بستان بني عامر


"بستان ابن عامر" عند مكة، ويرى بعض العلماء أن هذه التسمية مغلوطة وأنها من أقوال سواد الناس وأن الصحيح بستان ابن معمر، وهو مجتمع النخلتين اليمانية والشامية[1]. بينما يرى بعضهم العكس، إذ قال: "وبستان ابن عامر بنخلة, هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة. ولا تقل: بستان ابن معمر؛ فإنه قول العامة"[2]. وورد أيضا "بستان ابن عامر لعمر بن عبد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي، ولكن الناس غلطوا فيه، فقالوا: بستان ابن عامر، وبستان بني عامر، وإنما هو بستان ابن معمر، وقوم يقولون: نسب إلى ابن عامر الحضرمي، وآخرون يقولون: نسب إلى ابن عامر بن كريز"[3]. وذكر أنه على مقربة من هذا البستان موضع يقال له: "المسدّ"، وهو مأسدة[4].
ويقع موضع "السّيّ"، وهو ماء من ذات عرق إلى "وجرة", على ثلاث مراحل من مكة إلى البصرة وخمس من المدينة. فهو من منازل طريق البصرة - مكة, وإليه أرسل الرسول "شجاع بن وهب" الأسدي، على "بني عامر" بناحية "ركبة"[5], ووجرة في طريق البصرة. وأما "ذات عرق" فحد يفصل في عرف علماء جزيرة العرب بين الحجاز ونجد, فمن ذات عرق إلى الغرب الحجاز، ومن ذات عرق مشرقًا فهو نجد[6]. وإذا جزت "وغرة" ووجرة فأنت في نجد إلى أن تبلغ "العذيب"، و"غمرة" في طريق الكوفة[7], وهي تفصل ما بين تهامة ونجد[8].
وعلى مقربة من "ذات عرق"، يقع قبر أبي رغال في موضع يقال له: "الغُمَيْر"[9]، بين ذات عرق وبين البستان[10].
ويقال أن بستان بني عامر به عيون ماء كثيرة بحيث استخدمت لتغذية قناة مائية تصب في ثلاثة برك [11]، ويعزي بعض الباحثين تسمية هذا البستان نسبة إلى قبيلة بني عامر بن صعصعة، وقال مؤرخين وجغرافيين قدماء أن المنطقة الواقعة ما بين البصرة وبين مكة هي من ديار هلال بن عامر، ويقال هناك قرية كثيرة العيون تدعى مران وفيها نخيل ومزارع وهي على طريق البصرة لبني هلال بن عامر، وكذا قال الزبيدي موضع مران بين البصرة ومكة وهو لبني هلال بن عامر[12]


1 بلاد العرب "374"، تاج العروس "3/ 424"، "عمر".
2 تاج العروس "3/ 424"، "عمر".
3 البلاذري، فتوح "63".
4 تاج العروس "2/ 374"، "سدد".
5 إمتاع الأسماع "1/ 344".
6 بلاد العرب "15، 178، 336".
7 بلاد العرب "336".
8 تاج العروس "3/ 455"، "غمر".
9 كزبير.
10 قال امرؤ القيس:
كأثل من الأعراض من دون بَيْشَةٍ ... ودون الغُمَيْر عامدات لِغَضُورا
تاج العروس "3/ 455"، "غمر".
11 أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي
12 تاج العروس للزبيدي
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم