دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزج الكلبي وهو بطن من عامر بن عوف من قضاعة، صحابي جليل وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم كان
يضرب به المثل في حُسن الهيئة وجمال الصورة، وكان جبريل عليه السلام ينزل أحياناً على
صورته.
قال
رجل لعوانة بن الحكم: أجمل الناس جرير بن عبد الله البجلي .فقال: بل أجمل الناس من
نزل جبريل على صورته "يعني دِحية رضي الله عنه".
إسلامه:
أسلم
رضي الله عنه قبل بدر ولم يشهدها، وأول مشاهده كانت الخندق وقيل أُحد. بعثه رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوماً على سرية وحده، وشارك في معركة اليرموك.
رسولُ
رسولِ الله:
بعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر رسولاً سنة ست من الهدنة فآمن به قيصر وامتنع
عليه بطارقته، فأخبر دحِية رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال:
(ثبت الله ملكه) ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحِية رضي الله عنه إلى قيصر
ملك الروم، واسمه هرقل، فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبت عنده صحة نبوته، فَهم
بالإسلام، فلم توافقه الروم، وخافهم على ملكه فأمسك.
عن دحِية
رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معي بكتاب إلى قيصر، فقمت بالباب،
فقلت: "أنا رسولُ رسول الله ففزعوا لذلك، فدخل عليه الآذن، فُأدخلت، وأعطيته الكتاب".
"
من محمد رسول الله، إلى قيصر صاحب الروم
..."
فإذا
ابن أخ له إحمر و إزرق قد نخر، ثم قال: لِم لَم يكتب ويبدأ بك .. لا تقرأ كتابه اليوم.
فقال
لهم: اخرجوا. فدعا الأسقف وكانوا يصدرون عن رأيه ..
فلما
قرئ عليه الكتاب قال: هو والله رسول الله الذي بشرنا به عيسى وموسى.
قال:
فأي شيء ترى؟ قال: أرى أن نتبعه.
قال
قيصر: وأنا أعلم ما تقول، ولكن لا أستطيع أن أتبعه، يذهب ملكي ويقتلني الروم.
نزول
جبريل بصورته:
قالت
أم سلمة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث رجلاً، فلما قام، قال:
(يا أم سلمة، من هذا؟) فقلت: دحية الكلبي. فلم أعلم أنه جبريل حتى سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يحدث أصحابه ما كان بيننا.
وعن
أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (يأتيني جبريل في صورة دِحية).
وكان دحِية رجلاً جميلاً .
وفي
غزوة الخندق عندما عاد المشركين أدراجهم خائبين، ولما طلع الصباح انصرف نبي الله صلى
الله عليه وسلم عن الخندق راجعا إلى المدينة فالمسلمون وضعوا السلاح، فلما كان وقت
الظهر، أتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم معتما بعمامة من استبرق،
على بغلة على سرجها قطيفة من ديباج، فقال: أقد وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال: (نعم)،
قال جبريل عليه السلام: "ما وضعت الملائكة السلاح، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم،
إن الله يأمرك يا محمد بالسير إلى بني قريظة، وأنا عامد إلى بني قريظة".
فأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً، فأذن في الناس:
(إن
من كان سامعاً مطيعاً فلا يصليَن العصر إلا في بني قريظة).
ومر
رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة، فقال:
(هل مر بكم أحد؟) فقالوا: نعم يا رسول الله، قد مر بنا دحِية بن خليفة الكلبي على بغلة
بيضاء على سرجها قطيفة من ديباج. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذلك جبريل، بُعث
إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم، ويقذف الرعب في قلوبهم).
وفاته:
بعد
مشاركة دحِية رضي الله عنه في معركة اليرموك، اتخذ من المزة قرب دمشق مقاماً له إلى
أن وافته المنية في خلافة معاوية رضي الله عنه.
وقد
كانت سكناه وإقامته في المزة (والتي كانت قرية صغيرة جانب مدينة دمشق) كما أجمع على
ذلك المؤرخين. واليوم هي جزء من هذه المدينة العريقة، وهذا مما يرجح صحة نسبة القبر
المنسوب إليه رضي الله عنه والموجود كما ذكرنا في منطقة الشيخ سعد بالمزة.
رحم
الله دحِية ورضي الله عنه وكفاه شرفاً أن ينزل الوحي بصورته .
المراجع:
- الإصابة في تمييز
الصحابة لابن حجر: 2/385.
- سير أعلام النبلاء
للذهبي: 3/480.
- تاريخ دمشق لابن
عساكر: 17/202.
- تهذيب الكمال
للمزي: 28/529.
- الأعلام للزركلي:
2/337.
- تقريب التهذيب لابن
حجر:1/ 284
التسميات :
الأعلام