البلاد العربية القديمة |
الطوفان:
وفق حسابات قديمة تقول أن نوح عليه السلام ربما ولد بعد عام 1056 سنة بعد آدم، ولذلك فربما يكون الطوفان قد وقع بعد 1656 سنة بعد سيدنا آدم، وربما كان وقوع الطوفان بالنسبة لزمن سيدنا إبراهيم عليه السلام قبل مولده بنحو 292 سنة.. وهذا طرح غير واقعي، لأن العصر الذي عاش فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام يعتقد أنه من 1800 ق.م - 1850ق.م، وهذا يعني أن وقوع الطوفان كان في القرن الحادي والعشرين (21ق.م) بحسب طرح الروايات القديمة، ولكن ما يدحض هذه الرواية هو وجود حضارات بشرية في المنطقة في ذلك الزمن مثل حضارة مصر القديمة وحضارة بابل في العراق..
في رواية أن الطوفان وقع بعد آدم عليه السلام بنحو 3735 سنة ، وفي رواية أخرى 2256 سنة.. وفي رواية أن الطوفان حدث بعد موت آدم عليه السلام 1242سنة وكان عمر آدم عليه السلام 1000 سنة = 2242 سنة بعد خلق آدم عليه السلام..
" وَأما نوح عَلَيْهِ السَّلَام فَهُوَ أول رَسُول أرْسلهُ الله إِلَى الأَرْض حَكَاهُ ابْن عَسَاكِر، وَنزل الطوفان بعد مُضِيّ سِتّمائَة سنة من عمره، وَقيل: دَعَا قومه تِسْعمائَة سنة وَخمسين سنة، وَكَانَ لَهُ قبل دُعَائِهِ ثَلَاثمِائَة سنة، وعاش بعد الطوفان ثَلَاثمِائَة وَخمسين سنة، وَقيل: عَاشَ بعد الطوفان خَمْسمِائَة عَام، وَأرْسل الطوفان لثلاث عشرَة خلت من آب،.."
قارة جندوانا
گُندوانا هو القسم الجنوبي من قارة عظيمة بدائية كانت توجد في الحقبة الجيولوجية الوسطى (بين 200 مليون سنة و65 مليون سنة) . كانت اليابسة قبل ذلك مجتمعة في قارة عظمى تسمى بانجيا نجمع بين قسمين - شرقي وغربي - قبل مدة تقدر بين 510 إلى 570 مليون سنة. ثم انفصلت خلال العصر الترياسي قبل نحو 200 مليون سنة إلى لوراسيا و غندوانا.
تحركت لوراسيا إلى الشمال، بينما تحركت غندوانا التي كانت تساويها في الحجم جنوبًا، وكانت تضم معظم مساحة اليابسة في نصف الكرة الجنوبي، بما في ذلك أنتاركتكا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا ومدغشقر وأستراليا ونيوغينيا ونيوزيلاندا وكذلك شبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية اللتان انتقلتا لاحقا إلى نصف الكرة الشمالي.
قارة جندوانا القديمة والأدلة الجيولوجية على زحفها :
١- العثور في جنوب أوروبا ووسطها على رواسب قديمة من الأنواع التي لا توجد إلا في الأقاليم الحارة، ومن أهمها تكوينات من تربة اللاتيريت Laterite، وهي التربة الحمراء التي تتميز بها الأقاليم الاستوائية في الوقت الحاضر.
٢- العثور في نفس الأقاليم على هياكل وبقايا كثيرة لحيوانات قديمة من الأنواع التي لا تعيش إلا في الجو الحار مثل الفيل والخرتيت والنمر والأسد وغيرها.
٣- العثور على كثير من آثار النحت والإرساب الجليدي التي ترجع إلى أواخر الزمن الجيولوجي الأول في جنوب إفريقيا واستراليا والهند والبرازيل، وهي المناطق التي انسلخت من "جندوانا لاند"..
أما الزحف نحو الشرق فقد أدى إلى انفصال الأجزاء التي كونت معظم استراليا وهضبة الدكن، وشبه الجزيرة العربية عن كتلة جندوانا؛ بينما أدى الزحف نحو الغرب إلى انفصال الكتلة التي تكونت منها أمريكا الجنوبية، كما أدى نفس هذا الزحف إلى انفصال الكتلتين اللتين كونتا جرينلاند وأمريكا الشمالية عن كتلة لوراسيا؛ بينما بقي القسم الأكبر من قارتي أوروبا وآسيا..
بلاد العرب قبل تاريخها وقبل تسميتها:
مما لا شك فيه أن الأرض من الناحية الجغرافية كانت متصلة ببعضها البعض، أي أن البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي لم يكن لها في ذلك العهد أي وجود، أي أن اليابس كان متصلاً ما بين حضارة بابل في العراق وبيت المقدس في فلسطين مع حضارة الفراعنة في مصر وحضارة العرب في مكة واليمن مع أرض الحبشة كلها كانت متصلة ببعضها البعض، كان هذا الاتصال بلا شك قبل الطوفان، وبعد الطوفان انفصلت هذه الكتل عن بعضها البعض وتكونت البحار والخلجان وتغيرت تضاريس اليابس ما بين أغوار وسهول ومرتفعات وهضاب، ونتيجة لذلك تغيرت العوامل المؤثرة في المناخ وتكونت الأقاليم المناخية والنباتية والصحرواية.
وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام يعيش في العراق فرحل إلى فلسطين وسكن أرض الخليل واستقر فيها قرب بيت المقدس، وتزوج من مصر وأنجب ابنه إسماعيل ورحل به إلى مكة فأسكنه واد غير ذي زرع، وتزوج ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام من أهل اليمن، إذا فسيدنا إبراهيم يرسم خارطة للعرق البشري الممتد من العراق شرقا حتى فلسطين ومصر غرباً وإلى اليمن جنوباً..فأما اللسان العربي فقد نشأ بحكمة من الله وإرادته في أرض مكة المكرمة شرفها الله ليخرج من ذريته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيجمع الأمة من جديد بآخر رسالة سماوية طاهرة مباركة كتب لها الله الديمومة والاستمرار حتى يوم القيامة..
إذا فإن السلالة العرقية البشرية من أرض العراق شرقاً وبلاد الشام شمالا وغربا ومصر من أقصى غرب شبه الجزيرة العربية مرورا بسواحل الخليج العربي الغربية وقلب نجد ومكة وحتى سلطنة عمان واليمن في الجنوب كلها سلالة عرقية واحدة، ظهرت عليها وتفوقت لغة العرب التي هي اللغة، الذي اختارها الله سيدة لغات العالم وشرفها الله سبحانه وتعالى بالتخليد والديمومة حين جعلها لغة القرآن الكريم آخر الرسالات والديانات السماوية خلودا على أرضه وبين خلقه..
حدود جزيرة العرب
ونقل الحضراري عن القليوبي حدود جزيرة العرب فقال:
وأول جزيرة العرب عرضا من جدة إلى ساحل البحر إلى أطراف الشام، وطولا من أقصى عدن إلى ريف العراق، ومن المدن التي بين الحجاز واليمن وتهامة وهجر، وهو من مدنه الطائفة به، والينبع وبدر.
أقول: ما ذكره القليوبي عن عرض جزيرة العرب من جدة إلى ساحل البحر إلى أطراف الشام يقصد منه امتداد البحر الأحمر من جدة إلى تبوك التي عناها في أطراف الشام، ولقد كانت حدود الحجاز في العهد الهاشمي تمتد إلى مدينة معان - التي هي في الوقت الحاضر من مدن المملكة الأردنية الهاشمية - ولما أُنشئت إمارة شرقي الأردن، وأُسندت إمارتها إلى الشريف عبد الله بن الحسين (جد جلالة الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية) لم يكن لشرقي الأردن ميناء على البحر فأعطى الشريف الحسين بن علي ملك الحجاز لإمارة شرقي الأردن ميناء العقبة، ومدينة معان، وحينما استولى جلالة الملك عبد العزيز آل سعود على الحجاز لم يعترف بضم المدينتين إلى شرقي الأردن في البداية، ثم وافق على هذا الضم فيما بعد..
وصف سواحل البحر الأحمر وجزره في عهد الدولة العثمانية وهي قسمان:
القسم الأول: والجهة الشرقية لجزيرة العرب تمتد من السويس إلى باب المندب ومن باب المندب إلى نقطة قصير. ومن جهة أفريقيا الغربية كذلك من السويس إلى باب المندب ومن باب المندب إلى رأس عسير.
وموانى الجزيرة الشرقية هى: السويس، الوجه، ينبع البحر، جدة، الليث، قنفذة، اللحية، حديدة، المخا وموانيها الغربية السويس، قصير، سواكن، مصوع، عصاب.
القسم الثانى:
والموانى الموجودة من خارج باب المندب فى الجهة الشرقية من سواحل البحر الأحمر هى: عدن وباب المندب، وفى الجهة الشرقية من سواحل البحر الأحمر هى: عدن، حسن غراب، بروم، مكلا، شحر ورأس قصير وفى الجهة الغربية من البحر الأحمر هى: زيلع، بربرة، والموانى الأخرى إلى رأس عسير.
وسواحل البحر الأحمر فى إفريقيا الغربية تحت إدارة الخديوية المصرية وكل سكانها مسلمون. وأجناسهم من السودانيين والدناقل والصوماليين. وفى الموانى سفن لا بأس بها. وما فى الداخل برا أجناس مختلفة من الناس وأديانهم متعددة. ولكن بلاد الصومال مرتبطة بالدولة وتحت إدارة الخديوية المصرية وعدد سكانها أربعة ملايين ولها موانى فى المحيط الهندى وكلهم مسلمون وفيهم أمراء.
وفى الصومال خيول كثيرة ويباع الحصان واحد بليرة والمسافة من باب المندب إلى عدن برا أربعة أيام. ومن عدن إلى شحر أربعة عشر يوما.
وفى السواحل موانى عديدة، وهى تحت إدارة بعض مشايخ العرب. والمدينة الواحدة التى تحت الإدارة الانجليزية هى عدن.
والمسافة من شحر إلى قصير ثلاثة أيام والجهة الساحلية تحت إدارة شيخ يسمى (قعيطى)،ومن البر إلى الداخل، ومن بلاد حضرموت تحت إدارة الشيخ منصور الكثيرى، ومن قصير إلى محل يسمى دمقوط مسافة عشرة أيام وفى الساحل العديد من الموانى وهى تحت إدارة بعض مشايخ العرب. ومن دمقوط إلى محل يسمى (حاسك) مسافة خمسة عشر يوما ويقال لها ظفار، وهى تحت إدارة الأمير السيد فضل علوى باشا. والمسافة من حاسك إلى مسقط تقدر بخمسة وعشرين يوما وفى الساحل عدة موانئ تحت إدارة بعض مشايخ العرب.
ومنطقة مسقط تحت إدارة أميرها ومساحتها المربعة مسافة خمسة أيام. ومن اليابسة إلى الداخل يتبع أمير نجد، والسواحل إلى الحسا فى يد بعض مشايخ العرب ومن الحسا إلى البصرة فى يد الدولة العلية مباشرة. والساحل الغربى لخليج البصرة من الجزيرة العربية فى يد الدولة العلية والساحل الشرقى يعرف ببر فارس وهو بين الدولتين. وإن كان هذا الخليج مشتركا بين الدولتين ومن هنا يلزم أن تكون الجزر القريبة من الساحل الغربى للدولة العلية والقريبة من الساحل الشرقى لدولة الإيران إلا أن الخليج يتبع الدولة العلية دون اشتراك أحد ومن هنا يجب أن تتبع جميع الجزر الدولة العلية.
المصادر والمراجع:
1- كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المقريزي
2- كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام، مجموعة من المؤلفين
3- كتاب المقدمات في الجغرافيا الطبيعية، عبد العزيز طريح شرف
4- ويكيبيديا الموسوعة الحرة
5- كتاب البدء والتاريخ، المطهر بن طاهر المقدسي
6- كتاب تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف، ابن الضياء.
7- كتاب موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، أيوب صبري باشا..