المرأة التي هجرت قصر الحكم وعادت إلى خيمة الصحراء

ميسون زوجة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

ميسون بنت بحدل العامرية من بني عامر الكلبية من بني كلب القضاعية من بني قضاعة
نسبها بالكامل:
ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دجلة بن قيافة بن عَدِيّ بن زهير بن حارثة بن جَنَاب ابن هُبَل بن عبد الله بن كنانه بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد بن اللات بن رفيدة بن ثور ابن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران..

ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية، وذكرها بعضهم بنت بجدل، شاعرة من شعراء العرب، وهي أمّ يزيد بن أبي سفيان، وعمة الشاعر حميد بن حريث ابن بحدل. أمها أسدة (أو أسيدة) بنت أسيد بن ثعلبة.

تزوجها معاوية بن أبي سفيان، ونقلها معه من بادية بني كلب إلى عاصمة الخلافة دمشق، وأسكنها قصراً، فكانت دائمة الحنين والشوق إلى خيمتها وعباءتها ومسقط رأسها، وثقلت عليها الغربة والبعد عن قومها، فكانت إذا شكت قال لها معاوية: «إنك في ملك عظيم وما تدرين قدره» فردت عليه قائلة:
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إليّ من قصر منيف

ولبس عباءة وتقرّ عيني
أحب اليّ من لبس الشفوف

وأكل كسيرة من كسر بيتي
أحب إليّ من أكل الرغيف

وأصوات الرياح بكل فج
أحب إلى من نقر الدفوف

وكلب ينبح الطراق دوني
أحب إلي من قط أليف

وبكر يتبع الأظعان صعب
أحب الي من بعل زفوف

وخرق من بني عمي نحيف
أحب الي من علج عنوف

خشونة عيشتي في البدو أشهى
إلي نفسي من العيش الطريف

فما أبغي سوى وطني بديلا
وما أبهاه من وطن شريف

فلما دخل معاويه عرفته احدى الوصيفات بما قالت ميسون
فقال:
ما رضيت ابنة بحدل حتى جعلتني علجا عنوفا؟ هي طالق ثلاثا.

ثم سيرها الى أهلها في نجد وكانت حاملا بابنه يزيد فولدته في البادية وأرضعته سنتين ثم أرسلته الى أبيه غير نادمة.
تعليق:
البادية هي المكان الذي تغنى به كل الشعراء القدامى والأدباء والحكماء، بل والعلماء، لا نستطع أن نتحدث في هذا المكان عن أسباب ذلك، فو لا يتسع، لكننا سنتكب جملاً قصيرة ذات معاني غزيرة، البادية هي المكان الذي كانت قبيلة قريش ترسل أبنائها إليه ليتعملوا منها أسس الحكمة ومبادئ الفروسية، ويكفي البادية شرفاً بأنها هي المكان الذي رضع فيه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حليب الطفولة الأولى في حياته، لقد تشرفت البادية بأعظم رجل في الكون، وفي البادية درس وتعلم فطاحلة النحو واللغة العربية، وكانت البادية موقعاً فريدا للعلماء والأدباء والفرسان، أضف إلى ذلك كله، مناخها وطبيعتها وفيحائها وفضائها الرحب، لكننا نفتقد لذلك الآن، لقد كانت البادية مدرسة لا نظير لها في تعليم القيم.
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم