قبائل وأحلاف فلسطين في عهد صلاح الدين الأيوبي

قام صلاح الدين الأيوبي وبعد معركة حطين عام 1187م بتوزيع الكتائب للرباط وحراسة الديار، وكانت الكتائب العسكرية زمن صلاح  الدين الأيوبي تتشكل من فرسان القبائل العربية، وكل قبيلة تنتمي لحلف تتولى قيادته قبيلة من القبائل، وفيما يلي أسماء الأحلاف التي وردت في كتاب تاريخ فلسطين ( ص180- ص182)
في القدس: بني حارث وكانوا يتوزعون في 17 قرية، وبني مرة ولهم 8 قرى، وبني سعد، وبني زيد ولهم 9 قرى، وبني جرم، وبني سالم وكانوا مكلفين بحماية الطريق ما بين نابلس والقدس وحماية مجدل يابا ونهر العوجا، وكانوا يجتمعون في موسم مهرجاني يعرف باسم موسم النبي صالح، وموسم النبي عنبر.
واختص بني جرم وبني عامر"عمير" بالمرابطة في سواحل يافا ووادي الصرار، وبني حمير ولهم 11 قرية ولهم موسم في الرملة يعرف بموسم النبي صالح.
أما حلف بني صعب فضم 28 قرية  اضافة إلى منطقة الشعراوية، وكان لهم موسم يعرف باسم أبي العون وموسم علي بن عليم.
وفي غزة تجمع للقبائل البدوية ولهم موسم الداروم  وآخر اسمه المنطار، وللقبائل العسقلانية موسم الحسين وعين لعرب المساعيد وعرب الصقر والمشالخة موسم أبو عبيدة  بن الجراح.
وبني مالك ولهم 24 قرية، وبني حسن 13 قرية، وعرب جبل القدس 22 قرية، وعرب الوادية 9 قرى، وعززهم بفرسان الجبلية بجبال نابلس وجبال الخليل وجعلهم فرق تتناوب الحراسة والدورية من هذه الجبال وحتى مدينة القدس وكلفهم بنقل الرسائل والأخبار.
أما قبائل شرق الأردن فكانت تتوافد على موسم النبي موسى وهو الموسم الأضخم فيها جميعاً وكان جميع هذه القبائل والأحلاف في حالة طوارئ ونفير وعلى أهبة الاستعداد خوفا من عودة هجمات الفرنجة مرة أخرى.
وكانت العساكر في جميع المواسم المذكورة آنفا جاهزون بكل ما لديهم من أسلحة وعتاد على مدار 24 ساعة ليلا ونهارا، ومن خلال تحليل هذه المعلومات يتبين أن عدد القبائل المسلحة في تلك الفترة يبلغ عددها نحو 141 قبيلة كل  قبيلة تتمركز في تجمع يطلق عليه اسم قرية، وأما اسم القبيلة المذكور آنفا هو الاسم الحقيقي للحلف حيث يشتهر باسم القبيلة التي تقوده ويتبين من المعلومات السابقة أن عدد الأحلاف 13 حلف غير القبائل التي عرفت باسم عرب مضاف اليها اسم منطقة أو مدينة أو اقليم جغرافي وغير القبائل التي عرفت باسم بدو عزة وبدو عسقلان.
أما القلقشندي وبعد 200 سنة على مرور هذا التقسيم فقد أحصى حوالي 150 قبيلة يندرجون تحت خمسة أحلاف رئيسية وهي:-
الزبيدات، بني ربيعة، الجرامنة، بني مهدي، وبني ثعلبة (طيء) وكانت تلك القبائل التي شاركت في تحرير فلسطين من الفرنجة يقعون ضمن تلك الأحلاف.
أما عن أنساب هذه القبائل والبالغ عددها قرابة 140-150 قبيلة هي عدنانية وقحطانية ومنها:
جذام ولخم وكندة وقضاعة وعامر وجابر وربيعة وكعب وكلاب وهلال وعقيل وعدي وفزارة 
ومرة وتغلب وبكر وسليم وقيس وعنزة وهوارة وخفاجة ونمير وتميم وبلي وجرم وعروة واياد والنمر والقين وبهراء وتنوخ وكلب ومذحج وهذيل وطيء وجهينة ونهد وكتامة وعوف وأسد وبدر وسعد وحرام ورياح وزيد ومالك وغصين وجهم وغانم وزبيد ولبيد وحرب وحسن وعبيد وزغبة ومطير وجبارة وعبس وغزية والحارث وماضي وفضل ودراج والسباع وسعود والمشارقة والمغاربة والقافلة طويلة في هذا المجال حتى يصل عددها فوق المئة قبيلة وبطن.
كانت أجزاء من هذه القبائل قد نزحت باتجاه سيناء ومصر على إثر جرائم وفظائع الفرنجة، وكان زحفها باتجاه فلسطين قد وقع في زمن القائد أسد الدين شيركوه والذي جهز القبائل للرباط والجهاد والغزو فصارت تغزو وتهاجم من عدة نقاط وتقطع الطريق على قوافل الفرنجة ردا على ما يقوم به الفرنجة، وفي عهد القائد صلاح الدين قام بجهد عظيم في بنائها ورص صفوفها وتعيين قادتها وزعماؤها ومنحهم الأراضي والاقطاعات وقضى على الخلافات الحادثة بينهم، وكون منهم جيش كاسح فسار بهم من مصر باتجاه فلسطين وبيت المقدس، وقد ذكر لنا المقريزي في كتاب البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب مجموعة ضخمة من القبائل العربية التي سارت مع صلاح الدين ومن بينهما عذرة (أو عروة) وطيء وجهينة وجذام ولخم وبني قيس وبني عامر وبني سليم كما وذكر عدد من أمراء العربان مثل الأمير مزروع ومفرج وسالم بن راضي وغيرهم وكذلك ذكرهم ابن فضل الله العمري في كتابه مسالك الابصار وعدد أماكن تواجدهم ومن جملة ما ذكره العمري من القبائل ذكر حلف بني مهدي ومن ضمنهم الحريث عرب الساحل في عسقلان وهذا هو الأمر الذي كانت عليه القبائل في عهد صلاح الدين الأيوبي
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم