بصة الفالق

 بصة الفالق: قرية فلسطينية قضاء طولكرم


التسمية: بصة الفالق: حيث البصة : هي الأرض المشبعة بالماء، أو المترشحة بالماء، ففي اللغة: وبَصَّ المَاءُ: رَشَحَ، والبَصّاصَةُ: العَيْنُ، والبَصْبَاصُ مِنَ المَاءِ القَلِيلُ، قالَ أَبو النَّجْمِ: لَيْسَ يَسِيلُ الجَدْوَلُ البَصْبَاصُ، يعني كلمة "البصّة" تعني الأرض التي يرشح فيها الماء دون الجريان، أما الفالِق: فَضَاءٌ بَيْنَ شَقِيقَتين مِنْ رَمْلٍ، وَجَمْعُهُمَا فُلْقان كحاجِرٍ وحُجْران، و(الفالق) الطَّرِيق المنخفض بَين الربوتين.

والفالِقُ: عين ماء، لبَني أبي بكْر بن كِلابٍ بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بنَجْد، قالَه الأصمعيُّ، وَهُوَ مَكَان مُطمَئنٌّ بينَ حزْمَينِ، بِهِ مُوَيْهَة يُقالُ لَهَا: ماءُ الفالِق.

لا يعرف بالضبط متى ظهرت هذه التسمية، إلا أنها لم تكن معروفة بهذا الإسم في وقت تدوينات ياقوت الحموي المتوفي سنة 626هـ/1228م أي في عهد دولة الأيوبيين، حيث أنه لم يذكر اسم هذه القرية، ولكن جاء في المعجم اسم الفالق عين ماء لبني بكر بن كلاب العامريين في نجد، ولم نجد في المعجم قرية باسم البصة، ولا باسم بصة الفالق ولا بصة الفالج، لذا فمن المحتمل أن تكون تسمية القرية جاءت في عهد الدولة العثمانية أي بعد تاريخ 921هـ/1516م..

والفالق قد تكون قافها حرف الجيم في الأصل كما في لهجة بعض أهل مصر وأهل بعض القرى الساحلية في فلسطين، لذا فمن المحتمل يكون اسم الفالج أصح من الفالق، لأن الموقع من حيث الوصف الجغرافي أقرب ما يكون فالجا وليس فالقا كما يلي :

تفسير الفالج لغويا وجغرافيا:

الفلج: الماء الجاري من العين،  يقال: عين فلج وماء فلج، قال أبو عبيدة: الفلج النهر، والعين الجارية، وكل جدول شقّ من عين على وجه الأرض فهو فلج، وقال أبو الدّنيا: فلج الأفلاج نخل لبني جعدة كثير وسيوح تجري مثل الأودية تنقب فيها قنيّ فتساح.

 وفلج: مدينة بأرض اليمامة لبني جعدة وقشير وكعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

وفلج: مدينة قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان وبها منبر ووال، قال: ويقال لها فلج الأفلاج.

والأفلاج لبني جعدة وفيها لبني قشير من بني عامر بن صعصعة.

ويوم فلج: لبني عامر على بني حنيفة.

سكان قرية بصة الفالق: وهي من القرى المحتلة عام 1948م والتي استولت عليها العصابات الصهيونية، وهُجَّر أهلها منها، ومن أشهر القبائل التي سكنت بصّة الفالق وأطرافها: عرب الحويطات ، وعرب الملالحة ، وعرب العايد، وعرب السواركة، وعرب الزبيدات، وعرب القطاطوة، وعشائر أخرى وجميع هؤلاء العربان من البدو الذين كانوا يتنقلون ما سيناء وفلسطين، وهم عرب رحل بدأ استقرارهم في هذه المناطق بعد تشجيع من ادارة القائد إبراهيم باشا منذ عام 1830م للسكان البدو على التوطين وممارسة الزراعة، لخصوبة التربة وصلاحيتها لزراعة المحاصيل والخضار بعد الاستصلاح، وكانت قبل ذلك تستخدم للرعي وايضا للمحافظة على الأمن والاستقرار، بدل التنقل والترحال الذي هو ظاهرة اجتماعية وطابع لدى البدو..

نبذة عن قبائلهم: 

الحويطات وهم جزء من قبيلة الحويطات القديمة والموجودة في مصر والاردن بشكل واسع.

والملالحة: وهم جزء من قبيلة بني عامر، يرجع جذورهم إلى بني عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، أصلهم من عرب الفيوم الذين سبق وأن رحلوا إلى سيناء على أثر حروب داخلية، وهجمات من قبل سلطات المماليك والأتراك.

وعرب العايد: وهم من قبيلة العايد التي كانت تقطن في سيناء ومصر وكانت تتولى قديما رئاسة جذام في العريش وجنوب فلسطين.

وعرب السواركة، وهم من عرب سيناء ومصر والذين ينحدرون من بني أسد بن خزيمة من القبائل العدنانية، ويرجع نسبهم لجدهم الصحابي الجليل عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس الأسدي، رضي الله عنه.

وعرب الزبيدات: نسبة إلى قبيلة زبيد الشام التي كان لها نشاط في جنوب الشام يمتد إلى الحجاز، ولهم علاقات وطيدة بتاريخ العرب في شرق الجزيرة العربية والعراق والشام.

وعرب القطاطوة: نسبة لعرب قاطية في شمال سيناء، والتي كانت قديما مدينة جمرك ونقطة تفتيش بين الشام ومصر.

عشائر وعائلات أخرى:

العبابشة " العبوشي" وهم سكان كفر عبوش، وآل شاكر وآل عامر وآل زبن وآل الكحلة وآل جبارة وآل الخريشي وآل كريم وآل ياسين..

ومن الناحية التاريخية: فقد سكنت قبائل من بني عامر بن صعصعة هذه السهول الساحلية قديما، ومنها بني هلال وبني كلاب وبني عامر وبني نمير وخفاجة، كما نزل قوم من بني دريد في طولكرم ونزل قوم من بني عصفور عكا في زمن قديم، ونزل أقوام آخرين في مراحل أخرى ممن يعودون لقبيلة بني عامر بن صعصعة ومنهم العمور من الجزائر، وهلالية من مصر، وسكان أخرين من المغرب ومن ليبيا، فهل هناك علاقة بتسمية هذا المكان باحدى هذه الجماعات النازلة في هذا السهل! هذا ممكن بالطبع، لكن الأمر لا أجد فيه دليلاً واضحا..

              

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم