المال في الأمثال الشعبية

مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - نحدثكم اليوم عن المال، وأول ما نبدأ به نذكر بعض ما 
جاء في القرآن الكريم، في قوله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف:46] وقال عز وجل: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ } [الأنفال:28] ونفهم من الآيتين الكريمتين أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا وهذه الزينة هي فتنة الإنسان في حياته الدنيوية، وقد جاءت الزينة في معظم الآيات القرآنية مذمومة، ويتضح ذلك في قوله سبحانه وتعالى :{أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوٓا۟ أَهْوَآءَهُم} [محمد:14]..
وأما ما جاء في تراثنا العربي حول المال ففيه الكثير من المعاني التي نستنتجها من خلال قراءة هذه الجمل والعبارات التي اخترناها للقراء والمتابعين، تعالوا بنا نقرأ :
قال بعض العرب في مدح المال:
كل النداء إذا ناديت يخذلني ... إلا نداي إذا ناديت يا مالي
وقال أبو العتاهية: قد بلونا الناس في أحوالهم ... فرأيناهم بذي المال تبع
وقال آخر:
شيئان لا تحس الدنيا بغيرهما ... المال يصلح منه الحال والولد
زين الحياة هما لو كان غيرهما ... كان الكتاب به من ربنا يرد..
وقالت العرب: "أصل السؤدد والرياسة المال.."
وقال بعض العرب في ذم المال أيضاً:
"المال ملول، والمال ميال، والمال غاد ورائح، وطبع المال كطبع الصبي، لا يوقف على رضاه وسخطه. وقيل: المال لا ينفعك ما لم يفارقك. وقيل: قد يكون مال المرء سبب حتفه، كما الطاووس قد يذبح لحسن ريشه. ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول ابن المعتز:
ألم تر أنّ المال يهلك ربّه ... إذا جم آتيه وسدّ طريقه
ومن جاور الماء الغزير بجسمه ... وسدّ طريق الماء فهو غريقه
[من كتاب اللطائف والظرائف، للثعالبي، ص87-89]
وفي الأمثال الشعبية أيضاً نرى جملة من الأمثال فمنها وهو الغالب في مدح المال، وقليل منها في ذمه :
المال يعادل الروح
اللي ياخذ مالك خذ روحه
والمصاري وسخ يدين
اللي معه مال ابنه بنشال
المال الحرام ما يدوم
اللي تجيبه الريح تاخذه الزوابع
هين فلوسك ولا تهين نفسك
اللي ديته مصاري يبرا
المال السايب يعلم الناس السرقة
القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود
الدراهم مراهم
القرش عمره ما غطى شرش
اللي معاه قرش يسوى قرش 
البراطيل تحل السراويل
يا ماخذ القرد على ماله يروح المال ويظل القرد على حاله
درهم وقاية ولا قنطار علاج
حط فلوسك تحت رجلك تعليك وحطها على راسك توطيك
الدين غضب والدين
الدين هم في الليل وذل في النهار
الخبر اليوم ببلاش بكرة بمصاري
اصرف ما في الجيب يجيك ما في الغيب
ما يعيب الراجل إلا جيبه
الفقر مش عيب
تيوس ومعهم فلوس
الفلوس تروح وتيجي
اللي معهوش ما يلزموش
في المال ولا في العيال
العيال سوس المال: هكذا ذكره أبو منصور الثعالبي المتوفي سنة 426هـ 
حيث قال: العاقل يتخذ المال قبل العيال والجاهل يتخذ العيال قبل المال، ومن الأمثال السائرة: العيال سوس المال. وقيل لبعضهم: ما المال؟ قال: قلة العيال. وقال آخر: لا مال لكثير العيال. [اللطائف والظرائف، الثعالبي، ص174]
وقال الأصمعي: العرب تقول: من المال الصامت والناطق، فالصامت عندهم كل شيء سوى الحيوان، مثل العروض والأثاث والعقار والورق، قال: والناطق عندهم الحيوان كله، ما كان من رقيق أو دواب أو نحوها، قال: وإنّما سمى هذا ناطقا لصوته وحياته، وسمى ذلك صامتاً لأنه لا روح له، ولا صوت عنده. قال أبو عبيد: وأما العامة فالصامت عندهم العين والورق خاصة، ولا ينبغي إنَّ يكون الأصل إلاّ الأول.
وأما أهل الحجاز فإنَّ اسم الدراهم والدنانير عندهم الناض، وإنّما يسمونه ناضا إذا تحول عينا بعد إنَّ كان متاعاً.
ومن أمثالهم في كثرة ما يقدم به القادم قولهم: جاء فلان بالضح والريح.. [كتاب الأمثال - أبو عبيد، المتوفي سنة 224هـ، ص187-188]
وقال بن الجلاح:
استغن أو مت ولا يغرك ذو شنب ... من أبن عم ولا عم ولا خال
إني أقيم على الزوراء أعمرها ... إنَّ الحبيب إلى الإخوان ذو المال
ومنه البيت السائر في العالم:
قليل المال تصلحه فيبقى ... ولا يبقى الكثير على الفساد..
وقال سفيان بن عيينة "الهلالي": لا يصلح ولا يجوز ولا يستقيم أن يكون صاحب العيال ورعا. ويقال: العاقل يتخذ المال قبل العيال والجاهل يتخذ العيال قبل المال.
ورؤي سفيان بن عيينة يوما واقفا بباب يحيى بن خالد البرمكي، فقيل له: ليس هذا من مواطنك يا أبا محمد! فقال: متى رأيتم صاحب العيال أفلح. وكان يقول: إني لأعجب ممن له عيال وليس له مال كيف لا يخرج على الناس بالسيف..
ذكر أسماء الأموال عند العرب:
التلاد المَال الْمَوْرُوث، الطارف: المَال المستحدث، الطارق: المَال المكتسب
الطريف: المَال المستجدة.
التالد: المَال الْقَدِيم الْمَوْرُوث، الضمار: المَال لَا يُرْجَى، التليد: المَال الْقَدِيم الْمَوْرُوث
الصَّامِت: الذَّهَب وَالْفِضَّة، جامد المَال: مَا جمد مِنْهُ، النَّاطِق: الْإِبِل وَالْغنم، ذائب المَال: مَا ذاب مِنْهُ
الْعقار: الضَّيْعَة والمستغل، أَو جامد المَال: صامته، وذائبه، ناطقه
الْكَنْز: المَال المدفون
الرِّكَاز: المَال المدفون فِي الْمَعَادِن
التالد والتلد والتلاد والتليد والأتلاد والمتلد مَا ولد عنْدك من مَالك أَو نتج تَلد تَلد..
القطاع الدَّرَاهِم و الدِّينَار، الصلافح، الدَّرَاهِم بِلَا وَاحِد، الْعين، الذَّهَب، الصلج، الدَّرَاهِم الصِّحَاح، المال الصرير، الدَّرَاهِم المصرورة، الْعين، المَال العتيد، النَّص، الدِّرْهَم وَالدِّينَار وَإِنَّمَا يُسمى ناضا إِذا تحول عينا بعد أَن كَانَ مَتَاعا. والناض، النشب، والنشبة، والمنشبة، المَال الأَصْل من النَّاطِق والصامت، القلعة، المَال الْعَارِية أَو مَا لَا يَدُوم، المجول، الْفضة، والأصبهبذية: نوع من دَرَاهِم الْعرَاق، المجول الخلخال.. [اللطائف في اللغة، اللبابيدي، ص214]
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم