قرية العوامرة في سواحل المغرب العربي

العوامرة هي قرية ساحلية مغربية شمال غرب البلاد. تقع العوامرة بإقليم العرائش الساحلي. تضم العوامرة 35.161 نسمة (إحصاء 2004م).
تجد العوامرة على علاقة وطيدة بالبحار والسواحل، فتجدهم في سواحل الشام وسواحل الخليج العربي وسواحل مصر، فهل هذا الأمر له علاقة فعلية بتاريخ العوامرة وتراثهم، بكل تأكيد واقرار وجدناهم عبر التاريخ العربي العريق ومنذ بداية العهد الإسلامي كانوا بسواحل البحر الأحمر الشرقية، ثم وجدناهم على الجانب الآخر من سواحل البحر الأحمر أي السواحل الغربية داخل مصر قرب عيذاب، كما وجدناهم بسواحل سيناء وفلسطين، ومن الجدير ذكره أن هؤلاء العوامرة كان لهم دور بحري منذ إنشاء وتأسيس الأسطول البحري الإسلامي، وقد جاء في مصادر التاريخ وأمهات الكتب أنهم من قبائل بلاد الشام قبل الإسلام، وذكرت المصادر المؤرخة أنهم من القبائل التي اعتنقت النصرانية قبل الإسلام، ثم عندما انطلق الدين الإسلامي كانت من أول القبائل التي انضمت طوعاً للإسلام وشاركت في معظم الفتوحات الإسلامية، وكانوا في الخلافة الأموية يشكلون غالبية القوات الإسلامية في الشام، ومن هذا الموقع الجغرافي انطلقوا عبر البحر والبر ضمن التحركات الإسلامية التي توجهت إلى أفريقيا والأندلس.
وهؤلاء العوامرة من أكثر قبائل العرب انتشاراً في بلاد المسلمين وذلك لأن تاريخهم قديم جداً، ومن الطبيعي أن يصلوا لهذا الكم الهائل من الانتشار الجغرافي..
وقد تحدثنا عن العوامرة في هذه المدونة بموضوعات متعددة ومختلفة، لكننا وفي هذا المقال سوف نسافر بكم إلى عوامرة المغرب ونتعرف على عاداتهم وتقاليدهم هناك..
قرية العوامرة بالمغرب:
هي قرية زراعية يعمل سكانها بالزراعة لخصوبة تربتها السهلية، حيث تعتبر أراضيها جيدة لزراعة الأرز، كما وتشتهر بزراعة البطاطس والخضار، والتوت الأرضي، وتعتبر هذه المنتوجات الزراعية من حيث الكمية والنوعية من أفضل المناطق الزراعية والانتاجية بالمغرب، لذا أقبلت بعض الشركات الاستثمارية على الحصول على مساحات معينة من هذه الأراضي من أجل الاستثمار، حيث جرى في الآونة الأخيرة احتجاج قوي من قبل العوامرة على طريقة وأساليب الشركات المسؤولة بسبب اقصائها وتهميشها لسكان المنطقة الذين يرون بأنهم أحق من غيرهم في العمل لدى هذه الشركات، كما وقد احتج العوامرة أيضاً على التخريب والتلوث الذي نجم عن الاستخدام السيء لهذه الأراضي الواسعة.
أما عن أصول السكان فيرى أنهم ينحدرون من قبيلة بني عامر الذين كانوا بالإحساء زمن القرامطة، وهم بهذه الرواية يلتقون مع أبناء قبيلة العوامرة في فلسطين خاصة والشام عامة والعراق ومصر، أما نسب هؤلاء العوامرة فهم على الأرجح والأقرب للصواب وفق ما رأيناه وبحثنا عنه في أمهات الكتب أنهم من قبيلة قضاعة وخصوصاً بني عامر من بني عذرة من بني كلب احدى أهم القبائل التي قادت وتزعمت جانب كبير من حركة القرامطة كأسلوب تعصبي وليس مذهبي أو ديني، وبعد أن حدثت الصراعات الشديدة والمؤلمة بين أقسامهم ومكوناتهم تفرق كثير منهم في بقية البلاد وعلى مراحل زمنية متعددة وليس مرحلة واحدة.
              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم