لبيد بن ربيعة العامري

مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - لبيد بن ربيعة:

قال ابن سعد المتوفي سنة 230هـ "  لَبيد بن ربيعة ابن مالك بن جعفر بن كِلاب بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعة، وكنيته أبو عقيل، هاجر إلى الكوفه فنزلها ومعه بنون له (يعني أولاده) وتوفي في الكوفة، ودفن في صحراء بني جعفر بن كلاب، ورجع بنوه أعراباً (يعني بادية) [الطبقات الكبرى، لابن سعد، ج5، ص155]..

وأورد ابن سعد أيضاً النصوص التالية في كتابه الطبقات الكبرى، "قال: أخبرنا هشام بن محمد عن أَبِي بكر بن عَيّاش عن عبد الملك بن عمير قال: مات لَبيد بن ربيعة ليلة نزل معاوية النُّخَيْلَة لمصالحة الحَسَن بن عليّ .

وقال هشام: وكان للبيد بالكوفة بنون فرجعوا كلهم إلى البادية أعرابًا، وكان لَبيد قَدْ هَاجر إلى الكوفة فنزلها، ومات بها فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب، وكان الناس يُدْفنُون في صَحَارِيهم.. [ الطبقات الكبرى، لابن سعد، ج6، ص193].. نلاحظ أن هذه رواية أصلية ومؤكدة جاءت عدة مرات لتأكيدها، وأن الرواية تتكلم عن لبيد نفسه مع ذكر أولاده بأنهم رجعوا إلى البادية، وهذا القول مهم لأنه يوضح لنا أن ذرية لبيد عاشوا في البادية مع قبائلهم والتي هي قبائل رحالة، والقبائل البدوية غالباً ما تنضوي ضمن المجموعات الكبيرة، ولما كان بني لبيد منتسباً لبني جعفر وبني كلاب، فلابد هنا أن ذريته صاورا ضمن هذه الهيكلية الكبيرة لبني كلاب احدى أضخم قبائل بني عامر.. وفي هذه المنطقة انتشرت قبائل بني كلاب وبني ربيعة وبني عقيل وبني خفاجة وبني نمير وبني المنتفق وبني عوف وبني جعفر وبني عامر وبني هلال وغيرهم، ومنها انطلقوا إلى بادية الشام ثم مصر ..

وقال ابن قتيبة المتوفي سنة 276هـ في المعارف : لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب، قدم في وفد بني كلاب وأسلم ورجع إلى بلاده، ثم قدم «الكوفة» وبنوه، فرجع بنوه إلى البادية أعرابا.. [المعارف، لابن قتيبة، ج1، ص332]

وأورد ابن الجوزي المتوفي سنة 654هـ، نفس النصوص السابقة: " كان للبيد بن ربيعة بالكوفة بَنون، فرجعوا كلّهم إلى البادية أعرابًا، [مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، سبط ابن الجوزي، ج6، ص504]..

وأورد د. جواد علي: عن لبيد بن ربيعة فقال أم ربيعة (جدة لبيد) يقال لها أم البنين وهي بنت عمرو بن عامر بن صعصعة، زوجة مالك بن جعفر بن كلاب، وأولاده منها: عامر ملاعب الأسنة، وطفيل، وربيعة أبو لبيد، ومعاوية، وقال:  لما مات لبيد بن ربيعة دفن في صحراء "بني جعفر بن كلاب" رهطه، وأنه لما قدم الكوفة وأقام بها، رجع بنوه إلى البادية أعرابا.. [المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج18، ص113].. وأخوال لبيد من بني عبس 

وقال ابن الأثير: لبيد بن ربيعة، هو أبو عَقِيل لَبِيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن رَبيعة بن عامر بن صعصعة العامري. كان شريفاً في الجاهلية والإسلام، توفي سنة 41هـ وبلغ عمره 140 سنة وقيل 157 سنة..[جامع الأصول، لابن الأثير المتوفي سنة 606هـ، ج12، ص827]

وقال الشيباني : أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وكان يكنى أبا عقيل. [شرح المعلقات التسع، الشيباني المتوفي سنة 206هـ، ص264]

ومن قصائد لبيد بن ربيعة أبا عقيل، قبيل وفاته يخاطب أبنائه وبناته، إذ يقول:

1- وقال لبيد في الليلة التي تُوفي فيها:

أبُنَيّ هل أحْسَسْت أع ... مامي بني أمّ البنينا

وأبي الذي كان الأرا ... ملُ في الشِّتاء له قطينا

الفتْيةَ البيضَ المَصَا ... بحَ أكمِلوا كرماً ولِينا

لم تَبْقَ أنفسُهمْ وكا.... نوا زينةً للناظرينا

وإذا دفنتَ أباك فاج ... علْ فوقه خشباً وطيناً

وضَفائحاً صُماًّ روَا ... سيها يشدِّدن الغصُونا

ليقينَ وجه أبيكَ سف ... سافَ التراب ولن يقينا

2- وقال أيضا:

تخافَ ابنتايَ أن يموت أبوهما ... وهل أنا إلاّ من ربيعة أو مضَرْ

وفي ابنَيْ نزارٍ أسوةٌ أن نظرتما ... وإنْ تسألاهم تُلفيا عندهمْ خبرْ

وفيمن سواهم من ملوكٍ وسُوقة ... دعائم ملك خانَه الدَّهرُ فانكسَرْ

فإن حانَ يوماً أن يموت أبوكما ... فلا تخمشا وجهاً ولا تحلقا الشَّعَرْ

وقولا هو المرءُ الذي لا كرامةً ... أضاعَ ولا خانَ الأمينَ ولا غدَرْ

إلى الحول ثم اسمُ السَّلامُِ عليكما ... ومَن يَبكِ حَولاً كاملاً فقد اعتذرْ

كمُسمعتَين تَندُبان بعاقلٍ ... أخا ثقةٍ لا عَينَ منه ولا أثَرْ

[ شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات، ابن الأنباري المتوفي سنة 328هـ، ص514]

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم