القصص التراثية

القصص التراثية

 التراث العربي القديم، جميل ورائع ومشوق، وهو بناء ويساهم في تكوين شخصية الإنسان القوية والسليمة في الغالب، ويشجع ويعزز مفاهيم التعاون المجتمعي، ويعمل على ترسيخ القيم الإنسانية النبيلة في نفوس الناس، وفي الحقيقة إن مجتمعنا العربي السابق هو أفضل وأقوى من مجتمعنا في الوقت الحاضر.. وسوف نرى ذلك من خلال إلقاء نظرة سريعة على جزء من التراث العربي الأصيل وهو القصص التراثية التي كانت تعم المجتمع كله، ونحن نسلط الضوء على الجانب الخاص بقصص الأطفال وكيف تعمل هذه القصص في تكوين سلوك الأفراد.. ثم نتعرف على خصائصها وأهدافها ونتائجها السلبية والايجابية..

تعريف القصص التراثية: هي كل قصة أو حكاية عربية متوارثة عن الأجداد، حقيقية أو خيالية كانت تُحكى بأساليب مشوقة من قبل كبار السن، ويصنت لها الصغار بشوق وبشغف .. غالباً ما يكون لهذه القصص أوقات معينة مثل وقت الفراغ في المساء أو في ليالي السمر أو في الجلسات الشتوية حول موقد التدفئة، أو في مواسم الحصاد..

أنواع القصص: تتنوع القصص من حيث المحتوى والمضمون والأهداف.. فمنها القصص المخيفة والقصص الحزينة والقصص المضحكة والساخرة، والقصص المفرحة والقصص الواعظة والناصحة والقصص الدينية والقصص التجارية والاقتصادية والقصص البطولية والقصص التحريضية والقصص المسلية والقصص الخيالية والأساطير والقصص التاريخية، وغيرها وأما موضوعات القصص ومحتواها فهي أيضاً متنوعة مثل: قصص عن الوفاء والإخلاص والأمانة والحب والعشق والفداء والتضحية و عن العفو والتسامح وكظم الغيظ وعن الصدق وعن القناعة والرضا والعدل والإحسان والصبر على المكاره، وكتمان السر وهي قصص تنتهي بالفرح ونشوة والانتصار والمدح والثناء من أجل تشجيع الناس عليها، أما القصص التي تحكي عن الطمع والجشع والغرور والخيانة واللؤم والمكر والكذب وهي قصص تنتهي بالندم والخسارة والهلاك والضياع..

أسماء القصص والحكايات في التراث الشعبي القديم، هي قصص كثيرة جدا، وقد يكون للقصة أكثر من لفظ وصيغة للعنوان، كما أن سرد القصة قد يكون فيه بعض الاختلافات في الأسماء والأحداث بين الرواة.. ومن بين تلك القصص أذكر منها ما يلي:

قصة الغول- غولة جعفر - حديدوان - الفصيح - الناطور - حسن الشاطر - أبو رجل مسلوخة - خريزة - زين الطول- مرزوقة - قطر الندى - جبينة- هنادي وجنادي - أم دليلة - عزر - سبلة - خشيشبون - معالي - قميرة قمارية - الوالي والشيخ - شتوة العجوز - الفارس الشجاع - الأميرة والملك - البصلة والملح - والزلابية - الغني والفقير - البدوي والفلاح - التاجر والخواجا - الصايغ - الحاوي -  النصيحة بجمل - السبع بنات - الحرامي والفردة - الصياد الذكي - نص نصيص - الشاطر محمد - الحطاب - السيل - الكوخ - العجوز السحارة - جرة الفخار - جرة الذهب - الذيب والراعي - الذيب الأعمى - الثعلب المكار - الذيب والنعجة - الحرامية والحمار - النملة والصرصور - الحرذون والعجل - الرجل والكلب - الجمل وصاحبه عروس البحر - ملك الغابة - الغراب والجرة - العين الزرقاء - الخرزة الزرقاء -الضيف والبخيل - لبن العصفور - اليتيم - عجايب الدنيا السبع - العقل والصبر - وقصص حجا وأبو النواس وقدوحة وعويذر  وجويفل

ومن ألفاظ القصص ومرادفاتها في اللهجة المحلية : الخراريف جمع خريفة أو خرافة والحكاوي جمع حكاية والحواديث جمع حدوثة والسواليف جمع سالفة ..

وهناك أيضاً القصص التاريخية والدينية التي أحبها العرب ولم يملوا من الحديث عنها في مجالسهم، ومنها قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مثل قصة إبراهيم وإسماعيل وقصة يوسف وقصة عيسى وموسى عليهم السلام، وقصة سليمان والهدهد، وقصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. ومن هذه القصص التاريخية ما وقعت بالفعل في تاريخهم وسيرتهم مثل قصص التغريبة الهلالية وفرسانها أبو زيد وذياب والجازية وخضرة ويونس والقاضي والأمير سرحان ومغامس والدبيسي والخفاجي، وقصص بطولات الزير سالم وكليب وجساس والبسوس، وعنترة، وميسون، وقصص العشاق قيس وليلي والملوح وجميل وبثينة، وكرم حاتم الطائي، والخنساء وبطولات خالد بن الوليد، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم.. وغيرهم 

أهداف القصص التراثية:

لها أهداف كثيرة ومتنوعة ومنها :

1- تشيجع الطفل على التفكير والتدبير، والحرص والدهاء، والفطنة والذكاء..

2- تعزيز القيم والمبادئ النبيلة والشريفة والأخلاق العالية، كالصبر والتضحية والكرم وعزة النفس والاحترام ..

3- التشجيع على الاقدام والفروسية، في المواقف التي تتطلب ذلك.

4- التخويف والحرص على عدم إرتكاب المعاصي والممنوع والمحظور والتهور ..

5- المحافظة على الشرف والعفة والطهارة ..

6- التشجيع على الاعتماد على النفس، والاحساس بالمسؤولية ..

أما عن نتائج هذه القصص فمنها: الإيجابي ومنها السلبي، حيث أن بعض القصص البطولية والمحمودة زرعت في نفوس الأشخاص انتهاج سبل تلك البطولات فكانوا من أصحاب السير البطولية والتاريخ المحمود والممدوح، وأما النتائج السلبية عند البعض هو الاحساس بالخوف والفزع نتيجة تذكرهم للقصص الحزينة والمأساوية، أو الخوف من المواقف والأشياء الأسطورية والخيالية وهذا يحدث نتيجة أخطاء الرواة وعدم اختيار القصة المناسبة للفئة العمرية وعدم مراعاة خصائص النمو، واختيار القصة المناسبة للموقف المناسب والظروف المناسبة..

إقرأ أيضاً موضوع (مطلب في الروايات والحكايات) ..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم