جبل العرب

جبل العرب
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - جبل العرب الذي كان يُعرف في فترة طويلة بجبل (بني هلال) وهي القبيلة العربية الشهيرة هاجرت من نجد واتخذت مدينة صلخد قاعدة لها، وأطلق عليه اسم (جبل حوران) لأنه جزء طبيعي من هضبة حوران البركانية، وهناك بعض الكتاب والمؤرخين أطلقوا عليه اسم (الجبل الأسود) لكثرة حجارته البركانية السوداء.
جبل حوران ويسمى جبل العرب أو جبل الدروز هو جبل يقع في جنوب سورية، وهو عبارة عن امتدادات جبلية تمتد في محافظة السويداء، وترتفع القمم لتصل إلى أكثر من 1809 متر، وتنتشر على سفوح الجبل عبر امتداده الكبير عدد من المدن وعشرات البلدات والقرى. حالياً يُشكل الموحدون الدروز الأغلبية السكانيَّة في جبل حوران، وتضم المنطقة على عدد كبير من السكان المسيحيين، سواء من أتباع بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك.
"وقد حلت تسمية (جبل الدروز) رسميا محل (جبل حوران) بعد أن منحته السلطة الفرنسية استقلالاً إداريا، وجعلت منه دولة في 1 أيار1921م، وبلغ عدد سكان جبل العرب قبيل الثورة اثني وخمسين ألف نسمة تقريباً بينهم 44 ألف من الموحدين [الثورة السورية الكبرى - سلامة عبيد - ص 63] و4 آلاف من إخواننا المسيحيين وألفين من البدو..
" فالعرب الدروز يعتبرون انفسهم بحق عريقين في العروبة، ويستندون في ذلك الى تواريخ مخطوطة لنسب عدد كبير من العائلات الدرزية، والى روايات متوافرة على السنتهم خلفا عن سلف، ومن القبائل التي ينتسب اليها الدروز والتي استقرت في بلاد الشام قبل الاسلام وبعد، تيم الله او تيم اللات التي هاجرت اولا من شبه الجزيرة العربية الى وادي الفرات، ثم استقرت في المكان المعروف حاليا بوادي التيم الذي يعتبر مهد دعوة التوحيد الدرزية، ومنها قبيلة لخم التي استقرت في "الحيرة" ببلاد العراق واليها ينتسب الارسلانيون والبحتريون التنوخيون الذين حكموا بعدئذ لبنان خلال القرون الوسطى ايضا منها قبيلة طيء التي انتشرت في الاطراف الجنوبية من بلاد الشام، وقامت بدور مهم في تأييد الفاطميين وتزعمت عرب فلسطين. نذكر ايضا في هذا المجال قبيلة ربيعة النجدية التي ينتسب اليها بنو معن، وقد نزلوا اولا في الجزيرة الفراتية في شمال سوريا ثم في الديار الحلبية، واخيرا استقروا في لبنان، وكذلك بنو جندل الذين ينتسبون الى قبيلة تميم وقد نزلوا في وادي التيم، وفي قلعة جندل وحولها الواقعة غرب دمشق في الجهة الشرقية الشمالية للجولان ونزل بنو كلب في البقاع بين بعلبك وحمص. واتخذ بنوهلال بن عامر بن صعصعة جبل حوران موطنا لهم وكان يعرف في السابق بجبل بني هلال نسبة الى ساكنيه، اما بنو عجل بن عمر من آل عبد القيسي فقد كان ولم يزل لهم قضاء الشوف معقلا فسماهم جيرانهم بالعجول.." [صحيفة الاتحاد، أحمد علي القضماني، أغسطس 2010م]
