الألعاب الشعبية

 

الألعاب الشعبية

لعل أجمل ما يتذكره الكبار، هو ذلك الزمن البريئ الجميل الذي كان فيه أطفال الحي يمارسون ألعابهم بكل ود وحب وبكل جد وتركيز في تلك الألعاب الشعبية التي كانت في الماضي أهم ما يميز عهد الطفولة، بل أهم ما يميز حيوية الحي ونشاطه، وهو يعبر عن التكافل والتفاعل والاندماج بين أطفال الحي جميعاً، وكانت هذه الألعاب تظهر بكثافة وقت العصر وفي أوقات الإجازات المدرسية والعطل وهناك ألعاب العيد وتنشط في عيد الفطر وعيد الأضحى، وهناك ألعاب في شهر رمضان، ولذلك كانت تنشط في الربيع والصيف..
الألعاب الشعبية في الوطن العربي متشابهة بدرجة كبيرة، حتى ولو وجد اختلاف في تسمية اللعبة، أو اختلاف في مسميات بعض الألعاب ..
حكم الألعاب شرعاً.. الألعاب الشعبية الفلكلورية أو التراثية جائزة في الإسلام بشروط خلوها من الموانع والمحرمات كالموسيقى والتشبه بالنساء والتبرج أو تعريض النفس للتهلكة، وألا تلهي عن ذكر الله والصلاة والعبادة..ولكن هناك بعض الألعاب المحرمة في الإسلام مثل لعب الميسر "القمار" ولعبة تحريش الديكة، وتناطح المواشي، أو مصارعة الثيران، وقاعدة التحريم أو التحليل تكون مبنية على نوع اللعبة، فمثلاً: ما كان من هذه الألعاب قائما على أساس التفكير والتدبير والنظر في العواقب فهو جائز، وكل ما كان قائما على المصادفة وإغماض الفكر والعقل فهو حرام..
للألعاب أهمية؛ فهي ليست للتسلية والفرح بل هي أيضاً تعمل على التعلم وتنمية المهارات المختلفة الفردية والجماعية، وتشجع على المشاركة والتعاون والاندماج مع المجتمع، وتساعد الفرد على التفكير والاستنتاج والبحث عن الحلول المناسبة، ومن ثم تعزز لجملة واسعة من المفاهيم والقيم وتكشف عن عوامل وأسباب ومواطن القوة والضعف، وتعزز الطموح الفردي والجماعي لاكتساب النصر والفوز ..
 وتنقسم الألعاب الشعبية إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي ألعاب للأطفال الذكور، وألعاب للأطفال الإناث - مع وجود ألعاب مشتركة -، وألعاب لكبار السن..

أولاً مجموعة ألعاب الأطفال الذكور: 

وتضم هذه المجموعة ألعاب في فصل الشتاء وأخرى في فصل الصيف أو في الأجواء الربيعية المشمسة، مثل ألعاب التزحلق أو الزحليقة فوق الكثبان الرملية وتنشط في أواخر الشتاء لأن هذه اللعبة يجب أن تتم عندما تكون الرمال مشبعة بماء المطر، المور والجلول (التيلة أو البنانير) والفنة (ملك أم كتابة) والسطة والغماية(الغميضة) تنشط في الصيف والربيع، والجورة والطبة، وعالي وطوط والطرقة والقفز وسباق العدو "الجري" والبطاح والكرة و الدحول، ولعبة الحية والسلم، لعبة ترتيب الأرقام، لعبة عسكر وحرامية، لعبة السبع حجار، ولعبة الفرجار على لوح الصبر أو الرمل، ولعبة الكبريت والمسمار، ولعبة ضرب العود، والمقليعة، ولعبة تحدي رسم المستطيلات أو المربعات، لعبة المتاهة أو الأرنب والجزرة، لعبة الأحرف أو الأسماء أو الكلمات. والطائرات الورقية أو الأطباق .. ومن لعب الأولاد أيضاً اللعب بالمجسمات الحيوانية ومجسمات الحفر والسيارات والطائرات، والمكعبات المتشابكة ..

ثانياً مجموعة ألعاب البنات: 

لعبة المطبخ أو الطبخ والطهي، لعبة الحجلة، وعالي وطوط، وطاق طقية، ورن يا جرس، ونط الحبل، ولعبة الحاكم والجلاد، النحلة والدبور، وحادي بادي، ولعبة يا عمي وين الطريق، ولعبة الزلط أو الزقط، ولعبة الحزازير أو الفوازير.. ومن ألعاب البنات لعبة الدمى "العرائس" وأدوات المطبخ..

ثانياً  مجموعة ألعاب الكبار:

وتشمل هذه المجموعة ألعاب الشباب والكهولة والشيخوخة، ولكل فئة ألعابها الخاصة: وتتضمن مجموعة ألعاب مختلفة منها:  السيجة والضامة وأم برمنجية، والشيش بيش أو لعبة الطاولة والشطرنج، ولعبة الشدة الورقية، لعبة المبارزة، والرماية.. اضافة إلى ألعاب التنس والكرة الطائرة وكرة السلة وكرة القدم، ولعبة سباق الدراجات الهوائية، وسباق الخيل، وسباق الهجن، وسباق السيارات، وألعاب السباحة والغطس..

أسباب انقراض الألعاب الشعبية: في نهاية السبعينيات من القرن الماضي ظهر التلفاز فكان أول سبب يعمل على عزوف أولاد الحي عن اللعب في الشوارع والساحات، ثم ظهور الألعاب الجاهزة والألعاب المبرمجة والالكترونية والبلاي ستيشن وما شابه ذلك من تكنولوجيا الألعاب الحديثة..

ومن الألعاب العربية القديمة: من مجلة الرسالة، أحمد حسن الزيات، العدد 905، ص10

المفايلة: لعبة لفتيان العرب يخبئون الشيء في التراب ثم يقسمونه فإذا أخطأ المخطئ قيل له فال رأيك.

الجثة: تشبه المفايلة هي أن يختبئ الصبيان شيئا تحت التراب ثم يصدع صدعين ثم يضرب أحدهم بيده على أحدهما أو على بعضه؛ فإن قبض على الخبء فيه قمر.

عظم وضاح: لعبة الصبيان بالليل وهي أن يأخذوا عظما أبيض شديد البياض فيلقوه ثم يتفرقوا في طلبه فمن وجده منهم ركب أصحابه.

خراج: يمسك أحدهم شيئا بيده ويقول لسائرهم اخرجوا ما في يدي.

الخطرة: وهي اللعب بالمخراق.

الضب: وهي أن يصور الضب في الأرض ثم يحول أحدهم وجهه ويقول: ضع يدك على صورة الضب، على أي موضع من الضب وضعته فإن أصاب قمر.

النقيري: وهي لعبة بالتراب، ويقال الصبيان ينقرون أي يلعبون النقيري.

المقلاء والقلة: عودان يلعب بهما الصبيان فالعود الذي يضرب به يسمى المقلاء وهي خشبة قدر ذراع - والقلة هي الخشبة الصغيرة - والقلو لعبك بالقلة وذلك رمها في الجو ثم ضربها بمقلاء في اليد فتستمر القلة ماضية فإذا وقعت كان طرفاها ناتئين على الأرض فتضرب أحد طرفيها فتستدير وترتفع ثم تعترضها بالمقلاء فتضربها في الهواء فتستمر ماضية - والفعل قلا يقلو قلوا.

المقلاع: معروف ويستخدم في رمي حجرة إلى مكان بعيد.

العرعار: لعبة للصبيان أيضا.

الخذروف: شيء يدوره الصبي في يده بخيط فيسمع له دوي - قال امرئ القيس يصف فرسه في شدة جريه:

درير كخذروف الوليد أثره ... تتابع كفيه بخيط موصل

الكرة: معروفة ويقال كرا الكرة يكررها ومقطها يمقطها أي يضرب بها الأرض ثم يأخذها.

الطبطابة: مضرب الكرة.

الصاعة: البقعة الجرداء ليس فيها شيء، يكسحها الغلام وينحى حجارتها ويكرو فيها بالكرة.

الكجة: يأخذ الصبي خرقة فيدورها كأنها كرة فهو يكج أي يلعب بالكجة.

التوز: الخشبة تلعب بها الكجة.

البكسة: خرقة يلعب بها وتسمى الكجة.

الصولجان: المحجن وهو قضيب يثنى طرفه.

الميجار: شبه صولجان تضرب به الكرة.

القفيزي: خشبة ينصبها الصبيان يتقافزون عليها.

النفاز: لعبة يتنافزون عليها أي يتواثبون.

الحوفزي: أن تلقي الصبي على أطراف رجليك فترفعه - والفعل حوفزي.

الربيعة: حجر تمتحن بإشالته القوى.

الزحلوقة: مكان منحدر مملس.

الأرجوحة: خشبة توضع على تل ثم يجلس غلام على أحد طرفيها وغلام آخر على الطرف الآخر فتترجح الخشبة بهما وتتحركان فيميل أحدهما بالآخر - والفعل ترجح يترجح على الأرجوحة.

الحمص: هو الترجح والفعل حمص يحمص حمصا.

الجعري: أن يحمل الصبي بين اثنين على أيديهما.

المقثة: خشبة مستديرة على قدر قرص يلعب بها الصبيان تشبه الخرارة.

الخرارة: عود يوثق بخيط ويحرك الخيط وتجر الخشبة فيصوت.

المطثة والمطخة: خشبة عريضة يدقق أحد رأسيها يلعب به الصبيان.

الحجورة: يخط الصبيان خطا مستديرا ويقف فيه صبي ويحيط به الصبيان ويضربونه فمن أخذ منهم أقامه مكانه.

الجماح: سهم يجعل على رأسه طين كالبندقية يرمي به الصبيان.

التخاسي: الرجلان يتخاسيان أي يلعبان بالزوج والفرد يقال: خساً أو زكا أي فرد أو زوج.

الأمبوثة: هي أن يحفر الصبيان حفيرا ويدفنون فيه شيئا فمن استخرجه فقد غلب.

الدعلجة: لعبة يختلف فيها الصبيان للجيئة والذهاب.

الحوالس: هي أن يخطو خمسة أبيات في أرض سهلة ويجعلوا في كل بيت خمس بعرات وبينها خمسة أبيات ليس فيها شيء ثم يجر البعر إليها وكل خط منها حالس.

المخراق: منديل أو نحوه يلوى فيضرب به.

الرجاحة: حبل يعلق ويركبه الصبيان.

الجنابا أو الجنابى: هي أن يتجانب اثنان فيعتصم كل واحد من الآخر.

ردت الجارية: أي رفعت رجلا ومشت على أخرى تلعب.

يتبادح الصبيان: أي يترامون بالبطيخ والرمان والكرين ونحوها.

البوصاء: عود في رأسه نار يديرنه على رءوسهم... وهناك ألعاب عربية قديمة أخرى..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم