الشمال والجنوب في الكرة الأرضية، يفصل بينهما خط الإستواء، حيث نرى التركز السكاني للعالم في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وتقدر نسبة اليابس فيه حوالي 60% من أجمالي مساحة نصف الكرة الشمالي، بينما في نصف الكرة الجنوبي فالعكس تماماً حيث ترتفع نسبة المياه أو المسطحات المائية لنحو 80% وتنخفض نسبة اليابس فيه إلى 20% من أجمالي مساحة نصف الكرة الجنوبي، هذا وتبلغ نسبة المسطحات المائية في الكرة الأرضية نحو 70% من إجمالي مساحة الكرة الأرضية كلها، والباقي تمثل اليابسة التي تضم كافة سكان العالم.
إذا فإن معظم سكان العالم يتركزون في نصف الكرة الشمالي، وتنخفض نسبتهم في نصف الكرة الجنوبي، ويصل عدد دول العالم في نصف الكرة الشمالي نحو 100 دولة عدد الدول لا يعني أي قيمة تبعاً لعدة معايير إلا أننا نجد بأن معظم الدول المتقدمة تقع في نصف الكرة الشمالي وهذا هو المهم، وكذلك أيضاَ نجد غالبية الدول الفقيرة موجودة في نصف الكرة الجنوبي، والدول المتقدمة نعني بها الدول القادرة على التصنيع التطوير والابتكار والتصدير وبالتالي ارتفاع مستوى المعيشة..
شمال والجنوب في القارة الواحدة: نلاحظ أن الشمال يختلف عن الجنوب حتى في القارة الواحدة، فمثلاً دول شمال أوربا تمتاز بالتقدم الحضاري الكبير والمزدهر عنه في الجنوب، وكذلك شمال آسيا مختلف عن جنوبه حيث نلاحظ شمال آسيا منطقة متقدمة جدا عن جنوبه حيث تقع دولة روسيا الجزء الآسيوي، وكذلك في شمال افريقيا حيث نجد الشمال الأفريقي يتمتع بالحضارة والتاريخ القديم والتطور الأسبق في الأحداث عن الجنوب الأفريقي، وكذلك في الشمال الأمريكي نجد تركز التقدم والتطور والحضارة والقوة عنه في الجنوب.
حتى في الدولة الواحدة نلاحظ دائما فروق في الشمال والجنوب فمثلاً نلاحظ شمال جمهورية مصر العربية تتركز فيه أغلب السكان وأكثر الأراضي خصوبة وأكثر المناطق الإنتاجية وأكثر المناطق الإدارية بينما يقل ذلك كلما اتجهنا جنوباً، كما أننا نلاحظ أن غالبية الصحاري تقع في جنوب الدول،
الشمال والجنوب في الحضارات القديمة، نلاحظ أن غالبية الحضارات القديمة تطل على البحر المتوسط أو قريبة من مناخه، باستثناء حضارة الصين والهند، إذا فمعظم الحضارات القديمة تقع في نصف الكرة الشمالي.
عرب الشمال وعرب الجنوب
نلاحظ أن غالبية عرب الشمال كمصطلح قديم كان يقصد به العرب العدنانية وأن عرب الجنوب يقصد بهم العرب القحطانية، ومن المعروف تاريخياً أن عرب الشمال كانوا منذ القدم أكثر توسعاً من عرب الجنوب، وأكثر تنقلا وترحالاً بينما تميز عرب الجنوب بالاستقرار أكثر، كما نلاحظ أن أهم المقدسات الدينية تركزت في الشمال، وكذلك نلاحظ أن عواصم الخلافة الإسلامية تركزت في الشمال أيضاً مثل دمشق وبغداد والأندلس والقاهرة، كما أن الديانات السماوية وكذلك الرسل والأنبياء كان تركزهم في الشمال، حتى أننا نلاحظ انطلاق الدعوة الإسلامية في بداية عهدها تركز في المدينة المنورة والتي هي تقع إلى الشمال من مكة، فأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ومركز دعوته كانت في الشمال، بينما كانت مكة مركز المعارضة في بداية الدعوة الإسلامية حيث هي مركز قريش، ونلاحظ أيضاً أن أول الفتوحات الإسلامية الخارجية انطلقت إلى الشمال حيث اتجهت أنظار المسلمين إلى بلاد الشام والعراق..
الشمال والجنوب في القرآن الكريم لم يأتي لهم على ذكر، فسبحانه تعالى فأما الشمال الذي ورد في القرآن فهو بمعنى اليسار وليس هو الشمال الجغرافي، بينما الجهات التي وردت في القرآن الكريم هي المشرق والمغرب، إلا إذا اعتبرنا اليمين هو الجنوب والشمال هو الشمال الجغرافي المقابل للجنوب، فنقول أنه ورد 7 مرات.
والشمال والجنوب من حيث المناخ وكمية الامطار نلاحظ أن المناطق الشمالية من القارات تسقط عليها أمطار أغزر وأكثر من مناطق الجنوب، وكذلك المناخ كلما اتجهنا شمالا كلما كانت درجة الحرارة ألطف وأبرد ولذلك نلاحظ أن المناخ المعتدل في نصف الكرة الشمالي من مدار السرطان (تقريباً 23.5° شمالاً) إلى الدائرة القطبية الشمالية (تقريباً 66.5° شمالاً). أما النطاق المعتدل الجنوبي فيمتد من مدار الجدي (تقريباً 23.5° جنوباً) إلى الدائرة القطبية الجنوبية (تقريباً 66.5° جنوباً) فيكون المناخ المعتدل في نصف الكرة الشمالي فوق اليابس مناخاً معمورا من حيث السكان، بينما المناخ المعتدل في النصف الجنوبي فوق الماء لذا فهو خالي من السكان..
وبالتالي فإن معظم احتياجات العالم مصدرها نصف الكرة الشمالي، حيث الغذاء والمواد الخام والوسائل التكنولوجية الحديثة وكل ما يتعلق بمتطلبات الحياة الإنسانية العامة.
وأما من حيث الصحراء:
تقع معظم الأراضي الصحراوية ما بين دائرتي عرض 15°و 35° شمال وجنوب خط الاستواء، أي في مناطق الضغط الجوي المرتفع، حيث تهب الرياح باردة ثم تدفأ. وتتكون مناطق الضغط المرتفع بحركة الرياح فوق الأرض، فالهواء الدافئ ينبعث من خط الاستواء ويهب شمالاً وجنوبًا، وتقع أكبر صحراء في العالم في النصف الجنوبي وهي الصحراء القطبية الجنوبية 14مليون كم2، كذلك نلاحظ تركز الصحاري دائما في جنوب الدول والأقاليم الجغرافية، بينما نلاحظ أن عدد الصحاري يظهر في نصف الكرة الشمالي مثل صحاري الجزيرة العربية والصحراء الكبرى في الشمال الأفريقي وصحراء بادية الشام وغيرها إذا يتركز البدو في نصف الكرة الشمالي وليس في نصف الكرة الجنوبي..
ومن الناحية الاجتماعية
نلاحظ أن الإنسان في نصف الكرة الشمالي أكثر تحضرا منه في نصف الكرة الجنوبي، من حيث التراث الثقافي والحضاري والمستوى التعليمي ومظاهر الحياة السكانية بشكل عام، حتى أن غالبية التطوير والرفاهية الذي نجده في نصف الكرة الجنوبي هو من تطوير وابداعات إنسان نصف الكرة الشمالي