قلاية البندورة الشهيرة

قلاية البندورة الشهيرة
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - لمذا تشتهر قلاية البندورة في التراث العربي؟! 
موسم الزراعة: البندورة (الطماطم) تحب الموسم الدافئ، فهي محبة للشمس والضوء، ولذلك فإن أفضل موعد مناسب لزراعة البندورة الأرضية أو البعلية أو المروية في الحقول المكشوفة هو شهر آذار/مارس، وشهر أبريل/نيسان، أو من أواخر شهر شباط إلى منتصف شهر آذار حسب درجة حرارة الجو، وفي الدفيئات الزراعية البلاستيكية يفضل زراعة البندورة بداية شهر آذار وفي المناطق ذات الحرارة المرتفعة نسبيا تزرع في أواخر أيلول حتى منتصف تشرين أول، بالنسبة لمناخ البحر المتوسط، وأما موسم نضج الثمار فيستغرق أربعة أشهر إلى ثلاثة من تاريخ الغرس، وتستمر دورة الانتاج لنحو 2- 3 أشهر من تاريخ النضج..
الفوائد الصحية لتناول الطماطم
تحتوي الطماطم على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المفيدة لصحتنا وهي قادرة على تقليل مخاطر العديد من الأمراض المرتبطة بنمط الحياة، بناءً على الدراسات. يمكن للأشخاص الذين يستهلكون الطماطم على أساس منتظم أن يستفيدوا بطرق مختلفة. يمكن للطماطم أن تتسم بما يلي:
فوائد القلب والأوعية الدموية
لها خصائص مضادة للالتهابات
تعزيز جهاز المناعة
تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحارب السرطان
تعزز صحة العظام ويحارب هشاشة العظام
تحسين الهضم
تساعد في السيطرة على ضغط الدم
تعزيز صحة الجلد والشعر
تساعد في السيطرة على مستويات الكولسترول السيئ..
لماذا تظهر قلاية البندورة بشكل مشهور في وجبات الطعام والأكلات الشعبية العربية؟!
تظهر البندورة كوجبة طعام رئيسية لها تواجدها وحضورها في أغلب الموائد الشعبية وفي أغلب الأوقات وفي وجبات الفطور والغداء والعشاء، وتعتبر البندورة أيضاً مكون رئيسي لا غنى عنه في جميع الوجبات على اختلاف انواعها سواء كانت الوجبة من الخضار أو كانت من اللحوم أو الأسماك، وكثير ما تستخدم البندورة كنعصر جمالي لموائد الطعام، كما أنها تتواجد غالباً في الوجبات المرغوبة والمحببة والتي لها شعبية كبيرة مثل المفتول والسلطة والكباب وهي تحب مرافقة وجبة الزعتر والزيتون والجبنة البلدية ..
تثبت قلاية البندورة حضورها في أوقات الرحلات الصيفية إلى الحقول، بسبب تزامن نضجها مع موعد الإجازة المدرسية حيث تنزل إلى الأسواق بحمرتها الجذابة في شهر يونيو ويوليو وهو الموعد المناسب لخروج العائلة والأصدقاء إلى الهواء الطلق في المزارع والحقول والأرياف والشواطئ والمنتزهات، ومن هنا لا بد من اصطحاب بعض الأطعمة والاستمتاع بصنع الطعام الجماعي مع العائلة والأصدقاء في الطبيعة، فكان لا بد من اصطحاب البندورة والفلفل كمكونات رئيسية مع الوجباب الدسمة أو غيرها، كما كانت البندورة من الوجبات السريعة والسهلة والتي يمكن طبخها بسرعة تحت ظلال الأشجار أو الخيام أو العرائش أو تحت قبة السماء، وهي حينما تطبخ على نار الحطب تكون قد اكتمل طعمها الجذاب الذي لا يقاوم، وكذلك تؤكل نيئة بدون طبخ وكأنها ثمرة من ثمار الفواكه، وهي المكون الرئيسي لطبق سلطة الخضار المفضل..
البندورة أيضاً عنصر قوي الحضور مع أي فلاح أو أي مزارع أو أي عامل يخرج في الصباح الباكر إلى عمله، فما إن يحين وقت تناول الطعام فلا بد من وجود البندورة على مائدة سفرته ..
كما أن حبة البندورة تستخدم كوجبة إغراء جذابة لبعض الطيور والحيوانات البرية، فكان على هواة الصيد البري احضار البندورة معهم في رحلات الصيد، ومن أجل اعداد طعامهم كذلك..
كما أن قلاية البندورة وصلت إلى أبعد من ذلك كله، فقد استخدمت قديما في صنع ولائم الأفراح القديمة، مع لحم الضأن المفضل ممزوج بالحساء (المرق) وفتة خبز الصاج (القمح) وتم تقديمه على الموائد للضيوف والمهنئين في أوعية الطعام المسماة "الباطية"، ويقال أن بعض الولائم تم صنعها من البندورة فقط ! حتى أن بعض الناس شبهوا البندورة بالعدس فأطلقوا عليها لقب "لحم الفقير" ..
ولما كان موسم قطف محصول البندورة قديما، يتطلب فزعة أهل الحي، وكان ذلك في زمان نضجها الطبيعي فكان هذا الوقت عبارة عن مهرجاناً شعبياً، يبتهج فيه المزارع بنضج محصوله فكان يتم طبخ هذه الثمرة وتناول الطعام مع العمال في زمن حصادها، احتفالا ببدء الموسم، وأما في نهاية الموسم فكان الناس قديما يطبخون البندورة من أجل صنع المربى أو تجفيفها بهدف التخزين واستخدامها في فصل الشتاء البارد، وهذا هو السبب في جعلها احدى المأكلاوت الشعبية التراثية الشهيرة..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم