معنى ناب: قال الفراهيدي: النّاب: السّنّ الذي خلف الرّباعية، وهو النّاب مذكّر، وأنياب: جمعه. والنّاب: النّاقةُ المُسِنّة، والجميع: نيبٌ وأنياب. والنّائبة: النّازلة، يقال: ناب هذا الأمرُ نوبةً، أي: نزل. ونابتهم نوائب الدّهر. [معجم العين، الفراهيدي، ج8، ص381]
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ» [حاشية السندي على سنن ابن ماجه، ج2، ص295]
قَوْلُهُ: (كُلُّ ذِي نَابٍ) كَالْأَسَدِ وَالذِّئْبِ وَالْكَلْبِ وَأَمْثَالِهَا مِمَّا يَعْدُو وَالنَّابُ السِّنُّ الَّذِي خَلْفَ الرُّبَاعِيَّةِ.
قالوا المِخْلَبُ (ظُفُرُ كُلِّ سَبُع مِنَ المَاشِي والطَّائِرِ، أَو هُوَ لِمَا يَصِيدُ منَ الطَّيْرِ، والظُّفُرُ لِمَا لَا يَصِيدُ) ، فِي (التَّهْذِيب) ولكُلِّ طائرٍ من الجَوَارِح مِخْلَبٌ، ولِكُلِّ سَبُع مِخْلَبٌ، وَهُوَأَظَافِرُه.. [تاج العروس من جواهر القاموس؛ الزبيدي، ج2، 379]
وقالوا المخلب: للطير كالظفر للْإنْسَان. وَحرم أكل كل ذِي مخلب لَكِن لَا مُطلقًا بل مَا كَانَ من السبَاع كَمَا حرم أكل كل ذِي نَاب من السبَاع لَا مُطلقًا لِأَن النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام نهى عَن أكل كل ذِي مخلب من الطير وكل ذِي نَاب من السبَاع - وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام من السبَاع بعد النَّوْعَيْنِ فَيَنْصَرِف إِلَيْهِمَا فَيتَنَاوَل سِبَاع الطُّيُور والبهائم لأكل ذِي مخلب أَو نَاب - والسبع كل مختطف منتهب جارح قَاتل عَاد عَادَة كَذَا فِي الْهِدَايَة.[دستور العلماء = جامع العلوم في اصطلاحات الفنون، الأحمد، ج3، ص163].
الأصل اللغوي: لكلمة مخلب :
مما جاء في معاجم اللغة حول ذلك نورد ما يأتي: خلب: الخِلْبُ: الظُّفُر عامَّةً، وجَمْعُه أَخْلابٌ.. الخُلُب: الطينُ والحَمْأَة..خَلْباءِ اليَدَيْن، وَهِيَ الخَرْقاء..والخِلابَةُ: أن تَخْلُبَ المرأة قلب الرجل بألطف القول وأخْلَبِهِ. وامرأةٌ خَلاّبةٌ أي: مذهبة للفؤاد، وكذلك خلوبٌ.
والمُخَلَّب: الكثيرُ الوشْيِ مِنَ الثِّياب..والمِخْلَب: ظُفُرُ السَّبُعِ مِنَ المَاشِي والطَّائِرِ؛ وَقِيلَ: المِخْلَب لِمَا يَصِيدُ مِنَ الطَّيْرِ..ولِكلِّ طَائِرٍ مِنَ الجَوارِحِ مِخْلَبٌ، ولكُلّ سَبُعٍ مِخْلَبٌ، وَهُوَ أَظافِيرهُ. الْجَوْهَرِيُّ: والمِخْلَبُ للطَّائِرِ والسِّباعِ، بِمَنْزِلَةِ الظُّفُرِ للإِنْسانِ. وخَلَب الفَريسَة، يَخْلِبُها ويَخْلُبها خَلْباً: أَخَذَها بِمِخْلَبهِ.
إلا أن أصل كلمة المخلب بشكل أكثر دقة جاءت من الخلب: والخلب تمزيق الجلد بالأنياب وليس بالأظافر كما قال: اللَّيْثُ بن المظفر الكناني أحد علماء اللغة وصاحب الفراهيدي: الخَلْبُ مَزْقُ الجِلْدِ بالنَّابِ؛ والسَّبُع يَخْلِبُ الفَريسةَ إِذَا شَقَّ جِلْدَها بنابِه، أَو فَعَلَه الجَارِحَةُ بِمِخْلَبِهِ. قَالَ: وسَمِعْتُ أَهْلَ البَحْرَيْنِ يَقُولُونَ لِلْحَدِيدَةِ المُعَقَّفَة، الَّتِي لَا أُشَرَ لَهَا، وَلَا أَسْنانَ: المِخْلَب.. وهذا هو أدق التوضيحات على الإطلاق.. ومخلب الطير إذا هو العكفة البارزة القوية في طرف منقاره والتي تجعله طائراً مفترساً كالنسر والصقر والطيور الجارحة، وليس المخلب هو الظفر ومخلب الطير هنا يجب أن يكون موازياً للناب في السباع، فالناب جزء موجود في فم الحيوان وكذلك مخلب الطير يجب أن يكون جزء من فم الطائر ، ومن هنا نستطيع بسهولة تمييز تلك الطيور المفترسة وأما أظافر الطيور فأغلبها متشابهة وكثير منها له أظافر طويلة حتى في العصافير الصغيرة، وأنا متأكد بأن كلمة مخلب هي الجزء المعطوف الحاد القوي في نهاية فم الطائر والذي يمكنه من قتله لفريسته وخلب جلدها ولحمها وإراقة دمها، وليس المراد بها أظافره لأن كل الطيور لها أظافر ..
وقال الفراهيدي: "خلب: الخَلْبُ: مزق الجلد بالناب. والسبع يخلب الفريسة إذا شق جلدها بنابٍ أو مخلب." [كتاب العين، للفراهيدي المتوفي سنة 170هـ، ج4، ص269]معنى هذا الكلام أن ناب السبع يخلب جلد الفريسة وكذا مخلب الطير وهذا يعني أن مخلب الطير يوازي أو يقابل ناب السبع، ولا تخلب الطيور فرائسها إلا بمناقيرها الحادة وليس بأرجلها ولا أظفارها، وهنا فإن المخلب هو الجزء الحاد في طرف منقار الطائر الجارح..
ثم قال: "ولكلَّ طائرٍ من الجَوارح مِخْلَبٌ، ولكل سَبُعٍ مِخْلَبٌ ... وهو أظافيره.. هنا يقصد مخلب السبع يعني أظفره أو أظافيره لأن السبع لديه قدرة على استخدام أظافيره لتمزيق جلد فرسيته واصابتها بجروح عميقة اذا السباع لها أنياب ومخالب أيضاً وكلها تساعد في خلب جلد الفريسة، فأما الطائر الجارح فهو لا يستطيع ذلك بأظافر قدميه ولذلك لا يمكن أن نطلق اسم مخلب على إظفر الطائر وإنما على الجزء الحاد في طرف منقاره وهو على هيئة ظفر طويل ومعكوف وحاد وقوي وجارح.. لأن الأصل في كلمة مخلب هو ما يمزق جلد الفريسة..وأما أظافر الطير فهي تساعده على الظفر بالفريسة والإمساك بها..
ومن هنا فلا يصح أن نقول أن معنى مخالب الطير هو أظافيرها لأن كل الطيور لها أظافر في أرجلها..
ونحن نطلق في لهجتنا "الخلبة" والمراد بها الجزء الممزوق من الشيء ..
وَأما ذَوَات المخالب من الطير فَهِيَ سِبَاع الطير شبهت بسباع الْوَحْش لِأَنَّهَا تصطاد وتعقر وتجرح وتأكل اللَّحْم كالعقاب والبازي والصقر وَرُبمَا كَانَ من سِبَاع الطير مَا لَيْسَ لَهُ مخلب كالنسر لَا مخلب لَهُ إِنَّمَا ظفر كظفر الدَّجَاجَة وكالغراب والرخمة
فَإِن قَالَ قَائِل إِن هَذِه لَيست دَاخِلَة فِي التَّحْرِيم لِأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حرم ذَوَات المخالب قيل لَهُ لم يكن الْقَصْد بِالتَّحْرِيمِ للمخلب وَلَا للناب وَإِنَّمَا المخلب علم للسباع من الطير كَمَا كَانَ الناب علما للسباع من الْوَحْش لِأَن المخالب تكون لأكثرها وَإِنَّمَا الْقَصْد بِالتَّحْرِيمِ لما صَاد وعقر وَأكل اللَّحْم وكل مَا فعل ذَلِك فَهُوَ محرم وَإِن لم يكن ذَا مخلب والنسر أعظم الطير جثة وأشدها قُوَّة والغراب سبع يَأْكُل اللَّحْم ويصيد حشرات الأَرْض والفأر وَيسْقط مَعَ الذِّئْب على الْجِيَف وَالْعرب تدعوهما الأصرمين لاجتماعهما على المآكل..[كتاب غريب الحديث - ابن قتيبة، ج1، ص239]
شاهد كيف يقوم هذا الجارح "العقاب" بخلب جلد الأفعى والاجهاز عليها لتعرف أين يكون المخلب في الطيور الجارحة..
قاعدة المحرم من الحيوانات والطيور:
هو كل ما نص الشرع على خبثه كالحمار الأهلي والخنزير.
أو نص على جنسه ككل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير.
أو كان خبثه معروفاً كالفأرة والحشرات.
أو كان خبثه عارضاً كالجَلَّالة التي تتغذى بالنجاسة.
أو أمر الشارع بقتله كالحية والعقرب، أو نهى عن قتله كالهدهد والصُّرَد والضفدع والنملة والنحلة ونحوها.
أو كان معروفاً بأكل الجيف كالنسر والرَّخم والغراب.
أو كان متولداً بين حلال وحرام كالبغل فهو من أنثى خيل نزا عليها حمار.
أو لكونه ميتةً أو فسقاً وهو ما لم يُذكر اسم الله عليه.
أو لم يأذن الشرع في تناوله كالمغصوب والمسروق..
المراجع
حاشية السندي على سنن ابن ماجه، ج2، ص295
تاج العروس من جواهر القاموس؛ الزبيدي، ج2، 379
دستور العلماء = جامع العلوم في اصطلاحات الفنون، الأحمد، ج3، ص163
كتاب العين، للفراهيدي المتوفي سنة 170هـ، ج4، ص269
لسان العرب، ابن منظور، ج1، ص363
كتاب غريب الحديث - ابن قتيبة، ج1، ص239
تصفح موضوع هل سمك القرش من سباع البحر