الأرض في القرآن الكريم

 ﷽

{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} ﴿١٣٧ آل عمران﴾.
وردت كلمة "الأرض" في حوالي 425 آية من آيات الذكر الحكيم، أي ما يقارب 6,8% من عدد الآيات الكريمة، لكنها وردت في 80 سورة كريمة من سورة القرآن الكريم، أي ما يعادل 70% من عدد سور القرآن الكريم، بينما كانت نسبة ذكر السماء في القرآن الكريم أقل من ذكر الأرض بكثير.

وأن الله خلق السماوات والأرض في 6 أيام، والأرض في يومين، وأن الله نهانا أن نفسد الأرض وألا نفسد من عليها. وألا نستكبر ولا نسير فيها مرحين، أومختالين، لأن عباد الله يمشون فيها هوناً.

وجاء وصف الأرض في الذكر الحكيم، بأنها:

فراشاً للأنسان، أنها مستقر الإنسان إلى حين، سهولها للقصور وجبالها للبيوت، وأنها من ميراث وارث المؤمنين، وأنها دار خلافة الإنسان، وأن الأرض مقطعة "مقسمة" على الأمم، أن الأرض مصدر الأرزاق، وأصل الإنسان، وأنها آية من آيات الله، وأن الأرض مصدر المعرفة وآثار السابقين، إنها مسكن الجن والإنس، أن للأرض رواسي، أن الله قادر على تبديل الأرض بغيرها أخرى، أن الأرض كانت ميتة فأحياها الله، وجعل ما على الأرض زينة لها، أن الأرض مخلوق يسبح لله، والأرض كلها مرجعها إلى الله، أن الأرض قد تنشق وقد ترج وقد ترجف وقد تمد وقد تتصدع وقد تسطح وقد تدك وقد تزلزل، وأن الأرض كانت جزء من السماء، وأنها منقوصة من طرفيها، وأن الأرض قرارا، وأن المصائب تحدث في الأرض، أن هناك سبع أرضين.

ومما جاء في القرآن الكريم من أنواع واستعمالات الأرض:

- الأرض الجرز: أي اليابسة الغليظة

- الأرض المخضرة: الأرض ذات النبات الأخضر

- الأرض الهامدة: الأرض الجافة

- الأرض خاشعة: الأرض المغبرة المتهشمة 

- الأرض ذلول: ساكنة 

- الأرض بساطا: الأرض السهلة

- الأرض كفاتا: ضامة "تضم الجميع"

- الأرض مهادا: الأرض فراشا.

- الحرث والزراعة

أما عن التضاريس وأجزاء الأرض والظواهر الأرضية والجوية في القرآن الكريم، نذكر اسمها وعدد مرات ذكرها، كما يلي:

" الجبال (33) مرة، السهول (1)، الأودية (5) الأخدود (1)، الدمار والخراب (7)، التفجير"الانفجار" (5)، الانشقاق (3)، الانصهار (1)، الأحقاف (1)، التراب (18)، الطين (11)، الأنهار (51)، البحار (26)، الصخور والحجارة (10)، البرزخ (3)، الماء (51)، الطوفان (2)، الملح (2) العذب (2)، الصلصال (4)، الفخار (1)، العيون (10)، الينابيع (2)، البحيرة (1)، السيل (1)، الزلزال (2) الجرف (1)، الطور (8)، الصدع (2) الموج (8) الساحل (1)، الشاطئ (1)، النحت (4)، الكهف (6)، المغارة (1)، الفجاج (3)، السبل "ج، السبيل" (83)، الطريق (2)، الذرة (7)، الخسف (8)، الصواعق (7)، البرق (4)، الرعد (4) البرد (3)، الحر " الحرارة" (2) الجو (1)، المطر (4)، الرياح (22)، الكواكب (5)، النجوم (7)، الشهب (5).."

تفسير نشأة الأرض في القرآن الكريم:

إن القرآن الكريم، هو أول من أخبرنا بأن الأرض والسماء كانتا رتقاً، والرتق هو الملتحم والمنضم لبعضه البعض، يعني أن الأرض والسماء كانتا ملتحمين مع بعضهما البعض، ففتقهما الله سبحانه وتعالى، والفتق هو قوة وشدة الفصل بين شيئين ملتحمين، وهذا  يتضح في قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} سورة الأنبياء الآية 30، وهو دليل من أدلة نشأة الكون، وفي هذه الآية أول اشارة تصل للإنسان عن نشأة الكون، ولذلك فالعرب والمسلمين هم أول ما كان يعلم بأن للكون نشأة ونظام، أوجده الخالق العظيم سبحانه وتعالى، وأما نظرية علماء الغرب حول نشأة الكون فقد ظهرت نظرية الانفجار العظيم سنة 1927م وفرضية السديم (1734م - 1960م) ونظرية الكويكبات 1960م، ونظرية انسلاخ القمر سنة 1878م، ونظرية المد الغازي، وغير ذلك من نظريات وفرضيات لتفسير نشأة الأرض والكون، ولم تأتي بشيء أعظم مما جاء في القرآن الكريم ولن تستطع.

وعن نشأة وتكوين شكل الأرض وتوزيع اليابس والماء، ففي كتاب الله سبحانه وتعالى:

أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [سورةالرعد:41]

وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [سورة المؤمنين: 18]

وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة الأعراف:168]

{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} [ سورة الروم:22]

تشير الآيات السابقة أن الأرض كلها، لها طرفين فيهما نقص، وطرفي الأرض ربما هما القطب المتجمد الشمالي والقطب المتجمد الجنوبي، وفيهما نقص من حيث المساحة ونقص من حيث طول النهار وطول الليل، ونقص من حيث درجة سطوع الشمس، ونقص من حيث درجة الحرارة، ونقص في طبيعة الحياة، وهذه آية من آيات الخالق والخلق فسبحان الله عما يصفون، وفي الآية الثانية أن مصدر المياه على سطح الأرض أو في جوفها مصدره منزل من السماء، وفي الآية الثالثة أن الله وزع الأمم في الأرض، فمنهم الصالح ومنهم دون ذلك، وهم موزعون في قطع ونحن نرى الامم في قطع من الأرض "قارات" وشبه قارات .

وفي الآية الرابعة لكل أمة أو سلالة لونها ولسانها، وفي ذلك آية واعجاز للعالمين.. وسبحان الله عما يصفون.

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم