أ- أن الزيادة في عدد الحيوانات الزراعية أدى إلى الإفراط في رعي المراعي الطبيعية، مما أساء إلى المراعي الطبيعية وأدى إلى انخفاض إنتاج الحيوانات والمراعي على السواء. وكان من نتائج الرعي المفرط أن انتقل الرعي إلى مناطق المراعي الفقيرة في جميع الدول العربية تقريبا.
ب- ما زالت عمليات تربية الحيوانات تتم في ظروف الرعي المتنقل أو شبه المتنقل الذي يمارسه البدو الرحل، مما أدى إلى انحفاض الإنتاجية.
ج- ما زال الأخذ بنظم الإنتاج الحيواني المكثف محدودا في الوطن العربي، نظرا لقلة وسوء الأعلاف الحيوانية وعدم تطبيق الأساليب الإدارية المناسبة.
د- النقص الواضح في الخدمات البيطرية المقدمة لتلبية الاحتياجات في مجال الصحة الحيوانية في العديد من البلدان العربية.
هـ- عمليات تصنيع وحفظ المنتجات الحيوانية ما زالت تتم طبقا للنظم التقليدية بصورة عامة.
و المناخ السيئ في العديد من الدول العربية ساهم في ضعف أو عدم تربية بعض الحيوانات. [الغذاء والتغذية، مصيقر - ص148]
احصائيات 
بلغ عدد رؤوس الأنعام في الدول العربية عام 2016م تقريبا بما يلي:
الأغنام عددها 109 مليون رأس يساهم السودان بـ 17% من مجمل الإنتاج العربي. الأبقار 77.5 مليون رأس منها 57% من إنتاج السودان، الإبل 7.5 مليون رأس، الجاموس 2.5 مليون رأس معظمها في مصر، السودان والعراق والخيول 1.5 مليون رأس ويتفوق الجناح الأفريقي في الثروة الحيوانية على الجناح الأسيوي إذ يمتلك الجناح الإفريقي 4/5 الثروة الحيوانية للوطن العربي ويرجع ذلك إلى إتساع المراعي خاصة في السودان، دول المغرب العربي والصومال.. [ويكبيديا الموسوعة الحرة]
أما أكثر دول العالم انتاجا للحوم الحمراء حسب احصائية لعام 2017م نجد أنها كلها دول غربية وأجنبية مثل : امريكا والبرازيل ودول الاتحاد الأوربي والصين والهند والأرجنتين وأستراليا والمكسيك وباكستان ثم تركيا، فأين الدول العربية من هذه القائمة..
أما أكثر الدول العربية استهلاكا للحوم الحمراء هي : الجزائر ثم البحرين ثم مصر ثم فلسطين ثم الأردن ثم الكويت ثم لبنان ثم ليبيا ثم المغرب ثم سلطنة عمان ثم قطر ثم السعودية ثم السودان ثم سوريا ثم تونس ثم الإمارات العربية المتحدة ثم اليمن وذلك حسب دراسة تعود لعام 2009م، ونلاحظ أن دولة الكويت في احصائية لعام 2017م تأتي في المركز الثاني عالميًا والأول عربيًا في استهلاك اللحوم، إذ يبلغ متوسط استهلاك المواطن الكويتي من اللحوم نحو 119 كيلوجراما سنويًا، حسب ما ذكرته "التليغراف".
وتؤكد البيانات الإحصائية أنه هناك عجز في كميات اللحوم المنتجة في الدول العربية يصل إلى حوالي ۲۲ % من أجمالي الإنتاج، وعموما قد استوردت الدول العربية منتجـات حيوانيـة بحوالي 4.7 بليون دولار امريكي خلال عام 1975، ومن المتوقع أن تصل قيمة الواردات من المنتجات الحيوانية إلى حوالي ١٤ بليون دولار خلال السنوات الحالية. في عام ١٩٨٥ وصل قيمة الواردات من اللحوم الحمراء إلى حوالي 560 ألف طن قيمتها حوالي ۸۸۷ مليون دولار أمريكي، وفي عام ١٩٨٦ تم استيراد حوالي 565 ألف طن من اللحوم الحمراء وكانت قيمتها حوالي ۹۳۷ مليون دولار أمريكي. [ماشية اللحم 2006م، محمد صلاح عياط، ص4-6]
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم