الهودج في اللغة العربية واللهجات البدوية :
ومن أسماء الهودج وأنواعه : الخدر - الأجلح - القبة - المحفة - الفودج - الحدج - العريش - الشجار - القنا - المحمل.
ويسمى "الكرمود" في ليبيا - وفي الجزائر يسمى الباصور، وفي تونس يسمى الجحفة، وفي المغرب يعرف بالهودج والعمارية وفي السودان يسمى الشبري، ومن أسمائه الأخرى أيضاً: المركب، والظعن، والعطفة، والعمارية، والجحالف، والجمل.
يستخدم الهودج في التنقل والترحال فهو مكان لركوب النساء علي الإبل وهنا يطلقون عليه الظعن جمع ضعائن، ويستخدم في الحروب، ويسمي العطفة عند عرب أهل نجد وفي الشمال يسمي العماريه والمركب ولا تستخدم العطفة إلا في المناويخ فقط ومعنى كلمة المناخ مأخوذه من أناخة الابل خوف من ان توخذ، ويمتد المناخ إلى أحيانا شهر أو شهرين أو ثلاثة أشهر وهو ليس معركه واحدة إنما عدة معارك تستمر إلى أن تنتصر إحدى القبيلتين المتحاربتين أو يتم الصلح بينهما.
والعطفة هو الجمل الذي تركبه بنت شيخ القبيلة ويزين بأحلا زينة تشجع وتحمس الفرسان أثناء وقبل القتال، والفرسان يتدافعون أمامه كل منهم يريد أن يفتديه، وهو رمز للقبيله ودليل علي قوتها وانهم قادرين علي حماية جملهم، وللعطفه اعراف عند العرب في حالة ان القبيلة المنتصره إذا استولت على عطفة القبيلة المغلوبه فلا تمس الفتاة التي في العطفة بل تعاد إلى أهلها معززه مكرمه وإنما يؤخذ الجمل التي تركبه، وايضاَ ان شيخ القبيلة المأخوذه عطفته لايحق له ان يضع عطفه أخرى الا في حاله واحدة ان يقوم باخذ عطفة اي قبيله أخرى وبالتالي يحق له إرجاع عطفته التي سلبت، لذالك تستميت العرب دون العطفة ولو كلف الأمر ان يقتلو جميعا دونها ولا تسلب.
" فالهودج قديما قد يسافر أياماً وأسابيع وشهور عبر صحاري العرب، وبواديها، حيث يقطع رحلة ليست هينة من بيت العروس إلى بيت العريس، ويكون هذا الموكب أو القافلة وهودجها في وسطها، كسفارة فرح، كلما مرت بمضارب قبيلة رحبوا بهم وباركوا وهنأوا وربما شاركوهم فرحتهم بالزغاريد، مما يدلل على أن العرب وان اختلف جغرافيتهم هم عرق واحد ودم واحد تسود بينهم الألفة والمحبة والعشرة الطيبة، وقد يحدث أيضاً أن تبيت هذه الزفة بأكملها في مضارب قوم في طريقهم، فيكونوا ضيوفاً يسرع الجميع بضيافتهم واكرامهم والترحيب بهم، ويعملون على راحتهم، وقد حدث ذلك بالفعل، حيث أن سير هذه الزفة بهودجها المزين وبطابعها التراثي الخاص المتعارف عليه عند العرب، هو وسيلة إعلام وإخبار بأنها زفة أو قافلة فرح "زفاف" مما يمنحها امتيازات من جميع سكان البوادي بتسهيل حركة مرورها، ولو كان شعب من الشعاب يشهد وقائع حرب أو غزو أو قطع طريق، فلهذه الزفة احترامها الخاص في طريق رحلتها"
لكن؛ الشخص الذي يحق له في العرف والعادة أن يوقف هذه الزفة ويلغي الزفاف والفرح ويجبر الجميع على الاذعان والتسليم لطلبه وفق قانون البادية والصحراء، هو ابن عم العروس أو ابن عمتها فقد أجاز له النظام العشائري أن يمنع هذا الزواج، وإن كان لا يعلم به أن يلحقها، ويوقفها ويجبر عريسها على الطلاق، ويعيدها إلى ذويها إن كان بالفعل هو يريدها زوجة له، حتى وإن اندلعت مواجهة حربية نتيجة ذلك، فالحق معه وفق قانون العرف والعادة عند البدو، والصحيح أنا لا أعارض هذا الأسلوب، فهم محقون في قانونهم، لأن دراستنا للمجتمع المعاصر أثبتت أن نظرية الأجداد على حق، لأن المرأة لن تجد من يشفق عليها ويكون لها عوناً وسندا في الحياة أكثر من قريبها كابن عمها وابن عمتها وابن خالها وابن خالتها، كما أن الزواج بين الأقارب أو داخل العشيرة الواحدة أفضل من الزواج البعيد من حيث الأمور المعيشية والطمأنينة إلا إذا كان الزواج مع العشائر الأخرى على القاعدة الإسلامية ووفق منهج وأخلاق السنة فهذا لا بأس به وهو ايضا جيد ومستحب لأن اختيار الزوج والموافقة عليه من قبل الأقارب أمر مهم للغاية، من أجل حياة مستقرة للمرأة، لأن الرجل الذي لا أخلاق له لا يصون الأمانة ولا يعرف حقوق الآخرين ويمكن أن يجلب المصائب والضرر للناس، ومن هنا فلا بد للزواج أن يعتمد على قاعدة الأقربون أولى بالمعروف، وقاعدة إن جاءكم من ترضون دينه فزوجوه..
مجتمعنا اليوم وبسبب تقمص حضارات الغرب، أصبح مجتمع مفكك والفساد استشرى فيه كالنار التي تنتشر في الهشيم، إلا أن الخير ما زال موجودا في الأمة إلى يوم الدين، لكن بطبيعة الحال أصبح من الأمور النادرة، والحياة العامة للمجتمع أصبحت حياة متعلقة كثيرا بالجوانب المادية بينما الحياة القديمة للأجداد كانت متعلقة بالجوانب المعنوية كالقيم والأخلاق وحب الخير للجميع، فالاحترام المتبادل كان قانونا الزاميا في المجتمع القديم..