قبيلة المغاربة (2)

قبيلة المغاربة والتي تحدثنا عنها في هذه المدونة، بشكل مختصر وضحنا فيه نسبها، وهو يعود إلى عدة قبائل عربية قديمة كانت تقطن في البادية بارض الحجاز ونجد من شبه الجزيرة العربية، ومنذ سيطرة العرب على بقية البلدان المجاورة، كان لهؤلاء الفاتحين الدور الأهم في تأسيس القرى العربية الجديدة في مناطق الفتح، فبدأت مرحلة جديدة للزحف العربي والهجرات المتعاقبة، كان أول هذه الهجرات في زمن الفتوحات الاموية في مطلع القرن السابع الميلادي أي قبل خمسة أجيال (200 سنة) من هجرة بني سليم وبني هلال وغيرهم إلى افريقيا، ومما هو معروف تايخيا أن قبيلة بني سليم كانت متواجدة قرب المدينة المنورة في زمن الدعوة الإسلامية أي قبل هجرتهم إلى افريقيا بنحو 300 سنة يعني 7 أجيال، وهذا معناه أن وجود أجيال من بني سليم في المغرب والأندلس قبل 200 عام من الأجيال التي توجهت في القرن التاسع والعاشر الميلاديين، إلى بلاد افريقيا.
ومن طبايع العرب أنهم يحتفظون بأنسابهم مهما طال الزمن، ولذلك التقت قبائل بني سليم في بلاد المغرب بأجيالهم السابقة، الأمر الذي أدى إلى تعدد أسماء قبائل بني سليم بن منصور.
المغاربة :
مما اشتهر وعرف عن قبيلة المغاربة، الذي يعود نسب معظمهم لقبيلتي بني عامر وبني سليم كما مر بنا في السابق، أنهم يتميزون بحب الخيل العربية الأصيلة أكثر من غيرهم من القبائل الأخرى، ويعتبرون الخيل كأعراضهم وكشرفهم وكأولادهم فيحافظون عليها كل المحافظة ولا يهينوها ولا يقصرون في رعايتها، كما ويستخدمونها للركوب فقط، واما الإبل فيستخدمونها للنقل وحمل أشيائهم ونسائهم، كما ويتميز هؤلاء الناس بالكرم والسخاء والمروءة والشجاعة والاقدام والمغامرة.
ويشتهرون بالصدق والأمانة والوفاء والإخلاص، إلا أنهم يتميزون عن غيرهم من القبائل بشدة العصبية وسرعة الغضب، وهذا من أهم عيوبهم، إذ أنهم جادون في كل شيء من حياتهم وأمورهم إلا أن غضبهم سريع وانتقامهم أسرع وهذا هو السبب الذي يقف وراء كثرة حروبهم ومعاركهم الداخلية، حيث مزقتهم الحروب وفرقتهم كثرة الأخذ بالثأر، ومن أهم مميزاتهم أيضاً أن العرض والشرف أمر مقدس والمساس به لا يقبل أي تأجيل للقتل والذبح والانتقام، فتراهم حريصون جدا على نسائهم وبناتهم حيث مجال تحركهن محدود ومقيد ومضبوط.
ومن أهم صفاتهم الأخرى أنهم دائما وأبدا تجدهم متشابهون جدا في ملامحهم الجسمية، في مقاطع الوجه والعيون والأنف والشفاه والأذان، فالوجه مستطيل قليلا والأنف يميل إلى البروز وفيه طول، والعيون واسعة عسلية اللون، وأما أذانهم فهي جميلة متناسقة، وشفاههم تميل للغلظة قيلاً، قاماتهم ما بين المربوع والطويل، بشرتهم بيضاء ضاربة للحمرة وقمحية، يغلب عليهم جمال الهيئة والصورة وحسن الأخلاق.
أما بخصوص أسماؤهم فلوحظ أن أغلبها: سلامة وسلمان وسليم وسلام وحسن وحسان ومزروع وذياب وعامر وزيد وغانم ومحمد وحمدان، وعلي، وسليمان، وعبد الله، وعبدربه ويونس، ومن أسماء النساء صبحة ووضحة ووطفة وغانمة وخضرة وسلوم وسلمية وسلمى وهويدة وعليا وسعدة، وبالطبع هناك أسماء أخرى قد نكون قد فاتنا ذكرها، لكن هذه الأسماء اشتهرت عند المغاربة هؤلاء وفي كل مرحلة من مراحل تاريخهم تكاثر فيه اسم معين بين غلمانهم.
وأما عن عاداتهم وطبائعهم وحياتهم فهي كما يلي
ذكرنا فيما سبق شيئا من عاداتهم وقلنا أهمها الكرم والسخاء والنخوة والشجاعة والصدق والأمانة، ونضيف على ما سبق من عاداتهم وطبائعهم الزعامة وحب الرياسة والقيادة، وإصدار أقسى العقوبات بحق المخطئون، فهم غير متهاونين أبدا مع الخارجين عن طاعة زعمائهم والمنحرفين عن تقاليدهم، وهم يحبون ويعشقون الحرية والكرامة وعزة النفس والشرف، ويحفظون الشعر ويخاطبون بعضهم بعضا به في الفخر والمدح والذم والهجاء، لا يقطنون إلا في فيحاء الأرض ومتسعها، كما أنهم بارعون في الصيد واستخدام الصقور وكلاب السلوقي، وخبراء في القيافة وقص الأثر، إيمانهم قوي مخلصين وأوفياء يحفظون الأمانة أكثر من أرواحهم، يزوجون بناتهم في سني مبكرة من أعمارهن، ولا يتزوج الرجل منهم في الغالب إلا بفتاة واحدة طيلة حياته.
طعامهم اللبن والسمن واللحم والقمح والشعير، وهم دائما يحبون الضيافة ويفتخرون بها، فاذا اعد أحدهم طعاما من اللحم دعا اليه جيرانه ليأكلوا معه، ويغضبون ممن لم يأكل من زادهم ويقولون في ذلك قولا: " الفال ما ينقز ولا ينرد" ويقصدون به بأن طعامهم لا يرجع ولا يُترك وأنه يجب أن يؤكل، وهم خير من اتصف بصفات أهل البادية على أكمل وجه، إذ انهم من الطبقة الأولى البدو الأقحاح وعلى الرغم من أنهم عرفوا التحضر منذ زمن مبكر، إلا أنهم ما زالوا متمسكين بطباعهم الأصيلة التي ورثوها عن ثقافة أجدادهم..
أما الآن فهيا نتعرف أكثر على قبيلة بني سليم العظيمة
ونبدأ بأسماء خيولهم التي اشتهروا بها، كدليل بين على خبرتهم وحبهم بتربية الخيول واقتناء افضل سلالاتها منذ وقت بعيد وحتى وقت قريب.
الخيل عند بني سُليم ( نقلا عن مجالس قبيلة عنزة، بقلم نجم السلمي)

لقد قام الشيخ حمد الجاسر علامة الجزيرة ببحث قيم عن الخيل عند بني سُليم وقد أتى بأسماء الفرسان والخيول والأشعار التي قيلت في الخيل ، وماهو موجود في هذه الصفحة يعد جزء يسيرا من أعداد الخيل المشهورة عند العرب من خيل بني سُليم لأن العلماء الذين ألفوا لا يذكرون سواء مشاهير الخيل ( ولقد قيل جاء الأسلام والخيل عند بني سُليم أكثر منها بالحجاز ) . ومن مشاهير الخيل عند بني سُليم :

1- الأخرم: فرس نبشة بن حبيب السلمي
2-الأدهم : فرس أنس بن مرداس السلمي
3- الأزور : فرس عبد الله بن خازم السلمي
4- بذوة : فرس الحصين بن الحارث السلمي
5- بزخاء : لعوف بن الكاهن السلمي
6-برزة : فرس العباس بن مرداس السلمي
7-جلوى : فرس خفاف بن ندبة السلمي
8-جناح: فرس لبني سُليم ، قال أنس بن مرداس السلمي :
لـها صنـع وشـى فيـهـا جـنـاح
ومـمـطـور لـه فـيـهـا نـتــــاج
9- الجون : لمعوية بن عمرو بن الحارث بن الشريد .
قالت الخنساء:
ألا لا أرى كفارس الجون فارسا
إذا ما عــلتـه جــرأة وعـلانـيـه
بلينا وماتبلى ( تـمار) وما تُرى
عـلـى حـدث الأيـام إلا كما هيه
10- الحصاء: فرس سراقة بن مرداس بن أبي عامر السلمي.
وسماها – صاحب " تاج العروس" : الحقباء ، ولعلهاء فرس أخرى.
11-الحمالة: لبني سُليم قال العباس بن مرداس السلمي
بـين الحـمـالة والـقــريط فـقـد
أنـجـبـت مـن أم ومــن فـحـل
12- الحواء : كذلك هي لبني سُليم .
13-خذم : لمرداس بن أبي عامر السلمي .
14-الخطاف : لعمير بن الحباب .
15- الدبساء : فرس مجاشع بن مسعود السلمي من المهاجرين ، وكان يسابق عليها
ويقال انه أخذ في غاية واحدة خمسين ألف درهم .
16-زامل : فرس معاوية بن مرداس السلمي
17- زرة :
فرس كانت للعباس بن مرداس ، أخذتها منه بنو نصير، وكان يقال للعباس في الجاهلية فارس زرة ، ثم أسلم فحسن أسلامه وكان من قواد رسول الله صلى الله علية وسلم وكان في ميمنه يوم حنين ، وكان له ذكر في الإسلام وسابقة ، وكان يسمى فارس العبُيد ، لفرس له.
18-الزعفران : لعمير بن الحباب .
19-زورة : فرس للعباس بن مرداس .
20 –صاعد : لصخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد السلمي
21- صدام : فرس قيس بن نشبة السلمي – حبر بني سُليم.
22- الصغاء :
فرس مجاشع بن مسعود السلمي ، وكانت من نسل الغبراء فرس قيس بن زهير العبسي ، وهي خالة داحس وأخته لأبيه ، فأشتراها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشر آلاف درهم ، ثم غزا مجاشع أي غزوه في فتوحات العراق ، فقال عمر : تحبس منه بالمدينة ، وصاحبها في نحر العدو وهو أحوج ؟! فردها إليه ، فأنجبت عند ولده ، حتى بعث الحجاج بن يوسف الثقفي فأخذها بعينها . وسمى صاحب (( تاج العروس )) هذه الفرس بالفاء .
23- الصموت :
24- صوبة : صوبة والصموت للعباس بن مرداس ويقول فيهما :
أعددت صوبة والصمـوت ومأرباً
ومـفاضة في الـدرع كالسـحل
25-الصيود : من مشهور خيل العرب ، قال العباس بن مرداس يفتخر بما صار إليه من نسلها :
أبوهـا للضبـيـب أو افتـلاهـــا
جـواد ا ُلمــخ مـن ال الصـيــود
26- الضخم : فرس لرحضة بن مؤمل السلمي
27-طلقة:
فرس صخر بن عمرو بن الشريد السلمي أخي الخنساء، وقالت الخنساء .
وخــيـل قــد دلـفت لهــــا بخـيـل
فـــــــدارت بــيــن كـبــــشــيـهـا
رحالهاتكـفت فضل سابغـة دلاص
خـيـفـــــــاة خــفــق حـشــــاها
فقد فقدتك طلقة فاستــــــرحت
فـلـيت الخـيـل فـــارسها يراهــا

28-العبيُد: للعباس بن مرداس السلمي قال فيها :
............
ولم أق عجلي في الصباح رماحهم
وحـق طـعـان الـقـوم من كان أول

29-علوى : لخفاف بن ندبة السلمي
30- الغمر : فرس جحاف بن حكيم السلمي
31- القريط : لبني سُليم ، قال العباس بن مرداس السلمي:
............
بـين الحـمـالة والـقــريط فـقـد
أنـجـبـت مـن أم ومــن فـحـل

32- كزاز : للحصين بن علقمة الذكواني السلمي وهو حصين الفوارس
33-اللكاع : فارسه زيد بن عباس بن عامر الرعلي .
34- مسفوح : لصخر بن الحارث بن عمرو بن الشريد السلمي
35- مُصاد : فرس نبيشة بن حبيب قاتل ريعة بن مكدم
36- المُصبح : فرس عوف بن الكاهن السلمي
37-الوَرْدُ :
لصخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد السلمي
38- الورد :
لخالد بن صريم السلمي ، قال أخوه يمنُ عليه ، وأسره بنو النابغة من بني نصر بن معاوية ، فأنفلت على فرس لهم ، وأخذو فرسه.
(انتهى)
أما الآن فهيا ننظر قبائلهم في ليبيا
هذه بطون قبائل بني سليم في ليبيا وهي مكتوبة باختصار كما يلي:

واستقرت بطونهم في ليبيا وتونس، حيث استقر بنو هيب في برقة، وبنو ذباب بطرابلس، وبنو عـوف وبنو زغـب بتونس.

