العامري ومقتطفات من التاريخ

العامري:
قال السمعاني كل من كان من أولاد بني كلاب وبني قشير وبني نمير وبني جعدة وبني الحريش وبني عقيل وبني كعب وبني ربيعة وبني هلال وبني سلول، يقال للواحد منهم عامري لأنهم ينتسبون للجد الأعلى عامر بن صعصعة (الأنساب، للسمعاني، ط1 لسنة 1962م، ص152)

نزول وفد بني عامر الكبير إلى الديار المصرية في عهد الظاهر بيبرس
بني عقيل العامريين،  وهم بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر، قال:
ومنهم القديمات، والنّعائم، وقبات، وقيس، ودنفل وحرثان وبنو مطرّق، وذكر أنهم وفدوا في الأيام الظاهريّة صحبة مقدّمهم محمد بن أحمد بن العقديّ بن سنان بن عقيلة بن شبانة بن قديمة بن نباتة بن عامر، وعوملوا بأتمّ الإكرام وأفيض عليهم سابغ الإنعام، ولحظوا بعين الاعتناء.
قلت: وتوالت وفاداتهم على الأبواب العالية الناصريّة وأغرقتهم تلك الصّدقات بديمها فاستجلبت النائي منهم، وبرز الأمر السّلطانيّ إلى آل فضل بتسهيل الطريق لوفودهم وقصّادهم وتأمينهم في الورد والصّدر، فانثالت عليه جماعتهم، وأخلصت له طاعتهم، وأتته بأجلاب الخيل والمهارى، وجاءت في أعنّتها وأزمّتها تتبارى، وكان لا يزال منهم وفود بعد وفود، وكان منزلهم تحت دار الضيافة لا يزال يسدّ فضاء تلك الرّحاب، وتغصّ بقبابه تلك الهضاب، بخيام مشدودة بخيام، ورجال بين قعود وقيام، وكانت الإمرة فيهم في أولاد مانع إلى بقية أمراء فيهم وكبراء لهم ، ودارهم الإحساء والقطيف وملح وأنطاع والقرعاء واللهابة وجودة ومتالع .
( مسالك الابصار في ممالك الأمصار، العمري، ج4، ص356)
وبني كلاب بن ربيعة بن عامر لهم بلاد الفيوم، وبني هلال بن عامر بن صعصعة لهم بلاد الصعيد كلها إلى عيذاب، ومنهم بني قرة باخميم، وبساقية، وبني عمرو (عامر) ومنهم: بنو رفاعة وبنو حجير وبنو غرير، وبأصفون وإسنا بنو عقبة وبني جميلة منهم الوزير نجم الدين الأصفوني ( مسالك الأبصار، المصدر السابق، ص363)
عدة قبائل كبرى تفرعت من القبيلة الأم بني عامر بن صعصعة، وانضم إليها عدد هائل من بطون العرب القحطانية والعدنانية، ولعل الدور التاريخي والضخم الذي قامت به قبائل بني عامر كان هو السبب وراء انتشارها في عموم أقطاب الوطن العربي من شرقه وغربه وشماله وجنوبه، حضره وريفه ومدنه وبواديه، وسواحله وصحاريه..
وبسبب هذا الانتشار الواسع تعددت الوظائف والأعمال والحرف التجارية والزراعية والصناعية التي عملت بها قبائل بني عامر، وهذه الأمور المتعددة مكنت قبائل بني عامر من خوض غمار القيادة والزعامة والرئاسة ومعظم الجوانب السياسية في مناطق تواجدها حتى يومنا هذا..
وللعلم والاحاطة قراؤنا الكرام هذا جزء من  أسماء العوامر المشهورة في التاريخ السياسي العربي في الفترة الواقعة ما بين 900م - 1500م لأنه كان لهم دور كبير في السياسية العربية في المشرق والمغرب على حد سواء..
بني خفاجة - بني عقيل - بني كعب - بني عامر- بني هلال - بني كلاب - بني زرعة - بني غانم - بني ربيعة - بني عجلان - بني زغبة - بني لبيد - بني نمير - بني قشير - بني مرداس - بني عوف - بني سوادة - بني رياح  - بني جبر - بني خالد 
ولنتمعن المناطق والأقاليم التي تزعمتها قبائل بني عامر، وأقامت فيها امارات، وفي مناطق أخرى فرضت سيطرتها فقط دون أن تعلن عن الإمارة ..
العراق بالجزيرة والموصل والبصرة
سوريا بحمص وحماة ولبنان وشمال فلسطين.
وفي شبه الجزيرة العربية: البحرين والإحساء والقطيف ونجد والإمارت العربية المتحدة
وفي مصر بلاد الصعيد كلها حتى عيذاب على البحر الأحمر في الجيزة والفيوم والبحيرة والاسكندرية
وفي شمال افريقيا برقة وترهونة وتونس ووهران والمغرب الأقصى
وفي الأندلس
وفي السودان
وعندما نتمعن أسماء الدول والإمارات التي قادها قبائل بني عامر مثل:
الدولة المرداسية.. إمارة المنتفق.. دولة بني عقيل.. إمارة بني عصفور.. دولة الجبريين.. الدولة الخفاجية.. دولة الكلابية ..الدولة الجروانية.. نعرف كم كان لبني عامر تأثير قوي في السياسة والاقتصاد في الجزيرة والعراق والشام.
 بني كلاب في مصر والشام:
ومن بني عامر بن صعصعة بنو كلاب، وهم بنو كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة. قال في العبر: وكان لهم في الإسلام دولة باليمامة، وكانت ديارهم حمى ضريّة وهو حمى كليب، وحمى الربذة في جهات المدينة النبوية، وفدك والعوالي ؛ ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الشأم فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملكوا حلب ونواحيها، وكثيرا من مدن الشام، ثم ضعفوا. قال: وهم الآن تحت خفارة الأمراء من آل ربيعة من عرب الشام، قلت وكانت لهم إمارة الرملة في فلسطين وكان يمتد نفوذها إلى العريش ثم اتسعت لتصل حدود الحجاز، ولا زالت عائلات كلاب وأبو هلال وأبو الحاج من أشهر عائلات الرملة ومنهم بقرية بشيت المهجرة عام 1948م
ثم قال: وهم بأطراف حلب، وهم عرب غزّ يتكلمون بالتركية، ويركبون الأكاديش . ولهم غارات عظيمة؛ وأبناء الروم وبناتهم لا يزالون يباعون من سباياهم. وقد ذكر في «مسالك الأبصار» أن بحلب وبلادها طائفة من بني كلاب. [ صبح الأعشى في صناعة الانشا، القلقشندي المتوفي سنة 821هـ، ص393 ج1]
ومن بني عامر بن صعصعة أيضا بنو هلال وهم بنو هلال بن عامر بن صعصعة. قال الحمداني: وكان لهم بلاد صعيد مصر كلّها؛ وذكرهم ابن سعيد في عرب برقة، وقال منازلهم فيما بين مصر وإفريقية. قال في العبر: وكانت رياستهم أيام الحاكم العبيدي لماضي بن مقرب. ولما بايعوا لأبي ركوة بالمغرب وقتله الحاكم، سلّط عليهم الجيوش والعرب فأفناهم؛ وانتقل من بقي منهم إلى المغرب الأقصى فهم مع بني جشم هناك. وذكر الحمداني أن بحلب طائفة منهم ثم صار لهم بلاد أسوان وما تحتها. ثم قال: وبإخميم  منهم بنو قرّة، إلى عيذاب، وبساقية قلتة منهم بنو عمرو وبطونهم، وهم بنو رفاعة وبنو حجير وبنو عزيز. وبأصفون وإسنا منهم بنو عقبة، وبنو جميلة.
ومن بني هلال حرب فيما ذكره ابن سعيد. قال الحمداني: وهم ثلاث بطون: بنو مسروح، وبنو سالم، وبنو عبيد الله. قال: ومساكنهم الحجاز ومن حرب زبيد الحجاز فيما ذكره الحمداني. وذكر أن منهم بني عمرو ثم قال:
ومن بني عامر نمير بن عامر بن صعصعة. قال في العبر: وكانت منازلهم الجزيرة الفراتية والشام بعدوتي الفرات. قال وهم إحدى جمرات العرب، وكان لهم كثرة وعدّة في الجاهلية والإسلام، ودخلوا الجزيرة الفراتية وملكوا حرّان وغيرها. ثم غلبهم عليها خلفاء بني العباس أيام المعتز بالله فهلكوا بعد ذلك وبادوا.. 
[ صبح الأعشى في صناعة الانشا، القلقشندي المتوفي سنة 821هـ، ص393 ج1]
وفي الشام موضع يعرف قديما بجبلُ بَني هِلال، وهو نفسه جبل حوران الآن:
بحوران من أرض دمشق، تحته قرى كثيرة منها قرية تعرف بالمالكية [معجم البلدان، الحموي المتوفي سنة 626هـ، ج2، ص103]
وقال أبو الحسن: قاعدة حوران على أربع مراحل من دمشق، وفي شرقيها في الخط الجنوبي صلخد، قاعدة جبل بني هلال.
[الجغرافيا، أبو الحسن المغربي المتوفي سنة 685هـ] وصلخد مدينة في محافظة السويداء في سوريا، وهي مركز في جنوب السويداء يتبع لها عدد من البلدات والقرى والمناطق، لها أهمية تاريخية كبيرة وكانت مركز قيادي في جنوب سوريا وحضيت باهمية في عصر الامبراطورية الرومانية وفيها الكثير من الآثار الرومانية واثار هامة تعود إلى عصور مختلفة منها العهد الايوبى الإسلامي ومن اثارها التاريخية التي تعود لهذا العهد: قلعة صلخد قلعة اثرية والحصن الايوبي الذي بناه الايوبيون فوق تل بركانى بالمدينة يطل شامخا على المدينة. ويربطها بقلعة بصرى نفق يمتد تحت الأرض بين المدينتين لمسافة كبيرة كانت تسير فيها العربات التي تجرها الخيول والاليات الحربية في العصور القديمة.
ومئذنة صلخد التي كانت تعلو مسجد في المدينة بقيت المأذنه وتعود إلى العهد الايوبى ولا تزال بحالة حسنة توجد في الساحة الرئيسية للمدينة. ويعلوها اسم عز الدين ايبك حيث كان وإلى على المدينة في عهد الملك عيسى بن العادل.
بقايا مدافن ايوبية وفيها مخطوطات ووثائق إسلامية عربية تعود للعهد الايوبى.
وفي مدينة صلخد الكثير من الاثار والمباني التي تعود للعصر الروماني.
وتضم المدينة على أغلبية من الموحدون الدروز وأقلية مسيحية كبيرة. ومن العائلات التي تسكن فيها آل جبور والشوفي والشومري وصبح. [ويكيبيديا الموسوعة الحرة]
وقال الحلبي: جبلُ بني هلال تحته قُرى مذكورة في التوراة يقال لها " البثنية " منها: قرية تعرف بالمالكية بها قدح وخشب، ذكروا أنه كان لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم. [ الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، ابن شداد الحلبي المتوفي سنة 684هـ ]
- في البحيرة ومغارب مصر: واشتهروا بقبائل القيسية لانهم يضمون عرب بني هلال وبني سليم وبني فزارة وبني عبس وبني عامر وهوازن وغيرهم ويتركزون في اقليم ساحل مريوط.
- تاريخ قديم لعربان الفيوم والبحيرة وبرقة مرتبط ارتابطا وثيقا بقبيلة قيس عيلان وخصوصا بني كلاب وبني هلال وبني سليم وبني فزارة، هذه القبائل التي كانت تشكل العمود الفقري لعرب قيس في تلك المنطقة والتي تمكنا من تحديدها بدقة كبيرة..
قال العمري المتوفي سنة 749هـ وأهل بلاد الفيوم من بني كلاب (ج4، ص363)
سوف نقوم بسرد بعض الأحداث المهمة التي وقعت في الفيوم والبحيرة عبر فترة زمنية طويلة، ونستعرض القبائل التي ورثت التاريخ الذي كان موجود زمن الدولة الفاطمية وما بعدها..
أهم احداث البحيرة والفيوم..
- طريق الفيوم الاسكندرية: كان فيه أناس متوحشين ينهبون الناس ويذبحونهم، وبعد أن ألقى الوالي القبض عليهم أقر أحد قطاع الطريق أنه جمع 6 آلاف دينار دون رفقائه [ابن اللباد البغدادي المتوفي سنة 629هـ، الافادة والاعتبار في الأمور والمشاهدات والحوادث المعاينة بأرض مصر، ص53]
- فتنة الفيوم 745هـ/1344م
 وَقدم الْخَبَر بِنفَاق عربان الْوَجْه القبلي وقطعهم الطرقات على النَّاس وامتداد الْفِتَن بَينهم نَحْو شَهْرَيْن قتل فِيهَا خلق عَظِيم وَأَن عرب الفيوم أغار بَعضهم على بعض وذبحوا الْأَطْفَال على صُدُور أمهاتهم فَقتل بَينهم قَتْلَى كَثِيره. وأخربوا ذَات الصَّفَا وَمنعُوا الْخراج فِي الْجبَال وَقَطعُوا الْمِيَاه حَتَّى شَرق أَكثر بِلَاد الفيوم فَلم يلْتَفت أُمَرَاء الدولة لذَلِك لشغلهم بالصيد وَنَحْوه.[ المقريزي، السلوك في معرفة دول الملوك، ج3 ص417]
- عام 1220هـ/ حدثت غزوة أولاد علي لأراضي الجيزة
- عام 1227هـ/ 1812م
أن عربان أولاد علي نزلوا بناحية الفيوم بجمع عظيم وأكلوا الزروعات فخرج إليهم حسن أغا الشماشرجي فوزن نفسه معهم فرأى أنه لا يقاومهم لكثرتهم فحضر إلى مصر وأخبر الباشا وتحرك الباشا للخروج إليهم ثم بعقيبه أرسل لهم وخادعهم فحضر إليه عظماؤهم فأخذ منهم رهائن وخلع عليهم وكساهم وأعطاهم راحتهم وعين لهم جهات وشرط عليهم أن لا يتعدوها ثم رجع وعدى إلى بر مصر في ليلة الخميس حادي عشرينه. [الجبرتي، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج3 ص359]
- سنة 918هـ حتى 920هـ وقعت الفوضى والاضطرابات في البلاد على إثر التوترات بين المماليك والصفويين، وفي هذه الفترة تحالفت عدد من القبائل القيسية بالبحيرة من أجل الأخذ بالثأر من المماليك الذين فعلوا ما لا يدور بخلد إنسان بعرب البحيرة واستخدموا أبشع أنواع الوحشية ضدهم في عام 908هـ حيث قتل من العرب نحو 2000 شخص على أيدي المماليك والأتراك بقيادة كل من أوزبك ودولات باي قرموط، وقام العرب في هذه الفترة بقيادة عرب غزالة بغزو الجيزة ولكنها جوبهت بقوات كبيرة يقودها طومتن باي فأسر منهم نحو 160 إلا أن السلطان أمر بالافراج عنهم تجنبا للمزيد من المخاطر الداخلية
سنة 1199هـ/1748م قيام المماليك بدس الفتنة بين عرب القيسية من بقايا بني عامر وبني هلال وبني سليم في منطقة البحيرة، ونحجوا في اشعالها بينهم، حيث ادعى إبراهيم بك بأنه يدافع عن قسم، ضد قسم أخر ثم غدر بهم في جنح الظلام
(كتاب اقليم البحيرة، محمد زيتون، طبعة 1962م ص303-307)
أما في عهد محمد سعيد باشا سنة 1858م فقد سلط مدافعه الحربية على اقليم البحيرة وأفنى خلق كثير، وأمر يعقوب بك بتشتيت شمل العرب وفي هذه الفترة اضطر عدد منهم بالنزوح إلى الشام والحجاز (المرجع السابق، ص318) وأما من نجا بنفسه من البقية فقد اختفى في قرى مصر، وارتدى ملابس العامة وزي الفلاحين، وعدل عن لهجته..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم