هذه القصيدة تستحق أن تحتفظ في الذاكرة وللأبد
وهو/ الأمير عبد القادر ابن محي الدين المعروف بـ عبد القادر الجزائري هو كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومحارب، اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر. ولد قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 1808 الموافق لـ 15 رجب 1223 هـ، رائد سياسي وعسكري مقاوم قاد (جيش أفريقيا) خمسة عشر عاما أثناء غزو فرنسا للجزائر هو أيضا مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي. اعتبره الفرنسيون "يوغرطة الحديث".
خاض معارك ضد الاحتلال الفرنسي للدفاع عن الوطن وبعدها نفي إلى دمشق وتوفي فيها يوم 26 مايو 1883م.
يا عاذرا لإمرء قد هام في الحضر...........وعاذلا لمحب البدو والقفر
لا تذممن بيوتا خف محملها...............وتمدحن بيوت الطين والحجر
لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني...........لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقيا.......بساط رمل به الحصباء كالدرر
أو جلت في روضة قد راق منظرها.........بكل لون جميل شيق عطر
تستنشقن نسيما طاب منتشقا............يزيد في الروح لم يمرر على قدر
أو كنت في صبح ليل هاج هاتنه..........علوت في مرقب أو جلت بالنظر
رأيت في كل وجه من بسائطها...........سربا من الوحش يرعى أطيب الشجر
فيا لها وقفة لم تبق من حزن...........في قلب مضنى ولا كد الذي ضجرا
نباكر الصيد أحيانا فنبغته.............فالصيد منا مدى الأوقات في ذعر
فكم ظلمنا ظليما في نعامته...........وإن يكن طائرا في الجو كالصقر
يوم الرحيل إذا شدت هوادجنا..........شقائق عمها مزن من المطر
فيها العذارى وفيها جعلن كوئ........مرقعات بأحداق من الحور
تمشي الحداة لها من خلفها زجل.......أشهى من الناي والسنطير والوتر
ونحن فوق جياد الخيل نركضها.........شليلها زينة الأكفال والخصر
نطارد الوحش والغزلان نلحقها........على البعاد وما ننجو من الضمر
نروح للحي ليلا بعدما نزلو........منازلا ما بها لطخ من الوضر
ترابها المسك بل أنقى و جاد بها.....صوب الغمائم بالأصال والبكر
نلقي الخيام وقد صفت بها فغدت.........مثل السماء زهت بالأنجم الزهر
قال الألى قد مضو قولا بصدقه.........نقل وعقل وما للحق من غير
الحسن يظهر في بيتين رونقه........بيت من الشعرأو بيت من الشعر
أنعامنا إن أتت عند العشي تخل.......أصواتها كدوي الرعد بالصحر
سفائن البر بل أنجى لراكبها.........سفائن البحركم فيها من الخطر
لنا المهاري وما للريم سرعتها.......بها وبالخيل نلنا كل مفتخر
فخلينا دائما للحرب مسرجة.........من إستغاث بنا بشره بالظفر
نحن الملوك فلا تعدل بنا أحدا.........وأي عيش لمن قد بات في خفر
لا نحمل الضيم ممن جار نتركه.......وأرضه وجميع العز في السفر
وإن أساء علينا الجار عشرته........نبين عنه بلا ضرولا ضرر
نبيت نار القرى تبدو لطارقتنا.........فيها المداواة من جوع ومن خصر
عدونا ماله من ملجإ ولا وزر........وعندنا عاديات السبق والظفر
شرابها من حليب وما يخالطه.......ماء وليس حليب النوق كالبقر
أموال أعدائنا في كل آونة.........نقضي بقسمتها بالعدل والقدر
ما في البداوة من عيب تذم به......إذا المروءة والإحسان بالبدر
وصحة الجسم فيها غير خافية.......والعيب والداء مقصور على الحضر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى......فنحن أطول خلق الله في العمر
القصيدة من كتاب عشائر الشام لأحمد وصفي زكريا
التسميات :
الثقافة