أولا: بنو ذباب:
هم بنو ذباب بن ربيعة بن زغـب الأكبر بن جـرو بن مالك بن خفاف بن إمرئ القيس بن بهثة بن سليم(1)، ولذباب ولدين هما:

أ- أحمد: ومنه أولاد أحمد ويقيمون بتونس(2).
ب- كعب:وله اربعة ابناء جمعة,عيسى ,محمود,موسى
من جمعة :سالم وسليمان

1. سليمان: ومنه أولاد سليمان الذين ذكر ابن خلدون أن مواطنهم قبلة غـريان ومغـر(3) وأن رئاستهم في ولد نصر بن زائد بن سليمان(4) وقال أنها في عـصره (أواخر القرن الرابع عـشر) لهائل بن حامد بن حماد بن نصر، وقال المقريزي أنهم يقيمون في جهة فزان وودان(5).
وقد استطاع أولاد سليمان بمساعـدة المحاميد في أوائل القرن الثامن عـشر الاستقرار بمنطقة سرت وحكمها، بعـد هجرة الجبالية إلى مصر الذين كانوا يحكمون المنطقة بعـد حروب استمرت بينهم نحو أربعـين عاما(6)، وأسفر إستقرار أولاد سليمان بسرت في منتصف الطريق بين طرابلس وبرقة عـن دخولهم في صدام مع القرمانليين، وكان من أشهر تلك الصدامات ما حدث في سنة 1806 وأدى إلى مقتل أحمد سيف النصر شيخ أولاد سليمان وعـدد من أبناء قبيلته وهجرة جزء منهم، ثم ما حدث بعـد تولي عـبد الجليل سيف النصر مشيخة أولاد سليمان في سنة 1832 في أواخر حكم يوسف باشا القرمانلي وتصدامه معه، وتواصل هذا الصدام مع الدولة العـثمانية بعـد عـودة ليبيا إلى الحكم العـثماني والذي أدى إلى مقتل عـبد الجليل سيف النصر في سنة 1842 مع عـدد من أبنائه وأخوه وقبيلته والقبائل المتحالفة معه، فأدى إلى هجرة جزء آخر من القبيلة.
واليوم يقيم أولاد سليمان في مناطق سرت وفزان ويتكونون من خمسة قبائل هي: الشريدات، واللهيوات، والميايسة، والزكاري، والجباير، كما يقيمون بكانم بتشاد، وبمحافظة المنيا في مصر التي يقيم بها جزء من عائلة سيف النصر بمدينة مّـلوي.
2. سالم: ومنه أولاد سالم وهم أربعة بطون هي العلاونة والعمايم والأحامد وأولاد مرزوق، ويقيم العلاونة بالنواحي الاربع جنوب طرابلس ومنهم بطن بديوي يقيم في مدينة(( هون ))العـمائم بزليتن، والأحامد بساحل أل حامد، وأولاد مرزوق بمسراتة وهم يتفرعـون فروع كثيرة منها: قبيلة الهوامل بمسراتة وزليتن، والغلابنة بمسراتة، ومن غـلبون ينحدر أيضا أولاد الحضيري بسبها، وهم أبناء امحمد الحـضيري بن عـبد الله بن إبراهيم بن امحمد بن ناعم بن كحيل بن غـلبون(7). وقد كانت لأولاد مرزوق مشيخة أولاد سالم حيث كان غـلبون بن مرزوق بن معـلى بن معـراني بن قلينة بن قاص بن سالم(8) شيخ أولاد سالم في بداية القرن الرابع عـشر(9)، ثم تواصلت في أبنائه وذكر ابن خلدون في أواخر القرن الرابع عـشر أن شيخ أولاد مرزوق في عـصره هو حميد بن سنان بن عـثمان بن غـلبون بن مرزوق(10).
وخلال العهد العـثماني برزت أسرة الجبالي من الأحامد وكانت لهم مشيخة ساحل أل حامد وسرت وإجدابيا، ولكن الصراع الذي نشب بينهم بين أولاد سليمان أدى إلى هجرتهم إلى الفيوم بمصر في بداية القرن الثامن عـشر فاستقروا هناك وتولوا مشيخة العـرب بالفيوم(11).

3. فائد: وله ثلاثة أولاد وهم:

أ- حمران: ومنه بنو حمران، ويقيمون بتونس، ومنضمون لحلف قبلي يعـرف ببني يزيد(12).
ب- صهب: ومنه بنو صهب، وهم أيضا يقيمون بتونس وضمن حلف بني يزيد(13).
ج- جابر: وولده عامر ومنه:

1. نائل بن عامر: ومنه قبيلة النوائل(14) التي تقيم الآن في غـرب ليبيا قرب الحدود مع تونس.
2. سنان بن عامر: ومنه أولاد سنان(15) الذين تنسب لهم زاوية أولاد سنان التي جاء منها اسم الزاوية الغـربية منها، ويقيم بالزاوية أولاد يربوع الذين ينتسبون إلى أولاد سنان عـبر جدهم الوجيه بن عامر السناني(16)، وبالأصابعة تقيم عـشيرة أولاد سنان(17).
3. وشاح بن عامر: ومنه القبائل الوشاحية وهي:-

أ- بنو جواب: أبناء جواب بن وشاح ويعـرفون بالجواوبة(18).
ب- العـمور: أبناء عـمرو بن وشاح ويعـرفون بالعـمور(19)، ولعمرو ولدين هما:

1. سهيل بن عـمرو: وهو يعـرف بأبي عـيسى ومنه أولاد عـيسى(20) بمنطقة أبو عـيسى غـرب مدينة الزاوية، وذكر التجاني أن أبي عـيسى هو الذي أسس زاوية أولاد سهيل التي تعـرف بأبي عـيسى غـرب مدينة الزاوية وأنه توفي عام 673 ﻫ (21).
2. تميم بن عـمرو: ومنه التمائم بعـكارة قرب طرابلس، ومن تميم أيضا الحرائزة أبناء حريز بن تميم بن عـمرو(22) المقيمين مع الجواري بصرمان(23).

ج- المحاميد: أبناء محمود بن طوق بن بقية بن وشاح(24)، ولمحمود ولدين هما:
1. جرير: ومنه قبيلة الجرارة الذين ذكر ابن خلدون منهم خالد بن حريز بن جرير بن محمود(25)، وقال النائب أن موطنهم برقة(26).
2. رحاب: ومنه قبائل المحاميد التي كانت لها مشيخة الجبل الغـربي، وذكر ابن خلدون أن مشيختهم في أولاد سباع بن يعـقوب بن عـطية بن محمود(27)، وذكر منهم خالد بن سباع بن يعـقوب(28).
وذكر ابن خلدون من المحاميد أيضا عـلي بن راشد بن معـرف بن عـثمان بن عـطية بن محمود(29) وقال المؤرخ أحمد النائب أنه جد أولاد عـلي الذين كانوا يقيمون ببرقة(30)، ثم نزحوا إلى ما وراء السلوم خلال النصف الأول من القرن الثامن عـشر .
وقد استطاع المحاميد خلال العهد العـثماني الأول والعهد القـرمانلي الإحتفاط بمشيختهم بالجبل الغـربي، ولكن حدث في العهد العـثماني الثاني صدام بين المحاميد بقيادة الشيخ غـومة المحمودي والعـثمانيين أسفر عـن مقـتل غـومة سنة 1858 وإدخال الجبل الغـربي ضمن التنظيم الإداري لولاية طرابلس الغـرب.

د- الجوارى: هم أبناء جارية بن وشاح الذين ذكر ابن خلدون أن رئاستهم في بني مرغم بن صابر بن عـسكر بن حميد بن جارية(31)، وذكر منهم صابر بن عـسكر بن عـلي بن مرغـم(32)، وذكر التجاني منهم عـبد الله بن ذباب بن أبي العـز بن صابر بن عـسكر بن حميد بن جارية(33)، ومن أبي العـز بن صابر ينحدر البلاعـزة الذين يقيمون بالزاوية الغـربية، كما ينحدر من الجواري قبائل الجواري بصرمان(34) غـرب مدينة الزاوية، وأولاد مرغـم بالرقيعات(35).

ومن ذباب قـبيلة تعـرف بالأصابعة لم يذكر التجاني لأي بطون ذباب ينتمون، ولكنه ذكر أنهم ضمن حلف بني يزيد الذي يضم أيضا ثلاثة قبائل هي: بني صهب وبني حمران والخرجة (36).

ثانيا: بنو هيب:
هم بنو هيب بن بهثة بن سُليم ،وهم عـدة بطون منهم:

1. بنو أحـمد.
2. بنو شماخ: ذكر ابن خلدون أن منهم بني حميد بإجدابيا وجهاتها(37)، ويبدو اليوم أن بني شماخ هم أسلاف قبيلة المغاربة الحالية التي تتكون من فـرعـين هما: الرعـيضات والشماخ.
3. بنو شمال ومحارب: ذكر ابن خلدون أن رئاستهم في بني عـزاز(38)، وذكر القلقشندي أن محارب تتردد عـلى بلاد الجيزية (محافظة الجيزة) وأطراف البهنساوية (محافظة المنيا)(39)، وفي بداية القرن الثامن عـشر هاجرت محارب إلى مصر واستقرت بها(40).
4. بنو لبيد: وهم عـدة قبائل هم:
أولاد سلام، وأولاد حرام، والبركات، والبشرة، والرواشد، والبلابيس، والجواشنة، والحداددة، والحوتة، والموالك، والعلاونة، والدروع، والرفيعات، والزرازير، والسوالم، والسبوت، والشراعـبة، والصريرات، العـواكلة، والنبلة، والندوة، والنوافلة، والرعاقبة، والبواجنة، والقنائص، وبنو قطاب(41).
وقد هاجر أغـلب بني لبيد إلى البحيرة في القرن الرابع عـشر واستقروا بها(42)، بينما أقام آخرون ببرقة لفترة ثم رحلوا بدورهم لمصر مثل أولاد سلام ومنهم من بقي ببرقة حتى الآن مثل الحوتة والموالك والعلاونة.
وقد إلتقى الرحالة العـياشي بأولاد سلام في أرض البطنان (منطقة طبرق الآن) في سنة 1661(43)، ثم هاجروا بعـد ذلك إلى مصر في أوائل القرن الثامن عـشر بزعامة يونس بن مرداس السلمي(44) واستقروا بالبحيرة أولا ثم انتقلوا إلى الشرقية أثناء حكم محمد عـلي ولا يزالون بها حتى الآن.

ثالثا: بنو عـوف:
هم بنو عـوف بن إمرئ القيس بن بهثة بن سليم(45)، واستقر بني عـوف بتونس، ويبدو أن بعـض بطونهم انتقلت إلى ليبيا ومنهم:

1. عـشيرة العلالقة بصبراتة(46)، وينتسبون إلى بني علاق بن عـوف(47).
2. أولاد أبي الليل المقيمين بصرمان وغـدامس(48)، وهم أبناء أبي الليل بن أحمد بن كعـب بن علي بن يعـقوب بن كعب بن أحمد بن ترجم بن حميد بن يحي بن علاق بن عوف(49).

رابعا: بنو زغـب:
هم أبناء زغـب الأصغـر بن زغـب الأكبر بن جرو بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم(50)، وقد ذكر ابن سعـيد أنهم سكنوا إفريقيا (تونس) بجوار إخوتهم بني ذباب(51)، ثم صاروا في جوار بني هيب، أما التجاني فقال أنهم يقيمون ببلاد نفزاوة بجنوب تونس(52)، وهذا يعـني أن مجموعة بني زغـب تقيم بتونس بينما مجموعة أخرى تقيم بليبيا إستقرت بعـد فترة بفزان حيث ينسب اليوم إلى بني زغـب كل من عـشيرتي المقارحة والحساونة بفزان(53).

ومن بني سليم أيضا قبيلة يعـرفون ببني ناصرة نسبة إلى ناصرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، ذكر ابن خلدون أنهم يجاورن بني ذباب من جهة القبلة(54)، هذه هي قبائل بني سليم في ليبيا عـلى نحو الإجمال والإختصار.

وعن بني سليم ايضا بقلم الأستاذ وائل بهجت شاهين: اقتطفنا من كتاباته ما يلي:

ويلتقي بني سليم مع النبي صلي الله عليه وسلم في النسب بالجد مُضر. وتنسب القبيلة دائما إلى أبيها فيقال بني سُلَيْم بن منصور، واحدهم يدعي سُلًمْي.

قال بن حزم في جمهرة أنساب العرب: وأمة هي تُكْمَة بنت مُرّ بن أُدّ بن طابِخة، ولدت غَطَفان بن سعد وولدت أيضاً سلامان أخو سُلَيْم لمنصور بن عِكْرمة.

بطون بني سُلَيْم بن منصور بن عِكْرمة بن خَصَفَة بن قيس عَيْلان المشهورة منهم وهم: بنو بَهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، وبنو عُصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، وبنو ذكوان ابن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور.

قال عنهم المقريزي: -
وفي هذه القبيلة قبيلة سليم بطون وافخاذ وعشائر كبني ذكوان وهلال وعوف والحارث ورفاعة وعُصية وظفر وعَمِيرة وبهز وغيرهم ومساكن سليم هذه ببرقة مما يلي مصر وكانت عالية نجد بالقرب من خيبر ومنها حرة بني سليم وحرة النار بين وادي القري وتيماء ثم تحولوا إلى مصر وإفريقية ولم يبق لهم عدد ولا بقية ببلادهم وصار لهم بإفريقية عدد عظيم. وقال إن من الجحفة على قُدَيد وما حولها إلى عقبة السويق لسليم.

قلت: ومنهم الان هناك بني رفاعه وهم جزمين حبش وفتية في محافظة الكامل.

قال الحمداني: وهم أكثر قبائل قيس عددا. وبإفريقية منهم حي عظيم. قال: وفي برقة الغرب مالا يحصي.

قال بن فضل الله العمري في مسالك الأبصار في ممالك الأمصار: أنهم ببرقة مما يلي الغرب مما يلي مصر. قال: وفيهم الأبطال الأنجاد والخيل الجياد.

قال بن خلدون في العبر: وكانت مساكنهم عاليه نجد بالقرب من خيبر. قال: ومن منازلهم: حرة سليم وحرة النار بين وادي القري وتيماء. قال: وليس لهم الآن عدد ولا بقية في بلادهم. قال: وقد استولوا على برقة وهي إقليم طويل متسع الأطراف قد خربوا مدنه ولم يتركوا ولاية ولا إمرة إلا لمشايخهم.

قلت: وهي خرُبَت مدنه وليس خربوا مدنه، ومدن برقة موجودة إلى الان وأغلبها صحراوات وكانت منذ زمن منطقة لإعداد للجيوش، كما قال بن خلدون في نفس الكتاب: أن أرض برقة وهي خلاء لاستيلاء الخراب على أمصارها وقراها من دولة صنهاجة انتهي قوله. إذا خرُبت مدنه ورسمت ونسبت خطأ لأجدادنا من بني سُلَيْم.( انتهى ما اقتطفناه من كتابات الاخ وائل شاهين)

وإنني أشكر كل باحث أصيل قام بالبحث الجاد والشاق، من أجل تبيان جذور وأصالة القبائل العربية العريقة، وأما الآن فإنني سأذكركم بالقبائل التي اشتهرت بالمغاربة كلقب وأنها تعود في الأصل إلى شبه الجزيرة العربية، وهناك قبائل أخرى تعود أصولها لشبه الجزيرة العربية قد هاجرت للمغرب العربي والأندلس وقضت هناك عدة قرون، ثم عادت إلى بلدان العرب بسبب حفظها لتاريخها وأنسابها وعرفت في محيطها بالمغاربة إلا أنهم لم يتسموا بهذا اللقب رسميا، وهم كثر ويشتهرون الآن بنفس أسماؤهم القديمة، لكننا في الحقيقة لن نستطع أن نجمع تفاصيلهم بشكل كامل، لأن تاريخ العرب عميق جدا وواسع جدا.

المغاربة بطن من ذوي بركات من الأشراف في المملكة العربية السعودية.
المغاربة بطن من الجعافرة في منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية.
المَغَارِبَةُ: من النُّمُور من ثَقيفٍ في الهدة قرب الطايف بالمملكة العربية السعودية.
المَغَارِبَة: واحدهم مغربي. من حرب بالحجاز.
المغاربة بطن من الجبارنة من سليم بن منصور، التي منها بني عامر.
المغاربة بطن من زبيد
المغاربة بطن من المشارعة باليمن
المغاربة: بطن من جبريل، من قبيلة السعادي التي تسكن الصحراء الغربية.
المغاربة من عشائر قبيلة العزازمة، من قبيلة قضاعة وسموا بذلك لأنهم يسكنون الجهة الغربية من مساكن باقي القبيلة.
المغاربة قبيلة بالسودان هاجروا من المغرب
المغاربة قبيلة من السعادي في ليبيا.
هناك كثير جدا من العائلات الأخرى التي هاجرت من دول المغرب وتوطنت مناطق مختلفة من الوطن العربي، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أسماء لهذه العائلات المغربية التي نزلت مصر في حوالي العام 1134م/ 529هـ ومنها:
ابن الأمين، المراكشى، الشريبى، بن يحيى، العبار، البنانى، التازى، بن جالون، بانونة، الحلو، جسوس، السقاط ، الخيقارى،  ذكرى،  ذكور، الشاوى،  القباج، المنجور، مقلب، هنداز، التهامى، ابن شقران، يروى، الحريشى، الزهرونى، العشوبى، الفاسى، مولينا، الكوهين، القصرى، مايارا، النبار، حنون، الساكت، ابن الحاج، أبو حلوة، بنكيران، البيطار، البيسار، الريس، حسون، الزليجى، الجيلانى،  شيقشاق، العرايشى، العلمى،  اللبار، عرزان، مسانو، مدنية، بن مشيش، برادة ( هذه الأسماء نشرها موقع نجوم مصرية)
وفي عام 1528م - 1628م هاجر إلى مصر مجموعة من العائلات الأندلسية والتي كانت في الأصل تقطن شبه الجزيرة العربية قبل مئات السنين، وسبب هذه الهجرة هو سقوط دولة الأندلس منذ بداية العام 1492م حيث بعد هذا التاريخ وقعت مذابح ابادة وتطهير عرقي للمسلمين في الأندلس، وكان معظم هؤلاء المسلمون هم من جذور عربية كما هو معلوم عند الجميع.

خلاصة القول:

إن كثير جدا من العرب المغاربة الذين عادوا مرة أخرى إلى المشرق العربي، هم في الأصل كان قد خرج أجدادهم من شبه الجزيرة العربية والشام، ولعل أضخم هجرات العرب إلى المغرب كانت تتمثل في الثقافة والتاريخ والتراث بهجرة الهلالية التي حدثت في القرن الرابع الهجري، غير أن خطوط الهجرات العربية أكبر وأشمل من هذه الهجرة، وعندما نتحدث عن العائلات التي تعود فقط لقبيلة بني سليم وبني هلال وبني عامر فاننا لن نستطع حصرها نهائيا، فما بالك بتلك الجيوش الجرارة للقبائل العربية التي بدأت تتحرك باتجاه الشرق والغرب منذ أكثر من 1400 سنة خلت، إن هذه النظرية تجعلنا نشك بأن هناك بعض سكان أوربا قد تعود جذورهم للعرق العربي، لأن قدم التاريخ تجعلنا نتوقع ذلك، فما بال تاريخ وأنساب عروبتنا الموغل في القدم والذي تعرض لشتى أنواع وألوان العواصف الاجتماعية والدينية والسياسية والعسكرية وغيرها، ولذلك فمهما تحدثنا عن خرائط لأنساب العرب فلن نستطع أن نوفيها حقها التي تستحق.
كما أن تركيبة القبيلة الاجتماعية في كل فترة تاريخية معينة قد يطرأ عليها تغييرات متعددة، كما أن هناك ظروف اجتماعية وجغرافية وسياسية متعددة تفرض وجود تركيبة اجتماعية خاصة للقبيلة، فالقبيلة في العصر الأموي ليست هي نفسها في العهد الفاطمي وليست هي نفسها في العصر المملوكي وهكذا في بقية العصور، كما أن قوة القبيلة ومنعتها ليست أمر ثابت فكثير من القبائل العربية القوية التي اشتهرت في العصور الأولى من الإسلام قد مرت في حالات من الضعف والتشرذم في مراحل أخرى، وهذا من الأسباب المهمة وراء استمرارية تشكيل وتغيير التركيبة الاجتماعية للقبائل واختلاط انسابها ايضا.
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

7 تعليقات

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

  1. بارك الله فيك وجزاك الله كل خير استاذ الفاضل

    ردحذف
  2. استاذنا الفاضل لو سمحت ممكن سؤال في غايه الاهميه

    ردحذف
    الردود
    1. فرج بولسود المغربي تواصل معي هذا رقمي ٠١١١٨٤٥٢٧٨١ ارجو التواصل

      حذف
  3. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

    ردحذف
  4. جزاك الله كل خير
    احسنت

    ردحذف
أحدث أقدم