تعتبر مدينة أريحا الواقعة على بعد 100كم شمال شرق غزة، هي أقدم مدينة في العالم، إذ تقدر الآثار الموجودة فيها بأنها ترجع لنحو 10000 سنة، بينما يرجع علماء الأنثربولوجيا ( علم الإنسان) بأن أقدم إنسان منتصب القامة على حد زعمهم يعود لأكثر من (مليون ونصف سنة) إلى نحو 700000 سنة..
ونلاحظ أن الفرق كبير جداً بين أقدم مدينة وأقدم فترة زمنية للإنسان، كما يقول علماء الجيولوجيا بأن عمر الأرض يرجع لنحو 4000000000 (4 آلاف مليون سنة) بمعنى آخر نجد أنفسنا أمام هذه التوقعات أو المعلومات
أن الأرض أسبق من الإنسان 299998500000 سنة !!!
أن أقدم إنسان سبق وجوده أقدم آثار في العالم بنحو1490000 سنة !!!
تبدو هذه المعلومات غير منطقية بالمرة، وسنبين في متن هذا الموضوع عدم صحتها، ولكن دعونا الآن نتأمل بعض الاكتشافات الأثرية للإنسان:
عثر يوجين دوبوا وهو طبيب هولندى على أول بقايا الإنسان المنتصب عام 1891 فى جاوة (إندونيسيا) وقد عثر أيضاً على بقايا أخرى لأفراد الإنسان المنتصب بالقرب من مدينة هايدلبرج بألمانيا وبالقرب من بكين بالصين وفى عام 1984 تم العثور على هيكلين شبه كاملين للإنسان المنتصب .
وقد تم اكتشاف أحدهما ببحيرة توركانا بكينيا بواسطة ريتشارد ليكى من كينيا وآلن ووكر من بريطانيا
وقد تبين أن عمر العظام مليون وخمسمائة ألف عام وهى لأحد من أقدم أنواع الإنسان المنتصب القامة وقد خلت العـظام من الأسنان البالغة مما يدلّ على أن الشخص قد توفى وعمره حوالى 12 عام ويدل حجم عظمة الفخذ على أن طوله كان حوالى 168 سم ويعتبر هذا الهيكل الذى تنقصه بعض عظام الذراع والقدم أكثر الهياكل اكتمالاً من تلك التى تم العثور عليها لقدامى الأسلاف
واكتشف الهيكل الآخر الذى عثر عليه عام 1984 بشمال شرق الصين ولكنه خلا من عظام الذراع والساق وعمره نحو 300 ألف عام.
كما عثر على هياكل الإنسان المنتصب القامة بشمال أفريقيا والصحراء الكبرى تعود أقدمها إلى مليون سنة وهو إنسان سيدي عبد الرحمن الثانى بالمغرب كشف عنها عام 1996
ويليه فى القدم إنسان تشاد واكتشفه الباحث الفرنسي إيف كوبنس 1961 فى التكوينات الرسوبية لصحراء جوارب بالمغرب
كما عثر على نماذج أخرى من هذا الإنسان فى الدار البيضاء والرباط وسلا بالمغرب وباليكاو بالجزائر وقد أطلق عليه اسم محلى هو الأطلانثروب وهناك احتمالية العثور على بقايا أيضاً بمصر وتونس وليبيا وموريتانيا بالتنقيبات العلمية لآثار ما قبل التاريخ ( د. عبد الرحيم ريحان، أقدم إنسان على الأرض، شبكة الإعلام العربية)..
السؤال هل هذه التحليلات والتفسيرات دقيقة ؟!
الجواب بكل تأكيد إنها تفسيرات خاطئة ومغرضة وليس لها أساس من الصحة، إذ تؤكد كافة التفسيرات العلمية بأن هذه العظام لم تكن أبداً لبقايا البشر، بل هي حفريات لعظام القردة ولكن أصحاب نظرية التطور أتباع داروين يصرون على ادخال هذه الاكتشافات ضمن التاريخ الأثري للإنسان وبأدلة واهية وغير عقلانية وغير مقبولة حتى يتم غرس نظرية "داروين" في أذهان البشر.
أما عن كيفية تحديد العلماء لهذه السنوات، فإنهم يستخدومون: كربون-14 كمقياس لتقدير أعمار الحفريات ذات الأساس البيولوجي والتي قد يصل عمرها في بعض الأحيان أكثر من 50000 سنة، ويتم حساب العمر من خلال الآتي: تكمن الفكرة في الاعتماد على الكربون-14 لحساب العمر عن توقف توزيد الكمية المفقودة من الكربون-14 عند الوفاة للكائن الحي فتختلف النسبة بين الكربون-12 إلى الكربون-14 عن باقي الكائنات الحية لان الكربون-14 هو عنصر مشع ويضمحل بمعدل ثابت مع الزمن من خلال اطلاق جسيمات بيتا ولا يتم تعويضه كما هو الحال للكائن الحي. بينما يبقى الكربون-12 ثابتا في جسم الكائن قبل الوفاة وبعده. وعليه نستنتج أنه بقياس النسبة بين الكربون-14 إلى الكربون-12 ومقارنة النتيجة مع النسبة بينهما في الكائنات الحية يمكن حساب عمر العينة.
والحقيقة أن تحديد عمر العظام والحفريات المتعلقة بالأنسان والتي يتم العثور عليها بهذه الطرق أو غيرها ليست صحيحة وإنما هي تكهنات من وحي وخيال الباحث الأثري ومساعدوه من علماء الانثروبولوجيا..
أما أنا وكوني أحد هواة دراسة هذه العلوم وأحد مختصي علم التاريخ والجغرافيا والأنساب، لا أصدق هذه الخرافات والأكاذيب التي لا أجد لها مكاناً في عالم الحقيقية العقلية، وذلك لأن الحقيقة الإسلامية هي الأصح والأكثر دقة في تحديد تاريخ الإنسان والأرض والآثار وما يخرج عن تحديدات الشريعة الإسلامية فهو محض افتراء وهراء ..
النظرة الحقيقة لعمر الأرض والإنسان من خلال الديانة الإسلامية
أولا في القرآن الكريم:
(1) الأرض
يقول سبحانه وتعالى:
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٩﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾ [ فصلت]
(2) الإنسان
يقول سبحانه وتعالى:
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) [التين]
(3) الآثار
يقول سبحانه وتعالى:
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[ غافر:82]
الشرح والتفسير:
أن الله خلق الأرض وحدها في يومين، وقدر فيها أقواتها في تمام الأربعة أيام، ثم السماوات والنجوم في يومين فتلك ستة أيام كاملة، ثم خلق الله سيدنا آدم وهو أبو البشر وقد خلقه في أحسن تقويم وهذا وحده كاف على أن الإنسان صورته وهيئته واحدة وهي على أحسن تقويم منذ أول إنسان وحتى اليوم، وجعل الله البشر على عدة سلالات وعدة لغات، أما عن آثار من كان قبلنا فإنهم كانوا أشد منا قوة وأكثر آثارا في الأرض، ولذلك فإن فكرة كون الإنسان الأول كان منحنى القامة وأنه كالقرد في هيئته فهذا كذب وافتراء، وقد أبلغنا القرآن الكريم بأن هناك قوم من بني إسرائيل خسفهم الله من بشر إلى قردة، وكلمة أحسن تقويم دليل قاطع على أن أول انسان خلقه الله على الأرض كان ذو قامة منتصبة سوي الأعضاء لأن كلمة التقويم تعني شمول واكتمال الخصال الحسنة في الهيئة والشكل والقيام بالوظائف والاعمال لخدمة نفسه.
كما أن ذهاب الباحثون باعتقادهم أن الإنسان القديم كان بدائياً ومتخلفاً فهذا قول غير صحيح ويخالف قول الله عز وجل، فالإنسان الذي كان قبلنا كان أشد منا قوة وآثارا في الأرض فقد نحتوا البيوت في الجبال وجابوا الصخر بالواد وتلك مدينة البتراء خير شاهد ودليل وكذلك الأهرامات وآثار القنوات والسدود التي عثر على بقاياها في العديد من الأراضي العربية وكذلك السراديب والآلاف من المواقع الأثرية التي عثر فيها على قطع وأشكال مختلفة من الأواني الفخارية والأدوات الصخرية المختلفة وكلها تؤيد وتؤكد على أن الإنسان القديم كان أشد منا قوة وآثارا في الأرض وقدرته على العمل والقيام بنشاطه الطبيعي ولم يكن إنسانا غبيا ولا ضعيفا ولا بدائيا بل هو من وضع أسس الحياة امن جاء خلفه من البشر، فالحياة الإنسانية متدرجه منذ أن هبط آدم أول إنسان على الأرض.
أما عن عمر الأرض فإن الله أخبرنا:
أن الأرض خلقت في يومين ثم رواسيها وأقواتها في أربعة أيام من ضمنها اليومين الأولين ثم خلق السماوات والنجوم والكواكب في يومين وهذه كلها ستة أيام وفي الحديث أنها أيام كأيامنا هذه والله قادر أن يخلقها كلها في لمحة بصر.
يقول الله عز وجل:
{ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } الفرقان (59)
وفي الحديث :
ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة في ما بين العصر إلى الليل. وهذا الحديث لا يتعارض مع القرآن الكريم.
ومن خلال ذلك نرى أن الفرق الزمني بين خلق الأرض وخلق أول انسان هي ستة أيام وليس ملايين السنوات.
أما حول مدة البشر كاملة منذ سيدنا آدم وحتى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فجاء فيه:
لم يأتِ في الشريعة تحديدٌ لفترة ما بين آدم ومحمد عليهما الصلاة السلام ، بل ولا يعرف مقدار ما عاش آدم عليه السلام .
لكن جاءت بعض الأحاديث والآثار متفرقة يمكن بعد جمعها الوصول إلى تقدير زمنٍ لكن ليس للفترة بأكملها ، وهذه الأحاديث والآثار منها ما هو صحيح ومنها ما هو مختلف فيه ، وتبقى بعض الفترات لم ترد في تحديدها آثار، فمما ورد فيه أدلة صحيحة :
1. قوله تعالى في مدة لبث نوح عليه السلام في دعوة قومه : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .
2. المدة بين عيسى ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام : روى البخاري (3732 ) عن سلمان الفارسي قال : فترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة .
و مما وردت فيه أحاديث مختلف في صحتها :
3. المدة بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام :عن أبي أمامة أن رجلا قال : ( يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم ؟ قال : نعم ، مكلَّم ، قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون ) رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 14 / 69 ) والحاكم (2/262) وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير في " البداية والنهاية " ( 1 / 94 ) : هذا على شرط مسلم ولم يخرجه .
4. المدة بين نوح وإبراهيم عليهما السلام : ودليلها زيادة في حديث أبي أمامة رضي الله عنه السابق ... قال : كم بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون ) رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 288 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 118 ) ، وورد كلام في تضعيف بعض رواة الحديث ، وصححه الألباني بشواهده.
ومما وردت فيه بعض الآثار :
5. المدة بين موسى وعيسى عليهما السلام :قال القرطبي : واختلف في قدر مدة تلك الفترة فذكر محمد بن سعد في كتاب الطبقات عن ابن عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام ألف سنة وسبعمائة سنة ولم يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وتسعون سنة ." تفسير القرطبي " ( 6 / 121 ) . قال ابن حجر : وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ومدة النصارى من ذلك ستمائة ." فتح الباري " ( 4 / 449 ) .
وبالنظر إلى ما سبق من الآية والأحاديث والآثار والأقوال فإن ما كان منها صحيحا أُخذ به في تحديد الفترة المعينة .
أما الجزم بتحديد إجمالي الفترة بين آدم ومحمد عليهما الصلاة والسلام فإنه إضافة إلى ما سبق يتوقف على أمور منها :
· اختلاف العلماء في تحديد القرن هل هو مائة عام أم هو الجيل ، فإن كان الصحيح أنه الجيل فإن الثابت من أعمار أهل تلك الفترة هو جزء من عمر نوح وهو الذي قضاه في دعوته ، ولا نعلم كم كان معدَّل أعمار بقية أهل تلك الأجيال .
· عدم ورود ما يحدد المدة بين إبراهيم وموسى عليهما السلام بالسنوات .
ويبقى أن الجزم في هذه الأمور والبحث فيها ليست مما تعبدنا الله به ولا ينبني عليها عمل، ويكفينا في ذلك قوله تعالى : ( وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً ) الفرقان/38، وعلى المرء أن يحرص على الاقتداء بهؤلاء الأنبياء و السير على طريقهم إذ هو المقصود الأعظم من ذكرهم وذكر سيرهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 . والله أعلم.
ففي الشريعة الإسلامية جاء بأن ما بين سيدنا عيسى عليه السلام وبين محمد صلى الله عليه وسلم 600 عام، وفي مصادر أخرى اعتمد على التوارة تقدر الفترة كلها بحوالي 8000 سنة وهي فترة تقريبية، وأنا أقدرها وفق التحليل العقلي والتبصر في هذا الكون بنظرة معتدلة من خلال تمعن عدد الأنبياء والرسل وفق ما جاء في السنة النبوية :
في رواية أبي أمامة قال أبو ذر : قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ألف ، وأربعة وعشرون ألفا ، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر ، جما غفيرا "
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح .
وقد ورد ذكر خمسة وعشرين نبيا ورسولا في القرآن الكريم، ذكر منهم في سورة الأنعام ثمانية عشر، والباقي في سور متفرقة، وهم: آدم ، وهود وصالح، وشعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومحمد، صلى الله عليهم أجمعين .
فعندما نقوم بعملية حسابية بسيطة تعتمد على عدد الأنبياء 124000 مضروبا بمتوسط 500 عام = 62000000 (62 مليون سنة) تقريبا
وقد افترضنا أن هناك 500 سنة بين كل نبي وآخر، لكن هذا لا ينطبق على أنبياء بني اسرائيل : أبناء يعقوب فمثلا:
أبراهيم عليه السلام أنجب اسحاق وهذا انجب يعقوب وهذا انجب يوسف عليهم السلام فهؤلاء عائلة واحدة، لا ينطبق عليهم هذا الافتراض، ولذلك فلو افترضنا أن كل هؤلاء الأنبياء هم أسر وعائلات وأن المدة الزمنية بين كل نبي وآخر هي (جيل) أي 33 - 40 سنة فنقول أن 124000 مضروب 40 = 4960000 سنة وكل ذلك افتراض من وحي الخيال لا يعتمد على أساس ودليل مثله في ذلك مثل الافتراضات الغربية واصحاب النظريات الخيالية، فالموضوع كله في علم الله فهو عالم الغيب وفي ختام هذا الموضوع
أقول إن الدارسة التاريخية التي تعتمد على الفكر الإسلامي لا يمكن لها أن تصدق نظريات الغرب بسبب ما تحتويه من خرافات وأساطير ...
كما أن ذهاب الباحثون باعتقادهم أن الإنسان القديم كان بدائياً ومتخلفاً فهذا قول غير صحيح ويخالف قول الله عز وجل، فالإنسان الذي كان قبلنا كان أشد منا قوة وآثارا في الأرض فقد نحتوا البيوت في الجبال وجابوا الصخر بالواد وتلك مدينة البتراء خير شاهد ودليل وكذلك الأهرامات وآثار القنوات والسدود التي عثر على بقاياها في العديد من الأراضي العربية وكذلك السراديب والآلاف من المواقع الأثرية التي عثر فيها على قطع وأشكال مختلفة من الأواني الفخارية والأدوات الصخرية المختلفة وكلها تؤيد وتؤكد على أن الإنسان القديم كان أشد منا قوة وآثارا في الأرض وقدرته على العمل والقيام بنشاطه الطبيعي ولم يكن إنسانا غبيا ولا ضعيفا ولا بدائيا بل هو من وضع أسس الحياة امن جاء خلفه من البشر، فالحياة الإنسانية متدرجه منذ أن هبط آدم أول إنسان على الأرض.
أما عن عمر الأرض فإن الله أخبرنا:
أن الأرض خلقت في يومين ثم رواسيها وأقواتها في أربعة أيام من ضمنها اليومين الأولين ثم خلق السماوات والنجوم والكواكب في يومين وهذه كلها ستة أيام وفي الحديث أنها أيام كأيامنا هذه والله قادر أن يخلقها كلها في لمحة بصر.
يقول الله عز وجل:
{ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } الفرقان (59)
وفي الحديث :
ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة في ما بين العصر إلى الليل. وهذا الحديث لا يتعارض مع القرآن الكريم.
ومن خلال ذلك نرى أن الفرق الزمني بين خلق الأرض وخلق أول انسان هي ستة أيام وليس ملايين السنوات.
أما حول مدة البشر كاملة منذ سيدنا آدم وحتى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فجاء فيه:
لم يأتِ في الشريعة تحديدٌ لفترة ما بين آدم ومحمد عليهما الصلاة السلام ، بل ولا يعرف مقدار ما عاش آدم عليه السلام .
لكن جاءت بعض الأحاديث والآثار متفرقة يمكن بعد جمعها الوصول إلى تقدير زمنٍ لكن ليس للفترة بأكملها ، وهذه الأحاديث والآثار منها ما هو صحيح ومنها ما هو مختلف فيه ، وتبقى بعض الفترات لم ترد في تحديدها آثار، فمما ورد فيه أدلة صحيحة :
1. قوله تعالى في مدة لبث نوح عليه السلام في دعوة قومه : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .
2. المدة بين عيسى ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام : روى البخاري (3732 ) عن سلمان الفارسي قال : فترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة .
و مما وردت فيه أحاديث مختلف في صحتها :
3. المدة بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام :عن أبي أمامة أن رجلا قال : ( يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم ؟ قال : نعم ، مكلَّم ، قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون ) رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 14 / 69 ) والحاكم (2/262) وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير في " البداية والنهاية " ( 1 / 94 ) : هذا على شرط مسلم ولم يخرجه .
