دعونا ننظر لعينة منتقاة من هذه المقامات المنتشرة في البلاد العربية
- مقام الأربعين في جبل قاسيون بدمشق
- مقام الصحابي سعد بن عبادة الأنصاري - المليحة
- مقام النبي داود / كلز - حلب
- مقام النبي زكريا / الجامع الأموي - حلب
- مقام النبي روبين / جنوب يافا - فلسطين
- مقام أبو هريرة/ بئر السبع - فلسطين
- مقام سيدنا أبو هريرة في قرية من قرى حلب يقال لها ضيعة أبو هريرة.
- ضريح بلال بن رباح / الميدان - دمشق
- ضريح السيدة أم حبيبة زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم / الميدان - دمشق
- ضريح الشيخ ناصر / مدينة خانيونس - فلسطين
- مقام الشيخ جبارة / العريش - شمال سيناء
- ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر/ زليطن - ليبيا
- ضريح الحسين/ القاهرة - مصر
- وضريح السيدة زينب/ القاهرة
وضريح السيدة عائشة/ القاهرة
- وضريح السيدة سكينة/ القاهرة
- وضريح السيدة نفيسة/ القاهرة
وفي خارج القاهرة تشتهر عدة أضرحة، ومنها: البدوي بطنطا، وإبراهيم الدسوقي بدسوق، وأبي العباس المرسي بالإسكندرية، وأبي الدرداء بها أيضاً، وأبي الحسن الشاذلي بقرية حميثرة بمحافظة البحر الأحمر، وأحمد رضوان بقرية البغدادي بالقرب من الأقصر، وأبي الحجاج الأقصري بالأقصر أيضاً، وعبد الرحيم القنائي بقنا.
الأضرحة والأتربة
يقصد بالضريح مدفن سلطان أو أمير أو رجل صالح أو أي إنسان آخر له مكانة تدعو إلى تخليد ذكراه.
تعلو بناء الضريح عادة قبة تختلف عن قباب الأبنية الدينية والمدنية الأخرى. وقد كانت في العراق مخروطيّة الشكل ابتداء من القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي وحتى العصر العثماني.
لا تأخذ الأضرحة بطبيعة الحال شكلاً واحداً وإن كان دورها الوظيفي واحداً، بل تختلف باختلاف الزمان والمكان، إضافة إلى اختلاف أهمية صاحب الضريح. فهناك البسيط المنفرد البناء المتواضع المواد، المكوّن من غرفة واحدة مقببة مربعة تضم التربة وحدها. وقد يقام الضريح قريبا من مدرسة أو ملاصقا لها أو لحقا بجامع، أو يكون هو النواة لمسجد فخم المظهر متعدد المآذن محاطاً بالبرك والجنائن والأشجار. وقد غالى سلاطين الهند بالإنفاق على الأضرحة وزخرفتها وعرفت بالروضات. ولم يعرف تاريخ العمارة حتى الآن ضريحا أموياً أو عباسياً واحداً، وربما يكون ذلك إلى أن الأمويين كانوا يقتدون بالحديث القائل: “خير القبور الدوارس”.
بدأ الاهتمام الفعلي للعمارة الإسلامية في إنشاء هذا النسق من المباني في مرحلة متأخرة نسبيّاً من عمر الدولة الإسلامية. وقد لقيت الأضرحة والترب والمقامات اهتماماً كبيراً في العصر السلجوقي، حيث ابتكر السلاجقة إنشاء مبنى معماري خاص فوق القبر يتكون من بهو تقوم عليه قبة فوق القبر. وقد تنوعت أشكالها حيث بنيت على شكل أبراج أسطوانية، أو ذات أضلاع وواجهات، أو على شكل عمائر ذات قباب. وكانت التقاليد المعمارية الشائعة في العمارة الإسلامية في هذا الصدد هي عملية وجود الضريح في حرم الجامع.
وفي العصر الأيوبي كثر إنجاز هذه المباني، ولكن المماليك زادوا من انتشارها وطوروا في طرزها فازداد ارتباط الضريح ببناء المدرسة والجامع، وانتشرت عملية دمج قبة التربة مع المصلى، والجمع بين التربة والمسجد.
أخذ بعض الترب نظاماً مستقلاً في تشكيلها المعماري، حيث بنيت حسب تخطيط خاص. فنجد لها جبهة حجرية ضخمة وجميلة، وذات بوابة مرتفعة، تزينها المقرنصات، وتتألف غالبا من قاعتين إحداهما للضريح والأخرى للمصلى، مسقوفتين بقباب مرتفعة وجميلة. وكانت غرفة الضريح المركز الهام للزخرفة بكل أنواعها وأشكالها.
اتخذت الترب طابعاً مميزاً لها في فن العمار الإسلامي. فهي مربعة البناء غالبا، ومن فوقها قبة وفي بعض الأحيان تتوحد القبة مع القاعدة المربعة. وغالباً ما تتصل القبة بالقاعدة. وتجدر الإشارة إلى أن القبة قد غدت من أبرز عناصر العمارة الإسلامية في الأضرحة والترب خاصة، حتى لا يكاد يخلو ضريح أو تربة أو مشهد من قبة تعلوه. وابتكر المعماري المسلم أشكالاً متنوعة من القباب تدل على عظمة ومهارة هندسية بارعة متميزة. ولجأ الفنان المسلم إلى زخرفتها بأشكال هندسية ونباتية متنوعة معتمداً على عنصر التكرار والتوازن الذي يحدث أثراً زخرفياً جمالياً. كما كان للخط العربي بأنواعه المختلفة الدور الكبير في الزخرفة وبشكل متميز.
الأضرحة والأتربة
يقصد بالضريح مدفن سلطان أو أمير أو رجل صالح أو أي إنسان آخر له مكانة تدعو إلى تخليد ذكراه.
تعلو بناء الضريح عادة قبة تختلف عن قباب الأبنية الدينية والمدنية الأخرى. وقد كانت في العراق مخروطيّة الشكل ابتداء من القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي وحتى العصر العثماني.
لا تأخذ الأضرحة بطبيعة الحال شكلاً واحداً وإن كان دورها الوظيفي واحداً، بل تختلف باختلاف الزمان والمكان، إضافة إلى اختلاف أهمية صاحب الضريح. فهناك البسيط المنفرد البناء المتواضع المواد، المكوّن من غرفة واحدة مقببة مربعة تضم التربة وحدها. وقد يقام الضريح قريبا من مدرسة أو ملاصقا لها أو لحقا بجامع، أو يكون هو النواة لمسجد فخم المظهر متعدد المآذن محاطاً بالبرك والجنائن والأشجار. وقد غالى سلاطين الهند بالإنفاق على الأضرحة وزخرفتها وعرفت بالروضات. ولم يعرف تاريخ العمارة حتى الآن ضريحا أموياً أو عباسياً واحداً، وربما يكون ذلك إلى أن الأمويين كانوا يقتدون بالحديث القائل: “خير القبور الدوارس”.
بدأ الاهتمام الفعلي للعمارة الإسلامية في إنشاء هذا النسق من المباني في مرحلة متأخرة نسبيّاً من عمر الدولة الإسلامية. وقد لقيت الأضرحة والترب والمقامات اهتماماً كبيراً في العصر السلجوقي، حيث ابتكر السلاجقة إنشاء مبنى معماري خاص فوق القبر يتكون من بهو تقوم عليه قبة فوق القبر. وقد تنوعت أشكالها حيث بنيت على شكل أبراج أسطوانية، أو ذات أضلاع وواجهات، أو على شكل عمائر ذات قباب. وكانت التقاليد المعمارية الشائعة في العمارة الإسلامية في هذا الصدد هي عملية وجود الضريح في حرم الجامع.
وفي العصر الأيوبي كثر إنجاز هذه المباني، ولكن المماليك زادوا من انتشارها وطوروا في طرزها فازداد ارتباط الضريح ببناء المدرسة والجامع، وانتشرت عملية دمج قبة التربة مع المصلى، والجمع بين التربة والمسجد.
أخذ بعض الترب نظاماً مستقلاً في تشكيلها المعماري، حيث بنيت حسب تخطيط خاص. فنجد لها جبهة حجرية ضخمة وجميلة، وذات بوابة مرتفعة، تزينها المقرنصات، وتتألف غالبا من قاعتين إحداهما للضريح والأخرى للمصلى، مسقوفتين بقباب مرتفعة وجميلة. وكانت غرفة الضريح المركز الهام للزخرفة بكل أنواعها وأشكالها.
اتخذت الترب طابعاً مميزاً لها في فن العمار الإسلامي. فهي مربعة البناء غالبا، ومن فوقها قبة وفي بعض الأحيان تتوحد القبة مع القاعدة المربعة. وغالباً ما تتصل القبة بالقاعدة. وتجدر الإشارة إلى أن القبة قد غدت من أبرز عناصر العمارة الإسلامية في الأضرحة والترب خاصة، حتى لا يكاد يخلو ضريح أو تربة أو مشهد من قبة تعلوه. وابتكر المعماري المسلم أشكالاً متنوعة من القباب تدل على عظمة ومهارة هندسية بارعة متميزة. ولجأ الفنان المسلم إلى زخرفتها بأشكال هندسية ونباتية متنوعة معتمداً على عنصر التكرار والتوازن الذي يحدث أثراً زخرفياً جمالياً. كما كان للخط العربي بأنواعه المختلفة الدور الكبير في الزخرفة وبشكل متميز.
الحكم الشرعي في بناء وزيارة الأضرحة والمقامات من موقع إسلام ويب
أولا : بناء الأضرحة والمقامات على القبور لا يجوز شرعاً ، وإنما المطلوب أن يدفن جميع الموتى في المقابر ، وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، لا أن يدفن البعض في المساجد ، أو يبنى على قبورهم قباب ، أو مساجد ، كما يفعل في بعض الأماكن ، بحجة أن هؤلاء أولياء صالحون …… إلخ.
قال الإمام ابن القيم : " ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور ولا بناؤها بآجر ، ولا بحجر ولبن ، ولا تشييدها ، ولا تطيينها ، ولا بناء القباب عليها ، فكل هذا بدعة مكروهة ، مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم. وقد بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن ، ألا يدع تمثالاً إلا طمسه ، ولا قبراً مشرفاً إلا سواه" رواه مسلم.
فسنته صلى الله عليه وسلم تسوية هذه القبور المشرفة كلها ، " ونهى أن أن يجصص القبر ، وأن يبنى عليه ، وأن يكتب عليه " وكانت قبور أصحابه لا مشرفة ولا لاطئة ، وهكذا كان قبره الكريم وقبر صاحبيه، فقبره صلى الله عليه وسلم مسنم مبطوح ببطحاء العرصة الحمراء لا مبني ولا مطين، وهكذا كان قبر صاحبيه ، وكان يعلم قبر من يريد تعريف قبره بصخرة ، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ، وإيقاد السرج عليها ، واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعليه ، ونهى عن الصلاة إلى القبور ، ونهى أمته أن يتخذوا قبره عيداً ، ولعن زوارات القبور . وكان هديه أن لا تهان القبور وتوطأ ، وأن لا يجلس عليها ، ويتكأ عليها، ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد فيصلى عندها وإليها ، وتتخذ أعيادا وأوثانا ) اهـ. زاد المعاد لـ: ابن القيم (1/524) ثم بين الإمام ابن القيم الحكم في المساجد التي تبنى على القبور فقال : ( وعلى هذا فيهدم المسجد إذا بني على قبر ، كما ينبش الميت إذا دفن في المسجد. نص على ذلك الإمام أحمد وغيره ، فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر ، بل أيهما طرأ على الآخر منع منه ، وكان الحكم للسابق ، فلو وضعا معاً لم يجز ، ولا يصح هذا الوقف ولا يجوز ، ولا تصح الصلاة في هذا المسجد لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، ولعنه من اتخذ القبر مسجداً ، أو أوقد عليه سراجاً. فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه ، وغربته بين الناس كما ترى) (زاد المعاد 3/572) فهذا الذي قال الإمام ابن القيم رحمه الله ملخص مفيد في الموضوع لمن تدبره وتأمله نكتفي به.
ثانيا: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور أكمل الهدي وأحسنه ، ويحسن أن نذكره باختصار. قال الإمام ابن القيم ( كان -صلى الله عليه وسلم -إذا زار قبور أصحابه يزورها للدعاء لهم ، والترحم عليهم ، والاستغفار لهم ، وهذه هي الزيارة التي سنها لأمته ، وشرعها لهم ، وأمرهم أن يقولوا إذا زاروها : " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية. " (رواه مسلم) ثم أنكر الإمام أبن القيم رحمه الله على الذين يزورون القبور ويسألون الأموات الحوائج ، أو يتوسلون بهم في قضائها ، أو يدعون الله عند قبورهم ، فقال : ( وكان هديه صلى الله عليه وسلم أن يقول ويفعل عند زيارتها ، من جنس ما يقوله عند الصلاة على الميت ، من الدعاء والترحم ، والاستغفار.
فأبى المشركون إلا دعاء الميت والإشراك به ، والإقسام على الله به ، وسؤاله الحوائج والاستعانة به ، والتوجه إليه ، بعكس هديه صلى الله عليه وسلم ، فإنه هدي توحيد وإحسان إلى الميت ، وهدي هؤلاء شرك وإساءة إلى نفوسهم ، وإلى الميت ، وهم ثلاثة أقسام : إما أن يدعو الميت ، أو يدعو به ، أو عنده ، ويرون الدعاء عنده أوجب وأولى من الدعاء في المساجد ، ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، تبين له الفرق بين الأمرين وبالله التوفيق.) [زاد المعاد: 1/526]
ثالثاً: وبناء على ما تقدم نقول للسائل الكريم : ما الهدف من زيارة المقامات أو الأضرحة؟ هل هو الدعاء لهم كما ذكرنا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور؟ أم فعل شيء مما ذكره الإمام ابن القيم آنفاً؟
فإن كان الهدف دعاء الأموات والاستعانة بهم ……إلخ ، فهذه الزيارة محرمة ولا تجوز ، لأنها ستفضي إلى الوقوع في الشرك والوثنية ، أو إلى البدعة والضلالة ، وإن كان الغرض من الزيارة مجرد السلام عليهم ، والدعاء لهم ، كما ورد في السنة فينظر في الأمر لأن الزائر لهذه الأماكن لا يسلم غالباً من الأذى ، فربما رأى بعض الناس يتوسلون بهذه القبور ، أو يدعون أصحابها من دون الله … إلخ ، فالواجب عليه حينئذ الإنكار عليهم ، ولو أنكر عليهم ربما ضربوه ، وربما أهانوه ومن هنا فلا يجوز زيارة هذه الأماكن لما يترتب على ذلك من المفسدة ، ولو سكت الزائر وقع في الإثم ، وتعرض لعقوبة الله سبحانه وتعالى حيث قال : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)(النساء:140)
فإن عجز المرء عن إنكار المنكر بيده ، أنكر بلسانه ، فإن لم ينكر بلسانه فلينكر بقلبه ، مع مفارقة المكان بدليل هذه الآية ، وقد رفع إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوم يشربون الخمر ، فأمر بضربهم ، فقيل له : إن فيهم فلاناً صائماً ، فقال : ابدؤوا به ، ثم قال : أما سمعت قوله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)(النساء:140)
والخلاصة أنه لا يجوز زيارة الأضرحة والمقامات ، لأنها أماكن يعصى الله فيها غالباً ، ولما يترتب على زيارتها من مفاسد تعود على الزائر تفوق المصلحة المرجوة من سنية زيارة الأموات ، ولا يخفى أنه يجوز إلقاء السلام على الأموات المقبورين في الأضرحة أو غيرها حال المرور بطريقها. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: أرأيت يا رسول الله إن مررت بالقبور ماذا أقول ؟ فقال :" قولي السلام عليكم دار قوم مؤمنين. "الحديث رواه مسلم
والله أعلم.
التسميات :
الأخلاق