ومن هذه القبائل اليوم ما هو سني وشيعي ودرزي ومنها ما هو كاثوليكيا او ارثوذكسي، ومن العائلات الدرزية من يتصل نسبها كما اسلفنا القول بأسر سنية وشيعية تقبل بعضها الدعوة الدرزية وبقي البعض الآخر على المذهب السني او الشيعي، ومن الامثلة على ذلك، ان آل ابي شقرا العرب الدروز من بلدة عماطور في لبنان هم اقرباء آل مريود السنة من قرية "جباتا ال-----" في شمال الجولان وغرب دمشق. ومن آل المصري العرب الدروز في المتن اللبناني وهم اقرباء آل المصري الشيعة في بريتان في لبنان وكلاهما من قبيلة الهنيدات واقرباء آل هنيدي في جبل العرب، وآل قبلان العرب الدروز في الجليل في بلدة بيت جن هم اقرباء آل قبلان السنة في مدينة نابلس. وفي العرب الدروز بطون وافخاذ معروفة الانساب تنتمي الى قبائل عربية معروفة كبني عزام، وهم اقرباء قبيلة الشرارات وبني قعيق، وركن وخميس ولهم قرابة في القطر العراقي الشقيق، وان القبائل التي تزعمت الدروز لفترة طويلة وتبادلت الادوار ومثلت دورا لا يستهان به في تاريخ الدروز السياسي، ليست وحدها القبائل التي ذكرت هنا بل منها على سبيل المثال لا الحصر، آل نكد الذين ينتسبون الى بني تغلب، وقد اشتركوا حسب ما ترويه المصادر بعملية الفتح الاسلامي لمصر وبلاد المغرب. وكذلك آل تلحوق فهم فرع من قبيلة الازد اسقطوا الجزيرة الفراتية ثم قدموا الى لبنان مع آل معن وايضا أل عبد الملك المنتسبين بدورهم الى بني شويزان وقدموا الى لبنان مع التنوخيين. هذا وآل نصر الدين، وآل القاضي، وآل فارس يعيدون نسبهم الى تنوخ. وفي رأي بعض المؤرخين ان تنوخ هي فرع من قضاعة والقحطانيين الذين هاجروا من اليمن بعد تهدم سد مأرب في اوائل القرن الثاني للميلاد. وفخذا من التنوخيين جاء الى بيروت مع قوات الفتح الاسلامي.."

المعالم والآثار
منطقة جبل حوران منطقة تاريخية وأثرية هامة وتعتبر جميع مناطق الجبل منطقة أثرية بالكامل وفيها عدد كبير من الأوابد التاريخية للحضارات الرومانية والبيزنطية - اليونانية والنبطية وغيرها، وتلاحظ المدن والقرى الأثرية بكثافة، يصل عدد المواقع الأثرية في الجبل إلى مئات المواقع. منها المعابد والكنائس والمساكن بالآلاف، والقصور والخزانات، ومعاصر العنب، والبرك الأثرية، وخزانات المياه الرومانية، والأديرة، والحمامات، والمقابر، والأماكن الدينية، والشوارع المرصوفة بالحجارة، والبوابات والأقواس الرومانية، والأعمدة والقلاع وغيرها.

تاريخ
من جبل حوران شارك سكانه في الثورة العربية السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي على سوريا، كما ولعب دوراً في الاستقلال السياسي لسوريا. وهناك قبائل تسمى أهل الجبل وهم (الشرفات، العضامات، المساعيد، زبيد،)تحالفوا أثناء وجودهم في جبل حوران وأطلق عليهم العرب أهل الجبل. لذالك سمي الجبل بجبل العرب. جميع هذه القبائل تقطن في الأردن حالياً وسُمّيَ جبل حوران باسم (أسلداموس) وكان ذلك خلال العهود اليونانية – الرومانية – البيزنطية، أما خلال العصر العربي الإسلامي فقد سُمي جبل العرب بجبل الريان في بداية العهد الإسلامي والعهد الأموي حتى نهاية العهد العباسي، ويعني الأرض الخصبة المرتوي والمشبع بالخصب، وسُميَّ الجبل بـ (جبل الريان). حيث تغنى الشاعر الأموي جرير بن عطية بن حُذيفة فيه قائلاً:
يا حبذا جبل الريان من جبلٍ**وحبذا ساكن الريان من كانا.. وبعد هجرة الأسر من طائفة بني الحمدان حكام حلب بعد معركة مرج دابق سنة 1515 ميلادية على يد السلطان سليم العثماني، استوطن بعضهم في مدينة السويداء ومدينة شهبا كما استوطن بعضهم الآخر في مدينة صوران وطيبة الإمام محافظة حماة، وبدأت عشائر الموحدين الدروز الرحيل إلى جبل حوران أو جبل الدروز سنة 1707 ميلادية خلال حرب أهلية قامت في لبنان، وقدمَ آخرون من حلب وإدلب. في نهاية القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر أصبح يعرف بـ جبل الدروز" حتى عام 1937، حيث أطلق عليه اسم «جبل العرب» وحالياً يعرف بمحافظة السويداء إحدى محافظات سوريا. كما يُعرف سهل حوران بـ«محافظة درعا» والجولان بـ«محافظة القنيطرة». يشتهر جبل العرب بمناخه المعتدل المميز في أشهر الصيف، وبشتاء بارد ممطر وتتساقط الثلوج على بلدات ومناطق الجبل المختلفة، ومن أشهر المزروعات العنب التي تنتشر زراعته بشكل كبير وتنتشر كروم العنب في مختلف أرجاء الجبل وتصدر كميات كبيرة منه، وكميات كبيرة يتم تحولها إلى معامل المشروبات والعصائر في السويداء وكذلك أشجار التفاح والإجاص والمزرعات الموسمية مثل القمح والشعير والخضروات بأنواعها.
العلاقات الاجتماعية :
تعتبر العلاقات الاجتماعية بين السكان علاقات تاريخية قوية مترابطة لم تتأثر ببعض الاشكاليات العابرة، ونقلاً عن موقع "نورث برس" نذكر بعض هذه العلاقات التاريخية بين القبائل البدوية وبين جيرانهم: تتوزع العشائر البدوية على أطراف مدينة السويداء الشمالية والشرقية في مناطق الحروبة ورجم الزيتون والمقوس، ويتواجدون أيضاً بكثافة في بلدة عرى/11/ كم جنوب غرب مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية.
“تجارة الملح”
وقال كمال الشوفاني (55 عاماً)، وهو مؤرخ وكاتب من السويداء، إن تواجد القبائل البدوية في منطقة جبل العرب يعود إلى ما قبل سكن الدروز الذين قدموا إلى هذه المنطقة منذ القرنين الـ/17/ والـ/18/.
وأضاف أن علاقات اقتصادية بين عشائر البدو والدروز “كانت ولا تزال قائمة ولكن بشكل أقل من السابق.”
وتطرق الباحث إلى تجارة الملح إذ كان البدو الرحل يأتون به من مصادره في عمق الصحراء الجنوبية التي كانت تمتد نحو الجزيرة العربية ويبيعونه للسكان الدروز.
ورأى ” الشوفاني” أن تلك العلاقة جعلت الأواصر الاجتماعية تتوطد بينهم، بالإضافة إلى أن بعض أبناء العشائر البدوية في السويداء كانوا يرعون قطعان أغنام وماعز تعود ملكيتها إلى عائلات درزية.
“شراكة الخيل”
ولفت إلى شراكة “عميقة” بين المجتمع البدوي والمجتمع الدرزي من خلال ما يسمى بـ”شراكة الخيل”.
حيث قدمت عشيرتا السعود والوهبان المتحدرتين من البادية السورية بعض الخيول العربية الأصيلة إلى بعض الزعامات والعائلات الدرزية كآل الأطرش وآل عامر كعربون تقدير لمنطقة جبل العرب وساكنيها.
وذكر “الشوفاني” أن هناك وثيقة لشراكة الخيل يعود عمرها إلى عشرات السنين.
وتعود أصول بعض الأغاني الدرزية الشعبية والرقصات والدبكات المنسوبة للفلكلور الدرزي إلى التراث البدوي كرقصة “الجوفية” التي ترافقها أشعاراً مأخوذة من القبائل البدوية.
 كما أن الكثير من العازفين الدروز يتقنون آلة الربابة البدوية.
 وقال “الشوفاني” إن التركيبة العشائرية للبدو في محافظة السويداء وتوزعهم السكاني لم يتغير بعد 2011، كم أن الأحداث الدامية في سوريا لم تنعكس على تلك علاقات سكان المنطقة من الجانبين. [سامي العلي]

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم