أجواد العرب في الجاهلية

أجواد العرب في الجاهلية
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - تذكير تاريخي بأجواد العرب في العصر الجاهلي، والذي كان فيه العرب يعبدون الأصنام، ويعيشوا في عصر الظلام والضلال، يأتي هذا التذكير بهدف توضيح شيء مهم من تاريخ العرب والذي يعرفه الجميع، وهو في متن هذه المقالة,, 
أجواد العرب في الجاهلية من قريش: (هاشم) بن عبد مناف. و (أمية) بن عبد شمس.
/ ومن بنى تيم بن مرة: (شارب الذهب) وهو عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وأبوه (السيال) وهو عمرو بن كعب. و (عبد الله) بن جدعان بن عمرو السيال وقد كان رهط عبد الله بن جدعان حجروا عليه لما أسن. فكان إذا أعطى أحدا شيئاً رجعوا على المعطي فأخذوه منه فكان إذا سأل سائل قال:
«كن منى قريبا إذا جلست فإني سألطمك. فلا ترض الا بأن تلطمنى بلطمتك أو تفتدي لطمتك بفداء رغيب ترضاه» وله يقول ابن قيس الرقيات:
والذي إن أشار نحوك لطما ... تبع اللطم نائل وعطاء
وذكروا أن امية بن أبي الصلت دخل على عبد الله وعنده قينتان له. فلما رءاهما قال: «أنعم صباحا، أبا زهير!» ثم أنشأ يقول.
ءأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك؟ إن شيمتك الحياء
خليل لا يغيّره صباح ... عن الخلق الجميل ولا مساء
وأرضُك كل مكرمة بناها ... بنو تيم وأنت لها سماء
إذا أثني عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء
تباري الريح مكرمة ومجدا ... إذا ما الكلب أجحره الشتاء
فقال له: «خذ بيد أيهما شئت» . فأخذ احداهما. ثم خرج على مجالس قريش فقالوا له: «يا أمية! أتيت شيخنا وسيدنا، وعنده جاريتان له تلهيانه. فسلبته إحداهما» . فتذمم امية من ذلك، فرجع. فلما رءاه عبد الله قال له/ اكفف حتى أخبرك ما الذي ردك. جزت على قريش فقالوا لك كذا وكذا. أنا أعاهد الله لتأخذن الاخرى. فان إحداهما لا تصلح إلا بالاخرى» . فأخذهما وخرج وهو يقول:
عطاؤك زين لامرئ إن حبوته ... بفضل وما كل العطاء يزين
وليس بشين لامرئ بذل وجهه ... إليك كما بعض السؤال يشين
ومن بني مخزوم: (هشام) بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخروم واتخذت قريش موته تأريخاً. وله يقول بحير  بن عبد الله ابن عامر بن سلمة بن قشير:
فأصبح بطن مكة مقشعرا ... كأن الأرض ليس بها هشام
وابناه (أبو جهل) و (الحارث) ابنا هشام.
وذكر أحمد بن محمد بن اسحاق المسيبي قال حدثني أبى عن شيخ من أصحابنا له قدر قال حدثني الوقاصي عن الزهري عن أبي حية عن أبي ذر رحمه الله قال: قدمت مكة معتمرا فقلت: «أما من مضيف؟» قالوا «بلى كثيرا وأقربهم منزلا الحارث بن هشام» . قال فأتيت بابه فقلت: «أما من قرى؟» فقالت لي الجارية: «بلى» . فأخرجت إلى زبيبا في يدها. فقلت: «ولم لم تجعليه في طبق؟» فعلمت أني ضيف.
فقالت: «ادخل» . فدخلت. فإذا أنا بالحارث على كرسي وبين يديه جفان فيها خبز ولحم وأنطاع عليها زبيب. فقال: «أصب» . فأكلت.
ثم قال: «هذا لك» . فأقمت ثلاثا ثم رجعت إلى المدينة فأخبرت النبي صلى الله عليه خبره. فقال: «إنه لسري ابن سري. وددت أنه أسلم!» وأخبر الكلبي في إسناده عن رجلين من بني سليم أخوين قالا: / دخلنا مكة معتمرين في سنة فما وجدنا بها شراء ولا قرى. فبينا نحن كذلك إذ رأينا قوما يمضون. فقلنا: «أين يريد هؤلاء القوم؟» فقيل لنا:
يريدون الطعام. فمضينا في جملتهم حتى أتينا دارا. فولجناها، فاذا رجل آدم، أحول، علي سرير وعليه حلة سوداء وإذا جفان مملوءة خبزا ولحما. فقعدنا فأكلنا. فشبعت قبل أخي فقلت له: «كم تأكل؟ أما شبعت؟» فقال الجالس على السرير: «كل فانما جعل الطعام ليؤكل» .
فلما فرغنا، خرجنا من باب الدار غير الذي دخلنا منه. فإذا نحن بابل موقوفة. فقلنا: «ما هذه الابل؟» قيل: للطعام الذي رأيتم. فسألنا عن الرجل: صاحب الطعام. فإذا هو أبو جهل بن هشام.
ومن بني جمح: (خلف) بن وهب بن حذافة بن جمح.
و (ابى) بن خلف. وقتله رسول الله صلى الله عليه بيده يوم احد.
و (أمية) بن خلف بن وهب بن حذافة. و (صفوان) بن امية بن خلف. و (عبد الله) بن صفوان. و (عمرو) بن عبد الله بن صفوان ابن امية. وكان معرقا فى الجود. كان جوادا ابن جواد ابن
جواد ابن جواد ابن جواد. وقد أدرك عمرو وعبد الله وصفوان الاسلام.
ومن بني كنانة: (سلمى) بن نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نُفاثة بن عدي بن الديل.
[ومن بنى تميم: (مالك) بن حنظلة وكان يدعا لسخائه «غرفا»]
قال الأسود بن يعفر:
في آل غرف لو بغيت لى الأسى ... لوجدت فيهم أسوة العدّاد
و (القعقاع) بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد وهو «تيّار الفرات» .
وقال الفرزدق:
/ دُعمن بحاجب وابني عقال ... وبالقعقاع تيار الفرات
و (صعصعة) بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع.
وهو الذي أحيا الموءودات. فبعث الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وعنده مائة جارية وأربع جوار أخذهن من آبائهن لئلا يوأدن.
مع أحاديث له كثيرة. وله يقول الفرزدق:
جدي الذي منع الوائدات ... وأحيا  الوئيد فلم يوءد
و (غالب) بن صعصعة بن ناجية. وهو الذي أنهب ماله في معاقرته سُحيم بن وُثيل الرياحي. وعليه نحبت كلب وعلى طَلَبةَ بن قيس بن عاصم وعلي السليل بن مسعود بن قيس بن مسعود الَشيباني: أيهم كان أجود. فكان غالب أجودهم. فأخذ الذي نحب من دون غالب الخطر. وقد أدرك غالب بن صعصعة الاسلام.
ومن بني ضبة بن اُد: (جوين) بن ظَهْر. ربع ستين مرباعا.
وقسم ألف ناقة، وكأسه في يده قبل أن يشربها. وله يقول العلاء ابن قرطة  :
ومنا جوين جاء من غَير حتنة ... بستين مرباعا وألف مصتّم
فقَّسم عرجا كأسه فى يمينه ... وجاء بنهب كالفسيل المكمّم
و (الحر) بن منيع أخو بنى ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبَّة.
ومنح في يوم مائة لقوح وأعطى أولادها غير الذين نتجوها ثم أهداها إلى الكعبة حين لقحت وفصلت من العام المقبل،
عليها جلالها. فنحرها وقسم جلالها. وله يقول ابن فسوة  :
/ لعمرك إن الحر، مذ شاب رأسه ... لكالفجر ما يزداد غير سطوع
وما لامرئ فضل وإن كان ذا ندى ... على الحر إن لم يأثم ابن منيع
ومختبط مال ابن شعثة ناله ... بلا نسب دان ولا بشفيع
ألم تر أن الحر لم يك ضاره ... ثلاث مىء قد شعن كل مشيع
وقد أدرك الاسلام.
ومن الرباب، من بني عوف بن عبد مناة بن اد: (الحارث) ابن مرة بن جشم بن عوف. منح في غداة ألف لقحة.
ومن قيس: (هرم) بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة ابن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. وقد أكثرت الشعراء في جوده، وضربوا به الأمثال في الجود.
ومن ربيعة بن نزار: (يقظان) بن زيد بن ارقم الحنفي. كان يقال له «مباري الريح» لجوده.
ومن بنى شيبان: (الخصيب) وهو عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان. سمى «الخصيب» لجوده. و (قيس) بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة. وكانت له مائة ناقة معدة للأضياف. إذا نقصت أتمها. وفيه يقول الشماخ:
فادفع بألبانها عنهم كما دفعتْ ... عنهم لقاح بني قيس بن مسعود
و (هوذة) بن مرة الشيبانى. وحلف ليطعمن ما هبت الريح شمالا.
وله يقول رفاع بن اللجلاج:
منا الذي حل البحيرة شاتيا ... وأطعم أهل الشام غير محاسب
يقال طن رماده باق بالبحيرة:
ومن اياد: / (كعب) بن مامة بن عمرو بن ثعلبة بن سلول بن كنانة بن شبابة بن سعد بن الديل بن أشيب بن بُرد بن أفصي ابن دعمي. وله أحاديث. فمنها أنه سافر في ركب من ربيعة ومضر وقضاعة واليمن فنفد ماؤهم فجعلوا يشربونه على حصاة.
فلما نزلوا واقتسموا الماء نظر رجل من النمر بن قاسط وقد أخذ كعب حظه. فقال كعب: «أعط أخاك النمري يصطبح.» فرحل القوم ولم يشرب كعب لأنه آثر النمري بحظه. فلما نزلوا اقتسموا أيضا.
فنظر النمري إلى كعب فأعطاه حظه أيضا. وجهد كعبا العطش فلم يقدر على النهوض. فقيل له: يا كعب قد قربت من الماء فانهض.
فلم يستطع. فخلوا عليه ثوبا من السباع والطير، فمات. وله يقول الفرزدق:
فكنت ككعب غير أن منيتي ... تأخر عني يومها بالضجاعم
إذا قال كعب هل رويت ابن قاسط؟ ... يقول له: زدني بلال الحُلاقم
وقال أبوه مامة بن عمرو:
أوفي على الماء كعب ثم قيل له ... رِد كعب إنك ورّاد، فما وردا
ما كان من سوقة أسقي على ظمأ ... خمرا بماء إذا ناجودها بردا
من ابن مامة كعب ثم عيّ به ... زوّ المنية إلا حرة وقدا
ومن إليمن: (حاتم) بن عبد الله بن سعد بن الحشرِج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن هَزوِمة بن ربيعة بن جرول بن ثعل ابن عمرو بن الغوث بن طيئ. و (أوس) بن حارثة بن لام أخو بني َجديلة، من طيئ. وأحاديثهما أكثر من أن تحصى. / وبهما وبكعب بن مامة يضرب المثل. وقال حرير يمدح عمر بن عبد العزيز:
فما كعب بن مامة وابن سعدي  ... بأجود منك يا عمر الجوادا
المرجع/ الكتاب: المحبر، المؤلف: أبو جعفر، محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي البغدادي (ت ٢٤٥ هـ) رواية: أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري اعتنتْ بتصحيحه: الدكتوره: إيلزه ليختن شتيتر الناشر: دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند الطبعة: ١٣٦١ هـ - ١٩٤٢ م، ص139- 146
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم