المنتخب في ذكر قبائل العرب، المغيري

المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب

المغيري
أشتمل الكتاب على نبذة في النسب، تشتمل على أصول العرب وانتخب هذه النسخة من كتب النسب والتاريخ: مثل قلائد الجمان للسيوطي، وسبائك الذهب للسويدي، ووصايا الملوك، والعقد الفريد، وتاريخ ابن الأثير .وسماه: "بالكتاب المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب" وأخذ أيضا من الرجال الثقات من البادية والحاضرة الموجودين.
مؤلف الكتاب:
هو  عبد الرحمن بن حمد بن زيد  المغيري النجدي، توفي سنة 1364هـ، من بلدة مرات من عمل الوشم بنجد، صاحب هذا الكتاب، الذي طبع مراراً، وفي الأخيرة ترجمة حافلة للمؤلف[1].






بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله الذي خلق الخليقة من عدم، وأنشأها وقدّر فيها مقادير حكمته، فأنقذها، أعز من شاء بحكمته، وأذل من شاء بعدله، فهو المستحق أن يعبد ويوحّد، ويقدس ويمجّد، تعالى بذاته وكمال صفاته وتفرّد.

وأصلي على سيدنا ونبينا محمد، الذي قوم قواعد الشريعة وأوضح طرقها، ومهّد، صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين دائماً مؤيد، وعلى آله وصحبه .
أما بعد: فيقول الفقير إلى ربه عبد الرحمن بن حمد بن زيد المغيرى اللامي، الطائي نسبا، الحنبلي مذهبا، والنجدي وطنا، سألني بعض الأخوان أن أجمع نبذة في النسب، تشتمل على أصول العرب، ولم أكن من أهل ذلك الميدان، ولكن حملني على ذلك عدم رغبة الناس في هذا الفن، الذي هو دأب العرب قبلنا، قال الله سبحانه وتعالى: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل؛ لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

قال بعض المفسرين: الشعوب العجم، والقبائل من العرب .جاء في الحديث "إن الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة: كل نسب منقطع إلا نسبي وهو التقوى" .وجاء في الحديث: "تعلمون من أنسابكم ما تعرفون به أحسابكم، وتصلون به أرحامكم" .وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا وليتم مصرا فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم صهرا وقرابة" .وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: تعلموا النسب، ولا تكونوا كنبطي السواد إذا سئل أحدهم عن أصله، قال: من قرية كذا وكذا؛ وكان أبو بكر رضى الله عنه نسابا، وكذلك سعيد بن المسيَّب .وقال بعض الظرفاء: إذا رأيت الرجل يكره علم النسب فاعلم أن نسبه مشوب بغير العرب، وانتخبت هذه النسخة من كتب النسب والتاريخ: مثل قلائد الجمان للسيوطي، وسبائك الذهب للسويدي، ووصايا الملوك، والعقد الفريد، وتاريخ ابن الأثير .وسميته: "بالكتاب المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب" وأخذت أيضا من الرجال الثقات من البادية والحاضرة الموجودين، فإن العرب كما هو المشاهد منهم أنه يكون أحدهم في قبيلة وينتسب إلى غيرها، وكان السبب اختلاط بعضهم ببعض بالحلف والمصاهرة، وكف الولاية بعضهم عن بعض؛ فبذلك اختلطوا، ومع ذلك حفظوا أحسابهم وأنسابهم؛ فلا يدعى أحد لغير أبيه، ولا ينتسب إلا لقبيلته في أي حال وفي أي مكان .وكان يوجد فيهم من ينسب نفسه إلى نفسه إلى قحطان، والعدناني إلى عدنان.

ومبتدأ البشر آدم عليه السلام وهو أبو البشر، قال ابن الجوزي وغيره: عاش آدم عليه السلام بعد مهبطه إلى الأرض ألف سنة، وقيل: عاش أكثر من ذلك، وذكر أنه ولد له من حواء أربعون توأماً، في كل بطن ذكر وأنثى، وانقرضوا كلهم إلا نسل شيث.

قال ابن جرير في تاريخه: إن حواء ولدت له أربعين ولداً، وقيل مائة وعشرين. وكان بين موت آدم عليه السلام وبين ولادة نوح عليه السلام عشرة قرون، وقيل أكثر من ذلك. ونوح بن الملك بن متوشلخ بن أخنوخ بن الياء ابن مهلائيل بن قبنان بن أنوش لابن شيث بن آدم.

قال في العقد الفريد: ونوح النبي عليه السلام وهو أبو البشر الثاني عليه الصلاة والسلام؛ لأن ما قبله من أولاد آدم لم يبق لهم نسل من بعد الغرق بالطوفان. فالباقون من نسل نوح قال الله تعالى: )وجعلنا ذريته هم الباقين( ولنوح عدة أولاد: سام وحام ويافث. فأولاد سام: العرب وفارس والروم. وأولاد حام: السودان والبربر والقبط. وأولاد يافث: الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج.

وذكر ابن الأثير في تاريخه ذرية نوح عليه السلام، قال وهب بن منبه: إن سام بن نوح أبو العرب وفارس والروم. وحام بن نوح أبو السودان. ويافث بن نوح أبو الترك ويأجوج ومأجوج. وقيل القبط من ولد قوط بن حام. قال إن امرأة سام بن نوح صلب ابنة بتأويل بن محول بن أخنوخ بن قين بن آدم. قال وأما يافث فله من الولد جامر ومومع ومورك وبوان ونوبا وماشج وتيرش. فمن ولد جامر ملوك فارس في قول، ومن ولد تيرش الترك والخزر. ومن ولد ماشج الأسبان. ومن ولد مومع يأجوج ومأجوج. ومن ولد بوان الصقالبة وبرجان.

قال: ولد يافث: الروم وهم بنو النظر بن يونان بن يافث. وأما حام بن نوح فمن ولده كوش ومصاريم وقوط وكنعان. ومن ولد كوش النمرود بن كوش، وقيل النمرود من ولد سام. وبقية ولد حام هم النوبة والحبشة والزنج. ويقال:إن مصاريم ولده: القبط والفيوم والبربر، وهم فئتان: فئة عرب وفئة من هذا النسب. وأما قوط فإنه سار إلى الهند والسند ونزلها، وأهلها من ولده. وأما كنعان فمن ولده السند والهند ولحق بعضهم بالشام، وحاربهم بنو إسرائيل وأخرجوهم من الشام. وأما سام بن نوح فله من الولد الأوذ وأرفخشذ وإرم وأشوذ. فمن ولد الأوذ: فارس وجوجان وعمليق وهو أبو العماليق الذين منهم جبابرة الشام الذين يقال لهم:الكنعانيون. ومنهم الفراعنة بمصر. وأما إرم بن سام بن نوح فمن أولاده: ثمود وهم قوم صالح، وكانت منازلهم اليمن منع إخوتهم بنو عاد بن إرم، وانتقلوا من اليمن بعد ما تغلبت عليهم بنو يعرب بن قحطان، فنزلوا الحجر وهم قوم صالح، وهم معدودون في العرب البادية.

وأما إخوتهم بنو عاد بن إرم بن سام بن نوح يأتي الكلام عليهم إن شاء الله تعالى عند ذكر طبقات العرب. وأما نبيط فمن ولد نبط بن ساش بن آدم بن سام بن نوح. والفرس من ولد تيرش بن ماسور بن سام بن نوح. وأما أرفخشذ بن سام فولد له شالخ وولد لشالخ عابر وهو "أبو العبرانية". وولد لعابر فالخ ومعناه القاسم؛ لأن الأرض قسمت في عهده وولد لفالخ بن عابر أرغوي، وولد لأرغوي ساروغ، وولد لساروغ فاخور، وولد لفاخور تارخ واسمه بالعربية آزر وولد لآزر إبراهيم عليه السلام، وولد لإبراهيم إسحاق، وولد لإسحاق يعقوب، وهو "إسرائيل"، ومنه جميع أنبياء بني إسرائيل وملوكهم. وولد لإبراهيم إسماعيل وهو الذبيح في بعض الأقوال، ومن إسماعيل العرب العدنانية وسيأتي الكلام عليهم عند ذكر طبقات العرب. وولد لعابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح القحطان بن هود بن عابر واستدلوا بقول الشاعر القحطاني:
أبونا نبي الله هود بن عابـر

فنحن بنو هود النبي المطهر
وبعضهم يقول عن المسعودي والطبري: هو قحطان بن هود بن عبد الله ابن رباح بن الخلود بن عاد .وفي كتاب البدء لابن جيب هود بن عبد الله بن رباح بن حرب بن عاد، واستدلوا على هذا بقوله تعالى: ( وإلى عاد أخاهم هودا) إلى آخر الآية .قال بعض المفسرين: هو أخوهم في النسب واستدلوا أيضا بقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضى الله عنه: " الأنبياء كلهم عجم إلا أربعة: هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر" .والصحيح أن قحطان بن هود النبي عليه الصلاة والسلام.

فصل

في ذكر طبقات العرب

وهم ثلاث طبقات وبلادهم ومواطنهم جزيرة العرب، وهي الواقعة في الجنوب الغربي من آسية، ويحيط بها البحر الأحمر وصحراء التيه المتصلة بترعة السويس من غربها، والخليج الفارسي من شرقها، وبحر عمان الذي هو قسم من بحر الهند من جنوبها، والصحارى الممتدة بين بلاد الشام والفرات من شمالها، وهي ثمانية أقسام:

القسم الأول: الحجاز: وهو الواقع في الجنوب الشرقي من طور سيناء على ساحل البحر الأحمر ويسمى حجاز لأنه حاجز بين تهامة ونجد.

القسم الثاني: اليمن: وهو الواقع في جنوب الحجاز وفي شماله بلاد عسير.

القسم الثالث: حضرموت: من شرق اليمن.

القسم الرابع: إقليم مهرة: في شرقي حضرموت.

القسم الخامس: عمان: المتصل بالخليج الفارسي من الشمال والجنوب وبحر الهند من الشرق.

القسم السادس: الأحساء: جزائر البحرين بالخليج الفارسي ويمتد على ساحله إلى نهر الفرات.

القسم السابع: نجد: وأراضيه مرتفعة وهو في وسط الجزيرة بين الحجاز والأحساء وصحارى الشام وإقليم اليمامة، وهو يتصل بالشام شمالا، والعراق شرقا، والحجاز غربا، واليمامة جنوبا. وأرضه أطيب من في بلاد العرب.

القسم الثامن: إقليم الأحقاف: وهو أرض منخفضة في بلاد العرب في الجانب الغربي من بلاد عمان. واليمامة معدودة من هذا القسم.
فصل

القسم الأول "العرب العاربة"


الفئة الأولى من طبقات العرب هي العرب العاربة:
الأولى: وتسمى البائدة وهم العرب الخلص الأولون وقد ذهبت عنا تفصيلات أخبارهم لتقادم عهدهم، وقد كانوا شعوبا وقبائل كثيرة، وهم ولد إرم بن سام ابن نوح. وهم تسع قبائل: عاد وثمود وأميم وعبيل وطسم وجديس وعمليق وجرهم الأول ووبار.وكان مقر ملوكهم صنعاء، وملوكوا الشام والحجاز. وملكت اليمامة منهم طسم وجديس، واليمامة تسمى جو،في زمانهم وسميت اليمامة باسم المرأة التي كانت تبصر مسيرة ثلاثة أيام وكان يقال لها الزرقاء اليمامة، وحين قتلهم حسان بن تبع قتل المرأة، وقصة هذه الغزوة مشهورة في كتب التاريخ. وهذه الأمة هي أقدم الأمم يعد قوم نوح، وأعظمهم قدرة، وأشدهم قوة وآثارا في الأرض.
الفئة الثانية من طبقات العرب وهم العرب العرباء
وبعضهم يسميها المتعربة، وهم من ولد قحطان بن هود بن عابر. وكانت مساكنهم الحجاز، وكانوا معاصرين لإخوانهم أهل الطبقة الأولى وموالين لهم ومناصريهم، ولم يزالوا مجتمعين في البادية بعيدين عن الملك الذي كان لإخوانهم العاربة الأولى إلى أن تشعبت في الأرض فضائلهم، وتعددت أفخاذهم وعشائرهم، فزاحموا معاصريهم أبناء الطبقة الأولى، انتهزوا فرصة اضمحلال دولتهم وانتزعوها منهم. وكان قحطان بن هود بن عابر أول من نزل اليمن وغلب عادا والعمالقة عليها، فأنقرضت هذه الطبقة من العرب وبقيت الطبقتان الأخيرتان القحطانية والعدنانية، فالعرب الموجودون من هذين الأصلين.




فصل في قبائل قحطان

في ذكر قحطان وذكر كتاب وصايا الملوك
إن قحطان بن هود عليه السلام بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، وقد أجمعت العلماء على أنه نبي مرسل بعثه الله تعالى بعد نوح عليه السلام بشيراً ونذيراً وأميناً على وحيه ورسالته وهو الذي يقول فيه الشاعر القحطاني شعراً:
أبونا نبي الله هود بن عابـر

فنحن بنو هود النبي المطهر
وذكروا أن هوداً عليه السلام أوصى بنيه فقال لهم: أوصيكم بتقوى الله وطاعته؛ والإقرار بوحدانيته، وأحذركم الدنيا فإنها خداعة غير باقية لكم ولا أنتم باقون عليها، فاتقوا الله الذي إليه تحشرون. ولا يغرنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين. ثم أقبل على قومه يوصيهم بما وصى به بنيه ويعظهم بما حكى الله تبارك وتعالى عنه: )وإلى عاد أخاهم هودا( إلى آخر الآية فكان من ردهم عليه ) يا هود ما جئتنا ببينة ( إلى آخر الآية.

ثم إن قحطان بعد أبيه نزل اليمن وملكها، ويقال: إنه أول من لبس التاج وأول من سلم عليه بأبيت اللعن، وذكروا أن قحطان أوصى بنيه، وكان له من الولد: يعرب وجرهم وعمان وحضرموت والحارث كما ذكره البيهقي. وقيل كان له عشرة من الولد، فقال لهم: إنكم لم تجهلوا ما نزل بعاد دون غيرهم لما عتوا على ربهم، واتخذوا آلهة يعبدونها من دون الله، وعصوا أمر نبيهم هود وهو أبوكم الذي علمكم الهدى وعرفكم سواء السبيل، وما بكم من نعمة فمن الله. وأوصيكم بذي الرحم خيراً، وإياكم والحسد، فإنه داعية إلى القطيعة. وأخوكم يعرب خليفتي فيما بينكم، فأسمعوا له وأطيعوا، وأحفظوا وصيتي وأعملوا بها، وأثبتوا عليها. ثم إن يعرب بن قحطان حفظ وصية أبيه وثبت عليها وهو أعظم ملوك العرب على اليمن، وأول من حياه قومه بتحية الملك، قال ابن سعيد: هو الذي ملك بلاد اليمن وغلب عليها قوم عاد، وغلب العمالقة على الحجاز، وعاد بن قحطان على الحجر، وحضرموت بن قحطان على بلاد حضرموت، وعمان بن قحطان على بلاد عمان.

قال ابن حزم: ومن ولد الحارث بن قحطان الأسور وهم رهط حنظلة بن صفوان بن الرس، والرس ما بين نجران إلى اليمن، وحضرموت إلى اليمامة، ذكر في العبر.وذكروا أن العرب أول من تكلم بالعربية الواسعة، وأنطلق بأفصحها وأبلغها وأوجزها.والعربية منسوبة إليه مشتقة من أسمه، وهو الذي ذكره حسان بن ثابت الأنصاري رضى الله عنه شعراً في غير هذا.
إن يعرب بن قحطان جمع بنيه وأوصاهم فقال لهم يا بني: أحفظوا مني خصالا عشراً تكن لكم ذكراً وذخراً، يا بني تعلموا العلم وتحلوا به، وأتركوا الحسد عنكم ولا تلتفتوا إليه، فإنه داعية إلى القطيعة فيما بينكم، وتجنبوا الشر وأهله، فإن الشر يجلب إليكم الأشرار. وأنصفوا الناس من أنفسكم لينصفوكم من أنفسهم. وإياكم والكبرياء، فإنها تبعد قلوب الناس عنكم، وعليكم بالتواضع؛ فإنه يقربكم من الناس ويحبيكم إليهم، واصفحوا عن المسيء؛ فإن الصفح عن المسيء يحسم العداوة ويزيد السؤدد، والسؤدد مع الفضل فضل وافر، والجاه الدخيل على أنفسكم جماله جمالكم، ولئن يسوء حال أحدكم خير له أن يسيء حال جاره، لا تفتقد الناس إلا المقتدى به، وانصروا الموالي فإنهم مواليكم في الحرب والسلم، وحقهم عليكم مثل حق أحدكم على سائركم، وإذا استشاركم أحد فأشيروا عليه بما تشيرون به على أنفسكم، فإنها أمانة ألقاها في أعناقكم؛ والأمانة كما تعلمون. وتمسكوا باصطناع الرجال؛ فإنه أجدى أن تسودوا بهم غيركم، وأحرى أن يزيدكم ذلك شرفاً وفخراً إلى آخر الدهر.

وذكر أن يشجب بن يعرب ولى الملك بعد أبيه، وثبت على هذه الوصية دون غيره من سائر اخوته وعشيرته، فساد الجميع بثباته على الوصية وحفظه إياها. قال بعض النسابين: سألت عن اخوة بنو يعرب، فقيل العمالقة الأولى من ولد إرم ابن سام بن نوح، والفئة الأخرى الذين هم سكان مكة ونواحيها من ولد يعرب واخوتهم طسم وجديس والحي من جرهم وعاد الصغرى. فكان يشجب بن يعرب قد سادها ولاء من اخوته وسائر عشيرته. ثم إن يشجب بن يعرب بن قحطان وصى بنيه فقال لهم: يا بني إني لم أسد اخوتي وعشيرتي إلا بحفظ وصية أبي يعرب بن قحطان، وبعملي بها، وبثباتي عليها؛ وإن أبي يعرب بن قحطان لم يسد اخوته وعشيرته إلا بحفظ وصية أبيه، وإن قحطان لم يسد اخوته وعشيرته إلا بحفظ وصية أبيه هود عليه السلام وحفظه إياها وعمله بها، فأقيموا على ما وجدتموني عليه فهو الذي شرفني. ثم قال كلاما شعرا ذكر فيه ابنه عبد شمس، وعبد شمس ابنه هو سبأ؛ لأنه أول من سبا السبي وأسر الأسارى وبنى مدينة سبأ وسد مأرب.

وقال صاحب التيجان: إنه غزا الأقطار؛ ويقال: إنه طاف فيما بين المشرق والمغرب، يضرب الأرض العاصية حتى فتحها. وبنى مدينة عين شمس بمصر وولي عليها ابنه بليون. وكان لسبأ عدة أولاد وأشهرهم حمير وكهلان اللذان منهما الأمتان العظيمتان، ومن بنيه مسروح ذكره في العقد الفريد؛ ومسروح هذا يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى. وعد ابن حزم في ولده زيدان وابنه نجران، وبه سميت بلد نجران، وزاد السهيلي، ومن ولده وائل ومالك وذكروا أن سبأ ثبت على وصية أبيه يشجب وحفظها وعمل بها، فساد إخوته وعشيرته. وكان ملك الجميع وعمادهم. ويقال إنه أغار على بابل بالخيل ففتحها، وأخذ إتاوتها وضرب بالخيل والرجال في الأرض وكان لا يذكر له بلد قصدها وفتحها، وطاف مشارق الأرض ومغاربها وبذلك سمي سبأ.
وقد ذكره ابن جرير في تفسيره: قال حدثنا أبو كريب أبو أسامة؛ حدثنا الحسن أبو الحكم، حدثنا أبو سبرة النخعي، عن عروة بن مسيك القطيني رضى الله عنه أنه قال: يا رسول الله أخبرنا عن سبأ أرض هي أم امرأة? قال صلى الله عليه وسلم: "ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل من العرب، ولد له عشرة من الولد، فتيا من ستة، وتشاءم أربعة، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان، وأما الذين تيامنوا فمنهم كندة والأشعريون والأزد ومذحج وأنمار، فقال علماء النسب منهم محمد بن إسحاق؛ إسمة في الأصل عبد الشمس بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وهو أول من بشر برسول الله صلى الله عليه وسلم في زمانه المتقدم.

فصل في سبأ

وذكر الهمداني في بعض كتبه أن سبأ جمع أهل مملكته ووجوه أهل بيته وعشيرته، وأجلس ابنه حمير عن يمينه، وأجلس ابنه كهلان عن شماله؛ ثم قال: أيها الناس اعطوني عهودكم ومواثيقكم إن بغت يميني على شمالي أن تمنعوها، أو شمالي على يميني أن تمنعوها، فأعطوه العهود والمواثيق على ذلك ثم قال لهم: إني لم أرد يميني وشمالي إلا حمير وكهلان، وإني لم آمن أن يختلفا بعدي في الأمور، ولم آخذ العهود والمواثيق عليكم إلا لتحولوا بعدي بين من يروم من هذين لصاحبه سوءاً وخلافاً، ويطلب أحدهما بعد أكثر مما يقسم له، إن حميراً كبر من كهلان وحقه أن يكون يميني، وكهلان أصغر من حمير وحقه أن يكون شمالي، وإن نصيب خمير من ملكي مثل نصيب يميني من بدني، وإن نصيب كهلان من ملكي مثل نصيب شمالي من بدني. فيا أيها الناس من يصلح لليمين من الملك فأدعوه لليمين، وانظروا ما يصلح للشمال من الملك فأدعوه للشمال، قال: فدفعوا لليمين السيف والقلم والسوط، وحكموا لليمين بذلك قالوا هذه ثلاثة أشياء تعمل بها اليمين، ولا تعمل بها الشمال دون اليمين في الرؤى، قال: ثم حكموا بأن صاحب السيف لا يصلح له إلا الثبات والوقوف في موضعه، وحكموا بأن صاحب القلم لا يكون إلا مدبراً فائقاً رائقاً، وحكموا أن صاحب السوط لا يكون إلا سائساً، ثم حكموا أن الوقوف والثبات والفتق والرتق والتدبير والرياضة والسياسة لا تكون إلا للملك الأعظم الراتب في دار المملكة ومكابدة الأعادي حيث كانوا، وحكموا أن الرأس يرد به البأس وتقهر به الحروب عند التلاقي، وتجشم به المدارك، وحكموا أن القوس ينال به المناوي والمناصي على البعد منها ثم حكموا بأن قيادة أعنة الخيل ومكابدة الأعادي حيث كانت، ورد البأس والقهر عند التلاقي، ومناوات الأعداء ومناصاتها لا تصلح إلا لصاحب الدولة الذّاب عنها، والرامي عن حوزتها، والساد لخللها، والقائم لحروبها، وإصلاح الثغور وسدها، وهو كهلان. فتقلد حمير الملك الراتب في دار المملكة وسلم إليه، وسمي يمينا لجلوسه عن يمين أبيه. وتقلد كهلان الأطراف والثغور وأعمالها وحروبها ومناوات الأعادي ومناصاتها حيث كانت. ولكهلان على حمير المعونة من المال والنجدة، ولحمير على كهلان الطاعة وكفاية ما تقلده. ثم إن حمير وكهلان لم يزالا على ذلك، وكذلك أولادهما من بعدهما وأولاد أولادهما. ثم إن حمير جمع بنيه. قال أبو محمد بن حزام كان له من الولد "الهميسع ومالك وزيد ووائل ومسروح ومعد يكرب وأوس ومرة". وعاش فيما قال السهيلي ثلاثمائة سنة. وهو أول من توج بالذهب. وقال لبنيه في وصيته: يا بنيّ ما اجتمع اثنان متوازران متعاضدان على خمسة من أشتات الناس إلا غلباهما، وملكا أسرهم. وما أجتمع خمسة نفر متعاضدون متوازرون على عشرة من أشتات الناس إلا غلبوهم وملكوا أسرهم. وأيما عصابة غلبت أربعين رجلا يوشك أن يغلبوا المائتين، وغلاب المائتين حريون أن يغلبوا الألف. وما من رجل أطاعه واحد فقام له بالمجازاة إلا أطاعه عشرة، وما من رجل أطاعه عشرة فقام لهم بمجازاتهم إلا أطاعه مائة، وما من رجل أطاعه مائة فقام لهم بمجازاتهم إلا أطاعه ألف وما من رجل أطاعه ألف رجل إلا وقد ساد لا محالة، ومن ساد فقد ملك ومن ملك فقد أوتي المنتهى من أمله في دنياه.

يا بني: أطيعوا الأرشد منكم، ولا تعصوا الهميسع فإنه خليفتي عليكم وأميني فيما بينكم، وإنه لسيفكم، وما السنان لولا الرمح، بل وما الرمح لولا السنان. أنتم بالهميسع وله، والهميسع بكم ولكم. ثم إن الهميسع بن حمير ولي الملك بعد أبيه وحفظ وصيته وثبت عليها وعمل بها، وأجراهم على ما أجراهم عليه أبوه حمير، وسار فيهم سيرته، وكذلك الأيمن بن الهميسع ولي الملك بعد أبيه الهميسع وساد إخوته وعشيرته. ثم إن الأيمن لما ولى الملك بعد أبيه سار في الناس بسيرة أبيه وجده وحفظ جميع ما انتهى إليه من وصايا آبائهم وأسلافهم التي كانوا يعملون عليها، ويوصون بها. ويحفظونها لسياسة الملك، وصيانة الدولة. ثم ولى الملك بعد الأيمن ابنه زهير، ثم إن زهير لما ولى الملك بعد أبيه كان من أحسن الملوك سيرة. ثم إنه وصى ابنه عريب بن زهير، ولم يكن له غيره فقال له:  
يا بني قد انتهى إليك ما كان من وصية جدك سبأ بن يشجب، وما أفترق عليه الاثنان يوم الوصية والقسمة، وهما: جداك حمير وكهلان فلا تجرين أمراً إلا ما جرى به عليه الاثنان من لدنهما إلى هذه الغاية. وأوصى بذلك من صلح لهذا الأمر من ولدك. فأوصيك بالثبات على ما وجدتني عليه من العدل في الرعية، والتجاوز عن المسيء، والبعد عن إيذاء العشيرة والتحبب إليها، فما المرء إلا بقومه وإن عزّ وعلا.
ثم إن عريب ولي الأمر بعد أبيه وثبت على وصيته وعمل بها وأجراهم عليه، ثم إنه وصى بنيه وكانوا أربعة: صباح ونجادة وأبرهة وقطن، فقال لهم: يا بني إني وجدت الشرف والسؤدد والعزة والنجدة والطاعة والملك يدور على ستة أشياء، يا بني وجدت السؤدد لا ينال إلا بالكرم، ولا السؤدد لمن لا كرم له، وإني وجدت العز في العدد حيث كان، ولا عز لمن لا عدد له، ولا عدد لمن لا عشيرة له، وإني وجدت النجدة في الأيادي ولا نجدة لمن لا أيادي له، وإني وجدت الطاعة في العدل ولا طاعة لمن لا عدل له، وإني وجدت الملك في إصطناع الرجال ولا ملك لمن لا اصطناع له، يا بني: احفظوا وصاتي ولا تعصوا قطنا أخاكم فإنه خليفتي عليكم، ووليّ الملك بعدي، قال ثم إن قطنا ولي الملك بعد أبيه وسار في الناس بسيرته وسيرة أسلافه وقلّد الملك في حياته ابنه الغوث، فقال له يا بني: إني لم أقلدك الملك رغبة عنه ولكني أردت أن أقف على سيرتك في الناس وسياستك في الملك، وأن أعلم كيف طاعتهم لك، كي لا أخرج من الدنيا ولي غصة من ذلك في أمرك وأمر الناس. يا بني أوصيك باخوانك أن تفعل لهم ما فعلت لك، وأن تبذل لهم نصيحتك، وتخفض لهم جناحك، وأسألك أن تفعل بعشيرتك ما سألتك أن تفعل لإخوانك، فما الراحة إلا في الأصابع، والساعد بالعضد .ثم إن الغوث بن قطن ولي الملك في حياة أبيه وبعد وفاته دهرا طويلا، وكان من أحسن الناس سيرة وأثبتهم على سنن آبائه وأجداده، ثم إن ابنه وائل بن الغوث ولي الملك بعده وكانت وصية الغوث لإبنه وائل هذه: يا بني إن الملك دار بناها الله تعالى لأسلافك فعمروها بالعدل والإحسان، وكذلك ورثتها ممن قبلي وكذلك اخلفها لك بعدي بعمارتها؛ فأعمرها بما كان يعمرها أسلافك. وأعلم أن الدار دار ما بنيت حيطانها وشيدت أركانها، ولم يقع في شيء من بنائها ثلمة، فإن الثلمة يتبعها مثلها.فأوصيك بالرعية خيراً. ثم إن وائل بن الغوث بن قطن ولي الملك بعد أبيه وساس الملك سياسةً حمدها أهل زمانه، وكذلك ابنه عبد شمس بن وائل ولي الملك بعد أبيه فسار في الناس بسيرة أسلافه وأجداده، وعبد شمس هذا جد بلقيس بنت الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن معاوية بن شداد بن قطاط بن عمرو بن عبد شمس. فما من هؤلاء أحد إلا ملك ما ملك عبد شمس وأبوه من قبله، وأخبارهم تطول على الشرح. وعمرو بن معاوية المعروف بابن علاف بن شداد بن المقطاط. ثم انتقل الملك من هؤلاء إلى حمير الأصغر وهو زرعة بن كعب بن سهل بن عمرو بن قيس ابن معاوية بن يشجب بن عبد شمس بن وائل بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بم الهميسع بن حمير الأكبر. وذكر أن زرعة حسنت سيرته في الناس حين ولي الملك وكذلك ابنه شداد بن زرعة، وإن زرعة وصى ابنه شداداً فقال له: يا بني: لو كان ملك يستغني بثاقب رأيه دون آراء الناس لفضل عقله وكمال معرفته وبارع أدبه وفطنته، وعلى ما تقدم من التجاريب لأسلافه مما حفظه ورواه وأحاط به من سنن الأوائل من آباءه وملوك قومه وسنن الماضين، لكنت أغنى الناس عن مشاركة الآراء ومشاركة الأقيال ووصية الموصين. على أنه لا بد للملك من معين يعينه في الرأي والأمر والنهي، ولا بد له من مشير يحمل عنه بعض ما يثقل عليه من ذلك، ولا بد للولد من وصية الوالد قلّت الوصية أو كثرت.
وذكروا أن شداد بن زرعة وفي نسخة سداد بالسين المهملة مشتقة من السداد، ولي الملك دهر طويلاً لا يعصيه أحد من حمير ولا كهلان في ملكه، الذي أحاط له بأكثر الأرض ومن فيها، وأنه سار في الناس بسيرة آبائه وأجراهم على سنن أجداده، وحفظ وصايا الأوائل من أسلافه، وعمل بها وثبت عليها، إلى أن مات وانتقل الملك إلى عمه الحارث. وكان مالك بن حمير قد غلب أهل عمان عليها ملك بعده ابنه قضاعة ثم بعده ابنه إلحاف ثم ابنه مالك بن إلحاف ثم وقع الحرب بين مالك وبين السكسك بن وائل بن حمير، فغلب مالك على عمان وملك بعد السكسك يعفر ابنه ثم خلفه بعده ابنه النعمان، ويعفر يعرف بالعارف واستبد عليه من بني حمير ماران بن عوف بن حمير ويعرف بذي رياش وكان صاحب البحرين فنزل نجران، وأشتغل بحرب مالك بن إلحاف، ولما كبر النعمان حبس ذارياش وأستبد بأمره وطال عمره، وملك بعده ابنه أسحم، وعند ذلك اضطربت أمور حمير، وكان الملك طوائف، وكان بنو كهلان يداولون الملك مع بني حمير. وملك من شعوب قحطان من بني زيدان ابن يعرب بن أبين بن زهير المتقدم ذكره، وأبين هذا الذي تنسب له العرب باليمن، وملك منهم أيضاً عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيران بن قطن المتقدم ذكره، ثم ملك بعده ابنه شداد المتقدم ذكره .
وقيل إنه شداد بن قطن الماطاط بن عمرو بن ذي هرم بن الهوار وبعده أخوه لقمان. ثم إخوته ذو شدد ويطوذ ومراثل. وبعضهم يقول ذو وائل وبعضهم يقول ذو مداثر، وهو الحارث جد الملوك التبابعة. واستقر الملك في بنيه من بعده، وسمي الرائش؛ لأنه قسم أرض اليمن سهلها وجبلها وأوديتها بين عشائره وأعانهم على عمارتها، وأخرج لهم المشغلات؛ فنعم الناس والعشائر، واستغنى بعضهم عن بعض وعن كثير مما كانوا محتاجين إليه مما في يده؛ فلهذا سموه الرائش واسمه الحارث، وهو أول ملك اخترع الدروع لأصحابه وألبسهم إياها، وذكر ابن سعيد عن مؤرخي الشرق ونقله أن الحارث الرائش الذي ملك بعده ابنه الصعب، وهو ذو القرنين بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر بن كعب بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن بكر بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام. وكان أسم ذي القرنين الصعب، ولي الملك بعد أبيه الرائش، وهو الذي مكن الله له في الأرض وبلغ مشارقها ومغاربها، وذكره الله في كتابه، وسار بين الصدفين، وسد السد على يأجوج ومأجوج خلاف ما يزعمه بعض أهل العلم والمؤرخين واللغويين من أنه الإسكندر الروماني فإن الإسكندر اليوناني باني الإسكندرية لم يسد سداً، وكان يلقب بذي القرنين، وهو غلط فاحش وبذلك روجوا على ضعاف العقول وعارضوا القرآن العظيم، بأنه لا يوجد سد، ويقال: إن المقدوني اليوناني أو الإسكندر الروماني لم يسد سداً، وإنما الذي أقام السدود ذو القرنين، واسمه الصعب بن الرائش وقد ذكر المصطفى الغلاييني في كتابه فقال: تلقيب الإسكندر المقدوني بذي القرنين قد استفاض على ألسنة كثيرة من الناس واللغويين والمفسرين والمؤرخين وهو غلط فاحش؛ فإن ذا كلمة عربية محض؛ وذو القرنين من ألقاب ملوك اليمن، وكان منهم ذو جدن وذو كلاع وذو نواس وذو نشاتير وذو رعين وغير ذلك من ألقابهم. وذو القرنين، وهو الذي مكن الله له في الأرض وعظم ملكه وبنى السد على يأجوج ومأجوج، وهو الصعب بن الرائش. وقد سئل ابن عباس رضي الله عنه عن ذي القرنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز فقال: هو من حمير، وهذا يقوى أنه الصعب وأنه غير الإسكندر المقدوني باني الإسكندرية، هذا يوناني وهذا عربي، وكلاهما ملك ملكاً عظيماً، فأفهم هذا فإنه الحق الذي لا محيد عنه. وقد حققه أبو الفدا في تاريخه فراجعه عند ذكر الطبقة الثانية من ملوك الفرس، وكانت العرب قد ذكرته في أشعارها، ويفتخرون به ويعدونه في الملوك من قومهم، ويسمونه الصعب. ويؤخذ من أكثر الشعراء أن اسم ذي القرنين الصعب، عند العرب، ووقع ذكر ذي القرنين أيضا في كثير من أشعار العرب: في شعر امرئ القيس، وطرفة ودوس ومذحج وغيرهم، وفي كتاب نشر المحاسن اليمانية شيء كثير مما يطول نقله، هذه الأشعار إشارة تدل على أن ذا القرنين هو هذا وليس المقدوني. ثم ملك بعده ابنه أبرهة بن الصعب ذو القرنين المتقدم ذكره. وذكر أنه ثبت على وصية أبيه ذي القرنين وعمل بها وحفظها، وهو أول من نصب الأعلام، وبنى الأميال والعلامات على الطريق والمناهل؛ فلذلك سمي ذا المنار. وذكروا أنه ضرب في البلاد العاصية من شرقها وغربها ليفتحها ويأخذ إتاوتها وفي بعض الكتب، أن خراسان أخو فارس، وأخوهما كرمان والكرز الأكبر، وأبوهما يافث بن نوح عليه السلام، أما الروم الأولى فمن ولد إرم بن سام بن نوح ولإخوتهما الصقالبة والخزر واللات والكابل والصين والسند والهند وكل هؤلاء قد ملكها أبرهة بعد أبيه ذي القرنين الصعب. ثم إن أبرهة ذا المنار وصى أبنه عمراً ذا الأذعار فقال له: يا بني أن الملك زرع، والملك قيم ذلك الزرع، فإن أحسن القيم قيامه عليه في سقايته عند حاجته، وفي إبعاد غرائب النبات عنه، وبتعاهده إياه بالحماية عند المؤذيات من البهائم والطير، زكا حصاده، وحمده القيم، واستكرمت الأرض. وإن كان القيم غير ذلك، فلم يتفقد الزرع، ولم يتعهده بالحماية والحفظ أوهنه العطش، وأكلته الطيور، وداسته البهائم فلا الزرع نام، ولا الأرض معمورة، ولا القيم محمود. قال ثم إن عمراً ذا الأذعار ولى الملك بعد أبيه وخرج يتفقد الأعمال في شرق البلاد وغربها، فكان لا يسمع به قوم إلاولوا على أدبارهم خائفين مذعورين، فلذلك سمي ذا الأذعار،وهو أبو تبع الأول.
وقال المسعودي: وملك خمسا وعشرين سنة، وغزا ديار المغرب، وسار إليه كيقالوس ابن كنعان ملك فارس، فبارزه وانهزمت جنود كيقالوس وأسره ذو الأذعار، ثم إن عمرا ذا الأذعار وصى ولديه تبع ورفيدة، فقال لهما غيركما يجهل الملك وسياسته ورعايته وصلاحه، وما يحتاج إليه الملك من المداراة والمحاباة والمناوى. وما الملك إلا رحى تدور على قطب، فإن جعل لها من ذلك قطبا آخر وقفت الرحى وما دارت وتعطلت أسبابها وانقطع رجاء أهلها. فهذا لتعلموا أن الملك لا يستوي لاثنين إلا أن يكون أحدهما المقتدى والآخر المقتدى به، وقد علمتما أن التاج لا يسع رأسين ولا يجتمعان في تاج أبدا، كما لا يصلح سيفان في غمد واحد، فأمر ابنه رفيدة بطاعة أخيه تبع، وهذا أول من ملك من التبابعة. ثم إن تبع ولى الملك بعد أبيه وقلد الوزارة لأخيه رفيدة، وكان إلى تبع ما يكون إلى الملك، وكان لرفيدة ما يكون إلى الوزير، فبقيا على ذلك دهرا طويلا على وصية أبيهما وسار الملك تبع في الناس سيرة أبيه ذي الأذعار، وبسط العدل والإحسان في الأرض ورزق الهيبة وأعطى من الطاعة ما لم يعط أحدا ممن قبله، قال وكانت مدائن ملوكهم صنعاء، والملوك من كهلان في مأرب على ثلاثة مراحل منها، وكان بمأرب السد الذي ضربته بلقيس ملكة من ملوكهم، وهو سد ما بين جبلين بني بالصخر والقار، فحفظت به ماء العيون والأمطار، وتركته فيه على قدر ما يحتاجون إليه في سقيهم، وهو الذي يسمى العرم، ويقال: إن الذي بناه حمير، وهو أبو القبائل اليمانية ويقال: إن الذي بناه لقمان بن سناد الأكبر، وقيل بناه سبأ بن يشجب بن يعرب، وهو الأليق. وأنه ساق إليه سبعين وادياً ومات قبل تمامه، فأتمه ملوك حمير من بعده. هؤلاء التبابعة عدة ملوكهم في عصور متتابعة وأحقاب متطاولة لا يضبطها الحصر. وكانوا متجاوزين ملوك اليمن إلى أبعد عنهم من العراق والهند والمغرب: ثم ولي الملك بعد تبع ابنه حسان، وهو ملك كرب، وهو الثاني من التبابعة: وذكر أنه وصى ابنه إفريقيس، فقال له: يا بني إن الملك صنعة، والملك صانع، فإن قام الصانع حق قيامه على صناعته، إستجادها الناس له، واستحكم أمره فيها فكسب لها المال والجاه وكانت له عدة وذخيرة. وإن استهان بها ولم يقم حق قيامه عليها، ذهبت الصنعة من يده، وتقطعت منافعها عنه، وأكتسب الذم لنفسه والحرمان. وكل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ويقال: إن حسان هذا هو قاتل أخيه. وهو الذي يعرف بأقرن: توفي في أرض المغرب بعد أن ملك خمسين سنة وقد ملك الأقطار. ثم ولى الملك بعده ابنه إفريقيس، فلما استقر الملك له غزا بقبائل العرب بلاد المغرب، وبنى بها مدينة وسموها باسمه إفريقية. وساق البربر إليها من أرض كنعان، وقتل الملك جرجير. ويقال هو الذي سمى البربر بهذا الاسم؛ لأنه لما فتح بلاد الغرب وسمع رطانتهم قال ما هذا? ما أكثر بربرتهم! فسموا البربر وكلمة البربر في لغة العرب هي اختلاط أصوات غير مفهومة. ولما رجع من غزو المغرب، ترك هناك من قبائل حمير صنهاجة وكتامة، وهما بها إلى الآن. قال الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي وجميع النسابين وهذا هو الثالث من التبابعة.ثم إفريقيس وصى أخاه أسعد أبا كرب الكامل، فقال: قد علمت ما وصانا به أبونا مما عهد إليه أبوه من وصايا الآباء والأجداد، وسياسة هذا الملك الذي أوتيناه دون غيرنا. فعليك بالتمسك بما وجدتني عليه من بث العدل واصطناع الرجال، ومكايدة العدو، والصفح عند الاقتدار، وسد الثغور، وصف الخلل.و أبو تبع الأول. وقال المسعودي: وملك خمسا وعشرين سنة، وغزا ديار المغرب، وسار إليه كيقالوس ابن كنعان ملك فارس، فبارزه وانهزمت جنود كيقالوس وأسره ذو الأذعار، ثم إن عمرا ذا الأذعار وصى ولديه تبع ورفيدة، فقال لهما غيركما يجهل الملك وسياسته ورعايته وصلاحه، وما يحتاج إليه الملك من المداراة والمحاباة والمناوى. وما الملك إلا رحى تدور على قطب، فإن جعل لها من ذلك قطبا آخر وقفت الرحى وما دارت وتعطلت أسبابها وانقطع رجاء أهلها. فهذا لتعلموا أن الملك لا يستوي لاثنين إلا أن يكون أحدهما المقتدى والآخر المقتدى به، وقد علمتما أن التاج لا يسع رأسين ولا يجتمعان في تاج أبدا، كما لا يصلح سيفان في غمد واحد، فأمر ابنه رفيدة بطاعة أخيه تبع، وهذا أول من ملك من التبابعة. ثم  إن تبع ولى الملك بعد أبيه وقلد الوزارة لأخيه رفيدة، وكان إلى تبع ما يكون إلى الملك، وكان لرفيدة ما يكون إلى الوزير، فبقيا على ذلك دهرا طويلا على وصية أبيهما وسار الملك تبع في الناس سيرة أبيه ذي الأذعار، وبسط العدل والإحسان في الأرض ورزق الهيبة وأعطى من الطاعة ما لم يعط أحدا ممن قبله، قال وكانت مدائن ملوكهم صنعاء، والملوك من كهلان في مأرب على ثلاثة مراحل منها، وكان بمأرب السد الذي ضربته بلقيس ملكة من ملوكهم، وهو سد ما بين جبلين بني بالصخر والقار، فحفظت به ماء العيون والأمطار، وتركته فيه على قدر ما يحتاجون إليه في سقيهم، وهو الذي يسمى العرم، ويقال: إن الذي بناه حمير، وهو أبو القبائل اليمانية ويقال: إن الذي بناه لقمان بن سناد الأكبر، وقيل بناه سبأ بن يشجب بن يعرب، وهو الأليق. وأنه ساق إليه سبعين وادياً ومات قبل تمامه، فأتمه ملوك حمير من بعده. هؤلاء التبابعة عدة ملوكهم في عصور متتابعة وأحقاب متطاولة لا يضبطها الحصر. وكانوا متجاوزين ملوك اليمن إلى أبعد عنهم من العراق والهند والمغرب: ثم ولي الملك بعد تبع ابنه حسان، وهو ملك كرب، وهو الثاني من التبابعة: وذكر أنه وصى ابنه إفريقيس، فقال له: يا بني إن الملك صنعة، والملك صانع، فإن قام الصانع حق قيامه على صناعته، إستجادها الناس له، واستحكم أمره فيها فكسب لها المال والجاه وكانت له عدة وذخيرة. وإن استهان بها ولم يقم حق قيامه عليها، ذهبت الصنعة من يده، وتقطعت منافعها عنه، وأكتسب الذم لنفسه والحرمان. وكل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ويقال: إن حسان هذا هو قاتل أخيه. وهو الذي يعرف بأقرن: توفي في أرض المغرب بعد أن ملك خمسين سنة وقد ملك الأقطار. ثم ولى الملك بعده ابنه إفريقيس، فلما استقر الملك له غزا بقبائل العرب بلاد المغرب، وبنى بها مدينة وسموها باسمه إفريقية. وساق البربر إليها من أرض كنعان، وقتل الملك جرجير. ويقال هو الذي سمى البربر بهذا الاسم؛ لأنه لما فتح بلاد الغرب وسمع رطانتهم قال ما هذا? ما أكثر بربرتهم! فسموا البربر وكلمة البربر في لغة العرب هي اختلاط أصوات غير مفهومة. ولما رجع من غزو المغرب، ترك هناك من قبائل حمير صنهاجة وكتامة، وهما بها إلى الآن. قال الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي وجميع النسابين وهذا هو الثالث من التبابعة. ثم إفريقيس وصى أخاه أسعد أبا كرب الكامل، فقال: قد علمت ما وصانا به أبونا مما عهد إليه أبوه من وصايا الآباء والأجداد، وسياسة هذا الملك الذي أوتيناه دون غيرنا. فعليك بالتمسك بما وجدتني عليه من بث العدل واصطناع الرجال، ومكايدة العدو، والصفح عند الاقتدار، وسد الثغور، وصف الخلل.ن تبع ولى الملك بعد أبيه وقلد الوزارة لأخيه رفيدة، وكان إلى تبع ما يكون إلى الملك، وكان لرفيدة ما يكون إلى الوزير، فبقيا على ذلك دهرا طويلا على وصية أبيهما وسار الملك تبع في الناس سيرة أبيه ذي الأذعار، وبسط العدل والإحسان في الأرض ورزق الهيبة وأعطى من الطاعة ما لم يعط أحدا ممن قبله، قال وكانت مدائن ملوكهم صنعاء، والملوك من كهلان في مأرب على ثلاثة مراحل منها، وكان بمأرب السد الذي ضربته بلقيس ملكة من ملوكهم، وهو سد ما بين جبلين بني بالصخر والقار، فحفظت به ماء العيون والأمطار، وتركته فيه على قدر ما يحتاجون إليه في سقيهم، وهو الذي يسمى العرم، ويقال: إن الذي بناه حمير، وهو أبو القبائل اليمانية ويقال: إن الذي بناه لقمان بن سناد الأكبر، وقيل بناه سبأ بن يشجب بن يعرب، وهو الأليق. وأنه ساق إليه سبعين وادياً ومات قبل تمامه، فأتمه ملوك حمير من بعده. هؤلاء التبابعة عدة ملوكهم في عصور متتابعة وأحقاب متطاولة لا يضبطها الحصر. وكانوا متجاوزين ملوك اليمن إلى أبعد عنهم من العراق والهند والمغرب: ثم ولي الملك بعد تبع ابنه حسان، وهو ملك كرب، وهو الثاني من التبابعة: وذكر أنه وصى ابنه إفريقيس، فقال له: يا بني إن الملك صنعة، والملك صانع، فإن قام الصانع حق قيامه على صناعته، إستجادها الناس له، واستحكم أمره فيها فكسب لها المال والجاه وكانت له عدة وذخيرة. وإن استهان بها ولم يقم حق قيامه عليها، ذهبت الصنعة من يده، وتقطعت منافعها عنه، وأكتسب الذم لنفسه والحرمان. وكل نفس لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ويقال: إن حسان هذا هو قاتل أخيه. وهو الذي يعرف بأقرن: توفي في أرض المغرب بعد أن ملك خمسين سنة وقد ملك الأقطار. ثم ولى الملك بعده ابنه إفريقيس، فلما استقر الملك له غزا بقبائل العرب بلاد المغرب، وبنى بها مدينة وسموها باسمه إفريقية. وساق البربر إليها من أرض كنعان، وقتل الملك جرجير. ويقال هو الذي سمى البربر بهذا الاسم؛ لأنه لما فتح بلاد الغرب وسمع رطانتهم قال ما هذا? ما أكثر بربرتهم! فسموا البربر وكلمة البربر في لغة العرب هي اختلاط أصوات غير مفهومة. ولما رجع من غزو المغرب، ترك هناك من قبائل حمير صنهاجة وكتامة، وهما بها إلى الآن. قال الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي وجميع النسابين وهذا هو الثالث من التبابعة.ثم إفريقيس وصى أخاه أسعد أبا كرب الكامل، فقال: قد علمت ما وصانا به أبونا مما عهد إليه أبوه من وصايا الآباء والأجداد، وسياسة هذا الملك الذي أوتيناه دون غيرنا. فعليك بالتمسك بما وجدتني عليه من بث العدل واصطناع الرجال، ومكايدة العدو، والصفح عند الاقتدار، وسد الثغور، وصف الخلل.
وذكروا أن أسعد الكامل ملك كرب، وهو الرابع من التبابعة وولى الملك بعد أخيه فسار في الناس سيرة الأوائل من آبائه وأجداده، وملك من البلاد ما لم يملكه غيره، وأعطى من العدل والعدة ما لم يعطه ملكا. وذكر أن أسعد مرض مرة وأشرف على الموت منها، وذلك بعد انصرافه من سفره الذي دخل فيه بحر الظلمات، وكان له ابن يقال له حسان الأصغر؛ سماه باسم أبيه، وذكروا أنه لم يملك ومات قبل أبيه، وهو الذي ذكره أبوه أسعد الكامل في شعره، وذكروا أن حسان مات قبل أبيه، فلم يكن أحق بالملك بعد أسعد الكامل من جده المعمر، الذي يعرف بقرمل؛ وهو تبع بن زيد بن رفيدة، وهو الخامس من التبابعة فقال له يوصيه ما من شيء إلا وله أصل وأساس، وأصل الملك والأساس الرجال، وأساس الرجال الإحسان إليها؛ ومن أحسن إلى الرجال أطاعته وسمعته له، ومن سمعت له الرجال وأطاعته دانت له البلاد ومن فيها، ومن دانت له البلاد من فيها فهو مالكها بعد الله، ومالكها لا يدوم له الملك فيها إلا بالعدل والإحسان، فإنه لا طاعة لمن لا عدل له، ولا ملك لمن لا إحسان له، ثم إنه حفظ وصيته وعمل بها فحسنت سيرته، وملك ما مالكه الأوائل من آبائه وأجداده، ثم إنه وصى ابنه ياسر وهو السادس من التبابعة، وقال يا بني: إن الملك مصباح، والملك واقد ذلك المصباح، فإن حفظه من ريح تطفئه أو ذبالة لا تسائغه، أو مستوقد يخونه، دام له ذلك المصباح وسلم ضياؤه ونوره، وإن بعد عنه ولم يقم به حق قيامه عليه، طفأه الريح، فإن سلم من الريح لم يسلم من احتراق الذبالة، ولا يأمن عند احتراق الذبالة في موقد المصباح، أن يظل المستوقد. فلا النور ساطع، ولا المستوقد صحيح؛ ولا الذبالة سالمة، ولا الواقد محمود. وياسر هذا المسمى بياسر النعم. ولى الملك بعد أبيه تبع بن زيد بن رفيدة بن عمر ذي الأذعار، وحفظ وصية أبيه تبع، وثبت عليها، وعمل بها، وسار بسيرة آبائه وأجداده في سياسة الملك فيما بينه وبين الناس، ولم يتعد سيرة أسلافه. وهو الذي وطئ أرض العراق وفارس والروم وفتح مدنها، وضرب مدينة الصفد ووادي جيحون، وكان ملكه مائة وستون سنة. وذكر بعض الرواة أنه ملك بلاد الروم واستعمل عليهم ماهان فهلك ماهان، وملك بعده ابناه قيوس وياسر. ثم إن ياسر ولى الملك بعد أبيه تبع، وثبت على وصيته وحفظها، وعمل بها، في سياسة الملك بينه وبين الناس، ولم يتعد سيرة أسلافه؛ وسنن أوائله. وأنه وصى ابنه شمر فقال له يا بني: دبر الملك، فإن التدبير ثباته؛ والإحسان سياسته؛ والعدل قوامه، والرجال عزه، والمال نجدته، والعشيرة عدته، فلا ملك لمن لا تدبير له؛ ولا ثبات لمن لا إحسان له، ولا إحسان لمن لا عدل له؛ ولا عدل لمن لا قوام له، ولا قوام لمن لا رجال له، ولا رجال لمن لا عدل له. وذكر أن شمر ذا الجناح ولي الملك بعد أبيه وكان من أعظم الملوك سلطاناً، وهو الذي يقال له تبع الأكبر، وهو الذي سار في بحر الظلمات بعد أسعد، ووصل منقطع الأرض، يطلب فيها ما طلب ذو القرنين. وأسعد هو الذي بنى مدينة سمرقند وإليه تنسب. وكتب على باب مرو الكتاب الذي يعرف. وله آثار أشتهر بها إلى اليوم. وكذلك كتب على باب الصين حين فتحها ومالكها، وكتب على باب بلاد المغرب الذي ليس وراءه إلا الرمل، الذي ترتطم أمواجه كأمواج البحور. وتجري كما تجري السيول في أوديتها، فلم يجد فيها مجازا. وعبر بعض أصحابه فلم يرجعوا، فأمر بصنم من نحاس فنصب على شفير الوادي وكتب في صدره بالخط المسند الحميري ليس وراءه مجاز؛ فلا أحد يتكلف فيذهب ويعطب انتهى.

قال هشام الكلبي: وقد ذكر ذلك دعبل بن علي الخزاعي إذ يقول في شعره:
وهم سمروا سمرقند بأسمرهم

وهم غرسوا بأيديهم دفـينـا
وهم كتبوا الكتاب بباب مـرو

وباب الصين كانوا الكاتبينـا
قال: ثم إن تبع ولي الملك، وهو أبو كرب، وهو أول من بشر برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سبأ، وبعد أسعد الكامل، وحج وطاف البيت أسبوعاً، ونحر البدن وكسا الكعبة وجعل لها بابا، ومغلاقاً، وذكر أن تبع هذا هو الذي رتب الملوك، وأبناء الملوك من قومه في قبائل الغرب والعجم، ومدائنها وأمصارها فكان لكل قبيلة من العرب ملك من حمير، وكهلان، يسمع له ويطاع، ثم جمع الملوك، وأبناء الملوك، والأقيال وأبناء الأقيال، وقال لهم: أيها الناس إن الدهر نفذ أكثره، ولم يبق إلا أقله، وإن الكثير إذا قل فهو إلى النقصان أرى منه إلى الزيادة، وإنكم لتسلكون طريق الآباء والأجداد وتصيرون إلى ما صاروا إليه .وكل يوم يمر على المرء من حياته ولكل زمان أهل؛ ولكل دائرة سبب. هذه الفترة من عز فيها يعز بظهور نبي يعز الله به دينه، ويخصه بالكتاب المبين على إياس من المرسلين، ورحمة للمؤمنين، وحجة على الكافرين.

فليكن ذلك عندكم وعند أبنائكم قرناً فقرنا، وجيلاً فجيلا؛ لتتوقعوا ظهوره وتؤمنوا به وتجتهدوا في نصرته، على كافة الأحياء، حتى يفيء الناس إلى أمر الله تعالى .
وذكروا أن الملوك وأبناء الملوك من حمير وكهلان، لم تزل تتوقع ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوصي بالطاعة له، والإيمان به، والجهاد معه، والقيام بنصرته من ذلك العصر إلى ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا له حين بعث من أحرص الناس على نصرته وطاعته، فمنهم من سمع وصدق، ومنهم من رآه ونصره، وجاهد في سبيل الله دونه، حتى أتاه اليقين، نطق بذلك الكتاب المبين في قوله جل شأنه: )والذين تبوءوا لدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم( إلى آخر الآية وقوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه( إلى آخر الآية.

ويقال: إنهم همدان ونجيب، وذكروا أن يوسف ذا النواس لما انتقل إليه الملك ظهر له الحسد من بعض قومه، وبلغه عنهم قوارض يلفظون بها في أمره، فأقبل إليهم وقال أيها الناس ما من رئيس حقد فأفلح، ولا من رام أمراً أستعجل فيه فنجح. وكاف بمن يقول ملك يوسف ذو نواس هذا الأمر وليس من ورثته ولا من أبناء من حازه قبله، ليس الأمر كما ذكر وزعم الزاعم. ولكن للملك أساس من حازه حاز الملك. ويقال ذو نواس هذا الذي خد الأخدود، وكان يدين باليهودية وكانت اليمن تدين باليهودية من عصر تبع، وحدثت النصرانية في نجران، وفي بعض اليمن حين أتاهم فيمون، وهذا سببه وخبره يطول شرحه.

وذكروا ان ذارعين وأسمه بريم بن زيد، ويقال إنه من كهلان، وإنه ولي الملك وأحسن السيرة، وملك ملكا عظيما ويقال: إنه أقبل على أهل بيته وولده وكان قد عمر طويلا حتى ضعف بصره، وكل سمعه، وقال لهم: يا بني إني قد حفظت وصايا الأوائل من أسلافي، وملكت ملك آبائي وأجدادي، وأفادني الكبر والشيب من الأدب والزيادة في المعرفة ما يصلح به المرء دنياه ومعيشته وما يحيي المآثر والمكارم أكثر مما ورثني الآباء والأجداد. وذكروا أن بنيه وبني عمه حفظوا هذه الوصية وعملوا بها، وكانت سيرتهم محمودة، وذكروا أن ذا الأنفار لما ولى الملك وساسه أقبل على عشيرته. فقال الاثنان وإن قرب أمرهما أمثل من الواحد، وإن عظم أمره. اجتمعوا تعزوا ولا تفرقوا تذلوا.

وذكروا أن حول بن حرب بن ذي نفار ولي الملك، وساس على سنن الأوائل من أسلافه وأجداده، واسمه عامر، وذكروا أنه أقبل على بنيه واخوته، فقال لهم: ما كل موص بالغ فيما يوصى كل ما يريد. إن البلاغة دليل لإصابة مواقع الحكم. يا بني: أطيعوا الأشد منكم تعزوا، ولا تعصوا أمره فتذلوا، واجتمعوا تهابوا، ولا تتفرقوا وتعاونوا، وأنصفوا الناس واعدلوا فيما يعرض عليكم من أمورهم تحمدوا، وحسنوا أخلاقكم معهم تسودوا، وإن الشرف مع الحمد حيث كان، والعز مع الإنصاف حيث استبان، والطاعة مع السؤدد.

وذكروا أن مناخ حفظ الوصية وعمل بها، وأجرى الناس على عاداتهم، واستدام له الأمر. ثم دعا اخوته وقومه من بني عبد شمس فقال لهم: إن المرء لا يسود إلا بكرمه، ولا ينال منتهى العز إلا بقومه، ولا يرزق محبة الناس إلا بالإحسان إليهم، ولا ينال الملك إلا ببذل المال للخاصة والعامة، ولا يدوم له الملك إلا بعدله وإحسانه.
وذكروا أن الهدهاد بن شرحبيل ولى الملك بعد أبيه، وأنه خرج ذات يوم للقنص، فرأى غزالة يطاردها ذئب وقد أضافها إلى ضيق ليس للغزالة منه مخلص، فحمل الهدهاد على الذئب فطرده عن الغزالة، وانفرد لها يطلبها لينظر أين ينتهي ما بها، فسار في أثر الغزالة وانقطع عن أصحابه، فبينما هو كذلك إذ ظهرت عليه مدينة عظيمة فيها من كل شيء والإبل والخير وأنواع الفواكه. فوقف دونها متعجبا، إذ أقبل رجل من أهل البلد التي ظهرت له فسلم عليه ورحب به، ثم قال للهدهاد: أيها الملك أراك متعجبا لما ظهرت لك، فقال له الهدهاد هو ذاك ما قلت، ما هذه المدينة ومن ساكنها? فقال هذه مأرب، سميت بأسم قومك.وهي مدينة العرم، حي من الجن، قال فبينما هو معه في الكلام، إذ مرت بهم امرأة لم ير الراءون أحسن منها وجها، ولا أكمل منها خلقا، ولا أظهر منها صباحا، ولا أطيب رائحة. فأفتتن بها الهدهاد وعلم ملك الجن أنه قد هواها وشغف بها. فقال له: يا بن شرحبيل إن كنت قد هويتها فأنا أزوجكها، فجزاه الهدهاد خيرا، وقال له ومن لي بذلك? فقال له الجنى: أنا لك بما عرضت من تزويجي إياها منك، وتوفيقي بينكما على أيسر الأحوال وأتمها، فهلا عرفتها? فقال الهدهاد وما رأيتها قبل يومي هذا، قال الجني: هي الغزالة التي خلصتها من الذئب، وسنكافئك على جميل فعلك بأن نحبوك بها، فتأهب للدخول عليها، فأنا أزوجك بها بشهادة الله تعالى وشهادة ملائكته، فإذا أردت ذلك فاقدم علينا بخاصة قومك وملوكهم وأهل بيتك، يشهدون إملاكها ووليمتها، وميعادك شهر رجب الآتي، قال فانصرف الهدهاد بن شرحبيل وغابت عنه المدينة، فإذا أصحابه يجدون في البحث عنه فقالوا له: أين كنت? فنحن في طلبك مذ فارقتنا، ولم نترك شيئا من هذه الفلوات إلا قلبناها وطلبناك فيها، فقال لهم لم أبعد عنكم وأقبل يسير معهم وهو ينشد شعراً:
عجائب الدهر لا تفـنـى أوابـدهـا

والمرء ما عاش ما يخلو من العجب
ما كنت أحسب أن الأرض يعمرهـا

غير الأعاجم في الآفاق والـعـرب
وكنت أخبر بالـجـن الـجـفـاة ولا

أرد أخبـارهـا إلا إلـى الـكـذب
حتـى رأيت مـقـاصـير مـشـيدة

للجن مضروبة الأبواب والحـجـب
يحفها الزرع والماء المحـيط بـهـا

مع المواقير من نخل ومن عـنـب
ومن جمادى ويأتـي بـعـده رجـب

وسوف أسرى على الميعاد من رجب
حتى أوافي خير الجـن مـن عـرم

ذاك بن صعب الفتى المعروف باليلب
ثم خرج الهدهاد بن شرحبيل على ميعاد أصهاره من الجن مع خاصة قومه وخدمه، حتى وافاهم فوجد هو ومن معه قصراً بنوه لهم في فلاة من الأرض، محفوفا بالنخيل والأعناب والزرع والفواكه، تجرى فيه الماء الجارية فتعجب القوم من ذلك عجبا شديدا، ورأوا ملكا عظيما، فنزلوا معه في القصر على فرش لم يروا مثله، وقربت لهم الموائد عليها من طبقات المأكولات وألوانها، التي لم يأكلوا قط أطيب منها طعما، ولا أزكى منها رائحة، وشربوا من شراب لم يشربوا قط أهضم منه ولا ألذ، ولا أمرأ منه ولا أخف. فمكثوا معه ثلاثة أيام، وزفت إلى الهدهاد امرأته واسمها الحرورى بنت يلب بن الصعب العرم ملك الجن، وأذن الهدهاد لقومه وخاصته بالانصراف إلى مواضعهم،0 ثم مكث الملك مع الحروريين زمانا وولدت له بلقيس، وصار القصر الذي بناه له الجن دار مملكته، وتوفى أبوها الملك الهدهاد ولم تبق أمها بعده إلا قليل، وبقيت بلقيس مع أخوالها من الجن، وجلس في الملك ابن عم أبيها شمر بن غش، وسمع له الناس وأطاعوا، ثم أرسل إلى بلقيس يخطبها فأجابته إلى ذلك على أنه لا يخالفها في شيء تريده أو في شيء تكرهه، فضمن لها بذلك وتزوجها.
 وذكروا أنه لما رأى من كفايتها ورعايتها للملك وحفظها وحسن قيامها به، كان لا يأمر ولا ينهي أحدا غيرها على الرسم الذي جرى لها، ثم أنه مات وما أحد درى بموته إلا في أيام سليمان بن داود عليه السلام. وقصتها مع نبي الله مشهورة، ثم انتقل الملك من رهط بلقيس إلى زرعة بن كعب وهو حمير الأصغر، أبوه عبد شمس، وعبد شمس هو سبأ الأصغر. وذكروا أن زيدا ذا الكلاع لما ولى الملك أقبل على بنيه وإخوته وبني عمه فقال لهم: معاشر الجماعة من إخوتي وولدي وبني عمي، لو كان الملك دام لأحد، لدام لأسلافكم الذين ملكوا البلاد وأحسنوا السيرة في أهلها، وأخذوا للضعيف من القوي، وأمنوا السبل، وأذلوا الجبابرة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وعمروا الأرض: شرقها وغربها، وعندكم أخبارهم، وما أنا بأعلمكم لأقص عليكم من أخبارهم ومآثرهم ومفاخرهم ما تجتزون به عما بعده. ثم ذكروا أنه أصبح ولي الملك، وهو ممن أجمعت عليه حمير وكهلان بطاعته له واتباعهم إياه، وقبولهم منه في الأمر والنهي والحرب والسلم. وذكروا أنه وصى بنيه، فقال لهم: يا بني إن حمير وكهلان لم تجتمع طاعتها لي، واتباعها إياي، وقبولها مني، لأني من أشرفها بيتا، ولا أحق بالملك فيها دون غيري، ولكنها وزنت الرجال المشهورة، فرأتني من أرجحها رأيا عند الأمر والنهي، فقلدتني أمرها، وآثرتني بالملك على غيري.

فهذه وصايا من تقدم من الملوك اختصارا، وأما التبابعة فلم يكن لهم ضبط، وقد ضاع أكثر أخبارهم، وقد ذكر أبو سعيد ونقله من كتب مؤرخي الشرق أن أول ملوك التبابعة: الحارث وهو الرائش، ثم ابنه الصعب ذو القرنين، ثم ابنه أبرهة ذو المنار، ثم عمرو ذو الأذعار.

قال في التيجان: إن حمير خلعوه وملكوا شرحبيل، ثم الهدهاد، ثم ابنته بلقيس، ثم ملك بن عمرو، ثم شمر مرعش وسمي مرعش لارتعاشه، وهو الذي خرب بلاد سمرقند؛ ثم ملك بعده صيفي بن شمر، ثم أخوه إفريقيس، ثم انتقل الملك إلى بني كهلان، وكانوا بمأرب. وملوك حمير في صنعاء. ثم صار الملك لحي عمرو بن عامر، ثم اجتمعت حمير بعد خراب السد على أبي كرب أسعد بن صيفي فخرج لملوك الطوائف وغلبهم، ثم ابنه حسان الذي قتل طسم وجديس ومنازلهم في جو اليمامة، ثم قتله أخوه عمرو، ثم بعده أخوه عبد الكلال، وملك بعده تبع بن حسان، ثم وليعة بن مرشد، ثم الصباح بن وليعة، ثم أبرهة بن الصباح، وكانت له سيرة وقصص. ومن بعده ذو قيعان، ومن بعده الحنيفة ذو شناتر، ومن بعده ذو نواس، ثم قتلته الحبشة واستولت على اليمن.ثم استخلصها منهم سيف ابن ذي يزن، وكنيته أبو مرة بن أسلم بن زيد بن الغوث بن سعد ابن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن شداد بن حمير بن سبأ بن كعب بن زيد بن سهل بن عمران بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام. ثم إن سيف لما استخلصها من الحبشة بمساعدة كسرى له، استقر له الملك، ووفدت إليه العرب يهنئونه بالملك، وكان من أمره لما وفد عليه عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن أبي مناف، فاستأذن عبد المطلب له ولمن معه بالوصول إليه، فأذن لهم بالدخول، فدخلوا على سيف بن ذي يزن، فقيل له: إن كنت ممن تكلم بين يدي الملوك فقد أذنت لك، فقام عبد المطلب بين يديه وحوله الملوك، وأبناء الملوك، وعن يمينه وعن شماله الأقيال وأبناء الأقيال فقال عبد المطلب: إن الله قد أحلك أيها الملك محلا رفيعاً صعباً منيعاً شامخاً باذخاً، وأنبتك منبتاً طابت أرومته، وعزت جرثومته، وثبت أصله، وبسق فرعه في أكرم معدن، وأطيب موطن، وأنت بيت العز، ورأس العرب، الذي إياهم قاد، وعمودها الذي عليه العماد، ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد، وربيعها الذي تخصب به البلاد. سلفك خير سلف، وأنت لنا خير خلف. فلن يخمد ذكر من أنت سلفه، ولن يهلك من أنت خلفه.

 أيها الملك نحن أهل حرم الله وسدنة بيته، أشخصنا إليك الذي أبهجنا من كشف الكرب الذي فدحنا: فنحن وفد الرزية. فقال وأيهم أنت أيها المتكلم? فقال أنا عبد المطلب بن هاشم، فقال أنت ابن أختنا? قال نعم. فقال أدن مني يا عبد المطلب. ثم أقبل عليه وعلى القوم، فقال: أهلا ومرحباً ومستناخاً سهلاً، وملكاً رحباً يعطى عطاء جزيلاً. وقد سمع الملك مقالتكم، وعرف قرابتكم، وقبل وسيلتكم، فأنتم الليل والنهار، لكم الكرامة ما أقمتم، والإكرام ما ظعنتم، ثم ظعنوا إلى دار الضيافة فأقاموا شهراً لا يصلون إليه ولا يأذن لهم بالانصراف، ثم أنتبه لهم أنتباهاً فأرسل إلى عبد المطلب فأدناه، وأخلى مجلسه ثم قال: يا عبد المطلب إني مفض إليك من سري على أمر، لو كان غيرك لم أبح به له، ولكن وجدتك معدناً ولذا سأطلعك عليه، فليكن عندك مطوياً، حتى يأذن الله فيه.

إني وجدت في الكتاب المكنون، والعلم المخزون، الذي اخترناه لأنفسنا دون غيرنا، خبراً جسيماً، وخطراً عظيماً، فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاء للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة، فقال له عبد المطلب: ما هو أيها الملك؛ مثلك من سرّ فبرّ، ما هو فداك أهل الوبر والمدر، زمراً بعد زمر?.

فقال الملك:  
إذا ولد بتهامة، غلام له علامة، كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة، إلى يوم القيامة، قال له عبد المطلب: أبيت اللعن؛ لقد أبت بخير ما آب به وافد قوم، فإن رأى الملك أن يخبرني بإفصاح، فقد أوضح لي بعض الإيضاح، قال هذا حينه الذي يولد فيه، اسمه محمد، بين كتفيه شامة، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، والله باعثه جهاراً، وجاعل له منا أنصاراً، يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويضرب بهم الناس عن عرض، ويستبيح لهم كرائم الأرض، ويعبد الرحمن، ويدحر الشيطان، ويكسر الأوثان، ويخمد النيران، قوله فصل، وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله، قال فخر عبد المطلب ساجداً، فقال له أرفع رأسك، فهل حسست من أمره شيئاً، قال نعم أيها الملك، كان لي أبن وأنا به معجب، فزوجته بكريمة من كرائم قومي، أسمها آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فجاءت بغلام سميته محمداً، مات أبوه وأمه، فكفلته أنا وربما غداً عمه، بين كتفيه شامة، وفيه كل ما ذكرت من العلامات، قال ورب البيت والحجب، والعلامات على النصب، فإنك يا عبد المطلب جده غير كذب، وإن الذي قلت لك ما قلت، فأحفظ ابنك وأحذر عليه من اليهود، فإنهم أعداؤه، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلاً، واطوِ ما ذكرت دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمناً أن تدخلهم النفاسة، من أن تكون لك الرياسة، فيغلون لك الغوائل، وينصبون لك الحبائل، وهم فاعلون ذلك وأبناؤهم، ولولا أن الموت مجتاحي قبل مبعثه، لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير إليه بيثرب دار مملكته، فإني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق، أن يثرب مقام أمره، وفيها أهل نصرته، وموضع قبره، ولولا أني أقيه الآفات، وأتقي عليه العاهات، لأعلنت على حداثتي من أمره، ولكني صارف لك ذلك بغير تقصير بمن معك، ثم أمر لكل رجل بمائة من الإبل، وعشرة أعبد، وعشرة إماء، وعشرة أرطال فضة، وكرش مملوء من العنبر، وأمر لعبد المطلب أضعاف ما أعطى القوم، ثم قال ائتني بخبره، وما يكون من أمره عند رأس الحول، فمات سيف بن ذي يزن قبل أن يحول الحول، وكان عبد المطلب يقول: أيها الناس لا يغبطني أحد منكم بجزيل عطاء الملك، فإنه إلى نفاذ، ولكن تغبطوني بما يبقى لي ولعقبي من بعدي شرفه وفخره، فإذا قيل له وما ذاك ? قال ستعلمون بعد، وكانت حمير بطون وأفخاذ، قال في العقد الفريد: كان لحمير بن سبأ من الولد: مالك والهميسع وزيد وأوس وعرين ووائل ودرمي وعمر كرب ومسروح ومرة رهط معد يكرب بن نعمان. ومن بطون حمير بني معدان بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن يعرب. وملحان بطن وهو: ملحان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن شمس بن وائل رهط عامر الشعبي الفقيه. قال: وعد ملحان وشيعان في همدان، فمن كان منهم في اليمن فهو حميري، ومن بطون حمير:بنو شرعب وهو شرعب بن قيس بن جشم بن عبد شمس وإليه تنسب الرماح الشرعبية، ومن بطون حمير الدروز، ويقال لهم الأزر، ويقال لهم رمدد، فمنهم بنو فهيد، وعبد المكلال وذو الكلاع، وهو يزيد بن النعمان ومنهم ذو رعين بن عمرو، وذو أصبح بطن وهم من أصبح ابن مالك بن زيد بن الغوث. ومنهم أبرهة بن الصباح كان ملك تهامة، وأبنه شمس قتل مع علي رضي الله عنه يوم صفّين، ومنهم رشد بن عريب بن أبرهة بن الصباح، كان سيد حي بالشام في زمن معاوية، ومنهم زيد بن معرض الشاعر، ومن بني أصبح الإمام مالك، إمام دار الهجرة الأصبحي رحمة الله، ومن بطون حمير: ذو يزن ومنهم النعمان بن قيس بن سيف بن ذي يزن. وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أشترى حلية ببضع وعشرين قلوصاً، فأعطاها إلى ذي يزن، وإلى ذي يزن تنسب الرماح اليزنية، ومن بطون حمير: ذو جدن، وهو العلس بن الحارث بن زيد بن الغوث. ومن ولده علقمة بن شرحبيل ذو قيعان بطن من حمير، وهم من بني عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن معاوية، ومنهم شعيب بن ذي هدم صلى الله عليه وسلم الذي قتله قومه فسلط الله عليهم بختنصر فقتلهم، فلم يبق منهم أحد، ويقال نزلت فيهم هذه الآية: )فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون( إلى قوله: ) خامدين( قال فلما شرعت فيهم سيوف بختنصر، نودوا بصوت هائل من السماء ياثارات الأنبياء، وكان قبر شعيب النبي في جبل يقال له طين ليس في اليمن جبل فيه ملح غيره، وفيه نبي الرس من قحطان من العرب، ومن بطون حمير الأقرع  وبني أبين، بطن من حمير، وبنو السكاسك بطن من ذي الكلاع من حمير، وبنو تكالم بطن من حمير، والملوك من حمير بطن من حمير، ونعيم بطن، ومنهم نعيم أصل عمان، ونعيم أصل قطر والبحرين، وأكثر نعيم باليمن، وبنو يخصب بطن من زيد الجمهور، وبنو شيبان بطن من زيد الجمهور، وشيبان بن عوف بن عمرو بن مالك بن زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية ابن جشم بن عبد شمس بن غوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الأيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ. ومن شيبان هذا أهل شيبان المعروفون في برقاء عتيبة.وقد ذكر في وصايا الملوك أن برقا من عرب السد، انتقلوا من السد في قبائل الأزد، ونزلوا السراة، والسراة ما بين أبواء والطائف، وهم بها إلى الآن، وبرقاء عتيبة وأهل شيبان من حمير ونزلوا السراة وهو الأقرب والشيابين بطون، ومن بطونهم الفهيدات بطن، وذوى عبد بطن، وبنو معيطى، والدموخ، وذوى جافل بطن، وذوى غليمة، والشدام، والعروم بطن، والقرفه، والزيالقة بطن، والعمور بطن، والشفقة. وهم من ثقيف أحلاف الشيابين انتهى.ي أبين، بطن من حمير، وبنو السكاسك بطن من ذي الكلاع من حمير، وبنو تكالم بطن من حمير، والملوك من حمير بطن من حمير، ونعيم بطن، ومنهم نعيم أصل عمان، ونعيم أصل قطر والبحرين، وأكثر نعيم باليمن، وبنو يخصب بطن من زيد الجمهور، وبنو شيبان بطن من زيد الجمهور، وشيبان بن عوف بن عمرو بن مالك بن زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية ابن جشم بن عبد شمس بن غوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الأيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ. ومن شيبان هذا أهل شيبان المعروفون في برقاء عتيبة.وقد ذكر في وصايا الملوك أن برقا من عرب السد، انتقلوا من السد في قبائل الأزد، ونزلوا السراة، والسراة ما بين أبواء والطائف، وهم بها إلى الآن، وبرقاء عتيبة وأهل شيبان من حمير ونزلوا السراة وهو الأقرب والشيابين بطون، ومن بطونهم الفهيدات بطن، وذوى عبد بطن، وبنو معيطى، والدموخ، وذوى جافل بطن، وذوى غليمة، والشدام، والعروم بطن، والقرفه، والزيالقة بطن، والعمور بطن، والشفقة. وهم من ثقيف أحلاف الشيابين انتهى.

فصل

في قضاعة

بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب
ابن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام وكان مالك بن حمير قد ملك عمان، ثم ابنه قضاعة، ثم ابنه إلحاف، ثم مالك بن إلحاف، فحاربهم السكسك الحميري، فأخرجهم من عمان، فنزلوا مع بني كهلان.

وذكر في كتاب وصايا الملوك أن عمر بن حارثة بن ماء السماء جرد إلى الشام بأمر الملك القطاط بن عمرو الحميري أحياء قضاعة، وولى عليهم زيد بن أسلم بن عمرو بن إلحاف بن مالك بن إلحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير، وعقد له الراية، وأمرهم بالسمع والطاعة، وزيد هذا هو أبو جهينة بن الليث بن سود ابن زيد، وأبو عذرة وأبو نهد وأبو مدحة وأبو أحمر وأسمحة.
وكتب له عمرو بن حارثة بن ماء السماء كتابا إلى الشام يقول في افتتاحه شعراً. وذكروا أن زيداً لما خرج من أحياء قضاعة إلى الشام وسار إلى الحجاز، وقع بينه وبين عشيرته كلام وحماسة ومحاسدة، فتفرقوا. فمنهم من رجع إلى اليمن ونسله بها، وهم خولان بن عمرو بن إلحاف بن مالك بن زيد، وعدوان بن زيد. وأما من مضى من قضاعة إلى الشام فهم عاملة بن مالك بن ربيعة بن قضاعة وإخوتهم، وكان بالشام أكثرهم عدداً وأشدهم بأساً وعزاً بنو كلب بن وبرة. ومنهم جناب، وفيهم العمائر، ومنهم عدى، وأويس، وأيم الله، وسعد الله، ووهب الله، وزيد الله. فهؤلاء بن رفيدة بن نوير بن كلب، ومنهم تنوخ، ومنهم القليص، ومنهم كنانة الكبرى. فهؤلاء حماة الشام وبدوها، الذين لهم الخفارات على قرى الشام ومدائنها. وقضاعة بطون وأفخاذ، ومن بطونهم بنو عذرة، ومن بني عذرة بنو رفاعة، ومن بطون عذرة بنوكثير، وبنو أحرمة بطن من عذرة، ومن عذرة بنو كاهل، منهم حمزة بن النعمان بن هود، وبنو زهرة بطن من عذرة، وهو زهرة بن زيد بن سعد بن كاهل، وبنو كاهل بطن من عذرة، وهم رهط عروة صاحب عفراء بنت معاصر بن مالك. وبنو هند بطن من عذرة، منهم وهب الفقيه، ومن عذرة وكنانة عذرة الذين منهم حن ورزاح، أخوة قصي بن كلاب لأمه، وهما أبناء ربيعة بن حزام، ورزاح الذي أخرج خزاعة من مكة، وملك أخاه قصي بن كلاب على مكة، وكانت منازل قضاعة السر المعروف بنجد وهو القائل في مسيره شعراً ومن قوله:
جمعنا من السر من أشمذين

ومن كل حي جمعنا قبيلا
قوله السر هو السر المعروف بنجد وأشمذين تعرف بالوشيين بقرب ساجر. فلما رجع رزاح من غزوة خزاعة وتوليته أخاه لأمه قصي بن كلاب على مكة، كان بين رزاح وبين حوتكة بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة، وبين نهد بن زيد ابن أسلم بن إلحاف بن قضاعة شيء من الضغن فأجلاهم من بلادهم نجد والسر، وألحقهم باليمن، فقال قصي يلومه:
إلى من مبلغ عني رزاح

فإني قد لحوتك في اثنتين
ومن بطون قضاعة بنو وبرة أخو كلب بن تغلب بن وبرة، ومن بطون قضاعة بنو الذئب بن أسيد، ويقال منهم الذيبة البطن المعروف في عتيبة، ومن الذيبة الذوية رؤساء بني عمرو في مسروح حرب، وبنوا أسيد هذا بطن كبير. وبنو القين بطن من أسيد بن وبرة، ومن بني القين القنيني البطن المعروف في عباد، وبنو كعب بطن من أسيد بن وبرة، وبنو مالك بطن من وبرة، وهو مالك بن كعب بن جضم بن كعب بن سعد بن كعب بن حكم بن سعد بن وبرة. وبنو كلب بطن من قضاعة.
قال أبو سعيد منهم خلق كثير على خليج القسطنطينية منهم مسلمون، ومنهم نصارى. ومن بطون كلب الخزرج، ومن كلب بن وبرة، من بطون كليب بن وبرة بنو أصحب بطن، ومن بطون قضاعة بنو ثور، وهو ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن عمران بن إلحاف بن مالك بن إلحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير، وهم البطن المعروفون في سبى همدان، ومن بني ثور عرينة، وعرينة هذا بطن من بني ثور العرينات المعروفين في سبيع، منهم آل سويلم أهل الرياض، ومنهم العرينات أهل رغبة، وعرينات أهل عنيزة، و سائر عرينة سبيع من هؤلاء، ومن بني ثور هذا آل سليم أهل عنيزة، وأل صقير، والجاد، فهؤلاء من بني ثور، والثنيان والبركان أهل الخبراء، والبكيرية، وآل عقيل، وآل دخيل أهل الرس، الذين منهم محماس الدخيل بالمدينة، والشبالا الذين منهم الشبلي، فهؤلاء من سبيع. ومن بطون قضاعة جناب، بطن من وبرة، ومنهم زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة الكلبي، واحد ممن اجتمعت عليهم قضاعة. وكان يدعى الكهلانة، وعاش مائتين وخمسين سنة، وقيل أربعمائة وخمسين سنة، واقع فيها مائتين واقعة، وكان شجاعا مظفراً ميموناً. وكان سبب غزاته غظفان بن بغيض بن ريث بن غظفان حين خرجوا من تهامة بأجمعهم، فتعرضت لهم صدا قبيلة من مذحج فقاتلوهم فظهروا صدا، وأخذوا أموالهم، فلما رأوا غظفان أن مالهم قد كثر قالوا: لنتخذن حرماً مثل مكة، لا يقتل فيه صيد ولا يهاج عائده، فبنوا حرما ووليته بنو مرة بن عوف، فلما بلغ فعلهم وما أجمعوا عليه زهير بن جناب، قال والله لا يكون، ثم إن زهير بن جناب غزا غظفان بقومه قضاعة وسائر العرب، وقاتل غظفان وظفر بهم، وعطل ذلك الحرم، وسبا نسائهم وأموالهم وقصته مشهورة اختصرناها.

 وبنو عامر بطن من عذرة، وبنو العبيدي بطن من عذرة، وبنو عوف بطن من عذرة، قال وهم بطن كبير، وبكر بطن من عذرة وبنو عوص بطن من عذرة، وبنو جناب بطن من كنانة عذرة، منهم الأسود بن أسيد بن عدي، وبنو عميت بطن من كنانة عذرة، وبنو عدي بطن من كنانة عذرة، قال أبو عبيد فيهم الملك والبيت، منهم ليلى أم عبد الملك بن مروان. وبنو ضمضم وبنو حصين بطون من بني عدي بن كنانة عذرة، وبنو زهير بطن من كنانة عذرة، قال أبو عبيد منهم سيار بن عمرو، قال في العبر: منهم جندل ابن نين وبنو حارثة بطن من كنانة عذرة، وبنو عبد الله بطن من كنانة عذرة، وبنو جابر بطن من كنانة عذرة، وبنو عليم بطن من جناب كنانة عذرة، ومنهم أسيد بن حارثة العليمى الصحابي رضي الله عنه، وفي جناب العمائر بنو الحصاد العاصي بطن من الجمارسة من كنانة عذرة، وبنو فراس بطن من الجمارسة من كنانة عذرة، ذكرهم الحمداني في كتابه. وبنو عبيد بطن من كنانة عذرة، منهم امرؤ القيس بن حمامة وهو من هبل بن عبد الله بن كنانة، وبنو سمحة بطن من كنانة عذرة، ومن بني أسحمة السحمة البكن المعروف في قحطان. وعبيدة المذكورة والسحمة دخلوا في مذحج والله أعلم. والرواشد بطن من كنانة وعذرة. ومنهم الرشود جماعة أبن مانع البطن المعروف في المناصير، ومن بطون كنانة عذرة الجمارسة. قال الحمداني وهم بنو حمران، ومنهم الحمران البطن المعروف في حرب الأحامدة، وهم بطن من الجمارسة من كنانة عذرة، ويقال إن الأحامدة بطن من طيء، وبنو سنان بطن من كنانة عذرة، وبنو أصنع بطن من كنانة عذرة، من زباد بن هبولة الذي سبا امرأته آكل المرار فقتله عمرو ابن ربيعة النمري، وبنو خشين بطن من قضاعة منهم أبو ثعلبة الخشي الصحابي رضى الله عنه، وبنو النعايم بطن من عذرة منهم ابن أدهم الشاعر. ومن بطون قضاعة بنو جرم، وبنو قدامة بطن جرم قضاعة، منهم قدامة بن كنانة الذي هجا عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وجرم هو ابن زيان بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن مالك أبن قضاعة، وهو بطن كبير منهم بنو راسب بطن، وبنو أشمخ بطن، وبنو سليح بطن، منهم العبيد بن الأبرص بن عمران بن الأشبح بن سليح، وبنو العبيد بطن من سليح بن قضاعة، وهم من أشراف العرب، كما قال ذلك صاحب نهاية الأرب، وإليهم يشير الأعشى بقولة:
ولست من الكرام بنو العبيدى
قال وكان لهم ملك يتوارثونه بالحصين، ببرية سنجار في الجزيرة الفراتية إلى أن كان آخرهم الضيزن بن معاوية المعيدي والأشرف، ومنهم القرفصة بنو الأحوس بن عمرو بن ثعلبة، وهو الذي تزوج ابن عثمان رضي الله عنه ابنته نائلة، ومنهم زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله، ومن اسلافهم في الإسلام دحية الكلبي الذي كان ينزل جبريل عليه السلام في صورته، ومن أشرف بنو القين دعجي بن كشيف الذي أسر ابن حارثة المري، ومنهم مالك وعقيل نديما جذيمة الأبرش، وهم أبناء فارج. ومنهم سعد بن عمرو رأس بنو القين وسيدهم، وتنوخ بطن من قضاعة، وهم ثلاثة بطون، منهم تيم الله بن أسد بن وبرة، ومنهم مالك بن زهير بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن ثعلبة بن مالك. ومنهم جذيمة الأبرش، ومنهم ملوك العراق وآخرهم جذيمة، ومنهم أذينة الذي يقول فيه الأعشى شعراً:
أزال أذينة عن مـلـكـه

وأخرج من قصره ذا يزن
ومنهم جرم بن عمرو وكان شريفا، ومنهم عصام بن نبهى بن الحارث وكان شاعراً، ولجرم من الولد ثلاثة: قدامة وملكان وناجية، ومن بني قدامة صريم الذي كان يهاجي عمرو بن معد يكرب، ووعلة بن عبد الله الذي قتل الحارث ابن المدان، ومنهم بنوشن وهم باليمامة، دخلوا مع بني هزان بن عنزة ومنهم بنو قلابة عبد الله بن زيد، ومنهم المساور بن سوار، ولي شرطة الكوفة لمحمد بن سليمان. ومن بني جدة بن جرم بنو راهب، ومن بني سليح المتقدم ذكرهم الظماجعة ملوم الشام قبل غسان، ومن بني النمر بن وبرة بنو غاضرة بطن، وبنو عاتبة بطن، وهم أبناء سليم بن منصور بن النمر ومن بني أكثم بن النمر بنو شجعة بن الغوث منهم معاوية بن حجير، الذي يقال له قارب، وهو الذي قتل داود ابن هبولة السليحي، وكان مالك بن اليهز بن عمرو من بني النمر، وأولاد اليهز: الهود وقاسط وعبدة وقس وعدي. ومنهم قيس وشبيب وهما بطنان عظيمان منهم المقداد بن عمرو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو غير المقداد بن الأسود الكندي .
فصل
ومن بطون قضاعة بلى بن عمرو بن مالك بن إلحاف بن مالك بن قضاعة، وهم بطون وأفخاذ، ومن بطونهم بنو سعد بطن من بلى، قال أبو عبيدة: وهم الذين يقال لهم سعد الاة. وبنو فاران من بلى، وبنو وائلة بطن من بلى، وهم بنو وائلة بن حارثة بن ضبيعة، ذكرهم أبو عبيدة. ومنهم النعمان بن عصر شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم. وبنو فضالة بطن من بلى، ومساكنهم مع قومهم فيما بين مصر والعقبة، وبنو ناب بطن من بلى، ذكرهم الحمداني، وبنو هزم بطن من بلى، قاله الحمداني. وبنو قسميل بطن من بلى، ذكرهم الحمداني. ومساكنهم ما فوق صعيد مصر إلى العقبة، ومن بلى المجذر بن زياد قاتل أبو البختري، ومن بطون بلى بنو راشد بن عامر، ومنهم كعب بن عجزة الأنصاري رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسهل بن رافع صاحب الصاع رضي الله عنه وفيهم بنو العجل بن الحارث، ومنهم ثابت بن أقوم رضي الله عنه شهد بدراً. ومن بطون بلى بنو واقصة، ومن رؤساء بلى الآن ابن رفاعة ومنقرة .
فصل
ومن بطون قضاعة مهرة وهم بنو المهرية، وإقليم مهرة معروف بسواحل اليمن، وفيه منهم خلق كثير، وأكثرهم مع قضاعة بنجد، والحجاز، والشام وغيره. ومن بطون مهرة الإبري بطن. ومنهم الأزهر أحد قواد بني جعفر المنصور، ومنهم بنو العيدي بطن من مهرة، وتنسب إليهم الإبل العيدية، ومن بني العيدي هبيرة بن فرصم وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. ومن مهرة بنو الغفار وهم بطن من قضاعة، قال أبو عبيد وهم الغفاريون ومن بطون مهرة السماعنة، ومن بطون مهرة السلمان بطن، والبترتات بطن، ومنازلهم مع قومهم مهرة بقباء، ومن بطون مهرة كرز، وروعان من بني النسيم، الذي صار إلى عمرو ابن معد يكرب بن حلبة، ومنهم فرصم الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا ورده إلى قومه، ومن بني مهرة بنو خالد بطن من مهرة، ومن مهرة بنو سيار بطن، والأوايم بطن من مهرة، ذكرهم السويدي ومن بني مهرة الدغالبة البطن المعروف في برقاء وهم أفخاذ المهاري الذين منهم المهري .
فصل
في جهينة
جهينة: هو جهينة بن زيد بن ليث بن سور بن إلحاف بن مالك بن قضاعة ابن مالك بن حمير. وبلادهم ينبع، والعيص، ورضوى، وهم حاضرة وبادية، وبطون وأفخاذ. زمن بطونهم بنو الحميس بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة، ويسمون الحرقة، سموا بذلك لأنهم أحرقوا بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذيبان، بالنبل، وبنو سلمة بطن من جهينة، وهم بنو سلمة بن نصر بن مالك بن عدي بن نصر بن غظفان بن قيس بن جهينة، ومن بطون جهينة بنو ضرغام بن مالك من الحرقة، وهم رهط جوسة بن شهاب. وقيل في ذلك: إنه سئل ما قبيلتك? فقال ضرغام، وما منزلك? قال: لظى. فقيل له ما نظن أهلك إلا احترقوا فقيل إنهم احترقوا. ومن بطون جهينة بنو سويد بن عمران بن جذيمة بن سبرة بن خديج بن مالك بن غظفان بن قيس بن جهينة. وفيهم الشرف، ومن بطون جهينة الموجودين الآن المراونة بطن، وعروة بطن، وبني كلب بطن، وبني رفاعة بطن، والزوائدة والعلايشة بطن، والذيبان بطن، والمشعلي بطن .
فصل
في بني نهد
 وهو نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن مالك بن إلحاف ابن قضاعة. ومن بطون نهد بنو خزيمة بطن، قال أبو عبيد: دخلوا في تنوخ وبنو زوى بطن من نهد، منهم قيس بن عبد الله الشاعر، قال أبو عبيد: وفيهم الشرف. ومن بطون نهد الطول بطن، وبني نهد عائذ بطن، وبنو حنظلة بطن من نهد، منهم بنو أسعد، وبنو مسعود، وبنو صباح كلها بطون من نهد، ومنهم عبد الله بن العجلان الذي مات في العشق. وبنو شبابة بطن من نهد، وأكثرهم دخلوا في تنوخ. ومن بطون شبابة ما يذكر في حرب وجهينة وعتيبة، فإنه كان في الزمن القديم إذا حضر وقت الموسم فادعى رجل أنه من شبابة اجتمعت عليه عتيبة وحرب وجهينة. ومن هذه القبائل بطون بعضها من بعض، وهي شبابة منها قوفة بطن في جهينة، وبطن في حرب، والمحياوي بطن في جهينة، وبطن في برقاء عتيبة، والسمرة بطن من جهينة، وبطن في الروقة من عتبة، وآل غبيوي بطن في جهينة وبطن في الروقة. والغانمي بطن في جهينة وبطن في حرب، وكان سيد نهد الصعق وهو جشم بن عمرو بن سعد وكان قصيرا أسود دميما، وكان النعمان قد سمع بشرفه فأتاه فلما نظر إليه قال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فقال الصعق: أبيت اللعن، إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، إذا نطق نطق ببيان، وإن صال صال بجنان، قال صدقت، ثم قال له كيف علمك بالأمور، قال أبغض منها المقبول، وأبرم المسحول، وأحيلها حتى تحول، وليس لها بصاحب، من لم ينظر في العواقب.

ومنهم ردعة بن عمرو صاحب سيس، وممن ينتسب إلى شبابة بن نهد الروسان في برقاء عتيبة وهم أفخاذ، ويقال لهم المراوحة، منهم ذوي فخذ، وبني عمير فخذ، والمقاحصية والمرابضة فخذ. والهبور فخذ، ومن نهد آل الشهيل سكان المبرز بالأحساء، وهم شهيل وأحمد ومحمد أولاد علي من شهيل، ومن نهد آل مخيلد، وآل زريق، وآل مرزوق، وآل راشد الجميع في الأحساء، ومن بطون قضاعة بنو حوتكة بن أسلم بن زيد بن إلحاف .
فصل
ومن بطون قضاعة بنو زيد، وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد ابن حرام بن أبي سويد بن زيد بن نهد بن زيد بن أسلم بن ليث بن سود بن إلحاف بن مالك بن إلحاف بن مالك بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام. ويتفرع من زيد هذا بطون وأفخاذ منهم باليمن، ومنهم بالعراق، ومنهم ببلقاء، ومنهم بنجد، حاضرة متفرقة في القويعية والشعراء والدوادمي وشقراء والبكيرية وغيرهم من قرى نجد. والمشهور منهم بطنان عطوي وعطية، أما عطوي فولد له: فياض وبلدي، ولد لفياض صالح وحرقوص. وأما آل صالح فبطون وأفخاذ. والمشهور منهم آل مجرن فخذ، والقوزة وآل مجيول فخذ، وآل مهنا، وآل صالح فخذ. وآل يابس فخذ. وأما حرقوص فبطون وأفخاذ، والمشهور منهم البواريد فخذ، وآل منيع فخذ، وآل بشر فخذ، الذين منهم الشيخ عثمان بن عبد الله ساكن بلد أجلاجل مؤلف: عنوان المجد في تاريخ نجد، والرواجح بطن بلادهم البكيرية، ومنهم الرواجح سكنة البربر من الأحساء، وآل حماد فخذ منهم آل يحيى أهل الأحساء وآل مناف فخذ منهم ببلد الزلفي، ومنهم آل ذكري في بلد سدير، وآل فنتوخ وآل هويمل في القويعية، وأما بلدي بن عطوي أخو فياض فله أولاد غيهب وسدحان وثاقب. أما غيهب فمنه أفخاذ. فمن أفخاذهم: الصبيان وهم عيال عبد الله بن غيهب. وآل عبدو آل زيد، فهؤلاء فخذ، ومن أفخاذهم آل يحيى، وهم الجمحة، وعيال غيهب فخذ، والبكور فخذ، وآل عوادن فخذ، وآل بوزيد فخذ، والمقاربة فخذ، وسلطان فخذ، ومنهم آل سلطان، وآل مهنا، وآل عبد الله، وآل محمد، وآل محمد فخذان: آل هدلق فخذ، وآل سعدان فخذ. ومنهم آل عثمان فخذ، حمولة الشيخ سليمان، وأما آل سدحان فهؤلاء يجمعهم عطوي. وأما عطية أخو عطوي فمنه ثلاثة بطون:الرشيد، وآل سليمان، وآل علي، ومنهم السلمان أهل القويعية. وأما الرشيد وعلي فهم بطون وأفخاذ، فمن بطونهم آل عيسى، وآل عيسى فخوذ، والمشهور منهم آل عبد الله فخذ، وآل جماز فخذ، وآل بو عبيات وآل ربيعة فخذ، وآل ربيع وآل حسان أهل حميرون فخذ، ومن بطونهم آل جبيرين أهل القويعية ومن يلحق بهم، ومن بطونهم آل مسعود أهل الشعراء، ومنهم آل ضويان فخذ. فهؤلاء المشهورون من بني زيد، ومن بطون قضاعة السودة، وهم بنو سويد بن نهد بن زيد بن أسلم بن ليث بن سود بن إلحاف المتقدم ذكره، وهم بطون وأفخاذ. ومن بطونهم الذكور بطن، والقريشات بطن، فأما الذكور فمنهم المشاعبة والشماسات، ومن الشماسات القبابنة، ومن القبابنة المجلي، والقبابنة في ضرما ومنهم المحلق بن السهول، ومن بطون السودة المكاحلة، والمشاعبة، وآل محميد السهول، والزقاعين، وآل عبيد وآل منجل والصنادلة وأما القريشيات فهم بطون وأفخاذ، ومن بطون السودة: السودان أهل البحرين، وأهل البصرة انتهى ما ذكرناه من حمير مختصراً .

فصل

حضرموت بن قحطان

 الصدف بطن وهم بنو أسلم بن زيد بن مالك بن زيد بن حضرموت، الذي فتح مصر مع عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال القضاعي اختطوا بمصر، ومنهم جشعم الخليل الصحابي رضي الله عنه، من الذين بايعوا تحت الشجرة، وكساه النبي صلى الله عليه وسلم. قال في الاستيعاب بنو بكال بطن من حضرموت، وقيل من حمير، ومنهم منوف البكاء صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. قال الجوهري: وقد ذهب أكثرهم ودخلوا كندة، وقال الجرجاني النسابة: كان فيهم ملوك تقارب التبابعة في علو الصيت، ونباهة الذكر. وأولهم ملكا عمر وبن الأشنب بن ربيعة ابن إيرام بن حضرموت، ثم ابنه نمر الأزج ملك مائة سنة وقاتل العمالقة، ثم كريب بن الأزج ملك مائة وثلاثين سنة، ثم ملك مرفد ومروان ولدا كريب مائة وأربعين سنة، ثم ملك علقمة ذو قيعان ثلاثين سنة، ثم ملك ابنه ذو عيل بن ذوعيل عشرين سنة، وسكن صنعاء وغزا بلاد الصين، وقتل ملكها وأخذ سيفه، ولما رام سنان غزو الصين تحول ذو عيل إلى صنعاء، واشتدت وطأته وكان أول من غزا الروم من ملوك اليمن، وأول من أدخل الحرير والديباج اليمن، ثم ملك ابنه بدعات بحضرموت أربعين سنة ثم ملك ابنه بدعيل وبنى حصونا، وخلف آثاراً، ثم ملك من بعده حماد بن بدعيل بحضرموت، وبنى حصنه المعقرب وغزا فارس في عهد سابور ذي الأكتاف، ودام الملك له ثمانين سنة وقال أول ما اتخذ الحجاب من ملوكهم، ثم ملك يشرح بن ذي دب بن ذي حماد بن عاد مائة سنة وكان أول من رتب الرواتب، وأقام الجسور، ثم ملك منعم بن الملك دثار بن جذيمة، ثم يشرح بن جذيمة بن منعم، ثم نمر بن يشرح، ثم ابنه ساجن، وفي أيامه تغلبت الحبشة على اليمن، ومن حضرموت وائل بن حجر الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن نسله ابن خلدون صاحب التاريخ واسمه عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن خلدون الحضرمي، يتصل نسبه بوائل بن حجر، وقد تفرقت حضرموت في سائر الأقطار، وفي بلادهم حضرموت أحياء كثيرة، كما في الحجاز وغيرة. انتهى ما اختصرناه من نسبهم .
فصل

جرهم بن قحطان

وكانت جرهم في الحجاز وكانوا بطونا وقبائل ومنهم ملوك، وكانوا سكان مكة المشرفة، وكانوا باليمن. فلما ملك يعرب بن قحطان ولى أخاه جرهم على الحجاز، وملكه، ثم ملك بعده ابنه عبد ياليل بن يليل، ثم ملك بعده المدان، ثم ابنه بديلة بن المدان، ثم ابنه عبد المسيح، ثم ابنه مضان، ثم ابنه عبد المسيح، ثم ابنه الحارث بن مضان، ثم ابنه عمرو، ثم أخوه ليث بن الحارث. ثم لم يزالوا ملوكا حتى نزل إسماعيل عليه السلام مكة فنزلوا عليه وتزوج منهم، وتعلم العربية وقدم عليه الخليل، وبنوا البيت، وكانت ولايته بيده وبعض بنيه، ثم استولت جرهم على البيت، ثم تغرقت قبائل العرب بسيل العرم، ونزلت عليهم خزاعة وأخرجت جرهم من مكة، ولهم في ذلك أشعار في سبب إخراجهم من مكة، منهم وصية قصي بن الحارثة بن عمرو بن غامر لبنيه:
بلد لأهل الخوف فيها مـأمـن

والطير فيها والأوابد تسـلـم
فيها المشاعر والعلامات التـي

وصف الخليل بها النبي المكرم
والبيت بيت الله والحرم الـذي

من دونها تلك القليب الزمـزم
ولسوف تسفك منهم فئة ومـن

أحياء جرهم يا بني أقصى الدم
وقيل: هذه الوصية سبب إخراج خزاعة جرهما من مكة، حرسها الله تعالى، وحفظت خزاعة الوصية وبها استولوا على البيت وأخرجت جرهما إلى اليمن، ويقال: بقاياهم بها إلى الآن، ولهم في ذلك أشعار وأخبار ليس لنا فيها حاجة .
فصل

في نسب كهلان

 وهو كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام قال في العبر: وكان العدد في كهلان أكثر من حمير؛ وكانوا يتناوبون الملك مع حمير، قال في وصايا الملوك: إن حمير وكهلان لما قسم أبوهما سبأ بينهما؛ جعل السياسة لحمير وجعل أعنة الخيل وملك الأطراف والثغور لكهلان. وقد تقدم ذكرهما في أول الكتاب، وإن حمير وكهلان لم يزالا على ذلك، وكذلك أولادهما، وأولاد أولادهما، لحمير على كهلان الطاعة وكفاية ما تقلده. ولكهلان على حمير المال والنجدة. والملوك الراتبة في دار المملكة من حمير. والملوك في الأطراف والثغور من كهلان. ومقر ملوك حمير صنعاء، ومقر ملوك كهلان مأرب الذي سده سبأ أبو حمير وكهلان. ثم إن كهلان لما ولى الأطراف والثغور وأعمالها، واستقام أمره على ذلك قال لأخيه حمير: إني قد عزمت أن أبعث العساكر إلى الأطراف والثغور فمر بالمصالح لذلك، فأمر حمير بالمال والخيل والإبل والطعام والروايا وألزم على أهل مملكته أن يمتثلوا ما يوميء إليه كهلان، ثم جرد كهلان إلى أرض الحجاز جرهم، وولي عليهم رجلا يقال له هيّ بن أبيّ ابن جرهم بن الغوث بن شداد بن أَسعد بن جرهم بن قحطان، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه وقسم عليهم الخيل والعدد والسلاح. وأعطاهم الأدلاء. وكتب مع هيّ بن أبي إلى ساكني الخجاز من العمالقة بالسمع والطاعة، ورفع الإتاوه إليه. وذكروا أن هي بن ابي، خرج إلى الحجاز في قومه جرهم وأتباعهم، وأقام بها واليا عليها ، وغلب العمالقة.

قال فلما توسط إليهم من نجد هو وأتباعه ملكها وأخذ إتاوتها من أهلها، وأنفذها إلى كهلان. ثم إن كهلان دعا عمرو ابن جحدر وهو رجل من ثمود ويقال: إنه جد النبي صالح صلى الله عليه وسلم، فجرده إلى الوادي الذي ذكره الله تبارك وتعالى: )وثمود الذين جابوا الصخر بالواد( أمر قومه ثمود بالمسير معه، والسمع والطاعة، وكتب له كتاباً إلى ساكني الوادي وكانو قوما يقال لهم بنو زهرة بن عملاق. قال فسار عمرو بن جحدر إلى الوادي في قومه وعشيرته: ثمود بالإبل والخيل والعدد، وأخرج ساكني الوادي منه إلى أن يسمعوا له ويطيعوا.

ثم إن كهلان أقبل على ابنه زيد بعد موت أخيه حمير، فقال له: يا بني، العم قد ولى، والأب في آخر العمر، وذكروا أن زيدا بن كهلان حفظ وصية أبيه وثبت عليها، وتقلد الهميسع ما كان يتقلد أبوه كهلان لأخيه حمير. ثم إن زيدا أرسل إلى عمال أبيه في الأطراف والثغور بتجديد العهد معهم له، فسمعوا له، وأطاعوا، ودفعوا إليه الإتاوة التي كانوا يدفعونها لأبيه، ثم إن زيدا جرد ابنه عمرا وهو أبو جذام ولخم، إلى مدين وما حولها، وعقد له الأولوية، وأعطاه الخيل والعدد والرجال، وأمرهم بالسمع له والطاعة، ودفع الإتاوات إليه.

ثم إن عمرو بن زيد بن كهلان سار إلى مدين والياً عليها حتى نزل بها وملكها، وأطاعه أهلها؛ وأخذ إتاوتها، ويقال إن شعيبا النبي عليه السلام من نسله، ثم إن زيد بن كهلان لما مات الهميسع بن حمير، أقبل على ابنه مالك يوصيه شعرا. ثم إن مالك بن زيد بن كهلان حفظ وصية أبيه، وتولى ما كان يتولاه أبوه من الثغور والأطراف، وتدبير العساكر، في طاعة الملك، أيمن ابن الهميسع. وكتب مالك إلى عمال أبيه فأجابوه بالسمع والطاعة، ورفع الإتاوة إليه. ثم إن مالك بن زيد جرد ابنه ربيعة وهو جد همدان؛ فأعطاه الخيل والعدد والرجال وعقد له الألوية على من معه، وكتب له كتابا إلى ساكني الأجواف: أهل سهولها وجبالها من بقايا عاد الصغرى التي تعرف قبورها وآثارها في الجبال والسهول، وكتابه شعرا. ثم جرد ابنه أدد بن زيد بن كهلان، وهو أبو طيء ومذحج إلى الأغراض والأسرار، من نجران، وتشلب، وبشة، والخوا، وما حولها، من البلاد المسكونة. وأعطاه الخيل والعدد والرايات. وكتب إلى ساكنيها وهم بقايا إرم بن سام بن نوح، وآثارهم بينة وقبورهم تعرف بالأرميات؛ أنها على هيئة الآكام والقباب. ثم سار أدد بن زيد بن كهلان حتى نزل ما بينهم والياً عليهم. فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا له الإتاوة ويأتي ذكر نسب من يتعلق بأدد في وسط هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى .
ثم إن مالكا توفي وولي الملك ابنه نبتا في طاعة الملك أيمن بن الهميسع ابن حمير، قال ثم إن نبتا أوصى ابنه ثور، أبو كندة، والغوث أبو الأزد، وذكروا أن الغوث بن نبت حفظ وصية أبيه، وعمل بها وثبت عليها، وتقلد أعمال أبيه من الأطراف والثغور في طاعة زهر بن أيمن، وكتب إلى العمال فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا الإتاوات إليه.

ثم إن الغوث جرد ابنه الأزد إلى الأحياء من مأرب وما حولها وأمرهم، بالسمع والطاعة له، وذكروا أن مأرب سمعت للأزد، وأطاعت له بعد أبيه الغوث، وولى ما كان يتولاه أبوه زهير بن أيمن من الأطراف والثغور، ورفعت إليه الإتاوة وجبيت لوالى بيت الملك. وكان لكل ملك الإطراف والثغور عامل من عمالها يقلد عمله الأرشد فالأرشد من ولده، واخوته، وبنى عمه، يرفع الإتاوة، ويسمع، ويطيع، ويجبي الرسوم كشأن من مضى قبله في طاعة من تقلد الأطراف، من كهلان.

ثم مأرب بن الأزد ولى الأطراف والثغور بعد أبيه الأزد، وكان عريب بن زهير قد مات، وولى الملك بعد ابنه قطن، ثم مأرب بن الأزد ولى عريبا بن زهير حين توفي، في أبيات قالها.

ثم إن مأرب بن الأزد جرد أخاه نصر بن الأزد، إلى الشحر في الخيل والعدد، وذكروا أن نصر بن الأزد سار إلى الشحر حتى نزلها، ودفعوا إليه الخراج، ومن عقبه الجلند بن كركر بن السعبر بن مسعود ملك عمان، الذي كان يأخذ كل سفينة غضبا. وظل الملك ثابتا في آل جلند يجبي إليهم في دار مملكتهم ما كان يجبي إلى الجلند.
وذكروا أن مأرب بن الأزد وصى ابنه ثعلبة بن مأرب بن الأزد في أبيات شعر. ثم إن ثعلبة بن مأرب بن الأزد حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وأطاع الملك قطن بن عريب، وتقلد الأعمال التي كان يتقلدها أبوه مأرب، وكتب إلى عماله في الثغور والأطراف فسمعوا له، وأطاعوا، ودفعوا الإتاوات إليه، ثم إن ثعلبة بن مأرب جرد أحمس بن عوف بن أنمار بن أراش بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان إلى الطور، وهي البلاد التي يقال لها السراة بين بواء والطائف وجرش، ثم إن أحمس ومن تبعه من حمير وكهلان نزل السراة وملكها، قال في وصايا الملوك: فسأل أبا على الحجري، عمن خرج من أنمار بن أراش، فقال أقيل بن أنمار وبقاياهم، شهران وكوف وناهس والأوس ومعد بن بجيلة بن أنمار بن أراش.

وهذه القبائل تعرف: ببجيلة وخثعم. وقحافة بطن من شهران. ثم إن ثعلبة ابن مأرب حفظ وصية أبيه وثبت عليها، ثم إن ثعلبة وصى أبنه امرأ القيس، ثم إن امرأالقيس ب ثعلبة بن مأرب بن الأزد حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وولى الأطراف والثغور بعد أبيه، في طاعة الملك الغوث بن قطن بن عريب، ثم قلد ابنه حارثة ذا الأحساب ويقال إن القطريف بن امريء القيس قلده الثغور والأطراف، التي كان يتقلدها في طاعة الملوك من حمير، ثم إن حارثه ولى الأطراف والثغور في حياة أبيه، وبعد وفاته في طاعة الملك عمرو بن جشم بن عبد شمس، وفي طاعة الملك القطاط بن عمرو. وعمر حارثة زاد على نيف وثلاثمائة سنة. ثم إنه وصى ابنه عامر بن حارثة، وذكروا أن عامر بن حارثة ثبت على وصية أبيه وعمل بها بنوه وبنو قومه، وتولى ما كان يتولاه أبوه حارثة من الأطراف والثغور، وذكروا أن عامرا هو الذي تسميه العرب ماء السماء، وماء السماء هذا الذي جرد إلى الشام زيدا وأحياء قضاعة وعقد له الأولوية، وقد سبق خبر زيد في أول هذا الكتاب في نسبة في قضاعة، وذكروا أن ماء السماء عامر بن حارثة ذا الأحساب عمر ثلاثمائة ونيف وستين سنة، وولى الأطراف والثغور لبعض ملوك حمير: القطاط ثم أبرهة بن شداد، ثم إفريقيس بن أبرهة.

وذكروا أنه وصى ابنه المزيقان ابن ماء السماء، وهو عمر بن عامر، ثم إن عمرو بن عامر حفظ وصية أبيه وثبت عليها، وولى الملك بعده، للملوك من حمير من الأطراف والثغور وكتب لعمال أبيه في كل بلد فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا له الإتاوات التي كانوا يدفعونها لأبيه .وذكروا أن عمرو بن عامر كان أيسر أهل زمانه وأكثرهم مالاً وعدداً، وضياع، وكان له ثلثا جنة مأرب، وعمّر عمراً طويلاً، ورزق جماعة من الأولاد، وعاش حتى رأى من نسله، ونسل بنيه، وبني بنيه، سبعة آباء. وذكروا أنه تولى الأطراف والثغور لملوك حمير: لعمرو بن أبرهة، وشرحبيل بن عمرو، والهدهاد بن شرحبيل، مصاهر الجن، أبو بلقيس.

وذكروا أن عمرو بن عامر عند ذلك أخبره كاهن بخراب مأرب، وحذره ذلك وقال له إحذر في تخليصك من ضررها، فإنك في أوان ذهاب هاتين الجنتين، ثم إن عمرو بن عامر احتال على قومه فأولم وليمة جمع فيها أهل بيته وعشيرته، وتقدم إلى ابنه ثعلبة، وقيل إلى وداعة، وهو أصغر ولده، وقال له يا بني: قد علمت ما أشرفنا عليه من خراب هذا السد، وذهاب هاتين الجنتين، وعزمت على بيع الذي لي فيهما، وليس أحد يشتريه مني إلا بحيلة أحتالها، وإني سأبادلك الكلام بحضرة وجوه العشيرة من حمير وكهلان، فكلما كلمتك بكلمة شكسة، رد على مثلها، أو أشكس منها، وإذا رأيتني أهم برفع يدي لأضربك فارفع يدك حتى يرى الناس أنك أردت ضربي، حتى أحلف على بيع ملكي من مأرب وخروجي منها، ويرى الناس أني أريد بذلك خيرا، فلما اجتمع الناس عنده للوليمة من حمير وكهلان، وفرغوا من الطعام وغسلوا أيديهم، وقرب الشراب أقبل عمرو بن عامر على ابنه وداعة، وكلمه بكلام شكس، ورد عليه وداعة بكلام مثل كلامة وأشرس، فرفع عمرو يده على ابنه وداعة ليلطمه، فرد عليه يده وقال: وأيم الله لئن لطمتني لألطمك، فعند ذلك آل عمرو بن عامر يمينا لا كفارة لها على بيع جميع ملكه في أرض مأرب من الجنتين وغيرها، وخروجه منها، ونادى هل من مشتر? فلما رأى الناس أنه مجد في البيع أقبلوا عليه وقالوا أتأذن أن نساومك في أموالك? فقال لهم قد أذنت لكم، فسوموا فقالوا قد أخذنا النصف الذي لك بمائة حمل من كل شيء، فقال هو لكم بما طلبتم، فدفعوا إليه مائة حمل من كل شيء، وسلم له النصف الثاني ولم يجد له مشتر فتركه وحرج من مأرب بجميع ولده وأهله وعشيرته كافة.

فأقبل فيما لا يعلمه إلا الله من العدد والخيل والإبل وغيرهما من أجناس المال والسوائم، فلم يرد قومه وكافة من معه ماء إلا نزحوه، ولا قصدوا بلدا إلا أجدبوه، وأرسلوا الرواة في البلاد تلتمس لهم الماء، وكان من روادهم رجل من بني عمرو بن الغوث، خرج لهم مرشدا إلى إخوتهم همدان، فرأى بلدا ضيقة لا تقوم مراعيها ومياهها بماشيتهم، وكان من روادهم أيضا عائذ بن عبد الله بن نصر الأزدي، فخرج رائدا فرأى بلدا تحملهم ولا تقوم مياهها ومراعيها بماشيتهم، مع ما فيها من كثرة أهلها، فأقاموا في أزل وبريدة وما حولها، ترعى خيلهم ونعمهم وماشيتهم وصلح لهم الطلوع إلى الجبال، وهبطوا منها في تهامة، وغلبوا غافقا عليها، فأقاموا بتهامة ما أقاموا، ثم ساروا إلى الحجاز، وتفرقوا من الحجاز فرقا فرقا، فسار كل فخذ إلى بلد.

فمنهم من نزل بالسراة، ومنهم من أقام بمكة وما حولها، ومنهم من سار إلى مضر ثم إلى العراق والشام، ومنهم من سار إلى عمان.

قال فأما من سكن عمان من الأزد: فيحمد والحداب ومالك، وأما من سكن العراق: فجزيمة بن الوضاح، وولد عبد الله بن الأزد، وأما من سكن الشام: فجفنة، وأما من سكن المدينة: فأوس والخزرج، وأما من سكن مكة ونواحيها فخزاعة، وأما من سكن السراة فبجيلة بن أنمار بن أرش بن خثعم بن أنمار بن أراش.

ومن الأزد الحجر ولهب ونارة وعائذ وبارق ةالسوام وحارثة وسنجار وعلي وعمان ودوس والنمر وحوالة والبقوم وبرقاء وشهران وعمرو والمع، فكل هؤلاء من قبائل الأزد وسائر كهلان.

ثم إن عمرو بن عامر لما خرج بكلية قومه الأزد من أرض مأرب اشتغلت كندة بالأعمال التي كان يتولاها عمرو بن عامر من الأطراف والثغور، وكذلك اشتغلت مذحج وهمدان بما في أيديهم من البلاد والأعمال، وقعدت لخم وجذام، واشتغلت بلادهما بما فيها من مقاسات الأطراف والثغور، وصار أولاد نصر بن الأزد في أرض فارس وجوا بن شجر، وهي عشيرة الجلندي بن كركر وانتشرت قضاعة في الشام، وأكتاف الحجاز، ونجد، ونزلت الحجاز منها عذرة، ونزلت جهينة في رضوى، وأقبل أولاد عمرو بن عامر على البلاد فلا يدخلون بلدا إلا غلبوا أهل ذلك البلد .
أما خزاعة فغلبت جرهم على مكة، وأما الأوس والخزرج فغلبوا اليهود على المدينة، وأما المنذر فغلبوا أهل العراق عليها، وأما آل جفنة فغلبوا أهل الشام عليها، وأما ولد عمرو بن عامر بن حارثة لما حضرته الوفاة جمع بنيه، وبنى بنيه، وبني قومه، فخاطبهم وأوصاهم وكان له ثمانمائة ولد، منهم أربعمائة سيد شريف، وأربعمائة منهم ملوك.

وفي كتاب وصايا الملوك قال لهم في وصيته لما حضروا: قد أسمعكم الداعي، ولزمتكم الحجة، وأنهى فيكم الأمر جده الرجي فليس أحد أعظم رزية، ولا في أمره بلية ممن ضيع اليقين، وغره الأمل، وإنما البقاء بعد الفناء، وقد ورثنا من كان قبلنا، وسيرثنا من كان بعدنا، وقد حان الرحيل من محل زائل، وظل مائل، وقد أظلنا زمن فاحش، وخطب جليل، فأصلحوا ما تقدمون عليه، وارضوا بالباقي خلفا عن الفاني، وأجملوا في طلب الرزق، واحتملوا المصائب فبالاحتساب تستجلبوا النعماء، واستديموا الكرامة بالشكر،قبل النقلة وانتقال النعم، والأيام دول، وإنما أنتم فيها نهب للمصائب، والمعاطب. فانتهوا ودعوا عنكم المذاهب في هذه الدنيا الغرورة المنقطعة عن أهلها. ففي كل جرعاء شرف، ومع كل كلمة غصص، ولا تنالوا نعمة إلا بفراق أخرى. فأنتم الخلف بعد السلف، تفنيكم الدهور والأيام، وأنتم الحتوف على أنفسكم. في معايشكم أسباب مناياكم .لا يمنعكم شيء منها، ولا يغنيكم شيء فيها، في كل سبب منكم صريع.

وهذان الليل والنهار لا يرفعان شيئا إلا وضعاه، وهما بتفريق ما جمعتم جديران .
أيها الناس: اطلبوا الخير ووليه، واحذروا الشر ووليه، واعلموا أن خيرا من الخير فاعله، وأن شرا من الشر فاعله. فلما مات عمرو بن عامر لم تزل العرب تحفظ وصيته الذي أوصى بها في قصيدة شعر لم نذكرها وتعمل بها وتجري أمورها عليها، وتوصي بها في الجاهلية والإسلام، ولها في ذلك أشعار تتناشدها العرب في مجالسها ومحافلها، وفي ملاقاة الأعداء وإكرام الضيف، وحياطة المستجير، ودفع المعتدي .
وذكر في وصايا الملوك أن قصي بن عامر وهو أبو خزاعة وصى بنيه فقال لهم: يا بني: إن الرائد لا يكذب أهله، والعالم لا يستحسن جعله، يا بني إن الحكم زرع في القلوب، ومثلها كمثل الحب في الأرض مهما زرعت في أرض كريمة نما نباتها، وزكا حصادها، ومهما زرعت في الأرض الكذابة السبخة خبث نباتها، ولم يزك حصادها. هذا لتعلموا أن الطيب لا يقبل إلا طيبا، ولا ينمو الطيب إلا عند مثله.
يا بني: اجهدوا في خمسة أشياء بها تعزوا وتستقروا: اجتهدوا في إماطة العدو ونصرة الصديق، وإكرام الضيف، واصطناع العشيرة، وحماية المستجير، وبلوغ ما أمل. فبذلك آمركم، وعما يخالفه أنهاكم، وذكروا أن خبر إخراج خزاعة جرها من مكة حرسها الله تعالى حفظا لوصية أبيهم قصي، عملوا بها حتى استولوا على البيت دون جرهم، ونفوا جرهما عن مكة إلى الأصدار، ويقال إن بقايا جرهم إلى اليوم. وذكروا إن عمرو بن عامر الخزاعي وصى بنيه: كعبا وعديا ومسعدا فقال شعرا. وذكروا أن الحارث بن ثعلبة بن عمرو بن عامر وهو أبو الأوس والخزرج أقبل على بنيه وهو يقول شعرا. وذكر في وصايا الملوك أن الأوس والخزرج خفضا جميع ما أوصاهما به أبوهما ثعلبة، وثبتا عليه، وكذلك أولادهما من بعدهما، ولم يزل طلبهم العز والأمر الذي يسودون به غيرهم من العرب إلى ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان منهم ما كان من النصرة والجهاد دونه، والوقوف في وجه كافة العرب.
ثم ذكر أن جفنة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر أقبل على بنيه فقال لهم: يا بني تنافسوا في المكارم، وتجنبوا ما يعدو بكم عنها، فإني أخالكم دون الناس ملوكا، ولا يكون الملك ملكا حتى يكون منصفا عادلا، وللأموال باذلا، ويكون شجاعا حكيما، عالما لبيبا، حليما غشوما ولا ظلوما، ولقد رأيتكم يا بني وفيكم هذه الخصال التي عددتها لكم، ثم وأيم الله أعرفكم بها دون الناس، ولقد بشرت بملككم قبل أن تولدوا، فياليت من شهدني من أعمامي يومئذ وأخوالي كائنا إلى يومي هذا.
وجفنة أول من ملك الشام من غسان وإليه تنسب ملوك بني غسان الذين ذكرهم حسان بن ثابت بقوله:
لله عـصـبة نـادمـتـهـم

يوما بجّلق في الزمان الأول
 إلى آخر القصيدة التي ذكر فيها مارية جدتهم امرأة ثعلبة بن عمر، وهي بنت شمر بن غش ملك حمير، وهي أم الحارث الأكبر. وذكروا أن ابنه عمرو بن الحارث الأكبر وصى ابنه فقال شعرا. وذكر أن عمر حفظ وصية أبيه الحارث وثبت عليها، وملك ما ملك أبوه من أرض الشام، وقبائل العرب، وذكروا أنه رسم لنفسه في كل ليلة جارية بكرا لا بد له منها من السبايا، التي تصيبها خيله المغيرة على العصاة، فلم يزل ذلك دأبه حتى وقعت عنده في السبي أخت عمر بن الصعق العدواني، قال فلم يشعر عمرو بن الحارث وقد أمر أن يؤتى بها، إلا وفتى يقرع باب مجلسه الذي هو فيه، ففتح عمرو الباب وأشرف، وإذ هو بفارس يقول شعرا:
يا أيها الملك الجسور ألا ترى

صبحا وليلا كيف يجتمعـان
وأعلم وأيقن أن ملكـك زائل

وأعلم بأن كما تـدين تـدان
قال فنادى عمرو بن الحارث، وقال له قد آمنك الله فيمن كان لك عندي، أو من كافة الناس فيمن وقع لهم من السبايا، ثم أمر ألا تبقى سبية إلا وحملت وردت إلى أهلها، وأطلق لها ما كان في الأسرى من أهلها.

ثم إن عمرو بن الحارث وصى ابنه الحارث الذي تسميه العرب الحارث الأعرج ويقال: إنه كان لعمر كاهن يخبره بالكوائن، وينذره ويحذره، ثم إن الحارث الأعرج حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وملك بعده ابنه عمرو بن الحارث ما كان يملكه من البلاد، وقبائل العرب، ثم إن الحارث الأعرج وصى ابنه أبا منذر عمرو بن هند المحرق في أبيات شعر. ثم إن عمرو بن هند، ابن عوف الشيباني حفظ وصية أبيه، وثبت عليها، وملك ما ملك أبوه من بلاد العرب وغيرها، وسمى محرقا وذلك أن خاله وكان مسترضعا في بني تميم قتله رجل من البراجم، والبراجم بطن من تميم فخرج إليهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم أخذ منهم مائة رجل أحياء فأحرقهم في النار؛ فلذا سمي محرقا. ذكره الفرزدق التميمي في شعره، والطرماح الطائي في شعره. وذكر أن عمرا وصى ابنه الأهيم في أبيات لم نذكرها، ثم إن الأهيم حفظ وصية أبيه وثبت عليها، وعمل بها، وملك ما كان يملك أبوه.

ثم إن الأهيم وصى ابنه جبلة فقال: يا بني إنك لمالك الشام بعدي، وصاحب أمري دون ولدي، وإنك لفي أوان تملك هذا الأمر الذي أوتيناه دون غيرنا، فإذا رأيت ذلك فانظر لنفسك ما يزينها، ولقومك وما يصونهم.

وكان جبلة لك يزل ملكا مطاعا في قومه غسان، يجيء غليه خراج الشام، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبلة ملك الشام، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبلة ملك الشام، وجلس أبو بكر رضي الله عنه وأقام في الخلافة ما أقام، وجبلة ملك الشام، فلما كان في زمن عمر رضي الله عنه أسلم جبلة وأقبل إلى المدينة في خمسمائة فارس من ملوك قومه، وهم أصحاب التيجان، وسار حاجا حتى دخل مكة المشرفة، وكان يطوف بالبيت ذات يوم من أيام الحج، وعليه إزار ورداء، فوطأ إزاره رجل من فزارة، فلطمه جبلة لطمة هشم بها أنف الفزاري. فأقبل ودمه يسيل على صدره حتى وقف على باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، انصفني من هذا الجبار؛ فإنه لطمني وتركني على هذه الحالة؛ فقال عمر ما تلطم الرجل? فقال له جبلة: إنه وطأ إزاري، فقال له عمر: أما أنت فقد أقررت، إما أن تفدى عنه، أو تعطيه اللطمة. فقال جبلة لا أفعل شيئا مما قلت، وهم أن يثير الفتنة بينه وبين عمر، فدخلوا عليه فكلموه فسكن بعض ما كان به، وسأله الناس ألا يجعلها فتنة، فأجابهم إلى ذلك، فلما كان في بعض الأيام خرج ومضى إلى الشام، ثم ارتحل إلى بلاد الروم هو ومن تبعه من غسان ثم دخل على هرقل ملك الروم وهو مغضب وتنصر هو ومن تبعه، ثم ندم على ذلك من تركه الإسلام ودخوله في النصرانية:
تنصرت الأشراف من أجل لطـمة

وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكلفني منهـا لـجـاج ونـخـوة

نبعت لها العين الصحيحة بالعـور
ويا ليت أمي لم تلدني ولـيتـنـي

رجعت إلى القول الذي قاله عمر
ويا ليتني أرعى المخاض بقـفـزة

وكنت أسيرا في ربيعة أو مضـر
وبنو غسان بطون، وإنما سموا غسان باسم ماء بالمشل يقال له غسان فمن شرب منه من الأزد فهو غساني، ومن لم يشرب منه فليس بغساني.
وغسان من بني عمرو بن مازن، وفيهم صريم وبني نفيل وهم الصبر، سموا بذلك لصبرهم في الحروب، ومن بين صريم بنو شقران بطن، ونمران بطن من غسان، وبني نمير بطن من عمرو بن عوف بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن. منهم الحارث بن أبي شمر الأعرج الغساني الجفني، وليس هو بجفني، ولكن أمه من جفنة، ومن بني عمرو بن مازن، عبد المسيح بن عمر صاحب خالد بن الوليد. ومنهم عبد المسيح الجهيد، ومنهم سطيح الكاهن، واسمه ربيعة، ومن بني غسان بنو جفنة المتقدم ذكرهم، وهم من بني مازن بن الأزد. ومنهم ملوك غسان بالشام، قال في العقد الفريد: وهم سبعة وثلاثون ملكا وملكوا ستمائة وست عشرة سنة، إلى أن جاء الإسلام، ومن قبائل الأزد الأنصار وهم الأوس والخزرج أبناء حارثة بن ثعلبة بن عمر بن عامر، وأمهما قيلة، فمن بطون الأوس والخزرج بنو عمرو بطن، وهو عمر بن عوف بن مالك بن أوس، وهم بنو السمعية يعرفون من عوف بطن، ومن ثعلبة بطن، ولوزان بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بطن.

ومن بطون الأوس ضبيعة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ومنهم زيد بن عاصم، والأحوس بن عبد الله الشاعر، وحنظلة غسيل الملائكة، وأبو سفيان الحارث، وأبو مليل الأعز.

ومن بطون الأوس بنو جيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ومنهم سويد بن الصامت قتله المختار بن زياد في الجاهلية، ومن بطون الأوس عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمر بن مالك بن الأوس، ومنهم سعد ابن معاذ الذي اهتز لموته العرش، وعمر وأخوه سعد، والحارث بن أنس، وعمار ابن زياد، وأسيد بن الحضير بن سماك، وربيعة بن زيد ومن بطون عبد الأشهل ربيعة، ومنهم رفاعة بن قيس، وسلمه بن سلامة بن وقش، وأخوه عمر، ورافع ابن زيد، ومن بطون جشم زمجور بن جشم بن الحارث بن خزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن مالك بن التيهان، وأخوه عتبة بن التيهان.

ومن بطون الأوس: بنو خطمة، وهو عبد الله بن جشم بن مالك بن الأوس، ومنهم عدي بن خرشة، وعمر بن خرشة، وأوس بن خالد، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وعبد الله بن زيد القاري ولى الكوفة لابن الزبير، ومن بطون الأوس واقف بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس، ومنهم هلال ابن أمية، وهرم بن عبد الله السلمى، ومنهم سعد بن خيثمة.

ومن بطون الأوس: بنو عامرة وهم أهل رابخ بن مرة بن مالك بن الأوس، ومنهم وائل بن زيد، وأبو قيس بن الأسلت.

ومن بطون الخزرج: ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ومن بطون بنو النجار: غنم بن مالك بن النجار، ومنهم أبو أيوب خالد بن زيد، وثابت بن النعمان، وسراقة بن كعب، وعمارة بن حمزة، وزيد بن ثابت بن النعمان.

ومن بطون النجار: بنو مندل واسمه عامر بن مالك بن النجار، ومنهم حبيب بن عمرو، وأبو عولة، وهو أبو بشير بن عمر، والحارث بن الصعد وسهل ابن عتيك.
ومن بطون النجار: جديلة وهو معاوية بن عمر بن مالك بن النجار، وأمهم جديلة، وبها يعرفون. ومنهم أبي بن كعب، وأبو حبيب بن زيد، ومن بطون النجار: ابن معاوية، وهو عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. ومنهم حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام شاعر بني عدي بن النجار. ومنهم سليمان بن ملحان، وحرام بن ملحان، ومنهم صرمة بن أنس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومحرز بن عامر، وعامر بن أمية وأبو حكيم عمرو بن ثعلبة، وأبو خارجة عمرو بن قيس، وثابت بن خنساء، وأبو الأعور كعب بن الحارث، وأبو زيد، أبو الستة الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم بنوالحسحاس، ومن بطون النجار، مازن ن النجار، ومنهم حبيب بن زيد، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب فقطع يده، ومنهم عبد الرحمن ابن كعب، وقيس ابن أبي صعصعة، ومن بقايا بني النجار الموجودين اليوم: آل عبد القادر ساكني بلد الأحساء، وهم بيت علم وقضاء، ومن بطون الخزرج: بنو الحارث بنو الخزرج، ومنهم عبد الله بن رواحة، وخلاد بن زيد، وسعد بن الربيع، وخارجة بن زيد، وثابت بن قيس بن شماس خطيب النبي صلى الله عليه وسلم، قتل يوم اليمامة، وبشير بن سعد، وأبوه النعمان بن بشير، وزيد بن أرقم، وابن الإطنابة الشاعر، وزيد بن الحارث الشاعر، وأبو الدرداء عبد الله بن زيد، الذي رأى الأذان، وسبيع بن قيس، ومحارم بن كعب الشاعر، ومن بطون الخزرج: بنو حذرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، ومنهم أبو مسعود، وعبد الله بن الربيع، وأبو سعيد الخدري، ومن بطون الخزرج: بنو ساعدة بن كعب بن الخزرج، ومنهم سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، وأبو دجانة سماك ابن أوس، وسهل بن سعد، وأبو أسيد مالك بن ربيعة، ومسلمة بن مخلد، ومن بطون الخزرج: بنو سالم بن عوف بن الخزرج، ومنهم الزمن بن زيد الشاعر، ومالك بن العجلان،ومن بطون الخزرج: بنو القوقل غنم بن عمرو بن عوف بن الخزرج، ومنهم عبادة بن الصامت، وخالد بن الرخش، والحارث بن الحومة، ومن بطون الخزرج: بنو بياضة، وبنو زريقة، ومنهم زياد بن لبيد، وفروة بن عمرو، وخالد بن قيس. وعمر بن النعمان رأس الخزرج، والعجلان بن زيد بن سالم بن عوف بن عمر بن عوف بن الخزرج، ومنهم عبد الله بن فضلة، وعياش ابن عبادة، وسليك بن بدرة، وعصمت بن الحصين بن وبرة، وابن خيثمة مالك بن قيس الحبلى، وهم بطون من غنم بن عوف بن الخزرج، وسمي الحبلى اعظم بطنه، ومنهم عبيد الله بن أبي سلول رئيس المنافقين، وابنه عبد الله، وأوس ابن خولي، وابن زريق بطن من عامر بن زريق بن حارثة بن مالك بن غضب ابن جشم بن الخزرج، ومنهم بنو لوزان بن عبد قيس، وأبو عبادة سعد بن عثمان، وعقبة بن تميم، والحارث بن تميم، والحارث بن قيس، وأبو عباس بن معاوية، ومسعود بن سعد، رفاعة بن رافع، وأبو رافع أول من أسلم من الأنصار.

ومن بطون الخزرج: بنو سلمة بن سعد بن على بن أسد بن شاردة بن جشم بن الخزرج، ومنهم جابر بن عبد الله، ومعاذ بن الصمة، وخراش وعتبة بن أبي عامر، ومعاذ بن عمر بن الجموح، الذي قطع رجل أبي لهب، وأخوه معوذ، وأبو قتادة النعمان ابن ربعى، وكعب بن مالك الشاعر، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو مالك بن كعب، وبشر بن عبد الرحمن، والزبير بن حارثة، وأبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد الله، ومعن بن وهب، هؤلاء الخمسة شعراء، وعبد الله بن عتيك، هذا نسب الأنصار وبطونهم رضي الله عنهم.
فصل
ومن بطون الأزد: خزاعة، وهم بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ملك السد، وإنما قيل لهم خزاعة، لإنهم انخزعوا من ولد بن عامر، في رحيلهم من اليمن، فانخزعوا من قومهم ونزلوا مكة، فسموا خزاعة، وتفرقوا في سائر الأزد كما ذكرناه في أول هذا الكتاب.
وعمرو بن عامر ولد له جفنة، أبو بني جفنة، وثعلبة أبو الأنصار، وحارثة أبو خزاعة، ومالك وكعب ووداعة وهو اللطوم، جد بني زايد الدواسر، قال في العقد الفريد: وداعة في همدان، وعوف، وذهل، ووائل، وأبو حارثة، وعمران، قيل إن أبا حارثة وآل عمران ووداعة لم يشربوا من ماء غسان؛ ولذا لا يقال لهم غساسنة، وكلهم من بني عمرو بن عامر، ومن بطون خزاعة، ومنهم بنو سلول بن كعب بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، ومن بني سلوس خليل بن حبشية صاحب البيت قبل قريش، ومنهم المحترش بن خليل بن حبشية الذي باع مفتاح الكعبة، ومن بني حبشية كرز بن علقمة، الذي قفا آثار النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل الغار، ومنهم طارق بن باهلة الشاعر، ومن بطون خزاعة نمير، بطن من حبشية بن سلول، ومنهم بشر بن سفيان الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجلجلة بن عمرو الذي ذكره الكندور في شعره، ومن ولده قبيصة بن ذئب، وبنو ذئب هذا بطن من خزاعة، ومنهم الذيبة البطن المعروف في عتيبة، وبنو كليب بطن من حبيشة، ومنهم عبد الله بن طاهر الخزاعي، وزير المأمون بن هارون الرشيد، وهو الذي قام بحرب الأمين حتى قتل، وكان ذا رأي وشجاعة، ومنهم الصفاح والشاعر، وخراش بن أمية، حليف بني مخزوم، ومن بني حبيشة حفص بن هاجر الشاعر، ويقال: إن بني هاجر من نسله، وليسوا من جنب، ومنهم عروة بن إياس الشاعر، وبنو إياس بطن من حبيشة من خزاعة، ويقال: إن بني إياس بنو عمان، وممن ينتسبون في إياس ابن قبيصة الطائي، ومن بطون خزاعة معبد، وبنو معبد بطن، وأن معبد عاتكة نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، حين هاجر إلى المدينة، ومعبد بطن من خزاعة، ومن بقاياهم البطن المعروف في حرب جماعة ابن عسم، وهم من بني سلول ابن كعب بن طلحة بن عبد الله ابن كريز، ومن بني كريز هذا الكرزان، البطن المعروف من القوم.

وقد ذكر في كتاب وصايا الملوك أنهم من عرب السد انتقلوا مع عمر بن عامر، ونزلوا السراة هم وحواله البطن من الأزد. ومن الكرزان المذكورين كرزان البقوم، والكرزان الذين في برقاء.

قيل في وصايا الملوك: إن برقاء من عرب السد، نزلوا السراة وفيها منهم بطون وأفخاذ، ومن كرزان المقطعة ستة بطون: المصاعبة الذين منهم ذوي حمد بطن، والروسان جماعة من كابل بطن، وذوي خضير بطن، والعلابية بطن، والقمزة جماعة ابن خثيلة بطن، والحوابيد بطن، ومنهم الجرفة، وذوي مسيعيد والخلجان بطن، وبقية المقطعة الهوارنة بطن، والغزالية بطن، فهؤلاء من برقاء وليسوا في كريز، والخنافرة بطن، وهم في خنافر مذحج، ومن بطون البقوم المرازيق بطن، والسميان بطن، والرحمان بطن، ومنهم الرحيمي. والنمور بطن والكلبة بطن، ومنهم فضول. ومن الفضول آل سويد أهل القصب، وآل عثمان في البكرية، بنو طلحة بن عبد الله بن كريز من بني أكثم بطن، ويرجعون إلى أكثم بن عبد الغوث، وسليمان بن صرد الجوني، فهؤلاء بطن من طلحة، ومنهم متعب بن الأكوع الشاعر، وبنو عناصر بطن من عمر بن حبيشة، ومنهم عمران بن حصين صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو جحفة كثير عزة الشاعر الموغل في المدح والهجاء، ومن بطون خزاعة بنو جعدة، ومنهم أبو الكند أبو عبد العزيز، ومن بطون خزاعة بنو مليح، ومنهم عبد الله ابن خلف وأخوه سليمان، كانوا مع علي رضي الله عنه يوم الجمل، ومنهم طلحة الذي يقال له: طلحة الطلحات، وهو أجود العرب في الإسلام، ومنهم عبد الله ابن سالم، ومنهم بديل بن ورقاء الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وابناه نافع، وعبد الله. ومنهم محمد بن سمرة الذي كان شريفا. ومن بطون خزاعة لحيمان بن عمرو بن سعد بن كعب، ومنهم مطرود بن كعب، وعبد الله بن الحر، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو مالك القائد بن عبد الله، والحصين بن نصلة سيد أهل تهامة، والحارث بن أسد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بطون خزاعة: بنو المصطلق بطن من سعد بن كعب، ومنهم جويرية بنت الحارث زوجة النبي صلى الله عليه وسلم .

 ومن بطون الأزد: بنو أسلم بن قصي بن حارثة بن عمرو بن عامر، ومنهم سلمة ابن الأكوع صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وبريدة بن الحصين صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم بنو أقصى بن عملاو بن عامر بطن، ومنهم ذو الشمالين، وعمارة بن فهد، ونافع بن عبد الحارث ولي مكة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومن بطون أقصى: بنو مالك بطن، ومنهم عويمر، وحرمد بن رزاح كان شريفا، وأبوه بردة الصحابي رضي الله عنه، ومن بطون الأزد: بنو بارق، وبنو الهجن بطن، وهم من بني حارثة بن عمرو بن عامر، ومن بني بارق سراقة بن مرداس، وجعفر الشاعر.

وبارق والهجن من غسان وغسان ماء بالمشل قد تقدم ذكره، ومن غسان بالبلقاء وباليرموك منهم الخلق الكثير والجم الغفير، وبحمص منهم طائفة. ومن بقايا ملوك غسان بالشام الأمير شكيب، ومن غسان قوم بسورية منهم مسلمون ومنهم نصارى .
ومن بطون خزاعة: بنو الربعة بطن، قال أبو عبيدة دخلوا في زبيد. ومن غسان السموءل بن عاديا الغساني من بني الديان بطن غسان، وكان منزله بتيماء، وكان يدين باليهودية في القرن الجاهلي، وعدّ في الأوفياء؛ إذ كان امرؤ القيس بن حجر أودعه عياله وأدرعه، واختار السموءل قتل ولده دون ودائعه لما طلبها ملك زمانه، وقد أوثقوا ابنه، فقالوا نقتل ابنك أو تسلم الودائع، فاختار قتل ابنه، وهو القائل شعرا:
إذا المرؤ لم يدنس من اللؤم عرضه

فكـل رداء يرتـديه جـمـــيل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها

فليس إلى حسن الثـنـاء جـمـيل
ومن بطون الأزد: ألمع المعروفون برجال ألمع، وهم من بني عمرو بن عامر ومن بطون الأزد: الحجر، وديارهم في السراة، ومن بطون الحجر: بنو الحارث، ومنهم الشنفري كان من فرسان العرب المعدودين، ومن العدائين ومن الشعراء المفلقين، وهو كما في الجمهرة وغيرها، من بني الحارث بن ربيعة بن الأوس ابن الحجر بن الهون، والهون بطن من الأزد، ومن بطون الأزد من بني مازن: بنو عمران بن عمرو بن عامر، ومنهم المهلب بن أبي صفرة، ويزيد بن المهلب وكان يزيد من أكرم أهل زمانه وكان بالبصرة، وابنه مخلد بن يزيد له شهرة في الكرم، وكان أمير على خراسان.

ومن بني عمران: بنو العتيك بطن، ومنهم عمر بن الأشرف، وابنه زياد، وكان شريفا، ومنهم ثابت بن قحيطة الشاعر. وبني مازن من بني العتيك بطن، ومنهم أبو شجرة بن جحفة هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم خالد ابن سلمة بن صريم بن العتيد.

من بطون الأزد بنو ماسخة بن عبد بن مالك بن نصر بن الأزد ومنهم جمحة بن الحارث، ومن الأزد زهران بطن، ومنهم بنو النمر بن عثمان بن النضر بن زهوان، ومنهم أبو الكند صاحب مسعود؛ قتل يوم الفجار ومنهم أبو جهم بن حبيب، وجهم بطن منهم، ومنهم بنو جهم البطن المذكور في الحرب. وأبو جهم كان واليا لبني جعفر، ومنهم أبو بريم حذيفة بن عبد الله صاحب راية الأزد يوم رستم، ومنهم البحرث بن الحصين، ومن بطون الأزد زهوان بطن، وبنو نحوة بطن، ومن زهوان غامد بطن من زهوان، ومن بطون الأزد شنوئة، وهم من بني معاوية ابن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن الأزد ومنهم بنو زهوان بطن، وبنو حدان بطن، ومنهم بنو صبر بن سليمان، وكان صبر هذا رئيس الأزد يوم الجمل، ومن بني نصر بن الأزد عشيرة الجلندي ملك عمان، ومنهم عبد وجيفر ملك عمان، كتب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم بنو الجلندي الأصغر، ومنهم القطريف الأكبر والأصغر. ومن بطون زهوان بنو سبالة بطن، وبنو حدروج بطن، وبنو رسم بطن، وبنو عمر بطن، ومنهم بنو خثمعة بن يشكر بن عسير بن صعب بن دهمان، ومن عسير هذا، عسير القبيلة المعروفة سكان أبهاء والطور، ومن رؤسائهم آل مرعي، ومن بطون خثعمة راسب بطن، ومنهم رئيس الخوارج ويقال راسب من قضاعة. ومن بطون الأزد، ثماله بطن من بني عوف بن أسلم بن حجن بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد .

 ومنازل ثمالة قرب الطائف وهم أهل رواية وعقول، ومنهم بن يزيد النحوي المعروف بالمبرد، ومن بطون ثمالة بنو مفرج، وهو مفرج بن مالك بن حجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. ومنهم ذوي مفرج البطن المعروف في برقاء، وهم بطون وأفخاذ، منهم الجحد بطن والحراما بطن، والغواصب بطن، والدراعين، والمجادلة بطن، والهرسة بطن، فهؤلاء المشهورون .ومن ثمالة بنو لهب بطن، وهم لهب بن بجير بن كعب بن الحارث بن كعب المتقدم ذكره، ومنهم المهبلة البطن المعروف في حرب، ومن بطون الأزد بنو كرد ابن علي بن عمرو، وبنو عمرو بن عامر من الأزد، ومنهم أكراد أهل الشام، ومن بطون الأزد دوس بن عدنان، وقيل عدنان من بني عبد الله بن زهوان، ومنهم بنو جمحة بن الحارث بن رافع كان سيد دوس في الجاهلية، وكان من أسخى العرب، وكان يطعم الحجيج بمكة، ومن دوس أبو هريرة رضي الله عنه، واسمه عبد الرحمن بن صخر، ومن دوس جذيمة الأبرش، وهو جذيمة بن بكر بن فهم ابن غنم دوس، كان ملك العراق قبل اللخميين، ومنهم جهضم بطن، وهم من بني عوف بن مالك بن فهم، وفيهم الملوك وقد تقدم ذكرهم، وأنهم من قضاعة .

ومن بطون دوس القساملة بطن، والجرامزة بطن، والقراديس بطن، والأشاقر بطن، ومنهم من بني عائذ بن دوس.

ومن بطون زهوان عك، من بني عبد الله بن زهوان، وقرن بطن من زهوان، ويقال إن زهوان أخو دوس، ويقال ابن دوس، ومنهم حكيم بن نقبا، وبني هاشم بخراسان. ومن بطون دوس النمر، وقيل من شنوءة .ومن بطون شنوءة بنو لتب بطن من شنوءة، ومنهم أهل بيت الكوفة، ومنهم ابن اللتبية الأزدي، الذي استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن بطون شنوءة اليحمد بطن، ومنهم الحارث بن حصين أحد رجال الحديث، ومن بطون عائذ المتقدم ذكره الضباب بطن، ومن عائذ صبيان بن الأزج سيد عائذ، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومن بطون شنوءة عبيدة بطن، وجناب بن أمية بن خثعمة بطن؛ ومنهم عمران بن خثعمة أول من بنى جدار الكعبة. ومسلم بطن من شنوءة ومنهم عقيل بن عمر، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بطون شنوءة برشان بطن، واللات بطن، وسلمة بطن من شنوءة، وجودة بطن، وجهضم بطن من شنوءة، ومنهم الحجاج الجهضمي وبنو علي بطن من شنوءة بتهامة، ومنهم خزاعة والظهران بني علي. ومن بطون شنوءة القيط بطن، وبنو القي بطن، ويسمون لبعقافة، وبنو جرموز بطن، وأبناء عبد الله بطن، وبنو ماسخة بطن، وهم الذين نسبت لهم القسى الماسخية فهؤلاء شنوءة .
فصل
ومن بطون الأزد الدواسر
قال شهاب المقري في كتاب التعريف: الدواسر من العرب باليمن، وقال في نهاية الأرب: وهم أولاد الأزايد من بني وداعة بن عمرو بن عامر ملك السد.

قال في العقد الفريد: وداعة بن عمرو بن عامر دخلوا في همدان. وذكرهم السويدي في همدان، وفي شرح ديوان بن مقرب: أن وداعة أصغر ولد عمرو بن عامر، وأنه الملطوم لا كما تقدم ذكره في وصايا الملوك، من أن الملطوم ثعلبة جد الأوس والخزرج؛ إذ الصحيح أن الملطوم وداعة جد زايد، وأنهم اختلطوا بهمدان: والدواسر بطون وأفخاذ متفرقة. ومنهم بعمان والبحرين والعراق ونجد.

وبلادهم الوادي والأفلاج وهم حاضرة وبادية، ومن بطونهم الوداعين، وهم بطون وأفخاذ، يجتمعون في غانم بن ناصر بن ودعان بن سالم بن زايد بن زياد بن سالم بن وداعة بن عمرو بن عامر ومن الوداعين آل حسين، وآل شاويش، وآل ضويحي أهل العودة، وآل حمد، وآل مطرب، وآل سلطان، وآل عبد المحسن، وسكان بلدة الصفرة، والقرينة.

ومنهم آل شماس أهل الشمالية، والطرقان أهل الزلفى، ومن الوداعين آل دايل في مراة. وهم ثلاثة فخوذ: آل حمد فخذ، وآل عبد الله فخذ، وآل إبراهيم فخذ، وهم أولاد سليمان. ويلحق بهم آل عبد المحسن فخذ.

ومن بطون زايد المخاريم بطن، والرجبان بطن، ومنهم آل جبيل سكنة قرية الطرف من الأحساء، فهؤلاء في سالم. وآل عمار بطن، والفرجان بطن، والحراجين والشكرة بطن، والغبيشات بطن، منهم الغبيشة البطن المعروف في همدان، والهواملة بطن، والصخاربة بطن.

 فهؤلاء يجتمعون في صهيب بن سالم. ومن بطون زايد البدارين، وهو بدران ابن سالم، والبدارين أفخاذ وأشهرهم السدارا، وهم أولاد أحمد بن محمد بن سليمان ابن نوزان بن تركي بن عبد المحسن بن محمد بن خالد بن أحمد بن فارج بن ناصر ابن عبد الله بن ملجم بن حسين بن عبد الوهاب بن عامر بن سويد بن سليمان بن محسن بن زيد بن عامر بن غالب بن محسن بن جواد بن صدير بن شاكر بن هجال ابن مشجع بن حمدان بن غايد بن بدر بن خميس بن عامر بن بدران بن سالم بن زايد بن سالم بن زياد بن سالم بن وداعة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مأرب بن الأزد بن الغوث بن مالك بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام.

ومن البدارين ابن العوامر، ومن البدارين الحباسا أهل الزلفى،
وأما أولاد أحمد المذكور فهم ستة: محمد وتركي وعبد المحسن وعبد العزيز وسعد وعبد الرحمن وهو أصغرهم، وكان مسكنهم الغاط البلدة المعروفة في سدير في نجد، وأما أحمد بن عبد الرحمن فمسكنه الأحساء. وأحمد أولاده أهل الرياسة وفضل وكرم، وكان سليمان جد أحمد مشهورا بالكرم، ومن أولاد عبد الرحمن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن سليمان.

ومن بطون السداير آل عامر، الذين يجتمعون مع بني خالد في عبد الوهاب ابن سليمان بن عامر المتقدم ذكره.

وآل سليمان وآل سويد أهل جلاجل يجتمعون في سويد بن سليمان .وآل صدير سكان الرمادي يجتمعون في شاكر بن هجال المتقدم ذكره، وآل فوزان سكان البئر، ومن بطون شاكر بن هجال سكان تونس.

ومن آل مشجع بن حمدان المتقدم ذكره فرقة في عمان، وفرقة في زنجبار، وفرقة من عمّان، ومن البدارين الحدبان، أهل جلاجل، والسعيد، وآل عمر، وآل غزى، وآل عمران، وأهل العودة. فهؤلاء في سدير، وآل يحيى في بلد البئر فهؤلاء البدارين، ويلحق بهم الرجبان والمخاريم والوادعين في سالم ابن زايد.

ومن بطون الدواسر آل حسن يلتحقون بهم في سالم بن زايد، وآل حسن بطون. ومن بطونهم الفرجان من أولاد فرج بن حسن، والهواملة بطن من آل حسن، ومنهم هوامل مطير سكان مبايض، ومنهم الهوامل في دعاجين عتيبة، يقال لهم: ذوى رحمة.

ومن بطون آل زايد المساعرة بطن، ومنهم آل أبو سباع، والحراجين بطن، والغيث بطن، ومنهم غياثين المرة، والشرافا بطن، ومن بطون بنو زايد الحناتيش، ويلحق بهم الحناتيش في عتيبة، جماعة ابن محيّا، والقريبة أهل الصوح بقرب الداهنة.
ومن البدارين: البدارين البطن المعروف في حرب، جماعة ابن راجح، ومن بطون زايد العوامر، البطن المعروف في همدان، ومنهم العوامر الذين مع بدار ابن حرب.
فهؤلاء المشهورون من بطن زايد بن سالم بن وداعة بن عمرو بن عامر المتقدم ذكره، ومن وداعة هذا بطون وأفخاذ في عرب السراة، وفي عرب همدان، ومن البدارين الأكراد سكنة المبرز من الأحساء، وآل فزارة وآل سعد بن محمد وآل سليم ساكنو قرية العيون من الأحساء من الشكرة.
فصل
في أنمار أخو الأزد وهو أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان.

وكان بعض النسلبة يعزون بطونا من أنمار هذا إلى أنمار بن نزار، وإنما ابن نزار لا عقب له.

وقد ذكر الكلبي أن أنمار بن نزار لا عقب له إلا ما يقال في بجيلة. قال في العبر: وبجيلة تنكر هذا، وتقول إنما تزوج أراش بن عمرو سلامة بنت أنمار بن نزار، فولدت له أنمار بن أراش وولدت له خثعما سمي باسم جمل، وأم خثعم بن أنمار ابن أراش هند بنت مالك بن العامر بن الشاهد بن عك.

وتزوج أنمار بن أراش أيضاً بنت صعب بن سعد العشيرة، فولدت له عقبر والغوث وصهيبة وخزيمة وأمهم بجيلة عرفوا بها، قال في العبر: وكانت بلاد بجيلة مع إخوتهم خثعم في السروات في اليمن، وفي الحجاز إلى قبالة، ثم تفرقوا أيام الفتح اإسلامي، ولم يبق منهم في مواطنهم إلا القليل.

ومن بجيلة جرير بن عبد الله البجلي، وكان جميلا وهو الذي يقال فيه لولا جرير لهلكت بجيلة، نعم الفتى وبئس القبيلة?? ومن بطون بجيلة السمحة وهم بنو السمحة بن سعد بن عبد الله بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن بجيلة بن أنمار ابن أراش، ومنهم القاضي أبو يوسف صاحب الإمام أبو حنيفة، ويعقوب بن إبراهيم بن جيش، وعُدّ في الأنصار  ومن بطون بجيلة بنو عامر، وهو عامر بن قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن بجيلة قال أبو عبيدة: يقال لعامر هذا مقلد الذهب، ومنهم عمرو بن خشارم الشاعر ومن بطون بجيلة أحمس بن الغوث بن بجيلة غلب على بنيه اسمه، فقيل لهم أحمس، والحماسة الشجاعة ومنهم حصين بن ربيعة بن عامر الأزور الأحمسي، وجابر بن عوف الأحمسي الصحابيان، ومن بطون بجيلة كلب بن عمر بن لؤي ابن دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمس المذكور ومنهم الحجاج بن ذي العتق، قال أبو عبيدة: كان شريفا في قومة ومن بطون أحمس بن بجيلة بنو نقر بطن من بجيلة، وبنو قيس بطن من بني الغوث، ومن بطون بجيلة عبقر المتقدم ذكره، وهم ثلاثة بطون: بنو علقمة بطن، ومنهم جندب بن عبد الله البجلي العلقمي الصحابي، والسرو بطن، وفي هؤلاء حسن إسلام ورقة أفئدة وبنو قسر، وقيل بالشين المعجمة قشر بطن، ومن بني قسر بنو نذير بطن، ومن بطون أنمار التبع بطن من أنمار، وبنو فرك بطن من أنمار، وبنو فصا بطن من أنمار عرينة، وبنو عرينة بطن، وهو عرينة بن نذير بن قسر بن أنمار بن أراش، ومنهم الرهط الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابهم داء فبعث إلى إبل الصدقة يشربون من ألبانها وأبوالها فصحوا، وقتلوا الرعاة وساقو الإبل، فبعث في أثرهم صلى الله عليه وسلم بعثا فأحضروا؛ فسمل أعينهم وتركهم في الحرة يستسقون ولا يسقون.

ومن عرينة فخوذ في الحجاز ونجد. ومن بطون بجيلة جرم، ذكرهم الحمداني ولم يوصل نسبهم إلى بجيلة.

ومن بطون بجيلة بنو عود بطن من قيس بجيلة، قال أبو عبيدة: والأحطام بطن من بجيلة وهم بنو أحطام بن مسبلة ??فصل ??في خثعم المتقدم ذكره في أنمار بن أراش كان لخثعم من الولد خلف وأمه عاتكة بنت ربيعة بن نزار، قال في العبر:وبلادهم مع إخوتهم بجيلة كما تقدم.

وهم بطون خثعم بنو عفير بن خلف، ومن بني عفير بنو كلب بطن من خثعم.
قال أبو عبيدة: ويقال أكلب، من ربيعة بن نزار. والصحيح أنه أكلب ابن عفير بن خلف بن أنمار بن أراش وعليه البتىّ، ومن بني أكلب بشر بن ربيعة القائل شعراً:
أنخت بباب القادسية ناقتـي

وسعد بن وقاص علي أمير
ومنهم أنس بن مدركة وابن الدمينة الشاعر، ومن بني أكلب الدماسين قوم مجاس الشفار، سكنت بو جلال. ومن أكلب بطون كثيرة في بيشة حاضرة وبادية، ومنهم المزايدة والجنبة قوم بن سحمان، وآل منيع، وبنو سعد، والجبرة وآل بشر، وآل سمرة، وبنو جليح، وبنو مبشر.

فهؤلاء بنو أكلب، ومنهم ومن بطون خلف بن خثعم ناه وهم مع إخوتهم شهران. ومن ناهش الموهة الذين منهم الدوشان، وهم بطون من علوي في مطير. ومنهم الأمرّة والصعانين والرخمان، ومنهم ومن إخوتهم شهران. ومن بطون ناهش البدنة، والمحالسة في برية، ومن بطون شهران البطن المعروف في خميس مشيط، بلادهم القديمة، وكبيرهم ابن مشيط وفي شهران وناهش العدد والشرف.

ومنهم بنو كود بن عفرس بطن، ومن بطون شهران بنو حرب، وهو أوس ابن وهب الله بن شهران، ومنهم بنو عرفجة بن كعب بن مالك بن قحفة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن النسر بن وهب الله بن شهران.

ومن قحافة عبد الله بن مالك، ولي الطائف أربعين سنة لمعاوية وغيره. ولما ماتكسر على قبره أربعين لواء. ومنهم جليحة والريث ومبشر، ومنهم جشم ابن سعد بطن، وهو جشم بن سعد بن عامر بن تيم الله، ومن بطون خثعم بنو منبه بطن، ومعاوية بطن، وآل مهدي بطن، وآل نصر بطن، وبنو عاتم بطن، وآل موركة بطن، وبنو نظلة بطن.

قال الحمداني: وبنو حليمة بطن، وبنو هرز بطن، والعصافير بطن، والشمر بطن، ويلوس بطن. فكل هؤلاء في خثعم بن أنمار بن أراش. قال الحمداني: ومنازلهم بيشة، ويلحق بهم بنو شهر جماعة العسبلي، وبنو الأحمر بطن، وبنو الأسمر بطن، وبنو وداعة بطن من بجيلة، وأما وداعة كما قدمنا فمن ذرية عمرو ابن عامر انتهى ما ذكرناه من نسب الأزد.


فصل طيء

في طيء وهو طيء بن أدد بن زيد بن عريب بن يشجب بن عريب بن أدد بن زيد ابن كهلان .
وكان لأدد من الولد طيء ومذحج وأعر ومرة. وذكروا في وصايا الملوك: أن زيد بن كهلان جرد أدد إلى الأعراض والأسرار من نجران، وتثليث، وسدوم، والحنو، وما حولها من البلاد المسكونة. وبعث معه الفيلة والعدد، وكتب إلى ساكنيها وهم من بقايا عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وآثارهم بينة، وقبورهم تعرف بالأرميات؛ لأنها على هيئة الآكام. وقد تقدم في هذا الكتاب وصية زيد لأدد. وذكر أن طيء بن أدد ولى الملك بعد أبيه أدد، وحفظ وصية أبيه.

وذكروا أن طيء عمر عمرا طويلا، زاد على نيف وأربعمائة سنة. وذكروا أنه أوصى بنيه في أبيات شعر، قال وكانت منازل طيء في قديم بالجرف من بلاد اليمن، فخرجوا على أثر خروج الأزد منه، ونزلوا سميرا قيل في جوار بني أسد بن خزيمة، ثم غلبوهم على أجاء وسلمى جبلان في بلاد طيء، يعرفان بجبلي طيء فاستمروا فيها، وتفرقوا في الفتوحات الإسلامية.

قال أبو سعيد: ومنهم أمم كثيرة تملأ السهل والجبل من حجاز ونجد وعراق وشام، وهم أصحاب الرياسة في العرب إلى الآن، في العراق والشام، وهم بطون كثيرة .وكان لطيء من الولد الغوث، وقطرة، والحارث، فولد لقطرة سعد، فتزوج سعد جديلة بنت سبيع بن حمير الأصغر، فعرفوا بها. ويقال لهم جديلة باسم أمهم .
وكانت طيء قبيلتين: جديلة والغوث، ومن بطون الغوث بنو جرم واسمه ثعلبة بن عمرو بن الغوث، ومن بطون جرم بنو جيان بطن، ومنهم الإمام أبو عبد الله محمد بن مالك النحوي الطائي الجياني، صاحب التصانيف المشهورة، ومن بني جرم شمجان بطن، ومن بطونها جذيمة ذكرهم الحمداني. ومنهم بنو العذرة بطن من جذيمة، منازلهم بلاد غزة، وبنو العاجلة من جذيمة من جرم طيء، ومنازلهم مع قومهم. والعبادلة بطن من جذيمة من جرم طيء، ومنازلهم مع قومهم بلاد غزة، ومنهم عبادلة الحجان، ومنهم أنعم الذي ببلاد جرش من الحجاز، وهم بطن من طيء، والأحامدة بطن من جرم طيء منازلهم ببلاد غزة.

ومن الأحامدة أهل الفقرة ما بين المدينة وينبع، وعدادهم في بني سالم بن حرب. ومن بطون جرم بنو هنى بطن من جذيمة، من جرم طيء، ومنهم إياس ابن قبيصة. استعمله كسرى على الحيرة بعد النعمان، وهو قائد العرب والفرس على بني شيبان يوم ذي قار.

وذكر لنا بعض علماء الأحساء أن بني إياس أهل عمان من بني إياس هذا الطائي، وذلك نقلا عن علمائهم، وقد قدمنا ذكرهم في إياس الأزد.

ومن بطون طيء بنو عمرو بن الغوث بن طيء، ومنهم بولان بطن، واسمه حصين. ومن بولان الثلاثة الذين وضعوا الخط العربي، ومن بطون عمرو نبهان بطن من طيء، ومنهم بنو أسدوس بطن، وبنو أصمع بطن، وهو أصمع بن سعد بن نبهان .ومن بطون نبهان بنو نائل، ومن بني نائل زيد الخيل، وهو زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب الطائي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأسلم ومعه وفد من طيء، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم زيد الخير، وقال له ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا دون ما وصف لي إلا أنت، رأيتك فوق ما وصف لي. وقطع له النبي صلى الله عليه وسلم أجاء وسلمى وأرضين معهما. ومات زيد رضى الله عنه فيما يقال عند منصرفه من عند النبي صلى الله عليه وسلم. وكان زيد شاعرا خطيبا، ومحسنا شجاعا كريما. وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة. وكان زيد طويلا جسيما، وكان يركب الفرس العظيمة، وتخط رجلاه كأنه راكب حمارا، وكان لزيد ابن اسمه عروة كان كريما. ومن بني نبهان آل حميد الأمراء في الخلافة بني العباس في الثغور، ومنهم محمد بن حميد، وقحطبة بن حميد، وأبو نصر، وأبو سعيد النفري، وأبو شجاع، فهؤلاء ومن خلفهم من أكرم الناس، وأشجعهم في زمانهم. وكانوا أمراء الثغور، وكان موتهم بالضرب والطعن على عواتق الخيل، وقد أطنب في مدحهم الشعراء.

ومن بطون طيء بنو ثعل بن عمرو بن الغوث من طيء، وهم المعروفون بالإجادة في الرمي، وقال الجوهري وهم الذين عناهم امرؤ القيس بقوله:
رب رام من بني ثعل
 فولد لثعل جرول، فولد لجرول ربيعة، فولد لربيعة أحزم، وعمرو، فولد لعمرو أمان بطن من ثعل، وولد لأحزم عدي، واسمه هزومة. فمن بني عدي حاتم الطائي. وهم حاتم بن عبد الله بن عدي بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس ابن عدي، ويكنى أبا عدي، وأبا سفّانة، وابنه عدي أدرك الإسلام فأسلم، فقال يا رسول الله: إن أبي كان يصل الرحم، ويفعل الخير، قال إن أباك أراد أمرا فأدركه، وكانت ابنته سفّانة، أتى بها في سبايا عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا محمد: هلك الولد، وغاب الرافد، فإن رأيت أن تخلى عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإن أبي كان يفك العاني، ويحمي الذمار، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يطلب إليه طالب حاجة فردّه.

أنا ابنة حاتم، فقال صلى الله عليه وسلم هذه خصال المؤمنين حقا، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق. فلما منّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، دعت له فقالت: شكرتك يد افتقرت بعد غنى، ولا ملكتك يد استغنت بعد فقر. وأصاب الله بمعروفك مواضعه، ولا جعل لك للئيم حاجة، ولا سلب نعمة من كريم إلا وجعلك سببا لردها عليه ! قال ابن الأعرابي: كان حاتم أحد شعراء الجاهلية، وكان جواداً يشبه جوده شعره ويصدق قوله فعله، وكان حيث ما نزل عرف منزله، وكان مظفرا؛ إذا قاتل غلب، وإذا غنم نهب، وإذا سابق سبق، وإذا أسر أطلق. وكان إذا هل شهر رجب نحر كل يوم عشرة من الإبل، وأطعم الناس، واجتمعوا عليه. وكان أول ما ظهر من جوده أن أباه خلفه في إبله وهو غلام، فمر به جماعة من الشعراء: عبيد بن الأبرص، وبشر بن حازم، والنابغة، وهم يريدون النعمان. قالوا له: هل من قرى ولم يعرفوه، فقال تسألون عن القرى وقد رأيتم الإبل والغنم، انزلوا، فنزلوا، فنحر لكل واحد منهم جزورا، وسألهم عن أسمائهم فأخبروه، ففرق عليهم الإبل والغنم، وجاء أبوه فقال ما فعلت ? قال طوقتك مجد الدهر كطوق الحمامة، فقال أبوه: لا ألومك أبدا، قال: إذا لا أبالي.ومن حديثه: أنه خرج في شهر الحرام فلما كان بأرض عنزة ناداه أسير لهم، يا حاتم: أكلني الإسارة والقمل، قال ويحك، ما أنا ببلاد قومي، وليس معي شيء أفديك به، فاشتراه من العنزيين، وأقام مكانه في القيد حتى أوتي بالفداء.

ومن حديثه أن ماوية امرأة حاتم حدثت قائلة: إن الناس أصابتهم سنه أذهبت الخف والظلف، فبتنا ذات ليلة بأشد الجوع، وأخذنا نعلل عديا وسنانة حتى ناما من الجوع، فإذا امرأة تقول يا أبا سنانة جئتك من عند صبية جياع، قال أحضري صبينك فو الله لأشبعنهم .قلت بماذا يا حاتم فو الله ما نام صبيانك إلا بالتعليل? فقام إلى فرسه فذبحه، ثم أجج نارا، وجاء على نورها قوم، فأخذوا يشتوون ويأكلون، وتقنع كساه ونام، فو الله ما طعمها.

وأخباره مشهورة وهنا قصة عجيبة: روى محرز مولى أبي هريرة قال: مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم، ونزلوا عنده، فقام إليه رجل يقال له: أبو اليخبري فرج قبره برجله، فقال أحدهم ويلك ما تسمع أتعرض لرجل قد مات ? قال إن طيا تزعم إنه ما نزل به أحد إلا أقراه، ثم جنّهم الليل عند القبر فناموا، فقال أبو اليخبري فزعاً وهو يقول واراحلتاه ! فقالوا له مالك ? قال أتاني حاتم في النوم وعقر ناقتي بالسيف، وأنا أنضر إليه وأنشدني شعراً حفظته وهو هذا:
أبو اليخبري وأنـت امـرؤ

ظلوم العشيرة مشتامـهـا
أتيت بصحبك تبغى القـرى

لدى حفرة قد صدت هامها
أتبغي لي الذم عند المبـيت

وحولك طيء وأنعامـهـا
فإنا لنشـبـع أضـيافـنـا

وتأتي المطايا فنعتامـهـا
قال فلما قاموا فأذا ناقة الرجل نكوس معقورة فنحروها وباتوا يأكلون، فقالوا أقرانا حاتم حياً وميتاً، قال فلما أصبحوا أردفوا أبو البحتري وساروا وإذا رجل راكب بعيرا ويقود آخر، وهو يقول أيكم أبو اليخبري? قال أنا، قال خذ هذا البعير، أنا عدي بن حاتم جاءني حاتم في النوم وزعم أنه أقراكم بناقتك، وأمرني أن أجزيك عنها، وإلى هذه القضية أشار بن دارة الغطفاني يمدح عدي بن حاتم فقال:
أبوك أبو سفـانة الـخـير لـم يزل

لدى شيبة حتى مات في الخير راغبا

به تضرب الأمثال في الشعر ميتا

وكان له إذ ذاك حيا مصاحـبـا
قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به

ولم يقر قبرا قبله الدهر راكبـا
وأخبار حاتم مشهورة، وقد أسلم عدي رضي الله عنه، وكان له شهرة في الإسلام وجاء في الحديث: إنه لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا أجلسه على فراشه، وجلس صلى الله عليه وسلم على الأرض، وقصته مشهورة في السيرة، وكان مع علي رضي الله عنه يوم الجمل، وهو من الكرام ومناقبه شهيرة. ومن بطون ثعل بنو معاوية بن بني عمرو بن ثعل بن سنبس بطن.

وكان لسنبس من الولد: عمرو وعدي، وقد ذكر منهم الحمداني حيا ببطاح العراق، وطائفة بدمياط قال وكان لهم شأن أيام الفاطميين وعد منهم ثلاثة أحياء وهم: الخزاعلة وبنو عبيد وجموح.

ومنهم قوم بأعمال الجزيرة حول سيارة، قاله في نهاية الأرب قال: والأمارة في الخزاعلة في بني يوسف، ومقرهم في مدينة سنجارة. ومن بني يوسف محمد بن يوسف، وأبناؤه الذين مدحهم أبو تمام والبحتري في خلافة الفاطميين، ومن بطون سنبس بنو رميح، ويقال: بنو رميح القبيلة التي في البحرين وقطر منهم، ومن بطون سنبس بنو لبيد بطن، وبنو عمرو بطن، وبنو عدي بطن، وبنو أبان بطن، وكلها من سنبس، ومن بطون طيء شمر قال بن الكلبي شمر وزريخ بطن من ثعل، وهما أبناء عبد بن جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث من طيء.

وشمر اليوم هم سكان الجبلين أجاء وسلمى، جبلي علي وشمر ثلاثة بطون: سنجارة بطن والأسلم بطن، وعبدة بطن، وعبدة أكبر قبيلة من شمر، وسنجارة بطون وأفخاذ، ومن سنجارة آل فالح بطن، والغفيلات بطن من سنجارة، من آل رمال، وآل زميل بطن من سنجارة، والربعة بطن من سنجارة، ومنهم سند الربيع ومنهم الربيعات، ومن الربيعات الدعاجين، يقال لهم آل باين جماعة أبن نخيلان، ومن بطون سنجارة السويد بطن، ومن بطون السويد فداغة بطن من سنجارة، ومن فداغة آل رمان أهل تيماء، جماعة أبن رمان،ومن بطون علي التومان جماعة من التمباط، ومن بطون سنجارة آل سليمان بطن، وآل شلقان بطن، ومن بطون سنجارة الرخيص وهم بطن من سنجارة من بقايا بنو النبهان ومنهم آل باتع أهل حايل البطن الثاني، ومن شمر آل أسلم.

قال السويدي: آل أسلم بطن من جزام، دخلوا مع بني جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل المتقدم ذكره، ومن بطون آل أسلم آل منيع بطن، ومنهم آل طوالة وآل فايد، ومنهم الوجاعا وآل مسعود بطن من آل أسلم، وآل غيصم والصلقة بطن من آل أسلم.

والمعاضيد بطن من آل أسلم، وآل غرير بطن من آل أسلم، وهم بقايا بني عدي رهط حاتم الطائي.

والخرصة بطن من آل أسلم، وآل ثابت بطن من آل أسلم، وآل الحدب بطن من آل أسلم، وآل عمود بطن من آل أسلم.

وآل السيح بطن من شمر، وهم بطون وأفخاذ، منهم الجربان البطن الثالث من مر عبدة، وهم بنو ضيغم بن معاوية بن الحارث بن منبه بن زيد بن حرب بن عله بن الجلد بن مذحج، أخو طيء.

ويقال إن مذحج هو طيء. وكان معاوية بن الحارث من جنب، والملك في بيت جنب. وهو الذي استجار به مهلهل أخو كليب، وتزوج ابنة مهلهل واسمها عبيدة، وإليها تنسب قبائل من جنب، فولدت له ضغيم. ومن بني ضغيم عبدة هؤلاء، وكانت لهم الرياسة على قبائل شمر من طيء بن علي، وكانت رياسة جبلي طيء قديما الجديلة بطن من طيء. ثم صارت في بني نبهان، ثم صارت في الجربان، ثم صارت عبيدة، في آل جعفر.

وكانت عبدة ثلاثة بطون آل جعفر، وآل فضيل، وآل مفضل، ومن آل جعفر آل علي فخذ، وكانت لهم الرياسة قديما، وآل خليل بطن، ومن آل خليل الرشيد بطن، ومن الرشيد آل عبد الله، وآل عبيد، وآل جبير، وانتقلت الرياسة من آل علي في عبد الله بن علي بن رشيد، إلى أولاد عبد الله طلال، ومنهم بن طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله بن علي الرشيد.

ومن آل عبد الله عيال سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله. ومن آل عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن رشيد الذي قتل ابن أخيه بندر بن طلال، لما قتل أخاه متعب.

وآل عبيد منهم سليمان بن عبيد بن أحمود بن عبيد بن علي الرشيد. وآل جبر أفخاذ: منهم سلطان آل جبر، وفهد آل جبر، ورشيد آل محيسن آل جبر، وغيرهم من آل جبر في رشيد.

 والفراطا فخذ من آل خليل، ومن بطون آل خليل آل ريا، وهم آل سبهان، ومن بطون جعفر الشرهان بطن، والويبار بطن، وآل خضير بطن، والذلاعبة بطن، والعقالا بطن، وآل قشعم بطن، وآل شميل بطن.

ومن بطون آل فضيل منهم أبا لميخ بطن، وآل شريم بطن، وآل عجل بطن، وأما مفضل فمنهم آل جبرين بطن، وآل يحيى بطن، وآل حسين بطن.
وممن ينتسب إلى الشلاحي من بني عبد الله عبادلة مطير، ومن شمر آل مزيد أهل المجمعة، وآل قدير أهل العطار، وآل حقيل أهل أحسلء سدير، وآل جربوع أهل القصيم.

وأما بنو زريق بن قيس بن شمر المتقدم ذكره فهم بطون وأفخاذ، ومن أعظم بطونهم الصبحيون، وهم بنو صبيح بن زريق بن عوف بن ثعلبة بن قيس ابن شمر ومن بطون الصبحيين أهل العراق، كبيرهم ابن عجران، ومنهم آل شعلان وكبيرهم مسلط بن شعلان، ومنهم آل شعلان أهل قصب.

وآل شعلان في بلد حربحلا. ومن الصباحا أهل السر، وأهل القصيم، وأهل القراين، وآل هويمل وآل حميد، في بلد مراة.

ومن الصبحيين آل صبح الذين في بني خالد، ومنهم آل أبو عينين، وآل خاطر أهل قطر. ومن الصبحيين العضبيون والطلحيون ذكرهم السويدي منهم العضبان.
ومن الصبحيين الثعالبة، جماعة ابن تعلى أهل المحانى، والقداعسة قوم الضبط، وأما لوزع فمنهم من همدان.

فهؤلاء عدادهم في الروقة من عتيبة، وأما الطلحيون فهم بطن من الصبحيين من بني زريق، كما ذكرهم السويدي، ومنهم آل طلحة المذكورون في الروقة.
ومن بطون الصبحيين الزموت بطنن والبحابحة بطن، والسنديون بطن، والحصاة وبنو حصين بطن، فهؤلاء من الصبحيين بطن من ثعلبة طيء. ومن بطون جرم طيء بنو جذيمة، وبنو مقدام بطن، وبنو رغو بن حميد بن جرم.
ومن بطون جرم آل نادل بطن، وآل بقرة بطن من جرم طيء، وآل عيسى بطن من رغو من جذيمة طيء. وآل محمد بطن من جرم طيء، والرفئة بطن من جرم طيء.
وبنو البقعة بطن من ثعلبة طيء، والحبانيون بطن من ثعلبة طيء.
ومن بطون سنبس الجواهر بطن من سنبس من طيء، وبنو عياد بطن من سنبس طيء، والحنابلة بطن من ثعلبة طيء، ومنهم أبو حنبل واسمه مدلج ابن سويد الطائي. كان يعد في الأوفياء، ويضرب به المثل: خير من يجير الجراد.
ومن حديثه فيما قال ابن الأعرابي عن الكليبي: قال دخل أبو حنبل يوما في خيمته، فإذا هو بقوم معهم أوعيتهم، فقال ما خطبكم? قالوا جراد وقع بفنائكم فجئنا لنأخذه، فركب فرسه وأخذ رمحه فقال والله لا يعرض له أحد منكم إلا قتلته، إنكم رأيتموه في جواري، فلم يزل يحرسه حتى حميت الشمس فطار، وتحول عن جواره، وقال شأنكم به. ويقال اسمه حارثة بن مر بن حنبل الطائي، وكان من طيء عامر بن حارثة. كان أول من قام بالضيافة، ويذكر أن قيسا كان من أجواد العرب، فقيل له يا قيس هل رأيت أحدا أسخى منك? فقال نعم، نزلنا على بادية من طيء، ونزلنا على امرأة زوجها فقالت نزل بك ضيف، فأتى بجزور فذبحها، وقال شأنكم بها، فأقمنا عنده والسماء تمطر. فلما جاء الغد بأخرى فنحرها، وقال شأنكم بها، فقلنا والله ما أكلنا من التي نحرت لنا البارحة إلا القليل، فأقمنا عنده أياما والسماء تمطر وهو يفعل هكذا فلما أردنا الرحيل تركنا مائة دينار، فقلنا للمرأة اعتذري لنا منه ومضينا، فلما متع بنا النهار إذا الرجل يصيح خلفنا أيها الركب اللئام، أعطيتمونا ثمن قراكم ثم لحفنا، وقال: لتأخذن مالكم وإلا طعنتكم بهذا الرمح، فأخذناه وانصرفنا.

ومن بطون ثعل: بحتر بن عتود بن سلامان بن ثعل بن الغوث بن طيء بن علي، منهم البحتري الشاعر المشهور. ويكنى أبا الحسن وهو الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملان بن جابر بن مسهر بن مسلمة بن الحارث بن جشم بن أبي حارثة بن جدي بن يدول بن بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن طيء.

ومنهم بطون كلها في العراق وأكثرها في الحاضرة. وبلادها منبج والزوراء، وغيرها من قرى العراق. وكان البحتري فصيحا فضلا، حسن المشرب والمذهب، نقي الكلام، مطبوعا، متصرفا في فنون الشعر، حتى أنه لما قربت وفاته أحرق كل ما وجد من الهجاء، وولد بمنبج وبها نشأ وكان قائدا لطيء في الإسلام.

ومن بطون ثعل ثعلبة بن درمان، ومنهم بنو وائل بطن، ومنهم عمرو بن عدي بن وائل، الذي مدحه امرئ القيس.

 ومن بطون طيء بنو صخر بطن من ثعل، منازلهم في تيماء وخيبر والشام، ومنهم بطون بنو هرماس بطن من جذيمة طيء، وبنو عمرو بطن من درمان من طيء، ومن ثعلبة بنو سوادة بطن من طيء، وبنو شبل بطن من طيء.
وآل حمدان هم من ولد نافع بن مروان الطائي، ومنهم بنو جلهمة، ويقال جلهمة هو هيّ بن طيء، ومنهم الجلاهمة سكنة حالة بوماهر من البحرين.
فصل
في جديلة
جديلة: أخو الغوث أولاد طيء وقد تقدم ذكر الغوث، وأما الحارث بن طيء فبنيه اختلطوا بجديلة.

والغوث وبنو الحارث هم رهط أبو تمام الشاعر البليغ.

ومن جديلة بنو سعد بن قطرة بن طيء وإنما سمّوا جديلة؛ لأن سعد بن قطرة تزوج جديلة بنت سبيع بن حمير الأصغر فسموا بها، فولدت لسعد حوراء وخارجة.
قال أبو عبيدة بنو حوراء سهليون وليسوا من الجبليين، وبنو خارجة بن جديلة من الجبلين. وفيهم الشرف، فولد لحوراء جندب، ومن بطون جديلة بنو تيم بن ثعلبة بن جدعاء بن ذهل بن درمان بن جندب بن خارجة بن جديلة، ويقال لهم الثعالب، ومن بني تيم المعلاّ الذي مدحه امرؤ القيس وكان نزل عليه بعد ما قتل أبوه حجر، وكان عنده في منعه عن الملوك، وسائر الناس.

ومن بني ثعلبة الأسيف بن صليع، ومنهم مسعود بن علبة الشاعر. ومن بني ثعلبة ابن جدعاء بن ذهل بن درمان بن جندب بن خارجة بن جديلة، ومنهم الحرّ بن مشجعة بن النعمان قائد جديلة يوم حرب مسيلمة الكذاب.

ومن بطون جندب بن خارجة بن جديلة بنو كيماد، ومن بطون جديلة بنو طريف، وهم من بني طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن درمان بن جندب بن خارجة بن جديلة. ومنهم البراح بن مسهر، ومنهم جبيل بن رافع الجواد، وبنو جبيل بطن من جديلة من بني طريف بن مالك بن جدعاء، من الجبلان المعروفين في علوي من مطير، وهم بطون الأعنّة بطيء.

والعراقبة بطن، والعقيمات بطن، والمقالدة بطن، ومن الجبلان البطن المعروف في زعب، ومن الجبلان آل شعوان.

ومن بطون جديلة الثعالبة، وبنو ثعلبة، وهم من بني ذهل بن درمان بن جندب بن خارجة بن جديلة. وينفصم عن جديلة من سائر طيء بنو رغو بن جذيمة، ومساكنهم بلاد غزة. قال الحمداني: ويقال إنهم من جرم، ومن سنبس بنو جو بطن من سنبس، وبنو رضيعة بطن من جذيمة، والغيةث بطن الصبحيين من بني زريق، ومساكنهم بأطراف مصر، ومن بني زريق القمعة، وهم بطن من العليميين، والعوفة بطن من زريق، وبنو سهيل بطن من جرم ثعل، قال الحمداني: وكانوا سفراء بين الملوك، وبلادهم غزة، يجاورهم قوم من زبيد، يقال لهم بنو فهيد.

والشمخان بطن من جرم، ومنهم جبلة بن مالك بن كلثوم، والنمور بطن ومن بني زريق المراونة بطن من درمان من ثعلبة جديلة.

قال الحمداني ومن العليميين عمرو بن عسيلة كان معروفا بالعلم، والبوق.

المعديون بطن من بني زريق، والمصافحة بطن من بني زريق. والمساهرة بطن من بني زريق.

وكل هؤلاء من ثعل في جديلة. ومن طيء صفيّ الدين الحلّي الطائي الشاعر المشهور، كان في زمن تغلّب التترفية على العراق، وهو القائل حين نهضت طيء في قتال التتر فهزموهم وانصرفت طيء شعرا:
سل الرماح العوالي عن معـالـينـا

واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا

وسائل العرب والأتراك ما فعـلـت

في أرض قبر عبيد الـلـه أيدينـا

لقد مضينا فلم تضعف عـزائمـنـا

عما نروم ولا خابت مـسـاعـينـا

بيوم وقعة زوراء الـعـراق وقـد

دِنّا الأعادي بما كـانـوا يدينـونـا

بضُمُر ما ربطـنـاهـا مـسـومة

إلا لنغزوبها مـن بـات يغـزونـا

وفتية إن نقل ألقوا مسـامـعـهـم

لقولنا أو دعونـاهـم أجـابـونـا

قوم إذا خاصموا كانـوا فـراعـنة

يوما وإن حكموا كانـوا مـوازينـا

تدرعوا العقل جلبابا فـإن حـمـيت

نار الوغى خلتم فيها مـجـانـينـا

إن الزرازير لمـا قـام قـائمـهـا

توهمت أنها صارت شـواهـينـا

أخلوا المساجد من أشياخنا وبـغـوا

حتى حملنا فأخـلـينـا الـدواوينـا

ثم انثنينا وقد ظلـت صـوارمـنـا

تسمو عجابا وتهتز الـقـنـالـينـا

وللدماء على أثوابـنـا عـلـق

بنشره عن عبير المسك يغنينـا
إنا لقوم أبت أخلاقنـا شـرفـا

أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا
بيض صنائعنا خضر مرابعـنـا

سود وقائعنا حمر مـواضـينـا
لا يظهر العجز منا دون نيل منى

ولو رأينا المنايا في أمـانـينـا
ومن بطون جديلة بنو لام، وهم بطون وأفخاذ، وهو لام بن عمرو بن طريف ابن عمرو بن مالك بن عمر بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن دومان ابن جندب بن خارجة بن جديلة بن سعد بن طيء.

قال الحمداني: ومنازل بنو لام بالجبلين إلى المدينة، وينزلون أكثر أوقاتهم مدينة يثرب، ثم كثروا، وتفرقوا، فافترقت بطونهم من حارثة بن لام، وابنه أوس.
وهم الذين ذكرهم أبو تمام. وكان حارثة بن لام من أوفى الناس جسماً. ومن بطون لام بنو مسروق بطن، وبنو كندي بطن، وبنو أوس بطن، وعتود بطن .
فأما أوس ذكر بن الأثير أنه أوس بن خالد بن حارثة بن لام، وكان يضرب به المثل في الفضل والجود. وكان اسم أمه سعدى بنت حصين الطائية .وكانت سيدة، وكان أوس سيدا مقدما. وذكروا أنه وفد هو وحاتم الطائي على عمرو بن هند ملك الحيرة فدعا أوس، فقال أنت أفضل أم حاتم? فقال أبيت اللعن، لو ملكني حاتم أنا وولدي لما كان عجبا، ثم دعا حاتم فقال له أنت أفضل أم أوس? فقال له أبيت اللعن، ولأحد ولده أفضل مني. إنما ذكرت بأوس.

وكان النعمان بن المنذر قد دعا بحلة، وعنده وفد العرب من كل حي، فقال احضروا من الغد؛ فسألبس هذه الحلة أفضلكم وأكرمكم. فحضروا جميعا إلا أوس. فقيل له: لم تتخلف? فقال: إن كان المراد غيري فأجمل الأشياء إلا أكون حاضرا. وإن كنت المراد فسأطلب، فلما جلس النعمان لم ير أوسا فقال اذهبوا إلى أوس فقولوا له: احضر آمنا مما خفت منه، فحضر وألبسه الحلة، فحسده قومه فقالوا للحطيئة: اهج أوسا ولك ثلاثمائة ناقة، قال فكيف أهجو رجلا وما في بيتي زاد ومتاع إلا من عنده? ثم أنشأ يقول:
كيف الهجاء وما تنفك صالحة

من آل لام بظهر الغيب تأتيني
فقال لهم بشر بن أبي حازم من بني أسد بن خزيمة أنا أهجوه، فأعطوه الإبل. قال ابن الأثير فهجاه وذكر أمه سعدى، فلما بلغ أوس ذلك أغار عليه فاكتسح الإبل؛ وهرب بشر إلى بني أسد. وكان لا يستجير بأحد إلا قالوا أجرناك إلا من أوس. ولجأ إلى عشيرته بني أسد وكرهوا أن يسلموه لأوس، فجمع أوس قومه جديلة وسار بهم إليهم ولحقهم بظهر الدهناء، فاقتتلوا قتالا شديد، فانهزمت أسد؛ فهرب بشر فجعل لا يأتي على حي يطلب جوارهم إلا امتنع، ثم نزل على جندب بن حصين الكلابي فأرسل إليه أوس يطلب منه بشرا، فأرسله إلى أوس، فلما قدم به على أوس أشارت عليه أمه سعدى أن يحسن إليه، ويرد عليه الإبل، ويعفو عنه، فقال له أوس يا بشر ما ترى أني صانع بك? فأنشد بشر أبيات شعر يمدح فيها أوس، فرد عليه أوس إبله وأعطاه من ماله مائة ناقة، فقال بشر: لا جرم، لا مدحت أحدا غيرك حتى أموت. وفضل أوس بين العرب مشهور.

وقد حكى أن الحارث بن عوف المرّي سيد ذبيان قال يوما لأخيه خارجة: أأخطب إلى أحد فيردني? قال نعم، أوس بن حارثة بن لام سيد طيء قال الحارث لغلامه: ارحل بنا إليه، فرحل الحارث وأخوه خارجة وغلامه. قال فخرجنا نؤم بلاد طيء ترفعنا الطريق طورا، حتى أتينا ديار طيء فوجدنا أوسا خارج الحي فرحب بنا، وقال ما جاء بك يا حارثة ? قال جئتك خاطبا، قال لست هناك. وانصرف مغضبا فلم يكلمنا فانصرفنا راجعين.

 ودخل أوس على زوجته مغضبا وكانت زوجته من بني عبس فقالت: من الرجل الذي وفد عليك فلم يقم، ولم ترحب به ? قال ذاك الحارث بن عوف المري سيد ذبيان، قالت لم تستنزله ? قال إنه استحمقني خاطبا مني، قالت لماذا لم تزوجه إحدى بناتك هذا سيد العرب ? فلم تزل به، تجادله، حتى قالت له: تدارك ما كان منك فالحقه ورده، وقل له: إنك قد لقيتني وأنا مغضب بأمر دهمي قبل مجيئك، فارجع ولك ما أحببت، فلحقه أوس، ورجع الحارث مسرورا، فدخل على زوجته، قال: ادعى لي فلانة الكبرى من بناته، فأتته، فقال: يا بنية هذا الحارث بن عوف سيد من السادات قد جاءنا خاطبا، وقد أردت أن أزوجك منه، فماذا تقولين ? فقالت لا تفعل، واعتذرت منه بكلام، وقالت في خلقي بعض الحدة، ولست ابنة عمه فيرحمني، وليس بجار لكم فيستحي منكم، فقال لها بارك الله فيك. ادعي لي بفلانة أختك الوسطى فدعتها، فقال لها مثل ما قال لأختها الكبرى، فردت عليه مثل ما قالت أختها الكبرى، وقالت: إني خرقاء وليست يدي صنّاعة، لا آمن أن يرى ما يكرهه فيطلقني، فقال: قومي بارك الله فيك، ادعي أختك بهيسة الصغرى فقال لها مثل ما قال لهما، فقالت: أنت وذلك، فقال: إني عرضت على أختيك، فقالت إني والله الجميلة وجها، والصنّاعة يدا، والرقيقة خلقا، والنجيبة أبا، فإن طلقني فلا خلف الله عليه خيرا.

فقال بارك الله فيك، ثم رجع إلى الحارث وزوجه إياها، وأصدقها من ماله مائة ناقة، وقال له: لا تبت عزبا هذه الليلة، ثم أمر ببيت فضرب له، وأدخلت عليه، ثم هنأه أوس وخرج. فقال لها أفرغت من شأنك ? قالت لا والله، فمدّ يده إليها، فقالت مهلا، بين أبي وإخوتي ? هذا لا يكون، ثم أمر بالرحيل فساروا، فقالت تقدم فاعدل بنا عن الطريق، فعدل عن الطريق فأناخ، ثم قال لها: أفرغت من شأنك ? قالت لا والله، كما يفعل بالأمة الجبلية والسبية الأخيذة، لا والله، حتى تنحر الجزر، وتذبح الغنم، وتدعو العرب، وتعمل وا يعمل لمثلي، فرحلوا حتى جاءوا بلادهم فنحر الجزر وذبح الغنم ودخل عليها فقال أفرغت من شأنك ? قالت لا والله فقال قد نحرنا الجزر، وذبحنا الغنم، ودنا منها فقالت: لا والله، لقد ذكرت من الشرف مما لا أراه فيك، اخرج إلى هؤلاء القوم: عبس وذبيان فاصلح بينهم، فخرج حتى أتى القوم فمشى بينهم بالصلح حتى تصافوا وتحمل هو الديات، وكانت ثلاثة آلاف بعير في ثلاث سنين فانصرف بأجمل الذكر قال زهير بن أبي سلمى في ذلك شعرا.

ثم ولدت له بعد ذلك بنين وبنات.

وكان أوس هذا هو رأس جديلة، وهم بأجاء وسلمى جبلى طيء ثم وقعت الحرب بين جديلة والغوث، وهو يوم اليحاميم ويعرف أيضا بغارات حوق.
وكان سبب ذلك أن الحارث بن جبلة الغساني كان قد أصلح بين طيء فلما مات عادت إلى حربها، فالتقت جديلة والغوث، بموضع يقال له غرثات فقتل قائد جديلة، وهو أسبع بن عمرو بن لام، وهو عم أوس بن خالد بن حارثة ابن لام، وبعض النسابة يسقط خالدا، فيقول أوس بن حارثة بن لام، وكان مصعب رجلا من سنبس قطع أذن أسبع ابن عمرو بن لام فخصف بها نعله وقال:
نخصف بالآذان منكم نعـالـنـا

ونشرب كرها منكم في الجماجم
وتناقل الحيان في ذلك أشعارا كثيرة، وعظم ما صنعت الغوث على أوس، وكان لم يشهد الحروب المتقدمة، لا هو ولا أحد من رؤساء طيء: كحاتم وزيد الخيل فعزم أوس على اللقاء في الحرب بنفسه، وأخذ في جمع جديلة، وبلغ الغوث جمع الأوس لها، فوقدت النار على ذروة أجاء، وذلك أول يوم فأقبلت قبائل غوث وعليها رؤساؤها منهم زيد الخيل، وحاتم، وأقبلت جديلة مجتمعة على أوس، وحلف أوس ألا يرجع عن طيء حتى ينزل معها جبليها: أجاء وسلمى، والتقوا في غارات؛ فاقتتلوا قتالا شديدا، قال، فدارت الحرب على بني كيمن بن جندب بن خارجة بن جديلة.
قال عدي بن حاتم: إني الواقف يوم اليحاميم، والناس يقتتلون، وزيد الخيل يقول لبنيه: ابقيا على قومكما، فإن اليوم يوم التفاني، فإن يكن هؤلاء أعمام فهؤلاء أخوال، فقلت: أكرهت قتل أخوالك? قال فاحمرت عيناه غضبا، وتطاول إلي فضربت فرسي وتنحيت عنه، وظل ينتظر ابنيه فخرجا كالصقرين، وحمل قيس بن عازب على بجير بن حارثة بن لام؛ فضربه على رأسه ضربة اعتتق لها فرسه وولى، فانهزمت جديلة. وذكر الغلاييني أن النصر كان لجديلة على الغوث، وكان عنتر في حلف جديلة، وشكاه الثعالبة إلى غظفان.

ومن المغيرة بطون بني لام المغيرة، ومنهم المطيرة بن شداد بن أوس بن حارثة ابن لام بن عمرو بن طريف بن مالك بن عمرو بن ثمامة بم مالك بن جدعاء بن ذهل بن درمان بن جندب بن خارجة بن جديلة بن سعد بن قطرة بن طيء.
وكان المغيرة أشهر قبائل طيء بن لام، وأكثرهم بطونا، ومنهم الملوك الشهيرة وآخر ملوكهم عجل بن حنيتم يأتي الكلام فيه، ثم ارتحلوا من نجد إلى العراق، والشام ومنهم الجزيرة آل عبيد بطن من المغيرة، ورئيس آل عبيد حسين آل علي، وينظم إليهم الديلم.

ومن المغيرة بطون في عرب العمارة مع إخوتهم من بني لام، ومن بطون المغيرة آل سميط أهل العراق، وآل سميط أهل قطر، انتقلوا منه إلى النجهّ من بلاد فارس، بعد قتلهم لعفير.

ومن بطونهم المغايرة، والبطن المعروف في الروقة جماعة ابن حمد، ومن بطون المغيرة العشاوين، ومن يلتحق بهم من العبيات، وقد نقلنا عن خالد بن دعيج، وعبد الله بن زامل أهل مرات، أن الرفاعي بن عشوان ينتسب بهذا النسب.
وقد تمكنت المغيرة في نجد بعد بني هلال كما سنذكره عند ذكر بني هلال، وكان آخر ملوك المغيرة عجل بن حنيتم، ومسكنه بلد الشعراء من نجد، وآثار قصر عجل باقية للآن.

وقد ذكر في زمن مسعود بن عبد العزيز رحمه الله في سنة مائتين وألف، أن رجلا من أهل سمير مرّ بالإمام مسعود، فقال الإمام مسعود للرجل: ما عمرك? قال مائة وأربع وعشرون سنة، فقال له من أي القبائل أنت? قال له: من أشد قبيلة بنجد. فقال له من المغيرة? قال نعم، وكان كبير القبيلة يسمى عجلا.ومما يؤثر أن بني عامر بن صعصعة حبسوا أخا عجل، وكانوا بالوفراء فسار إليهم، وقتلهم قتلا ذريعا، وأطلق أخاه. ويقال: إن البيحيص سمي بهذا الاسم لكثرة الخيل والجيش في هذه الغزوة التي بحصته بحوافرها ومناسمها.

ويقال إنهم حوصروا في غزوة من الغزوات، وضاق بهم الوادي على سمعته. ومن بطون المغيرة من الحاضرة في نجد السوالم، وهم بقايا عجل منهم آل حمود، سكان بلد ضرما. وتفرقوا منها إلا القليل. فكان لحمود من الولد عبد الله، فولد لعبد الله حمود، ومحمد، أما حمود فله بقية في ضرما، و منهم آل إبراهيم، في بلد الرياض، ومنهم آل راشد، في ضرما، ومنهم علي بن حمود، وأخوه مسعود المسمى العارضي، ساكن بلد حايل.

وأما ناصر أخو راشد فذريته في الشعراء، وبقية آل حمود في قصر صعب من بلد المزاحية، وأما محمد بن عبد الله بن حمود فولد له ابنان: حمد وفهيد. أما فهيد فنزل بلد الأفلاج فولد له صالح، وولد لصالح فهيد، ومن فهيد سكنة العمار، تفرقت أفخاذهم من فهيد بن صالح.

وأما أحمد فولد له محمد، وكانوا يسمون في ضرما آل محيميد، فولد لمحمد حمد، وعبد الله، ومن ذريته عبد الله آل دبلان، أهل المزاحمية.

وأما حمد فولد له زيد، وولد لزيد حمد، وولد لحمد محمد، فنزل سراة وولد لمحمد حمد وزيد، وهم آل زيد المعروفون في بلد السراة.

ومن بطون المغيرة الشخيل، كان مسكنهم القديم العيينة المعروفة في وادي حنيفة. ومن الشخيل آل موسى، سكنت المبرز من الأحساء، وكان أول من انتقل من العيينة عبد الله وأخوه سليمان، أبناء موسى بن أحمد بن حسين بن عمران الشخيل. سكنوا الأحساء في سنة ثمانين وألف من الهجرة.فولد لعبد الله حسين، وولد لحسين ثلاثة أولاد: صالح، وسالم، وسليمان. وولد لسليمان: عبد اللطيف، ومحمد ثم انقرضوا .
وولد لصالح الشيخ عبد العزيز، وولد لعبد العزيز الشيخ عبد اللطيف، الذي كان جوهر، جد آل جوهر من مواليه، ثم انقرضوا. وولد لسالم بن حسين عبد اللطيف، وعبد الله، وعلي، وولد لعبد اللطيف الشيخ عبد الرحمن، وعبد العزيز، وأحمد. وولد للشيخ عبد الرحمن حسين، وعبد اللطيف، وعبد الوهاب. وولد لعبد العزيز: عبد اللطيف، وصالح، ومحمد. وولد لأحمد محمد. وأما عبد الله بن سالم فولد له محمد، وأحمد. وولد لمحمد عبد الرحمن، ولم يكن لعبد الرحمن من الذكور أحد، وولد لأحمد عبد الله بن سالم، وولد لصالح أحمد، وعبد الوهاب.

وأما آل علي بن سالم الذي من مواليه الظمن فقد انقرضوا. وأما سليمان بن موسى بن أحمد بن حسين بن عمران الشخيل، فولد له مبارك، وولد لمبارك سليمان، وولد لسليمان موسى، وولد لموسى محمد، وسليمان، فولد لسليمان عبد الله، وولد لعبد الله محمد، وأما محمد بن موسى، فقد ولد له عبد الرحمن، وولد لعبد الرحمن صالح، وحمد، وعبد الوهاب. فهؤلاء آل موسى الشخيل بطن من آل مغيرة، ومن أفخاذ الشخيل آل سليم، سكنوا بلد مراة، ثم انتقلوا منها إلى بلدة العيينة. ومنهم من ذرية محمد، وسليمان، أبناء موسى بن إبراهيم بن سليمان ابن سليم بن موسى بن عمران الشخيل.

فهؤلاء فخذ، ومن بطون آل مغيرة الجباري، مسكنهم بلد مراة، وكانوا من أقدم أهلها؛ فانقرضوا إلا القليل. ومن بطون آل مغيرة آل موسى، سكان بلد الوشيجر، وآل موسى سكان بلد مراة، ومن آل موسى أهل الوشيجر آل سليمان، سكان بلد جلاجل، منهم أبو لحويل، وعثمان ساكن الجهري بقرب الكويت، من آل موسى المذكورين.
ومن بطون آل مغيرة آل بشر سكان بلد الأفلاج، الذين منهم آل السفر، ومنهم إبراهيم بن السفر ساكن بلد ينبع الحجاز.

ومن بطون آل مغيرة طراد، وآل كليب، سكان بلد الحلوة من بريك ونعام.
ومن فخوذ آل مغيرة القحازي، وهم آل قحيز مسكنهم الخرج، وآل مبرد، والعردة، وآل عيسى سكان الخرج.

ومن أتباع المغيرة من الموالي آل خطاف، سكان الخرج، والوشم وغيرها.
والوحيمد سكان بلد القصب، موال آل حمود، وآل نبهان أهل الدرعية، يقال لهم آل عبيد.

ومن آل مغيرة آل جساس في بلد القويعية، والمريسس في بلد المحرق من البحرين، ومن بطون بني لام الفضول، ويقال: إن فضل ومغيرة وكثير إخوة.
ومن الفضول بطون وأفخاذ، ومن أشهر بطونهم آل غزى، وآل صلاّل، وكانت مساكنهم في العارض، وقد ذكر ابن بشران في القرن الحادي عشر أن منازلهم في المعارية، وأبي الكباش ويغرف فيها هناك الفضول والكثران، وفي سائر الوصيل والمغيرة والظفير في عقربا والجبيلة وما حولها، ومنهم بداة كانوا يسكنون القيض، ثم انتقلوا عنها إلى العراق، ولم يبقى منهم بنجد إلا حاضرة.
ومن بطون الفضول آل غزي، ومن بطون آل غزي آل بورماح، ومن آل بورماح الشملان أهل القصيم، ومنهم حمولة في بلد الزلفي، ومن آل بورماح آل يحيى، ومنهم آل إبراهيم، وهم عيال إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم. وكان لإبراهيم من الولد الشيخ محمد، ساكن بلد حايل، وابنه عبد الله.ومن أولاد إبراهيم عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم، كان مشهورا بالكرم والحزم والسياسة. ومن أولاد إبراهيم سعد كان منزله بلد رنية، وجبر بن إبراهيم له عدة أولاد: صالح، وعبد الله، وعبد الرحمن. ومن أولاد إبراهيم: حمود في بلد حايل، ويلحق بآل يحيى أهل ملهم، الذين منهم عبد العزيزابن يحيى، وعبد ربه في بلد الأحساء.

ومن بطون الفضول آل الشيخ، وآل حسن سكان ملهم، وآل دعيلج سكان بلد حريملا، وآل حصنان، ومنهم الشباكا أهل ثرمدا، وأهل الكويت.

ومن بطون الفضول آل مرشد أهل سدير، ومن بطون الفضول آل طالب في بلد الوطة، من بريك، ونعام، وبلد الرياض.

ومن الفضول آل شلال، وآل فضيلي من سكان القصب، ومن الفضول بلد الأحساء سعود العايذي، وآل بويّت، سكنت قرية المراح من العيون، قرب العيون الشمالية.
ومن الفضول حمولة محمد آل أحمد، وعيسى آل حسن سكنت العمران، وهي من قرى الأحساء. وأما بادية الفضول فسكانها آل غزي، وآل صلاّل، وآل مجيول، انتقلوا إلى العراق في عرب العمارة، ومن بني لام. وكانت العرمة التي بنجد تعرف بعرمة آل غزي، وآل صلال.

 ومن بطون بني لام الكثران، وبنو خالد، وهم خالد الحجاز، وهم من أبي غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن حارثة بن لام. وكان لغنم هذا من الولد: أعصر وأبيّ. وقال السويدي فمن بني أعصر هذا عمرو بن المسيح، كان أرمى العرب.
وكان عمرو بن المسيح أدرك الإسلام فأسلم، وله من العمر مائة وعشرون سنة.
ومن بطون بني لام ابن غراب بن جذيمة بن ود بن معك بن عتود بن حارثة ابن لام.
ومن بني غراب المقدام الشاعر، ومن بني غنم بن حارثة بنو سلسلة، وهم بطن من بني لام. ومنهم السلسلة المذكورون في عتيبة.

ومن بطون بني لام بنو أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن حارثة ابن ثوب بن معرة بن عتود بن حارثة بن لام.ومنهم الفلتة البطن المذكورون في عتيبة، ومنهم بنو عدي بطن من لام من بني عمرو بن سلسلة، ومنهم عنزة ابن الأخرس، وابنه وسمان الشاعران.

وبنو دغش بطن من بني لام، وأما أبيّ أخو أعصر بن غنم بن حارثة فقد كان له من الولد: سيف ومسعود وحارثة وحضنّهم أمة يقال لها غزية، فغلب عليهم اسمها فسموا غزية وآل الحمداني، ومنهم قوم بالشام، والعراق، والحجاز، ونجد، وفيما بينها.

قال وهم بطون وأفخاذ، وترجع إلى أصلين: البطنان، وأجود. فمن البطنان آل كثير، وآل مسعود، وآل تميم، ومن آل أجود منيع، وآل سعيد، وآل ابن حرام، وآل علي، ومساعدة، وبنو حميد، وخالد الحجاز.

قال الحمداني: وخالد حمص من خالد الحجاز، ذكره السيوطي.

وآل عمرو من غزية، وذكر السويدي بطونا لأجود هذا في غزية هوزان، وهو غلط منه؛ لأن بطون الأجود اليوم في بني لام سكان العراق، وكبير أجود غضبان رئيس بني لام في العمارة، قال في مسالك الأبصار: ومنهم طائفة في طريق الحجيج البغدادي، مياههم اليحموم، والغيث، والمعينة. وديار أجود: الرخيمية، والدفينة، ولينة، وزرود.

وديار آل عمر بالجوف، وكان يسمى جوف العمرو، وديار بقاياهم اللصيف، واليحموم، وأثلام، والمعينة، ويليهم ديار ساعدة من الخضراء إلى برية زرود.

ثم آل خالد وديارهم التنومة، وحنيذ وأبو الديدان، والقريع، والكوارة، إلى الرسوس، إلى عنيزة، إلى وضاخ، إلى جبلة، إلى الأنجل، إلى السر، إلى العورة، إلى عشيرة، انتهى كلام صاحب المسالك.

ومن بطون البطنان آل كثير، من بني غزية بن أبي بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن حارثة بن لام. وهم بطون وأفخاذ، بادية وحاضرة، والمشهور منهم قبيلتان: آل بنهان بطن، وآل غسان بطن، وانحدروا إلى العراق في بني لام سكان العمارة، وكان لهم ملوك وصيت في القديم، ومنهم آل عروج. ويقال إن آل عروج من آل غزي من الفضول، وكانوا يسكنون بلد العمارية، وكان آخرهم أديد بن عروج، ترأس في بني لام بعد عجل .

ومن بني كثير بنجد: الكثران، وسكنوا بلد الحريق ومنهم أناس في الرياض. ومن بني كثير: آل شاقب في بلد ضرما، وآل صامل في بلد المزاحمية، ومنهم آل مزاحم .
ومن بطون الكثران العجاجي، وقيل إنهم من المغيرة، وأخوالهم كثيروهم فخوذ منهم فخذ في القصيم، وفخذ في بلد ضرما، وفخذ في بلد حرميلا، ومن العجاجات آل سيف، وسيف بلده القديمة العيينة، فتفرقوا منها. ومن سيف العجاجات أهل الأحساء، عبد العزيز وأولاده: محمد، وإبراهيم، وعبد الرحمن، وحسن، ومن سيف المذكور: عبد الله أخو عبد العزيز.

ومن كثران: آل مظهر سكان مكة وضرية في أعلى نجد، ومنهم آل يحيان أهل السرو.

ومن بطون الكثران: آل دعيج، وآل منصور في بلد مراة، وآل دعيج أربعة فخوذ: آل عبد الرحمن، وآل عبد الله، وآل دعيج، وآل علي. وهم ذرية الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن راشد بن علي بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن موسى بن دعيج البطن المعروف من الكثران في غزية طيء من بني لام. كان قاضي الوشم، في زمان الإمام فيصل بن تركي رحمه الله إلى مصر، وبعد رجوعه.

وكان شاعرا لسناً وله في مدح الإمام فيصل قائد يصفه بالعفة والصلاح ومن قوله شعرا:
وما بدأت النظـم إلا مـحـبة

وما كان مقصودي به التنولا

لأن إله العرش قد سد فاقتـي

وعار لغير اللـه أن أتـذلـلا

إذا جاء للمعروف طالب حاجة

بذلنا له فوق الذي كان أمـلا

إذا ما أتى المعروف قبل سـؤالـه

فلا خير في المعروف بعد التوسلا
ومن بطون الكثران: آل سند، أهل ثرمدا، ومنهم آل محطب في بلد الزبير، ومن فخوذ الكثران: آل سند، وآل برخيل، وآل سهو المذكورين في سدير وآل زامل في جلاجل .
ومن الكثران الحمازا، والقباشا، أهل الحريق من بلد الوشم .
ومن الكثران: في الأحساء: آل كثير، وهم أولاد محمد، ثلاثة: صالح، وعبد الله، وعيسى.

ولعيسى من الولد صالح، وانقرض. ولعبد الله من المعقب عبد اللطيف بن عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عثمان. ولصالح من الولد: أحمد، وعبد الرحمن.

أما أحمد فقد انقرض. ولعبد الرحمن من الولد: محمد، وإبراهيم، وصالح، فولد لمحمد صالح، ولإبراهيم محمد، وعبد الطيف، وولد لصالح بن عبد الرحمن عمرو، ولعمر عبد الرحمن.

ومن بطون البطنان بن غزية: الروقة، ومنهم طائفة بالشام، وبنو تيم بطن بن البطنان من غزية.

وقد اختلطوا بأهل السواد في العراق، وبقيتهم اختلطوا بتميم بن سر بن أد ابن طابخة.

وأما بطون آل أجود الذين تقدم ذكرهم منهم في عرب العراق مع بني لام، ومن بطون آل أجود آل شمر بطن، وآل مسافر بطن، وآل سرية بطن، وآل رفيع بطن، وأولاده كافرة بطن، ذكرهم في مسالك الأبصار، ومن بطون أجود مساعدة المتقدم ذكرهم، ومنهم يطن مع الظفير، ومنهم مساعدة الزلفى من البطن المعروف في عتيبة.

ومن بطون أجود بنو خالد، الكتقدم ذكرهم في عرب الحجاز. وقد اتجهت منهم فرقة إلى نجد، مع بني لام في القرن التاسع من الهجرة، وهم خالد المذكور في ترجمة أجود بن زامل ملك الأحساء في قول الشاعر:
ونجد رعاة الربع زاه ربيعـهـا

على الرغم من سادات لام وخالد
وخالد، هم خالد غزية، الذين منهم الجبور، وآل جناح، والدعوم، وسائر بطون بني خالد سيأتي ذكرهم، ومعهم فريق آل حمود المذكورين في غزية وقد هاجر في القرن العاشر وصاروا إلى بادية الخرج، وانقرضت دولة عقيل عامر. واستولت الأتراك على الأحساء، ثم انتزعها منهم آل حميد بالاشتراك مع بني خالد في سنة ثمانين وألف .
وأول من ملك منهم: برّاك بن غرير بن عثمان بن مسعود بن ربيعة. وربيعة من لآل حميد المتقدم ذكرهم، ومع براك يومئذ حسين بن عثمان بن مسعود بن ربيعة، ومهنى الجبري من الجبور. فقد سطوا على يوابة الترك وأخرجهم من الأحساء والقطيف، ومات برّاك سنة خمس وتسعين بعد الألف. وملك بعده أخوه محمد بن غرير، ومات سنة ثلاث ومائة وألف، وملك ابنه سعدون ومات سنة خمس وثلاثين ومائة وألف .
ثم تنازع آل حميد في الرياسة بعد موت سعدون؛ إذ تنازع دجين بن سعدون، وأعمامه: علي، وسليمان وغرير، وأولاد محمد بن غرير، واستولى على الأمر؛ علي ومن بعده أخوه سليمان. ثم إن المهاشير من بني خالد غدورا بسليمان بن محمد بن غرير وأخرجوه. فقدم الخرج ومات فيها سنة ست وستين ومائة وألف .ثم استولى غرير على السلطة، وهو ابن دجين بن سعدون بن محمد بن غرير وذلك بعد أن قتل عم أبيه غرير بن محمد.

وصار الأمر في غرير وأولاده، وهم: دجين وسعدون وماجد ومحمد وزيد. فتولى الأمر من بعد غرير ابنه دجين، ثم سعدون، وكانت ولايتهم على الأحساء، والقطيف، قبل ولاية سعود بن عبد العزيز، وآخرها سنة سبع ومائتين وألف بعد خراب الدرعية .
ثم تولى الأمر في الأحساء والقطيف: ماجد ومحمد وادا غرير بعد ولاية آل سعود. ثم انتزع الأمر منهم الإمام تركي بن عبد الله رحمه الله سنة خمس وأربعين ومائتين وألف. وآل غريرهم: نايف وفيصل وبدر، وهم أخوال ولي العهد سعود بن الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود.

ومن آل حميد: عبد الله بن غرير بن عثمان، منهم برّاك ونهار.

ومن آل حميد: آل حسين بن عثمان بن مسعود بن ربيعة، ومنهم آل هزاع.
ومنهم آل غرير أهل شقراء، والسبعا، الذين منهم عبد الرحمن السبيعي ومنهم آل فاضل، وآل عمار أهل القراين. فهؤلاء في غرير، وأما بنو خالد فهم ثلاثة بطون، ولهم أفخاذ، ومن بطونهم: الجبور، وآل جناح، والدعوم، وكانوا آل حميد ثم تفرقوا .
ومن بطون الجبور آل سيار، ويقال لهم السيايرة، كان منهم ابن سيار.
وسكنوا القصب. ثم تفرقوا منه فلم يبق به منهم إلا القليل، وذلك بسبب وقعة جرت بينهم في أم الجماجم بمزج.

ومنهم عثمان جد آل بلهيد. وولد لعثمان: سعود، وعبد الله، وسالم، وسليمان. وكان مقرهم القراين.

أما سليمان فولد له عبد الله، وولد لعبد الله سعود، وكان قاضيا للإمام تركي في القصيم، وذريته في البكيرية، والشبحية، والقرعاء، ومنهم الشيخ عبد الله ابن بليهد .
وأما سالم بن بلهيد فمن ذريته: آل سالم أهل القراين.

وأما عبد الله بن بليهد الأول فمن ذريته آل بليهد، أهل القراين: محمد وإخوته، وبنو عمه. وهو محمد بن عبد الله بن عثمان بن سعود بن محمد بن عبد الله ابن بليهد بن عثمان بن بليهد بن عبد الله بن فوزان بن محمد بن عايد بن بليهد بن عثمان الأول الذي خرج من بلد القصب.

ومنهم آل حفير أهل أو شقير.

ومن بني خالد آل غنام، وآل شبيب أهل القصب، وأما آل سويدا أهل القصب، وآل عثمان حمولة الشيخ الشاوي، في البكيرية فهم من البلقوم.

ومن بني خالد الشويعر من الدعوم.

ومن الجبور آل شقري أهل الرياض، ومن الجبور آل فالح، أهل عشيرة ربيق في رغبة.

وآل خالد في ثاوج، وآل دحيم في حريملا، والجراوي في سدير، وفي الأحساء، وآل ماجد أهل البرة، وآل حامد في ثرمدا، وآل عوشن في شقراء، وآل خلف في الشعراء والقويعية.

وأما السيايرة فمنهم في بلد ضرما آل سيف، ومنهم العرفا في القويعية، والعرفا أهل المزاحمية.

ومن بني خالد في الأحساء أهل ودي، وآل غنيم، وآل بداح، وآل شريش، وآل دعيج في قرية الدشة، وآل جويد، وآل فرعين، وآل فارس في المبزر.
ومن بني خالد: السحبان أهل قرية المقدام، ومنهم آل فياض، وآل دابل، وآل صفية، وآل بدين في المبرز.

ومن بني خالد القرشة، ومنهم آل بوعياش في المبرز.

ومن بني خالد المهاشير، ومن بطون المهاشير آل نويران في قرية الشقيف، وهم أولاد صالح بن محمد. ولصالح من الولد: مهنا ومحمد. فمن أولاد محمد بن صالح: أحمد بن سلطان بن محمد المذكور.

ومن أولاد محمد: صالح بن سعدون بن سلطان بن محمد، وأما مهنا فمن أولاده: أحمد بن سليمان بن حمد بن مهنا بن صالح بن محمد آل نويران، ومن أولاد مهنا عبد العزيز بن عبد الله بن سهل بن أحمد بن مهنا، ومن بطون المهاشير آل كليب وآل ثنيان، وآل عجيل، وآل عبيكة، وآل علي. فهؤلاء بادية.

وفي الأحساء منهم أولاد عبد الله الخطيب في المبرز، وآل دوغان في الكوت، وآل سويكت في بلد الخرج، فهؤلاء من المهاشير.

ومن الجبور العفراوي في بادية العراق. ومن بني خالد آل شباط في البرز، ومن بطون بني خالد آل جناح، كانت بلادهم عنيزة في القدم. ومن آل جناح آل خويطر أهل عنيزة. ومنهم حمولة الجفالي، والرباد أهل بريدة، وآل ضبعان أهل حايل .
ومن بني خالد آل بلاع أهل الرمس، ويلحق ببني خالد بطون منهم المعامرة، ومياس بطون من بني خالد، والعلجان من بني خالد، ومنهم الشيخ عبد العزيز العلجي، ساكن الصالحية من الهنوف. ومن بنثي خالد آل منيحة، ومن بطون الأجود آل أبي حرام بطن من غزية، وبني مالك بطن، وآل علي بطن .
فهؤلاء من غزية طيء ذكرهم ابن فضل الله القري في كتاب التعريف، وذكر السيوطي في قلائد الجمان من غزية طيء: بني عقيل، وآل برجس، وغالب فهؤلاء في غزية .
ومن بطون بني لام ظفير، ويقال: إن آل ظفير من المغيرة، ومن بطونهم الضمدة، وآل عسكر الذين منهم عسكر الخرج والسوطة بطن من ظفير، ومنهم السوطة الذين في عتيبة. وآل ضويحي بطن .والرياسة مشهورة في آل سويط ضويحي.
والسعدية بطن من ظفير، وأما السعدي فهم من آل عاصم .
ومن بطون طيء: بنو ربيعة بطن، وقد نبغ ربيعة هذا بالشام سبع وسبعين وخمسمائة، وولد له أربعة من الولد: فضل، ومراء، ونابت، ودغفل .
قال الحمداني: وهو ربيعة بن حازم بن علي بن مفرّج بن دغفل بن جراح بن شبيب ابن مسعر بن سعيد بن حرب بن الربيع بن غلفي بن حوط بن عمرو بن خالد بن سعيد بن عدي بن عمرو بن ثعل.

وقيل إنه من عدي بني لام.

 وبنو ربيعة طيء قد توارثوا أرض غسان بالشام، وصارت الرياسة لآل عيسى بن مهنا بن فضل يتداولونها. وكانت مساكن آل فضل ومنازلهم من حمص إلى الجعير، إلى الرجبة، إلى شفا الفرات، إلى نواحي بصرى، يشرفون على الوشم، وينضم إليهم من سائر العرب خالد حمص، وخالد الحجاز وكلها من غزية طيء، والجبور، وآل جناح، والدعوم، والضبيبات، والقرشة، والثيوت، والمعمرة، والعلجات.

قال المقري: آل عيسى بن مهنا سادات الناس، وملوك البر، ما بعد منها أو قرب. ولم تصلح العرب على غيرهم، وأما آل مراء من ربيعة. قال في مسالك الأبصار: وبلادهم من الحيدور إلى الزفاء، إلى بصرى، إلى الحرة المعروفة بحرة كشب، قرب مكة، إلى الهضب، إلى شعياء.

ويدخل في إمارتهم المغيرة، وآل غزي من الفضول، وآل ظفير، وآل برجس والخرسان .
ومن غزية البطنان، ومن سائر العرب البرية بنو مدلج، وبنو صخر، وبنو حسين الشرفا، ومطير، وعنزة وخشعم، وعدوان، وزبيد، وحوران، وغير ذلك .
ومن ربيعة طيء آل علي وهم من بني علي حديثة بن غضبة بن فضل، المتقدم ذكره. قال في مسالك الأبصار: وإن كانوا من آل فضل، فقد انفردوا منهم حتى صاروا طائفة أخرى، وديارهم مرج دمشق وغوطتها، إلى الجوف والحبانية، والشيكة، إلى تيماء.

ومن أفخاذ آل ربيعة آل فرج بطن، من آل فضل، وآل نمران من ربيعة طيء، وآل تمى بطن، آل مراء، وآل ينخر بطن من آل مراء، وآل بشار موالى، وهم أحلاف آل فضل من ربيعة طيء. وديارهم حلب ذكرهم الحمداني.

وآل عامر بطن من ربيعة طيء، وآل أحمد بطن من آل مراء، ذكرهم الحمداني، قال في مسالك الأبصار: وفيهم إمارة آل مراء، وبنو الجراح بطن من ربيعة طيء، وفيهم الإمارة في بني ربيعة طيء.

ومن ذلك أن أمراء آل ربيعة طيء اجتمعوا وفيهم سعيد بن فضل المشهور من طيء، ومانع بن حديثة، ومسعود بريك من السميط من المغيرة، ودهمش من دهمش، وهو سند بن دهمش بن أجود. فهؤلاء من رؤساء طيء. قد اجتمعوا ليغزوا بني عقيل بن عامر بن صعصعة، وهم: عامر، وخفاجة، وعائذ. ومن خالطهم من قبائل قيس، وربيعة. فعلموا أن طيئا أرادت غزوهم، فأرسلوا إلى الخليفة ناصر الدين فبعث إلى الأمير محمد بن حسين آل عيوني، وهو إذ ذاك أمير علي هجر البحرين، والقطيف، فسار بجميع عرب هجر والقطيف والبحرين حتى لحق بهم بالعراق، وانضمت إليه عربها من المنتفق، وعبادة، وخفاجة، وعائذ، ووقع بينهم قتالا شديدا، وكان سعيد بن فضل له وقائع مشهورة، فهذا آخر ما ذكرناه في طيء.
فصل
ومن قبائل كهلان مذجح بن أذد بن عريب بن أذد بن عريب بن زيد وهو أخو طيء المتقدم ذكره. ومن بني مذحج جنب، وهم بنو يزيد بن حرب بن علة بن خالد ابن الجلد بن مذحج. وخالد هذا منهم جيل عظيم يقال لهم بنو خالد، اختلطوا في خالد الحجاز وبيته وما حولها، وبنو يزيد بطون، وله من الولد هفنان، وشمران، وسيمان، والفلى، ومنبه، والحارث، وصداء. وإنما سموا جنبا؛ لأنهم جانبوا أخاهم صداء، وحالفوا سعد العشيرة.

فبنو هفنان بطن من مذحج من جنب، ومنهم السياحين الذين في عتيبة، ومنهم آل سيرة سيحان من عيبات مطير. ومن بطون جنب بنو رهاء، وبنو منبه بطن من جنب، وبنو صداء بطن، وهم بنو صداء بن يزيد بن حرب أخو جنب.
قال أبو عبيدة: حالفت صداء بنو الحارث بن كعب، ومنهم زياد بن حارث الصداء، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثه إلى قومه فأسلموا.
ومن بطون جنب بنو معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد بن حرب بن نحلة ابن خالد بن علة بن الجلد بن مذحج. وكان معاوية بن الحارث الذي إليه البيت والملك في جنب، وهو الذي استجاره مهلهل أخو كليب.

ومعاوية جد بني ضيغم، ومنهم عبدة التي قدمنا ذكرها في شمر.

ومن بني ضيغم: الفغم وجماعته في مطير، ومنهم آل بتال سكنت الرياض، ومن بني الحارث بن جنب: بنو شداد وهم بطن من جنب، وهو شداد ابن قنان بن سلمة من بني الحارث المذكور، ومنهم الحصين ذو الفضة بن يزيد ابن شداد وقد ساس بني الحارث.

ومن شداد الشدادين الشلاوي مع بني الحارث، ومن بطون شداد بنو مفلح وهم بطون، ومن بطون مفلح الفهر البطن المعروف في عبيدة، قوم من شفلوت.
 ومنهم آل جليغم، ومن بطون مفلح الدعاجين في برقاء وهم أربعة بطون: الملانية، وذوي خيوط، والمعالبة، والهدف. ويلتحق بالدعاجين الغثمة، أهل الحجاز جماعة العبود، ومن بطون بني شداد العرجان.

ومن جنب آل سليمان، وآل زيدان، وآل زهير، والمساردة، والمنادية، والكرعان.
ومن بطون جنب آل الهدر وهم بطون: ومن بطونهم آل الجرو، الذين منهم ضويحي، وحديع الشجعان.

والعبس بطن من آل الصقر، ومن حمولة صالح المداوي ساكن بلد الرياض، والقريش، والجرابيع، وعائذ من آل الصقير من عبيدة.

ومن عائذ، عائذ أهل الخرج الذين منهم آل معيذ، وآل عيسى أهل الأحساء، وعبد الرحمن بن محمد السهلاوي وآل هريري، وآل داعج، وآل عيسى أهل شقراء، وآل زامل أهل وشيا من الوشم، وهم آل عبد الله، وآل زامل.

ومن عائذ آل عفيصان أهل الخرج، وآل شهيل أهل ضرما، والبطين في قرى نجد، وآل عواد، وآل سالم في الدرعية.

ومن بطون آل صقر آل الجلد البطن المعروف من بني الجلد بن مذحج، ومن بطون جنب حمالة البطن المعروف في عبيدة، ومنهم جولة آل حملى في الأحساء، ومنهم أولاد عبد اللطيف بن موسى بن سليمان بن محمد الحملى، ومنهم أولاد عبد الله بن صالح الحملى، ومنهم أولاد محمد بن خليفة، وأولاد أخيه خليفة ابن عبد الله بن أحمد آل خليفة.

ومن بطونهم آل منصور سكنت النعاثل، فهؤلاء من بطون حمالة، ومن بطون جنب الحرقات البطن المعروف في عبيدة، ومنهم الششور أهل الحوطة.
ومن بطون الحرقان مقبل بطن، ومن بني مقبل الدلابحة المعروفون في عتيبة، ومنهم ذوي عصاي فخذ، وذوي سيفر فخذ، ومنهم آل هلال، وآل سويد والحمادين.
وأما الغواربة فمن جزام. ومن بطون جنب شريف، وهم البطن المعروف في عبيدة، ومنهم جماعة ابن دليم، وديارهم خميس عبيدة بقرب بيشة، وهم أكثر قحطان عددا. ومنهم أهل جاش، وتشليت، ومن بطون شريف بنو بشر، وبنو هاجر، وبنو بطون وأفخاذ ترجع إلى أصلين: وهما آل محمد، والمخضبة، ومن بني هاجر المايقي البطن المعروف في المناصير، ومن بني منصور بن زهوان من الأزد.
وقد ذكر أن بني هاجر في نسب الأزد، ومن بني هاجر آل حمزد ساكن بلد فادج.
ومن بطون شريف الحمراء بطن، ومن آل حمراء حمولة على بن رشيد، ساكن الأحساء، ومحمد بن ناصر آل داود، ومن بطون شريف آل داود، والهدان.
ومن بطون مذحج: ابن مسلمة بن عامر بن عمرو بن علّة بن خالد بن الجلد ابن مذحج.

فولد لمشلمة كنانة، وأسد، أبناء مسلمة. فمن بني كنانة بن مسلمة بنو صبح، وثعلبة أبناء تاشرة. وأمهما حبابة بها يعرفون.

فمنهم بنو أبي ربيعة بن صبح، الذي يقال له: أبو نعامة. ومن بني حبابة: عامر بن إسماعيل القايد، وابن حمامة الشاعر الجاهلي، ومن بني حبابة، الحباب البطن المعروف في قحطان، ومنهم الحميداني من أهل صبحا، ومن بطون مذحج بنو الحارث بن مالك بن ربيعة بن عمرو بن عقبة بن خالد بن علّة بن خالد بن الجلد بن مذحج.

ومن بني الحارث بنو ربعى بن عبيد الله بن عبد المدان.
ومن بني عبد المدان ملوك نجران. وعبد المدان: هو يزيد بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن كعب.

وهم بطن من بني الحارث، ومنهم ذوي ربعى البطن المعروف في عتيبة، وهم الحفاة، ومنهم ذو صقر، والثومان فخذ، وآل طويق فخذ، والراقصة فخذ، ومنهم اليبّس.
قال في نهاية الأرب: ومن بني الحارث من يسكنون شرق الطائف في ناحية تاجنوب، وهم بنو الحارث الشلاوا، ومن بطون بني الحارث بنو الحماس، ذكرهم أبو عبيد، ومنهم النجاشي وأخوه جدع، أبناء عمرو وكان شريفا، وفي قومهم الحماسة، والحماسة في اللغة الشجاعة.

ومن بطون الحارث عبد المدان بن الديان، قال في العبر: وكانت الرياسة لبني الديان بنجران، وكان الملك في بني عبد المدان، وانتهى قبل البعثة إلى يزيد بن عبد المدان.

ووفد أخوه على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.

قال عبيد: من بني الديان هذا: الربيع بن زياد أمير خراسان في زمن معاوية رضي الله عنه، ومن بني الحارث بنو زياد بطن، وبنو زايد بطن، ومن بني زياد ذوي زياد البطن المعروف، في برقاء، ومنهم الرقبان، وذوي العضول فخذ. والفرس، وذوى عليان، والمقاطعة فخذ. يقال لهم ذوى جوير، والقطافين بطن، منهم ذوي حسين، والسبعة، والفصل، والمعنايين، ومنهم مضايين حرب. والفقهاء أحلاف السبعة من آل ورقة.

 فهؤلاء بنو زياد، وبنو زائدة في جنوبي نجد.

ومن بطون بني الحارث المراشد، أبناء سلمة بن المعقل بن كعب بن ربيعة ابن كعب بن الحارث يقال لهم المراشد.
ومن ولد عمرو بن الحارث الحجل بن حزن بطن، قال في العبر: وديارهم بنواحي نجران.

قال أبو عبد البر: منهم الحارث، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: مرحبا بك، ما اسمك? قال الحارث: قال بل اسمك بشير. وكانوا بنواحي نجران، مجاورين لبني ذهل بن عمرو بن مزيقان.

ومن بني المعقل: ابن كعب المأمور بن معاوية الذي اجتمعت عليه مذحج منهم الجلاح الذي فقع عين عامل بن الطفيل يوم فيض الريح. وقال ابن هشام: قدم وفد بني الحارث على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهم بم كنتم تغلبون الناس يا بني الحارث? قالوا: بثلاث: كنا نجتمع ولا نفترق، ولا نبدأ أحدا بظلم، ونصبر عند اللقاء.
ومن بطون مذحج أدد بن مذحج. كان حكيما في زمانه، وسيدا مطاعا في قومه، وعاش دهرا، وعمر حتى ضعف بصره، وكلّ سمعه، وقصرت خطاه، وأوصى بنيه بأبيات شعر لم نذكرها، وفي العقد الفريد أن أدد وصعب من أبناء سعد العشيرة.
فصل
وسعد العشيرة، هو مسعد بن مذحج، وإنما سمي سعد العشيرة؛ لأن بنيه وبني بنيه بلغوا ثلاثمائة رجل، يركبون معه. فإذا سئل عنهم، قال هؤلاء عشيرتي، وقاية من العين.

ومن بطون سعد العشيرة أود، وزبيد، واسمه منبه، وهما أبناء: صعب بن سعد. ومنهم زبيد الأصغر، ومن أود أبو المغراء الشاعر، ومنهم الزعاف: وهو عامر بن حرب بن سعد ابن منبه بن أود.

ومنهم عبد الله بن إدريس الفقيه، ومنهم الأفواه الشاعر، واسمه الصلاة ابن عمرو.
ومنهم بنو رومان بن كعب بن أود، ومن ولده عاقبة بن زيد الصامد، ومنهم بنو قرن لهم مسجد بالكوفة.

وأما زبيد فهو منبه بن مصعب بن سعد العشيرة، وزبيد باليمن. ومنهم زبيد الأصغر: وهو زبيد بن ربيعة الأكبر، ومنهم زبيد الحجاز، دخلوا في مسروح، ومسروح من سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، ذكره في العقد الفريد، فشملهم اسم مسروح واسم حرب جد الزبيد الأكبر، ونزلوا الحجاز فيما بين المدينة، وعسفان ونجد.
قال السويدي: وهم زبيد الذين عليهم يمر حجاج مصر من الصفراء إلى الجحفة، إلى رابغ. وأهل رابغ اليوم جماعة مبيريك أمير رابغ.
وقد اشتمل اسم حرب ومسروح على أمم متفرقة من كل حي، ومن زبيد هذا عامر بن الأسقع الشاعر، ومعاوينة بن قيس بن سلمة الأفكل، وكانا شريفين. ومنهم الحارث بن عمرو بن عبد الله بن قيس بن أبي عمرو بن ربيعة بن عاصم بن عمرو بن زبيد الأصغر.

ومن عمرو هذا بنو عمرو البطن المعروف في حرب، ومنهم بن معد يكرب الزبيدي. كان من فرسان العرب في الجاهلية والإسلام، وأسلم رضي الله عنه.
وفي الاستيعاب وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وله في اليرموك بلاء حسن وفي القادسية مثل ذلك.

ومن بطون زبيد الأصغر زبيد حوران ذكرهم في مسالك الأبصار.
ومن زبيد بنو نوفل، وفي بني نوفل الإمارة، ومن بطون زبيد آل صفيّ وآل مرجا، ذكرهم الحمداني في عرب صرخد. ومن بطون زبيد آل محسن، وهم بغوطة دمشق ذكرهم الحمداني.

ومنهم آل حريث بطن، وآل جحش بطن من زبيد صرخد، وآل بدرة بطن من بني نوفل، ومن زبيد سنجار، وهم بطون كثيرة.

ومن زبيد حوران الدروز، وكانت حرب المذكورة تنقسم إلى ثلاثة بطون: مسروح، وبنو سالم، وبنو عبد الله. أما بنو سالم فسنذكرهم في جذام إنشاء الله تعالى.
وأما مسروح فزبيد هذا بطن، وبنو علي بطن، وهم أهل العوالي قوم العزم، وبنو عمرو بطن، وعوف بطن، والرحمن بطن، والسهيلة بطن، والصواعد بطن، والصالبة، والعنشة، والطرسان، والهنود، والحناحنة، ورويثة، والبلادي.

فهؤلاء يجمعهم مسروح، وأما العبدة أهل بو ضياع فمن عبدة عنزة، وأما بنو عبد الله فهم من بني الصعب بن سعد العشيرة، ومنهم الصعبة العبادلة، الذين في مطير كانوا في القديم مع إخوتهم زبيد.

والعبادلة أقسام: الرحيمي، وقيشي، ومخيفري، والصعبي، والقفيني، وعقيلي، وجعفري، وقبعاني، وظبيطي، وشلاحي، وميموني، ومشراقي، والسكان، فهؤلاء يجمعهم الحلف بينهم.

ومن بطون صعب بن سعد العشيرة: بنو زيد الله، وبنو أسد، ويقال لبنيه بني نميرة، وله من الولد: ألمع وسلمة. قال أبو عبيدة: ودخلت نميرة في مراد.
ومنهم عائذ الله، والحكم.

 والحكم قبيلة كبيرة منهم البراح، صاحب خراسان، ومنهم ابن عبد الله الحكمي، قتله الترك أيام عمر بن عبد العزيز، وهم موالي أبي نواس.
ومنهم عمير بن بشر، وبنو بندقة بطن من الحكم. والمشهور من الصعبكة المتقدم ذكرهم آل ضحنة بطن، والصفي بطن منهم ابو الصفا، وآل درويش.
ومن بطون سعد العشيرة بنو جعفي، ومنهم بنو حران بطن من جعفي، ومنهم علقمة بن الحر، والجراح بن حسن، وبنو وائل بطن من جعفي، ومنهم دينار بن بادية الشاعر.

ومن بطون جعفي بنو سلمة بن عمرو بن ذهل بن حران، ومنهم أبو ضبرة رضي الله عنه، ومنهم بنو الحارث بطن من بني عمرو بن ذهل بن مروان.
ومن بطون مرّان بنو بدّا، وهم من بني عمرو بن عوف بن ذهل بن مران، وبنو حريم بطن من جعفي. ومنهم بنو مالك بن حريم بطن، ومنهم جعفي أبو الطيب المتنبي الشاعر، ومنهم أبو العلاء المعري الشاعر.

ومن بطون جعفي الجميع بطن، وهم من بني مالك بن عمرو بن سعد بن عوف بن حريم المتقدم ذكره.

ومنهم مليل واسمه سلمة بن زيد وأخوه لأمه قيس بن سلمة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن بطون سعد العشيرة آل جمل البطن المعروف في قحطان، ومنهم آل مسعود، والإمارة في آل عبود، ويلحق بهم المساعيد من عتيبة. وينقل عنهم أن المقاطعة وقعت بينهم في زمان عجير بن غضيب المسعودي، وجعفر بن عبود، ولمقاطعتهم سبب.

ومن بطون آل جمل آل سويدان وآل شلفان المعروفون في بلد شقراء، والكويت. وآل حقبل أهل ضرما، ويقال: إنهم من نواصير تميم. ويقال: إنهم من مقبل المتقدم ذكره في عبيدة.

ومن بطون جمل آل عليان، وآل منيع، وآل عياف، وآل شبوة، والعجارشة.
ومن آل عياف ابن جمل: آل عفالف. سكنت الخبراء، ورياض الخبراء والبدائع، ومن أرض القصيم.

ومنهم في عنيزة، آل حسن، ومن الحسن: آل خضير، والخميسي، والحماد، ومنهم آل أبو الهادي، ومن آل أبو الهادي: آل سكيت، والدهاما، ومنهم النويصر، ومن النويصر آل عويد، ومنهم آل عضيب، ومن العضيب، السلطان، والدهيمان.
ومن العفالق أيضا الصحابين، وآل صغير.

ومن آل الصغير آل عفالق، سكنت المبرز من الأحساء. وهم أولاد حسين بن محمد.
ومن آل عياف آل رويس، سكنت اليمامة.

ومن بطون جمل: الجمادرة، وآل محمد، يقال إنهم إخوة، ويقال إنهم من بني جمل.
وهم بطون كثيرة، ومن أكبر بطونهم: آل سعد، والسحمة، وآل عاطف والمشاعلة والخنافرة، ومنهم خنافرة المقطة.

ومن بطون محمد آل روق، وآل عاصم؛ أما روق فهم من روق المتقدم ذكرهم من طيء، وأما آل عاصم فهم من آل سليمان .
وهم بطون منهم آل عضيب، جماعة بن حشر، وآل نصار بطن .
ومن بطون آل عاصم العصمة البطن المعروف في برقاء، وهم بطون الشعفان بطن، وهم الراوين، والحمارين، وآل سمراء، وآل جناب، والجعارين، والجلاة، ومنهم النفارين، والعباببد، والعمرية، والصمحان، والشجعاعين فهؤلاء بطن.

والعزدال، والحسينات بطن، والعلاوية بطن، والعلاوية من علوي. وكانوا في القديم لا يتقاطعون، وكان أول وقاطعتهم علي بن مشوطة.

ومن آل عاصم السعيد الذين مع الظفير، ومن السعيد آل مقحم، وآل قاسم، وآل منيع، وآل هديب ومساكنهم بلد القصب من الوشم، ومنهم في ثادق آل ناصر، أهل وثيثيا، من آل عاصم، من حمولة حويدي.

ومن بطون مذحج نخع، وهو نخع بن عمرو بن خالد بن علة بن الجلد بن مذحج وهم بطون وأفخاذ، ومنهم بنو صهبان بطن، ومنهم كميل بن زياد، الذي قتلة الحجاج، ومن بني صهبان الصهبة الذين في مطير، يقال لهم ذوي عون، ومنهم آل جبيل بطن، والسقايين بطن، وذوي شطيط بطن، والكماهين بطن، وذوي ميزان بطن، والحرصان بطن، والسلايمة بطن، والملاعبة بطن.

وأما جماعة الغنم فهم من ضيغم وقد قدمنا ذكرهم.

ومن بطون نخع بني هيل، شريك بن عبد الله القاضي، وبنو جذيمة بطن ومن بطون نخع بنو حارثة بطن من نخع، منهم إبراهيم النخعي الفقية، والحجاج بن أرطاة، وآل شتر الذي ولاه علي رضي الله عنه على مصر، وكتب له عهداً. وهو أبلغ العهود.
ومن بني جذيمة ومن بطونهم عامر، وقيس، وكعب، ومنهم بني عدا، وهو أخو آل الملوك من كندة.

ومن بطون نخع بنو عوف بن بكر، قال أبو عبيد: وهم بكر نخع، منهم يزيد المكتف، وعلقمة بن عبس.

ومن بطون عوف جشم، ومن جشم بنو عمرو بطن .
ومن بني عمرو بنو هلال، ومن بني هلال العدنان بن هيثم بن الأسود.
ومن بطون مذحج بنو عنس، منهم سعد الأكبر، وسعد الأصغر، وملكان، وعمرو، ومخاصر، ومعاوية، وعريب، وعتيك، وشهاب، والقرية، ويآم. فهؤلاء بطون من مذحج، ومنهم مالك بن عنس الأسود ابن كعب الذي تنبأ باليمن، ومن يآم بن عنس عمار بن ياسر الصحابي، رضي الله عنه، ومن سعد الأكبر أشراف عنس ومنهم: عامر بن ربيعة، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حليف لقريش.

ومن بطون مذحج مراد، ومن بطون مراد ناجية، وزاهر، وأنعم .
فمن ناجية بن مراد: فروة مسيك، كان والياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم على نجران.

ومن بني زاهر مراد، وقيس بن هبيرة بن عبد الغوث .
ومن ناجية بن مراد بنو جمل بن كنانة، منهم هند بن عمرو الجملي، قتله عبد الله بن النشرى يوم الجمل.

ومن بني زاهر: مراد قيس بن مكشوح، ومن مراد هانيء بن عمرة، المقتول مع مسلم بن عقيل. ومن بطون زاهر بن مراد: بنو عقبان بطن .
ومن بطون مراد الربص، منهم صفوان بن عسال، قال أبو عبيد: وعداده في بني جمل رهط عمرو بن مرة، ومن مراد: بنو قرن بن ناجية بطن، منهم أويس القرني، وهو أويس بن عمرو بن مالك بن عمرو بن سعد بن عمرو بن عمران بن قرن بن درحان ابن ناجية بن مراد بن مالك بن مذجح، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: يأتيكم أمداد اليمن وفيهم أويس القرني، يدخل الجنة بشفاعته مثل ربيعة ومضر، وكان من التابعين رحمه الله.

ومن قرن: القرنية في آل شامر، وهم فخوذ، منهم الضبَّة، ومنهم حاضرة في قرى نجد، ومنهم آل مهنا أهل البرة.

ومن بطون عبيد آل يمنى سكنت الخرج والأحساء.

ومن بطون ضيغم: آل شهوان في بني هاجر المتقدم ذكرهم.

ومن بطون عبيدة عائد، منهم في الخرج وفي الأحساء.

ومن بطون كهلان الأشعريون بنو أود بن زيد بن كهلان.

والأشعريون بطون وأفخاذ، منهم الأدعم بطن، والأنعم بطن، وجدة بطن ومراطة بطن، ومنامة بطن، وأسعد بطن، وسهل بطن، وعكابة بطن، والشراعبة بطن، وهم الذين تنسب إليهم الرماح الشرعبية، والشتالية بطن، والدعالج بطن، وكان محلهم باليمن، وتفرقوا.

ومن الأشاعرة: أهل العراق الذين منهم أبو موسى الأشعري رضى الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي حضر المنهل المعروف بحفر الباطن .
ومن الأشعريين السائب بن مالك، كان والي شرطة المختار، وهو الذي قوي أمره .
ومنهم مالك الأشعري الذي زوجه النبي صلى الله عليه وسلم إحدى نساء بني هاشم، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "أما رضيتي أن أزوجك رجلا هو وقومه خير مما طلعت عليه الشمس! " وقال صلى الله عليه وسلم: "يا بني هاشم زوجوا الأشعريين وتزوجوا منهم، فإنهم في الناس كصرة المسك، أو كأترجة إن شممت ظاهرها وجدته طيبا، وكذلك باطنها".

ومن الأشعريين أبو عامر أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، الذي أتبع الفارين من هوازن بعد وقعة حنين، ومعه جماعة من الصحابة فالتقوا بأوطاس، فناوشوه القتال، فقتل منهم أبو عامر تسعة رجال مبارزة يدعو كل واحد منهم للإسلام، فإذا أبي، قال أبو عامر اللهم اشهد عليه بأني دعوته للإسلام فأبى، فقتل تسعة، فلما بارزه العاشر منهم دعاه للإسلام فأبى، فقال: اللهم اشهد أني دعوته فأبى، فقال: اللهم لا تشهد، فكف عنه، وأسلم. فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآه قال: هذا شر يد أبي عامر.

ومن بطون أود خولان، وهو خولان بن الحارث بن مرة بن أود.
ومن بني خولان: بنو سعد بطن، وبنو نبت بطن، والأصهب بطن، وحبيب بطن، وعمرو بطن.

ومنهم أبو إدريس الخولاني قال في العبر: خولان في اليمن، وتفرقوا في الفتوحات الإسلامية. ومنهم الجم الغفير باليمن.
فصل

في عاملة

وعاملة بطن من كهلان، وأكثرهم بالشام، وجبال عاملة بالشام.
وقد اختلطت عاملة بأهل الجزائر؛ ومن بطون عاملة: بنو معاوية، وبنو مشعل؛ ومنهم قعيسيس الذي أسر عدي بن حاتم، فأخذه منه شعيب بن ربيع الكلبي بغير فداء، ومن بطون عاملة بالشام: بنو عجل وبنو سلامة.
فصل

في لخم

لخم هو لخم بن مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن كهلان.
ومن بطون لخم جزيلة بطن، ونمارة بطن، ومنها تفرقت بطون لخم.
ومن نمارة بن لخم: ملوك الحيرة بعد جذيمة الأبرش، أولهم عمرو بن عدي ابن أخت جذيمة الأبرش، وهو الذي اختطفته الجن وجاء به عقيل ومالك. وجذيمة بن الأبرش قتلته الزباء، وصار ملك الحيرة في عمرو بن عدي وذريته بعد قتل جذيمة. وكان عدد الملوك من ذريته ستة وعشرين ملكا، وانتزع الملك منهم خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد الفتح الإسلامي، وآخرهم النعمان بن المنذر.

ومن بطونهم: بنو عامر وبنو حبيب وبنو هانيء؛ ومنهم قصير صاحب جذيمة؛ الذي جدع أنفه وأذنيه واحتال في قتل الزباء. وبنو ثاملة: وبطونهم جعدة، وبنو غنم، وبنو مالك، وبنو مسعود، وبنو الحارث وبنو الربعة وبنو مليح، وبنو معاوية. هولاء بطون نمارة، وفيهم حدس بن إدريس بن جزيلة ومنهم مالك بن زعر بن حجر، الذي أخرج يوسف بن يعقوب من الجب عليه السلام.

ومن بطون جزيلة بنو أذب، وبنو قابص، وبنو شكر، وبنو عمرو، وبنو حجر، وبنو أراش، وبنو قيس، وبنو فهر، وبنو كريم، وبنو مسند، وبنو علي، وبنو سعد؛ وبنو راشد، وبنو مر، وبنو حدان، وبنو مجر، وبنو حدير، وبنو حبان، وبنو رعيش، وبنو حجرة، وبنو جرير، وبنو سالم ذكرهم السويدي.

ومنهم بنو سالم حرب، وبنجد منهم ولد سليم وكبيرهم ابن ناجي.

ومن بني سالم الحوازم، والحجلة، ومن الحوازم حزمان عتيبة.

ومن بني سالم اليحيوي، والظواهر، والرحلة.

ومنهم ولد على وهم الحزبان والجحلا، واليسدة. واما أخلاطهم من مزينة وصبح فمن قيس عيلان، ومن العدنانية.
ومن بطون لخم: بنو عبد الدار، وهم رهط تميم الداري رضي الله عنه.









فصل

في جذام أخو لخم

وهو جذام بن عمرو بن مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد. ومرة هذا أخو طيء ومذحج.

ومن بطون جذام جشم بطن. وزيد بطن، وحرام بطن.
ومن بطون جشم شنوءة بطن، وبنو مالك بطن، وبنو أسلم بطن.
وقال السويدي: بنو أسلم دخلوا في بني جذيمة بن جرم بن ثعل من طيء.
ومن بطون جذام: بنو عتيب بطن. قال أبو عبيد: وعتيب هم الذين ينسبون في بني شيبان. وعتيب بن عوف من بني شيبان، وهم من جذام ولهم تنسب جفرة عتيب بالبصرة.

ومن بطون زيد بن جذام: بنو بعجة بطن من زيد، ومن بطون زيد هلبا بطن من بعجة.

ومن زيد بنو نائل بطن، قال الحمداني: ولهم النهر المعروف بنهر نائل الفرات قال ومن ولد نائل، مهنا بن علوان بن علي بن زبير بن حبيب بن نائل كان جوادا كريما.
ومن بطون حرام بنو سويد بطن، ومنهم بنو عمارة بطن.
ومن بطون حرام بنو أسير بطن من جذام، والسماعنة بطن من جذام، والسلمان بطن من جذام، والبترات بطن من جذام، والدرات بطن من جذام، وبنو عبيد بطن من جذام، ومنهم بنو موهب بطن.

ومن بني موهب بنو مرة بطن، ومن بني مرة بنو عقيل بطن، وهم العقيليون. ومنازلهم فيما بين العراق وتيماء.

ومن بني زيد المتقدم ذكره: بنو مسعود بطن، وزياد بطن.

ومن بطونهم بنو رديني بطن من زيد بن حرام.

ومن بطون جذام: بنو عقبة بطن، ومنازلهم الجوف.

ومن بني عقبة: واصل بطن من عقبة، قال السويدي: انتقلت واصل إلى مصر وبقي منهم فرقة ينزلون فيما حول الجبلين، وغيرهما من بلاد طيء.
ومنهم واصل البطن المعروف في مطير، ومن واصل الدياحين البطن المعروف في مطير، ومنهم هلال المطيري من سكنة الكويت.

ومن واصل المجالسة ولهم حلفاء، ومن بطونهم المطارنة بطن، ومنهم اشتق اسم مطير القبيلة المعروفة.

ومن بطون جذام: الغوارنة بطن، ومن الغوارنة جماعة الغويري، في الغويرية الفخذ المعروف من دلابحة عتيبة.

ومن بطون جذام: العناترة بطن من عقبة، وبنو عجرمة بطن، ويقال لهم العجارمة، ذكرهم السويدي، ومن العجارمة المذكورين في زعب البكريون بطن من جذام، والدعجيون بطن من جذام، ومنهم الدعاجنة البطن المعروف في قحطان، فيما حول بيششة.
وبنو صخر بطن من جذام، وهم الذين منازلهم الجوف، وبنو الحريث بطن، منازلهم مرى من بلاد غزة. والحياذرة بطن، منازلهم البجوف، وبنو عزيز بطن، وبنو مهريسي بطن، وبنو جوش بطن، والمحاربة بطن، والمشابطة بطن، والحفنيون بطن، وبنو حبيب بطن، والأساورة بطن، والمعديون بطن، ومنازلهم العراق. واليعاقبة بطن، وبنو بردعة بطن، والأدعبا بطن، والكعوب بطن. ومن الكعوب الكعبان أصل قطر، والبحرين. والنجايبة بطن، وبنو زهير بطن، وبنو بردوس بطن، وآل عفير بطن، وبنو عبد الرحمن بطن، وبنو لؤي بطن، وبنو عبيدة بطن، وشمجان بطن، وسليم بطن، وبنو حبيب بطن، وبنو عياش بطن، وآل وبر بطن، وبنو شبيب بطن، وبنو داود بطن، وطابية بطن، وأولاد جياش بطن، ومنهم أولاد جياش في بني الحارث بالشلاوا، وهم الجياشة، والحمالات بطن، ويقال: إن حمالة البطن المعروف في عبيدة منهم، وبنو عائذ بطن، والحماديون بطن، والحيديون بطن.

ومن جذام البراجسة بطن، والجراسنة بطن، ومنهم الجريسيون بطن، والجذيمية بطن، وأولاد جوال بطن، والخنافيس بطن، وأولاد غالي بطن، وعطية بطن من جذام، قال السويدي: والعطويون بطن من جذام، منازلهم البلقاء.

ومن بطونهم أولاد غانم بطن من عطية، وعطية الذي في عتيبة منهم، وهم بطون وأفخاذ، منهم الغنانيم، والهادلة بطن، وهم قوم بن شيلوبح، والقسامي بطن، وهم جماعة السلات، والحبردية بطن جماعة بوسنون، والخراريص بطن، والمراشدة بطن، والعميرات بطن، قال السويدي: ومنهم بالبلقاء والجم، ومن بطون جذام أولاد نجيب بطن، ومن الحماديين المتقدم ذكرهم الحماميد البطن المعروف في طلمة.
ومن بطون جذام المساعيد، والأرقان، ذكرهم السويدي. وقال السيوطي في قلائده: انتقاوا من الحجاز إلى مصر، وبقي بالحجاز منهم المساعيد، والأرقان.
أما الزرقان فهم في حناتيش طلحة عتيبة.

والمساعيد الذين قدمنا ذكرهم في جمل. ومن بطون جذام بنو جابر بطن، ومنهم بنو جابر البطن المعروف في زبيد في حرب، انتهى نسب لخم وجذام.



فصل

في كندة

واسمه ثور بن الرقيع بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ المتقدم ذكره.
ثم إن كندة أوصى أبناءه وهم: واثلة، وتجيب، ومعاوية، جد الملوك المتوجة من كندة فقال: احفظوا أنفسكم عما يشينها، وحثوها على ما يزينها، يا بني: ما أفلح غادر قط، ولا ساد خائن يوما من الدهر، ولا عاش الكريم إلا حميدا، ولا مات فقيرا، ولست أعرف شيئا أذل من البخل، ولا أهون من المنفرد الوحيد. وذكر أن معاوية الأكبر، وهو جد الملوك المتوجة من كندة أوصى بنيه، فقال: يا بني أحسنوا موالاة من والاكم، ومعاداة من عاداكم، وكونوا أمام عدوكم ووراءه أفاعيا، وعن يمينه وشماله أسدا ؛داهموه في الليل إذا غشى، وانتهبوه في النهار إذا جلا ؛فإن تركه إياكم ليس من شفقة عليكم، ولكن ينتظر الفرصة فيكم، وأما من والاكم فارعوا ليله، واحفظوا نهاره، وكونوا له صباحا ساطعا، وركنا مانعا، وأدنى ما توجبون له من حقه، أن تؤثروه بالخير عليكم، وتقوه الشر بأنفسكم، ولهم في ذلك أشعار كثيرة، تركناها اختصاراً.

ومن بطن كندة الحجر بن الحارث آكل المرار بن عمرو المقصور، وهو أبو امرئ القيس الشاعر، وهو امرؤ القيس الكندي ابن حجر من عمرو المقصور المتقدم ذكره، وأمه فاطمة بنت ربيعة، أخت كليب ومهلهل التغلبيين.
وكان الكنديون باليمن، ثم إنهم ملكوا نجد وأهله وآخرهم امرؤ القيس، أكثر إقامته بالمشقر، والمشقر حصن بهجر البحرين، بين نهر بن سليل وملحم، كان عرض جداره عشرين لبنة كسروية وطلى بالشقرة، وسمي المشقر، وأما أكثر أخبار ملوك كندة، وأشهر من عرفت أخباره حجر آكل المرار، جد امرئ القيس.

وذكروا أن الحارث لما كان بالحيرة من بلاد العراق، أتاه أشراف بنو نزار، وقالوا له: إنا في طاعتك، وقد وقع بيننا من الشر ما تعلم، فوجه بنيك ينزلون معنا، فيكفون بعضنا عن بعض، ويأخذون للضعيف من القوي، ففرق أولاده على قبائل ربيعة ومضر، ملوكا. وكان لكل منهم ملك ثابت، وكان لكندة محلة بالعراق، وكان منهم بطون وأفخاذ متفرقة.

فمن بطونهم بنو معاوية بطن، وهو يقال له معاوية الأكرمين. ومنهم بنو زيد بن قيس، يقال لهم بنو هند، ومن بطون معاوية الأكرمين: الشحرات بطن، ومن معاوية الأكرمين بنو معاوية، الذين هم ببيشة وما حولها.
ومن بطون كندة بنو امرئ القيس بطن، ومن بني الشحرات: كثير ابن هانئ، الذي قتله بنو حارث بن كعب المذحجي، يوم أسر الأشعث ابن قيس الكندي.

ومن بطون كندة: حجر الفرد بطن، سمي الفرد ؛لأنه كان فريد عصره ؛لأنه قل من يشابهه بحسن أفعاله وأخلاقه.

ومن حجر الفرد هذا: الفردة البطن المعروف في حرب، ومن كندة آل الأشعث بن قيس، كانوا من أشراف كندة وساداتها فيهم الكرم والملك والأشعث هذا هو الذي أوفده النعمان علي كسرى.

ومن كندة معد يكرب وبنوه وهم في ملوك كندة.

ومن بطون كندة بنو مقطع النجد، ومنهم المقداد بن الأسود. عده في الأنصار صحابي رضي الله عنه يقال له: المقنع واسمه نور عمرو بن معاوية.

ومنهم امرؤ القيس بن عابس، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم رجاء بن حباب الفقيه.

ومن بطون كندة بن الجون بن مسعود، ذكرهم أبو عبيد، وبنو حوث بطن من الجون ابن آكل المرار، ومنهم أسماء الجونية تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن بطون كندة شكامة كان له من الولد: سلمة، وربيعة، ونصر. وأمهم غاضرة بنت خزيمة بن ثعلبة بن أد بن أسد بن خزيمة.

ومن بطون كندة بنو عايظ بطن، ومنهم عباد الفقيه، ومن شكامة أبو كيدر، ومنهم صاحب دومة الجندل، الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فخلع الأنداد والأصنام.

ومن بطون كندة تجيب، قال في نهاية الأرب: منهم بنو صمادح بطن، ومنهم بنو الأشرس كان لهم ملك بالأندلس في أيام الطوائف، بالمرية، وأول من ملك منهم معن بن صمادح التجيبي، سنة أربع وأربعين وأربعمائة وبقيت بأيديهم إلى أن غلب عليهم أمير المؤمنين.

ومن بطون كندة أصبح ولهم تنسب الحزبية، قال أبو عبيد، وبنو مرتع بطن من كندة، وبنو طاوية بطن من معاوية فيما حول بيشة، وبنو الشجرات بطن من كندة من شجر، لهم مسجد الكوفة، وبنو مرة بطن من حجر ولهم مسجد الكوفة، وبنو الريس بطن من كندة من بني الحارث بن معاوية الأكرمين، وهم الذين مدحهم امرؤ القيس، ومنهم الأشعث بن قيس بن معد يكرب، والصباح بن قيس الذي أسر جبيل، ولى حمص.

ومنهم محمد بن علي بن الأدبر صاحب علي، وهو الذي قتله معاوية صبرا.
ومن كندة ذو الجدين منهم قيس بن خالد الكندي، كان يضرب به المثل وكانوا ذا بأس وسطوة وهو الذي يقول فيه الشاعر:
لو شاء ربي كنت قيس بن خـالـد

ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرشد
ومنهم الأسود بن الأرقم، ويزيد بن فروة الذي أجاره خالد بن الوليد رضي الله عنه يوم قطع نخل بني وليعة.

ومن بطون كندة معاوية الولادة؛ سمي بذلك لكثرة عياله.
ومن حجر الفرد المتقدم ذكرهم الملوك الأربعة: محوس، ومشروح، وحمد، وأيضعه، بنو معد يكرب.

ومن بني معد يكرب البطن المعروف في همدان.

ومن بطون كندة السكون بطن من كندة، ومنهم ابن أشرس، ومنهم معاوية بن خديج، ومنهم الجون بن يزيد الذي عقد الحلف بينهم وبين بكر بن وائل.
ومن بطون السكون بنو عدي بطن، وسعد بطن، وهم من بني أشرس ابن شبيب بن السكون، منهم حصين بني عمير السكوني.

ومنهم صاحب الحيش بعد مسلم بن عقبة، صاحب الحيرة.

ومن أشراف تجيب: بنو غزالة الشاعر، وحارثة بن مسلمة، كان على السكون يوم محياه إلى يوم قتل معاوية.

ومن السكون السكان البطن المعروف في عبادلة مطير، ومن كندة بطون وأفخاذ فيما بين بيشة، واليمن، والعراق، والشام اختلطوا بغيرهم انتهى.
فصل

في همدان

وهو همدان بن وائلة بن مالك بن وائلة بن ربيعة بن زيد بن كهلان ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام.

قال في كتاب وصايا الملوك: عاش همدان حتى ضعف بصره، وكلَّ سمعه، فأقبل على بنيه يعظمهم ويوصيهم، فقال: يا بني أباكم صارعه الزمان ليبتليه، فابتلته أيامه ولياليه، بأحوال ثلاث، مثل ثلاثة أنجم، يتبع بعضها بعضا، أما الصبا وشرخه فأولهن، وأما الشباب واعتداله فأوسطهن وأما الشيب النازل والهرم فآخرهن، أما اثنتان فقد أفلن بما حوتاه لي، والثالثة أفلت بما خلفته لي.

ومن بطون همدان همدان بطن، وبكيل بطن، وهم أبناء جشم بن جيران بن نوف بن همدان، وهمدان تفرقت بطون همدان، فمن بطون همدان بنو بشام، وهو عبد الله بن سعد بن حاشد.
ومن بطونهم ناعظ بطن، واسمه ربيعة بن مرشد بن حاشد بن جشم بن حاشد رهط مسروق بن الأجدع، قال في العقد الفريد: ومن الناس من يزعم أنهم من وداعة بنو عمرو بن عامر الأزدي، ولكنهم نسبوا إلى همدانة.

ومن بطون همدان سبيع، وهو سبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن جبران بن نوف بن همدان.

ومن سبيع سعيد بن قيس بن زيد بن حرب بن معديكرب بن سيف بن عمرو بن السبيعي، والحارث بن عميرة الذي مدحه أعشى همدان.

ومن بطون سبيع عميرة بطن، وهم عميرة بن الحارث بن يوسف.
ومن بطون سبيع بنو عمرو بطن من سبيع، ومنهم أبو إسحاق السبيعي الفقيه المشهور. وهم من بني عمرو بن سبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن نوف بن همدان.

ومن بطون عمرو بن سبيع الصعبة، ومنهم الأعزة بطن، والجمالين بطن، والمدارية بطن، وآل عبي بطن، والبليدات بطن، والصلت بطن، واللبطة بطن، والجبور بطن.
وبني عمرو العرينات بطن، ومنهم آل سويلم أهل الرياض، والعرينات أهل البرّة، ورغبة، والعطار.

ومنهم الأحساء آل جبر، وآل شمس، وآل عزبين، وآل رشود.
ومنهم آل رشود في الكويت. وقد قدمنا ذكر عرينة في بني ثور بن قضاعة.
ومن بطون سبيع بنو عامر أخي عامر أخي عمرو بن سبيع، ومنهم عجمان الرخم بطن، وآل ضعفة بطن، والقدعة بطن، والعيادين والعيافا، وبني حميد، والزقاعين، وآل محميد السهول، وآل عبيد، وآل منجل، والصعوب، والظهران، فهؤلاء من المشاعبة من السودة في سبيع.

ومن سبيع القبابنة، والمحلف، يلتحقون بالشماسات من الذكور السودة.

ومن القبابنة أهل الدمام أحمد بن عبد الله بن حسن.

ومنازل سبيع ببيشة، وزنية، والحزمة.

ومن سبيع في الأحساء: براك، والمهازعة، والشعابا، وآل قنيان، وآل عامر، وآلهديب، وآل النعاثل، وآل عمير، وآل الشيخ حسين بن فلاح أهل الكوت. وفلاح هذا أخو عمير جد آل عمير أهل الكوت.

والنعاثل وآل محمد بن عبد الوهاب سكنة دارين، وموصوفون بالسخاء والجود، ومنهم عبد الرحمن بن فوزان مالك البوطة. ومنهم بنجد آل ثابت آل قعيد في حريملا، ومن سبيع آل ونيان في العويند، والسباعا في مراة، وهم من الشماسات.

ومن بطون همدان بكيل، ومنازلهم فيما بيت يافم وصنعاء.

ومن بطون بكيل بنو ثور، وبنو النهر، وبنو موهبة، ومنهم عبد الله بن عباس. ومنهم بنو معافر الذين منهم المعافرون.

ومن بطون بكيل أرحب بن مالك بن معاوية بن صعب بن درمان بن بكيل. وهم الذين تنسب إليهم الإبل الرحيبة، وقال فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الجمل شعرا:
لهمدان أخلاق ودين يزينهـم

وناس إذا لاقوا وحسن كلام
ولو كانت بوابا على باب جنة

لقلت لهمدان ادخلوا بسـلام
وقال فيهم يوم الجمل لو تمت عدتهم ألف رجل؛ لعُبِد الله حق عبادته، وكان إذا رآهم تمثل بقول الشاعر:
ناديت همدان والأبواب مغلقة

وبمثل همدان تنال فتحة الباب
هم كالمهند وإن تقلل مضاربه

وجه جميل وقلب غير وجّاب
ومن بطون بكيل: حرب وهم الحربيون، من بني حرب بن شهاب بن مالك بن ربيعة بن صعب بن لونان بن بكيل.

وبنو شاكر بطن، وهو بنو شاكر بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب، وهم الذين عناهم علي رضي الله عنه بقوله المتقدم، ومنهم ملاءة بن عامر الشاعر، والسحف بن قيس الشاعر.

ومن بطون همدان بنو صلح، وهو بنو القاضي محمد بن علي الهمداني الصليحي، وهم القائمون بدعوة العبيديين باليمن، وأول من قام منهم بهذه الدعوةعلي بن القاضي، ثم ابنه أحمد، ثم المنصور أبو حمير سبأ بن أحمد المظفر بن علي الصليحي ثم ابنه بن المنصور سبأ بن أحمد وهو آخرهم.

ومن بطون همدان بنو خارق بطن من حاشد كانت ديارهم باليمن، فأسلموا وكتب النبي صلى الله عليه وسلم للملك حاشد بن مالك بن النمط فأسلم.
ومن بطون حاشد أود بطن من حاشد، ومنهم الأفوه الأودي الشاعر، وهو أود بن عبد الله بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد.
ومن بطون همدان بنو نوف بطن من همدان، ومن بطون همدان أوزاع، ومنهم الأوزاعي، ومنهم الأوزع الذي في غيطان عتيبة.ومن بطون همدان الصعير، ومن صعير الصعران المعروفون في مطير.
ومن بطون همدان الوهيبة القبيلة المعروفة في عمان.
ومن بطون همدان الدروع بطن، وكرب بطن.
ومن بطون همدان الصائد بطن، وهو ابن شرحبيل بن عمرو بن جشم.
ومنهم أرحب بن أدعم المتقدم ذكره، وهو أبو رهم بن مطعم الشاعر، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن مائة وخمسين سنة.
وفي همدان الهان بن مالك بطن، وهو أخو همدان، ومنهم حوشب قتل بصفين.
ومن بطون همدان يام بن جشم بن جبران بن نوف بن همدان. فولد لجشم: يام بن جشم بن حاشد بن جشم بن جبران بن نوف بن همدان. وولد ليام: مذكر، ومرة.
ومن آل مرة آل بشر وهو بشر بن سعيد بن شبيب بن علي بن مرة ابن يام. ومن بطون بشر آل فاضل وهم آل فهيد، وآل عذبة، وآل بحيج بطن، من بشر، وآل ثابت بطن من بشر، وآل جابر بطن، وهو جابر بن سعيد بن شبيب بن علي بن مرة.
والغفران بطن من شبيب بن علي بن مرة.

ومن أولاد علي بن مرة ثلاثة بطون العليوية، والجرابعة، والغياثين، وهم يلتحقون بغييثات الدواسر. فهؤلاء بنو علي بن مرة.

ومن أولاد مرة الأدمنان، والصفور، وآل هندي، ومن مذكر بن يام هبيرة بطن، ومواجد بطن، وعنز بطن.

ومن المواجد آل مفلح، والسلام، وآل رزق، وقوم بن نصيب.

ومن هبيرة جماعة يوساق.

وأما بنو عنز يقال لهم: الأحلاف.

ومن بطون يام بنو دالان، وهو دالان بن سابق بن ناشح بن مانع وهم من أشراف همدان، ومنهم مالك بن حريم الدالاني، كان فارسا شاعرا، ومنهم محمد بن مالك الخيراني. وكان يجير قريش في الجاهلية على اليمن.
وبطون يام كثيرة، ومن بطون يام العجمان، وهم أولاد مرزوق بن علي، وعلى هذا يقال له عميم، للثلث في لسانه: وهو علي بن هشام.
ومن العجمان آل معيظ وهم سبعة بطون: آل راشد بن معيظ بطنان، وهما آل ناجعة، وآل سفران، أولاد راشد بن المعيظ، وآل صالح بن معيظ، وآل هادي بن معيظ، والزيز بن معيظ، وآل حمد بن ريمة بن معيظ، وآل سلبة بن معيظ. فهؤلاء أولاد معيظ بن علي بن مساوي بن نشوان بن مرزوق بن علي وهو عجيم المذكور.
ومن أولاد علي بن مساوي المذكور آل حبيش، ومن أولاد مساوي بن نشوان آل سليمان، ومن أولاد نشوان بن مرزوق آل هتلان، ومن نشوان أيضاً آل محفوظ، ومن مرزوق بن علي آل ضاعن، وآل مصرع وآل شامر، وهم أولاد مسعود بن مرزوق بن علي بن هشام.

ومن آل محفوظ أهل الرس، ومنهم آل عساف، وآل عذل.
ومن آل هتلان آل جوفان في الوسيلة من الوشم. فهؤلاء العجمان.
ومن أولاد هشام آل عرجاء، وهم قنيبر، وآل صلاح، فهؤلاء أولاد مذكور ومرة أبناء يام، ويقال إنه يام بن أصفا بن مانع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن جبران بن نوف بن همدان. ويقال إنه يام بن جشم بن حاشد كما قدمناه.
ومن بطون همدان دهم دهم رهط أعشاء همدان، وفيهم خيران. وهو مالك ابن زيد بن جشم بن حاشد.

وفيهم أولان بطن، وهو أولان بن سابقة بن فاسخ بن رافع، ومنهم حريم الشاعر.
ومن بني دالان: ابن سابق بن ناشح بن مانع، منهم طلحة بن نصر، وزيد ابن الحارث. وكانت منازلهم همدان باليمن، وتفرقوا في الفتوحات.
ومما يحكى عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكرم وجهه، أنه صعد المنبر وقال: لا يزوجن أحد منكم الحسن بن علي فإنه مطلاق، فنهض رجل من همدان وقال: والله لنزوجه إن أمهر مهرا كثيفا، وإن أولد ولدا شريفا، فقال علي رضي الله عنه وكرم وجهه: قال المفسرون في قوله تعالى: )فإن تولوا فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ؛أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين( قالوا: إنهم همدان وتجيب. وكانت همدان معروفة بشدة البأس والنجدة، وهي فيهم إلى الآن.
ومن قبائل قحطان رفيدة وهم بطن كبير، ومنازلهم بين اليمن وبيشة، وكانت رفيدة تنظم إلى جنب البطن المعروف في مذحج، وهي في عبيدة من جنب، انتهى ما ذكرناه من نسب قحطان بن هود عليه السلام.


فصل

القسم الثاني "العرب المستعربة"

وهم بنو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وسموا بهذا الاسم ؛لأنه لما نزل إبراهيم عليه السلام بمكة المشرفة نزل على جرهم الثانية، وهم من بني قحطان، ذكره السيوطي في كتابه، وقال: كان عمر إسماعيل عليه السلام لما أنزله أبوه بمكة فيما يروى أربع عشرة سنة، وذلك قبل الهجرة بألفي وسبعمائة وثلاث وتسعين سنة فتزوج إسماعيل امرأة من جرهم، وتعلم منهم العربية، فولدت له اثنا عر ولدا.
قال ابن إسحاق وغيره من النسابين: إنه ولد ليشجب بن يعرب يترح، وولد ليترح ناحور، وولد لناحور مقوم، وولد لمقوم أدد، وولد لأدد عدنان وهذا ضعيف وقد جرى فيه اختلاف كثير بين النسابين في المدة والعدد، والحق أن المدة أطول مما ذكره البعض الأخير، بكثير.

وبالجملة كانت ولاية البيت لبني إسماعيل ومفاتيحه بأيديهم، إلى أن غلبهم على ذلك جرهم، واستولوا على البيت بعد نابت وفي ذلك يقول عامر الحارث الجرهمي شعرا:
وكنا ولاة البيت من بعد نـابـت

نطوف بذاك البيت والأمر ظاهر
ملكنا فعززنا فأعظم بملـكـنـا

فليس لحي غيرنا ثَـمَّ فـاخـر
ألم تنكحوا من خير شخص علمته

فأبناؤه منا ونحـن الأعـاصـر
إلى أن قال:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

أنيس ولم يسمر بمـكة سـامـر
وهذه القصيدة طويلة قالها مضاض الجرهمي بعد ما غلبت خزاعة جرهما وأخذت مفاتيح البيت منهم فبقيت بأيديهم إلى أن صارت إلى غيشان، فسكر يوما فابتاع قصي منه مفاتيح البيت بزق خمر، فجرى بها المثل: "أخسر من صفقة أبي غيشان". وأخبار هذه القصة مشهورة.

إذ تقرر ذلك فعدنان هو شعب نسب العرب المستعربة، الذي تفرغت منه قبائلها، وعمائرها، وبطونها، وأفخاذها، وفضائلها. فقد ذكر في العبر وغيره: أن جميع الموجودين من ولد إسماعيل من نسل عدنان، فولد لعدنان معد، فولد لمعد نزار كما جاء في العبر.

ومواطن بني عدنان مختصة بنجد، وكلها بادية رحالة، إلا قريش بمكة.
قال السهيلي: ولا يشارك بني عدنان من أرض نجد أحد من قحطان إلا طيء من كهلان، قال ثم تفرق بنو عدنان في تهامة الحجاز، ثم في العراق، والجزيرة الفراتية، ثم تفرقوا بعد الإسلام إلى الأقطار. والمشهور من ولد نزار بن معد بن عدنان أربعة من الولد: مضر وربيعة وإياد وأنمار.

ومن بني مضر تفرقت أكثر القبائل العدنانية، وهم بنو إلياس بن مضر، وبنو قيس عيلان بن مضر واسمه الناس، وحندف اسم إمرأة إلياس عرف بنوه بها. وكان لإلياس من الولد: مدركة على عمود النسب، وطابخة، وقمعة. فولد مدركة خزيمة، وهذيلا. وولد خزيمة بن مدركة كنانة، أبا القبائل المشهورة، وأسد أبا بني أسد، فولد لكنانة النضر؛ وولد للنضر مالك، وولد لمالك فهر، وهو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. ويجتمع فيه نسب قريش كلها. وقريش لقب له؛ تشبيها لدابة في البحر، يقال لها قريش، أو لغير ذلك فجماع قريش فهر، فما دون فهر قريش؛ وما فوقه عرب مثل كنانة؛ وأسد وغيرهما من قبائل مضر.





قريش


فمن فهر تفرعت قبائل قريش. فالمشهور منهم سبعة عشر بطنا، وهم: بنو هاشم، وبنو المطلب وبنو نوفل وبنو عبد شمس، فهؤلاء أربعة وبنو عبد مناف بن قصي بن كلاب وبنو عبد الدار، وبنو أسد بن عبد العزي، فهؤلاء الثلاثة إخوة عبد مناف بن قصي بن كلاب، وبنو زهرة بن كلاب أخى قصي بن كلاب، وبنو تميم، وبنو مخزوم بن يقضة، هما أخوا كلاب بن مرة بن كعب، وبنو عدي وبنو سهم وبنو جمح إخوة مرة بن كعب بن لؤي، وبنو عامر أخى كعب، هما أبناء لؤي بن غالب بن فهر، وبنو الحارث، وبنو محارب أخى غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وبنو تميم بن غالب، منهم عبد الله بن خطل الذي أهدر دمه يوم الفتح.

فمن بني محارب بن فهر بن مالك، الضحاك بن قيس الفهري، وحبيب بن سلمة، وضرار بن الخطاب فارس قريش وشاعرها، أسلم يوم الفتح وهو القائل:
يا نبي الـهـدى إلـيك لـجـا

حي قريش وأنت خير لـجـاء
حين ضاقت سعة الأرض عليهم

وعـاداهـم رب الـسـمـاء
إن سعدا يريد قاصمة الظهـر

بأهل الحجون والبـطـحـاء
خزرجي لو يستطيع من الغيظ

رمانا بالنسـر والـعـوعـاء
وأما بنو الحارث بن فهر، فمنهم أبو عبيدة بن الجراح، وسهيل، وصفوان أبناء وهب، وعياذ بن عثمان بن زهير، وأبو جهم بن خالد، وأما بنو عامر بن لؤي فمنهم سهيل بن عمرو، وأبو ذؤيب الفقيه، واسمه محمد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أبي سرح، وابن أم مكتوم مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بني عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، العمريون، وهم بنو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وهو عمر بن الخطاب بن نفيل ابن عبد العزي بن رباح بن عبد الله قرط بن رزاح بن عدي بن كعب "بن لؤي، ويلتقى هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه في كعب، ويلتقى أيضا هو وأبو بكر بن كعب". ولعمر رضي الله على من الولد تسعة بنين وهم: عبد الله، وعبد الرحمن، وزيد وعاصم وزيد الأصغر، وعبيد الله، وعبد الرحمن الأوسط، وعياض، وعبد الرحمن الأصغر. وذكر أن العقب منهم لثلاثة: عبد الله، وعاصم، وعبيد الله، والعمريون موجودون إلى الآن بمصر والشام وغيرها.

ومن بني جمح بنو هصيص بن كعب بن لؤي المتقدم ذكره، كان له من الولد: حذافة، وسعد.

فمن بني سعد أبو محذورة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه أنيس قتل كافرا يوم بدر.

ومن بني حذافة أمية وأبي بن خلف عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلمة بن أسد، وجميع بن معمر، قال في مسالك الأبصار: وبأذرعات من بلاد الشام قوم منهم، ومن بني سهم، ابن عمرو بن هصيص المتقدم ذكره، له من الولد: سعد، وسعيد.فمن بني سعد سهم قيس بن عدي، ومنهم عبد الله بن الزبار الشاعر، ومن بني سعيد بن سهم، العمريون، وهم بنو عمرو بن العاص، قال في مسالك الأبصار: العمريون منهم في القسطاط أناس، ومنهم أشتات بالصعيد لهم حصة من وقف عمرو بن العاص. وقد ذكر القضاعي في خططه، دار السهميين أنها حول المسجد، حيث كان القسطاط.قال وهو موضع المحراب، وما يليه.

ومن بني تيم، ابن مرة بن كعب بن لؤي، وهم رهط طلحة.
ومن بني تيم البكريون، وهم بنو أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واسمه عبد الله وقيل عتيق بن عثمان، وكنيته أبو قحافة ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بت تيم بن مرة، كان له من الولد ثلاثة بنين: عبد الله هو الأكبر، والثاني عبد الرحمن، والثالث محمد، ويكنى أبا القاسم. كان من نساك قريش. قال السيوطي: وبالديار المصرية من البكريين جماعة كثيرة من ولد عبد الرحمن ابن أبي بكر، بعضهم في الفسطاط، وبعضهم بناحية دهروط من البهنساء، وقد خرج منهم جماعة من العلماء على مذهب الشافعي، ومالك رضي الله عنهما.

قال الحمداني: ومن البكريين جماعة بالصعيد، منهم بنو طلحة بن عبد الله ابن أبي بكر، قال وهم ثلاث فرق، وقد أطلق على الكل اسم بني طلحة. الفرقة الأولى بنو إسحاق، والثانية قضي طلحة، وهم بطون كثيرة، وأكثر الفرق أشتاتا بالبلاد. الفرقة الثالثة تعرف ببني محمد، ومحمد من ولد محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
قال الحمداني: ومنازل بني طلحة بالرجين، وهم البرجانية، ومسقط أسكرة، وبطحاء المدينة.

ومن بني مخزوم، ابن يقضة بن مرة بن كعب. كان لمخزوم: عمر وعامر وعامران، ومنهم خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، ومنهم أبو جهل عدو رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه عمرو، وأخوه سلمة بن هشام، أسلم رضي الله عنه.

ومنهم سعيد بن المسيّب التابعي رحمه الله، قال الحمداني: وخالد حمص من خالد الحجاز، وليسوا من عقبه.

وبنو مخزوم من أكثر قريش بقية، وأشرفهم جاهلية.
ومن بني مخزوم جماعة موجودون في أقطار متفرقة، قال وقد رأيت بعضهم بالديار المصرية.

ومن بني مخزوم زهرة بن كلاب كان له من الولد عبد مناف، والحارث.
ومنهم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ومنهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
قال الحمداني: ومن عقب عبد الرحمن بن عوف جماعة بالبهنساء من صعيد مصر، قال وقد رأيت منهم قوما بسيف من بلاد الجزيرة.
ومن بني عبد الدار بنو قصي، كان له من الولد عثمان، وعبد مناف، ومنهم النضر بن الحارث، كان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أسر يوم بدر وقتل صبرا.
وفي بني عبد الدار حجابة الكعبة من الزمن القديم، فبقيت السدانة فيه، وفي بنيه من بعده.

ومن بني عبد الدار بنو شيبة بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بيده سدانة الكعبة.
ومنهم أناس بمكة. قال الحمداني: ومنهم جماعة بالديار المصرية، يعرفون بجماعة نهار.

ومن بني أسد عبد العزي بن قصي، خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وورقة بن نوفل، ومنهم الزبير بن العوام رضي الله عنه.
وهو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي.
قال الطبري: وكان له سبعة أولاد: عبد الله ومصعب وعروة وعبيدة وعمرو والمنذر. وقال الحمداني: وبالهنساية من صعيد الديار المصرية، أقوام منهم.
فمن بني عبد الله بن الزبير بنو بدر، وبنو مصلح، وبنو رواق، وبنو عروة. وبنو عروة بنو غني، قال: وأكثرهم ذو معايش، وأهل فلاحة وماشية. وعبد الله بن الزبير الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم دم حجامته ؛ليطرحه حيث لا يراه الناس فشربه، وكان الرازات الذين هم في مطير والسهول يؤخذ دمهم للمغوث فيبرأ، ويقال إنهم من عقبه.

ومنهم بنو أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
قال أبو عبيد: وهم أميتان أمية الأكبر، وكان له عشرة أولاد: أربعة يسمون الأعياص وستة يسمون بالعنابس. ومن عقب أمية هذا أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وهم عثمان بن أبي العاص بن أمية ومنهم، معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، والحكم بن العاص، وسائر خلفاء بني أمية بالشام، وبالأندلس.
والثاني أمية الأصغر يقال لهم العبلات، قال الجوهري: سموا بذلك أمهم عبلة، قال أبو عبيد: سموا بذلك لأمية، واسمه عبلة، وهو عبلة الشاعر.
ومن عقب أمية الأصغر الثرياء بنت عبد الله، التي ذكرها عمرو بن أبي ربيعة في شعره، وكان قد تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، وفيها يقول ابن ابي ربيعة شعرا:
أيها المنكح الثريا سهـيلا

عمرك الله كيف يلتقـيان
هي شامية إذا ما استقلت

وسهيل إذا ما استقل يمان
قال الحمداني: وبالصعيد جماعة من بني أمية بناحية تندة وما حولها، من الأثمولين بالديار المصرية من بني أبان، بن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبني خالد بن زيد بن معاوية، وبني سلمة بن عبد الله، ومن بني حبيب بن الوليد بن عبد الملك، ومن بني مروان بن الحكم وهم المراونة. ولهم قرابات بالأندلس. ومنهم أشتات ببلاد المغرب. ثم قال وهم الآن بها. وذكر منهم فرقة بالبلقاء من بلاد الشام.
قال وبالشعراء من بلاد الشام منهم قوم، ومن بني نوفل بن عبد مناف ابن قصي منهم عدي بن الخبار، والحارث بن عامر صاحب الرفادة، وجبر بن مطعم بن عدي، وشافع بن ضرب بن عمرو بن نوفل، وهو كاتب المصاحف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. ويقال: إن آل نوفل أهل السر ينتسبون إلى نوفل.
ومن بني المطلب بن عبد مناف بن قصي، عبيدة بن الحارث بن المطلب، وأخواه الحصين، والطفيل، أبناء الحارث. ومسطح بن أثاثة بن المطلب، ومنهم الأمام الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله.

وهاشم بن عبد مناف بن قصي كان له من الولد اثنان، عبد المطلب وعليه عمود النسب. والثاني أسد، وهو أبو فاطمة أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وولد لعبد المطلب اثنا عشر ولدا: عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طالب، والزبير، وعبد الكعبة، والعباس، وضرار، وحمزة، وحجل، وأبو لهب، وتيم، والغيداق، والحارث.

قال أبو عبيد والعقب منهم لحمزة والعباس رضي الله عنهما، وعبد الله، وأبو لهب، والحارث.

ومن هاشم زهرة الوجود وثمرة كمامه، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، خلاصة الوجود وزبدة العالم.

وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

فجماع قريش فهر، والمشهور من بني هاشم بطنان، البطن الأول العباسيون، وهم بنو العباس بن عبد المطلب بن هاشم المتقدم ذكره عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له تسعة أولاد: الفضل، وعبد الله حبر الأمة، وعبد الله الثاني، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد، وتمام، وكثير، والحارث.
وخلفاء بني العباس، من بني عبد الله حبر الأمة رضي الله عنه، وأول من ولي الخلافة منهم أبو العباس السفاح. واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبيد الله ابن العباس. والبطن الثاني من بني هاشم الطالبيون، وهم بنو أبي طالب.
قال ابن إسحاق: واسمه عبد مناف، وقال أبو عبد الله الحاكم: اسمه كنيته ابن عبد المطلب بن هاشم. قال أبو عبيد وكان له من الولد: طالب وبه يكنى ولا عقب له، وعقيل، وجعفر، وعلي.

ومن الطالبيين الجعافرة، وهم بنو جعفر بن أبي طالب، وكان لجعفر: محمد، وعبد الله، وكان عبد الله بن جعفر أجود الناس، حتى إن أهل المدينة كانوا يتداينون على مقدمه في الموسم.

قال في العبر: ومن ولد عبد الله هذا: عبد الله بن معاوية، بن عبد الله ابن جعفر، قام بفارس، وبويع له بالخلافة في آخر دولة الأمويين.

ومن الطالبيين: العلويون، وهم بنو أمير المؤمنين عبلي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال القاضي الطبري: كان له الولد ثلاثة عشر: وهم الحسن والحسين وعمرو وطلحة ويحيى والسجاد وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وزكريا ويوسف.
وكان العقب منهم لستة: محمد بن الحنفية، والسجاد ويحيى وإسحاق ويعقوب وموسى وزكريا القضاعي في بنيه العباس، قال الطبري: والنسل فيهم لخمسة: الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعمرو والعباس.

وأكثر نسب العلويين راجع إلى الحسن، والحسين وبينهما، ومحمد ابن ابن الحنفية.
ثم المشهور من العلويين: الحسنيون، وهم بنو الحسن السبط، ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى عنهما، ومنهم المهدي محمد بن عبد الله بن حسن المثنى ابن الحسن بويع له بالخلافة بمكة، في آخر الدولة الأموية، ومنهم إبراهيم أخو المهدي بويع له بالخلافة بالبصرة، ومنهم الأدارسة، وهم بنو إدريس بن عبد الله ابن حسن المثنى بن الحسن كان لهم ملك بالمغرب الأقصى.

وإدريس هذا أول من ملك، ثم ملك بعده ابنه إدريس، وهو الذي بني مدينة فاس في المغرب الأقصى، ثم صار لهم ملك بعد ذلك بالأندلس، ومنهم الأدارسة أهل اليمن.
ومنهم السليمانيون كانوا أمراء مكة، نواباً لخلفاء بني العباس، وهم بنو سليمان ابن داود بن الحسن بن المثنى بن الحسن.

قال في العبر: لم يزل بنو العباس على مكة إلى زمن المستعين، ثم صارت إلى بني سليمان هذا، قال: وكان كبيرهم محمد بن سليمان، ومنهم الهواشم. وهم بنو أبي هاشم بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن أبي الكرام ابن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط، فهؤلاء الذين صارت لهم إمارة مكة بعد السليمانيين المتقدم ذكرهم.

وأول من ولي منهم محمد بن جعفر بن أبي هاشم المذكور، وبقيت فيهم.
ومنهم بنو قتادة ويقال لهم: بنو داود قتادة، وهم بنو قتادة بن إدريس ابن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن موسى بن عبد الله بن أبي الكرام ابن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى، ملك مكة من يد الهواشم بعد ما ملك ينبع، والصفراء، واليمن، وبلاد نجد، وتوفي سنة عشر وستمائة. وبقيت إمارة مكة في عقبة، ثم صارت في بني عجلان بن رميثة بن أبي نمي بن أبي سعيد ابن علي بن قتادة، وكانت قد استقرت آخر الأمر في بني ابنه الحسن، وآل ابن أخيه رميثة بن محمد بن عجلان إلى سنة ثماني عشرة وثمانمائة، والأمر على ذلك.

ومن بني قتادة: أمراء ينبع من بني الحسن بن علي رضي الله عنهما، ثم استقرت إمارة ينبع في إدريس بن الحسن بن قتادة، وبني عمه أحمد وجّمان.
ومن بني الحسن بنو الرسى الذين منهم أئمة الزيدية باليمن، وهم بنو القاسم ابن الرسى بن إبراهيم بن طباطبا بن إسماعيل الديباجة ابن إبراهيم النمر ابن عبد الله ابن الحسن المثنى، ودارهم صنعاء، وأول من قام بالإمامة منهم يحيى بن الحسين ابن القاسم الرسى المتقدم ذكره سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وبقيت بأيديهم حتى غلب السليمانيون أمراء مكة عندما أخرجهم الهواشم منها، ثم عادت سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة. ومنهم الصلاح بن يحيى بن حمزة، ثم ابنه النجاح.

 ومن بني الحسن غير تقدم في الشرق والغرب ما لا يسعنا ضبطه، ولا يأتي حصره، ومن يدخل في ديوان الأشراف منهم بالأمصار جزء من كل فج، فالموجود منهم في الحجاز ونجد أربعة بطون: الأول آل عبدل وهم عبادلة الأشراف، منهم حسين بن علي الشريف، ومن يلتحق به من الأشراف، البطن الثاني الحرة منهم علي بن الحسين راعي الزيمة.

ومن الأشراف آل لؤي أهل الحزمة، واليبس أهل بيشة، وغيرهم من أشراف بيشة.
البطن الثالث بنو جود الله، وهم الجوادا، وهم بادية وحاضرة في الطائف، وما والاه.
والبطن الرابع ذوو حسين، منهم بنو حسين الذين مع ظفير فيما بين نجد والعراق، وكبيرهم ابن مرشد، وهم فخوذ. ومن آل مرشد آل مهنا في مراة، ومنهم آل عفتان، وابن خلف.

ومنهم آل سويري أهل قصر الشمس، وجدهم عدامة بن سويري المعروف في وقت الأمام سعود بن عبد العزيز رحمة الله.

ومن بني حسين الحذيفات من أولاد علي، سكنت بلد الزبير.

ومنهم محمد وإبراهيم أولاد حمد سكنت الجمعة من نجد.

ومنهم محمد وإبراهيم أبناء عبد الله بن موسى بن إبراهيم سكنة المبرز من الأحساء.

ومن بني حسين آل حسين أهل مفيجر من قرى نجد، ومنهم في الأفلاج آل بشر، حمولة الشيخ عبد العزيز بن بشر، ومن آل حسين آل حامد أهل سيح الأفلاج، ويقال له: سيح آل حامد، ولم يبق في أيديهم منه الآن إلا القليل.
ومن آل حامد آل درعان أهل الأفلاج المعروفون غير درعان الوداعين.
ومن بني حسين في الرياض وضرما آل محمود الرواتع، والحذيفات، وآل بشر، فهؤلاء من بني حسين بنجد، وممن يدخل في ديوان الأشراف آل سعدون أهل العراق، وعدادهم الآن في بني المنتفق.

ومن بطون العلويين من بين حسين السبط الجعافرة، وهم بنو جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسن السبط، وجعفر هذا هو أحد الأئمة الاثنى عشر عند الذاهبين إلى أن الأئمة اثنا عشر إماما، تبدأ بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم ابنه الحسن رضي الله عنه، ثم أخوه الحسين رضي الله عنه، ثم ابنه علي السجاد، ثم ابنه الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم ابنه موسى الكاظم، ثم ابنه علي الرضي، ثم ابنه المتقي، ثم ابنه علي التقي، ثم ابنه الزكي الحسن، ثم ابنه محمد الحجة، ويقال له القائم، وهو الثاني عشر، وهم يعتقدون حياته وينتظرون خروجه، كان له من الولد: موسى الكاظم، ومحمد الديباجة.

ومن ولد الكاظم ابنه علي الرضي، الذي جعله المأمون ولي عهد بالخلافة، ومات في حياة المأمون.

ومن ولده إسماعيل الإمام الذي تنسب إليه طائفة الإسماعيلية بأعمال طرابلس وغيرها.

ومن الجعافرة العبيديون، وهم بنو عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن جعفر ابن محمد المكترم بن إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق المتقدم ذكره، كان له دولة المغرب، ثم بمصر، والشام.

وعبد الله أول من بويع منهم في المغرب، وبني مدينة المهدي بمشارف إفريقية وسكنها. ومنهم آل طاهر أمراء المدينة النبوية، وهم من ولد زيد الفقيه، من ولد الحسن بن جعفر حجة الله، من ولد جعفر بن عبد الله بن الحسن السبط، وكانت في سنة تسع وتسعين وسبعمائة بيد ثابت بن حمادة بن قاسم بن مهنا بن الحسن ابن داود بن عبد الله بن طاهر بن يحيى المتقدم ذكره.

ثم انتقلت بعده في بني عمه إلى أن صارت في عزيز بن هيازع. وبنو الحسين هؤلاء من أمراء المدينة، وأتباعهم كلهم رافضة، إلا أنهم لا يجاهرون بذلك خوفا. وبقايا بني الحسين منتشرون مع بني عمهم بني الحسن، ومنهم آل براقي شعية، ومسكنهم قرية التويثر من قرى الأحساء.

وأما بنو جعفر سكان خيبر، فهم من ولد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وكانت خيبر ذات نخل وزروع وأنهار، فغلبهم عليها بنو عنزة بن أسد بن ربيعة، ولم يبق بأيديهم إلا القليل، وافترقوا بعد ذلك منها.

ومنهم الجعافرة سكان بلد الأحساء، ومن بني جعفر الطيار الطيايرة.
أما عقيل بن أبي طالب فمن نسله العداسنة، ومنهم آل عدساني، سكنة الأحساء، وممن يلتحق بالأشراف أولاد السيد أحمد بالكويت من الأحساء انتهى ماذكرناه من نسب قريش.
فصل

في كنانة

ومن بطون كنانة: بنو ليث، وضمرة، أبناء بكر بن عبد مناف بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة. وبنو الهون، وسائر الأحابيش. وبنو مدلج بن مرة بن عبد مناف بن كنانة المعروفون بالقافة. وبنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن الحارث ابن مالك بن كنانة، وفيهم يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبعض من كان معه: "وددت أن لي بألف منكم، سبعة من آل فرّاس".

ومن بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، بنو فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن ذوزان بن أسد.
ومنهم فقعس بنو حجوان بطن من أسد بن خزيمة، قال أبو عبيد: منهم نصر بن سيار أمير خراسان.

ومن بطون أسد حذلم بن فقعس، قال أبو عبيد: سمي حذلما لكثرة كلامه، ومنهم عبد الله بن الزبير الشاعر. وبنو دثار بطون من أسد بن خزيمة، وبنو ولبة بطن من أسد بن خزيمة، ومنهم بشر بن حازم الشاعر. وبنو سعد بطن من أسد بن خزيمة، ومنهم سالم بن وابصة، وعتبة بن يزيد الشاعر. وبنو كاهل بطن من أسد بن خزيمة، ومنهم علي بن الحارث، وبنو الكاهلية بطن من أسد ابن خزيمة، وبنو الصيداء بطن من أسد بن خزيمة، وبنو جذيمة بطن من أسد ابن خزيمة، قال الجوهري: والنسبة إلى جذيمة جذمي.

ومن بني أسد، بنو عمرو بطن من أسد بن خزيمة، قال أبو عبيد: عمرو هذا أول من عمل الحديد من العرب، كان له من الولد: المسيب، ووهب، ومعرض، واللطخ، والقليب، وهاشم، والهالك.

ومن بني مدركة بن إلياس بن مضر، هذيل، وهم بطن من خندف، وكان لهذيل من الولد: سعد، وخباب، وعمير.

وهرمة بطن، قال في نهاية الأرب: ومن هذيل بنو الحيان بطن، كان له من الولد: طابخة، ودابغة. ومنهم أمامة بن عمير الفقيه، قال أبو عبيد: وكان شريفا في قومه. وبنو صاهلة بطن من هذيل، ومنهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبنو صبح بطن من هذيل ابن بني كاهل، ومنهم أبو بكر الهذلي الصبحي، وبنو تميم بطن من هذيل، وهو تميم بن خفاعة بن عميرة بن هذيل، ومنهم معاوية بطن، وعوف بطن، والحارث بطن.
وبلاد هذيل معروفة بالحجاز، وبقاياهم بها إلى الآن. ومن هذيل بنجد الهذلان الفخذ المعروف في الصعران من مطير، ومن هذيل آل عجلان سكان بلد رغبة، والعجلان، وآل عيد سكان بلدة البرة، والحجر سكان بلدة مراة وأما قمعة بن إلياس فلم يذكر لهم بقية.





فصل في طابخة

في طابخة بن إلياس وهم بطن من خندف، واسم طابخة: عمرو، وإنما سمي طابخة لأنه كان هو وأخوه عامر في أبل لهما يرعيانها، فاصطادوا صيدا، فعدت عادية على إبلهما، فقال عامر لأخيه عمرو أتدرك الإبل أم تطبخ الصيد? فقال عمرو بل أطبخ، فلحق عامر الإبل فجاء بها، فلما راحا على أبيهما أخبراه بشأنهما، فقال لعامر: أنت مدركة. وقال لعمرو: أنت طابخة، فولد لطابخة: ود، فولد لود: مر، وزيد مناة، وصفية، وعمرو، وعبد مناة، والرباب.

فولد لمر تميم وهو تميم بن أد بن طابخة، والتميم في اللغة الشدة، قال في العبر: وكان منازل تميم بأرض نجد دائرة على البصرة واليمامة، وممتدة إلى العذيب من أرض الكوفة، ثم تفرقوا بعد ذلك في الحواضر، وورثت مساكنهم غزية من طيء، وخفاجة من بني عقيل بن كعب.

ومن بني تميم زيد مناة بن تميم، وعمرو، والحارث. فولد لزيد مناة مالك، وولد لمالك حنظلة، أبو القبائل الكثيرة.

ومنهم بنو دارم بم مالك بن حنظلة، وهم أشراف بنو تميم، ومنهم عوف وأبو سود، أبناء مالك بن حنظلة، وهم بنو طهية، ويتفرع من حنظلة بطون منهم بنو يربوع بن حنظلة، ومنهم عتاب بن هرمي بن رباح بن يربوع، كان من المقدمين عند النعمان. ومنهم معقل بن قيس من رجال أهل الكوفة، وكان مع علي وهو الذي قتل ابن سامة وسبي منهم.

ومن بني يربوع، بنو ثعلبة بن العنبر بن يربوع، وبنو العنبر بطن من حنظلة، ومنهم سجاح بنت أوس، ادعت النبوة وحصل بينها وبين مسيلمة الكذاب ماحصل.
ومنهم بنو دغة الذي جرى فيها المثل: "أحمق من دغة"، وهو اسم أمهم، وبنو ثعلبة بن العنبر بطن من بني يربوع، ويقال لبني ثعلبة ولبني عمرو وبني جبير وبني الحارث أمناء يربوع، والحارث هو ولد سليط. ومن ولد سليط المساور بن ربابة. ومن بني الحارث الزبير ابن الماخور السليطي الخارجي.

ومن بني يربوع بنو رباح بطن من حنظلة من سحيم الشاعر القائل:  
أنا ابن جلا وطلاع الثـنـايا

متى أضع العمامة تعرفوني
ومن بني يربوع عرينة، وعرينة ثلاثة بطون في العرب. عرينة هذا في تميم، وعرينة في قحطان، وهم من عرينة بن أنمار بن إيراش من كهلان. وعرينة بن ثور في بطون قضاعة.

ومن بني يربوع بنو كليب بطن من حنظلة، قال الجوهري: وكليب هذاهم رهط جرير بن الخطفي الشاعر.

وبنو غدانة بطن من يربوع بن حنظلة، وبنو كلفة بطن من حنظلة، وبنو عمرو بطن من حنظلة، ومنهم قيس بن خفاف الشاعر، وبنو الظليم بطن من حنظلة، وبنو قيس بطن من حنظلة.

ومن بطون تميم سعد بن زيد بن مناة بن تميم، وله من الولد خمسة: عبد شمس ومالك، وعوف، وعوانة، وجشم، والسادس كعب.

وأولاد كعب بن سعد يسمون مقاعس.

والأحاذب آل عمرو وعوف في بني كعب، فمن بني عبد شمس بن سعد، ثميلة بن مرة، صاحب شرطة إبراهيم بن عبد الله بن الحسين. وإلياس بن قتادة حامل الديات في حرب الأزد، وهو ابن أخت الأحنف بن قيس. وعبد الله بن الطيب الشاعر. وعبد العزي بن كعب بن سعد.

والأحزاب بطن من سعد، وهم ربيعة بن كليب ابن سعد، وبنو الأعرج بن كعب بن سعد، ومن بني الأحزاب، حارثة بن قدامة صاحب شرطة علي رضي الله عنه. وعمرو بن جرموز قاتل الزبير بن العوام.

ومن أفخاذ مقاعس الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد، وبنو مشقربن عبيد بن مقاعس، ومنهم قيس بن عاصم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد أهل الوبر. وعمرو بن الأهتم. وخالد بن صفوان بن عمرو بن الأهتم.ومن بني عبيد بن مقاعس، أخوه منقر، والأحنف بن قيس وهو: الضحاك ابن قيس المشهور بالحلم، وفضائله كثيرة شهيرة.

ومنهم سلامة بن جندل، وسليك بن سلكة رجل العرب، كان بغير وحده. ومنهم عبد الله بن الصفار، الذي ينسب إليه الصفرية. وعبد الله بن أباض الذي تنسب إليه الأباضية، فهذه مقاعس وجماهيرها.

ومن بني سعد بنو عطارد بن كعب بن سعد، ومنهم كرب بن صفوان بن شجنة صاحب، إفاضة الحاج.

وبني قريع بطن من كعب بن سعد، ومنهم الأضبط بن قريع رئيس تميم.
وبنو عطارد، وبنو أنف الناقة بطن من قريع بن عوف بن كعب بن سعد واسمه جعفر، يقال لبنيه بنو أنف الناقة.

قال أبو عبيدة وهم من أشراف تميم، وقد مدحهم الحطيئة.
ومنهم أوس بن المقراء الشاعر. ومن بطون سعد بنو بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد، ومنهم الزبرقان بن بدر، واسمه الحصين، وهم بطن عظيم من تميم.
ومنهم آل حيمر بن خلف بن بهدلة، صاحب بردى محرق، جشم بن عوف ابن كعب بن صعد، يقال لبنب جشم وعطارد وبني بهدلة الجزاع.
وبنو مالك بن حنظلة بطن، ويقال لبنيه بنو طهية، وطهية أمهم عرفوا بها وهي بنت عبد شمس بن سعد بن تميم.

ويقال إن مالك الأحمق بني رزام بطن من حنظلة، ومن ولد حنظلة بن زيد مناة بن تميم، ومنهم عمير بن الطائي الذي قتله الحجاج، وبنو يربوع بن مالك ابن حنظلة، ولده رباح بن يربوع، ومنهم عتاب بن ورقاء الرباحي ولي أصبهان وأحد أجواد الإسلام، ومطر بن ناجية الذي غلب على الكوفة أيام الأشعث، وسحيم بن وائل الشاعر، ويربوع بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، أمهم العدوية، وبها يعرفون. ويقال لبني طهية وبني العدوية الجمار.

ومن بني طهية بنو الشيطان، ومنهم دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة تميم، فولد لدارم بن مالك: عبد الله، ومشجاع، وسدوس، وخيري، ونشهل، وجرير، وأبان.

فمن ولد عبد الله بن دارم: حاجب بن زرارة بن عدس بن عبد الله بن دارم، وهو بيت بني تميم، وصاحب القوس، ومحمد بن عطارد، وهلال بن وكيع بن مجاشع بن دارم. ومنهم الفرزدق الشاعر، والأقرع بن حابس، وأعين بن ضبيعة ابن عقال، والحباب بن زيد، والحارث بن شريح بن يزيد، صاحب خراسان.
والبعيث الشاعر، واسمه خداش بن بشر. والأصبغ بن نباتة صاحب علي، ونهشل ابن دارم. ومنهم خازم بن خزيمة قائد الرشيد، وعباس بن مسعود الذي مدحه الحطيئة، وكثير عزة الشاعر.

ومن بني دارم أبان بن دارم، ومنهم سودة بن بحر، كان فارسا. وذي الحرق بن شريح الشاعر.

وبنو سدوس بطن من دارم، وربيعة بطن من مالك بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة، يقال لهم الربائع، ومنهم أبو هلال الخارجي، ومنهم بنو علقمة بن عبدة الشاعر، وأخوه شاس.

 ومن ربيعة بن مالك بن حنظلة الحنتف بن السجف، وحبيش بن مالك، وأمه حطاء، وبها يعرفون.

ومنهم حصين بن نمير الذي كان على شرطة عبد الله بن زياد.
ومن بني تميم بنو عدي بن امرئ القيس بن كعب بن زيد مناة بن تميم.
وامرؤ القيس هذا الذي سميت بلد مراة باسمه ؛فهي بلد امرئ القيس هذا، لا الكندي. ومنهم عدي بن زيد الشاعر.

ومن بني امرئ القيس هشام الذي كان يهجوه ذو الرمة، وجرير بن الخطفي، ومن هجاء جرير:
يعد الناسبون إلى تـمـيم

بيوت المجد أربعة كبارا
يعدون الرباب وآل عمرو

وسعد ثم حنظلة الخـيارا
إذا ما المرء شب له بنات

عصبن برأسه لوما وعارا
ومن يبني مالك، بطن عمرو بن تميم: بنومازن بطن من تميم، ومنهم قطري بن الفجاءة الخارجي.

ومن عمرو بن تميم أسيد بن عمرو بن تميم ومنهم أكثم بن صيفي حكيم العرب، وأخوه الربيع بن صيفي، والد حنظلة الكاتب رضي الله عنه، ومنهم أبو هالة زوج خديجة رضي الله عنها، وأوس بن حجر الأسدي.

ومن الحارث بن تميم شقرة، ومنهم المسيب بن شريك الفقيه، ونصر بن حرب بن مخرمة.

شقرة اسمه معاوية بن الحارث بن تميم.

ومن بني مالك بن عمرو بن تميم بنو عيلان بطن.

ومن بني عمرو بن تميم مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ومنهم عباد بن أخضر الجهضمي، وحاجب بن دينار الذي يعرف بحاجب الفيل، ومالك بن الريب الشاعر.
ومن بني فجاءة الأزارقة، ومسلمة، وأخوه هلال بن أحوز الحبطات، وهم بطن من بني الحارث بن عمرو بن تميم، وسموا الحبطات ؛لأن أباهم الحارث أكل طعاما فحبط بطنه. ومنهم عباد بن الحصين من فرسان العرب، وغيلان، وأسلم، وحرماز من بني عمرو بن تميم.

ومن بني تميم الموجودين اليوم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، آل عليان أهل بريدة، الذين منهم حجيلان.

ومن آل عليان السفاد أهلب شقراء، وأهل الحريق، والعناقر أهل القراين، ويقال لهم آل سلوم، والعناقر أهل وثيثية، ويقال لهم آل دحمان، والعناقر أهل ثرمدا، وهم ثلاثة فخوذ: آل عبد الرحمن، وآل عبد العزيز، وآل ناصر.

ومن آل عبد الرحمن الشيخ عبد الله بن عبد العزيز.

ومن بني تميم المشارفة، وهم جماعة مشرف بن عمرو بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع ابن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي مسعود بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد بن مناة بن تميم.

وآل مشرف فخوذ، ومن فخوذهم آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ابن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف. وكان للشيخ محمد أولاد منهم: حسن، وحسين، وعبد الله، وعلي.

فمن أولاد علي آل علي المعروفين في الرياض. ومن أولاد حسين حسن ابن حسين.
ومن أولاد حسن بن محمد الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ عبد اللطيف.
فمن ذرية عبد اللطيف الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف، والشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ عبد العزيز، والشيخ عمر، والشيخ عبد الرحمن.

فهؤلاء أبناء الشيخ عبد اللطيف.

ومنهم أولاد الشيخ إسحاق، ومن آل الشيخ حمولة الشيخ صالح بن عبد العزيز.
ومنهم عبد الله بن إبراهيم ساكن بلدة مراة.

ومن فخوذ مشرف المشارفة أهل الحريق، والمشارفة أهل سدير.
ومنهم آل عبد الملك أهل الحوطة، وأما من يلتحق بهذا النسب المطلق عليه اسم الوهبة، فمنهم بنو بريد، ومن بني بريد آل براك، أهل بريدة، وآل بريد.
ومن بطونهم الوهبة سكان بلد أوشيقر، وهم من بلد وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة ابن أبي مسعود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهذا النسب منقول من ضبط بخط علماء الوهبة المشهورين، مثل محمد بن منيف القاضي، والشيخ أحمد ابن محمد بن سالم، والشيخ أحمد القصير، والشيخ سليمان بن علي وغيرهم من علماء الوهبة. وقد تفرقوا من بلد أوشيقر، إلا القليل.

ومن عمود هذا النسب جميع الوهبة، ومن الوهبة الباقين في بلد أوشيقر الآن الخراشا، وآل بجاد، وآل يحيى، وآل جاسر، وآل فايز، وآل نشوان، وآل أبا حسين، وغيرهم.
ومن المنتقلين من أوشيقر آل بسام أهل عنيزة، وجميع آل بسام. وأما رشيد بن بسام فنزل مراة، ونسله آل رشيد.

ومن المنتقلين من أرشيقر القضاة المعروفون في عنيزة وغيرها.
ومن الوهبة آل دحيم حمولة محمد بن دحيم في شقراء، ومن الوهبة آل شيحة أهل القراين، والوهبة أهل الوقف.

ومن الوهبة آل عمر أهل وثيثيا، وآل عمر أهل مراة، وآل فايز أهل وثيثية.
ومن الوهبة آل سند أهل القصيم، وأهل وثيثيا. ومن الوهبة آل عيدان، وهم من بني زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب.

ومن عمود هذا النسب المعاضيد من بني معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد ابن علوي بن وهيب، ومنهم آل ثاني أمراء قطر، وسائر المعضيد من هذا النسب.
ومن بني تميم آل ماضي أهل الروضة، يقال لهم آل راجح، وكان لهم السياسة والإمارة على أهل الروضة، ولهم ذكر جميل، وآل بوسعيد الذين منهم رميزان المشهور، وكان شاعرا. وخاله جبر بن سيار ساكن بلد القصب.

ومنهم أبو هلال وآل مزروع، ومن آل مزروع المزاريع أهل الأحساء، والمزاريع أهل العارض.

ومن بني تميم المنعات ومنهم آل عشري، أهل عشيرة.

ومن تميم آل مفيد، ومن بني تميم الفرحة المعروفون بالفرحة، في بلد أوشيقر وغيره، ويقال إنهم من العناقر، من بني سعد.

ومن بني تميم المناقير في سدير، والفقهاء في بلد ضرما.

ومن بني تميم أهل الحوطة ببريك ونعام، وهم أكثر حاضرة تميم، وهو أفخاذ عديدة، والمشهورة منهم آل حسين وآل مرشد.

ومن آل حسين آل خريف أهل الحلوة، وأهل رغبة، وآل نهيد في الأحساء.

ومن آل مرشد آل يوسف أهل ثرمدا، الذين منهم الدرابا، وآل دخيل، وآل مدلج، وآل زامل أهل مراة.

ومن بطون تميم النواصر منهم أهل المذنب، والمشهور منهم العقالا، وآل عبد الجبار أهل المجمعة.

ومن النواصر آل حصين سكان بلد شقراء، ومن النواصر آل ماجد سكان ثادق، ومنهم الحماضا أهل القصب، وآل مقبل المعروفون في قصور ضرما، ويقال إن آل مقبل ليسوا من النواصر، بل هم من آل سويدان قحطان، وهذا الذي هو عليه أةلهم وقدماؤهم.

ويقال أيضا إنهم من أولاد مقبل من الحرقان، من عبيدة والله أعلم.ومن بني تميم آل غنام أهل الأحساء، وهو فخذان: آل أبي بكر فخذ، وآل مبارك فخذ.
فأولاد أبي بكر: عبد الوهاب، والشيخ حسين صاحب تاريخ نجد، وعبد الرحمن.
فمن أولاد عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وهو الذي له العقب.

ومن آل مبارك الشيخ محمد بن عبد الرحمن، وأولاد أحمد بن عبد العزيز.
ومن بني تميم آل الشيخ مبارك سكنة الهفوف، مدينة الأحساء، وهم من بني حنظلة بن تميم.

ومن بني تميم في الإحساء آل مطلق، وآل فيروز، وقد انتقل آل فيروز إلى الكويت.
ومن بني تميم آل جعيمان سكان الكويت من الأحساء، وآل مانع حمولة الشيخ محمد بن مانع، ومنهم آل سليمان سكان بلد عنيزة من القصيم. ومن تميم بطون كثيرة في العراق، والبصرة، وجبل طيء غزبة طيء.

وقد اختلطت تميم بأهل السواد.

والجزائر لم يرد نص قاطع على أنهم من تميم بن مروان والله أعلم.
ومن تميم آل بوسعيد أهل بلد مسقط عمان، انتهى ما اختصرناه من نسب تميم.
فصل
ومن بني أد بن طابخة، مزينة بن أد، وضبّة بن أد. ومزينة نسبوا إلى مزينة بنت كليب بن وبرة.

ومزينة هم بنو عمرو بن أد، والرباب بن أد بن طابخة. وهم: عدي، وتميم، وثور، وعكل، وصوفة.

وهو اللبيط بن الغوث بن أد بن طابخة وهم أصحاب إجازة الحجيج، وانتقلت منهم إلى بني عطارد بن تميم.

ومن بني ضبّة أد وهم: سعد وسعيد وباسل وله المثل الذي فيه: أسعد أم سعيد? فقيل سعيد. ولم يعقب، ولحق باسل بأرض الديلم فتزوج امرأة من أرض العجم، ولدت له الديلم. فيقال: إن باسلا بن ضبّة أبو الديلم.

فمن بني سعد، ابن منبه بن سعيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة بطن. وهم بنو كنوز بن طعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة. وبنو زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بطن من ضبّة. بنو عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة بطن، ومنهم بنو عبد مناة بن بكر بن سعد ابن ضبّة. وبنو ثعلبة بن سعد بن ضبة بطن. فمن بني كوز المسيب بن زهير بن عمرو، ومن بني عمرو، ابن مالك بن زيد بن كعب، كان سيدا مطاعا. وولده: عبد الحارث، وحصين، وعمرو، وداهم، وذبحة، وعامر، وقبيصة، وحنظلة، وخيار، وحارث، وقيس، وشيبة، ومنذر. كل هؤلاء شريف قد رأس وربع أي: أخذ المرباع. كان الرئيس إذا غنم الجيش معه أخذ الربع.ومن ولد الحصين صرار بن زيد الفوارس الرئيس الأول، ومحلّم بن سويط وتيم الرباب.

ومن بني زيد الفوارس ابن شبرمة القاضي.

ومن بني عائذة بن مالك شرحاف بن ملثم الذي قتل عمارة بن زياد العبسي.
ومن بني أسيد بن مالك، زيد بن حصين ولى أصبهان. وعبد الله بن علقمة الشاعر الجاهلي. ومنهم عميرة بن اليثربي قاضي البصرة، والذي قتل.
ومن بني ثعلبة سعد بن منبه بن عاصم بن خليفة بن يعقل الذي قتل بسطام.
ومن بني مزينة: ابن عمرو بن أد المتقدم ذكره، ومنهم النعمان بن مقرن، ومنهم معقل بن سنان، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم زهير بن أبي سلمى الشاعر، وابناه كعب رضي الله عنه، ويجبر.

ومن مزينة معن بن أوس الشاعر، ومنهم إياس بن معاوية القاضي.
ومن مزينة مزينة البطن المعروف في حرب، ومن مزينة بنو عثمان وعمرو، وفي ذلك يقول زهير بن أبي سلمى:
متى أدع في أوس وعثمان تأتني
إلى أن يقول:
هم الأسد عند البأس والحشد في القرى

وهم عند الجار يوفـون بـالـذمـم
والرباب وهم: عدي، وتميم، وثور، وعكل، وإنما سميت الرباب؛ لأنهم تحالفوا فوضعوا أيديهم في حفنة فيها رب.

فمن بني عدي الرباب غيلان ذو الرمة الشاعر، وهو غيلان بن عقبة.
ومن بني تميم الرباب عمرو بن لجأ الشاعر، الذي كان يهاجي جرير ابن الخطفي.
ومن بني عكل الرباب النمر الشاعر.

ومن بني ثور الرباب سفيان الثوري الفقيه.ومن بني الغوث صوفة، وهم بنو الغوث بن مراد بن أد بن طابخة، وفيهم كانت الإجازة، ومن بني الغوث شرحبيل ابن السمط واسمه عبد الله الذي يقال له شرحبيل بن حسنة، انتهى نسب إلياس ابن مضر.

فصل في مضر

ومن بطون مضر قيس عيلان، وليس في العرب عيلان بالعين المهملة غيره.
وهو: قيس بن عيلان، واسمه إلياس بن مضر بن نزار.
قال أبو عبيد: كان لقيس من الولد: خصفه، وسعد، وعمرو. قال الكلبي وابن عبد البر: خصفه أم عكرمة بن قيس لا ابنه.

قال صاحب حماة: وقد جعل الله في قيس من الكثرة أمرا عظيما لكثرة بطونها.
ومن بني قيس عيلان، بنو فهم، وهم بنو فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان.
وذكر القاضي: أنهم حضروا فتح مصر واختطوا بها، وإليهم ينسب الإمام الليثي بن سعد الفهمي، وفضله أشهر من أن يذكر.

ومن بني فهم. بنو طرود، وهم بنو طرود بن سعد بن فهم، ومنهم أعشى طرود الشاعر.

قال في العبر: وهم بطن متسع، كانوا بأرض نجد وليس منهم الآن بها أحد. قال: ومنهم بإفريقية من بلاد المغرب حي، وينزلون ويظعنون مع سليم، ورباح.
ومن بطون قيس عيلان: غطفان بن سعد بن قيس عيلان. قال في العبر: وهم بطن متسع كثير الشعوب والبطون. قال: وكانت منازلهم مما بلى وادي القرى، وجبلي أجا وسلمى، ثم تفرقوا في الفتوحات الإسلامية، واستولت على مواطنهم هناك قبائل طيء. ومن أشرفهم بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان ابن بغيض بن ريث بن غظفان، ومنهم هرم بن سنان الذي مدحه زهير ابن أبي سلمى.
ومنهم بنو عيسى بن بغيض، وذبيان بن بغيض الذي وقع بينهم الحرب العظيم بسبب فرس قيس بن زهير، صاحب الفرس المعروف بداحس، الذي جرى مع الغبراء وكانت بسببه الحرب.

ومنهم عنترة العبسي المعروف بالشجاعة، قال في العبر: وليس منهم بنجد الآن أحد. قال في أحياء رغبة بالمغرب من ينسبون إلى عبس، فلا أدري أهو عبس هذا أم عبس آخر من رغبة ذبيان? قال: وذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. قال أبو عبيد: كان له من الولد: سعد، وفزارة، وهاربة. قال: وهم بطن من بني ثعلبة بن سعد، وعامر في بني يشكر وسلمان في بني عبس.
ويقال: إن الشرارات من بقايا عبس، ويقال من بقاياها الهدابون المعروفون في بني عبد الله.

وقال في العبر: كان له من الولد: مرة، وتغلبة، وفزارة. فهؤلاء بنو ذبيان.
ومن بني ذبيان فزارة، كان له من الولد: مازن، وعدي، وفيهم يقول شاعرهم:
فزارة بيت العز والعز فـيهـم

فزارة قيس حسب قيس نضالها
لها العزة القسعاء والحسب الذي

بناه لقيس في القديم رجالـهـا
قال في العبر: كانت منازل فزارة بنجد، ووادي القرى، ولم يبق منهم بنجد الآن أحد. ونزلت طيء في منازلهم. قال: وبأرض برقة إلى طرابلس منهم قبائل. وقد أخبرني مخبرون من أهل برقة بعدة من قبائلهم. وهم: صبح، وذو نفر، وكثير منهم أولاد محمد، والجماعة، والحساسنة، والشعوب، والعقيبات، والعواسي، والعلاوي، والغشاشمة، والقبوس، واللواحق، والمساورة، والمعايمير، والمواحد، والموارس، والنماسة.

قال في العبر: وبإفريقية والمغرب منهم أحياء كثيرة، اختلطوا مع أهله. ومنهم جماعة في المعقل بالمغرب الأقصى، ومنهم طائفة ببلاد لعى، وواكلة، وهما قريتان داخلتان في الصحراء. وقد جاءت طائفة منهم من برقة، وما يليها إلى الديار المصرية، ونزلت بأطراف البهنساء مما يلي الجزيرة.

قال الحمداني: وبهم يعرف خراب فزارة من بلاد القليوبية، ومن بني فزارة: بنو مازن، ومساكنهم القليوبية من الديار المصرية.

هذا آخر ما وفق الله إليه وتليه ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى
بيان تفريع أفخاذ الوهبة الذين منهم آل ثاني حكام قطر، والتعريف ببطونهم بقلم العالم المؤرخ الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى.

قال رحمه الله إن معرفتي في ذلك: أن جميع قبيلة الوهبة يجتمعون في محمد بن علوي بن وهيب ومحمد بن علوي هو الجد الجامع لبطونهم.

فمحمد بن علوي المذكور له ولدان، وهما: زاخر، ومحمد بن محمد المسمى باسم أبيه ؛لأن أباه لما توفى كان محمد بن محمد في بطن أمه، فلما ولد سمي محمدا على اسم أبيه.

فأما الزاخر فيجتمع فيه آل بسام بن منيف، وآل بسام بن عساكر، وآل راجح، وآل ريّس، وآل بسام بن عقبة، والمشارفة، والريايسة.

والمعروف الآن من آل بسام بن منيف بن عساكر بن بسام بن عقبة بن ريّس بن زاخر: الحصانا، والخراشا المعروفون في أوشيقر، وآل بسام الذين في زبيقة من بلاد الخرج، وآل القاضي العروفون في عنيزة، وآل حسن الذين في أوشيقر، وبنو عمهم آل حسن الذين في الزبير المعروفون بالوناسا، وهم غير آل حسن بن مقبل الذين في المجمعة وحرمة.

وأما آل بسام بن عساكر بن بسام بن عقبة بن ريّس بن زاخر، فالمعروف منهم الآن آل مقبل في أوشيقر، وآل ضويان بن مقبل ؛لأن ضويان لقب على محمد بن علي بن مقبل، وهم أبو عبد العزيز بن محمد بن علي المذكور.
ومنهم آل عثيمين بن مقبل المعروفون في شقرا والقراين وعنيزة. وآل حسن ابن مقبل المعروفون في المجمعة وحرمة.

ومن آل بسام بن عساكر آل فارس بن بسام الذين في التويم وحرمة، ومنهم آل مريد بن عمر، ومنهم آل ابن عمر في أثيثية، وفي أوشيقر.

ومنهم آل أبي نمى المعروفون في رويضة الخيس، ومنهم آل صقية أهل حليفة ودقلة، ومنهم آل صقية المعروفون في بريدة، وصبيح، والنبهانية.

وأما آل عساكر بن بسام بن عقبة بن ريّس بن زاخر فالمعروف منهم الآن آل يوسف بن علي بن أحمد بن ريّس بن راجح بن عساكر في أوشيقر، وفي العيون من بلدان القصيم، وآل عنيق في التويم، وآل علي بن موسى بن عنيق في شقرا، ومنهم محمد بن دحيم المعروف، ومنهم المشاهدة في أثيثية، ومنهم آل دبحان في سدير، وفيس الزبير.

ومن آل عساكر المذكورين، آل سعيد بن ريّس، وهم الحسانا المعروفون في شقرا، وفي القصب. وآل معيوف في جلاجل، وفي روضة سدير، وهم أولاد محمد بن سعيد بن ريّس، وهو الملقب بمعيوف.

ومنهم آل جبيل في ملهم، وأمل آل راجح بن راجح بن عساكر بن بسام ابن عقبة بن ريس بن زاخر، فالمعروف منهم اليوم آل جاسر بن محمد بن جاسر البجادي المعروفون في شقرا، وفي أوشيقر. وآل عثمان بن محمد بن ناصر البجادي المعروفون في أوشيقر، وآل قهيدان المعروفون في أوشيقر. وآل خلف بن ناصر البجادي المعروفون في أوشيقر، وآل عتيق المعروفون في القصب، وفي الزبير، وآل غملاس بن حجي بن عقبة المعروفون في الزبير.
والمعروف اليوم عند أهل أوشيقر: أن آل بسام بن عساكر، وآل عساكر وآل راجح كلهم يقال لهم: الرواجح.

وأما آل بسام بن عقبة بن ريس بن زاخر فالمعروف منهم اليوم آل بسام المعروفون في القصيم في عنيزة، وآل بسام في أوشيقر، وفي الدرعية. ومنهم آل فيروز بن محمد بن بسام، ومنهم آل فيروز في بريدة.

وأما المشارفة أولاد مشرّف بن عمر بن معاضد بن ريس بن زاخر، فمنهم آل الشيخ المعروفون في الرياض، وأطوار. وآل رشيد وآل مهنا في الحريق، والجريفة والنشوان.

وآل عبد الوهاب بن فياض، وآل عبد الوهاب في أوشيقر، وآل سعيد المعروفون في الجهرا، ومنهم عبد الله بن سعيد المعروف بالحُرّ في أوشيقر.
ومن المشارفة آل مغامس أهل الخطامة، والنغيمش. والبرادي أهل خب البريدي من خبوب بريدة.

ومنهم آل خليفة أهل الشنانة، وآل خليفة بن عقيل، أهل قصر بن عقيل المعروف بالقرب من الرس، وآل عيدان في بريدة، وفي الحسا والفاخري المعروف في التويم والحراقا في أوشيقر، وآل شايع الحريقي في شقرا.

وأما معضاد بن ريس بن زاخر، فالمعروف الآن أن ممن ينتسب إليه، آل ثاني المعروفون في قطر.

وأما الريايسة أولاد ريس بن زاخر فمنهم آل ريس المعروفون في تمير، وفي بلدان سدير، لكل بطن من بطون أولاد زاخر المذكورين.

وأما شبل المعروفون في عنيزة الذين منهم الخروب، فبعض النسابين يذكر أنهم من المشارفة، وبعضهم يقول: إنهم من الرواجح، وكذلك آل عميرة في سدير.
وآل شبل المذكورون غير آل شبل المعروفين أيضاً في عنيزة الذين منهم الشبالي فإنهم من العناقر.

وأما آل منيف المعروفون في حوطة سدير، فبعضهم يقول: إنهم آل منيف ابن عساكر بن بسام بن عقبة، وبعضهم يقول إنهم من آل محمد والله أعلم.
وأما آل محمد بن محمد بن علوي بن وهيب فهو جد آل محمد، والحراقا.
والمعروف اليوم من آل محمد آل عبد الجبار بن شبانة، وبنو عمهم آل شبانة في المجمعة، وآل بن ناصر، والشبالات في أوشيقر، وفي المجمعة، وكذلك آل ابن ناصر في عنيزة، ومنهم عبد الله بن عبد العزيز بن ناصر المعروف. وآل سند في أوشيقر وفي أوثيثية، والمجمعة، وعنيزة.

وآل خريف بن عبد الله بن شبانة منهم صالح بن إبراهيم بن مانع بن خريف في شقرا، وآل خريف في جلاجل، ومنهم أولاد محمد بن عبد الله بن شبانة المعروف بالرقراق في بلد شقرا، وفي الحساء.

ولآل شبانة المذكورين أطراف يلتحقون بهم، وهم أولاد شبانة بن محمد أبي مسند. ومنهم القصارى المعروفون في أوشيقر، والداهنة، والزبير.

ومن آل محمد بن محمد المذكورين، الشبارمة أهل سميرا، والذين في القصيعة.
وآل ضبيب في جنوبية سدير. والسواكت في الزلفى، ومنهم في عنيزة وفي الكويت. ومنهم آل أبي حسين بن شبرمة في أوشيقر، وفي سدير، والزبير.
ومنهم آل مانع بن شبرمة في أوشيقر، وفي شقرا، وفي عنيزة، وفي الحسا. ومن الشبارمة المذكورين آل شيحة بن شبرمة، ومنهم آل شيحة في أوشيقر، وفي شقرا، والقراين، وثرمدا، وعنيزة. ومنهم آل لهيب بن شيحة وهم آل لهيب في أوشيقر، وآل حميد في أوشيقر، وآل سلوم في عنيزة، وآل شيحة في شقرا، والدوادي. وآل محمد بن منصور بن لهيب في أوشيقر، وآل أبو حميد في أوشيقر.
ومن آل شيحة آل سبهين في القراين، ومنهم راشد بن سلمان بن سبهين المعروف بأبي رقية، في بريدة. ولكل بطن من بطون آل محمد المذكورين، أطراف يلتحقون بهم، ومنهم البجاد في أوشيقر، وآل دريفيس في أوثيثية، وآل سعد في القصب.
وأما الخرفان فالمعروف منهم اليوم: محمد بن عبد الله بن خريف في رعبة، هو وأولاده. وابن أخية في البرة.

وعيال الخرافي في عنيزة، وحسن الخرافي في الكويت، والله أعلم.
هذا ما وجدته هنا من نسب الوهبة من إملاء العلامة المؤرخ، الشيخ إبراهيم ابن صالح بن عيسى الأوشيقري، المتوفى في عنيزة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، ونقلته من خط سقيم، ولم أجد نسخة أخرى للمقابلة والتصحيح، ولكن لمسيس الحاجة لمعرفة ما تضمنته هذه الأوراق أسرعنا في نشرها، راجين أن تكون غير مشكلة على أهل المعرفة بحول الله وقوته.

الفائدة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، قال العلامة المؤرخ إبراهيم ابن صالح بن عيسى أما بعد:  
فهذا بيان معرفة أولاد إبراهيم بن مانع بن إبراهيم بن حمدان بن محمد بن مانع بن شبرمة الوهيبي التميمي.

لم من الولد: اثنان محمد، وإبراهيم المسمى باسم أبيه ؛لأن أباه توفي وهو في بطن أمه.

فأما محمد بن إبراهيم فله ثلاثة من الولد، وهم: عبد الله، وعبد الكريم، وعبد العزيز الملقب بقريع.

فأما عبد الله فتوفى في بلد أوشيقر في الخامس عشر من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، وله ولدان: الشيخ محمد ساكن بلد عنيزة، وحمد ساكن بلد شقرا، وتوفي حمد في شقرا وليس له عقب. وتوفي الشيخ محمد في عنيزة ليلة الأحد التاسع عشر من جمادي الآخرة سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف وله عدة أولاد منهم الشيخ عبد الرحمن توفي في الأحساء في ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين وألف وانقطع عقبه، ومنهم الشيخ عبد العزيز كانت ولادته ليلة الاثنين 29 من صفر سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، وتولى القضاء في عنيزة وتوفي فيها في السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثمائة وألف، ولما مات رثاه أحد تلامذته بقوله:
لذيذ الكرى ناء عن العين شاسـع

فدأبا لها تنهل منها الـمـدامـع
كحال عليل أو سليم من الـورى

تناوله سم على القلـب نـاقـع
لئن قيل بحر العلم والجود قد ثوى

تضمنه لـحـد وبـيد بـلاقـع
حليف التقى عبد العزيز بن مانع

إمام الهدى في المكرمات يسارع
إمام عليم متـقـن ومـحـقـق

أخو ثقة في النقل والقول بـارع
إذا سمع الحبر اللبيب كـلامـه

يحيره علم بـدا مـنـه واسـع
ومنها:
قضايا بالحق المبين جميعـهـا

لديه استوى فيها وضيع ورافع
ومنها:
أقرت له الأحبار بالعلم والتقـى

فكل لما يحكم مطيع وسـامـع
إذا الحكم أعيا كل قاضٍ وعالـم

وعارضهم في أمرهم منه واقع
وجدت له فصلا لدى الشيخ قاطعا

يضيء له نور من الحق ساطع
إلى آخر القصيدة المفيدة.

وله عدة أولاد ذكور ماتوا، ولم يبق منهم إلا محمد.

ولمحمد ثلاثة أولاد ذكور: وهم عبد العزيز، وعبد الرحمن، وأحمد. ومنهم عبد الله بن اليخ محمد وهو الآن في عنيزة ثم مات بعد ذلك سنة ستين ةثلثمائة وألف. وقد تولى قضاء عنيزة نحو عشر سنين بعد وفاة القاضي صالح بن عثمان القاضي، الذي تولى قضاء عنيزة قريباً من سبع وعشرين سنة وهذا القاضي أعطاه الله علما وحلما وكرما، وهو أحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن محمد المانع الأذكياء المحصلين.
وللشيخ محمد عدة أولاد غير من ذكرنا، وقد ماتوا وليس لهم عقب. فهؤلاء أولاد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مانع.

وأما أخوه عبد الكريم بن محمد بن إبراهيم بن مانع فله ولد اسمه عبد الله وقد مات عبد الله. وله ولدان: صالح وعبد العزيز.

فأما صالح فمات في الأحساء ولم يعقب، وأما عبد العزيز فهو الآن في أوشيقر "أي وقت كتابة هذا النسب" ولكنه مات.

وأما أخوه الثاني عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن مانع الملقب بقريع فهو ساكن في بلد شقرا، وأولاده ثلاثة: عبد الله، وإبراهيم، وسعد.

فأما عبد الله فله ولدان وهما: عبد المحسن، وعبد العزيز، وقد مات عبد المحسن في الأحساء وليس له عقب. ومات عبد العزيز في شقرا ولم يخلف إلا بنتا.
وأما إبراهيم بن عبد العزيز فقد تزوج عائشة بنت عبد الرحمن بن مانع في الأحساء ومات في الأحساء ولم يخلف إلا إناثا.

وأما سعد بن عبد العزيز، فله ولد اسمه فهد في الأحساء ولا أعلم اليوم من ذريته غيره.

فهؤلاء أولاد محمد بن إبراهيم بن مانع بن إبراهيم بن حمدان بن محمد بن مانع.
وأما أخو محمد المذكور فهو إبراهيم بن إبراهيم المسمى باسم أبيه وأولاده خمسة: وهم حمد، ومحمد الملقب بالعود، وعبد العزيز، وسليمان، وعبد الكريم.
فأما حمد بن إبراهيم فله ثلاثة أولاد: إبراهيم، ومحمد وهما ساكنان في عنيزة وعبد الله الملقب بعريج، وهو في أوشيقر.

وأما محمد الملقب بالعود فله ولد اسمه سليمان، ومات سليمان، وله ولد اسمه إبراهيم، وهم الآن "أي وقت تدوين هذا النسب" في بلد الجهرا من أعمال الكويت.
وأما عبد العزيز وسليمان فليس لهما عقب، وأما عبد الكريم بن إبراهيم فسكن شقرا ومات، وله ولد في شقرا اسمه محمد الملقب بأخينا.

فهؤلاء أولاد إبراهيم المسمى باسم أبيه: إبراهيم بن مانع بن إبراهيم بن حمدان بن محمد بن مانع بن شبرمة الوهيبي التميمي انتهى ما ذكره العلامة المحقق الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى المشهور بالديار النجدية، بمعرفة الأنساب فصار المرجع إليه فيها عند الاشتباه. وقد أدرجنا هنا بعض الكلمات لزيادة التبيين والتوضيح وذلك لبعد العهد بين الكتابة السابقة واللاحقة وصلى الله على محمد وآله وسلم.

الفائدة الثالثة
اعلم أن الوهبة يجمعهم محمد بن علوي بن وهيب، وكان له ولدان هما: زاخر، ومحمد، سمي محمد باسم أبيه ؛لأن أباه مات وهو حمل فسمي باسم أبيه، فزاخر ابن محمد بن علوي جد آل بسام بن منيف، وآل بسام بن عساكر، وآل بسام بن عقبة، وآل مشرف، والريايسة وآل راجح.

وأما محمد بن محمد بن علوي، فهو جد آل خرفان والشبارمة. وآل مانع منهم محمد بن مانع العالم المشهور. قلت وهذا له ذكر في مجموع المنقور وهو في زمن الشيخ سليمان بن علي. وقد أفتى في فتوى مشهورة عليها وافقه سليمان علي، جد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ا ه.

ومن آل محمد شبانة جد آل ابن ناصر. وممن يلتحق بآل ابن ناصر آل عيدان، ومنهم آل أبي حسن، وآل شيحة، وآل لهيب، والقصاري، وآل مسند. والله أعلم.
هذا ما نقلته من خط من نقله من خط الشيخ المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى ا ه. بقلم محمد بن عبد العزيز بن مانع وصلى الله على محمد وآله وسلم.
يقول الفقير إلى الله سبحانه محمد بن عبد العزيز بن مانع: هذا آخر ما وجدناه من هذا المؤلف المفيد، والظاهر من صنيعه أنه لم يتمه، ولكن ما ذكرناه مفيد غاية الإفادة، وقد رأينا أن نلحق به كالخاتمة له ثلاث فوائد، من تأليف العلامة المؤرخ الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى المتوفى في عنيزة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف إحداهما في ذكر أفخاذ الوهبة، وتفرقهم في البلدان، الذين منهم المعاضيد عشيرة الشيخ علي آل ثاني طابع الكتاب، والثانية في ذكر فخذ الوهبة وهو في بيان أولاد إبراهيم ابن المانع. والثالثة فيمن يجمع الوهبة، وهو محمد بن علوي بن وهيب.
والحمد لله أولا وآخراً، وصلاة وسلاما على نبيه المصطفى، وآله إلى يوم الدين.







[1] - ( طبقات النسابين، بكر أبو زيد، ص195)
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم