خط التاريخ الدولي

خط التاريخ الدولي
مَوْسُوعَةُ الْهُلًاْلِيُّ - خط التاريخ الدولي تم رسمه منذ 130 سنة، من قبل الأميرالية البريطانية سنة 1921م، وهو غير معترف به في القانون الدولي، 
المقصود بهذا الخط هو خط الطول الذي يتغير عنده التاريخ؛ إما بتقديم يوم كامل أو تأخير يوم كامل عن التاريخ السابق لعبوره. وقد اتفق دوليًّا١على أن خط طول ١٨٠ ْ الذي يقطع المحيط الهادي من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه هو أصلح خط لهذا الغرض؛ حيث إن الفرق الزمني بين توقيته وتوقيت خط جرينتيش يبلغ في مجموعه ٢٤ ساعة أي يومًا كاملًا؛ لأن توقيته يسبق توقيت جرينتيش بمقدار ١٢ ساعة لو حسبناه بالسير شرقا، ويتأخر عنه بمثلها لو حسبناه بالسير غربا؛ ولذلك فإن المسافرين عبر المحيط الهادي يضطرون لتغيير اليوم أو لإبقائه كما هو عند عبورهم لهذا الخط على حسب اتجاهم عند عبوره؛ فإن كانوا متجهين نحو آسيا فإنهم يسقطون من حسابهم يومًا كاملًا فإذا كان وصولهم إلى هذا الخط يوم جمعة؛ فإنهم يسقطون يوم السبت وينتقلون مباشرة إلى يوم الأحد أما إن كانوا متجهين نحو أمريكا فإنهم يكررون في يوم الجمعة نفسه دون تغيير، وقد كان عدم تنبه بحارة ماجلان الذين بقوا على قيد الحياة بعد رحلتهم حول العالم إلى هذه الحقيقة هو السبب في حيرتهم عندما وصلوا إلى برشلونة في أسبانيا؛ فقد فوجئوا بأن يوم وصولهم إلى إسبانيا كان يوم ٨ سبتمبر سنة ١٥٢٢م في حين أنهم كانوا يعتقدون بحسابهم أنه يوم ٧ سبتمبر. ولو أنهم تنبهوا إلى ضرورة تغيير التاريخ عند عبورهم لخط طول ١٨٠ ْ لما حدث هذا الاختلاف.

خط التاريخ الدولي:

 (بالإنجليزية: International Date Line)‏ هو خط وهمي على سطح الكرة الأرضية، منه يبدأ اليوم، وإليه ينتهي، ويمر على خط طول 180° عن مدينة غرينتش البريطانية، مع تعرج ناحية اليمين، أو اليسار؛ لتفادي الجُزر المأهولة بالسكان بقدر الإمكان، ويقسم خط التاريخ الدولي تقريبًا المحيط الهادي إلى قسمين: شرقي وغربي، ويلزم من كل مسافر عابرٍ لهذا الخط شرقًا أو غربًا تعديل التاريخ واليوم بمقدار يوم كامل، أي 24 ساعة اى إذا كنت متجه من الشرق إلى الغرب عابرا الخط عليك تقديم الوقت 24 ساعه اى يوم كامل والعكس.

يقع خط التاريخ الدولي على الجانب الآخر من الأرض حتى خط الطول الرئيسي، ويساعد خط الطول الرئيسي على تحديد التوقيت العالمي وهو خط الطول الذي تُحسب بموجبه جميع المناطق الزمنية الأخرى. وتتقدم المناطق الزمنية الشرقية عن خط الطول الرئيسي بحسب التوقيت العالمي المتفق عليه (إلى +14 بحسب التوقيت العالمي المنسق)، وتتأخر المناطق الزمنية الغربية عن خط الطول الرئيسي بحسب التوقيت العالمي المتفق عليه (إلى -12 بحسب التوقيت العالمي المنسق المتفق عليه).

يفصل خط التاريخ الدولي ونقطة التحرك من منتصف الليل التقويمين اليوميين، التي تحدث حاليًا في مكان ما على سطح الأرض. خلال فترة تستغرق ساعتين أي من 10:00، حتى 11:59 (UTC) يوميًا، تظهر ثلاثة من التقويمات اليومية المختلفة قيد الاستخدام. ويعزى سبب ذلك إلى التقويم الصيفي في منطقة (+12) بحسب التوقيت العالمي المنسق المتفق عليه، واستخدام مناطق زمنية إضافية؛ للتحول التاريخي في المناطق الشرقية من خط الطول °180. وتصل المدة في المناطق الزمنية الإضافية في معيار الوقت والتاريخ في بعض المجتمعات إلى 24 أو 25 ساعة مختلفة قي معيار الوقت والتاريخ في مناطق آخرى.

ويتحتم على المسافر، الذي يعبر خط التاريخ الدولي شرقًا أن ينقص يومًا واحدًا، (أو 24 ساعة)، لذلك يُكرر تاريخ التقويم غرب الخط بعد منتصف الليل لليوم الثاني. ويتحتم على المسافر الذي يعبر خط التاريخ الدولي غربًا أن يضيف 24 ساعة؛ فيزداد التقويم اليومي بمقدار يوم واحد. ومن الضروري أن يكون لخط التاريخ الدولي حدود ثابتة - وإن كان تعسفيًا - على سطح الكرة الأرضية؛ حيث يتقدم تاريخ التقويم غربًا. فلو سافر الإنسان يوم الجمعة وعبر خط التاريخ الدولي متجهًا من الغرب إلى الشرق؛ لتحتم عليه تأخير وقته يومًا كاملًا؛ ليصبح الخميس والعكس صحيح. وسمِّي خط التاريخ الدولي بهذا الاسم؛ لاعتباره الحد الفاصل بين الأيام.

خطوط التاريخ الواقعية، والشرعية (بحسب القانون):

تحدد جميع الدول- بشكل منفرد- معايير المناطق الزمنية التي تنطبق فقط على الأراضي والمياه الإقليمية المجاورة لأراضيها. ولا تمتد هذه المناطق الوطنية (التي تقع في نطاق أراضيها) إلى المياه الدولية. فلا منظمة دولية، ولا أية معاهدة متفق عليها بين الأمم، حددت خط التاريخ الدولي التي رسمها رسامو الخرائط: رفض المؤتمر الدولي في ميريديان لعام 1884 بشكل صريح أن يقترح أو أن يوافق على أية مناطق زمنية مشيرًا إلى أن ذلك خارج نطاق اختصاصها. وقد قدم المؤتمر تسوية بإن اليوم العالمي- منتصف الليل بحسب توقيت غرينتش (التي تُعرف الآن باسم التوقيت العالمي، أو UTC) التي وافقت عليها بالفعل- «لا تتداخل مع استخدام بالتوقيت المحلي أو معيار الوقت المرغوب فيه». وبهذا الصدد تأتي فائدة وأهمية UTC (التوقيت العالمي المتفق عليه) أو بحسب الوقت في الزولو: فهو يسمح بمرجع عالمي واحد لمرة واحدة فقط في الوقت المتناسب مع جميع النقاط في العالم في نفس اللحظة.

ويعد خط التاريخ البحري - الذي لا تنطبق عليه نفس شروط خط التاريخ الدولي- هو بحُكم القانون رسمًا هندسيًا، يخضع لقوانين الاتفاقيات الدولية. فهو ثمرة نتاج مؤتمر الأنجلو- الفرنسي لعام 1917، الذي يعمل على قياس الوقت على امتداد البحر الذي أوصى بأن جميع السفن العسكرية، والمدنية على حد سواء بأن يتخذوا معايير المناطق الزمنية في كل ساعة في أعالي البحار. واعتمدت الولايات المتحدة توصيتها للجيش الأمريكي وكذلك للسفن البحرية التجارية في عام 1920. وهذا يعني ضمنًا بإنه تم ضم خط التاريخ ولكن لم يتم رسمه بشكل واضح على خرائط المنطقة الزمنية. وهو يتبع 180 درجة خط طول، إلا إنه يتوقف؛ بسبب المياه الإقليمية المتاخمة (المجاورة) للأرض، مما أدى إلى تشكيل فجوات (ثغرات)، فهو خط متقطع من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي. ويتم تقسيم خط التاريخ البحري القطعة المثلثة الشكل على 15 ° خط طول - التي تعادل 12 ساعة بحسب التوقيت العالمي المتفق عليه - إلى قسمين 7.5 ° لكل قطعة مثلثة الشكل تختلف بحسب التوقيت العالمي المنسق إلى ± 12 ساعة.

ويجب على السفن اعتماد الوقت القياسي في الدولة إذا كانت ضمن مياهها الإقليمية في غضون 12 ميلًا بحريًا من أراضيها (حوالي 22 أو 14 ميلًا)، ولكن ينبغي أن تعود إلى المناطق الزمنية الدولية (15 درجة واسعة في القطعة المثلثة الشكل من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي) عند مغادرتهم الميناء. وفي الواقع تستخدم السفن تلك المناطق الزمنية فقط من أجل الاتصالات اللاسلكية وأغراض مشابهة آخرى. وللأغراض الداخلية تستخدم السفن المنطقة الزمنية التي يختارونها بأنفسهم.

وخط التاريخ الدولي على الخريطة الواردة في هذه الصفحة، وجميع الخرائط الأخرى هو مجرد رسم هندسي مصطنع من رسامي الخرائط- والمسار الدقيق من ذلك الخط في المياه الدولية هو إجراء تعسفي. ولا تضع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) أو مكتب التقويم البحري لصاحبة الجلالة في المملكة المتحدة (HMNAO) خط التاريخ الدولي في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) على خرائط المنطقة الزمنية في العالم. ويعد خط التاريخ الدولي في خرائط وكالة المخابرات المركزية الحديثة (CIA) ومكتب التقويم البحري لصاحبة الجلالة في المملكة المتحدة (HMNAO)، الذي يتجاهل التحول في كيريباتي في عام 1995، مطابقًا- تقريبًا- لتلك الخرائط التي اعتمدها المكتب الهيدروغرافي في المملكة المتحدة حوالي عام  1900.

خطوط التاريخ، وفقًا لمبادئ الشرائع والدين:


المعتقدات المسيحية

يتبع التقويم المسيحي بشكل عام التقويم القانونية، وتعترف الكنائس المسيحية بسُلطة خط التاريخ الدولي. ومع ذلك، توجد قضية واحدة هامة في بعض البلاد الأرثوذكسية؛ حيث يتم إتباع التقويم اليوليوسي؛ لأغراض دينية، بينما يستخدم التقويم الميلادي (الغوريغوري) لأغراض مدنية. ويعد لكلا التقويمين نفس أيام الأسبوع وبالتالي فإن القضية الرئيسية هي متى يحتفلوا بعيد الفصح، وعيد الميلاد، والأعياد الآخرى الرئيسية.

في تونغا، السبتيون (الذين عادة يقدسون يوم السبت، كما في العهد القديم) مراقبة يوم الأحد؛ بسبب فهمهم لخط التاريخ الدولي، حيث تقع تونغا شرق خط الطول بمقدار 180 درجة. وترى الكنيسة السبتية الأدفنتست يوم الأحد في تونغا، كما هو الحال مع كيريباتي، ساموا، وأجزاء من فيجي، وتوفالو، بأنه يوم السبت كما في معظم الأماكن الأخرى.

ويخطط السبتيون في ساموا لرصد السبت بدلًا من يوم الأحد بعد عبور ساموا خط التاريخ في ديسمبر 2011، لكن قررت مجموعات السبتيين (SDA) في قرية ساماتو (Samatau) وغيرها من الأماكن (حوالي 300 عضوًا) لقبول تعديل خط التاريخ الدولي (IDL) واعتماد السبت ليكون السبت الجديد. واستمر النقاش داخل مجتمع السبتيين في المحيط الهادئ حول حقيقة يوم السبت الواجب تقديسه.

ولقد قرر أهل جزيرة ساموا المستقلون عن كنيسة السبتيين- الذين لا ينتمون إلى كنيسة السبتيين، التي يتبعها جميع أنحاء العالم- على مواصلة تقديس يوم السبت، بعد ستة أيام من الأسبوع، في نهاية عام 2011.

المعتقدات اليهودية
وقد تم ذكر مفهوم خط التاريخ الدولي لأول مرة في تعليق تلمودي في القرن الثاني عشر،  الذي يشير إلى تغييرات اليوم في منطقة، حيث تسبق القدس بست ساعات (90 درجة شرق القدس، وهو خط يمر عبر الفلبين). ويستخدم هذا الخط- الذي يشير إلى أنه الخط الشرقي لحساب روش هاشناه وهو يوم رأس السنة اليهودية الجديدة. ووفقًا لبعض المصادر فهو الذي يلمح إليه في كل من التلمود (روش هاشناه، ويورفين)، وكذلك في التلمود القدسي. ويبدو أن الخزر المعاصرة تتفق مع هذا النظام الحاكم..

الديانة الإسلامية

في الإسلام يبدأ، وينتهي شهر رمضان على رؤية الهلال الجديد، وهي الظاهرة، التي يبدأ حدوثها في بقعة مختلفة من الأرض في كل شهر.

ويمكن أن يكون التاريخ المحلي المناسب لإقامة صلاة الجمعة (الجمعة) سؤالًا في الإسلام في منطقة المحيط الهادئ، حيث أن خط التاريخ المستخدم من المحتمل أن يكون على سبيل المثال: خط التاريخ الدولي أو 140 ° غربًا (في إتجاه معاكس لمكة المكرمة). وتلي هاواي (157 °غربًا) تاريخ الولايات المتحدة لإقامة صلاة الجمعة.


              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم