قبيلة بني سليم القيسية

 

قبيلة بني سليم القيسية
ننشر في هذه المقالة من باب حفظ الأنساب والفخر والاعتزاز بقبيلة عزيزة على قلوبنا جمعياً، وهذا حق وواجب كون هذه القبيلة صاحبة تاريخ ومجد ساطع وفضل عظيم وشائع في هذه المعمورة، إنها قبيلة بني سليم اخوة هوازن التي منها بني عامر وبني هلال وبني كلاب وبني خفاجة وبني عقيل في التاريخ الكبير وفي المجد التليد، بل هي أحد أهم الأركان القيسية في العالم العربي منذ نشأة تاريخه المعاصر، فهي قبيلة عزيزة على جميع أبناء العرب وفضلها في نشر الإسلام والعلم واللغة العربية فضل مغروس في الأرض وشامخ في السماء، قبيلة بني سليم القيسية التي كانت لها علاقات قوية مع عدد من قبائل العرب العدنانية والقحطانية على حد سواء .. وقد كانت قبائل بني سليم مع قبائل بني هوازن وقبائل بني فزارة تشكل غالبية قبائل البدو الرحل في الشام ومصر حتى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، ثم بعد ذلك أخذت تلك الغالبية بالتشرذم والتفكك حتى صارت جماعات وتكتلات متفرقة من حيث توزيعها الجغرافي في عدة مناطق ..

قال ابن قتيبة صاحب المعارف المتوفي سنة 276هـ/828م

وأما «سليم بن منصور» ، فولده: بهثة بن سليم.

وولد «بهثة» : امرأ القيس، وعوفا.

ومن قبائل «سليم» : بنو حرام، وبنو خفاف، وسمّال ، ورعل، وذكوان، ومطرود، وبهز، وقنفذ، ورفاعة، وعصية، وظفر، وبجلة ، وحبيب بن مالك، وبنو الشّريد، وبنو قتبة.

فأما «بجلة» ، فخرجت من «بنى سليم» ، وصارت في «بنى عقيل» .

و «بنو الشّريد» : بيت سليم، منهم: الخنساء، وأخواها: صخر بن عمرو، ومعاوية بن عمرو.[المعارف، ابن قتيبة، ج1، ص85]

وذكر البلاذري المتوفي سنة 279هـ بني سليم؛ فقال:

نسب بني سُليم بْن مَنْصُور بْن عكرمة بْن خَصَفَة بْن قيس بْن عيلان

وولد سليم بْن مَنْصُور: بُهْثَة بْن سُليم، وأمه العَصْماء بِنْت بُهثة بْن غَنمْ بْن غني.

فولد بُهثة:

سُليم، وهم فِي بني عامر بْن رفاعة بْن الحارث بْن بُهثة بْن سُليم. وامرأَ القيس بْن بهثة. وعوف بْن بهثة، وكان كاهنًا. وثعلبة بْن بهثة. ومعاوية بْن بهثة، وأمهم هند بِنْت مازن بْن مَنْصُور.

فولد امرؤ القيس بْن بُهثة: خفاف بْن امرئ القيس. وتيم بْن امرئ القيس وهو بَهْز، وأمهم مارية بِنْت الجُعَيد العبدية.

فولد خُفاف: عَميرة. وعصية بْن خفاف. وناصرة بْن خُفاف.

ومالك بْن خُفاف، وأمهم سلمى بِنْت زَيْد بْن ليث بْن قضاعة.

فولد عَميرة: كعب بْن عَميرة، وسلمة بْن عَميرة. ومرة بْن عَميرة، وأمهم ليلى بِنْت المصلات من جُهينة.

ومنهم: بشر بْن قيس بْن مالك بْن أَبِي نُميلة بْن كعب بْن عَميرة، الَّذِي يَقُولُ لَهُ خفاف بْن نُدْبةَ:

ومَيْتٌ بالجناب أَثَلّ عرشي ... كصخر أَوْ كعمرو أو كبشر يعني عَمْرو بْن الشريد، وصخر بْن عَمْرو، وابنه مالك بْن بشر الَّذِي يَقُولُ لَهُ الْعَبَّاس بْن مرداس السلمي:

فليأتينكم ابْنُ قيلة مالك ... بالخيل تردى والرجال غضاب

وقيلة أمّه ابْنَة الحارث بْن عُجْرة بْن عَبْد اللَّه بْن يقظة بْن عُصيَّة.

وعبد اللَّه بْن كامل بْن حبيب بْن عَمْرو بْن رئاب بْن مرة الَّذِي يَقُولُ- وكان من غزاة الشام، وشهد يَوْم مرج الصُفر- فَقَالَ:

شهدتْ قبائل مالكٍ وتَغَيَّبَتْ ... عني عَميرةُ يَوْم مرج الصُفَّرِ

يعني مالك بْن يقظة بْن عصية بْن خُفاف.

ومنهم الفُجاءة، وهو بَحير بْن إياس بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد ياليل بْن سَلَمة بْن عَميرة.

قَالُوا: أتى الفجاءة أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: احملني وَقَوِّني أقاتل المرتدين، فحمله وأعطاه سلاحًا فخرج يعترض النَّاس فيقتل المسلمين والمرتدين، وجمع جمعًا، فكتب أَبُو بَكْر إلى طريف بْن حاجرة يأمره بقتاله فقاتله، وأسره ابْنُ حاجرة، فبعث بِهِ إِلَى أَبِي بكر فأمر أَبُو بَكْر بإحراقه فِي ناحية المصلى.

وَيُقَال إن أبا بَكْر كتب إلى معن بْن حاجرة فِي قتال الفجاءة، فوجه إِلَيْه أخاه طريف.

وولد عُصَيَّة بْن خفاف: يَقظة بْن عُصيَّة. ورواحة بْن عصيَّة.

ومُليل بْن عصيَّة.

فولد يقظة: رَيّاح بْن يقظة. وعوف بْن يقظة. ومالك بْن يقظة وهو الدفاع. وعبد اللَّه بْن يقظة.

فولد ريّاح: عَمْرو بْن ريّاح وهو الشريد.

قَالَ حَمَّاد الراوية: كَانَ قَدْ شرد عن أَبِيهِ، وهو يَفَعَة، فوجده فسماه الشريد.

ورويبة بْن رياح وأمهما تعجر بِنْت سَلَمة بْن عَميرة بْن خُفاف.

فمن بني الشريد: صخر. ومعاوية.

وخنساء  الشاعرة، واسمها تماضر بِنْت عَمْرو بِنْت الحارث بْن عَمْرو الشريد بْن رياح بْن يقظة بْن عصية، وللخنساء يَقُولُ دريد بْن الصمَّة:

حيُّوا تماضر واربعوا صَحْبِي.....

وَقَدْ كتبت مقتل صخر، ومقتل معاوية أخوي الخنساء فيما تقدم، أما معاوية فقتله هاشم بْن حرملة، وأمَّا صخر فقتله بنو أسد، وأمَّا الخنساء فخطبها دريد بْن الصمة فَأبت أن تتزوجه، وقالت: هُوَ شيخ كبير فَقَالَ دريد:

وتزعم أنني شيخ كبير ... فهل نَبَّأْتِها أَني ابنُ أمس

فلا تلدي ولا ينكحك مثلي ... إذا ما ليلة طرقت بنحس

وقاك الله يا بنة آل عمروٍ ... من الأزواج أمثالي ونفسي

فتزوجها عَبْد العزى بْن عَبْد اللَّه بْن رواحة بن مليل بن عصيّة، فولدت لَهُ: أبا شجرة، واسمه عَمْرو بْن عَبْد العزى، وأسلمت الخنساء وجعلت تلبس صدارًا من شعر، وذلك أن صخرًا قَالَ فيها، وكان بَرًّا بها:

وكيف لا أَمْنَحُها خيارها ... ولو هَلَكْتُ شَقَّقَتْ خمارها

واتخذت من شعر صدارها

فلما هلك جعلت تلبس صدارًا من شعر، فَقَالَ لها عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ: عزمتُ عليك لَمَّا ألقيتِ صدارك فإنه شيء اتخذته فِي الجاهلية.

وكان أَبُو شجرة ابْنُ خنساء عَلَى جمع من بني سُليم فِي الردة فقاتلهم خَالِد بْن الوليد المخزومي رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ، ففض اللَّه جمع المشركين وجعل خَالِد يحرق المرتدين فبلغ أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ ذَلِكَ، فَقَالَ:

لا أشيم سيفًا سَلَّه اللَّه عَلَى الكفار، ثُمَّ أسلم أَبُو شجرة فقدم عَلَى عُمَر وهو يعطي النَّاس من أهل الخِلَّة، فاستعطاه فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ القائل:

ورويتُ رمحي من كتيبة خالدٍ ... وإني لأرجو بعدها أن أُعَمَّرا

وعلاه بالدّرَّة فَقَالَ: قَدْ محا الْإِسْلَام ذَلِكَ يا أمير المؤمنين فأعطاه.

وحدَّثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه قال: كَانَ عَمْرو بْن الحارث بْن الشريد يأخذ بيدي ابنيه: صخر ومعاوية بالموسم، ويقول:

أَنَا أَبُو خَيْريْ مُضَر، من أنكر فَليُغيّر، فما يُغَيِّر ذَلِكَ عَلَيْهِ أحد.

ومنهم: خُفَاف بْن نَدْبَة، وهي أمه سوداء، وأبوه عَمير بْن الْحَارِث بْن الشريد الشَّاعِر، وأبو أمه الشيطان بن قنان سبيّة من بني الحارث بْن كعب. وَيُقَال أن نَدبة سوداء، هَذَا قول الكلبي.

وقَالَ أَبُو اليقظان كَانَ خُفاف أسود، وهو القائل:

كِلَانا يُسَوِّدُه قَوْمُه ... عَلَى ذَلِكَ النسب المظلم

كِلَانا سنيد إلى قومه ... فَسُوقَا رويدًا ولا تحطم

وكان خفاف يكنى أبا خراشة، وهو قاتل مالك بْن حمار الفزاري، وَقَدْ ذكرنا خبره وله يَقُولُ:

أقول لَهُ والرمح يأطر متنه ... تأملْ خفافًا إنني أَنَا ذلكا 

وأدرك الْإِسْلَام فأسلم، وبقي إلى زمن عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ، فلقيه عُمَر وهو عَلَى بعير وبين يديه ابْنُ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَر: يا أبا خُراشة من هَذَا؟ قَالَ: ابني وَقَدْ خرف. قَالَ: ما اتّهمت عَلَيْهِ؟ قَالَ:

امْرَأَة لَهُ سيئة الخلق. قَالَ: إن سوء خلق المرأة ليتخوف منه عَلَى الرجل إِذَا أَسَنَّ. وقَالَ عَبَّاس  لخُفاف:

أبا خراشة إمَّا كنت ذا نفرٍ ... فإنّ قومي لم تأكلهم الضبع

تأبى حبيب مواليها وأَنْفُسها ... أن يُسْلِمُوك ولن يُسْطَاعَ ما منعوا

إنْ يَكُ جلمود صخرٍ لا يُثَلِّمُهُ ... توقد عَلَيْهِ فيحميه فينصدع

وَقَدْ رثى خفاف أبا بَكْر رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ.

قَالَ الكلبي: ومنهم: هند الأغر بْن خَالِد بْن صخر بن الشريد، وكان أسر فروة بْن مُسيك المرادي فِي غارة كانت بينهم، وَقَدْ أسلم فروة، ووفد عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولاه عُمَر صدقات مذحج.

وولد عوف بْن يقظة بْن عصية: مالك بْن عوف. ووهب بْن عوف.

منهم: أَبُو العاج 

كبير بْن فروة بْن خثيم بْن عَبْد بْن حبيب بْن مالك بْن عوف بْن يقظة. ولاه يُوسُف بْن عُمَر الثقفي البصرة فِي أيام هشام بْن عَبْد الملك، فَوَلَّى أَبُو العاج شرطته مُحَمَّد بْن واسع العابد، وكان أَبُو العاج أعرابيًا جافيًا، وكني أبا العاج لنتوء ثناياه، وعقبه بالشام.

وقَالَ أَبُو الْحَسَن المدائني: سَمِعَ يونس النحوي أبا العاج يقرأ: فأدبر يشتد. يريد: يسعى .

قَالَ: وكان أَبُو العاج عند هشام، وعند هشام خاله إِبْرَاهِيم المخزومي، فذكر يُوسُف بْن عُمَر، فنالَ إِبْرَاهِيم مِنْهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو العاج:

يابن السوداء أَيُوسُف يُذكر بِهذا؟ فلم يفهم هشام، وأُشير إلى أَبِي العاج فسكت ونميتْ إلى يُوسُف، فشكرها لَهُ، فلما ولي العراق أَخْرَجَهُ معه، وَيُقَال بل استزاره بعد فزَاره فولاه وولى أَبُو العاج رجلا بعض كور دجلة.

فقدم عَلَيْهِ ووصف لَهُ سيرته وقَالَ: لقد بلغ من رضى أهل عملي بي أَنْ نثروا عليَّ حتَّى كسروا قناديل المسجد الجامع. فَقَالَ: لا جَرَمَ لتَغْرَمَنَّ ثمنها أَوْ تشتري مثلها.

المدائني عن عَمْرو بْن خَالِد قَالَ: حفر أَبُو العاج نَهرًا، فكان يَمر إِلَيْه متنكبًا قوسًا عربية والنُهَّرْ يُعْرف بِهِ.

وحدَّثني عُمَرو بْن شبه عن أَبِي عاصم النَّبِيّل قَالَ: عدا رَجُل من باهلة عَلَى رَجُل من بني ضُبيعة فضربه الضبعي، فاستعدى الباهليونَ أبا العاج واستعانوا عَلَيْهِ بسَلْم بْن قُتَيْبَة، فَقَالَ أَبُو العاج: يأمرني ابْنُ قُتَيْبَة أن أتعصب له على بني ضبيعة، فو الله ما أُحب أن النَّاس كلهم فِي الجنة إلّا بني ضبيعة. يا غلام ائتني بسياط عليها ثمارها، فَقَالَ الباهليون لسلم: أصلح بيننا أيها الرجل، فأصلحَ سلم بينهم وانصرفوا. وضُبيعة بْن ربيعة بْن نزار، فيُقال أن بُهْثَة سُليم، هُوَ بُهْثَة ضُبيعة، والله أعلم.

قَالُوا: وكان أَبُو العاج يغضب من أَبِي العاج، فَتَقَدَّم إِلَيْه رَجُل فَقَالَ:

أصلحكَ اللَّه يا أبا العاج، فَقَالَ: أَنَا أَبُو مُحَمَّد يابن البظراء، فَقَالَ:

لا تقل هَذَا فإنها كانت مسلمة قَدْ حجَّت. فَقَالَ: إن بظرها لا يمنعها من الحج.

وأُتي أَبُو العاج بغلام مأبون فقيل: إن هَذَا يُمَكِّنُ من نفسه. قَالَ:

أفتريدونَ ماذا أُوَكِّلُ بِهِ رجالًا يحفظونَ دبره؟ لقد وقعتُ إذًا فِي عناء، الاست استه يصنع بها ما شاء.

قَالُوا: وكانت ولاية أَبِي العاج البصرة نحوًا من سنة، ثُمَّ عزله يُوسُف بْن عُمَر.

وولد مالك بْن يقظة: رياح بْن مالك. ورئاب بْن مالك. منهم:

قِدْر بْن عمار الوافد عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وولد عَبْد اللَّه بْن يقظة: معيط بْن عَبْد اللَّه. وعُجرة بْن عَبْد اللَّه.

منهم: هًوذة بْن الحارث بْن عجرة بْن عَبْد اللَّه بْن يقظة، شهد فتح مكَّة، وهو القائل لعمر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ، وخاصم ابْن عم لَهُ فِي الراية:

لقد دار هَذَا الأمر فِي غير أهله ... فَأَبْصِرْ وَليَّ الأمر أَيْنَ يُريد

وولد مُلَيْل بْن عُصَيَّة: رواحة. منهم أَبُو شجرة، وهو عَمْرو بْن عَبْد العزى بْن عَبْد الله بن رواحة بن مليل بن عصية، وهو الشَّاعِر، وأمه خنساء بِنْت عَمْرو بْن الحارث بْن الشريد الشَّاعِر.

ومنهم: نبيشة بْن الحارث بْن رئاب بْن رواحة بْن مُليل، كَانَ فارسًا وهو قتل ربيعة بْن مُكَدَّم الكناني.