4. المدة بين نوح وإبراهيم عليهما السلام : ودليلها زيادة في حديث أبي أمامة رضي الله عنه السابق ... قال : كم بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون ) رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 288 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 118 ) ، وورد كلام في تضعيف بعض رواة الحديث ، وصححه الألباني بشواهده.
ومما وردت فيه بعض الآثار :
5. المدة بين موسى وعيسى عليهما السلام :قال القرطبي : واختلف في قدر مدة تلك الفترة فذكر محمد بن سعد في كتاب الطبقات عن ابن عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام ألف سنة وسبعمائة سنة ولم يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وتسعون سنة ." تفسير القرطبي " ( 6 / 121 ) . قال ابن حجر : وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ومدة النصارى من ذلك ستمائة ." فتح الباري " ( 4 / 449 ) .
وبالنظر إلى ما سبق من الآية والأحاديث والآثار والأقوال فإن ما كان منها صحيحا أُخذ به في تحديد الفترة المعينة .
أما الجزم بتحديد إجمالي الفترة بين آدم ومحمد عليهما الصلاة والسلام فإنه إضافة إلى ما سبق يتوقف على أمور منها :
· اختلاف العلماء في تحديد القرن هل هو مائة عام أم هو الجيل ، فإن كان الصحيح أنه الجيل فإن الثابت من أعمار أهل تلك الفترة هو جزء من عمر نوح وهو الذي قضاه في دعوته ، ولا نعلم كم كان معدَّل أعمار بقية أهل تلك الأجيال .
· عدم ورود ما يحدد المدة بين إبراهيم وموسى عليهما السلام بالسنوات .
ويبقى أن الجزم في هذه الأمور والبحث فيها ليست مما تعبدنا الله به ولا ينبني عليها عمل، ويكفينا في ذلك قوله تعالى : ( وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً ) الفرقان/38، وعلى المرء أن يحرص على الاقتداء بهؤلاء الأنبياء و السير على طريقهم إذ هو المقصود الأعظم من ذكرهم وذكر سيرهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 . والله أعلم.
ففي الشريعة الإسلامية جاء بأن ما بين سيدنا عيسى عليه السلام وبين محمد صلى الله عليه وسلم 600 عام، وفي مصادر أخرى اعتمد على التوارة تقدر الفترة كلها بحوالي 8000 سنة وهي فترة تقريبية، وأنا أقدرها وفق التحليل العقلي والتبصر في هذا الكون بنظرة معتدلة من خلال تمعن عدد الأنبياء والرسل وفق ما جاء في السنة النبوية :
في رواية أبي أمامة قال أبو ذر : قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ألف ، وأربعة وعشرون ألفا ، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر ، جما غفيرا "
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح .
وقد ورد ذكر خمسة وعشرين نبيا ورسولا في القرآن الكريم، ذكر منهم في سورة الأنعام ثمانية عشر، والباقي في سور متفرقة، وهم: آدم ، وهود وصالح، وشعيب، وإدريس، وذو الكفل، ومحمد، صلى الله عليهم أجمعين .
فعندما نقوم بعملية حسابية بسيطة تعتمد على عدد الأنبياء 124000 مضروبا بمتوسط 500 عام = 62000000 (62 مليون سنة) تقريبا
وقد افترضنا أن هناك 500 سنة بين كل نبي وآخر، لكن هذا لا ينطبق على أنبياء بني اسرائيل : أبناء يعقوب فمثلا:
أبراهيم عليه السلام أنجب اسحاق وهذا انجب يعقوب وهذا انجب يوسف عليهم السلام فهؤلاء عائلة واحدة، لا ينطبق عليهم هذا الافتراض، ولذلك فلو افترضنا أن كل هؤلاء الأنبياء هم أسر وعائلات وأن المدة الزمنية بين كل نبي وآخر هي (جيل) أي 33 - 40 سنة فنقول أن 124000 مضروب 40 = 4960000 سنة وكل ذلك افتراض من وحي الخيال لا يعتمد على أساس ودليل مثله في ذلك مثل الافتراضات الغربية واصحاب النظريات الخيالية، فالموضوع كله في علم الله فهو عالم الغيب وفي ختام هذا الموضوع
أقول إن الدارسة التاريخية التي تعتمد على الفكر الإسلامي لا يمكن لها أن تصدق نظريات الغرب بسبب ما تحتويه من خرافات وأساطير ...
التسميات :
التاريخ