الآبار والمياه الجوفية

الآبار والمياه الجوفية
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - الآبار والمياه الجوفية، "
الماء هو أهم السوائل الموجودة في الكون على الإطلاق وهو ضروري لحياة الإنسان والحيوان والنبات، وصدق الحق تبارك وتعالى القائل في محكم كتابه: {وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} . ومن صفات الماء الصالح للشرب:١
١- أن يكون عديم اللون والطعم والرائحة، معتدلا لا قلويا ولا حامضيا.
٢- أن يكون خاليا من الشوائب والمواد العالقة.
٣- أن يكون خاليا من المواد الكيمائية السامة والضارة بالصحة.
٤- ألا تكون به فطريات أو فيروسات أو بكتريا وإذا افتقد الماء صفة من الصفات السابقة أصبح الماء ملوثا.
ويشمل تلوث المياه، تلوث الأنهار والبحيرات وتلوث البحار والمحيطات، ولا شك أن تلوث الماء عمومًا يصيب الإنسان والثروة السمكية بأضرار جسيمة، وحتى تتضح لنا أبعاد هذه الأضرار نناقش تلوث كل من الأنهار والبحار على حدة.

يحصل الإنسان على احتياجاته المائية من مصدرين أساسيين وهما مصادر المياه السطحية وتشمل مياه الأنهار والبحيرات ومجاري الوديان ومصادر المياه الأرضية وتشمل الآبار والينابيع والكهوف والدحول. وبالنظر إلى إمكانية مشاهدة المياه السطحية وكذلك بسبب الأموال الباهظة التي صُرِفت على إقامة الخزانات والسدود والقناطر وشق القنوات اللازمة لاستخدام هذه المياه وكلها أمور في كل مكان وفي كل وقت تقريباً لذلك فقد نشأ اعتقاد بأن المياه السطحية تشكل المورد الرئيسي لاحتياجات العالم من المياه ولكن في الواقع فإن أقل من 3% من المياه العذبة المتاحة على كوكب الأرض توجد في الأنهار والبحيرات أما الجزء الأكبر والذي يمثل 97% فإنه يوجد في باطن الأرض ويُقدر بحوالي (100,000) كيلومتر مكعب. وإذا جاز التعبير عن المياه السطحية بأنها في حالة سريان وعبور فإن المصادر الجوفية تمثل المياه في حالة التخزين وقد تجمعت خلال قرون عديدة مع إضافات طفيفة من الأمطار الساقطة سنوياً وبذلك يتضح لنا أهمية المياه الجوفية كمصدر رئيسي يمكن أن يعتمد عليه إذا ما أحسن استغلاله لسد حاجة الإنسان والحيوان والنبات. ويرجع استغلال المياه الجوفية إلى عصور ما قبل الميلاد حيث قام قدماء المصريين والصينيين بحفر الآبار للحصول على المياه من مصادرها الجوفية ولكن لعدم فهم كيفية تواجد المياه وحركتها في باطن الأرض ظل استخدامها محدوداً بل ويكاد يكون محصوراً في بعض المناطق الصحراوية القاحلة والتي لا تتوفر فيها مصادر مياه سطحية.

وفي مطلع القرن الحالي ومع التطور الكبير في أدوات الحفر فقد تضافرت عدة جهود لدراسة المياه الجوفية ومنذ ذلك الحين فقد بدأ الاعتماد على المياه الجوفية بشكل ملحوظ خاصة مع تزايد السكان في جميع أنحاء العالم وعدم كفاية المصادر السطحية لتغطية الاحتياجات المائية.

أصل المياه الجوفية

تبدأ دورة المياه الأرضية بمياه المحيطات والتي تغطّي حوالي ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية ونظراً لتعرضها لأشعة الشمس فإنها تتبخر وتتجمع الأبخرة المتصاعدة في الغلاف الجوي مكوّنة السحب وتحت ظروف معينة تتكثف السحب وتسقط على شكل أمطار أو برد أو ثلوج وتعرف الأشكال المختلفة المتساقطة بالمياه السماوية المنشأ والتي تشكل المصدر الرئيسي للمياه العذبة على سطح الأرض حيث يجري قسماً منها إلى مجاري الأنهار والوديان والبحيرات أما القسم الثاني فيتغلغل في التربة السطحية ليبقى معظمه في منطقة جذور النباتات ويسحب مرة ثانية إلى السطح بواسطة النباتات أو برية بالخاصية الشعرية للتربة وتستمر نسبة صغيرة في التغلغل إلى أسفل منطقة الجذور تحت تأثير الجاذبية الأرضية حيث تدخل الخزان المائي الأرضي وعند اتصالها بالمياه الجوفية فإن المياه المتغلغلة تتحرك أفقياً في مسام الطبقات المشبعة بالماء وقد تظهر مرة أخرى على السطح على هيئة ينابيع في بعض المناطق التي ينخفض فيها منسوب سطح الأرض عن منسوب دخول تلك المياه إلى الطبقة وتجري مياه الينابيع مرة أخرى على السطح مع المياه السطحية إلى المحيطات وتُعرف حركة المياه هذه بالدورة المائية.

كذلك فقد تنشأ المياه الجوفية ولكن بكميات قليلة جداً نتيجة بعض التفاعلات الكيماوية التي تحدث تحت سطح الأرض وتُعرف بالمياه الوليدة (Juvenile Water) كما هو الحال في المياه المصاحبة لانفجار بركاني حيث تنتج مباشرة من انطلاق أبخرة الماء التي كانت محبوسة داخل صخور منصهرة عندما تبرد قبل وصولها إلى سطح الأرض.

المياه الجوفية
هي عبارة عن مياه موجودة في مسام الصخور الرسوبية تكونت عبر أزمنة مختلفة تكون حديثة أو قديمة جدا لملايين السنين. مصدر هذه المياه غالبا المطر أو الأنهار الدائمة أو الموسمية أو الجليد الذائب وتتسرب المياه من سطح الأرض إلى داخلها فيما يعرف بالتغذية (بالإنجليزية: Recharge)‏. عملية التسرب تعتمد على نوع التربة الموجودة على سطح الأرض التي تلامس المياه السطحية (مصدر التغذية) فكلما كانت التربة مفككة وذات فراغات كبيرة ومسامية عالية ساعدت على التسرب الأفضل للمياه وبالتالي الحصول على مخزون مياه جوفية جيد بمرور الزمن. ويُستفاد من المياه الجوفية بعدة طرق منها حفر الآبار الجوفية أو عبر الينابيع أو تغذية الأنهار.

المياه الجوفية هي كل المياه التي تقع تحت سطح الأرض وهي المسمى المقابل للمياه الواقعة على سطح الأرض وتسمى المياه السطحية، وتقع المياه الجوفية في منطقتين مختلفتين وهما المنطقة المشبعة بالماء والمنطقة غير المشبعة بالماء.

المنطقة غير المشبعة بالماء تقع مباشرة تحت سطح الأرض في معظم المناطق وتحتوي على المياه والهواء ويكون الضغط بها أقل من الضغط الجوي مما يمنع المياه بتلك المنطقة من الخروج منها إلى أي بئر محفور بها، وهي طبقة مختلفة السمك ويقع تحتها مباشرة المنطقة المشبعة. المنطقة المشبعة هي طبقة تحتوي على مواد حاملة للمياه وتكون كل الفراغات المتصلة ببعضها مملوءة بالماء ويكون الضغط بها أكبر من الضغط الجوي مما يسمح للمياه بالخروج منها إلى البئر أو العيون، تغذية المنطقة المشبعة يتم عبر ترشح المياه من سطح الأرض إلى هذه الطبقة عبر مرورها بالمنطقة غير المشبعة.


تواجد المياه الجوفية وحركتها
تتواجد المياه الجوفية في أي نوع من الصخور الرسوبية أو النارية أو المتحولة وسواء اذا كانت تلك الصخور متماسكة أو متفككة بشرط أن تكون المادة الصخرية مسامية ومنفذه بدرجة كافية.

وتعتمد التكوينات الجيولوجية في قدرتها على حمل المياه على وجود الفتحات في مادتها الصخرية. وجميع المواد الصخرية تقريباً تحتوي على فتحات يمكن تقسيمها لعدة أنواع مثل:

الفتحات البينية، الشقوق والفواصل، الفجوات والكهوف.
الفتحات بين جزيئات المواد الصخرية المفككة كما هو الحال في التكوينات الرملية أو الحصوية.
الصدوع والفواصل والشقوق في الصخور المتماسكة والصلبة والتي تنشأ عن تكسير تلك الصخور.
أخاديد الذوبان والكهوف في الأحجار الجيرية والفتحات الناتجة عن انكماش وتقلص بعض الصخور عند تبلورها أو انطلاق الغازات من الحمم والبراكين.
وبناء على ما سبق فإنه يمكن تقسيم التكوينات الجيولوجية إلى أربعة أنواع وهي:

الخزان المائي (بالإنجليزية: Aquifer)‏:
هو تكوين جيولوجي تحتوي مواده الصخرية على فتحات مملوءة بالمياه وتكون هذه الفتحات كبيرة بحيث تسمح بحركة المياه من خلالها ومن أمثلته الطبقات المكونة من الرمل والحصي.

المعوق المائي (بالإنجليزية: Aquitard)‏:
هو تكوين جيولوجي تحتوي مواده الصخرية على فتحات مملوءة بالمياه وتكون هذه الفتحات صغيرة نسبياً أو غير متصلة بحيث تعوق حركة المياه من خلالها بدرجة كبيرة ومن أمثلته الطبقات الرملية الطينية.

العازل أو الفاصل المائي (بالإنجليزية: Aquiclude)‏:
هو تكوين جيولوجي تحتوي مواده الصخرية على فتحات قد تكون مملوءة بالمياه ولكن هذه الفتحات دقيقة جداً بحيث لا تسمح بحركة المياه من خلالها ومن أمثلته الطبقات الطينية.

المهرب المائي (بالإنجليزية: Aquifuge)‏: هو تكوين جيولوجي من الصخور الصلبة لا تحتوي على مياه وإن وجدت فإنها لا تسطيع الحركة من خلال مادته الصخرية لأنها لا تحتوي على فتحات ومن أمثلته الجرانيت.

الخزانات الجوفية
تُعرف التكوينات أو الطبقات المشبعة بالمياه والقابلة للاستغلال بالخزانات الجوفية (بالإنجليزية: Aquifers)‏ أو الطبقات الحاملة للمياه (بالإنجليزية: Water Bearing Strata)‏ وتنقسم الخزانات الجوفية من حيث طبيعة تواجدها إلى: الخزانات الحرة (الغير مقيدة)، الخزانات المقيدة (الارتوازية)، الخزانات شبه مقيدة والخزانات المُعلقة.

الخزانات الحرة (الغير مقيدة)
يُعتبر الخزان الجوفي حراً أو غير مقيد (بالإنجليزية: Water table or Unconfined Aquifer)‏ طالما كان مستوى سطح الماء فيه غير مفصول عن الضغط الجوي وفي هذه الحالة فإن الحد العلوي للخزان يتحدد بسطح مستوى الماء نفسه أي الحد العلوي للجزء المشبع بالماء من التكوين الجيولوجي.

وعند حفر الآبار في هذا الخزان فإن مستوى الماء في البئر يوضح السطح العلوي للنطاق المشبع بالمياه ويكون الضغط عند هذا السطح مساوياً للضغط الجوي.

ويكون الضغط المائي عند أي نقطة داخل الخزان الحر مساوياً للعمق من مستوى سطح الماء في الخزان إلى هذه النقطة ويمكن التعبير عنه بعمود الواقع فوق هذه النقطة. ومستوى الماء في الخزان الحر ليس ثابتاً ولكنه يتحرك إلى أعلى وإلى أسفل من فترة إلى أخرى فيرتفع عند إضافة المياه المتغلغلة رأسياً إلى نطاق المشبع وينخفض عند سحب كمية من المياه التي سبق تخزينها بواسطة الينابيع أو الآبار.

الخزانات المقيدة (الارتوازية)
عندما يوجد الخزان الجوفي بين طبقتين غير منفذتين من أعلى ومن أسفل فإن كلا من الخزان والمياه التي يحويها تسمي مقيدة (بالإنجليزية: Confined)‏ أو ارتوازية (Artesian).

ونظراً لتقييد الخزان من أعلى فإن المياه تكون مفصولة عن الضغط الجوي ولذلك فإنها توجد داخل مسام المواد الصخرية للخزان الجوفي تحت ضغوط أكبر من الضغط الجوي. وعند حفر بئر في خزان مقيد فإن المياه ترتفع في البئر إلى مستوى أعلى من السطح العلوي للخزان ويمثل مستوى الماء في هذا البئر الضغط الارتوازي للخزان، ويكون الضغط المائي أو عمود الماء عند أي نقطة داخل الخزان مساوياً للمسافة الرأسية من مستوى الماء حتى هذه النقطة ويُعرف المنسوب الذي يرتفع إليه سطح الماء في البئر بالمستوى البيزومتري (بالإنجليزية: Piezometric level)‏.

أحياناً، يرتفع الماء في أحد الآبار إلى ما فوق مستوى سطح الأرض وتتدفق المياه من البئر، يحدث ذلك عندما يكون الضغط المائي الساكن (بالإنجليزية: Hydrostatic Pressure)‏ في خزان مقيد كبيراً وفي هذه الحالة فإن مستوى الماء الثابت يكون فوق سطح الأرض.

الخزانات شبه مُقيدة
في هذا النوع من الخزانات الجوفية تعلو الطبقة النفاذة طبقة شبه صماء وفي الأسفل طبقة صماء.

الخزانات المُعلقة
تتخلل الطبقة الحاملة النفاذة عند عمق معين ولمسافة محدودة بعض التكوينات غير النفاذة التي تعيق أو تمنع حركة الماء نحو الطبقة الصماء إلى الأسفل، وهذه لا تعد تكوينات حاملة بل تدعى الطبقات الجاثمة أو المعلقة

خصائص الخزانات الجوفية
يقوم الخزان الجوفي بوظيفتين ضروريتين تخزينية وتوصيلية، حيث تعمل الفتحات الموجودة في الطبقة الحاملة للمياه كفراغات لتخزين المياه وفي نفس الوقت تعمل كشبكة من الأنابيب لإمرار هذه المياه ويعتمد قيام الخزان الجوفي بهاتين الوظيفتين على عدد من الخواص الهامة وهي:

التخزين
ترتبط الوظيفة التخزينية للخزان الجوفي بخاصيتين مهمتين وهما المسامية (Porosity) والإنتاج النوعي (Specific Yield). و المسامية هي ذلك الحيز من حجم المادة الصخرية الذي تشغله الفتحات البينية (Voids) ويعبر عنها بالنسبة المئوية من الحجم الكلي للمادة الصخرية ويسمي معامل المسامية ويدل على حجم المياه الجوفية التي يمكن تخزينها ولكنه لا يدل إطلاقاً على حجم المياه التي يمكن استخلاصها من تلك المادة.

التوصيل المائي
تسمي خاصية الخزان الجوفي المتعلقة بوظيفته التوصيلية بالتوصل المائي أو الهيدروليكي ويرمز لها بالرمز (K) وتعرف بأنها قدرة المادة المسامية على إمرار الماء وقديماً كانت تسمي هذه الخاصية بالنفاذية (Permeability) ويُفضل استخدام مصطلح التوصيل المائي والذي يعتمد على حجم وشكل ودرجة اتصال الفراغات البينية في المادة الصخرية وكذلك على الخواص الطبيعية للمياه مثل الكثافة واللزوجة ونظراً لأن هذه الخواص تختلف باختلاف حرارة الماء فإنه ينبغي تحديد التوصيل المائي عند درجة حرارة معينة.

تلوث المياه الجوفية
بصفة عامة تعتبر المياه الجوفية نقية وخالية من التلوث والبكتيريا الضارة ولكنها قد تتعرض للتلوث نتيجة بعض العوامل الخارجية مثل:

وجود عيوب في تصاميم آبار المياه وعدم الاهتمام بعزل الآبار المهجورة.
استعمال طرق غير صحيحة للتخلص من القاذورات والمياه المبتذلة المكونة للفضلات والنواتج الصناعية والزراعية والحيوانية.
وجود الآبار بالقرب من البالوعات والمجاري الصحية
وجود الآبار في مجاري السيول والفيضانات.
وتتعرض الطبقات السطحية الحاملة للمياه للتلوث بدرجة كبيرة وكلما كان مستوى الماء في تلك الطبقات قريب من سطح الأرض كلما ازدادت قابليتها للتلوث. وقد تنتقل البكتيريا إلى طبقات أعمق خاصة إذا كانت المواد الصخرية المكونة لتلك الطبقات عالية المسامية والنفاذية. ولحماية آبار المياه فإنه ينبغي أن تحدد مواقعها بعيداً عن مصادر التلوث ويراعي عند تصميمها وانشائها الحماية الصحية اللازمة.

تداخل مياه البحر
ظاهرة تداخل المياه المالحة من الظواهر المألوفة في المناطق الساحلية وتحدث عند تواجد صخور ذات نفاذية عالية مع وجود انحدار مائي نحو اليابسة ويمكن وقف تداخل وطغيان مياه البحر المالحة وحماية المياه الجوفية من التلوث بالحفاظ على منسة بالمياه الجوفية في مستوى فوق مستوى سطح البحر وذلك عن طريق حفر البئر إلى عمق مناسب والتحكم في كمية المياه المسحوبة من الآبار.

تصنيف أنواع آبار المياه
تُصنف الآبار بحسب الغرض من حفرها إلى ما يأتي:

1- الآبار الاستكشافيّة: تُحفر من أجل التحري عن المياه الجوفية أو البترول.

2- الآبار الإنتاجيّة: تُحفر من أجل استثمار المياه الجوفية أو البترول.

3- آبار المراقبة: تُحفر من أجل مراقبة تذبذبات مستوى السائل، وتُستعمل لإجراء تجارب الضخ.

4- آبار التطعيم الاصطناعي: تُحفر بغرض تغذية المياه الجوفية صناعياً.

حفر الآبار

تُحفر الآبار السطحية عادةً يدوياً بالأدوات البدائية البسيطة المعروفة، أما إذا كانت عميقة فتُستخدم الطرائق الآتية:

1- طريقة الحفر بالدق: تُحفر الآبار بهذه الطريقة بالإسقاط المتكرر لريشة حفر ثقيلة بشكل إزميل إلى أسفل البئر، لتحطيم الصخور المتماسكة والحصى والتراب والرمال. ويُحفر بشكل متقطع وعلى مراحل، لإتاحة الفرصة لتحريك المواد المتكسرة بوساطة صمام الحفر النازح (المنزحة)، ويتغير طول ريشة الحفر من متر واحد في حال الآبار ذات الأقطار الكبيرة إلى بضعة أمتار في حالة الآبار ذات الأقطار الصغيرة، أما المنزحة فتتكون من مقطع أنبوبي يلتصق به صمام عند القعر، يغلق الصمام تحت تأثير ثقل الماء والفتات الصخري اللذين يعلوانه في أثناء رفع المنزحة مما يمنعها من الخروج، ثم تُرفع إلى السطح بعد امتلائها بالمواد الصخرية، وتفريغها. وتراوح أطوالها ما بين 3-9 أمتار تقريباً، وذات أقطار مختلفة الأبعاد، وسعتها ما بين 0.07-3.4 م3 تقريباً، ويُدور سلك الحفر ليتمكن الدقاق من تكوين حفرة مستديرة، ويجب أن يضرب الدقاق قاع البئر باستمرار. ويُضاف الماء إلى البئر لتبريد ريشة الحفر وتخفيف الاحتكاك، ويشكل مع قطع المواد المحطمة عجينة تُستخرج من البئر كل 121-152 سنتيمتراً، وتعتمد سرعة الحفر على نوع الصخر ووزن وقطر ريشة الحفر وعدد الضربات أو الدقات بالثانية وأيضاً الخبرة العملية. تُعد تكاليف الحفر بالدق رخيصةً مقارنةً بتكاليف الحفر الدوراني إلا أنها تحتاج إلى وقت أطول (الشكل-2).

2- طريقة الحفر الدوراني: تختلف هذه الطريقة عن طريقة الحفر بالدق اختلافاً كلياً، فالثقّاب مثبت مع قضيب الحفر الذي يدور باستمرار، وتغذى حركته الدورانية المستمرة من محرك وتجهيزات خاصة، موضوعة بالقرب من فوهة البئر من الأعلى، وقد صُنع الثقاب بشكل يلائم نوع العمل، فهو يأخذ شكل ذيل السمكة للاستخدام في تربة قليلة القساوة، أما في الأحجار والصخور القاسية، فيأخذ الثقاب أشكالاً مختلفةً، وكثيراً ما يكون الثقاب مُجهزاً برؤوس ماسية. أما قضيب الحفر المثبت به الثقاب من الأسفل فهو أنبوب سميك الجدران، يصل إلى 10 أمتار عمقاً، ويُسمى أيضاً قضيب الثقل، ووظيفته زيادة الضغط على الثقاب في أثناء الحفر بوساطة الحركة الدورانية والمحافظة على خط الحفر، وعدم الانحراف عن الطريق الشاقولي. وتتألف تجهيزات الحفر الدوراني من ثلاثة أقسام رئيسية:

أ ـ أجهزة الحفر مع المحرك.

ب ـ المضخات التي تعمل على ضخ السائل الذي يحمل فُتات الصخر، ويُسمى سائل الحفر (المُعلق).

ت ـ برج الحفر المُزود برافعة من أجل رفع قضيب الحفر.

تُنقل الحركة بوساطة عمود يُسمى العمود الآخذ، وهو مضلع، ويثبت في النهاية العلوية بقضيب الحفر ويمر من وسط رحى الدوران، التي تتألف بدورها من صفيحة معدنية مُسندة إلى سطحية الحفر، وتنقل الحركة الدورانية إليها من المحرك، إذ تدور الرحى ويدور معها العمود الآخذ، ومن ثمَّ قضيب الحفر، فتصل الحركة إلى الثقّاب المُثبت في نهاية قضيب الحفر. يمر العمود الآخذ عبر الرحى تدريجياً إلى أن يبلغ عمق الحفر طول القضيب الآخذ، ثم يُفصل العمود الآخذ عن قضيب الحفر ويُوضع بينهما أنبوب آخر وهكذا. ويُخرَج الفُتات الناتج عن الحفر، بعد رفع لزوجته بإضافة الماء الطيني إليه. يُضخ هذا المُعلق باستمرار عبر أنبوب الحفر ويُخرج من فتحة مناسبة في الثقاب تحت ضغط مرتفع ليحمل معه فُتات الحفر وبعد أن يخرج المُعلق حاملاً معه فُتات الحفر إلى الأعلى، يُترك سائل الغسل حتى يُرقد في حفرةٍ مُناسبة ثم يُعاد استعماله مرة ثانية،تقتصر وظيفة المُعلق على إبعاد فُتات الحفر بل يُبرد الثقاب ويُزيت أنبوب الحفر. عند الوصول إلى عمقٍ معينٍ 5-30 متراً، يُغلف ثقب الحفر من الداخل بوساطة أنابيب فولاذية، ويُثبت مع جدران ثقب الحفر بالإسمنت (الشكل -3).

3- طريقة الحفر الدوراني العكسي: تُشبه طريقة الحفر الدوراني العكسي طريقة الحفر الدوراني العادي، غير أن دورة سائل الحفر تكون بالاتجاه المُعاكس، أي إن الضخ يتوجه للأسفل من خلال الفراغ بين أنبوب الحفر وجدار البئر، ويرتفع باتجاه الأعلى من خلال ريشة وأنبوب الحفر.وهذه الطريقة قادرة على حفر آبار ذات أقطار تصل إلى 122 سنتيمتراً في التكوينات غير المتماسكة.

4- طريقة الحفر الدوراني الهوائي: تُشبه طريقة الحفر الدوراني العادي، ولكن يتكون سائل الحفر من هواءٍ جافٍ ورذاذٍ مائي ورغوةٍ وطينٍ هوائي أو سوائل أخرى أخف من الماء. ويجب أن تكون سرعة الدوران في الهواء الجاف عاليةً وكفاية، للحصول على سرعات باتجاه الأعلى10 ـ30 متراً/بالثانية، في الفراغ الحلقي بين أنبوب الحفر وجدار البئر لرفع الفُتات الصخري. وأهم أسباب استعمال الهواء أو سائل الحفر الخفيف هو زيادة سرعة الحفر. وتُستعمل هذه الطريقة في الصخور المُحطمة، ويُستعمل سائل حفر ذو نوعٍ رغوي مع الهواء عند تدفق المياه الجوفية من البئر، وتُفصل الرغوة الصلبة في أثناء الحفر في الطبقات غير المُتماسكة.

5- طريقة الحفر الدوراني - الدقّاق: وهي طريقة تجمع بين الطريقتين: الحفر بالدق والدوراني. يُعطي المثقب حركةً تردديّة بسعةٍ وذبذبةٍ مُعينتين بوساطة هزازاتٍ أو مطارقٍ هزازةٍ مُركبة على السطح، أو بوساطة مُحركاتٍ قاعيةٍ موضوعة فوق المثقب. وعند حفر الآبار العميقة يعطي المثقب من السطح وعليه، بينما تنتج الحركة الترددية للمثقب بوساطة مُحركات قاعٍ هدروليكية أو هوائية أو بوساطة توربينات هزازة. ومن أوسع هذه الوسائل انتشاراً التوربينات الهدروليكيّة الهزازة ذات الصمام، لما تبديه من كفاءةٍ مميزةٍ في عمل المثقب عند حفر الصخور الصلبة وشديدة الصلابة.

تنقسم الآبار إلي آبار سطحيه , أو آبار عميقه , وآبار متعدده الطبقات
الآبار السطحيه

وهي التي يستمد منها الماء من طبقه حامله للمياه (Water table well) اعلي أول طبقه غير منفذه (صماء) ,ويكون منسوب سطح المياه في حاله عدم تشغيل البئر مساويا لمنسوب سطح المياه الجوفي , ومساويا للضغط الجوي

الآبار العميقه

وهي التي تستمد منها المياه من طبقه حامله للمياه علي أعماق بعيده ومحصوره بين طبقتين عير منفذتين (صمائتين) ,وعاده ما تكون غنيه بالمياه .وتتميز الآبار العميقه بعدم التلوث مياهها من الناحيه البكتريولوجيه (الأمر الذي يحدث في الآبار السطحيه), وكذلك باندفاع الماء ذاتيا في بعضها دون الحاجه لاستخدم الطلمبات (الآبار الارتوازيه).


الآبار الارتوازيه

هي الآبار التي تتغذي من طبقه مساميه ,تكون المياه الجوفيه فيها تحت ضغط اعلي من الضغط الجوي ,فيرتفع سطح الماء في البئر إلي مستوي اعلي من الطبقات المحيطه بالبئر ,وهذه النوع من البار ينقسم إلي نوعين هما:

أبار ارتوازيه متدفقه(Following Artesian well )

وهي الآبار التي تكون المياه فيها معرضه لضغط كاف يسبب ارتفاع الماء إلي فوهه البئر عند مستوي سطح الأرض أو اعلي الأمر الذي يغني عن استعمال طلمبات لسحب المياه من البئر

آبار ارتوازيه غير متدفقه (Non-following Artesian well)

وهي الآبار التي لا تتعرض المياه الجوفيه فيها لضغط كاف يسبب ارتفاع الماء إلي سطح الأرض ,بل يسبب ارتفاع الماء إلي منسوب اقل من سطح الأرض , الأمر الذي يستلزم معه استخدم الطلمبات لاستخراج المياه من البئر.

الآبار متعدده الطبقات

وهي الآبار التي تخترق عده طبقات حامله للمياه,مما يودي إلي زياده تصرف البئر ,وتحسين خواص المياه بسبب اختلاف نوعيه المياه في الطبقات الحامله المختلفة 
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم