النشاط الاقتصادي للقبيلة:



لكل قبيلة من قبائل العرب، حرفة معينة اعتاد عليها القوم، فتشاركوا فيها، وتوارثوها عن آبائهم، حتى أثرت فيهم بشكل عميق، فكونت لديهم ثقافة أو تراث خاص، وغالباً من تكون هذه الحرفة هي النشاط الاقتصادي للقبيلة بشكل رئيس، وقد تتغير الحرفة أو تتنوع تبعاً للعوامل المؤثرة في ذلك، لكنها تبقى مسيطرة وحاضرة وتظهر وكأنها العمود الفقري للدخل اليومي، وترتبط الحرفة بالبيئة الجغرافية للقبيلة.

وهذه قبيلة بني عامر ومنذ فجر تاريخها، وهي تقطن المناطق الساحلية، والكثبان الرملية، القريبة من ساحل البحر المتوسط على طول ساحله الشرقي والجنوبي، ومن أهم وأكثر أنشطتها الاقتصادية في هذه السهول الساحلية نلاحظ ما يلي:

1- ممارسة الزراعة: ومن أكثر زراعتهم هي الزراعة البعلية التي تعتمد بشكل رئيس على مياه الأمطار، مثل زراعة كروم العنب والتين واللوزيات وخاصة اللوز والخوخ والتوت والرمان، وزراعة المحاصيل الموسمية مثل القمح والشعير والبامية واللوبياء واليقطين والبطيخ والقرع والخيار والبندورة، وتعرف بالمقاثي ومفردها مقثاة، ومن الملاحظ بأن غالبية هؤلاء المزارعين هم من فرع المزاريع.

2- تربية ورعي الأبقار وهي من الحرف الرئيسية التي عملوا بها في سهل مرج بن عامر وفي السهول الساحلية قبل حرب عام 1948م، إلى جانب الزراعة.

4- اقتناء عدد محدود من الخيول والإبل والأغنام، لأغراض الركوب والنقل والحراثة والحظائر البيتية، ويهتم فرع المزاريع باقتناء الخيول أكثر من فرع الغوانمة.

5- صيد الأسماك: وهي حرفة رئيسية لعدد كثير من عائلات قبيلة بني عامر، ومن الملاحظ بأن غالبيتهم من فرع الغوانمة الذين كانوا يقطنون بقرية يبنا، حتى أن بعضهم هاجر من فلسطين بسبب الحرب، على مراكبهم عبر البحر متجهين إلى ساحل غزة، ومن أهم العائلات التي تحترف صيد الأسماك: الحجايجة والودايدة والجرادات، ويشابههم في هذه الحرفة العرينات من قبيلة كلب القضاعية القحطانية، والشرارات من قبيلة كلب في سيناء، وبعض قبيلة حرب بن سعد القحطانية في الحجاز.
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم