بعض مصطلحات قافلة الحج

عن قافلة الحج أيام زمان
 
والتي كانت تخرج من الشام ومصر إلى الحجاز ولقد استمر خروج المحمل الشامي مع بعض الانقطاع حتى قيام الحرب العالمية الأولى في حين منع المحمل المصري من دخول مكة سنة 1345 هجرية (1936 م) لما كان يشوبه من مخالفات شرعية وما يرافقه من طبل وزمر وذلك بعد أن سيطر آل سعود على الحرمين الشريفين وقد سبق للسعوديين أن منعوا هذا المحمل سنة 1223 هجرية مما أدى إلى انقطاع الركب الشامي والمصري عن الحج متعللين بمنع السعوديين الناس من الحج .
لكن الحال ليست كذلك فواقع الأمر أن السعوديين لم يمنعوا أحدا أن يأتي إلى الحج على الطريقة المشروعة إنما كان المنع للبدع التي ترافق قدوم الركب من طبل وزمر وحركات أو ممارسات تحت ستار أو دعوى التدين مما لا يجيزه الشرع ومما حدا بالإمام سعود الأول بن عبدالعزيز؛ أن يحرق المحمل المصري سنة 1221 هجرية بعد أن أنذر أميره بألا يسترجع معه المحمل. كذلك فقد بعث إلى أمير المحمل الشامي ينهاه على القدوم إلى مكة إلا على الشرط الذي شرط عليه في العام الفائت وذلك بأن يأتي بالحجيج إلى بيت الله الحرام غير متلبسين بالبدع. فرجع الأمير الشامي ولم يحج.
وكيف كان الحاج الشامي يذهب للحج؟!
ولنذكر بعض الوسائل والمصطلحات التي كانت معروفة آنذاك..
كان المسافر الحاج يركب في محارة وهي مَحْمَل من الخشب المغطى بالقماش، وتتسع لراكب واحد، وتوضع اثنتان منها على ظهر الجمل، كل واحدة من طرف، ولم يكن ضروريا وضع مسافرين على جمل واحد اذ وضعت أحياناً حمولة في الطرف الآخر.
وقد استخدمت تسمية أخرى للمحارة في دمشق وحلب في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وهي "الشقدوفة" واستخدمت كلمة "محفة" وهي:
تخت خشبي وضع على ظهر الجمل لا سقف لها، واستخدم لنقل الحجاج ولها ميزات خاصة ميزتها عن المحارة أو الشقدوفة، بدليل أن امرأة في مدينة حلب دفعت لنقلها في محفة إلى مكة ثم عرفات ذهاباً واياباً مع تقديم الزاد والماء وسائر اللوازم لها 170 قرشاً، وهي ما يساوي تقريبا أجرة شخصين يركبان المحارة مع الخدمات ذاتها، ولا ندري اذا كان الركوب في المحفة يدل على الثروة أو المكانة الاجتماعية، أم على حالة مرضية تستوجب الرعاية.

وأما العكام فهو الشخص الذي يقود الجمل ويخدم راكبيه، والجمع طائفة "العكامة" الذي يعملون في هذه المهمة، ويعملون في مرافقة حيوانات النقل ونقل الذخائر ومرافقة المسافرين [1]
ومن الأسماء الأخرى لأدوات ووسائل الركوب على ظهور الإبل، والتي كانت تستخدم في مناسبات عدة نذكر:
1- التختروان وهو عبارة عن ناقلة خشبية تحمل عدد من الركاب، فيها كراسي ولها نوافذ، يجرها جملان أحدهما من الأمام والثاني من الخلف، ويكون التختروان في الوسط تماماً، وقد ظهرت الوسيلة في حدود العام 1640م، وظهر له عدة صور لأغراض السياحة والترفيه، كما وجد نفس الوسيلة هذه يجرها حصانان.
2- الطنبر وهي عربة خشبية لها عجلات وتجرها الخيول أو البغال، ويطلق عليها عربة الكارو أيضاً أو الاثنتين متشابهتين في الوظائف وهي مخصصة للأحمال والنقل.
3- الحنتور: الحنطور أو الكوتشي (في المغرب) عربة مخصصة للركاب، يجرها حصان، وهي وسيلة مواصلات تقليدية منتشرة، لا تزال موجودة للأغراض السياحية في بعض البلدان الأوروبية والآسيوية والعربية، منها مصر، والمغرب وتونس والجزائر. عادة ما يتم تعريف الحنطور كوسيلة نقل خفيفة, بسيطة, تتسع لشخصين عادة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر و بداية القرن العشرين.[2]
4- الالاي: وهي عربة كالحنتور، وتجرها زوج من الخيول، ويسير مهامها شخصان من الخدم، خصصت هذه الوسيلة للحكومة والمسؤولين فيها وتعرف بركوبة الملوك.
4- الهودج: وهو مصنوع من الخشب له سقف ومغطى بالقماش، يشبه الكوخ ويوضع فوق ظهر الناقة، وخصص لحمل النساء وخاصة العروس في يوم زفافها، لكن يستخدم منذ القدم في نقل الأشخاص.
5- المَحْمل: وهو مصنوع من الخشب المنقوش والمزخرف والجميل ويوضع فوق الجمل أو هو عبارة عن هيكل خشبي يعلوه هرم أو قبة مزين بالحلي والنفائس يحمله جمل قوي مزين هو الآخر بمختلف أنواع الحرير ومغطى بفاخر القماش. وكان بداخل المحمل مصحف مغطى بالحرير ، يحمل فيه كسوة الكعبة المشرفة، وظل هذا المحمل يخرج منذ عهد شجر الدر وعهد المماليك حتى بداية عهد جمال عبد الناصر.
كان المحمل يطوف الشوارع قبل الخروج إلى الحجاز وكان يصاحب طوفانه العديد من الاحتفاليات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول وكان الوالي أو نائب عنه يحضر خروج المحمل بنفسه الذي يحمل كسوة الكعبة التي تعتبر أقدس الأماكن عند المسلمين.
وموكب المحمل عبارة عن جمل يحمل المحمل يمر في شوارع القاهرة ويخرج خلفه الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج وخلفه الجند الذين سيحرسون الموكب حتى الحجاز وخلفهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات.
والمحمل نفسه هو عبارة عن هودج فارغ يقال أنه كان هودج شجرة الدر أما الكسوة نفسها فكانت توضع في صناديق مغلقة وتحملها قافلة من الإبل.
وبعد الحج يعود المحمل حاملا الكسوة القديمة للكعبة بعد ابدالها بالكسوة الجديدة وتقطع إلى قطع وتوزع على النبلاء والأمراء وما زالت هذه القطع موجودة في متحف كسوة الكعبة وبعضها في قبور العائلة الملكية في مصر حيث زينوا بها اضرحتهم كنوع من التبرك.
6- الهجانة هم رجال يمتطون الإبل الضامرة سريعة العدي، يمتشقون السلاح يسيرون مع القافلة لحراستها من جهة ومساعدة الناس والمحتاجون من جهة ثانية، ويمتازون بخبرة ودراية بالطرق والآبار والأثر والصيد والأنواء والأجواء.
7- الجردة: وتكون مهمتها ملاقاة القافلة حين عودتها، وتزويدها بالمؤن التي تنقصها، فكانت الجردة تخرج بالسلاح خوفاً من هجمات البدو، وفي بلاد الشام كان والي طرابلس ووالي صيدا مكلفان بارسال الجردة هذه وكانت غزة تشارك فيها، وكانت نابلس تدفع قسطاً من أموالها لتجهيز هذه الجردة وكان هذا المال يتم جمعه بأمر من والي الشام قبل 3 شهور من موعد الجردة [3]


بعض المصادر

[1] قافلة الحج الشامي وأهميتها في العهد العثماني، د عبد الكريم رافق - كلية الآداب بجامعة دمشق
[2] ويكيبيديا الموسوعة الحرة، أرشيف مصر.
[3] الدور التاريخي لمدينة نابلس في قافلة الحج الشامي، د. شامخ علاونة، ص15
قراءة موضوع قافلة الحج الشامي
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم