باعة الملح المتجولين سنة 1955م |
الإجابة على هذا السؤال وبالله التوفيق، كما يلي:-
التسمية الصحيحة تاريخياً ووراثياً وثقافياً، هي بني عامر، وفق اتفاق جميع الرواة وحفاظ التاريخ والثقافة العامرية، واسم بني عامر كثير قديماً وحديثاً، وليس لدينا أدنى شك بأن نسب هذه القبيلة هو بني عامر بن صعصعة، صاحبة التاريخ والجغرافيا والتراث الضخم، وقد كانوا بكل تأكيد في مصر والشام والعراق ونجد والشمال الافريقي، وأنهم تشتتوا في مواقع عدة بعد مجموعة من الأحداث وهي كما يلي:-
- حادثة القافلة التجارية التي فرضت عليها رسوم جمركية من قبل بني عامر، شملت جميع أصناف القافلة حتى كلاب " السلق" تم أخذ رسوم عليها، وهي النقطة التي اشعلت الخلاف وكانت نتيجته غضب السلطان وجيشه وقرر بعدها الانتقام منهم، وهذه القصة وقعت في مصر وتحديدا فيما بين البحيرة ومرسى مطروح..
- كما أن هناك حروب وثارات وقعت، حسبما يذكر الرواة بين فروع القبيلة المزاريع والغوانمة، وبين قبائل أخرى، ويذكر الرواة بأن هذه الحروب وقعت قبل حوالي 600-650 سنة، وهذه الحروب بصراحة كثيرة وقد أيدتها الشواهد التاريخية، وليس هناك حروب عامرية أكثر مما وقع بين قبائل وبطون بني هلال بن عامر بن صعصعة، وبني كلاب..
- وهناك رواية تقول بأن بعض الحروب الكبيرة والأخيرة وقعت في بلاد العراق، بحسب رواية الخمايسة، تفرق على إثرها العوامرة في مناطق عدة من ضمنها فلسطين، لكن حسب منطق التاريخ فإن هذه الرواية قديمة..
- وذكر البعض بأن من هذه الحروب، ما وقع بين شرق وغرب الأردن، وهي التي عرفت باسم حروب المشارقة والمغاربة، أو كما قال عنهم الأستاذ إحسان النمر في كتابه حزب المغاريب وحزب المشاريق، وهذه الحروب كانت قريبة عهد من قدوم العوامرة من مصر إلى الشام (1500م - 1650م)
هذه الروايات كلها تدور حول، تفرقهم الأخير، في جميع الأحوال لم يرد فيها، أي اسم للملالحة، وهذا معناه بأن بني عامر، أو العوامرة لم يكن لهم علاقة بهذا الاسم على الرغم من وجود فروع أخرى منهم عملوا ببيع الملح وتجارته، ولكن جاء في سرد رواية القافلة، بأن مجموعة من الفراري العوامرة، مروا على نقطة للجيش فسألهم عن اسم قبيلتهم، فذكروا له أنهم ملالحة، وذلك خوفاً من القاء القبض عليهم لأن اسم العامري مطلوب، وقد ذكرنا بأن مثل هذه الوقائع قد تحدث بشكل لا يحصى، وهذا لا يغير اسم القبيلة ما دام استخدامه كان للتمويه أو للاختفاء المؤقت، ولم يستخدم إلا لبعض ثوان أو دقائق معدودة، وهم كانوا مجرد عابري سبيل عددهم لا يتجاوز 15 شخصاً، ومن هنا نفهم باتفاق بأنه ليس كل بني عامر عملوا بتجارة الملح، وأن الملالحة (تجار الملح) ليس لهم علاقة بحادثة القافلة، وإلا لما تخفوا وارء هذا الاسم من أصله، وأن اسم ولقب الملالحة موجود بالفعل وإلا كيف سيختفي الفراري تحت اسم وهمي إلا إذا كان موجود بالفعل، ومن هنا فنحن نفهم بأن اختلاط بني عامر والملالحة، حدث في وقت قريب نسبياً، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نفهم بأن اسم الملالحة كان موجود بالفعل في زمن تشتت بني عامر، وهذه حقيقة أكدتها المراجع والكتب والأبحاث، ولذلك فهناك تاريخ خاص بالملالحة وأخر خاص ببني عامر، ولا اختلاف على أن الجميع قد يرجع بنسبه لقبيلة بني عامر بن صعصعة كثيرة البطون والفروع في المشرق والمغرب.
والشيء المهم جدا هنا هو لماذا استخدم أبناء قبيلة بني عامر اسم الملالحة بالذات حينما سألتهم الفرقة العسكرية المرابطة في الطريق، علماً أن هناك قوم من قبيلة بني عامر كانوا يسكنون بقرية ملح احدى قرى قبيلة بني عامر في الاحساء حينما كانت القبيلة تتولى الحكم في المنطقة وكانت لهم قوافل تنزل مصر ما بين 1290-1350م تقريبا، لذلك من المرحج أنهم نسبوا أنفسهم للقرية التي جاءوا منها ولم يذكروا اسم قبيلتهم بسبب الأحداث الصعبة التي مرت بها قبيلة بني عامر في أواخر عهدها من حروب ونزاعات داخلية وثورات وثارات، وكانت القبيلة حتى ذلك الوقت تعرف باسم قبيلة بني عامر واسماء بطونها، لكن متى وقع الاختلاط بين اسم بني عامر والملالحة، واصبح الاسم مترادف أو متداخل؟!، اعتقد بأن هذا وقع بالفعل في عهد الدولة التركية في مطلع العام 1516م - 1517م بكل تأكيد أو في العشرين سنة الأولى من الخلافة العثمانية، لأن هذه الفترة هي نفسها فترة تشتت بني عامر وفق المراجع المثبتة، ووفق الروايات أيضاً لأن الأحداث العامرية كلها وقعت قبل هذا التاريخ ببضع سنوات، وقد جاء في كتاب البدو بأن قوافل بني عامر كانت تنزل مصر باستمرار في 1293م - 1340م [ البدو، ص195، ج3] كما أن الدولة التركية في سنة (1517م) سيطرت على بلاد العرب كلها، بعد هذا التاريخ المشار إليه، وقع التجاور بين الملالحة وبني عامر وحدث الاختلاط بينهم، والتقارب، ولذلك نرى توزيع الملالحة بين فروع بني عامر، فمنهم من انضم للغوانمة ومنهم من انضم للمزاريع، وأصبح اسم الملالحة وبني عامر اسم مشترك، لكن وجد هناك العديد من التفسيرات والتحليلات لاسم الملالحة، كما هو الحال لكثير من المسميات نورده فيما يلي للعلم والفائدة:
والشيء المهم جدا هنا هو لماذا استخدم أبناء قبيلة بني عامر اسم الملالحة بالذات حينما سألتهم الفرقة العسكرية المرابطة في الطريق، علماً أن هناك قوم من قبيلة بني عامر كانوا يسكنون بقرية ملح احدى قرى قبيلة بني عامر في الاحساء حينما كانت القبيلة تتولى الحكم في المنطقة وكانت لهم قوافل تنزل مصر ما بين 1290-1350م تقريبا، لذلك من المرحج أنهم نسبوا أنفسهم للقرية التي جاءوا منها ولم يذكروا اسم قبيلتهم بسبب الأحداث الصعبة التي مرت بها قبيلة بني عامر في أواخر عهدها من حروب ونزاعات داخلية وثورات وثارات، وكانت القبيلة حتى ذلك الوقت تعرف باسم قبيلة بني عامر واسماء بطونها، لكن متى وقع الاختلاط بين اسم بني عامر والملالحة، واصبح الاسم مترادف أو متداخل؟!، اعتقد بأن هذا وقع بالفعل في عهد الدولة التركية في مطلع العام 1516م - 1517م بكل تأكيد أو في العشرين سنة الأولى من الخلافة العثمانية، لأن هذه الفترة هي نفسها فترة تشتت بني عامر وفق المراجع المثبتة، ووفق الروايات أيضاً لأن الأحداث العامرية كلها وقعت قبل هذا التاريخ ببضع سنوات، وقد جاء في كتاب البدو بأن قوافل بني عامر كانت تنزل مصر باستمرار في 1293م - 1340م [ البدو، ص195، ج3] كما أن الدولة التركية في سنة (1517م) سيطرت على بلاد العرب كلها، بعد هذا التاريخ المشار إليه، وقع التجاور بين الملالحة وبني عامر وحدث الاختلاط بينهم، والتقارب، ولذلك نرى توزيع الملالحة بين فروع بني عامر، فمنهم من انضم للغوانمة ومنهم من انضم للمزاريع، وأصبح اسم الملالحة وبني عامر اسم مشترك، لكن وجد هناك العديد من التفسيرات والتحليلات لاسم الملالحة، كما هو الحال لكثير من المسميات نورده فيما يلي للعلم والفائدة:
1- بني ملاح، بطن من بني ثعلبة، وهم بني ملاح بن جبار بن حميري بن مسعود بن ثعلبة بن عدي بن الحارث بن مبذول بن عصبة بن هصيص بن حي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن النعمان وهو القين بن جسر بن شيع اللات بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة[1]، وهؤلاء الملالحة هم الموجودين الآن قرب جنين وفي بعض المناطق المجاورة وكانوا مع الجرامنة القضاعيين.
2- الملالحة، والنسبة إليها ملاحي، وهو لقب عائلة طيبة في طرابلس الشام، يعتقد أنهم ينسبون إلى ملاح اسم جد، وهم أهل حضر، ربما كان منهم الشيخ ابراهيم الملاحي له مزار ومسجد في يافا، ومن ذريته الشيخ العلامة محي الدين أبو الفضل ابن السيد حسن بن ابراهيم بن الشيخ محمد الشهير بالملاح، تقلد وظيفة القضاء في يافا، ثم عين بمحكمة صلح بئر السبع، ونابلس ، وغزة، أحيل إلى التقاعد سنة 1360هـ وتوطن غزة[2]، وابن الملاح أحمد بن محمد الشيخ علي الإمام العالم المقرئ شهاب الدين الرملي ثم الدمشقي الشافعي الشهير بابن الملاح، ولد سنة 859هـ وتوفي سنة 923هـ[3]، فهؤلاء بالشام ربما كانوا من جذور واحدة.
3- الملالحة، حي من بني غافق بن عك بن عدنان، بالأندلس، ينسبون إلى المحدث النسابة محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج الملاحي الغافقي الأندلسي، توفي سنة 619هـ[4]، قال ابن حزم الأندلسي ولهم عقب قد خمل قرب إشبيلية بالأندلس[5]، وقال العجمي الوفائي في ذيل لب اللباب: الملاحي نسبة إلى الملاحة قرية من قرى غرناطة، ذكر ذلك الذهبي في ترجمة أبي القاسم محمد بن عبد الواحد الملاحي[6].
وملحة بطن من بني قيس بن الحارث بن بكر بن أبو سود بن زيد اللات بن رفيدة، أقارب عوف بن عذرة القضاعي[7]، وملحة يقال له أبو حشيشة، وإليه البيت، أي الزعامة والرئاسة.
4- الملالحة: نسبة إلى حرفة الاتجار بالملح، وقد ذكرنا آنفاً بأن تُجاره كانوا ينقلوه من سبخات مصر ويبيعونه في غزة والرملة، والملاَّحة موضع يستخرج منه ملح الطعام في الجهة القبيلة من مدينة الفيوم[8] وكانت الفيوم موضع لبني كلاب بن عامر بن صعصعة، و هناك موضع في سنة 1914م-1916م يوجد به ملاحات طبيعية يقال له " كاف"، ويعرف باسم قريات الملح، يعود ريعها لأمير الجوف نواف الشعلان من قبيلة عنزة حاكم دومة الجندل، ويتم نقل الملح إلى حوران، وعجلون، والجولان على متون الزوامل، ويتم شراء بضائع دمشقية بأثمان الملح، وأما حمالة الملح فهم يحملونه على جمالهم، ويدفعون ضريبة كل حمل ريالاً مجيدياً، ثم يبيعونه في أرياف الشام مقابل الحصول على الحنطة[9] وقد ذكر الحموي "الكاف حصن بسواحل الشام كان لرجل يقال له ابن عمرون أيام الفرنج[10].
5- الملالحة: تأتي لجمع ملوح اسم جد، مثل الملوح بن أبي عامر الجذامي[11]، وهو شاعر من شعراء الشام، والملوح الجعدي من بني عامر بن صعصعة[12]، وجاء في كتاب البدو بأن الملالحة وشيخهم علي أبو ملوح يتواجدون في قلنسوة[13] بجوار الجرامنة وهي قبيلة صغيرة نخوتهم آل ضيغم[14]، مثل نخوة الجرامنة.
6- الملالحة: ربما تكون مشتقة من المِلِحيِّة- جمع مفردها الملحي- وهم قوم خرجوا على المستنصر العلوي صاحب مصر، ولهم قصة، وهم من قبائل بني عامر بن صعصعة كانوا ما بين البحيرة حتى برقة[15]، والملحية أيضاً قرية بأدنى الصعيد من مصر ذات نخيل فيما ذكر الزبيدي، واعتقد بأنها تنسب لبني مليح قبيلة قديمة في ديار مصر، يعود نسبهم إلى لخم فيما ذكرنا سابقاً- والله أعلم-، وبني مليح من قبائل نجد، بطن من قحطان[16]، حلفاء لبني عامر بن صعصعة، ومليح أيضاً بطن من بني عامر بن صعصعة معروفة في نجد، والملحانية قبيلة في العراق ترجع لبني هلال بن عامر بن صعصعة.
7- الملالحة ربما تكون جمع لبني ملح فخذ من قبيلة مغيد التي تقيم في أبها وما جاورها في المملكة العربية السعودية[17].8- الملالحة: نسبة إلى قرية المالحة من قرى فلسطين تابعة للقدس الشريف، والمويلح قرية قرب يافا، والمملاح قرية بزبيد، والملح موضع باليمامة وبسواد الكوفة، والملوحة قرية كبيرة بحلب في سوريا[18]، وبئر ملاحا منزل من منازل قبيلة بني خفاجة وبني عبادة من بني عامر في العراق[19]، والمُلاح نبات حامض من نباتات الغور[20]، ومن هنا فنحن أمام تسميات عديدة لكل تسمية منها فترة زمنية معينة وسبب معين، كما وأننا نجد اسم الملالحة والملاحي في عدد من العائلات المختلفة في النسب.
9- مما لوحظ خلال استقصاء الأسماء والمسميات المشتقة من الملح، وجد أنها مسميات متعددة وكثيرة وخاصة في سوريا، ومنها مملحة تدمر والتي يبلغ عرضها 12 كيلومتر وكذلك طولها، وهي عبارة عن سباخ يستخرج منها كميات كبيرة من الملح ترسل إلى دمشق وحمص[21]، ومن المواضع السورية تل الملح بحماة، وثرية الملح بالجزيرة، وبئر ملوحي بتدمر، ومنطقة المالحة بالرقة، وملاح قرية من قرى الشامية يملكها الأمير مجحم بن مهيد رئيس قبيلة الفدعان من عنزة، وقبيلة عنزة قبيلة من العرب العدنانية، وممالح البوارة بالجزيرة يستخرج منها الصلبة الملح ويبيعونه على أهل المدن، والمويلح قرية من محافظة حماة يقطنها عرب الحديديون، وغير ذلك من أسماء المواضع.
وبناءاً على ما سبق ذكره وشرحه، فاسم القبيلة الصحيح هو بني عامر وأما الملالحة فهو اسم فرع من فروعها وليس اسماً بديلا عن الإسم الصحيح، وعليه فلكل من العائلات والفروع الحق في اختيار ما يراه مناسبا له ووفق تاريخه ورواياته، عامري أو ملاحي أو مزروعي أو غانمي أو غيره من الفروع والعائلات..
المراجع المثبتة:
[1] ( نسب معد واليمن الكبير، ابن الكلبي، ج2 ص90-450، ج3 ص1-59، تحقيق العظم، 1988م)
[2] ( اتحاف الأعزة من تاريخ غزة، الطباع، ص444)
[3] ( الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، الشيخ نجم الغزي، ج1، ص129)
[4] ( طبقات النسابين، بكر أبو زيد، ط1، 1987م، ص124)
[5] ( جمهرة أنساب العرب، ابن حزم الأندلسي، ص328)
[6] ( ذيل لب اللباب في تحرير الأنساب، العجمي الوفائي، ط1، 2011م، ص224)
[7] ( المقتضب، الحموي، ص325- 326)
[8] ( القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، محمد رمزي، 1994م، ص114)
[9] ( رحلة عز الدين التنوخي، الطبعة الأولى 1985م، ص24-25)
[10] ( معجم البلدان، م4، ص431)
[11] ( معجم الشعراء، للمرزباني، ص476)
[12] ( معجم الشعراء، المرجع السابق ، نفسه)
[13] ( البدو، أوبنهايم، ج3، ص109)
[14] ( البدو، المرجع السابق نفسه، ص107)
[15] ( تاج العروس، الزبيدي، ج7، ص154)
[16] ( تاريخ نجد، الألوسي، ص93)
[17] ( عشائر العرب، النجدي، ص35)
[18] ( اتحاف الأعزة في تاريخ غزة، الطباع، م3، ص442)
[19] ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، العمري، ج4، ص180)
[20] ( موسوعة بلادنا فلسطين، الدباغ، ج1، ص98)
[21] ( عشائر الشام، زكريا، ج1، ص48)
التسميات :
أنساب بني عامر