أبيات من شعراء العرب


بِضَرْبةِ ساقٍ أَو بِنَجْلاَءَ ثَرَّةٍ = لهَا مِن أَمامِ المَنْكَبَيْنِ فَتِيقُ

وقامَ إِليها الجَازِرَانِ فأَوْفَدَا = يُطِيرَانِ عَنها الجِلْدَ وَهْيَ تَفْوقُ

فَجُرَّ إِلينا ضَرْعُها وسَنَامُها = وأَزْهَرُ يَحْبُو لِلقيامِ عَتِيقُ

بَقِيرٌ جَلاَ بالسَّيفِ عنهُ غِشَاءَهُ = أَخٌ بإِخاءِ الصَّالِحِينَ رَفيقُ

فَباتَ لَنَا منها وللِضَّيْفِ مَوْهِنا = شِوَاءٌ سَمِينٌ زَاهِقٌ وغَبوقُ

وبَاتَ لهُ دُونَ الصَّبَا وهْيَ قَرَّةٌ = لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِسَاءِ رَقِيقُ

وكلُّ كَرِيم يَتَّقِي الذَّمَّ بالقِرَى = ولِلخَيْرِ بينَ الصّالحينَ طَريقُ

لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا = ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ

نَمَتْنِي عُرُوقٌ من زُرَارَةَ لِلْعُلَى = ومنْ فَدَكِيٍّ والأَشَدِّ عُرُوقُ

مكارِمُ يَجْعَلْنَ الفَتَى في أَرومَةٍ = يَفَاعٍ، وبعضُ الوالِدِينَ دَقِيقُ

[ من قصيدة: عمرو بن الأهتم ]

وَطِرَاقَاً مِنْ خَلْفِهِنَّ طِرَاقٌ سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بِهَا الصَّحْرَاءُ 

أَتَلَهَّى بِهَا الْهَوَاجِرَ إِذْ كُلُّ ابْ نِ هَمٍّ بَلِيَّةٌ عَمْيَاءُ

وَأَتَانَا مِنَ الْحَوَادِثِ وَالأَنْبَا ءِ خَطْبٌ نُعْنَى بِهِ وَنُسَاءُ

إِنَّ إِخْوَانَنَا الأَرَاقِمَ يَغْلُو نَ عَلَيْنَا فِي قِيلِهِمْ إِحْفَاءُ

يَخْلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْ بِ وَلا يَنْفَعُ الْخَلِيَّ الْخَلاءُ

زَعَموا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْ    رَ مُوَالٍ لَنَا وَأَنَّا الوَلاءُ

أَجْمَعُوا أمْرَهُمْ عِشَاءً فلَمَّا    أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ

مِنْ مُنَادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْ هَالِ خَيْلٍ، خِلالَ ذَاكَ رُغَاءُ

أَيُّهَا النَّاطِقُ الْمُرَقِّشُ عَنَّا عِنْدَ عَمْرٍو، وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ

لا تَخَلْنَا عَلَى غَرَاتِكَ، إنَّا قَبْلُ مَا قَدْ، وَشَى بِنَا الأَعْدَاءُ

فَبَقِينَا عَلَى الشَّنَاءَةِ تَنْمِي    نَا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعْسَاءُ

قَبْلَ مَا الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ النَّ اسِ فِيهَا تَعَيُّطٌ وَإِبَاءُ

وَكَأَنَّ الْمَنُونَ تَرْدِي بِنَا أَرْ عَنَ جَوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَمَاءُ 

[ من معلقة الشاعر؛ الحارث بن حلزة بن بكر بن وائل بن أسد بن ربيعة بن نزار، من شعراء العصر الجاهلي ]

أَلا يَا دِيَارَ الحَيِّ بِالبَرَدانِ = خَلَتْ حِجَجٌ بَعْدِي لَهُنَّ ثَمانِ

فَلَمْ يَبْقَ مِنْها غَيْرُ نُؤْيٍ مُهَدَّمٍ = وغَيْرُ أَوَارٍ كالرَّكِيِّ دِفانِ

وغَيْرُ حَطُوباتِ الوَلاَئِدِ ذَعْذَعَتْ = بِها الرِّيحُ والأَمْطارُ كلَّ مَكانِ

قِفارٌ مَرَوْراةٌ يَحارُ بِها القَطا = يَظلُّ بِها السَّبْعانِ يَعْتَرِكانِ

يُثِيرَانِ مِنْ نَسْجِ التُّرَابِ عَليهِما = قَمِيصَيْنِ أَسْماطاً ويَرْتَدِيانِ

وبالشَّرَفِ الأَعْلَى وُحُوشٌ كأَنَّها = عَلَي جَانِبِ الأَرْجاءِ عُوذُ هِجانِ

[من قصيدة عميرة بن جمل]

فَإِن يَكُ عامِرٌ قَد قالَ جَهلاً

فَإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهلِ الشَبابُ

فَكُن كَأَبيكَ أَو كَأَبي بَراءٍ

تُوافِقكَ الحُكومَةُ وَالصَوابُ

وَلا تَذهَب بِحِلمِكَ طامِياتٌ

مِنَ الخُيَلاءِ لَيسَ لَهُنَّ بابُ

فَإِنَّكَ سَوفَ تَحلُمُ أَو تَناهى

إِذا ما شِبتَ أَو خابَ الغُرابُ

فَإِن تَكُنِ الفَوارِسُ يَومَ حِسيٍ

أَصابوا مِن لِقائِكَ ما أَصابوا

فَما إِن كانَ مِن نَسَبٍ بَعيدٍ

وَلَكِن أَدرَكوكَ وَهُم غِضابُ

فَوارِسُ مِن مَنولَةَ غَيرُ ميلٍ

وَمُرَّةَ فَوقَ جَمعِهِمُ العُقابُ

[من قصيدة النابغة الذبياني]


              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم