صناعة الأواني الفخارية وأنواعها

 

الأواني الفخارية 
تُعَبّر تلك الأواني الفخارية التي تم العثور عليها عن حياة الإنسان القديم ووعيه وحضارته، حيث أثبتت الدراسات أن ذلك الإنسان كان مهتماً بشكل جيد في صحته وحياته مما يؤكد بلا شك عن وعيه وفهمه لمعاجلة احتياجاته في كل الأوقات والظروف، حيث تدل الاكتشفات الأثرية على أنماط كثيرة ومتعددة لتلك الأواني المختلفة في أشكالها وأحجامها فمنها ما هو مستخدم للطهي والشراب والطعام، ومنها ما هو مستخدم للتخزين ومنها ما هو مستخدم للنقل ومنها ما هو مستخدم لأغراض الصيد والدفاع عن النفس، والعلاج أيضاً وبعضها مستخدم للزينة والبناء وإلى غير ذلك من مستلزمات حياته ومعيشته..

يرجع تاريخ صناعة الفخار لأزمنة سحيقة؛ هي في حقيقة الأمر مجهولة تماماً، لكن ما هو معروض حول ذلك مجرد توقعات ودراسات واحتمالات وفق معطيات الآثار الموجودة، فيذهب المؤرخين إلى أنها ترجع لفترة العصر الحجري الحديث في حوالي 6500 ق.م - 4000 ق.م..

صناعة الفخار من المهن القديمة التي أشار إليها القرآن الكريم، ففي قوله تعالى: فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى [القصص: ٣٨]

لفظ الفخار يطلق اولاً على الصناعة التي تحيل الطين بعد حرقه إلى ادوات صالحة للاستعمال المنزلي، ويطلق كذلك على الفن الذي يجمل هذه الادوات، وعلى الادوات التي تنتجها هذه الصناعة.

وتنتشر صناعة الأواني الفخارية في جميع الدول العربية والعالم، وكانت هذه الصناعة مزدهرة في العراق والشام ودول شبه الجزيرة العربية كافة وفي مصر ودول شمال افريقيا ولا تزال الأواني الفخارية مستخدمة حتى يومنا هذا، ففي فلسطين يوجد حوالي 109 مصنعاً يعمل في صناعة الأواني الفخارية منها 89 مصنعاً في غزة والباقي في الضفة الغربية..

 ويمكن تقسيم المنتجات الفخارية إلى:

أواني لحفظ الأغذية مثل الجرة و الخرس والحلول والبقجة والسعن..

أواني للطهي مثل الطنجرة والدلة والبرمة والملة والأكواب والفناجين والأباريق والصحون والطمسية والزبدية والقدرة والفرن أو التنور..

أواني لفظ الماء وتبريده مثل الجب أوالزير والجحلة والجدوية والإبريق والبلبل والقلة ..

أواني ومنتجات أخرى مثل الزهريات وأصص الزراعة، والمجامر والمباخر وأشكال أخرى للفن والزينة.. 

أواني خزفية مثل طوب البناء، والمزاريب والطبلة وغير ذلك..

فوائد استخدام الأواني الفخارية:

المياه في الأواني الفخارية مفيدة للمعدة والجسم

جسم الإنسان حمضي بطبيعته، بينما الطين قلوي. يتفاعل الماء من هذه الأواني القلوية عندما تستهلكه مع الطبيعة الحمضية لجسمنا ويساعد في خلق توازن مناسب في درجة الحموضة. هذا هو السبب في أن شرب الماء من الفخار يساعد في الحفاظ على مستوى الحموضة ويحد من مشاكل المعدة.

تساعد الفيتامينات والمعادن الموجودة في المياه المخزنة في الأواني الفخارية في الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الجسم.

شرب الماء من الفخار يعزز عملية التمثيل الغذائي

عندما نشرب الماء المخزن في زجاجات بلاستيكية، فإنه يحتوي على مواد كيميائية سامة مثل Bisphenol A أو BPA، والتي تضر الجسم من نواح كثيرة، مثل خفض مستويات هرمون التستوستيرون واضطراب الغدد الصماء.

في حين أن شرب الماء من وعاء فخاري يوازن مستويات هرمون التستوستيرون ويحسن التمثيل الغذائي في الجسم، كما يشير موقع Health shots.

حافظ على القيمة الغذائية باستخدام أواني الفخار للطبخ

بسبب الطهي البطيء، تسمح الأواني الفخارية للرطوبة والحرارة بالدوران عبر الطعام، وبالتالي الحفاظ على المستوى الغذائي فيها.

عند طهي اللحوم على وجه الخصوص، تساعد حرارة الفخار الداخلية الذاتية البروتينات العضلية والكولاجين على التحلل بشكل طبيعي وتحافظ على قيمته الغذائية لفترة أطول.

كما أن اللحوم المحضرة في الأواني الفخارية تظل طرية ورائعة.

الطهي في الفخار يقلل من استهلاك الزيت

يعد الاستخدام المفرط للزيت في الطهي أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الوزن. لذا، إذا كنت ترغب في جعل وجباتك أقل دهنية، فإن الأواني الفخارية هي واحد من أفضل الخيارات؛ لأنها تتطلب كمية أقل من الزيت لطهي الطعام.

نظراً لأنها مقاومة للحرارة ويطهى الطبق ببطء فيها، فإنك لا تحتاج للكثير من الزيت عند الطهي في أواني الفخار. تحتفظ الأواني الفخارية بالزيت وتوفر الرطوبة للطعام حتى لا تضيف دهوناً غير ضرورية لجعل طعامك ألذ.

الأواني الفخارية تضفي نكهة لطيفة وقيمة غذائية على الطعام:

تصنع الأواني الفخارية من الطين القلوي بطبيعته. هذه الخاصية تمكنه من التفاعل مع الأحماض في الطعام أثناء الطهي، وبالتالي موازنة الرقم الهيدروجيني. هذه الخاصية لا تجعل الطعام أكثر صحة فحسب، بل تضفي عليه أيضاً نكهة لطيفة.

كما تحتوي الأواني الفخارية على الفوسفور والمغنيسيوم والعديد من المعادن الأخرى، مما يجعل الطعام المطبوخ أكثر غنى بهذه المعادن التي تلعب دوراً مهماً في صحة جسم الإنسان.

طريقة تنظيف وعاء الفخار مختلفة

لأن الفخار مسامي، لا يمكنك تنظيفه باستخدام الصابون أو منظفات غسيل الأطباق العادية. سوف يمتص الطين الصابون وسوف تظهر نكهته في الوجبة التالية التي تطبخها في الإناء.

بدلاً من ذلك، تحتاج إلى تنظيف الوعاء الفخاري باستخدام الماء الساخن وفرشاة خشنة. يمكن استخدام صودا الخبز لإزالة الروائح العالقة خاصة إذا كنت قد طهيت مع البصل والثوم. أما بالنسبة للبقع الصعبة، يمكنك استخدام الملح الصخري وفركه جيداً. ثم املأ القدر بالماء الساخن وانتظر لمدة نصف ساعة. بعد ذلك تخلص من الماء واغسله مرة أخرى.

وإذا كنت ترغب في استخدام الأواني الفخارية لوجبات الطعام والحلويات، فمن الأفضل أن تشتري إناءين لكل منهما حتى لا تؤثر أي نكهات ممتصة على طعم وصفتك.

أسماء وألقاب مشتقة من العمل في مهنة صناعة الفخار:

فخراني: فخاري، خزفي، خزاف. صانع الفخار وبائعه.

فخارة: جرة، كوز، إناء من الفخار.

فخاري: خزاف، صانع الفخار وبائعه.

فخورة: فرن لعمل الخزف والفخار، المكان الذي يشوي فيه الطين ليكون فخاراً.

فاخراني: فخاري، صانع الفخار وبائعه.

فاخورة: معمل الفخار. المكان الذي يشوي فيه الطين ليكون فخاراً. 

فاخوري: فخاري، بائع الفخار وصانعه.

الفخار في التراث الشعبي:

قبل نحو 30 سنة كانت معظم البيوت تحتوي على أواني فخارية متعددة، وأكثرها كان أباريق الفخار لحفظ الماء، والزير وهو وعاء كبير الحجم يحفظ فيه الماء، والصحون ومن أسماؤها المشهورة قبل 30 سنة وأكثر؛ الباطية وهي وعاء مفلطح كبير يقدم فيه الطعام للضيوف ويجتمع عليه جماعة من ثلاثة وحتى 10 أفراد، وتسمى الباطية أيضاً باسم القصعة، وكذلك الزبدية وهي وعاء مجوف، وكذلك الجرة وتستخدم لنقل الماء وأخرى لتخزين الطعام، والبقجة وهي خاصة لحفظ السمن واللبن، وكان يظهر الفخار في الأسواق بثلاثة ألوان الأسود والأحمر والمائل للأصفر أو القريب للبرتقالي..

وأما الفخار في الأمثال الشعبية: 

فهناك العديد من الأمثال نذكر منها على سبيل المثال: فخار يكسر بعضه، يطقق في الفخار، اكسر وراه جرة ، اقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها، الضرة مرة ولو كانت جرة، طلب الغنى شقفة وكسر الفقير زيره، مثل أباريق الجامع، خلى العسل فى جراره لما تيجى أسعاره، الفقى يقيس المية فى الزير، الخبز مخبوز والمية في الكوز، دق الفخار ببان عيبه، المية مية ان كانت في كوب ذهب او كوب فخار، الطين المشوي ينقاله فخار..

              

بقلم/ المؤرخ

Abu Ismail al-Hilali

التاريخ بيت قديم، الأجداد يتهامسون فيه عن إرث مجيد والأحفاد يستمعون ويصغون لفهم الحياة

إرسال تعليق

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

أحدث أقدم