الأخطار التي تواجه قطاع المياه

يقول الله سبحانه وتعالى:
"وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون" الأنبياء 30.

جمعت عوامل عديدة لتشكل مخاطر على المياه في فلسطين، من بينها الاستهلاك المفرط بسبب قلة الموارد المائية الفلسطينية، مما أدى إلى استنزاف المخزون الجوفي المتاح. إلا أن أهم هذه المخاطر يتمثل في الإجراءات الإسرائيلية المختلفة.
الاستهلاك الفلسطيني

 حددت إسرائيل الاستهلاك الفلسطيني للمياه من خلال العديد من الإجراءات، إذ وضعت سقفاً لكمية المياه المستخرجة من الآبار الفلسطينية بحيث لا تزيد عن 100 متر مكعب في الساعة، ومنعت الفلسطينيين من حفر آبار جديدة بعد مصادرتها للآبار القديمة والأراضي التي بنت عليها المستوطنات. وفي حالة الموافقة على حفر آبار للفلسطينيين فإنها تلزمهم بأن لا يزيد عمقها عن 140 مترا. وتحرم إسرائيل الفلسطينيين من استخدام مياه نهر الأردن، كما تعرقل إمدادات المياه إلى البلديات الفلسطينية.

 تناقص المياه في فلسطين

 أدت مجموعة من العوامل إلى تناقص المياه في فلسطين، ويمكن تلخيصها في التالي:
 - الاستعمال الإسرائيلي المفرط.
 - زيادة النمو السكاني بمعدل 3,5% سنوياً.
 - تذبذب كميات مياه الأمطار من سنة لأخرى.
 - الاستهلاك غير المتوازن.

آثار الاحتلال الإسرائيلي على المياه في فلسطين

 أثر الاحتلال الإسرائيلي منذ 1967 على مياه فلسطين، وذلك في جوانب أربعة هي:
 - مصادر المياه
 - استهلاك المياه
 - تناقص المياه
 - تلوث المياه

 تناقص المياه في فلسطين بسبب الاستهلاك الإسرائيلي

 أدى الاستهلاك الإسرائيلي المفرط للمياه الفلسطينية إلى تعرضها لتناقص حاد واختلال بين كمية التغذية للخزان الجوفي السنوية والاستعمال اليومي.

أولا- تناقص المياه في قطاع غزة

 - تناقصت مياه المخزون الجوفي في القطاع إلى 800 مليون متر مكعب سنة 1995، بعد أن كان المخزون يبلغ 1200 مليون متر مكعب سنة 1975.
- انعدام التوازن المائي بسبب زيادة كمية المياه المضخة من الخزان الجوفي التي تصل إلى 130 مليون متر مكعب، في مقابل 80 مليونا هي كمية مياه التغذية السنوية، ويصل معدل التناقص السنوي إلى 2,5%. 
- قدرت كمية الاستهلاك المنزلي والصناعي في غزة بـ 47 مليون متر مكعب سنوياً.

تلوث المياه في الضفة الغربية

أ- مياه نهر الأردن:

 وصلت نسبة الأملاح في مياه نهر الأردن إلى خمسة آلاف جزء في المليون، بعد أن كانت لا تتعدى 600 جزء عام 1925. وزادت نسبة الكلورايد إلى 1365 ملغراما في اللتر في منطقة أريحا خلال السنوات العشرين الماضية بعد أن كانت 24 ملغراما.

ب- المياه الجوفية:

 أدى الضخ الإسرائيلي للمياه الجوفية بطريقة مفرطة إلى تزايد نسبة الملوحة في الخزان الجوفي، مثل تسرب مياه نظام السينومائي الأعلى - التوروني العالي الملوحة إلى مناطق وجود المياه العذبة. وأشارت الدراسات إلى زيادة نسبة الملوحة عن الموصى بها دولياً (50 ملغراما في اللتر) في 27,2% من مياه الضفة الغربية. كما أن النترات تلوث العديد من مصادر المياه، ففي طولكرم لا تتعدى نسبة المياه الناجية من التلوث بالنترات 27%، في حين تنخفض النسبة في قلقيلية إلى 23%. وترتفع معدلات النترات على 50 ملغراما في اللتر في 14% من مياه الآبار. وفي النهاية تصل نسبة المياه الملوثة بالطبقات القلوية إلى 85%.

 ثانيا- تلوث المياه في قطاع غزة

 تعد مشكلة التلوث المائي في قطاع غزة أكبر من مثيلتها في الضفة الغربية، وتتلخص في النقاط التالية:
 - وصلت كمية الكلورايد في بعض المناطق إلى 1500 ملغرام في اللتر.

 - لا تتعدى المناطق التي تستخرج منها مياه ذات معدلات كلورايد منخفضة (250 ملغراما في اللتر) عن 45 كيلو مترا مربعا في المناطق الشمالية، وعن 35 كيلو مترا مربعا في المناطق الجنوبية.

 - حسب تقسيم لانجوت فإن مياه قطاع غزة تصنف في نوعية المياه القلوية، مع ارتفاع عالٍ في كمية الكلورايد.
 - 85% من مياه الآبار في قطاع غزة غير صالحة للشرب بسبب المكونات القلوية.
 - زيادة نسبة الأملاح في المناطق الجنوبية الشرقية وأجزاء من المنطقة الوسطى لتصل إلى ألف ملغرام في اللتر.
 - زيادة نسبة النترات عشرات المرات على الموصى بها دولياً.

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم