جزء من جغرافية بني عامر


بني عامر بن صعصعة في الوطن العربي

(بني كلاب، وبني هلال، وبني نمير، وبني ربيعة، ,,الخ)

 بنو عامر بن صعصعة مجموعة ضخمة من القبائل العدنانية، يعدها النسابون ضمن هوازن، إلا أنها شكلت بحد ذاتها مجموعة مستقلة عن هوازن الحجاز. و موطن بني عامر الأصلي مناطق رنية و الخرمة و بيشة على حدود نجد الجنوبية مع الحجاز و انتشرت فروعهم في نواحي نجد و إقليم البحرين و العراق و المغرب العربي، كما وصلت قبائل عامرية إلى الأهواز و مصر و غيرها.

أهم فروع بني عامر بنو كلاب و بنو كعب و بنو نمير و بنو عقيل و بنو هلال و بنو قشير. و قد سادت كلاب و كعب و نمير على نجد في صدر الإسلام، و هم الذين يعنيهم الشاعر الأموي جرير في قوله الشهير "فغض الطرف إنك من نميرٍ فلا كعباً بلغت و لا كلابا"، بالإضافة إلى قشير و غيرها، و كان من أبرز شخصيات بني عامر في هذه الفترة مجنون ليلى قيس بن الملوح و معشوفته ليلى العامرية، بالإضافة إلى الشاعرة ليلى الأخيلية.

 و كان من أهم معاقل القبيلة في تلك الفترة الفلج (الأفلاج حالياً) في جنوب نجد. و قد تحالفت هذه القبائل في الماضي بني هلال وبني عقيل وبني نمير وارتحلل قسم كبير منها إلى مصر وبلدان المغرب والاندلس وفي عموم افريقيا في الرابع و الخامس الهجري. وعندما انهارت دولة القرامطة، شكلت بنو كلاب القوة الرئيسية في نجد و خصوصاً بعد عام 600 هـ (تقريباً 1200 م).

 ان بني نمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . تتفرع الى عدة عشائر في سوريا وتركيا والاردن والعراق وفلسطين ودول المغرب العربي ومن اعظم علماء بني نمير على مر العصور شيخ الاسلام العلامة الجهبذ ناصر السنة وقامع البدعة احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية النميرني الحراني المتوفي عام 728 هجرية رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته في الفردوس الاعلى وجزاه الله تعالى عن المسلمين خير الجزاء يقول زياد الأعجم :

لعمرك ما رماح بني نمير... بطائشة الصدور ولا قصار

ويكفيهم فخرا شيخ الإسلام ابن تيمية النميري رحمه الله وأبو مخشي ضريك بن خباشة النميري من بني نمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن . 

 ولقبائل بني عامر بن صعصعة وجود في الشام من قبل الاسلام ثم تلته هجرات اسلامية وأخر من وصل منهم بلاد الشام قبيلة السبعة من سبيع بن عامر مع ضنى عبيد من بشر من قبيلة عنزة الوائلية العريقة وقد خرجوا من وديان سبيع اثر دم اصابه جدهم المسمى معلا السبيعي وذهب الى ضنا عبيد من بشر من عنزة والان السبعه ثلث ضنى بشر والعرفاء نخوتهم وهي جال اسود يفصل مراعي قبيلة عتيبة عن مراعي قبيلة سبيع بن عامر في الماضي وعندها الان محطة واستراحة ساسكو على طريق الرياض الطائف السريع ويكفي من الادله على انتسابهم لسبيع نخوتهم بالعرفاء ومنهم البيضان مع قبيلة حرب الذين يرعون الربع الخالي لايعلقون العاني على احد وبعض القبائل مع مطير ولهم مربط من الكحيلات ذكر في كتب الخيل اخذه منهم بني علي من بني السفر من حرب لما كانوا في نجد وبعضهم مع الفرده وبني علي الى يومنا هذا مثل ابن هديب شيخ جزء من الفرده ابن عمه ابن هديب من شيوخ السبعة قبل ابن مرشد وتنطبق عليهم اوصاف سبيع الخلقيه الى يوم الناس هذا الا وهي خنوسة الظبى التي وصفهم بها حاجب ابن زراره بن عدس من بني عبد الله بن دارم بن حنظلة ملوك بني تميم ومن القبائل التي انتخت بالاماكن كالعرفا الجبلان تميم مع مطير في الصمان ينتخون ببلادهم القديمه صبحا قرب القوعية الى يومنا هذا اذ يقولون خيال صبحا جبلي والسبعة يقولون خيال العرفا سبيعي الى يومنا هذا في الشام ولو كان النسب الى السبعة على القاعدة الاصلية لاسم السبعة لكان واحدهم السبعي وهم يرفضون ذلك اشد الرفض ويصرون على اصلهم السبيعي حتى بالنخوة والنخوة والعزوه لا تتغير الا يسيرا بتطاول الازمان فمثلا سبيع كانت في الجاهليه وصدر الاسلام تنتخي بمنصور مثل بقية قبائل هوازن فلما اشتهر عامر بن صعصعه انتخوا به بعد منصور بدهور وكذلك الوسم لا يتغير ابد الدهر ويوجد في السبعه قبائل من غير سبيع مثل العبده فهم ينتخون بسناعيس وهذا يدل على نسبة العبدة الى قبيلة عبدة من شمر ونخوتهم مكونه من كلمتين سنا وعيس وسنا هو وشل ماء في سراة عبيدة الى الان ولم يتغير منه الا اسمه اذ يسمى حاليا صنان وهو اسفل السراة مقابل ارض نجديه تدعى عيس فرجع الضياغم اسلاف عبده من الشمال الى صنان حاليا سنا سابقا وعيس وطردوا القبائل التي حلته بعدهم ثم انتخوا به من القرن التاسع الى يومنا هذا ويقال ان العميره مع القمصة التحقت بالسبعه قريبا وهي من ال عمير ومعهم احلاف كثيرة وائلية وطائية وغطفانية وتستطيع ان تميز السبيعي الاصيل من السبعه بشكله فلا يختلف عن اخوانه قبيلة سبيع بن عامر النجدية الايسيرا لاختلاف المناخ بين اذرعات الشام ونجد ولا زالت قبيلة السبعة تحتاج الى دراسة مستفيضة للوسوم لكي نقطع بسبيعية كل فخذ على حدة وقد نسبوا امير لينة سليمان الشنيفي الثوري السبيعي رحمه الله اليهم حيث قالوا ان اسرة الشنيفي : في الرياض والمجمعة وضرما أسرة من الحاضرة من البرادات من المسكا من العبدة من السبعة ومنهم أمير لينة سابقاً وذكره علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر في جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد من بني ثور من سبيع بن عامر ويقولون كبار السن من المسكا أن الأمير سليمان الشنيفي أمير لينة سابقاً رحمه الله كان يقول نحن من المسكا من السبعة ووسمهم مطابق لوسم المسكا.

ولقبائل بني عامر علاقة قديمة بالشام كما ذكرنا سابقا جددها السبعة في القرون المتاخرة فاذرعات الشام المسمات حاليا درعا هي للسبعة مع عنزه وشيخهم ابن مرشد وهم ابناء معلا السبيعي وينتخون بالعرفاء.

 اما خفاجه فشمال سوريا وقليل منهم في الرقة ودير الزور وبني مرداس في حلب وجيس (قيس) كانوا في بحيرية طبرية والان قرب اللاذقية وقلعة كعبر في الجزيرة الفراتيه لبني كلاب وبني نمير اذ اسقطوا منها الدولة الحمدانية في الموصل ولبني عامر فروع كثيره في الشام والمشهور من الاستفاضة ان السبعة مع عنزة هم ابناء معلا السبيعي الذي اصاب دما في وديان سبيع قبل خمسمئة سنة تقريبا وذهب لضنى عبيد من بشر من عنزة وتزوج فيهم وكثر نسله حتى كانوا قبيلة مستقلة برايتها وأشياخها ولها دور كبير ضد القبائل في الشام مع عنزة فقد ذكر ان اخوان هلا سبعة اخوة من الخمسان السبعة منفردين ردوا جيشا من احد القبائل المغيرة على عنزة ومنذ بزغت شمس الاسلام على بلاد الشام والعراق ومصر والمغرب كان لها نصيب وافر من هجرات قبائل اليمن والحجاز وذلك بما خف من رجالها اثناء الفتح ومن ثم الاستقرار اما بالزواج من العرب الذين استقدموا اهاليهم بعد الفتح او بمصاهرت اهل البلد الاصليين.

 وكانت قبيلة هوازن وعلى راسها قبائل عامر بن صعصعة وسليم ممن امد هذه الهجرات حتى ان بني سعد حكموا المغرب العربي ثلاثمئة سنة باسم الاشراف السعديين فلما عرفهم اهل المغرب اقتنعوا بشرفهم لارضاعهم الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الهجرات ما كان قديما ومنها ما كان جديدا ففي العراق البدارين من قشير بن عامر حكموا الموصل والجبور وعبادة وخفاجة والكعوب وهلال والمنتفق وهي اخر قبائل بني عامر هجرة اذ هاجر بعضها قرابة القرن العاشر وفي طريق هجرتهم مروا بابن شبيب الحسيني العلوي الهاشمي القرشي في قصره الشبيبية قرب البدائع من ارض القصيم فاكرمهم سنة دهر وجذ لهم من نخله فلم يغادروا المكان الا وهو معهم اميرا عليهم وهو جد السعدون امراء المنتفق حاليا اما الشام ففيه ممالك قديمة لبني عامر منها ما ذكرنا سابقا والتي اسقطت حكم الحمدانيين بالموصل من قلعة جعبر في الجزيره الفراتية والقائم عليها الى اليوم بني كلاب يشاركهم الفخر بني نمير وقامت امارة في حلب لصالح بن مرداس العامري وامتدت ثلاثة قرون كما ان خفاجة لها تاريخ حافل في الشام فلاغرابه اذ هم صيادوا الاسود ببيشة المسماة اسد الشرى قبل الهجرة كما للجبور تاريخ حافل في الرقة ولجيس تاريخ حافل في اللاذقية ولحاضرتهم في حماة دور واضح فقد قتل منهم واصيب يوم ضرب الرئيس الاسد الاب مدينة حماة والاسد من بني كلاب بن عامر كما يقول بعض نسابة بلاد الشام واخر من دخل الشام من قبيلة سبيع بن عامر السبعة مع عنزة قبل اربعة قرون تقريبا . ويقول الامام الطبري رحمه الله بعدما ذكر أن القائد العباسي بغا اخذ بعض نمير اسرى ومعهم بعض العرب ولم يأخذ من بني عبدالله بن نمير احداً : وبنو عامر في نمير اصحاب ابل وشاء وليسوا اصحاب خيل.

ومن اشهرهم صاحب الابل الراعي النميري والذي كان يرعى صحراء المروت المسماة قديما حائل وحاليا تبتدء من انتهاء نفود السر الى الجله وتبراك الذي رد على قصيدة الشاعر جرير التميمي التي منها البيت السابق بقصيدة مشهورة منها قوله ما ضر السحاب زمع الكلابا وكان الراعي النميري مميزا بين شعراء العرب وله لقب لم يستحقه غيره وهو معتسف الصحراء ومعناه انه لم يقلد شاعر قبله فقد الهمته الابل والصحراء شعرا جديدا ليس فيه بكاء الاطلال ولا النسيب ولاما يقوله العرب قبله وبني عامر بن صعصعه هم خيشوم قيس وانفتها وجمرات العرب هي بني الحارث بن كعب القحطانيه من مذحج وانطفات جمرتها بالحلف مع همدان بن زيد والثانية اخوتهم لام عبس الغطفانية وانطفات بحلفهم لبني عامر يوم جبلة حيث قال الربيع بن الورد العبسي لبني عامر قتلتم ابي ولم اخذ له عقلا فاستعطفهم فبنوا له القبه واطعموه وذهبوا ليستطلعوا طلع قومهم فلما علموا ان جعفر بن كلاب قد بنى له القبه واطعمه قالوا لقد اجرته والثالثه عامر بن صعصعه ولم تنطفي لانها حالفت السيوف على الدهر وراس جمرة بني عامر الخلعاء بنوا رؤيبة الاصغر بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ومنهم رويبة قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ومن ثم كل بني عامر جمرات والرابعة ضبة بن اد اخوان الرباب وقد انطفات جمرتهم بحلفهم مع الرباب ثم خروجهم عن ذلك الحلف واكتفائهم بانفسهم وقد ثبت ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما علم ان ضبة في العراق تنتخي بضبة في الاسلام امر عامله ان يستتيبهم وان تابوا والا قتلهم فتابوا يقول الطبري في احدى روياته المختصرة عن حرب العباسيين بقيادة بغا لبني نمير وبني كلاب عام 232هـ : سار بغا من موضع الوقعة في طلب من شذ منهم ، فلم يدرك إلا الضعيف ممن لم يكن له نهوض منهم وبعض المواشي والنعم ، ورجع إلى حصن باهلة . قال : وإنما قاتل بغا من بني نمير بنو عبدالله بن نمير وبنو بسرة وبلحجاج وبنوقطن وبنو سلاه وبنو شريح وبطون من الخوالف – وهم من بني عبدالله بن نمير . وقال : ثم قدم عليه واجن الأشروسني الصغدي في سبعمائة رجل مدداً من الأشروسنية الأشتيخنية فوجهه بغا ومحمد بن يوسف الجعفري في أثرهم ، فلم يزل يتبعهم حتى وغلو في البلاد ، وصاروا بتبالة ومايليها من عمل اليمن وفاتوه ، فانصرف ولم يصر في يديه منهم إلا ستة نفر أو سبعة ، وأقام بحصن باهلة ، ووجه إلى جبال بني نمير وسهلها من هلان والسود وغيرها من عمل اليمامة سرايا في محاربة من امتنع ممن قبل الأمان منهم ، فقتلوا جماعة وأسروا جماعة ، وأقبل عدة من سادتهم ، كلهم يطلب الأمان لنفسه والبطن الذي هو منه ، فقبل ذلك منهم و بسطهم وآنسهم ، ولم يزل مقيما حتى جمع اليه كل من ظن انه كان في هذه النواحي منهم ، وأخذ منهم زهاء ثمانمائة رجل ، فأثقلهم بالحديد وحملهم إلى البصرة ، في ذي القعدة من سنة232هـ، وكتب إلى صالح العباسي بالمسير بمن قبله في المدينة من بني كلاب وفزارة ومرة وثعلبة و غيرهم واللحاق به ، فوافاه صالح العباسي ببغداد ، وصاروا جميعا في المحرم إلى سامرا سنة233هـ ، وكانت عدة من قدم به بغا وصالح العباسي سوى من مات منهم وهرب ، وقتل في هذه الوقائع التي وصفناها ألفا رجل ومائتا رجل من بني نمير ومن بني كلاب ومن مرة وفزارة ومن ثعلبة وطئ . ولما هاجرت بني نمير وبني عبد الله بن كلاب اهل العرق المعروف حاليا بعرق سبيع وبعض قبائل بني عامر الى الشام سميت جيس وكانت في حائل تسمى قيس وقد قال الامير عبيد بن رشيد قد حدروا طي مع قيس وسكنوا بحيرة طبرية الى وقت قريب و سكنوا الجزيرة الفراتية بقلعة كعبر وهم الذين اسقطوا الدوله الحمدانية بالموصل من قلعة كعبر وقد صارت لبني عامر دول بالشام مثل امارة صالح بن مرداس على حلب وبوادي بني نمير في اطراف تركي مازالوا يسمون ابناؤهم بصعصعة منقول والحديث ذو شجون والسلام .

 يصل تعداد بنو عقيل في ليبيا حوالي 1852 فرد فوق سن السادسة عشر و يقطنون في مدن ( بنغازى و المرج الدرسية و العقورية - وهي مدن قريبة من الجبل الاخضر ) و افرادها يحتفظون بلقب ( العقيلي ) من الفتوحات الاسلامية لشمال افريقيا و يصرون علي كتابته هم مشهورين بالورع و حفـــــــظ القران و تحفيظه و يطلق عليهم في ليبيا لقب ( المرابطون) و لقب ( الاشراف ) و يحضون باحترام شديد بين القبائل الليبية علي الرغم قلة عددهم و افراد القبيلة لهم دراية واسعة بامكان انتشار بنو عقيل في الوطن العربي - لقد زار افراد منها ( العقيق ) - عقيق بنو عقيل - و اغلبهم يجيدون الشعر الشعبي أما بنو عقيل فقد كان موطنهم القديم وادي العقيق (وادي الدواسر حالياً)، ثم ذهب جزء منهم إلى منطقة الجزيرة و الموصل شمال العراق فأسسوا هناك الدولة العقيلية في القرن العاشر الميلادي، كما ذهب جمع منهم إلى إقليم البحرين و أنجبت القبيلة هناك الدولة العصفورية في الأحساء ثم الدولة الجبرية التي سادت على شرق الجزيرة العربية و البحرين و حاربت البرتغاليين هناك، حتى سقطت على يد قبيلة عامرية أخرى هي قبيلة المنتفق التي سكنت العراق. أما نمير فتركت نجد منذ العصر العباسي و استوطنت ضفاف الفرات، و لا تزال العشائر العامرية ذات حضور كبير بين عشائر العراق اليوم.

و من أشهر قبائل عامر بن صعصعة بنو هلال الذين هاجروا من الجزيرة العربية إلى شمال إفريقيا بإيعاز من الفاطميين في القرن الحادي عشر الميلادي فاجتاحوا تلك البلاد و غيروا معالمها الاجتماعية إلى الأبد، و منهم الشخصية شبه الأسطورية أبو زيد الهلالي بطل الملاحم الشعبية الشهيرة، و الذي يزعم البدو أنه أول من قال الشعر النبطي.

أما في الجنوب الغربي من الجزيرة العربية توجد قبيلة لبني عامر بن صعصعة ( من بني هلال ) ارتحلوا من الحجاز جهات رنية والخرمة في العهد مابين 950- 1170م واستقروا في منطقة واعر بالقرب من بيشة فنزلوا في وادي ترج والمدرا واستقروا بها وقد تقسمت هذه القبيله على اثر الحروب والتحالفات أشهرها واقعة (بني وحش) بين عامي 1770-1790م التي أفضت إلى تقسيم بني عامر إلى جماعات هاجر جزء منهم بعدها طلباً للحماية إلى بلقرن وتبالة بلحارث وغامد وشمران وبني شهر الحاضرة واستقروا في تلك المناطق وتسموا تحت اسماء قبائلها ومنهم من بقي في البلد الأم (بيشة والمدرا)واتخذوا اسم ( العامري) هوية لهم ورمزاً واشتهروا بتربية المواشي وفلاحة النخيل..


" تزعم بني عامر بن صعصعة عرب العراق والحجاز والشام ومصر وافريقيا"

الكلام لابن خلدون قبل 600 سنة ، يقول:

كان بنو عامر بن صعصعة كلّهم بنجد، وبنو كلاب في خناصرة  والرَّبَذَة من جهات المدينة وكعب بن ربيعة فيما بين تهامة والمدينة وأرض الشام. وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان ونمير بن حامد  معهم. وجشم محسوبون منهم بنجد، وانتقلوا كلّهم في الإسلام إلى الجزيرة الفراتية فملك نمير حران ونواحيها. وأقام بنو هلال بالشام إلى أن ظعنوا إلى المغرب كما نذكر في أخبارهم. وبقي منهم بقية بجبل بني هلال المشهور بهم الّذي فيه قلعة صرخد. وأكثرهم اليوم يتعاطون الفلح. وبنو كلاب بن ربيعة ملكوا أرض حلب ومدينتها كما ذكرناه. وبنو كعب بن ربيعة دخلت إلى الشام، منهم قبائل عقيل وقشير وجريش وجعدة، فانقرض الثلاثة في دولة الإسلام ولم يبق إلا بنو عقيل.

(وذكر) ابن حزم: أنّ عددهم يفي عدد جميع مضر. فملك منهم الموصل بنو مالك [1] بعد بني حمدان وتغلب. واستولوا عليها وعلى نواحيها وعلى حلب معها. ثم انقرض ملكهم ورجعوا للبادية، وورثوا مواطن العرب في كل جهة، فمنهم بنو المنتفق بن عامر بن عقيل، وكان بنو مالك بن عقيل في أرض تيماء من نجد، وهم الآن بجهات البصرة في الآجام التي بينها وبين الكوفة المعروفة بالبطائح، والإمارة منهم في بني معروف، وبالمغرب من بني المنتفق أحياء دخلوا مع هلال بن عامر يعرفون بالخلط، ومواطنهم بالمغرب الأقصى ما بين فاس ومراكش.

(وقال الجرجاني) : إن بني المنتفق كلهم يعرفون بالخلط، ويليهم في جنوب البصرة إخوتهم بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر، وعوف أخو المنتفق قد غلبوا على البحرين وعمان [2] وملكوها من يدي أبي الحسن الأصغر بن ثعلب [3] . وكانت هذه المواطن للأزد وبني تميم وعبد القيس، فورث هؤلاء أرضهم فيها وديارهم.

(قال ابن سعيد) : وملكوا أيضا أرض اليمامة من بني كلاب وكان ملوكهم فيها لعهد الخمسين والستمائة بني عصفور. وكان من بني عقيل خفاجة بن عمرو بن عقيل، كان انتقالهم إلى العراق فأقاموا به وملكوا ضواحيه، وكانت لهم مقامات وذكر، وهم أصحاب صولة وكثرة، وهم الآن ما بين دجلة والفرات. ومن عقيل هؤلاء بنو عبادة بن عقيل، ومنهم الأجافل [4] لأن عبادة كان يعرف بالأجفل. وهم لهذا العهد بالعراق مع بني المنتفق. وفي البطائح التي بين البصرة والكوفة وواسط والإمارة فيهم على ما يبلغنا لرجل اسمه ميان بن صالح [5] وهو في عدد ومنعة. وما أدري أهو في بنى معروف أمراء البطائح بني المنتفق، أو من عبادة الأجافل؟ هذه أحوال بني عامر بن صعصعة واستيلاؤهم على مواطن العرب من كهلان وربيعة ومضر.

(تاريخ ابن خلدون ص 15، 16، 17)



صرخد من بلاد حوران قاعدة جبل بني هلال..

في شمال شرق فلسطين قديما قبل ترسيم الحدود، وحاليا شمال الأردن وجنوب سوريا، كانت فيها منطقة تعرف بجبل بني هلال، وبالاتجاه شمالا كان هناك جبل يعرف بجبل بني عامر وبالاتجاه إلى الجنوب الغربي يقع سهل مرج بني عامر وهو من أخصب الأراضي الزراعية في شمال فلسطين بل وفي الشام، وكان على طريق القوافل القادمة من الإحساء والعراق والكويت وسوريا..

تتصل بجبل بني هلال من الجنوب والشرق البرية، أو البادية 

ومن شرقيها تسلك طريق تعرف بالرصيف إلى العراق.. يذكر المسافرون أن السائر إذا سار عليه من صرخد يصل بغداد في عشرة أيام ..

- ومن عرب صرخد: بني سعيد، وبني زبيد، وعرب الفضل، وآل نوفل، وبني مالك..آل الصيفي.. بني عباد .. بني حسان .. وبني زرعة .. ومن المعروف أن عرب الفضل كانوا يشرفون على قوافل بني عامر أيام الملك الظاهر بيبرس، والتي تعبر فلسطين متجهة إلى مصر..


- وفيها قلعة شهيرة في كتب التاريخ بنيت عام 467هـ 

- كانت من اقطاع الامير عز الدين أيبك..[1]

وقال ياقوت الحموي: " جبلُ بَني هِلال: بحوران من أرض دمشق، تحته قرى كثيرة منها قرية تعرف بالمالكية.." [2]

وقال أبو الحسن المغربي: وفي وصفه لحوران في شرقيها في الخط الجنوبي - لسير القوافل - قاعدة جبل بني هلال [3] وقال محمد كرد علي أن جبل بني هلال هو جبل حوران [4]

✍️ جبل عفف (بني هلال) بالجزيرة العربية:

جبل عفف هو أحد جبال الحجاز التي تشكل الدرع العربي الذي يفصل بين إقليم تهامة وإقليم نجد ويبعد عن شواطيء البحر الأحمر قرابة 30 كيلو متر تقريبا ويقع في منطقة مكة المكرمة جنوب شرق محافظة الليث وشمال شرق محافظة أضم وتستوطنه بعض قبيلة بنو هلال (قبيلة) المطلة على بلاد قبيلة كنانة. وصخوره صلبه ذات لون أبيض مائل للفضي ، والجبل في قمتة مليء بالمناظر الخلابة وله إطلالة على البحر الأحمر ، ويتمتع زائره في فصل الصيف


بإجواء رائعة ومعتدلة ، ويحمل الجبل في جنباته آثارا نادرة للعصور السابقة و نقوشا اثرية.

المراجع

1- بلدانية فلسطين العربية، طبعة 1948م، ص128

2- معجم البلدان لياقوت، طبعة 1995م، ج2، ص103

3- كتاب الجغرافيا، المغربي المتوفي سنة 685هـ 

4- خطط الشام، محمد علي، الطبعة الثالثة 1983م، ج1، ص31

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم