أوارة “وارة” في مصادر اللغة [1] والشعر جاء في لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور (ت711ه¯) تحت مادة قور: القارة باللغة هي الجبيل الصغير المنقطع عن الجبال والقارة هي جبيل مستدق ملموم طويل في السماء لا يقود في الارض كانه جثوة وهو عظيم مستدير والقارة هي اصغر من الجبل وقيل هي الجبيل الصغير الاسود المنفرد شبه الاكمة وقيل هي الصخرة السوداء وقيل هي الصخرة العظيمة وقيل هي الأكمة والجمع قور وقارات وقيران. وجاء في لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور (ت711ه¯) تحت مادة اور اوارة اسم موضع وماء قال الشاعر:
عداوية هيهات منك محلها اذا هي احتلت بقدس
اوارة عداوية: منسوبة الى عدي.
الاوار: بالضم, شدة حر الشمس ولفح النار ووهجها والعطش ونحن نقول هل يا ترى سمى أجدادنا القدماء هذه القارة باسم النار لانهم شاهدوا النفط يرشح من ارضها ويشتعل على اديمها علما بان النفط في عصرنا الحالي تفجر من ارض اوارة واحاطت نيرانه بقارة وارة من كل صوب ففيها اكبر حقول النفط.
وجاء في هامش كتاب “الاماكن” للامام محمد الحازمي (ت584ه¯) شرح الشيخ حمد الجاسر لبيت جرير بن عطية بن الخطفي التميمي (ت114ه¯):
تهدي السلام لاهل الغور من ملح هيهات من ملح بالغور مهدانا
اما ملح الوارد في قول جرير فأراه الموضع الذي لا يزال معروفاً في منطقة الكويت حيث بلاد تميم قديما يقع شمال اوارة وارة بنحو خمسة اكيال وفي هذا الموضع جرت وقعة بين عبدالله بن فيصل وبين قبيلة العجمان في رمضان سنة 1276ه¯ وفصل خبرها ابن عيسى في كتابه عقد الدرر.
وجاء في كتاب لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور تحت مادة “ملح”: ملح: اسم موضع قال جرير (ت114ه¯):
كان سليطا في جواشنها الحصى اذا حل بين الاملحين وقيرها قوله في جواشنها الحصى اي كأن افهارا في صدورهم, وقيل اراد انهم غلاظ كان في قلوبهم عجرا, والوقير: الهزم في العظم اي الكسر. وجاء في هامش “عقد الدرر” لمحققه الاستاذ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ عن ملح: ملح بفتح الميم واللام واسكان الحاء موضع معروف قرب الكويت وهو الان قرية آهلة بالسكان واظن ملح هو الذي قال فيه ياقوت الحموي ملح بالتحريك واياه عناه ابوالغنايم ابن اطيب:
حنت واين من ملح الحنين لقد كذبتك يا ناق الظنون
واشاقك بالغوير وميض برق يلوح كما جلى السيف القيون
فانت تلتفتين له شمالا ودون هواك من ملح يمين
وعندي ما علائقه غرام له فيكل جارحة دفين
فسقى الديار من ملح ملث تحصحص في اسرته الحصون
الى ان تكتسي زهراً قشيباً معالمها وتعتم الحصون
فكم اهدت لنا خلسات عيش وكم قضيت لنا فيها ديون
انتهى ما ذكره ياقوت الحموي قلت واظن ان ملح هذا هو الذي عناه الشاعر جرير بن عطية بن الخطفي التميمي النجدي بقوله: نهدي السلام لاهل الغور من ملح هيهات من ملح بالغور مهدانا .
ونحن نقول: على ارض ملح المتطامنة القريبة من قارة وارة يوجد بها الكثير من الآبار القليلة العمق وهي التي يسميها البدو “حسيان” جمع حسو, وكان البدو والكثير من قبيلة العوازم قبل النفط يقطنون عليها وكان منظر بيوت الشعر المتراكمة على حسيان ملح وعقل اباره يبهج القلب ويسر الناظرين وكانت بعض العوائل الكويتية قروية تسكن على ملح وتزرع الخضار والخيار والرقي والبطيخ والحبوب واذكر من هذه العوائل الكريمة عائلة الهنيدي الذي منهم الاستاذ الفاضل المحرر الصحافي خالد الهنيدي.
ملح: بفتح الميم واللام فحاء مهملة، ماء عد قديم، واقع في الجنوب الغربي من مدينة الأحمدي.
معروف باسمه قديماً وحديثاً، لم يتغيّر حرف ولا حركة.
قال الأستاذ عبد الله محمد المطيري: ملح «منطقة زراعية وسكنية سابقة، تقع جنوب غرب الأحمدي، وكانت توجد فيها بيوت بن هنيدي ومزارعهم حيث الماء الوفير، وكانوا يزرعون الطماطم والبطيخ والفجل حيث المياه الجوفيه ومياه الخبرات في فصل الشتاء. وكان بالقرية مسجد صغير. وقد قام بها بعض العاملين في شركة نفط الكويت ومنهم: عبد الله راشد الهنيدي أحد المقاولين المتعاملين مع شركات النفط، ومحمد الوزان القائم على عمليات النقل والآليات. وقد ترك بعض أهالي ملح منطقتهم وتحولوا للزراعة في مناطق أبو حليفة والمنقف».
قرية ملح [2]
تاريخ وحضارة
ملح هي من أقدم المواقع التي تقع ضمن نطاق دولة الكويت حاليا .
قال جرير:
تُهْدًي الْسلام لأَهْلً الْغَوْرً مًنْ «مَلَحي»
هَيْهَاتَ مًنْ «مَلَحي» بالغَوْرً مُهْدَانا
قال جرير أيضا:
كأنَّ سَلًيطاً في جَواشًنًها الحَصى
إذا حَلَّ، بينَ «الأَمْلَحَيْن»، وقيرها
وكما جاء في لسان العرب بأن ملح هي اسم موضع. وقول الشاعر: في جواشِنَها الحصى أَي كأَنَّ أَفْهاراً في صدورهم، وقيل: أَراد أَنهم غلاظ كأَنَّ في قلوبهم عُجَراً.
قال ياقوت الحموي:
حنت وأين من ملح الحنين
لقد كذبتك ياناق الظنون
وأشاقك بالغوير وميض برق
يلوح كما جلى السيف القيون
فأنت تلتفتين له شمالا
ودون هواك من (ملح) يمين
وعندي ما علائقه غرام
له في كل جارحة دفين
فسقى الديار من (ملح) ملث
تحصحص في أسرته الحصون
إلى أن تكتسي زهرا قشيبا
معالمها وتعتم الحصون
فكم أهدت لنا خلسات عيش
وكم قضيت لنا فيها ديون
وملح هي دار من دور الأمراء العصفوريين أولاد مانع بن عصفور بن راشد بن عميرة حيث أن دولة العصفوريين حكمت إقليم الأحساء والبحرين بين عامي (630 -790)هـ تقريبا.
تقع ملح حاليا في محافظة الأحمدي وهي مجاورة للمقوع إلى الغرب منه بمسافة ثلاثة كيلومترات.
والمقوع هو موقع يبعد عن العاصمة مسافة 26.5 كيلومترا جنوبا، به بعض أنشطة شركة النفط، وكان عامرا بالسكان، ولكنه الآن غير مسكون لعدم ملائمة المكان للسكن نظرا للآثار التي تركتها عمليات استخراج النفط في المنطقة. وهذا الموضع يقع شرقي خط الطول 48.59 جنوبي خط العرض29.8.
أما ملح فقد كان فيها موضع مخصص للمقاولين الذين يعملون في مجال النفط. وهذا الموضع يقع غربي خط الطول 48.1 جنوبي خط العرض 29.7.
لقد ذكر الباحث أحمد الظفيري عن ملح ما يلي:
"ونحن نقول: على ارض «ملح» المتطاحنة القريبة من قارة وارة يوجد بها الكثير من الآبار القليلة العمق وهي التي يسميها البدو «حسيان» جمع حسو، وكان البدو - قبل النفط - يقطنون عليها، وكان منظر بيوت الشعر المتراكمة على حسيان ملح وعقل آباره يبهج القلب ويسر الناظرين، وكانت بعض العوائل الكويتية تسكن على «ملح» وتزرع الخضار والخيار والرقي والبطيخ والحبوب.
ملح هي تاريخ وحضارة .. تغنا بها الشعراء، وهي دار أمراء، حكمها بنو بلعدوية من بني تميم، و كانت مقر أولاد مانع العصفوريين، سكنها العديد من الأسر، البدو منهم والحضر..
المراجع
[1] صحيفة السياسة الكويتية/ بقلم أحمد بن محارب الظفيري
[2] موقع العاملين بالقطاع النفطي/ الفيصل
التسميات :
جغرافيا