فضائل وخصائص القبائل القديمة

مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - أضع مقتطفات جاء فيها ذكر لأسماء القبائل العربية قديما، تذكر فضائلها أو خصائصها، وهذه مأخذوه من عدة كتب عربية قديمة.. 

العرب والعربية:

وعن أبي هريرةَِ قَال: قَالَ رسوَلُ الله - (- أنا عربي، والقرآنَّ عرييّ، ولسانُِ أهلَ الجَنَة عربي.

قال الحاكمُ: حديثٌ صحيحٌ رجالُهُ كُلُهم ثِقَاتٌ. [مسبوك الذهب في فضل العرب...، مرعي الكرمي، ص48]

قريش

عَنْ أبي هُريْرَة - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُريشٍ في هذا الشَّأنِ، مُسْلِمهُم تَبَعٌ لِمُسلمِهم، وكَافرُهم تَبَعٌ لِكَافِرِهم".

قوله: "الناسُ تَبَعٌ لقريشٍ في هذا الشَّأن"، معناه: تفضيل قريش على قبائل العرب، وتقديمِها في الإمامة والإمارة.

قوله: "مُسْلِمُهم تَبَعٌ لمسلمهم"؛ أي: مَنْ كان مسلمًا فيتبعهم، ولا يخرُج عليهم.

وقوله: "وكافرُهم تبعٌ لكافرهم" ليس على معنى الأول، إنما أخبر أنهم لم يزالوا متبوعين في زمان الكُفر، إذ كان أمرُ البيت - الذي هو شرفُهم - إليهم.

ويحتمل أن يكون معناه: أنهم إذا كانوا خيارًا سَلَّط الله عليهم الخِيار منهم، وإن كانوا أشرارًا سَلَّط الله عليهم الأشرار، كما قيل: أعمالكم عُمَّالُكم، هذا كله لفظ "شرح السنة".

قال الخطابي: كانت العرب تقدِّم قريشًا وتعظِّمُها، وكانت دارُهم مَوْسِمًا، والبيتُ الذي هم سَدَنتُه مَنْسَكًا، وكانت لهم السِّقاية والوِفادة، يُطْعِمون الحجيج ويسقونهم، فحازوا به الشرفَ والرِّياسة عليهم.

دور الأنصار (بني النجار، وبني عبد الأشهل، وبني الحارث بن الخزرج، وبني ساعدة)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ- وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى- قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ: بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ))، فَقَالَ سَعْدٌ: مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا، فَقِيلَ: قَدْ فَضَّلَكُمْ عَلَى كَثِيرٍ.

كنانة وقيس وربيعة وتميم وأسد

- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ بِشْرِ بْنِ صَيْفِيٍّ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِيُّ، قَالَ: نَابُ مُضَرَ كِنَانَةُ وَفُرْسَانُ مُضَرَ قَيْسٌ، وَرِجَالُ مُضَرَ تَمِيمٌ، وَأَلْسِنَةُ مُضَرَ أَسَدٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ: وَكَانَ يُقَالُ يَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ قَيْسٍ بِالْفُرُوسِيَّةِ وَيَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ رَبِيعَةَ بِالْجُودِ وَيَسُودُ السَّيِّدُ فِي تَمِيمٍ بِالْحِلْمِ..

- رواه أبو نعيم، عن أبى عمرو بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن قتيبة، حدثنا عبد المؤمن بن عبيد الله: أبو الحسن، حدثنا عبد الله بن خالد العبسى، عن عبد الرحمن بن صفوان المزنى، عن غالب بن أبجر، قال: ذكرت قيس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «رَحِمَ اللهُ قَيْسًا، رَحِمَ اللهُ قَيْسًا، إِنَّهُ كَانَ عَلَىَّ دَيْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيل: إِنَّ قَيْسًا فُرْسَانُ اللهِ فِى الأَرْضِ، والَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَيْسَ لِهَذَا الدِّينِ نَاصِرٌ غَيْرُ قَيْسٍ، إِنَّمَا قَيْسُ بَيْضَةٌ تَفَلّقَتْ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّ قَيْسًا ضِرَاءُ  الله فى الأَرْضِ» يعنى أسد الله .

قريش وربيعة

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَسْرَعُ الْعَرَبِ هَلَاكًا قُرَيْشٌ وَرَبِيعَةُ قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: أَمَّا قُرَيْشٌ فَيُهْلِكُهَا الْمُلْكُ وَأَمَّا رَبِيعَةُ فَتُهْلِكُهَا الْحَمِيَّةُ..

بني عامر  وغطفان وبني تميم

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، نا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَلَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَشُغِلَ عَنْهُمْ أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلُوا عَنْ ثَلَاثِ قَبَائِلَ: عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: «جَمَلٌ أَزْهَرُ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ» ، وَسَأَلُوهُ عَنْ غَطَفَانَ، فَقَالَ: «زَهْوَةُ تَنْبُعَ» ، وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: «إِنَّا لِبَنِي تَمِيمٍ، أَلَا خَيْرًا، هُمْ ضِخَامُ الْهَامِ ثَبَتُ الْأَقْدَامِ، رَجَحُ الْأَحْلَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا لِلدَّجَّالِ، أَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ»

غفار وأسلم وعصية

وَقَالَ: "غِفَارُ غَفَرَ الله لها، وأَسْلَمُ سَالَمَها الله، وعُصَيَّةُ عَصَتِ الله ورسُولَه".

قوله: "غِفَارٌ غفَر الله لها، وأَسْلَمُ سَالَمها الله، وعُصَيَّةُ عَصَتِ الله ورسولَه"، ثلاثتها أسماء قبائل، قال في "شرح السنة": قيل: إنما دعا لغِفار وأَسْلَم؛ لأن دخولَهما في الإسلام كان من غيرِ حرب، وكان غِفَارٌ تذل بسرقة الحجاج أن تنسب إليها، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمحو تلك السيئةَ عنهم، ويغفر لهم.

وأما عُصَيَّة فهم الذين قتلوا القُرَّاء ببئر مَعُونة، بعثهم - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّة، فقتلوهم، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْنُت عليهم في صلاته.

قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع 

وقَالَ: "قُريْشٌ، والأَنْصارُ، وجُهَيْنةُ، ومُزَيْنةُ، وأَسلمُ، وغِفارُ، وأَشجعُ = مَوَالِيَّ ليس لهم مَوْلًى دُونَ الله ورَسُولِهِ".

قوله: "قريش والأنصارُ وجُهَينة ومُزَينة وأَسْلَم وغِفَار وأَشْجَع موالي"؛ يعني: هؤلاء القبائل أحِبَّائي وأنصاري، هذا إذا روي (موالي) بالإضافة، أما إذا رُوي بالتنوين فمعناه: بعضهم لبعض أنصارٌ وأحِبَّاء.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((أَسْلَمُ، وَغِفَارُ، وَمُزَيْنَةُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ- أَوْ جُهَيْنَةُ- خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عَامِرٍ، وَالْحَلِيفَيْنِ، أَسَدٍ، وَغَطَفَانَ)).

الأزد

وعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأَزْدُ أَزْدُ الله في الأَرْضِ، يُريدُ النَّاسُ أنْ يَضَعُوهم ويَأْبَى الله إلَّا أنْ يرفَعَهم، ولَيَأتينَّ على النَّاسِ زَمانٌ يَقُولُ الرَّجلُ: يَا لَيْتَ أَبي كانَ أَزْدِيًا، ويا ليتَ أمي كانَت أَزْدِيَّةً"، غريب. قوله: "الأزْدُ أزدُ الله في الأرض"؛ أي: أهلُ نصرته وحفظِه..

تحت التحديث.. 

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم