بسم الله الرحمن الرحيم.."
يقول سبحانه وتعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا }(2) من سورة الفرقان.
من المعلوم عندنا بأن شجر الزيتون وأشجار النخيل، تزهر في بداية مارس وأواخر فبراير وتنضج ثمارهما في نهاية أيلول/ سبتمر وبداية أكتوبر/ تشرين أول، وتستغرق وقت نضوج الثمار من بدايته إلى نهايته نحو 9 أشهر، فسبحان الله العلي القدير، الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً.
إن الإنسان العربي منذ أبد سحيق، كان يعتمد في غذائه وطعامه، على زيت الزيتون والرطب في آن واحد، وهما من النباتات التي تصلح للتخزين لفترة طويلة، تصل من بداية الموسم إلى نهايته بدورة كاملة.
فزيت الزيتون، غذاء ودواء في آن واحد، يقول الله سبحانه وتعالى:
{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {20} وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {21} وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}[سورة المؤمنون].
ونحن نعرف بأن العربي البدوي، يقول في الزيت مثلاً: الزيت عماد البيت، وعمارة البيت خبز وزيت، أي أن العربي يعطي أولية وتفضيل لتخزين الغذاء المناسب له في بيته بشكل أساسي وهو زيت الزيتون، وليس من قبيل الصدفة أن يتزامن مع نضوج الزيتون أيضاً، نضوج ثمار النخيل، فالرُّطب ورد ذكره في القرآن الكريم، والتمر من الأغذية المفضلة والمرغوبة والذي يحرص البدوي على وجودها في بيته، لتأمين غذائه وقوته، وهذا كله قدره الله تقديراً، فالله خلق الإنسان وقدره هو وغذاؤه تقديراً، ومعنى { قدّره } جعله على مقدار وحدَ معيّن لا مجرد مصادفة ، أي خلقه مقدراً ، أي محكماً مضبوطاً صالحاً لما خلق لأجله لا تفاوت فيه ولا خلل.
فسبحان الله عما يصفون، ومنذ أن عاش الإنسان على وجه هذه الأرض، وبفطرته وطبيعته كما أراد له الخالق جل علاه، دله على طعامه وغذاؤه وقوته، ولهذا وجدنا في تراث عروبتنا وبداوتنا أن زيت الزيتون والرطب أو التمر من أهم المخزونات الغذائية التي حرص العربي على وجودها في بيته، فما إن ينتهي العربي من حصاد القمح والشعير في شهرأيار/ مايو وموسم الحصاد يحتاج إلى جهود كبيرة ومتعبة وخصوصاً في الأزمنة السحيقة، لتنضج بعد ثلاثة شهورأو أربعة ثمار الزيتون والبلح ويبدأ موسم العمل فيهما، وبذلك يكون الإنسان قد خزن غذاؤه الرئيسي في بيته، حتى تكفيه للموسم القادم.
أما عن فوائد وقيمة هذا الغذاء: فحدث ولا حرج، فهو مفيد ومهم لصحة الإنسان في كل الظروف والأوقات وجميع الحالات، وقد وردت كلمة الزيتون في القرآن الكريم 7 مرات 6 منها ذكر صريح وواحدة منها أشار إليها في سورة المؤمنون آية 20، أما النخيل والرطب فقد وردت في القرآن الكريم 8 مرات 7 منها كلمة النخيل وواحدة فقط الرُّطب.
وهذه النباتات الزيتون والنخيل، من نابتات بلاد الشام وسواحل البحر المتوسط، ويذكر الباحثون والخبراء بأن أول من عرف زراعة الزيتون في العالم هم شعوب بلاد الشام وخاصة بلادنا فلسطين ومنها انتقلت إلى بقية العالم، وكانت طور سيناء تابعة لجنوب فلسطين في عهد الحضارة الكنعانية، أما شجرة النخيل فهي من الأشجار التي تعيش على القليل من الماء وتنمو في الواحات وهوامش الصحراء وسواحل البحر المتوسط، وتتشابه شجرة النخيل مع الزيتون في عدة خصائص، أوراقها ابرية، ولا تتساقط وتعيش على مياه الأمطار وتتحمل الظروف المناخية الجافة وشبه الصحراوية والمعتدلة.
ومن الأمثال الشعبية عن زيت الزيتون : خبزي وزيتي عمارة بيتي، القمح والزيت عمار البيت،، زيت البري طيب بس لقاطه بشيب،، أيام الزيت أصبحت أمسيت.
وعن التمر والبلح: اللي عنده خبز وتمر ما يجيه الفقر، وأللي يفطر بالعجوة ما وده غذوة،، الزيت والتمر في خروج المهر..
ويتم تخزين الزيتون والبلح كغذاء بعدة طرق ومن أهمها:
1- ثمار الزيتون تخزن في جرار من الفخار قديماً، بطريقة التمليح وتسمى التخليل
2- يخزن زيت الزيتون أيضاً ويوضع في جرار وأباريق من الفخار
أما الرطب والبلح فيتم حفظه وتخزينه بواسطة التجفيف وصنع العجوة
التسميات :
في الصحة