وولد ناصرة بْن خُفاف بْن امرئ القيس بْن سليم: ناجِيَة بْن ناصرة. وخلف بْن ناصرة. وعبيد بْن ناصرة وصُبْح بْن ناصرة. ومعقل بْن ناصرة.

وولد مالك بْن خفاف: حبيب بْن مالك. وَزَعْب بن مالك.

وجذيمة بْن مالك. وَزُبَيْنَةَ بْن مالك. وهلال بْن مالك. وقيس بْن مالك.

منهم: وَحْوَح بْن شيخ بْن عَبْد بْن يعمر بْن الحارث بْن حبيب بْن مالك بْن خفاف، كَانَ من فرسانهم فِي الجاهلية.

ومنهم: الضحاك بْن يُوسُف بْن الحارث بْن زائدة بْن عَبْد اللَّه بْن حبيب بْن خفاف، صحب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعقد لَهُ.

ومنهم: يزيد بْن الأخنس بْن حبيب بْن جرو بْن زعْب بْن مالك، عَقَدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح، وابنه معن بْن يزيد، وهو أحد الأربعة الَّذِينَ كتب عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تعالى عنه فيهم إلى الآفاق فاجتمع عنده أربعة كلهم من سُليم وأرادهم للمشاورة فِي أمر الشام، وهم: أَبُو الأعور السُّلمي، ومجاشع بن مسعود، والحجاج بْن عِلاط. ومعن بْن يزيد.

وقَالَ غير الكلبي: أشخص إِلَيْه من البصرة مجاشع بْن مَسْعُود، ومن الكوفة عتبة بْن فرقد ومن مصر معن بْن يزيد، ومن الشام أَبُو الأعور، وشهد معن بْن يزيد يَوْم مرج راهط مَعَ الضحاك بْن قيس الفهري، فِي طاعة ابْنُ الزُّبَيْر.

وولد عوف بْن امرئ القيس بْن بهثة: سَمَّال بْن عوف. وغيظ بْن عوف. ومالك بْن عوف.

فولد سَمَّال: حرام بْن سمال. ويربوع بْن سمال، رهط مجاشع بْن مَسْعُود من أهل البصرة، كَانَ شريفًا، وأصابه سهم يَوْم الجمل، وكان مَعَ عَائِشَة رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهَا، فمات مِنْهُ.

وكان عتبة بْن غزوان لما شخص عن البصرة للحج استخلفه عَلَى البصرة، وكان غائبًا عَنْهَا، فأمر المغيرة بْن شُعْبَة أن يقوم مقامه إِلَى قدومه، فَقَالَ لَهُ عُمَر: أَتُوَلِّي رجلًا من أهل المَدَر، وتوفي عتبة فولى عُمَر المغيرة البصرة، ولما صار عَبْد اللَّه بْن عامر بْن كريز إلى فارس فِي أيام عثمان رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ وجَّهَ مجاشع بْن مَسْعُود إلى كرمان، فأتى تَيْمِيد من كرمان، فهلك جيشه بها، ثُمَّ لما توجه ابْنُ عامر إلى خراسان ولى مجاشعًا كرمان ففتح بها فتوحًا وبتَيْمِيد قصر يُعرف بقصر مجاشع.

وكانت عند مجاشع شُميلة بِنْت أَبِي أُزيهر السدوسي من الأزد وكان مجاشع أُميًّا فدخل عَلَيْهِ نصر بْن الحجاج بْن علاط السُّلمي، وكان من أجمل النَّاس، وعنده شميلة فكتب نصر عَلَى الأرض: أحبك حبًا لو كَانَ فوقك لَأظَلَّك ولو كَانَ تحتك لَأقَلَّكِ، فكتبت هِيَ: وأنا والله، فأكبَّ مجاشع عَلَى الكتاب إناء ثم أدخل كاتبا فقرأه، وَيُقَال أن نصرًا محا ما كتب بِهِ، وبقي كتاب شميلة فَقَالَ لنصر: ما كتبتَ؟ فَقَالَ: لا إله إلا اللَّه. فَقَالَ مجاشع:

ليس وأنا والله من هَذَا فِي شيء، وضربها فأقَرَّت فطلقها، ثُمَّ إن ابْنُ عَبَّاس خلف عليها بعد.

ومجالد بْن مَسْعُود، كانت لَهُ صحبة، وجاء بِهِ مجاشع إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ فتح مكَّة فبايعه، وَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ «لا هجرة بعد الفتح» ] .

وعبيد بْن سمَّال بْن عوف. وجندب بْن سمَّال. وعذيمة بْن سمَّال، فولد حرام بْن سمال: هلال بْن حرام. وعبس بْن حرام، ورواحة بْن حرام.

-ومنهم: عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سمال.

-ومنهم: عروة بن أسماء بن الصلت عم ابن خازم قتل يوم بئر معونة مسلما.

-وقيس بن الهيثم بن الصلت

-الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن حنثر بن هلال بن ظفر.

-ومنهم: عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة الشاعر.

منهم عتبة بن فرقد ، وهو يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة بن ربيعة بن رفاعة.

-وولد عتبة: عمرو بن عتبة.

-ومنهم: المنصور بن المعتمر بن غالب بن عبد الله بن ربيعة بن حبيب بن مالك الفقيه، ويكنى أبا عتاب.

-ومنهم: عمير بن الحباب بن جعدة بن اياس بن حزابة بن محاربي بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان.

-ومنهم: صفوان بن المعطل بن رحضة بن المؤمل بن خزاعي بن محاربي بن هلال بن فالج بن ذكوان.

-منهم: الورد بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خالد بن مازن بن مالك بن ثعلبة.

-ومنهم: عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خالد بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة.[أنساب الأشراف، البلاذري، ج13]

وأفضل ما ورد عن بني سليم مجملاً محاور عدة:

سُلَيْم بن منصور: قبيلة عظيمة من قيس بن عيلان، من العدنانية.

تنتسب الى سليم بن منصور بن عكرمة من قيس بن عيلان، من العدنانية، ابن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان.

تتفرع الى عدة عشائر وبطون منها: بنو ذكوان بن رفاعة بن رجا ابن الحارث، بنو بهثة بن سليم، بنو سمّال، بنو مطرود، بنو الشّريد، بنو قنفذ، بنو عصيّة، بنو ظفر، بنو بهز بن امرئ القيس بن بهثة، بنو عوف بن بهثة، بنو ثعلبة بن بهثة ابن سليم، بنو زغب بن مالك بن بهثة، بنو ذباب بن مالك، وبنو سليمان بن ذباب.

منازلهم: كانت منازلهم في عالية نجد بالقرب من خيبر، ومن منازلهم: حرة سليم، حرة النارين، وادي القرى، وتيماء، وكان بإفريقية منهم حي عظيم، وكانت مساكنهم فيها ببرقة مما يلي المغرب، ومما يلي مصر ، وكان نزول سليم. وعدة قبائل من قيس في أرض مصر سنة تسع ومائة هجرية.

[ومن بلادهم:]

الحجر بالقرب من قلهيّ وذي رولان، الجموم، السّوارقية على ثلاثة أميال من عين النازية، الرحضيّة.

[ومن حراتهم:]

حرة بني سليم، الحذرية، وحرة ليلى.

[ومن جبالهم:]

شرورة، شعر، نمار، البربراء، الضّمران، جمدان ، اليتائم، أخرم ، ميطان ، الأتم ، بيضان ، ثروان، واهب، النّمار، أروم، يعار، وترثم.

[ومن أوديتهم:]

دروذ، ذورولان حوزة، السّلوان، الخصر، اللّوى، ساية، الفزنق، الدّونكان، الفريق، حقل ذات رفرف، ورولان.

[ومن مياههم:]

أثال، بردة ، فرّان، الوسباء، المرير ، حنذ ، حمامة ، الدّفينة ، منهل، التّويمة، الكدر ، وقلهّي.

[تاريخهم:]

بعث النعمان بن المنذر جيشا الى بني سليم، لشيء كان وجد عليهم من اجله، فمر الجيش على غطفان، فاستجاشوهم على بني سليم، فهزمت بنو سليم جيش النعمان .

[ومن ايامهم:]

يوم ذات الرّمرم، وهو لبني مازن على سليم ويوم تثليث غزت فيه سليم مع العباس بن مرداس مرادا فجمع لهم عمرو معدي كرب، فالتقوا بتثليث فصبر الفريقان، ولم تظفر طائفة منهم بالأخرى وأغارت بنو نصر بن معاوية على ناحية من ارض بني سليم، فبلغ ذلك العباس بن مرداس، فخرج عليهم في جمع من قومه، فقابلهم، حتى أكثر فيهم القتل، وظهرت عليهم بنو سليم، وأسروه بثلاثين رجلا منهم.

ولما نزل النبي (ص) قديدا، وهو ذاهب، لقيه عباس بن مرداس في ألف من بني سليم وخرج الرسول (ص) سنة ٣ هـ في مائتي رجل يريد بني سليم، فبلغ ماء يقال له:

الكدر، وتعرف غزوة بني سليم بالكدر بغزوة ذي قرقرة، وهي ارض ملساء، فأقام بها عليه السلام ثلاثا، وقيل: عشرا، فلم يلق احدى من سليم وغطفان وغزوة بحران، وتسمى غزوة بني سليم، وبحران موضع وسرية ابن ابي العوجاء السلمى الى بني سليم في ذي الحجة سنة سبع هـ

وصحبت بنو سليم خالد بن الوليد في سريته الى بني عامر وكانت بنو سليم تفخر بأشياء، منها: ان لرسول الله (ص) فيهم هذه الولادات، ومنها: انهم كانوا معه يوم فتح مكة، وانه قدم لواءهم على الألوية، وكان احمر، ومنها: ان عمر كتب الى الكوفة والبصرة والشام ومصر، أن ابعثوا لي من كل بلد بأفضله رجلا، فبعث أهل البصرة بمجاشع بن مسعود السلمي، واهل الكوفة بعتبة بن فرقد السلمي، واهل الشام بأبي الأعور السلمي، واهل مصر بمعن بن يزيد بن الأخنس السلمي واشتركت بنو سليم في الحروب التي استعرت نيرانها بين الزبيرية والمراونية وقد قتل فيها خلق كثير منهم .

ولما انثالت الدولة العباسية، واستبد الموالي من العجم عليهم، واعتز بنو سليم هؤلاء بالفقر من ارض نجد، واجلبوا على الحاج بالحرمين، ونالتهم منهم معرّات، وتطاولت على الناس حول المدينة بالشر، وكانوا إذا وردوا سوقا من أسواق الحجاز، أخذوا سعرها كيف شاءوا، ثم تراقي بهم الأمر الى ان أوقعوا بالجار بناس من بني كنانة وباهلة، فأجلوهم، وقتلوا بعضهم، وذلك في جمادى الآخرة سنة ٢٣٠ هـ، فوجه الواثق بغا الكبير إليهم، فقتل منهم وأسر عددا منهم.

ولما كانت فتنة القرامطة، صاروا حلفاء لابي الطاهر وبنيه أمراء البحرين، القرامطة مع بني عقيل بن كعب العامرية القيسية، ثم لما انقرض أمرهم غلب بنو سليم على البحرين بدعوة الشيعة، لما ان القرامطة كانوا على دعوتهم، ثم غلب بنو الأصفر بن تغلب على البحرين بدعوة العباسية ايام بني بويه، وطردوا عنها بني سليم، فلحقوا بصعيد مصر وأجازهم المستنصر على يد الاروزي وزيره، الى افريقية لحرب المعز بن باديس عند خلافته عليهم، فأجازوا مع اخوانهم بني هلال، وأقاموا ببرقة، وجهات طرابلس زمنا، ثم صاروا الى افريقية، وتصاهروا مع القبائل البريرية، وامتزجوا بهم..[معجم قبائل العرب، كحالة، ج2]

ويرجع لقبيلة بني سليم، بل قبائل بني سليم عدد كبير من القبائل والعشائر والأسر المنتشرة في بلاد العرب كلها، منهم من هم أهل بادية ومنهم أهل أرياف ومنهم أهل حضر وأكاد أجزم بأن امتداد هذه القبائل التي تنتسب لبني سليم منتشرة في جميع مناطق الدول العربية وحتى في غير الدول العربية، إلا أن أكثر تركزها اليوم في ليبيا وتونس ومصر والعراق والمملكة العربية السعودية وسوريا والأردن وفلسطين والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان واليمن والجزائر والسودان والمغرب وموريتانيا..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم