الاتجاه الاجتماعي للإنسان في مراحل عمره

المراحل العمرية للإنسان بحسب سلوكه وميوله وأفكاره

خصائص مراحل الأنسان

1- مرحلة الطفولة:
سلوكيات بريئة عفوية عشوائية، تحتاج لموجه ومعلم دقيق الفكر، ليوظفها ويطورها لدى الطفل في المستقبل، من أهم خصائص الأطفال في هذه المرحلة التقليد والمحاكاة لجميع السلوكيات التي يعيشها الطفل، سواء كانت سلبية أم إيجابية.
2- مرحلة المراهقة:
تظهر السلوكيات العدوانية وتطفح الشهوات والغرائز، وتتعدد الميول والاتجاهات وتثور براكين الفكر والابداع وتتعدد أنماطها، فمنها ما يفشل ومنها ما ينجح ومنها ما يستمر في الصعود نحو القمم، ولذلك تكثر في هذه المرحلة الترددات ويكون فيها المنحى السلوكي بين صعود وثبات وعدم استقرار.
3- مرحلة الشباب:
تطفح الأفكار التوسعية، والتنموية، وتظهر الأمور المتعلقة بثقة النفس أو عدمها، وتلوح في الأفق مظاهر وملامح المستقبل فإما الأمل وإما اليأس، وتشكل هذه المرحلة خارطة الحياة بالنسبة للشباب، وتتصاعد مظاهر القوة وتنميتها، وتعدد طرق وأساليب المحاولات الحثيثة لشق طريق هنا وآخر هناك، وتتميز بتذليل العقبات وترميم الجدارن الآلية للسقوط.
4- مرحلة الشيخوخة:
تنمو أفكار السلام والأمل في حياة هادئة بعيدة عن الضوضاء والضجر، وتصدر المخططات الفكرية الجاهزة للمجتمع من خطط مستقبلية وحضارية وفكرية متعددة بناءً على رصيد ضخم من الخبرات والتجارب الحياتية التي خاض غمارها الإنسان، وتطفح فيها سلوكيات التقرب لله والاستسلام للقدر، ويكثر فيها مراسيم وقرارات حاسمة للأبناء والأحفاد والأجيال.

العوامل والخصائص المطلوبة لكل مرحلة من المراحل السابقة

1- بالنسبة للأطفال:
فهم بحاجة لاهتمام بالغ ودقيق وقوي يتضمن المجالات التالية:
توفير وايجاد المناخ المناسب للطفل والبيئة الصالحة له
غرس القيم والمهارات التي تبني مواطناً صالحا قويا
توفير جميع المقومات والعوامل التي تبني جسماً سليما وصحيحا
2- بالنسبة للمراهقين:
فتح مراكز العلم والابداعات الفكرية والرياضية والثقافية أمامهم وعلى مصراعيها 
تشغيلهم وتدريبهم وتعليمهم المكثف بكل الوسائل من أجل استكمال برامج المرحلة التأسيسية السابقة بنجاح
3- بالنسبة للشباب:
توفير الدعم الكافي واللازم لاستمرار تطور ونمو ما اكتشف من مواهب وابداعات في المرحلة السابقة
خلق فرص العمل وفتح مجال التنافس فيه للأفضل والأكثر علماً وابداعاً
4- بالنسبة للشيوخ:
جمع وتوثيق وتخزين كل التجارب والخبرات الصادرة
فتح مجال الارتباط والاختلاط والاستماع والانصات بين أصحاب هذه الفئة والفئة السابقة
توفير الدعم الكامل لهم واطلاق العنان أمامهم لتنوير المجتمع 

تأثير المخططات التربوية والتعليمية المنظمة على المجتمع والدولة

إن بناء وتأسيس الفرد السليم والصحيح، يعني انتاج أسرة متفاهمة ومن ثم مجتمع سليم وصحيح وقوي، وإذا وجد المجتمع القوي والمتعاون والسليم فهذا معناه أن الشعب كله سليم وواعي ومبدع، وبالتالي ستكون النتيجة وجود دولة حضارية راقية منتجة سليمة، ولعل أضخم أسس بناء المجتمع هي الأسس الأخلاقية، فمن المفترض أن يتم التركيز على جميع فئات المجتمع في كافة مراحله العمرية لغرس وتنمية السلوك الأخلاقي لأنه القاعدة الأساسية لجميع محاور ومجالات الحياة، فإذا تم بناء أخلاق قوية صادقة طاهرة شريفة تسودها المحبة والمودة والتعاون والتعاضد والاحترام والعطف والشفقة والاخلاص والوفاء والأمانة والصدق والتسامح والكرم والعفو والإخاء، فإن المجتمع والشعب والدولة ستكون كذلك أيضاً، وبالتالي ستكون دولة لا مثيل لها في النمو والحياة الكريمة الهادئة والقوية، وقد مدح الله سبحانه نبيه في القرآن الكريم بقوله : {وإنك لعلى خلق عظيم }[ القلم:4] وقال سبحانه : { إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ(137) }  الشعراء
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: { إنما بعثتُ متمماً لمكارم الأخلاق}
وقال الشاعر أحمد شوقي:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم